المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌عوامل الجزم بلا ولام طالبا ضع جزما … في الفعل هكذا - شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[ابن عقيل]

الفصل: ‌ ‌عوامل الجزم بلا ولام طالبا ضع جزما … في الفعل هكذا

‌عوامل الجزم

بلا ولام طالبا ضع جزما

في الفعل هكذا بلم ولما

وأجزم بإن ومن وما ومهما

أي متى أيان أين إذما

وحيثما أنى وحرف إذما

كإن وباقي الأدوات أسما

الأدوات الجازمة للمضارع على قسمين:

أحدهما: ما يجزم فعلا واحدا وهو اللام الدالة على الأمر نحو ليقم زيد أو على الدعاء نحو {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} ولا الدالة على النهي نحو قوله تعالى: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} أو على الدعاء نحوربنا لا تؤاخذنا ولم ولما وهما للنفي ويختصان بالمضارع ويقلبان معناه إلى المضي نحو لم يقم زيد ولما يقم عمرو ولا يكون النفي بلما إلا متصلا بالحال.

ص: 26

كقوله:

335 -

أيان نؤمنك نأمن غيرنا وإذا لم

تدرك الأمن منا لم تزل

ص: 28

حذرا

أينما كقوله:

336 -

أينما الريح تميلها تمل

وإذ ما نحو قوله:

337 -

وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر

به تلف من إياه تأمر آتيا

وحيثما نحو

ص: 29

قوله:

338 -

حيثما تستقم يقدر لك

الله نجاحا في غابر الأزمان

وأنى نحو قوله:

339-

ص: 30

خليلي أني تأتياني تأتيا

أخا غير ما يرضيكما لا يحاول

وهذه الأدوات التي تجزم فعلين كلها أسماء إلا إن وإذ ما فإنهما حرفان وكذلك الأدوات التي تجزم فعلا واحدا كلها حروف.

ص: 31

فعلين يقتضين شرط قدما

يتلو الجزاء وجوابا وسما

يعني أن هذه الأدوات المذكورة في قوله واجزم بإن إلى قوله وأني يقتضين جملتين:

إحداهما: وهي المتقدمة تسمى شرطا.

والثانية: وهي المتأخرة تسمى جوابا وجزاء ويجب في الجملة الأولى أن تكون فعلية وأما الثانية فالأصل فيها أن تكون فعلية ويجوز أن تكون اسمية نحو إن جاء زيد أكرمته وإن جاء زيد فله الفضل.

وماضيين أومضارعين

تلفيهما أو متخالفين

ص: 32

إذا كان الشرط والجزاء جملتين فعليتين فيكونان على أربعة أنحاء:

الأول: أن يكون الفعلان ماضيين نحو إن قام زيد قام عمرو ويكونان في محل جزم ومنه قوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ} .

والثاني: أن يكونا مضارعين نحو إن يقم زيد يقم عمرو ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} .

والثالث: أن يكون الأول ماضيا والثاني مضارعا نحو إن قام زيد يقم عمرو ومنه قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} .

والرابع: أن يكون الأول مضارعا والثاني ماضيا وهو قليل ومنه قوله:

340 -

من يكدني بسيء كنت منه

كالشجا بين حلقه والوريد

ص: 33

وقوله صلى الله عليه وسلم: "من يقم ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه"

ص: 34

وبعد ماض رفعك الجزا حسن

ورفعه بعد مضارع وهن

أي إذا كان الشرط ماضيا والجزاء مضارعا جاز جزم الجزاء ورفعه وكلاهما حسن فتقول إن قام زيد يقم عمرو ويقوم عمرو ومنه قوله:

341 -

وإن أناه خليل يوم مسألة

يقول لا غائب مالي ولا حرم

ص: 35

وإن كان الشرط مضارعا والجزاء مضارعا وجب الجزم فيهما ورفع الجزاء ضعيف كقوله:

342 -

يا أقرع بن حابس يا أقرع

إنك إن يصرع أخوك تصرع

ص: 36

وأقرن بفا حتما جوابا لو جعل

شرطا لإن أو غيرها لم ينجعل

أي إذا كان الجواب لا يصلح أن يكون شرطا وجب اقترانه بالفاء وذلك كالجملة الاسمية نحو إن جاء زيد فهو محسن وكفعل الأمر نحو إن جاء زيد فاضربه وكالفعلية المنفية بما نحو إن جاء زيد فما أضربه أو لن نحو إن جاء زيد فلن أضربه فإن كان الجواب يصلح أن يكون شرطا كالمضارع الذي ليس منفيا بما ولا بلن ولا مقرونا بحرف التنفيس ولا بقد وكالماضي المتصرف

ص: 37

الذي هو

غير مقرون بقد لم يجب اقترانه بالفاء نحو إن جاء زيد يجيء عمرو أو قام عمرو

وتخلف الفاء إذا المفاجأة

كـ "إن تجد إذا لنا مكافأة"

أي إذا كان الجواب جملة اسمية وجب اقترانه بالفاء ويجوز إقامة إذا الفجائية مقام الفاء ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} .

ولم يقيد المصنف الجملة بكونها اسمية استغناء بفهم ذلك من التمثيل وهو إن تجد إذا لنا مكافأة.

والفعل من بعد الجزا إن يقترن

بالفا أو الواو بتثليث قمن

ص: 38

إذا وقع بعد جزاء الشرط فعل مضارع مقرون بالفاء أو الواو جاز فيه ثلاثة أوجه: الجزم والرفع والنصب وقد قرىء بالثلاثة قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} بجزم يغفر ورفعه ونصبه وكذلك روى بالثلاثة قوله:

343 -

فإن يهلك أبو قابوس يهلك

ربيع الناس والبلد الحرام

ونأخذ بعده بذناب عيش

أجب الظهر ليس له سنام

ص: 39

روى بجزم نأخذ ورفعه ونصبه.

وجزم أو نصب لفعل إثرفا

أو واو أن بالجملتين اكتنفا

إذا وقع بين فعل الشرط والجزاء فعل مضارع مقرون بالفاء أو الواو جاز نصبه وجزمه نحو إن يقم زيد ويخرج خالد أكرمك بجزم يخرج ونصبه ومن النصب قوله:

ص: 40

344 -

ومن يقترب منا ويخضع نؤوه

ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما

والشرط يغني عن جواب قد علم

والعكس قد يأتي إن المعنى فهم

ص: 41

يجوز حذف جواب الشرط والاستغناء بالشرط عنه وذلك عند ما يدل دليل على حذفه نحو أنت ظالم إن فعلت فحذف جواب الشرط لدلالة أنت ظالم عليه والتقدير أنت ظالم إن فعلت فأنت ظالم وهذا كثير في لسانهم وأما عكسه وهو حذف الشرط والاستغناء عنه بالجزاء فقليل ومنه قوله:

فطلقها فلست لها بكفء

وإلا يعل مفرقك الحسام

ص: 42

أي وإلا تطلقها يعل مفرقك الحسام.

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم

جواب ما أخرت فهو ملتزم

كل واحد من الشرط والقسم يستدعي جوابا وجواب الشرط إما مجزوم أو مقرون بالفاء وجواب القسم إن كان جملة فعلية مثبتة مصدرة بمضارع أكد باللام والنون نحو والله لأضربن زيدا وإن صدرت بماض اقترن باللام وقد نحو والله لقد قام زيد وإن كان جملة اسمية فبإن واللام أو

اللام وحدها أو بإن وحدها نحو والله إن زيدا لقائم والله لزيد

ص: 43

قائم والله إن زيدا قائم وإن كان جملة فعلية منفية فينفي بما أولا أو إن نحو والله ما يقوم زيد ولا يقوم زيد وإن يقوم زيد والاسمية كذلك.

فإذا اجتمع شرط وقسم حذف جواب المتأخر منهما لدلالة جواب الأول عليه فتقول إن قام زيد والله يقم عمرو فتحذف جواب القسم لدلالة جواب الشرط عليه وتقول والله إن يقم زيد ليقومن عمرو فتحذف جواب الشرط لدلالة جواب القسم عليه.

وإن تواليا وقبل ذو خبر

فالشرط رجح مطلقا بلا حذر

أي إذا اجتمع الشرط والقسم أجيب السابق منهما وحذف جواب المتأخر هذا إذا لم يتقدم عليهما ذو خبر فإن تقدم عليهما ذو خبر رجح الشرط مطلقا أي سواء كان متقدما أو متأخرا فيجاب الشرط ويحذف جواب القسم فتقول زيد إن قام والله أكرمه وزيد والله إن قام أكرمه.

ص: 44

وربما رجح بعد قسم

شرط بلا ذي خبر مقدم

أي وقد جاء قليلا ترجيح الشرط على القسم عند اجتماعهما وتقدم القسم وإن لم يتقدم ذو خبر ومنه قوله:

346 -

لئن منيت بنا عن غب معركة

لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل

ص: 45

فلام لئن موطئة لقسم محذوف والتقدير والله لئن وإن شرط وجوابه لا تلفنا وهو مجزوم بحذف الياء ولم يجب القسم بل حذف جوابه لدلالة جواب الشرط عليه ولو جاء على الكثير وهو إجابة القسم لتقدمه لقيل لا تلفينا بإثبات الياء لأنه مرفوع.

ص: 46