المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أولاً: مفهوم الهجر، والشحناء، والقطيعة:

- ‌1 - مفهوم الهجر

- ‌2 - مفهوم القطيعة:

- ‌3 - مفهوم الشحناء:

- ‌ثانياً: خطر الهجر، والقطيعة، والشحناء والحسد والبغضاء:

- ‌1 - تحريم التدابر، والتحاسد، والتباغض

- ‌1 - الحسد مرض قديم من أمراض القلوب

- ‌2 - الحسد من رَذائل الأخلاق القبيحة الفاسدة

- ‌3 - الحسد من أشد معاصي القلوب

- ‌4 - الحسد يدل على ضعف إيمان الحاسد

- ‌5 - الحسد يدل على أن صاحبه فاقد التعاون

- ‌6 - الحسد يدل على أن صاحبه فاقد الرحمة

- ‌7 - الحسد معصية لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌9 - الحسد لا يقع إلا بين ضعفاء البصائر:

- ‌10 - أسباب الحسد

- ‌أ) العداوة والبغضاء

- ‌ب) خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى

- ‌11 - آثار الحسد

- ‌أ) المقاطعة، والهجر، والبغضاء، والشحناء

- ‌ب) الغيبة، والنميمة

- ‌جـ) الظلم، والعدوان

- ‌د) السرقة، والقتل

- ‌12 - علاج الحسد:

- ‌أ) يجب على الحاسد أن يتوب إلى الله تعالى

- ‌ب) يقطع نظره عن الناس

- ‌جـ) إذا رأى من ينافسه في الدنيا فلينافسه في الأعمال الصالحة

- ‌د) التربية منذ الطفولة على حب الخير للناس

- ‌و) إذا وجد في نفسه شيئاً من الحسد

- ‌13 - الحاسد قد يصيب بعينه

- ‌14 - الأسباب التي يُدفع بها شر الحاسد

- ‌الأمر الثاني:

- ‌الأمر الثالث:

- ‌الأمر الرابع:

- ‌الأمر الخامس:

- ‌الأمر السادس:

- ‌الأمر السابع:

- ‌الأمر الثامن:

- ‌الأمر التاسع:

- ‌الأمر العاشر:

- ‌الأمر الحادي عشر:

- ‌الأمر الثاني عشر:

- ‌الأمر الثالث عشر:

- ‌2 - تحريم الهجر فوق ثلاثة أيام

- ‌3 - إذا سلم أحدهما على الآخر فرد عليه فقد اشتركا في الأجر

- ‌5 - من هجر أخاه المسلم سنة فهو كسفك دمه

- ‌6 - الملائكة تردُّ السلام إذا لم يرد أحد المتهاجرين على الآخر

- ‌7 - تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين

- ‌8 - الهجر المشروع للمصلحة

- ‌ثالثاً: أسباب العداوة والشحناء

- ‌1 - تحريش الشيطان بين الناس

- ‌2 - بعث الشيطان سراياه

- ‌3 - قرين الإنسان من أسباب البلاء والفتنة والشر

- ‌4 - النميمة من أسباب زرع البغضاء والحقد في قلوب الناس

- ‌رابعاً: أسباب سلامة الصدر التي تذيب الأحقاد، وتجلب المودة بين الناس

- ‌1 - الابتعاد عن الوقوع في الذنوب والمعاصي

- ‌2 - دفع السيئة بالحسنة

- ‌3 - نور الإيمان الصادق

- ‌4 - العلم النافع مع العمل الصالح

- ‌5 - دوام ذكر الله تعالى على كل حال

- ‌6 - ترك فضول النظر

- ‌7 - النظر إلى من هو دونك

- ‌8 - اعتماد القلب على الله

- ‌9 - إفشاء السلام

- ‌10 - الهدية

- ‌11 - الصدقة والإحسان

- ‌12 - الهُدى والتوحيد

- ‌13 - لا يطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله

- ‌14 - ترك العتاب على ما حصل من الأقرباء وغيرهم في الماضي

- ‌15 - يعلم أن أذية الناس لا تضره خصوصاً في الأقوال الخبيثة

- ‌16 - الرغبة في الأجر والثواب الذي يحصل بسبب العفو والصفح

- ‌المثال الأول:

- ‌المثال الثاني:

- ‌المثال الثالث:

- ‌المثال الرابع:

- ‌المثال الخامس:

- ‌17 - الرغبة فيما عند الله تعالى

- ‌18 - الدعاء بإذهاب سخيمة القلب

- ‌19 - صوم رمضان مع صوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن حقد، وغش، ووسوسة الصدر

- ‌20 - طهارة القلب وسلامته من الغل والحسد من أسباب السلامة

- ‌المثال الأول: ما أخبر الله به عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المثال الثاني: ما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم في فضل ومكانة صاحب القلب السالم من الحقد والبغضاء والحسد

- ‌المثال الثالث: ما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة الرجل الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ثلاث مرات في ثلاثة أيام

- ‌21 - إصلاح ذات البين

- ‌22 - إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم:

الفصل: ‌21 - إصلاح ذات البين

‌21 - إصلاح ذات البين

من أعظم الأسباب للسلامة من الضغائن، والأحقاد، والقطيعة والشحناء؛ لما في ذلك من الفضل العظيم؛ ولهذا الفضل قال الله عز وجل:{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (1). وقال عز وجل: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (2). وقال عز وجل: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} (3). وقال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} (4). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ سُلامَى (5) من الناس عليه صدقة كلَّ يوم تطلع فيه

(1) سورة النساء، الآية:114.

(2)

سورة الأنفال، الآية:1.

(3)

سورة النساء، الآية:128.

(4)

سورة الحجرات، الآية:10.

(5)

السُّلامي: جمع سُلامية، وهي الأنملة من أنامل الأصابع، وقيل: واحده وجمعه سواء، ويجمع على سلاميات، وهي التي بين كل مفصلين من = = أصابع الإنسان، وقيل: السلامى كل عظم مجوف من صغار العظام: والمعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. [النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب السين مع اللام (2/ 396)]، ويوضح هذا حديث عائشة رضي الله عنها ترفعه:((إنه خلق كل إنسان من بنى آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله عز وجل، وعزل حجراً عن طريق الناس أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس، وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار)) [مسلم برقم 1007].

ص: 62

الشمس: تعدل بين الاثنين صدقة (1)، وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكلُّ خطوَةٍ تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط (2) الأذى عن الطريق صدقة)) (3).

(1) تعدل بين اثنين: أي تصلح بينهما بالعدل. شرح النووي على صحيح مسلم (7/ 99).

(2)

تميط الأذى عن الطريق: أي تنحيه وتبعده عنها. تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص 217).

(3)

متفق عليه: البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من أخذ بالركاب ونحوه (4/ 19) برقم 2989، ومسلم، كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (2/ 699) برقم 1009.

ص: 63

وعن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، ويقول خيراً، وينمي (1) خيراً (2)). قالت: ((ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها)) (3). وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام، والصلاة، والصدقة؟)) قالوا: بلى، قال: ((إصلاح

(1) ينمي: يقال: نَميْتُ الخبر أو الحديث إذا بلغته على جهة الإصلاح، ونمَّيت بالتشديد، إذا كان على جهة النميمة وإفساد ذات البين. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص 571).

(2)

متفق عليه: البخاري، كتاب الصلح، باب ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس (3/ 221)، برقم 2692، ومسلم واللفظ له، كتاب البر والصلة، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه (4/ 2011)، برقم 2605.

(3)

رواية لمسلم في الحديث السابق رقم 2605.

ص: 64

ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة)) (1)، وهذا يؤكد أهمية إصلاح ذات البين.

وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يُثبِّتُ ذلك لكم؟ أفشوا السلام بينكم)) (2).

(1) أبو داود، كتاب الأدب، باب إصلاح ذات البين (4/ 280) برقم 4919، والترمذي، كتاب صفة القيامة، باب: حدثنا أبو يحيى (4/ 663) برقم 2509، وقال:((هذا حديث صحيح))، وأحمد في المسند (6/ 444)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/ 929)، والحالقة: أي الماحقة للأجر والحسنات، وجاء في الترمذي، ويروى:((لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)) (4/ 664) برقم 2509، 2510.

(2)

الترمذي، كتاب صفة القيامة، 56 - باب، برقم 2510، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3/ 607)، وفي صحيح الترغيب والترهيب (3/ 99).

ص: 65