الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أومعي شيطان؟! قال: ((نعم)) قلت: ومع كل إنسان؟ قال: ((نعم)) ومعك يا رسول الله؟ قال: ((نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم)) (1).
والظاهر أن شيطان النبي صلى الله عليه وسلم صار مؤمناً لا يأمر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بخير، وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين، ووسوسته، وإغوائه، فأعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه معنا؛ لنحترز منه بحسب الإمكان (2).
4 - النميمة من أسباب زرع البغضاء والحقد في قلوب الناس
؛ ولعظم خطرها حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، ففي حديث حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة نمَّام)). وفي لفظ: ((لا يدخل الجنة قتَّات)) (3). النمام هو القتات،
(1) مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قريناً، برقم 2815.
(2)
شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 164).
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب الأدب، باب ما يكره من النميمة، برقم 6056، ومسلم، كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم النميمة، برقم 105.
والقتات هو النمام؛ ولكن النمام هو الذي يحضر القصة فينقلها، والقتات الذي يستمع من حيث يعلم به فينقل ما سمعه (1).
والنميمة هي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد؛ ولهذا فالنمام هو شر الناس؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إن شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)). وفي لفظ: ((تجدُ من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه)) (2).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن
(1) فتح الباري، لابن حجر (10/ 473).
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب الأدب، باب ما قيل في ذي الوجهين، برقم 3494، 6058، 7179، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب ذم ذي الوجهين، برقم 2526.
محمداً صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم ما العَضْهُ؟ هي النميمة القالةُ بين الناس)) (1). والعضه: الفاحش الغليظ التحريم، وهو البهت (2)، قال يحيى بن أبي كثير:((يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة)) (3).
فمن السحر: السعي بالنميمة، والإفساد بين الناس (4).
وغير ذلك من أسباب الشر والفساد والإفساد بين الناس، فعلى المسلم أن يبتعد عن الأسباب التي تزرع العداوة والبغضاء، والله المستعان.
(1) مسلم، كتاب البر والصلة، باب تحريم النميمة، برقم 2606.
(2)
شرح النووي (16/ 396)، وفتح المجيد (ص 329).
(3)
فتح المجيد، وذكر أنه ذكره ابن عبد البر، ونقله ابن مفلح في الفروع، فتح المجيد (ص 330).
(4)
فتح المجيد (ص 330).