الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صاحبهم، فإذا برجل ينوّه بهم وهو راكب على جمل يقود آخر، فقال: أيكم أبو الخيبري؟
فقال: أنا. قال: إن حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك، وأمرني أن أحملك، فهذا جمل فاركبه.
وذكرها أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة حاتم الطائي من الوجه المذكور وساقه من طريق هشام بن الكلبي: حدثنا أبو مسكين، عن جعفر بن محمد بن الوليد، عن أبيه، والوليد جده مولى أبي هريرة سمعت محرز بن أبي هريرة يقول: كان رجل يقال له أبو الخيبري مرّ في نفر من قومه بقبر حاتم فبات أبو الخيبري ليلته ينادي به أقر أضيافك، فذكره، وفيه فساروا ما شاء اللَّه، ثم نظروا إلى راكب فإذا هو عديّ بن حاتم، فقال: إن حاتما جاءني في النوم وأنه قرى راحلتك، وقال في ذلك أبياتا ردّدها عليّ حتى حفظنها منه، فذكرها، وفيه: وقد أمرني أن أحملك على بعير فركبه وذهبوا.
القسم الرابع
9860- أبو خالد الكندي
«1»
: استدركه أبو موسى، وقال: ذكره أبو بكر بن أبي عليّ، وأورده
من طريق أبي فروة:
سمعت أبا مريم، سمعت أبا خالد الكندي، يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا رأيتم الرّجل قد أعطي الزّهادة في الدّنيا» «2»
…
الحديث.
وهذا حديث أبي خلاد الرّعيني، فوقع الوهم في كنيته ونسبه.
9861- أبو خداش
«3»
: له صحبة.
روى عنه أبو عثمان، قال: كنا في غزوة فنزل الناس منزلا فقطعوا الطريق ونصبوا الحبال على العلاء، فلما رأى ما صنعوا قال: سبحان اللَّه، لقد غزوت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوات فسمعته يقول: «المسلمون شركاء في ثلاث:
الماء والنّار والكلإ» «4» .
هكذا ذكر ابن مندة.
(1) أسد الغابة ت 5838.
(2)
أخرجه ابن ماجة 2/ 1373 في كتاب الزهد باب الزهد في الدنيا حديث رقم 4101 قال البوصيري في مصباح الزجاجة 2/ 1373 لم يخرج ابن ماجة لأبي خلاد سوى هذا الحديث ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الخمسة شيئا أ. هـ والبخاري في التاريخ الكبير 9/ 98، وأبو نعيم في الحلية 10/ 405 وابن عساكر في تاريخه 4/ 451.
(3)
أسد الغابة ت 5842.
(4)
روي هذا الحديث من طريقين الأول عن أبي خداش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند أحمد في المسند 5/ 364 وأبو داود 3/ 750 (3477) والثاني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند ابن ماجة 2/ 826 (2472) .
وأما أبو عمر فقال: أبو خداش الشّرعبي هو حبّان بن زيد شامي لا يصح له صحبة.
وذكره بعضهم في الصحابة، وأشار إلى الحديث، وساق
…
قال: ورواه يزيد بن هارون وغيره عن حريز بن عثمان، عن أبي خداش. وسماه بعضهم حبان بن زيد الشّرعبي. وزاد:
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وهذا هو الصحيح لا قول من قال عن أبي خداش عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روى أبو خداش هذا عن عمرو بن العاص.
قلت: وقد رواه أبو اليمان عن حريز بن عثمان عن حبان، يكنى أبا خداش- أن شيخا من شرعب نزل بأرض الروم، فذكر الحديث. وهذا موافق لقول ابن عبد البر. وقد عاب ابن الأثير على ابن مندة جعله هذا رجلين، أحدهما السلمي، وهو الّذي مضى في القسم الأول، والثاني الشّرعبي، قال: وحّد أبو عمر بين الّذي روى عنه أبو عثمان والّذي روى عنه ابن محيريز، وهو الصواب. وفرّق بينهما ابن مندة ومن تبعه، فقال: جعل الأول شيخا من شرعب، والآخر لخميا، ولو عرف أن شرعب بطن من لخم لفعل كما فعل أبو عمر.
قلت: لم يغاير بينهما من أجل شرعب ولخم، وإنما غاير بينهما، لأن الشرعبي ظهر من الروايات الأخرى أنه حبّان بن زيد، وهو بكسر أوله وتشديد الموحدة، شامي تابعي معروف لا صحبة له، وإنما روى عن بعض الصحابة، وأرسل شيئا. فهو غير الصحابي الّذي يقال له أبو خالد السلمي، وإنما اتحد الحديث الّذي روياه، وقد رواه عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان، عن ثور بن زيد، عن حريز، عن أبي خداش، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: غزوت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو قال ثلاث غزوات. قال عمرو بن علي: فسألت عنه معاذ بن معاذ، فحدثني به عن حريز بن عثمان، عن حبّان بن زيد الشّرعبي، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال عمرو: ثم قدم علينا يزيد بن هارون، فحدثنا به عن حريز.
أخرجه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» من طريق الفلاس، ثم أخرجه من طريق إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن حريز، عن أبي خداش، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو داود في السنن عاليا عن علي بن الجعد، عن حريز، عن حبّان، عن رجل من قرن، وعن مسدّد، عن عيسى بن يونس، عن حريز، عن رجل من المهاجرين، فوضح بهذا أن أبا خداش اسمه حبّان بن زيد الشرعبي، وهو تابعي لا صحابي، وأنه حدث به عن صحابي غير مسمّى، واختلف في نسبته، فقيل شرعبي، وقيل قرني، وقيل غير ذلك
.