المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌4 - النميمة من أسباب زرع البغضاء والحقد في قلوب الناس - سلامة الصدر

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أولاً: مفهوم الهجر، والشحناء، والقطيعة:

- ‌1 - مفهوم الهجر

- ‌2 - مفهوم القطيعة:

- ‌3 - مفهوم الشحناء:

- ‌ثانياً: خطر الهجر، والقطيعة، والشحناء والحسد والبغضاء:

- ‌1 - تحريم التدابر، والتحاسد، والتباغض

- ‌1 - الحسد مرض قديم من أمراض القلوب

- ‌2 - الحسد من رَذائل الأخلاق القبيحة الفاسدة

- ‌3 - الحسد من أشد معاصي القلوب

- ‌4 - الحسد يدل على ضعف إيمان الحاسد

- ‌5 - الحسد يدل على أن صاحبه فاقد التعاون

- ‌6 - الحسد يدل على أن صاحبه فاقد الرحمة

- ‌7 - الحسد معصية لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌9 - الحسد لا يقع إلا بين ضعفاء البصائر:

- ‌10 - أسباب الحسد

- ‌أ) العداوة والبغضاء

- ‌ب) خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى

- ‌11 - آثار الحسد

- ‌أ) المقاطعة، والهجر، والبغضاء، والشحناء

- ‌ب) الغيبة، والنميمة

- ‌جـ) الظلم، والعدوان

- ‌د) السرقة، والقتل

- ‌12 - علاج الحسد:

- ‌أ) يجب على الحاسد أن يتوب إلى الله تعالى

- ‌ب) يقطع نظره عن الناس

- ‌جـ) إذا رأى من ينافسه في الدنيا فلينافسه في الأعمال الصالحة

- ‌د) التربية منذ الطفولة على حب الخير للناس

- ‌و) إذا وجد في نفسه شيئاً من الحسد

- ‌13 - الحاسد قد يصيب بعينه

- ‌14 - الأسباب التي يُدفع بها شر الحاسد

- ‌الأمر الثاني:

- ‌الأمر الثالث:

- ‌الأمر الرابع:

- ‌الأمر الخامس:

- ‌الأمر السادس:

- ‌الأمر السابع:

- ‌الأمر الثامن:

- ‌الأمر التاسع:

- ‌الأمر العاشر:

- ‌الأمر الحادي عشر:

- ‌الأمر الثاني عشر:

- ‌الأمر الثالث عشر:

- ‌2 - تحريم الهجر فوق ثلاثة أيام

- ‌3 - إذا سلم أحدهما على الآخر فرد عليه فقد اشتركا في الأجر

- ‌5 - من هجر أخاه المسلم سنة فهو كسفك دمه

- ‌6 - الملائكة تردُّ السلام إذا لم يرد أحد المتهاجرين على الآخر

- ‌7 - تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين

- ‌8 - الهجر المشروع للمصلحة

- ‌ثالثاً: أسباب العداوة والشحناء

- ‌1 - تحريش الشيطان بين الناس

- ‌2 - بعث الشيطان سراياه

- ‌3 - قرين الإنسان من أسباب البلاء والفتنة والشر

- ‌4 - النميمة من أسباب زرع البغضاء والحقد في قلوب الناس

- ‌رابعاً: أسباب سلامة الصدر التي تذيب الأحقاد، وتجلب المودة بين الناس

- ‌1 - الابتعاد عن الوقوع في الذنوب والمعاصي

- ‌2 - دفع السيئة بالحسنة

- ‌3 - نور الإيمان الصادق

- ‌4 - العلم النافع مع العمل الصالح

- ‌5 - دوام ذكر الله تعالى على كل حال

- ‌6 - ترك فضول النظر

- ‌7 - النظر إلى من هو دونك

- ‌8 - اعتماد القلب على الله

- ‌9 - إفشاء السلام

- ‌10 - الهدية

- ‌11 - الصدقة والإحسان

- ‌12 - الهُدى والتوحيد

- ‌13 - لا يطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله

- ‌14 - ترك العتاب على ما حصل من الأقرباء وغيرهم في الماضي

- ‌15 - يعلم أن أذية الناس لا تضره خصوصاً في الأقوال الخبيثة

- ‌16 - الرغبة في الأجر والثواب الذي يحصل بسبب العفو والصفح

- ‌المثال الأول:

- ‌المثال الثاني:

- ‌المثال الثالث:

- ‌المثال الرابع:

- ‌المثال الخامس:

- ‌17 - الرغبة فيما عند الله تعالى

- ‌18 - الدعاء بإذهاب سخيمة القلب

- ‌19 - صوم رمضان مع صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن حقد، وغش، ووسوسة الصدر

- ‌20 - طهارة القلب وسلامته من الغل والحسد من أسباب السلامة

- ‌المثال الأول: ما أخبر الله به عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المثال الثاني: ما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم في فضل ومكانة صاحب القلب السالم من الحقد والبغضاء والحسد

- ‌المثال الثالث: ما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة الرجل الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ثلاث مرات في ثلاثة أيام

- ‌21 - إصلاح ذات البين

- ‌22 - إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم:

الفصل: ‌4 - النميمة من أسباب زرع البغضاء والحقد في قلوب الناس

أومعي شيطان؟! قال: ((نعم)) قلت: ومع كل إنسان؟ قال: ((نعم)) ومعك يا رسول الله؟ قال: ((نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم)) (1).

والظاهر أن شيطان النبي صلى الله عليه وسلم صار مؤمناً لا يأمر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بخير، وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين، ووسوسته، وإغوائه، فأعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه معنا؛ لنحترز منه بحسب الإمكان (2).

‌4 - النميمة من أسباب زرع البغضاء والحقد في قلوب الناس

؛ ولعظم خطرها حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، ففي حديث حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة نمَّام)). وفي لفظ: ((لا يدخل الجنة قتَّات)) (3). النمام هو القتات،

(1) مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قريناً، برقم 2815.

(2)

شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 164).

(3)

متفق عليه: البخاري، كتاب الأدب، باب ما يكره من النميمة، برقم 6056، ومسلم، كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم النميمة، برقم 105.

ص: 40

والقتات هو النمام؛ ولكن النمام هو الذي يحضر القصة فينقلها، والقتات الذي يستمع من حيث يعلم به فينقل ما سمعه (1).

والنميمة هي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد؛ ولهذا فالنمام هو شر الناس؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إن شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)). وفي لفظ: ((تجدُ من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه)) (2).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن

(1) فتح الباري، لابن حجر (10/ 473).

(2)

متفق عليه: البخاري، كتاب الأدب، باب ما قيل في ذي الوجهين، برقم 3494، 6058، 7179، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب ذم ذي الوجهين، برقم 2526.

ص: 41

محمداً صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم ما العَضْهُ؟ هي النميمة القالةُ بين الناس)) (1). والعضه: الفاحش الغليظ التحريم، وهو البهت (2)، قال يحيى بن أبي كثير:((يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة)) (3).

فمن السحر: السعي بالنميمة، والإفساد بين الناس (4).

وغير ذلك من أسباب الشر والفساد والإفساد بين الناس، فعلى المسلم أن يبتعد عن الأسباب التي تزرع العداوة والبغضاء، والله المستعان.

(1) مسلم، كتاب البر والصلة، باب تحريم النميمة، برقم 2606.

(2)

شرح النووي (16/ 396)، وفتح المجيد (ص 329).

(3)

فتح المجيد، وذكر أنه ذكره ابن عبد البر، ونقله ابن مفلح في الفروع، فتح المجيد (ص 330).

(4)

فتح المجيد (ص 330).

ص: 42