المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌التصريف حرف وشبهه من الصرف برى … وما سواهما بتصريف حرى التصريف: - شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك - جـ ٤

[ابن عقيل]

الفصل: ‌ ‌التصريف حرف وشبهه من الصرف برى … وما سواهما بتصريف حرى التصريف:

‌التصريف

حرف وشبهه من الصرف برى

وما سواهما بتصريف حرى

التصريف: عبارة عن علم يبحث فيه عن أحكام بنية الكلمة العربية وما لحروفها من أصالة وزيادة وصحة وإعلال وشبه ذلك.

ولا يتعلق إلا بالأسماء المتمكنة والأفعال فأما الحروف وشبهما فلا تعلق لعلم التصريف بها.

وليس أدنى من ثلاثي يرى

قابل تصريف سوى ما غيرا

ص: 191

يعني أنه لا يقبل التصريف من الأسماء والأفعال ما كان على حرف واحد أو على حرفين إلا إن كان محذوفا منه فأقل ما تبنى عليه الأسماء المتمكنة والأفعال ثلاثة أحرف ثم قد يعرض لبعضها نقص كيد وقل وم الله وق زيدا.

ومنتهى أسم خمس أن تجردا

وإن يزد فيه فما سبعا عدا

الاسم قسمان: مزيد فيه ومجرد عن الزيادة.

فالمزيد فيه هو: ما بعض حروفه ساقط وضعا وأكثر ما يبلغ الاسم بالزيادة سبعة أحرف نحو إحر نجام واشهيباب.

والمجرد عن الزيادة هو: ما بعض حروفه ليس ساقطا في أصل الوضع.

وهو إما ثلاثي كفلس أو رباعي كجعفر وإما خماسي وهو غايته كسفرجل.

ص: 192

وغير آخر الثلاثي افتح وضم

وأكسر وزد تسكين ثانيه تعم

العبرة في وزن الكلمة بما عدا الحرف الأخير منها وحينئذ فالاسم الثلاثي إما أن يكون مضموم الأول أو مكسورة أو مفتوحة وعلى كل من هذه التقادير إما أن يكون مضموم الثاني أو مكسوره أو مفتوحة أو ساكنة فيخرج من هذا اثنا عشر بناء حاصلة من ضرب ثلاثة في أربعة وذلك نحو قفل وعنق ودئل وصرد ونحو علم وحبك وإبل وعنب ونحو فلس وفرس وعضد وكبد.

وفعل أهمل والعكس يقل

لقصدهم تخصيص فعل بفعل

ص: 193

يعني أن من الأبنية الاثنى عشر بناءين أحدهما مهمل والآخر قليل.

فالأول: ما كان على وزن فعل بكسر الأول وضم الثاني وهذا بناء من المصنف على عدم إثبات حبك.

والثاني: ما كان على وزن فعل بضم الأول وكسر الثاني كدئل وإنما قل ذلك في الأسماء لأنهم قصدوا تخصيص هذا الوزن بفعل ما لم يسم فاعله كضرب وقتل.

وافتح وضم واكسر الثاني من

فعل ثلاثي وزد نحو ضمن

ومنتهاه أربع إن جردا

وإن يزد فيه فما ستا عدا

الفعل ينقسم إلى مجرد وإلى مزيد فيه كما انقسم الاسم إلى ذلك

ص: 194

وأكثر ما يكون عليه المجرد أربعة أحرف وأكثر ما ينتهي في الزيادة إلى ستة وللثلاثي المجرد أربعة أوزان ثلاثة لفعل الفاعل وواحد لفعل المفعول فالتي لفعل الفاعل فعل بفتح العين كضرب وفعل بكسرها كشرب وفعل يضمها كشرف.

والذي لفعل المفعول فعل بضم الفاء وكسر العين كضمن.

ولا تكون الفاء في المبنى للفاعل إلا مفتوحة ولهذا قال المصنف وافتح وضم واكسر الثاني فجعل الثاني مثلثا وسكت عن الأول فعلم أنه يكون على حالة واحدة وتلك الحالة هي الفتح.

وللرباعي المجرد ثلاثة أوزان واحد لفعل الفاعل كدحرج وواحد لفعل المفعول كدحرج وواحد لفعل الأمر كدحرج.

وأما المزيد فيه فإن كان ثلاثيا صار بالزيادة على أربعة أحرف كضارب أو على خمسة كانطلق أو على ستة كاستخرج وإن كان رباعيا صار بالزيادة على خمسة كتدحرج أو على ستة كاحر نجم.

ص: 195

لاسم مجرد رباع فعلل

وفعلل وفعلل وفعلل

ومع فعل فعلل وإن علا

فمع فعلل حوى فعلللا

كذا فعلل وفعلل وما

غاير للزيد أو النقص انتمى

الاسم الرباعي المجرد له ستة أوزان:

الأول: فعلل بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه نحو جعفر.

ص: 196

الثاني: فعلل بكسر أوله وثالثه وسكون ثانيه نحو زبرج.

الثالث: فعلل بكسر أوله وسكون ثانية وفتح ثالثه نحو درهم وهجرع.

الرابع: فعلل بضم أوله وثالثه وسكون ثانيه نحو برثن.

الخامس: فعل بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه نحو هزبر.

السادس: فعلل بضم أوله وفتح ثالثه وسكون ثانيه نحو جخدب.

وأشار بقوله فإن علا إلخ إلى أبنية الخماسي وهي أربعة:

الأول: فعلل بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه وفتح رابعه وسفرجل.

الثاني: فعللل بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه وكسر رابعه نحو جحمرش.

الثالث: فعلل بضم أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه وكسر رابعه نحو قذعمل.

ص: 197

الرابع: فعلل بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه وسكون رابعه نحو قرطعب.

وأشار بقوله وما غاير إلخ إلى أنه إذا جاء شيء على خلاف ما ذكر فهو إما ناقص وإما مزيد فيه فالأول كيد ودم والثاني كاستخراج واقتدار.

والحرف إن يلزم فأصل والذي

لا يلزم الزائد مثل تا احتذى

الحرف الذي يلزم تصاريف الكلمة هو الحرف الأصلي والذي يسقط في بعض تصاريف الكلمة هو الزائد نحو ضارب ومضروب.

بضمن فعل قابل الأصول في

وزن وزائد بلفظه اكتفى

ص: 198

وضاعف اللام إذا أصل بقى

كراء جعفر وقاف فستق

إذا أريد وزن الكلمة قوبلت أصولها بالفاء والعين واللام فيقابل أولها بالفاء وثانيها بالعين وثالثها باللام فإن بقي بعد هذه الثلاثة أصل عبر عنه باللام.

فإن قيل ما وزن ضرب فقل فعل وما وزن زيد فقل فعل وما وزن جعفر فقل فعلل وما وزن فستق فقل فعلل وتكرر اللام على حسب الأصول.

وإن كان في الكلمة زائد عبر عنه بلفظه فإذا قيل ما وزن ضارب فقل فاعل وما وزن جوهر فقل فوعل وما وزن مستخرج فقل مستفعل.

هذا إذا لم يكن الزائد ضعف حرف أصلي فإن كان ضعفه عبر عنه بما عبر به عن ذلك الأصلي وهو المراد بقوله.

ص: 199

وإن يك الزائد ضعف أصلى

فاجعل له في الوزن ما للأصل

فتقول في وزن أغد ودن افعوعل فتعبر عن الدال الثانية بالعين كما عبرت بها عن الدال الأولى لأن الثانية ضعفها وتقول في وزن قتل فعل ووزن كرم فعل فتعبر عن الثاني بما عبرت به عن الأول ولا يجوز أن تعبر عن هذا الزائد بلفظه فلا تقول في وزن أغدودن افعودل ولا في وزن قتل فعتل ولا في وزن كرم فعول.

واحكم بتأصيل حروف سمسم

ونحوه والخلف في كلملم

ص: 200

المراد بسمسم الرباعي الذي تكررت فاؤه وعينه ولم يكن أحد المكررين صالحا للسقوط فهذا النوع يحكم على حروفه كلها بأنها أصول فإذا صلح أحد المكررين للسقوط في الحكم عليه بالزيادة خلاف وذلك نحو لملم أمر من لملم وكفكف أمر من كفكف فاللام الثانية والكاف الثانية صالحان للسقوط بدليل صحة لم وكف فاختلف الناس في ذلك فقيل هما مادتان وليس كفكف من كف ولا لملم من لم فلا تكون اللام والكاف زائدتين وقيل اللام زائدة وكذا الكاف وقيل هما بدلان من حرف مضاعف والأصل لمم وكفف ثم أبدل من أحد المضاعفين لام في لملم وكاف في كفكف.

فألف أكثر من أصلين

صاحب زائد بغير مين

إذا صحبت الألف ثلاثة أحرف أصول حكم بزيادتها نحو ضارب

ص: 201

وغضبي فإن صحبت أصلين فقط فليست زائدة بل هي إما أصل كإلى وإما بدل من أصل كقال وباع.

واليا كذا والواو إن لم يقعا

كما هما في يؤيؤ ووعوعا

أي كذلك إذا صحبت الياء أو الواو ثلاثة أحرف أصول فإنه يحكم بزيادتهما إلا في الثنائي المكرز.

فالأول: كصيرف ويعمل وجوهر وعجوز.

والثاني: كيؤيؤ لطائر ذي مخلب ووعوعة مصدر وعوع إذا صوت

ص: 202

فالياء والواو في الأول زائدتان وفي الثاني أصليتان.

وهكذا همز وميم سبقا

ثلاثة تأصيلها تحققا

أي كذلك يحكم على الهمزة والميم بالزيادة إذا تقدمتا على ثلاثة أحرف أصول كأحمد ومكرم فإن سبقا أصلين حكم بأصالتهما كإبل ومهد.

كذاك همز آخر بعد ألف

أكثر من حرفين لفظها ردف

أي كذلك يحكم على الهمزة بالزيادة إذا وقعت آخرا بعد ألف تقدمها أكثر من حرفين نحو حمراء وعاشوراء وقاصعاء.

ص: 203

فإن تقدم الألف حرفان فالهمزة غير زائدة نحو كساء ورداء فالهمزة في الأول بدل من واو وفي الثاني بدل من ياء وكذلك إذا تقدم على الألف حرف واحد كماء وداء.

والنون في الآخر كالهمز وفي

نحو غضنفر أصالة كفى

النون إذا وقعت آخرا بعد ألف تقدمها أكثر من حرفين حكم عليها بالزيادة كما حكم على الهمزة حين وقعت كذلك وذلك نحو زعفران وسكران.

فإن لم يسبقها ثلاثة فهي أصلية نحو مكان وزمان.

ويحكم أيضا على النون بالزيادة إذا وقعت بعد حرفين وبعدها حرفان كغضنفر.

ص: 204

والتاء في التأنيث والمضارعة

ونحو الاستفعال والمطاوعة

تزاد التاء إذا كانت للتأنيث كقائمة وللمضارعة نحو أنت تفعل أو مع السين في الاستفعال وفروعه نحو استخراج ومستخرج واستخرج أو مطاوعة فعل نحو علمته فتعلم أو فعلل كتدحرج.

والهاء وقفا كلمه ولم تره

واللام في الإشارة المشتهره

تزاد الهاء في الوقف نحو لمه ولم تره وقد سبق في باب الوقف بيان ما تزاد فيه وهو ما الاستفهامية المجرورة والفعل المحذوف اللام للوقف نحو ره أو المجزوم نحو لم تره وكل مبنى على حركة نحو كيفه إلا ماقطع عن الإضافة كقبل وبعد واسم لا التي لنفي الجنس نحو لا رجل والمنادى نحو يا زيد والفعل الماضي نحو ضرب.

ص: 205

واطرد أيضا زيادة اللام في أسماء الإشارة نحو ذلك وتلك وهنالك.

وامنع زيادة بلا قيد ثبت

إن لم تبين حجة كحظلت

إذا وقع شيء من حروف الزيادة العشرة التي يجمعها قولك سألتمونيها خاليا عما قيدت به زيادته فاحكم بأصالته إلا إن قام على زيادته حجة بينة كسقوط همزة شمأل في قولهم شملت الريح شمولا إذا هبت شمالا وكسقوط نون حنظل في قولهم حظلت الإبل إذا آذاها أكل الحنظل وكسقوط تاء ملكوت في الملك.

ص: 206