المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثالث: مراجعة وتدقيق مكان الهدف: - رسم الأهداف

[عبد القادر المحمدي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: (الهدف) مفهومه، وشروط تحقيقه

- ‌المطلب الأول: تعريف الهدف لغة واصطلاحاً

- ‌المطلب الثاني: شروط تحقيق الأهداف (في ضوء السنة النبوية)

- ‌أولاً: أن يكون الهدف محدداً واضحاً:

- ‌ثانياً: أن يكون الهدف قابلاً للتنفيذ

- ‌ثالثاً: أن يكون الهدف واقعياً:

- ‌رابعاً: أنْ يكون الهدف محدداً بوقت معين:

- ‌خامساً: وضع الأهداف الجزئية:

- ‌المبحث الثاني: معايير تحقيق الأهداف (في ضوء السنة النبوية)

- ‌المطلب الأول: تحديد العمل المطلوب انجازه، ومَنْ يقوم به، ومتى يقوم به، ولماذا يقوم به

- ‌المطلب الثاني: تحديد المعيار الكمي، والنوعي لقياس الإنجاز:

- ‌المطلب الثالث: تحديد الإطار الزمني المطلوب لإنجاز العمل

- ‌المطلب الرابع: أن تكون مرنة قابلة للتعديل (البدائل):

- ‌المطلب الخامس: أن تكون متوافقة مع قيم المجتمع وتوجهاته:

- ‌المبحث الثالث: مراجعة الأداء وتقييم صحة الأهداف ودقتها (في ضوء السنة النبوية)

- ‌المطلب الأول: مقدار علاقة الهدف بالرسالة المقصودة

- ‌المطلب الثاني: مراجعة الجدول الزمني وتدقيقه:

- ‌المطلب الثالث: مراجعة وتدقيق مكان الهدف:

- ‌المطلب الرابع: من سيقوم بالأعمال والخطوات اللازمة لتحقيق الهدف

الفصل: ‌المطلب الثالث: مراجعة وتدقيق مكان الهدف:

أقومه في المدينة " قال: فلما قدمنا المدينة وجاء الجمعة هجرت لما حدثني عبد الرحمن بن عوف، فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير جالساً إلى جنب المنبر فجلست إلى جنبه - تمس ركبتي ركبته، قال: فلما زالت الشمس خرج علينا عمر رحمه الله، قال: فقلت: وهو مقبل: أما والله ليقولن أمير المؤمنين على هذا المنبر مقالة لم يقل قبله، قال فغضب سعيد بن زيد، وقال: وأي مقالة يقول لم يقل قبله؟ قال: فلما ارتقى عمر المنبر أخذ المؤذن في أذانه، فلما فرغ من أذانه قام عمر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ...... "(1).والذي يعنينا ههنا أن عمر رضي الله عنه راجع هدفه الذي أراده، وأخذ بمشورة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وغير خطة طريق الهدف، فاختار الزمان والمكان المناسبين للهدف، ووفقه الله تعالى في تحقيقه، فلولا هذه المراجعة –ربما- وقعت فتنة تطير لها العقول، وتشرأب لها أعناق المنافقين.

‌المطلب الثالث: مراجعة وتدقيق مكان الهدف:

لابد لصاحب الأهداف من مراجعة وتقييم لصحة الخطوات التي يسير عليها، هل الطريق صحيح؟ كم قطعت منه؟ وكم بقي؟ وهل هناك سبل أخرى ربما غابت عني أو طرأت من جديد؟ وهل نحتاج إلى دراسة جديدة واعادة تقييم، فهذه أسئلة مهمة يجب أن تلاحظ.

ونوضح ذلك بمثال من السنة النبوية: وذلك في قصة مشورة الحباب بن المنذر في منزل بدر:" أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة"؟ فقال: يا رسول الله، فإنَّ هذا ليس بمنزل، فانهض بالنّاس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أشرت بالرأي". فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من النّاس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب فغورت، وبنى حوضا على القليب الذي نزل عليه، فملئ ماء، ثم قذفوا فيه الآنية "(2).

فبمراجعة أداء الهدف الذي أراده النبيّ صلى الله عليه وسلم في اختيار موضع القتال، اختار بعد المشورة موضعاً غير الموضع الأول فتقدم وجعل الآبار خلفه لا يصل إليها المشركون ثم ردمها، فالنبيّ صلى الله عليه وسلم صرح بطلب المشورة في

(1) أخرجه البخاري (6442)،ومسلم –مختصراً- 5/ 116 (4436)،وغيرهما.

(2)

أخرجه ابن اسحاق، كما في المغازي الواقدي1/ 53،وابن هشام 1/ 620،ودلائل النبوة 3/ 110.

ص: 31