الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ قال: ((كلُّ مخموم القلب صدوق اللسان))، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: ((هو التقيُّ، النقيُّ، لا إثم فيه، ولا بَغْيَ، ولا غِلَّ، ولا حَسَدَ)) (1).
المثال الثالث: ما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة الرجل الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ثلاث مرات في ثلاثة أيام
، فتابعه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ ليقتدي به، فبقي معه ثلاثة أيام فلم يرَ عملاً زائداً على عمله، ولم يقم من الليل شيئاً، إلا أنه إذا استيقظ من الليل وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبره حتى يقوم لصلاة الفجر، ولم يسمعه يقول إلا خيراً،
(1) أخرجه ابن ماجه، في كتاب الزهد، باب الورع والتقوى (4/ 149) برقم 4216، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (2/ 411).
فلما مضت الثلاث ليال كاد أن يحتقر عبد الله عمل الرجل، فسأله وقال: ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ((ما هو إلا ما رأيتَ غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه))، فقال عبد الله بن عمرو: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق (1).
وهذا كله يؤكد على كل مسلم أن يسأل الله عز وجل أن يطهر قلبه من الحقد، والحسد، والبغضاء للمسلمين، وأن يطهر لسانه من قول الزور، ومن كل ما يغضب الله عز وجل، والله المستعان.
(1) أحمد في المسند (3/ 166) والنسخة المحققة، (20/ 124)، برقم 2697، وقال عنه محققو المسند:((إسناده صحيح على شرط الشيخين))، وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (ص 1328):((وهذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين)) والحديث أيضاً في مصنف عبد الرزاق، برقم 20559، وشرح السنة للبغوي، برقم 3535، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، برقم 863، وغيرهم ..