المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أما ولولا ولوما - شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[ابن عقيل]

الفصل: ‌أما ولولا ولوما

‌أما ولولا ولوما

أما كمهما يك من شيء وفا

لتلو تلوها وجوبا ألفا

أما حرف تفصيل وهي قائمة مقام أداة الشرط وفعل الشرط ولهذا فسرها سيبويه بمهما يك من شيء والمذكور بعدها جواب الشرط فلذلك لزمته الفاء نحو أما زيد فمنطلق والأصل مهما يك من شيء فزيد منطلق فأنيبت أما مناب مهما يك من شيء فصار أما فزيد منطلق ثم أخرت الفاء إلى الخبر فصار أما زيد فمنطلق ولهذا قال وفا لتلو تلوها وجوبا ألفا.

وحذف ذي الفاقل في نثر إذا

لم يك قول معها قد نبذا

ص: 52

قد سبق أن هذه الفاء ملتزمة الذكر وقد جاء حذفها في الشعر كقوله:

349 -

فأما القتال لا قتال لديكم

ولكن سيرا في عراض المواكب

ص: 53

أي فلا قتال وحذفت في النثر أيضا بكثرة وبقلة فالكثرة عند حذف القول معها كقوله عز وجل: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} أي فيقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم والقليل ما كان بخلافه كقوله صلى الله عليه وسلم أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله هكذا وقع في صحيح البخاري ما بال بحذف الفاء والأصل أما بعد فما بال رجال فحذفت الفاء.

ص: 54

لولا ولوما يلزمان الابتدا

إذا امتناعا بوجود عقدا

للولا ولوما استعمالان:

أحدهما: أن يكونا دالين على امتناع الشيء لوجود غيره وهو المراد بقوله إذا امتناعا بوجود عقدا ويلزمان حينئذ الابتداء فلا يدخلان إلا على المبتدأ ويكون الخبر بعدهما محذوفا وجوبا ولا بد لهما من جواب فإن كان مثبتا قرن باللام غالبا وإن كان منفيا بما تجرد عنها غالبا وإن كان منفيا بلم لم يقترن بها نحو لولا زيد لأكرمتك ولوما زيد لأكرمتك ولوما زيد ما جاء عمرو ولوما زيد لم يجيء

عمرو فزيد في

ص: 55

هذه المثل ونحوها مبتدأ وخبره محذوف وجوبا والتقدير لولا زيد موجود وقد سبق ذكر هذه المسألة في باب الابتداء.

وبهما التخضيض مز وهلا

ألا ألا وأولينها الفعلا

أشار في هذا البيت إلى الاستعمال الثاني للولا ولوما وهو الدلالة على التخضيض ويختصان حينئذ بالفعل نحو لولا ضربت زيدا ولوما قتلت بكرا فإن قصدت بهما التوبيخ كان الفعل ماضيا وإن قصدت بهما الحث على الفعل كان مستقبلا بمنزلة فعل الأمر كقوله تعالى: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا} أي لينفر.

وبقية أدوات التحضيض حكمها كذلك فتقول هلا ضربت زيدا وألا فعلت كذا وألا مخفة كألا مشددة.

وقد يليها أسم بفعل مضمر

علق أو بظاهر مؤخر

ص: 56

قد سبق أن أدوات التخضيض تختص بالفعل فلا تدخل على الاسم وذكر في هذا البيت أنه قد يقع الاسم بعدها ويكون معمولا لفعل مضمر أو لفعل مؤخر عن الاسم فالأول كقوله:

350 -

هلا التقدم والقلوب صحاح

ص: 57

ف التقدم مرفوع بفعل محذوف وتقديره هلا وجد التقدم ومثله قوله:

351 -

تعدون عقر النيب أفضل مجدكم

بنى ضوطرى ولا الكمى المقنعا

ص: 58

ف الكمى مفعول بفعل محذوف والتقدير لولا تعدون الكمى المقنع والثاني كقولك لولا زيدا ضربت ف زيدا مفعول ضربت.

ص: 59