الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعاً: أسباب سلامة الصدر التي تذيب الأحقاد، وتجلب المودة بين الناس
كثيرة، منها ما يأتي:
1 - الابتعاد عن الوقوع في الذنوب والمعاصي
؛ لأنها أسباب كل شر، فعن أنس رضي الله عنه يرفعه:((ما توادّ اثنان في الله عز وجل أو في الإسلام، فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما)) (1).
فيجب على العبد التوبة إلى الله تعالى من جميع الذنوب، والإنابة والرجوع إلى الله سبحانه، ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعُّم بعبادته عز وجل.
2 - دفع السيئة بالحسنة
، من أسباب سلامة
(1) البخاري في الأدب المفرد، برقم 401، بلفظ: ((
…
فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما)) ولكن الألباني رحمه الله بين أنه في الأصول التي رجع إليها: ((إلا بذنب يحدثه أحدهما)) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص 158)، وفي الأحاديث الصحيحة برقم 637.
القلوب، وقد جعل الله تعالى للمسلم مخرجاً من أعدائه: شياطين الإنس، والجن، فالعدو الذي يُرى بالعين وهو شيطان الإنس، فالمخرج منه: بالإعراض عنه، والعفو، والدفع بالتي هي أحسن، قال الله تعالى:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (1).
أما العدو الثاني فهو شيطان الجن، والمخرج منه الاستعاذة بالله منه، قال الله تعالى:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (2). وما أحسن ما قاله القائل:
فما هو إلا الاستعاذة ضارعاً
…
أو الدفع بالحسنى هما خير مطلوب
فهذا دواء الداء من شر ما يُرى
…
وذاك دواء الداء من شر محجوب (3)
(1) سورة فصلت، الآية:34.
(2)
سورة فصلت، الآية:36.
(3)
زاد المعاد، لابن القيم (2/ 462).