المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المواجهة هي السبيل: - الإسلام ومواجهة المذاهب الهدامة

[محمد البهي]

الفصل: ‌المواجهة هي السبيل:

الأساطير والخرافات التي كانت تقوم عليها الكهانات .. وميل بعض الشباب إلى قبول الشك في الإسلام يمثل اهتزازًا في مستقبل المجتمعات الإسلامية، وضعفًا في الأمة الإسلامية، وتفريقًا للشباب نفسه بين مؤمن ومعارض للإيمان .. أو بين يميني ويساري، وأخطبوط غريب داخل المجتمعات الإسلامية المعاصرة لمساعدة الداعين من الأساتذة الوطنيين إلى عداوة العلم للإسلام في محاضراتهم الجامعية. فرغم أن هؤلاء الأساتذة قلة تراهم يدعون إلى هذه الجامعة أو لتلك. وقد تكون بعض الجامعات الداعية لهم في الوطن العربي والإسلامي ذات طابع إسلامي وليس بعلماني. كما تراهم يدعون إلى الكتابة في الصحف العربية والمجلات العربية والإسلامية، بمكافأة سخية، وبصفة منتظمة، وليس من الصعب أن يعرف الراغب في المعرفة: من هو من الغرب الصليبي، أو من الشرق الإلحادي، وراء دعوة هذا الأستاذ أو ذاك.

ولأن هذه القلة من الأساتذة تجد دائمًا مكافأتها بالمال .. أو بالرحلات على حساب جمعيات خارجية: تصر على التمادي في دعوتها إلى العلمانية بحجة ادعاء عداوة الإسلام للعم. ومن الأسف أنها لا تؤمن بما تقول ولا تستطيع التدليل على ما تدعي. ولكنها المنفعة العاجلة: لها بريق يطوي في سهولة من لا إيمان له.

* * *

‌المُوَاجَهَةُ هِي السَّبِيلُ:

هذه المذاهب الهدامة هي اتجاهات متشابكة بعضها مع بعض .. ومتداخلة بعضها في بعض، ومن السهل أن يتعاون أصحاب

ص: 37

المصلحة من الشرق والغرب على السواء في ترويجها ضد الإسلام، ومن هنا كان «الوفاق» بين قمة القوة الإلحادية العلمية .. وقمة القوة الصليبية الدولية، أمرًا ميسرًا.

فسيطرة الشيوعية الدولية على مجتمع إسلامي ما، قد تكون مقبولة في نظر القوة الصليبية لفترة تطول أو تقصر حسب النتائج التي تظهر من ترويج الإلحاد العلمي فيه وقد تكون باتفاق الطرفين.

ونفوذ القوة الصليبية في مجتمع إسلامي ما، قد تباركه القوة الإلحادية العالمية طالما الإسلام تحت هذه النفوذ في طريقه في الضعف.

وليس من السهل - لتداخل هذه المذاهب الهدامة - مواجهة كل مذهب على حدة، وإنما تجب المواجهة .. ككل لا يتجزأ .. يجب أن تواجهه هذه المذاهب بالتربية الأساسية (1) للفرد المسلم وتأكيدها في الأجيال الصاعدة.

وإن إحسان الحكام في المجتمعات الإسلامية بتسرب هذه المذاهب قد لا يكون واضحًا لهم. ومن ثم: عن طريق المواجهة الكلية لهذه المذاهب، وعدم الإفراط في الثقة بأية قوة من القوتين العالميتين اللتين برزتا بعد الحرب العالمية الثانية: تؤمل يقظة الوعي لدى المسلمين بقوتهم في غدهم: يف عقيدتهم، وفي تماسكهم .. وفي نعمة الله عليهم في أوطانهم من ثروات عديدة.

(1) لنا رسالة صغيرة بعنوان " التربية الأساسية .. التربية النوعية " تعنى بشأن الطرفين والفرق بينهما.

ص: 38

والتربية الأساسية المشار إليها هي التربية الإسلامية لصياغة الأفراد وإعدادهم لأداء ما يناط بهم، مع التربية النوعية التي تؤهلهم للمهن والحرف المختلفة في الحياة والمزاوجة في مراحل التعليم المختلفة بين التربية الأساسية والأخرى النوعية في المجتمعات الإسلامية بفرضها وضع المسلمين بين القوتين العالميتين في وقتهم الحاضر.

* * *

وهكذا: إذا كانت العلمانية .. والماسونية .. والإلحاد العلمي .. والعلاقة بين العلم والدين قد وجهت فيما مضى إلى المسيحية، فإنها الآن مع «الاستشراق»

والصليبية الدولية: توجه مجتمعة إلى الإسلام في المجتمعات الإسلامية المعاصرة وتلاحظ أن أَيًّا منها لم يوجه إلى اليهودية كدين .. الأمر الذي يدل على أنها من صنع العقلية اليهودية العالمية.

والمهمة الأولى لوسائل الإعلام الإسلامي يجب:

أولاً: أن تكشف عن التحديث لهذه الاتجاهات ضد الإسلام بعرض المآخذ التي يوجهها بأسلوب علمي موثق، ونقضها نقضًا منهجيًا.

وثانيًا: أن تعرض المبادئ الإسلامية وملاءمتها لخصائص الطبيعة البشرية بحيث يتكون من عرضها منهج عملي في حياة الإنسان: يلتزمه في السلوك .. والمعاملة معًا.

وثالثًا: أن تعمل على وضع منهج للتربية الأساسية للفرد المسلم في أي مجتمع في جميع مراحل التعليم، بما فيها مرحلة التعليم الجامعي، وبالأخص في دراسة كليات التربية، على أن يكون هدف هذا المنهج هو إعداد «الصلاحية» و «الأهلية» لدى الفرد المسلم لأداء الواجب في رقابة ذاتية وفي خشية من الله لأداء وظيفته في المجتمع التي تؤهله لها تربيته النوعية في المهنة أو الحرفة.

.... والله الموفق .. وهو المستعان ..

ص: 39