الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرصة لرجال المخابرات المركزية عن طريق سير المناقشات والاشتراك فيها، كي يقفوا على الأشخاص ومنمفري المسلمين وعلمائهم وأساتذة الجامعات في بلادهم، الذين يمكن «التعامل» معهم لتنفيذ سياسة الصليبية الدولية في المجتمعات الإسلامية، بمساعدتهم.
وكانت وظيفة رجال المخابرات الركزية بعد انتهاء المؤتمر: هي تصنيف هؤلاء القادة من المسلمين: إلى من له أهلية التعامل مع المنفذين لتخطيط الصليبية الدولية .. ومن ليست له هذه الأهلية.
وإذن ليست الجدارة هي كل شيء وراء اختيار فلان أو فلانة للوظيفة القيادية في أي مجتمع إسلامي، بدلاً من فلان أو فلانة. وليست أيضًا الأمانة والدقة. بل قبل كل شيء: المرونة في التعامل .. وطرح التعصب الوطني والديني .. أي التعامل في دائرة «العالمية» ..
* * *
•
في مفهوم الإلحاد العلمي:
والإلحاد العلمي مسألة رئيسية في فلسفة الماركسية، كما يحلو للاشتراكيين العلميين أن يصفوا بالفلسفة: محاولة كارل ماركس في إثارة العامة ضد الدين .. وضد الملاك للأراضي الزراعية، وللصناعات الختلفة، وأصحاب رؤوس الأموال في البنوك والهيئات التجارية وخلافها .. والفلسفة الماركسية هي في واقع أمرها: محاولة تقوم على الحماس والإثارة أكثر مما تقوم على المنطق والفكر.
كارل ماركس كان يهوديًا قبل كل شيء، وكان إحساسه باليهودية
وسط الأكثرية المسيحية في ألمانيا أو في إنجلترا لا يقل عن إحساس أي يهودي عادي. وكانت ضريبة الفكر اليهودي عليه: أن يضم معولاً جديدًا في هدم الحدود بين اليهود والمسحيين في الشعوب الأوروبية كي يعيشوا جميعًا بإحساس مشترك. وهو إحساس الإنسانية. وذلك للانتقال من دائرة الدين، والوطن، والعنصر .. إلى دائرة «العالمية» ..
وقد سبق الماركسية في إضعاف الدين والعنصر: معول «العلمانية» .. ومعول «الماسونية» .. وسلطت الماسونية على أصحاب القيادات والرياسات العليا وبالأخص في دائرة الاقتصاد، بينما سلطات العلمانية على التربية والتعليم، والتشريع، حتى يمكن أن تتخرج أجيال بعد ذلك تتنفس في جو «العلمانية» وحدها.
والآن «بالماركسية» يدخل التفكير اليهودي مجال «العامة» و «الجماهير» في الشعوب، بعد أن دخل من قبل الماسونية مجال الرياسات والقيادات .. وبالعلمانية مجال الشباب والأجيال الصاعدة.
والماركسية إن بدت أنها محاولة في مجال الاقتصاد بنقل ملكية المال إلى الدولة .. وأنها محاولة أخرى في مجال الاجتماع بادعاء تحقيق «العدل الاجتماعي» وإزالة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين الطبقات: فإنها محاولة قاسية في مجال الدين بمطاردته وادعاء أنه مخدر الجماهير في صرفهم عن حقوقهم إزاء طبقة الملاك من الإقطاعيين وأصحاب رؤوس الأموال.
والإلحاد العلمي هو ادعاء للماركسية في سلسلة ادعاءاتها ضد الدين - أي دين ومفهومه أن «العلم» يثبت عدم وجود الله، وبالتالي
كذب ما يقال من وحي لرسول ما في تاريخ البشرية. وما الدين إلا أساطير ابتدعت لتسكين الكادحين، والمحرومين عن مقاومة الإقطاعيين والرأسماليين. وعن طريق الدين استغلت الطبقة الكادحة سنين طويلة، وجريمة ضد العدل الاجتماعي جريمة منكرة.
ومن هنا يتجه ماركس بندائه إلى الثورة الحمراء .. إلى سفك الدماء .. إلى التخريب في كل ما يملكه الإقطاعيون والرأسماليون ويجب على العمال الكادحين أن ينتزعوا بالقوة الأموال من أيديهم، ولا ينتظروا أن تتحول إليهم، تحقيقًا لمبدأ «النقيض» ! فحقهم في هذه الأموال حق مشروع. ومبدأ الوجود نفسه - وهو مبدأ النقيض - مبدأ حتمي لا يتخلف إطلاقًا.
والسؤال الآن: أي «علم» يثبت عدم وجود الله .. وبالتالي أسطورة الوحي؟ أهو «علم التجربة» ؟ .. وهل التجربة هي وحدها مصدر «العلم» ؟ وإذا كان الأمر كذلك: هل التجربة مصدر علوم الرياضة، أم مصدرها العقل وحده؟. وإذا لم تكن التجربة هي المصدر الوحيد «للعلم» كيف يحمل الإنسان على التزام ما لا يلزم، وهو الإيمان بعدم وجود الله؟، إن الإلحاد العلمي ادعاء لم يسنده دليل.
وسؤال آخر: كيف تصف الماركسية: الاشتراكية أو العدل الاجتماعي، أو نقل ملكية المال إلى الدولة: بأنه إنساني بينما تطلب في تحقيق ذلك: سفك الدماء وتخريب الملكية بكل سبيل ممكن؟.
ولكن القوة الكبرى صاحبة المصلحة والمنفعة الخاصة من وراء ترويج
الإلحاد العلمي في المجتمعات الإسلامية هي التي تستخدم أولياءها في هذه المجتمعات لتنفيذ المخطط الإرهابي في إضعاف الإسلام وحمل الكثرة الغالبة في مجتمعاته على رفضه وعدم الإيمان به.
في تطبيق الإلحاد العلمي:
وفي التطبيق في دائرة الإلحاد العلمي: يبدو الأمر واضحًا في القسوة في التطبيق. فتعلن في المجتمع الإسلامي الذي يتبع النفوذ لقوة الإلحاد الكبرى: «الرقابة» على النشر، إما لمنع الرأي الآخر إذا تعرض لنقد الإلحاد الماركسي .. أو للتضييق عليه بحيث يفقد القيمة الذاتية لو نشر.
ويختار رقباء النشر، والمشرفون على وسائل الإعلام في الإذاعة، والتلفزيون، والصحافة، والكتب من الموالين للماركسية، ويوصي بهم أصحاب الدعوة إلى الإلحاد العلمي، أو أصحاب الدعوة إلى الاشتراكية. ويتشددون في تمكينهم من شؤون الثقافة .. وشؤون المسرح والفن على العموم، ومن شؤون وسائل الإعلام جميعًا.
وإذا أصبح المجتمع الإسلامي اشتراكيًا ماركسيًا فمعناه: أن الإلحاد العلمي لا بد أن يتسرب إلى كل جانب من جوانب حياة الإنسان، بحيث يصبح جو الاشتراكية هو جو «الإلحاد» وجو الإشادة بصداقة الأصدقاء.
* * *