الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَأوّبَني دَائي القَدِيمُ فَغَلَّسَا
…
أُحَاذِرْ أنْ يَرْتَدّ دائي فأُنْكَسَا (1)
فَيا رُبّ مَكرُوبٍ كَرَرْتُ وَرَاءَهُ
…
وَطاعَنْتُ عَنهُ الخيلَ حَتى تَنَفَّسَا
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَدْ أرُوحُ مُرَجَّلاً
…
حَبِيباً إلى البِيضِ الكَوَاعبِ أملَسَا
يَرُعنَ إلى صَوْتي إذا مَا سَمِعْنَهُ
…
كمَا تَرْعوِي عِيطٌ إلى صَوْتِ أعيَسَا (2)
أرَاهُنّ لا يُحْبِبنَ مَن قَلّ مَالُهُ
…
وَلا مَنْ رَأينَ الشَّيبَ فيهِ وَقَوّسَا
وَمَا خِفْتُ تَبرِيحَ الحَياةِ كما أرَى
…
تَضِيقُ ذِرِاعي أنْ أقومَ فألبَسَا (3)
فَلَو أنّهَا نَفسٌ تَمُوتُ جَمِيعَةٌ
…
وَلَكِنّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا
وَبُدّلْتُ قَرْحَاً دامِياً بَعدَ صِحّةٍ
…
فَيا لكِ من نُعمَى تحَوّلنَ أبْؤسا
لَقد طَمَحَ الطَّمّاحُ من بُعد أرْضِهِ
…
لِيُلْبِسَني مِنْ دَائِهِ مَا تَلَبّسَا (4)
ألا إنّ بَعدَ العُدْمِ للمَرْءِ قِنْوَة ً
…
وَبعدَ المَشيبِ طولَ عُمرٍ ومَلَبَسَا (5)
امرؤ القَيْسِ وعَبيدُ بْنُ الأَبْرصَ [
البسيط]
لقي يوماً عَبيد بن الأبرص الأسديّ. فقال له عبيد بن الأبرص: كيف معرفتك بالأوابد؟ فقال: قل ما شئتـ تجدني كما أجبت.
مَا حَيّةٌ مَيْتَةٌ قَامَتْ بمِيتَتِهَا
…
دَرْدَاءُ مَا أنْبَتَتْ سَنّاً وَأضرَاسَا (6)
(1) غلّس: اء في آخر الليل.
(2)
يرعن: يفزعن. العيط: ج عيطاء وهي خيار الإبل. الأعيس: الفحل.
(3)
التبريح: شدة البلاء.
(4)
الطّمّاح: رجب من بني أسد.
(5)
القنوة: غنى ونعمة.
(6)
الدرداء: الذاهبة أسنانها.
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقَى في سَنَابِلِهَا
…
فأخرجَتْ بعد طول المُكثِ أكداسَا
فقال عبيد:
ما السُّودُ والبِيضُ وَالأسماءُ وَاحدَةٌ
…
لا يَستَطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ السّحَابُ إذا الرّحمَانُ أرْسلَها
…
رَوّى بها من مُحولِ الأرْضِ أيْبَاسَا
فقال عبيد:
مَا مُرْتِجَاتٌ عَلى هَوْلٍ مَرَاكِبُها
…
يَقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا (1)
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ النّجُومُ إذا حَانَتْ مَطالِعُهَا
…
شَبّهْتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا
فقال عبيد:
مَا القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنِيسَ بهَا
…
تأتي سِرَاعاً وَمَا يَرْجِعنَ أنْكاسَا
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الرّيَاحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُهَا
…
كَفَى بأذَيالَها للتُّرْبِ كَنّاسَا
فقال عبيد:
مَا الفَاجِعَاتُ جَهَاراً في عَلانِيَةٍ
…
أشَدُّ مِنْ فَيْلَقٍ مَمْلُوءَةٍ بَاسَا
(1) المرتجات: المتعلّق بهنّ الرجاء.
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ المَنَايَا فَمَا يُبْقِينَ مِنْ أحدٍ
…
يَكفِتنَ حَمْقَى وَمَا يُبقينَ أكيَاسَا (1)
فقال عبيد:
مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَلٍ
…
لا يَشتَكينَ وَلَوْ ألجَمتَها فَاسَا (2)
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الجِيادُ عَلَيها القَوْمُ قد سبحوا
…
كانوا غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا (3)
فقال عبيد:
مضا القَاطعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ
…
قبلَ الصّباحِ ومَا يَسرِينَ قِرْطَاسَا (4)
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ الفَتى مَلِكاً
…
دُونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا
فقال عبيد:
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ
…
وَلا لِسَانٍ فَصيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ المَوَازِينُ وَالرّحْمَانُ أنْزَلَها
…
رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقْياسَا
(1) يكفتن: يقبضن. الأكياس: ج كيّس وهو العاقل.
(2)
الفاس: حديدة اللجام القائمة في الحنك.
(3)
الأحلاس: ج حلس: كساء على ظهر البعير.
(4)
القرطاس: البعير الأبيض، والجارية البيضاء.