الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسماءُ الأفعالِ والأصواتِ:
"حقيقة اسم الفعل":
627-
ما ناب عن فعل كشتان وصه
…
هو اسم فعل وكذا أوه ومه
"مَا نَابَ عَنْ فِعْلٍ" في العمل ولم يتأثر بالعوامل ولم يكن فضلة "كَشَتَّانَ وَصَهْ هُوَ اسْمُ فِعْلٍ وَكَذَا أَوَّهْ وَمَهْ".
فما ناب عن فعل جنس يشمل اسم الفعل وغيره مما ينوب عن الفعل، والقيد الأوَّل -وهو لم يتأثر بالعوامل- فصل يخرج المصدر الواقع بدلًا من اللفظ بالفعل واسم الفاعل ونحوهما، والقيد الثاني -وهو لم يكن فضلة- لإخراج الحروف؛ فقد بان لك أن قوله كشتان تتميم للحدّ: فشتان: ينوب عن افترق، وصه ينوب عن اسكت، و"أوَّه": عن أتوجع، و"مهْ" عن انكفف، وكلها لا تتأثر بالعوامل وليست فضلات لاستقلالها.
تنبيهان: الأوَّل كون هذه الألفاظ أسماء حقيقة هو الصحيح الذي عليه جمهور البصريين، وقال بعض البصريين: إنها أفعال استعملت استعمال الأسماء، وذهب الكوفيون إلى أنها أفعال حقيقية، وعلى الصحيح فالأرجح أن مدلولها لفظ الفعل لا الحدث والزمان بل تدل على ما يدل على الحدث والزمان كما أفهمه كلامه، وقيل: إنها تدل على الحدث والزمان كالفعل لكن بالوضع لا بأصل الصيغة، وقيل: مدلولها المصادر، وقيل: ما سبق استعماله في ظرف أو مصدر باق على اسميته كرويد زيدًا ودونك زيدًا، وما عداه فعل كنزال وصهْ، وقيل: هي قسم برأسه يسمى خالفة الفعل.
الثاني: ذهب كثير من النحويين منهم الأخفش إلى أن أسماء الأفعال لا موضع لها من الإعراب، وهو مذهب المصنف، ونسبه بعضهم إلى الجمهور، وذهب المازني ومن وافقه
إلى أنها في موضع نصب بمضمر، ونقل عن سيبويه وعن الفارسي القولان. وذهب بعض النحاة إلى أنها في موضع رفع بالابتداء وأغناها مرفوعها عن الخبر كما أغنى في نحو "أقائم الزيدان".
628-
وما بمعنى افعل كـ"آمين" كثر
…
وغيره كـ"وي وهيهات" نزر
"وَمَا بِمَعْنَى افْعَل كآمِينَ كَثُرْ" ما موصول مبتدأ وما بعده صلته وكثر خبره: أي ورود اسم الفعل بمعنى الأمر كثير، من ذلك "آمين" بمعنى استجب، و"صه" بمعنى اسكت، و"مه" بمعنى انكفف، و"تيد" و"تيدخ" بمعنى أمهل، و"هيت، وهيا" بمعنى أسرع، و"ويها" بمعنى أغر، و"إيه" بمعنى امض في حديثك، و"حيهل" بمعنى ائت أو أقبل أو عجل، ومنه باب نزال وقد مر أنه مقيس من الثلاثي، وأن "قرقار" بمعنى قرقر و"عرعار" بمعنى عرعر شاذ.
تنبيه: في "آمين" لغتان: أمين بالقصر على وزن "فعيل"، و"آمين" بالمد على وزن "فاعيل"، وكلتاهما مسموعة، فمن الأولى قوله "من الطويل":
938-
تَبَاعَدَ مِنِّى فَطحلٌ وَابْنُ أُمِّهِ
…
أَمِينَ فَزَادَ اللَّهُ مَا بَينَنَا بُعْدَا
938- التخريج: البيت لجبير بن الأضبط في تهذيب إصلاح المنطق 2/ 42؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص179؛ وشرح المفصل 4/ 34؛ ولسان العرب 11/ 5187 "فحطل"، 11/ 528 "فطحل"، 13/ 27 "أمن".
اللغة والمعنى: فطحل: اسم رجل.
الإعراب: تباعد: فعل ماض. مبني: جار ومجرور متعلقان بـ"تباعد" فطحل: فاعل مرفوع. وابن: الواو: حرف عطف، ابن: اسم معطوف على "فطحل" مرفوع مثله، وهو مضاف. أمه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر مضاف إليه. أمين: اسم فعل أمر بمعنى "استجب" والفاعل: أنت. فزاد: الفاء: حرف عطف، زاد: فعل ماض. الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به أول. بيننا: ظرف متعلق بمحذوف تقديره: "استقر"، وهو مضاف، نا: ضمير في محل جر بالإضافة. بعدًا: مفعول به ثان.
وجملة "تباعد مني
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أمين" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "زاد الله" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "استقر بيننا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.
والشاهد فيه قوله: "أمين" حيث جاء بقصر الألف مع تخفيف الميم، وهي لغة في "آمين".
ومن الثانية قوله "من البسيط":
939-
"يا رب لا تسلبني حبها أبدا"
…
وَيَرْحَمُ اللَّهُ عَبْدًا قَالَ آمِينَا
وعلى هذه اللغة فقيل: إنه عجمي معرّب؛ لأنه ليس في كلام العرب "فاعيل"، وقيل: أصله أمين بالقصر فأشبعت فتحة الهمزة فتولدت الألف كما في قوله "من الرجز":
940-
أَقُولُ إذْ خَرَّتْ عَلَى الكَلكَالِ
…
"يا ناقتا ما جلت من مجال"
939- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص219؛ ولعمر بن أبي ربيعة في لسان العرب 13/ 27 "أمن"، وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص179؛ وإنباه الرواة 3/ 282؛ وشرح المفصل 4/ 34.
الإعراب: يا: حرف نداء. رب: منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة. لا: الناهية، وهنا، دعائية. تسلبني: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، في محل جزم بـ"لا"، والفاعل: أنت، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب مفعول به أول. حبها: مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف، ها: ضمير في محل جر بالإضافة. أبدًا: ظرف متعلق بـ"تسلب". ويرحم: الواو: حرف استئناف، يرحم: فعل مضارع مرفوع. الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. عبدًا: مفعول به منصوب. قال: فعل ماض، والفاعل: هو. آمينا: اسم فعل أمر بمعنى "استجب" والفاعل: أنت. والألف: للإطلاق.
وجملة "يا رب
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لا تسلبني" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "يرحم الله
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "قال آمينا" الفعلية في محل نعت "عبدًا". وجملة "آمينا" في محل نصب مفعول به.
والشاهد فيه قوله: "آمينا"، وهذه في اللغة الأفصح في هذه الكلمة.
940-
التخريج: الرجز بلا نسبة في الجنى الداني ص178؛ ورصف المباني ص12؛ ولسان العرب 11/ 596، 597 "كلل"؛ والمحتسب 1/ 166.
اللغة: خرت: سقطت، أو انحدرت. الكلكل: الصدر من كل شيء، وقيل: هو ما مس الأرض من الحيوان إذا ربض. جلتِ: ذهبتِ وجئتِ. المجال: مكان التجوال والتطواف.
المعنى: أقول لناقتي عندما رأيتها تنحدر على صدرها تعبًا: ما كانت حصيلة دورانك ومسيرك كله؟!
الإعراب: "أقول": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". "إذا": مفعول فيه ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ"أقول". "خرت": فعل ماض مبني على الفتح، و"التاء": تاء التأنيث الساكنة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي""يعود على الناقة". "على الكلكال": جار ومجرور متعلقان بـ"خرت". "يا": للنداء. "ناقتا": منادى مضاف منصوب بالفتحة؛ والألف مبدلة من ياء المتكلم مبنية على السكون في محل جر بالإضافة. "ما": اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. "جلت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، "من مجال": جار ومجرور متعلقان بـ"جلت". =
قال ابن إياز: وهذا أولى.
"وَغَيرُهُ كَوَي وَهَيهَاتَ نَزُرْ" أي غير ما هو من هذه الأسماء بمعنى فعل الأمر قلَّ، وذلك ما هو بمعنى الماضي كشتان بمعنى افترق وهيهات بمعنى بعد، وما هو بمعنى المضارع كأوّه بمعنى أتوجع وأف بمعنى أتضجر، ووي ووا وواها بمعنى أعجب، كقوله تعالى:{وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} 1: أي اعجب لعدم فلاح الكافرين وقول الشاعر "من الرجز":
941-
وَا بِأَبِي أَنْتِ وَفُوكِ الأَشْنَبُ
…
"كأنما ذر عليه الزرنب"
= وجملة "أقول": ابتدائية لا محل لها. وجملة "خرت". في محل جر بالإضافة. وجملة "يا ناقتا": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "جلت": استئنافية لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "الكلكال" حيث أشبع فتحة "الكاف" في "الكلكل" فنشأت "الألف".
1 القصص: 82.
941-
التخريج: الرجز لراجز من بني تميم في الدرر 5/ 304؛ وشرح شواهد المغني 2/ 786؛ والمقاصد النحوية 4/ 310؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 73؛ وجمهرة اللغة ص345، 1218؛ والجنى الداني ص4987؛ وجواهر الأدب ص287؛ وشرح التصريح 2/ 197؛ ولسان العرب 1/ 448 "زرنب"؛ ومغني اللبيب 2/ 369؛ وهمع الهوامع 2/ 106.
اللغة: شرح المفردات: وا: أعجب. بأبي: أي أفديك بأبي. الأشنب: الأبيض الأسنان الرقيقها.
ذر: نثر: الزرنب: نبات طيب الرائحة.
المعنى: يقول: بأبي أفديك وأفدي فاك المرصع بالأسنان البيضاء الرقيقة، والذي يفوح منه الطيب، وكأنه ذر عليه الزرنب.
الإعراب: وا: اسم فعل مضارع بمعنى "أعجب" مبني على السكون، وفاعله ضمير مستر فيه وجوبًا تقديره "أنا". بأبي: الباء حرف جر، "أبي": اسم مجرور بالكسرة المقدرة، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. أنت: ضمير المتصل مبني في محل رفع مبتدأ. وفوك: الواو حرف عطف، "فوك": معطوف على "أنت" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الأشنب: نعت "فوك" مرفوع بالضمة. كأنما: حرف مشبه بالفعل بطل عمله لاتصاله بـ"ما" الكافة، و"ما": الزائدة. ذر: فعل ماض للمجهول مبني على الفتحة. عليه: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ذر". الزرنب: نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة "ذر عليه الزرنب" في محل نصب حال من "فوك".
الشاهد فيه قوله: "وا" فإنه اسم فعل مضارع بمعنى "أتعجب".
وقول الآخر "من الرجز":
وَاهًا لِسَلمَى ثُمَّ وَاهًا وَاهَا1
تنبيهان: الأوّل تلحق "وي" كاف الخطاب كقوله "من الكامل":
942-
وَلَقَدْ شَفَا نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا
…
قِيلُ الفَوَارِسِ وَيكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ
قيل: والآية المذكورة، وقوله تعالى:{وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ} 2 من ذلك، وذهب أبو عمرو بن العلاء إلى أن الأصل ويلك فحذفت اللام لكثرة الاستعمال،
1 تقدم بالرقم 735.
942-
التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص219؛ والجنى الداني ص353؛ وخزانة الأدب 6/ 406، 408، 421؛ وشرح شواهد المغني ص481، 487؛ وشرح المفصل 4/ 77؛ والصاحبي في فقه اللغة ص177؛ ولسان العرب 15/ 418 "ويا"؛ والمحتسب 1/ 16، 2/ 156؛ والمقاصد النحوية 4/ 318.
اللغة: شفى نفسي: أذهب غيظها. أبرأ: شفى. السقم: المرض. قيل: قول. ويك: اسم فعل بمعنى أعجب أو تعجب. أقدم: تقدم.
المعنى: لقد أذهب غيظ نفسي: قول الفرسان لي: يا عنترة أقدم ولا تتأخر، لأن الفرسان أصحابه لا غني لهم عنه فهم يلتجئون له في المعركة.
الإعراب: ولقد: "الواو" حرف قسم وجر والمقسم به محذوف تقديره؛ والله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم "اللام": واقعة في جواب المقدر، "قد": حرف تحقيق.
شفى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. نفسي: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وأبرأ: "الواو": حرف عطف، "أبرأ": فعل ماض مبني على الفتح. سقمها: مفعول به منصوب و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. قيل: فاعل مرفوع، يتنازعه فعلان "شفى وأبرأ" فيعمل في الأقرب ويضمر في الثاني. والفوارس: مضاف إليه مجرور. ويك: اسم فعل مضارع بمعنى نعجب، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره: نحن، و"الكاف": حرف خطاب لا محل له. عنتر: منادى مرخم بحرف نداء محذوف مبني على الضم الظاهر على الحرف المحذوف للترخيم "على لغة من ينتظر". أقدم: فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لضرورة الشعر والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت.
وجملة "أقسم المحذوفة": ابتدائية لا محل لها. وجملة "شفى نفسي": جواب قسم لا محل لها. وجملة "وأبرأ سقمها": معطوفة على جملة لا محل لها. وجملة "أقدم": استئنافية لا محل لها. وجملة "ويك": في محل نصب مقول القول، وجملة "عنتر": اعتراضية أو استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "ويك" حيث وقعت "وي" اسم فعل مضارع بمعنى نعجب ورفعت ضميرًا مستترًا ولحقتها كاف الخطاب.
2 القصص: 82.
وفتح أن بفعل مضمر كأنه قال: ويك اعلم أن، وقال قطرب: قبلها لام مضمر والتقدير: ويك لأن، والصحيح الأول.
قال سيبويه سألت الخليل عن الآيتين فزعم أنها "وي" مفصولة من "كأن"، ويدل على ما قاله قول الشاعر "من الخفيف":
943-
وَي كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْـ
…
ـبَبْ وَمَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيشَ ضُرِّ
الثاني ما ذكره في هيهات هو المشهور، وذهب أبو إسحاق إلى أنها اسم بمعنى البعد وأنها في موضع رفع في قوله تعالى:{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} 1، وذهب المبرد إلى أنها ظرف غير متمكن وبني لإبهامه، وتأويله عنده "في البعد"2، ويفتح الحجازيون تاء
943- التخريج: البيت لزيد بن عمرو بن نفيل في خزانة الأدب 1/ 404، 408، 410؛ والدرر 5/ 305؛ وذيل سمط اللآلي ص103؛ والكتاب 2/ 155؛ ولنبيه بن الحجاج في الأغاني 17/ 205؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 11؛ ولسان العرب 15/ 418 "ويا"، 490 "وا"؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص353؛ والخصائص 3/ 41؛ 169؛ وشرح المفصل 4/ 76؛ ومجالس ثعلب 1/ 389؛ والمحتسب 2/ 155؛ وهمع الهوامع 2/ 106.
اللغة: وي: اسم فعل مضارع بمعنى: أعجب. النشب: المال.
المعنى: أعجب من هذه الدنيا فالناس تحب صاحب المال، والجاه، أما الفقير منبوذ يعيش عيشة هم وضر.
الإعراب: وي: اسم فعل مضارع بمعني أعجب، فاعله، ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف من "كأن" مهمل. من: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم "فعل الشرط" له: جار ومجرور متعلقان بخبر "يكن" المحذوف. نشب: اسم "يكن" مرفوع.
يحبب: "جواب الشرط" فعل مضارع مجزوم مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو". ومن:"الواو": للعطف، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. يفتقر: فعل مضارع مجزوم "فعل الشرط" وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو". يعش: فعل مضارع مجزوم "جواب الشرط" وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو". عيش: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. ضر: مضاف إليه مجرور.
وجملة "من يكن
…
يحبب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يكن له نشب": لا محل لها من الإعراب. "فعل شرط". وجملة "يحبب": لا محل لها من الإعراب "جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا". وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ "من". وقل مثل ذلك في جملة "ومن يفتقر يعش" المعطوفة على جملة "من يكن".
الشاهد فيه قوله: "وي كأن" حيث جاءت "وي" منفصلة عن "كأن".
1 المؤمنون: 36.
2 يعني أن معنى "هيهات" عند المبرد: في العبد.
هيهات ويقفون بالهاء، ويكسرها تميم ويقفون بالتاء، وبعضهم يضمها، وإذا ضمت فمذهب أبي علي أنها تكتب بالتاء ومذهب ابن جني أنها تكتب بالهاء، وحكى الصغاني فيها ستًا وثلاثين لغة: هيهاه وأيهاه وهيهات وأيهات وهيهان وأيهان، وكل واحدة من هذه الست مضمومة الآخر ومفتوحته ومكسورته، وكل واحدة منونة وغير منونة فتلك ست وثلاثون، وحكى غيره هيهاك وأيهاك، وأيهاء وإيهاه1 وهيهاء وهيهاه، اهـ.
"اسم الفعل المنقول وغير المنقول":
629-
والفعل من أسمائه عليكا
…
وهكذا دونك مع إليكا
"وَالفِعْلُ مِنْ أَسْمَائِهِ عَلَيكَا وَهَكَذَا دُونَكَ مَعْ إلَيكَا" الفعل: مبتدأ ومن أسمائه عليك: جملة اسمية في موضع الخبر، ودونك أيضًا: مبتدأ، خبره هكذا، يعني أن اسم الفعل على ضربين؛ أحدهما: ما وضع من أوِّل الأمر كذلك كشتان وصه، والثاني: ما نقل عن غيره وهو نوعان؛ الأول: منقول عن ظرف أو جار ومجرور نحو: "عليك" بمعنى الزم، ومنه {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُم} 2 أي: الزموا شأن أنفسكم، ودونك زيدًا: بمعنى خذه، ومكانك: بمعنى اثبت، وأمامك: بمعنى تقدَّم، ووراءك: بمعنى تأخر، وإليك: بمعنى تنح.
تنبيهات: الأوَّل قال في شرح الكافية: ولا يقاس على هذه الظروف غيرها إلا عند الكسائي أي فإنه لا يقتصر فيها على السماع، بل يقيس على ما سمع ما لم يسمع.
الثاني: قال فيه أيضًا: لا يستعمل هذا النوع أيضًا إلا متصلًا بضمير المخاطب، وشذ قولهم عليه رجلًا بمعنى ليلزم، وعليّ الشيء بمعنى أولنيه، وإلي: بمعنى أتنحى، وكلامه في التسهيل يقتضي أن ذلك غير شاذ.
الثالث: قال فيه أيضًا: اختلف في الضمير المتصل بهذه الكلمات؛ فموضعه رفع عند الفراء ونصب عند الكسائي وجر عند البصريين وهو الصحيح، لأن الأخفش روى عن
1 "أيهاه"، هذه تفارق التي ذكرت في اللغات التي حكاها الصفاني في أن هاءها للسكت، وهاء تلك منقلبة عن ياء التأنيث، وهاء "أيهاه" ساكنة، في حين أن هاء تلك متحركة.
2 المائدة: 105.
عرب فصحاء "عليّ عبد الله زيدًا" بجر "عبد الله"، فتبين أن الضمير مجرور الموضع، لا مرفوعه ولا منصوبه، ومع ذلك فمع كل واحد من هذه الأسماء ضمير مستتر مرفوع الموضع بمقتضى الفاعلية، فلك في التوكيد أن تقول:"عليكم كلكم زيدًا" بالجر توكيدًا للموجود المجرور، وبالرفع توكيدًا للمستكن المرفوع.
والنوع الثاني منقول من مصدر، وهو على قسمين: مصدر استعمل فعله، ومصدر أهمل فعله، وإلى هذا النوع بقسميه الإشارة بقوله:
630-
كذا رويد بله ناصبين
…
ويعملان الخفض مصدرين
"كَذَا رُوَيدَ بَلهَ نَاصِبَينِ" أي ناصبين ما بعدهما، نحو:"رويد زيدًا" و"بله عمرًا"، فأما "رويد زيدًا" فأصله أرود زيدًا أروادًا بمعنى أمهله إمهالًا، ثم صغروا الإرواد تصغير الترخيم وأقاموه مقام فعله واستعملوه تارة مضافًا إلى مفعوله فقالوا:"رويد زيد"، وتارة منوّنًا ناصبًا للمفعول فقالوا:"رويدًا زيدًا"، ثم إنهم نقلوه وسموا به فعله فقالوا:"رويد زيدًا"، ومنه قوله "من الطويل":
944-
رُوَيدَ عَلِيًا جد مَا ثدي أُمِّهِمْ
…
إلينا وَلَكِنْ ودهم مُتَمايِنُ
944- التخريج: البيت لمالك بن خالد الهذلي في شرح أبيات سيبويه 1/ 100؛ وللمعطل الهذلي في معجم ما استعجم 3/ 737؛ ولأحدهما في شرح أشعار الهذليين 1/ 447؛ وللهذلي في الكتاب 1/ 243؛ ولسان العرب 13/ 396 "مأن"؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 4/ 40؛ ولسان العرب 3/ 189 "رود"، 13/ 426 "مين"؛ والمقتضب 3/ 208، 278.
اللغة: رويد: اسم فعل أمر بمعنى "أمهل". جد: قطع. جد ثدي أمهم: أي بيننا وبينهم قرابة من ناحية الأم وهم منقطعون بها إلينا. المين: الكذب.
المعنى: يقول: أمهل عليا، إن بيننا وبينهم قرابة من ناحية الأم، وهم منقطعون إلينا بها وإن كان في ودهم كذب.
الإعراب: رويد: اسم فعل أمر بمعنى: "أمهل" وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت".
عليا: مفعول به منصوب. جد: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. ما: زائدة. ثدي: نائب فاعل. أمهم: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. إلينا: جار ومجرور متعلقان بالفعل "جد". ولكن: "الواو": استئنافية، "لكن": للاستدراك. ودهم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. متماين: خبر المبتدأ مرفوع. =
أنشده سيبويه، والدليل على أن هذا اسم فعل كونه مبنيا، والدليل على بنائه عدم تنوينه، وأما "بله" فهو في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف لدع واترك، فقيل فيه "بله زيد" بالإضافة إلى مفعوله، كما يقال:"ترك زيد"، ثم قيل:"بله زيدًا" بنصب المفعول وبناء "بله" على أنه اسم فعل، ومنه قوله:
بَلهَ الأَكُفَّ كَأَنَّهَا لَمْ تُخْلَقِ1
بنصب "الأكف"، وأشار إلى استعمالهما الأصلي بقوله:"وَيَعْمَلَانِ الخَفْضَ مَصْدَرَينِ" أي معربين بالنصب دالين على الطلب أيضًا، لكن لا على أنهما اسما فعل، بل على أن كلا منهما بدل من اللفظ بفعله نحو:"رويد زيد" و"بله عمرو"، أي: إمهال زيد وترك عمرو، وقد روي قوله:"بله الأكف" بالجر على الإضافة؛ فرويد: تضاف إلى المفعول كما مر، وإلى الفاعل نحو:"رويد زيد عمرًا"، وأما "بله" فإضافتها إلى المفعول كما مر، وقال أبو علي: إلى الفاعل، ويجوز فيها حينئذٍ القلب، نحو "بهل زيد"، رواه أبو زيد، ويجوز فيها حينئذٍ التنوين ونصب ما بعدهما بهما، وهو الأصل في المصدر المضاف، نحو:"رويدًا زيدًا" و"بلها عمرًا"، ومنع المبرّد النصب برويد؛ لكونه مصغرًا.
تنبيهات: الأوّل الضمير في "يعملان" عائد على "رويد" و"بله" في اللفظ لا في المعنى، فإن "رويد" و"بله" إذا كانا اسمي فعل غير "رويد" و"بله" المصدرين في المعنى.
الثاني: إذا قلت: "رويدك وبله الفتى" احتمل أن يكونا اسمي فعل؛ ففتحتهما فتحة بناء، والكاف من رويدك حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب، مثلها في ذلك، وأن يكونا مصدرين ففتحتهما فتحة إعراب وحينئذٍ فالكاف في "رويدك" تحتمل الوجهين: أن تكون فاعلا وأن تكون مفعولا.
الثالث: تخرج "رويد" و"بله" عن الطلب: فأما "بله" فتكون اسمًا بمعنى كيف فيكون ما بعدها مرفوعًا، وقد روي "بله الأكف" بالرفع أيضًا، وممن أجاز ذلك قطرب وأبو الحسن، وأنكر أبو علي الرفع بعدها، وفي الحديث: "يقول الله تبارك وتعالى: أعددت
= وجملة "رويد عليا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "جد ثدي أمهم": استئنافية لا محل لها. وجملة "ولكن ودهم متماين": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "رويد عليا" حيث نصب اسم الفعل "رويد" مفعولا به "عليا".
1 تقدم بالرقم 428.
لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرًا من بله ما أطلعتم عليه"، فوقعت معربة مجرورة بـ"من" وخارجة عن المعاني المذكورة، وفسرها بعضهم بـ"غير"، وهو ظاهر، وبهذا يتقوّى من بعدها من ألفاظ الاستثناء وهو مذهب لبعض الكوفيين، وأما "رويد" فتكون حالا نحو: "ساروا رويدًا" فقيل: هو حال من الفاعل أي مرودين، وقيل: من ضمير المصدر المحذوف أي ساروه أي السير رويدًا، وتكون نعتًا لمصدر إما مذكور نحو: "ساروا سيرًا رويدًا" أو محذوف نحو "ساروا رويدًا" أي: سيرًا رويدًا.
"عمل اسم الفعل":
631-
وما لما تنوب عه من عمل
…
لها وأخر ما لذي فيه العمل
"وَمَا لِمَا تَنُوبُ عَنْهُ مِنْ عَمَل لَهَا" ما مبتدأ موصول صلته "لما"، و"ما" من "لما" موصول أيضًا صلته "تنوب"، و"عنه" و"من عمل": متعلقان بتنوب، و"لها" خبر المبتدأ، والعائد على ما الأولى ضمير مستتر في الاستقرار الذي هو متعلق اللام من "لما" والعائد على "ما" الثانية الهاء من "عنه".
يعني أن العمل الذي استقر للأفعال التي نابت عنها هذه الأسماء مستقرّ لها أي لهذه الأسماء، فترفع الفاعل ظاهرًا في نحو:"هيهات نجد وشتان زيد وعمرو"، لأنك تقول: بعدت نجد وافترق زيد وعمرو، ومضمرًا في نحو:"نزال"، وينصب منها المفعول ما ناب عن متعدّ نحو:"دراك زيدًا"، لأنك تقول: أدرك زيدًا، ويتعدى منها بحرف من حروف الجر ما هو بمعنى ما يتعدى بذلك الحرف، ومن ثم عدى "حيهل" بنفسه لما ناب عن "ائت" في نحو:"حيهل الثريد"، وبالباء لما ناب عن "عجل" في نحو:"إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر" أي: فعجلوا بذكر عمر، وبـ"علي" لما ناب عن "أقبل" في نحو:"حيهل على كذا".
"حكم أسماء الأفعال في التعدي واللزوم":
تنبيهات: الأوَّل قال في التسهيل: وحكمها -يعني أسماء الأفعال- غالبًا في التعدي
واللزوم حكم الأفعال، واحترز بقوله "غالبًا" عن "آمين"؛ فإنها نابت عن متعد ولم يحفظ لها مفعول.
الثاني: مذهب الناظم جواز إعمال اسم الفعل مضمرًا، قال في شرح الكافية: إن إضمار اسم الفعل مقدمًا لدلالة متأخر عليه جائز عند سيبويه.
الثالث قال في التسهيل: ولا علامة للمضمر المرتفع بها يعني بأسماء الأفعال، ثم قال وبروزه مع شبهها في عدم التصرف1 دليل على فعليته، يعني كما في "هات وتعال فإن بعض النحويين غلط فعدهما من أسماء الأفعال وليسا منها بل هما فعلان غير متصرفين لوجوب اتصال ضمير الرفع البارز بهما كقولك للأنثى:"هاتي" و"تعالي"، وللاثنين والاثنتين:"هاتيا" و"تعاليا"، وللجماعتين:"هاتوا" و"تعالوا" و"هاتين" و"تعالين"، وهكذا حكم "هلمّ" عند بني تميم فإنهم يقولون:"هلم" و"هلمي" و"هلما" و"هلموا" و"هلممن"، فهي عندهم فعل لا اسم فعل، ويدل على ذلك أنهم يؤكدونها بالنون نحو "هلمن".
قال سيبويه: وقد تدخل الخفيفة والثقيلة يعني على "هلم"، قال: لأنها عندهم بمنزلة رد وردا وردى وردوا وارددن. وقد استعمل لها مضارعًا من قيل له: هلم، فقال:"لا أهلم"، وأما أهل الحجاز فيقولون:"هلم" في الأحوال كلها كغيرها من أسماء الأفعال، وقال الله تعالى:{قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُم} 2 {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} 3، وهي عند الحجازيين بمعنى احضر وتأتي عندهم بمعنى أقبل.
"وَأخِّرْ مَا لِذِي" الأسماء "فِيهِ العَمَل" وجوبًا؛ فلا يجوز "زيدًا دراك" خلافًا للكسائي، قال الناظم: ولا حجة له في قول الراجز:
945-
يَا أيُّهَا المَائِح دَلوي دُونَكَا
…
إنِّي رَأيتُ النَّاسَ يَحْمَدُونَكَا
1 أي إنك تستخدم اسم الفعل "صه" بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع، دون أن تبرز معه ضميرًا، فإذا برز الضمير في كلمة تشبه اسم الفعل في عدم التصرف، فليست هذه الكلمة اسم فعل، بل هي فعل، مثل "هات" و"تعال".
2 الأنعام: 150.
3 الأحزاب: 18.
945-
التخريج: الرجز لجارية من بني مازن في الدرر 5/ 301؛ وشرح التصريح 2/ 200؛ والمقاصد النحوية 4/ 311؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص165؛ والأشباه والنظائر 1/ 344؛ والإنصاف =
لصحة تقدير "دلوي" مبتدأ أو مفعولًا بدونك مضمرًا، ثم ذكر ما تقدم عن سيبويه ويأتي هذا التأويل الثاني في قوله تعالى:{كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} 1.
تنبيهات: الأوّل: ادعى الناظم وولده أنه لم يخالف في هذه المسألة سوى الكسائي، ونقل بعضهم ذلك عن الكوفيين.
الثاني: توهم المكودي أن "لذي" اسم موصول فقال: والظاهر أن ما في قوله: "ما لذي فيه العمل: زائدة لا يجوز أن تكون موصولة، لأن "لذي" بعدها موصولة، وليس كذلك بل "ما" موصولة، و"لذي" جار ومجرور في موضع رفع خبر مقدم، والعمل: مبتدأ مؤخر، والجملة صلة "ما".
الثالث: ليس في قوله "العمل" مع قوله عمل إبطاء لأن أحدهما نكرة والآخر معرفة، وقد وقع ذلك للناظم في مواضع من هذا الكتاب.
632-
واحكم بتنكير الذي ينون
…
منها وتعريف سواه بين
"وَاحْكُمْ بِتَنْكِيرِ الذِي يُنَوَّنُ مِنْهَا" أي من أسماء الأفعال "وَتَعْرِيفُ سِوَاهُ" أي سوى المنوّن "بَيِّنُ" قال الناظم في شرح الكافية: لما كانت هذه الكلمات من قبل المعنى أفعالا
= ص 228؛ وأوضح المسالك 4/ 88؛ وجمهرة اللغة ص574؛ وخزانة الأدب 6/ 20، 206؛ وذيل السمط ص11؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص532؛ وشرح عمدة الحافظ ص739؛ وشرح المفصل 1/ 117؛ ولسان العرب 2/ 609 "ميج"؛ ومعجم ما استعجم ص416؛ ومغني اللبيب 2/ 609؛ والمقرب 1/ 137؛ وهمع الهوامع 2/ 105.
اللغة والمعنى: المائح: النازل إلى البئر ليملأ الدلو منها مغترفًا. دونكا: اسم فعل بمعنى "خذ".
يقول: يا أيها المستقي من البئر خذ دلوي واستق منها.
الإعراب: يا: حرف نداء. أيها: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء، و"ها": للتنبيه. المائح: نعت "أي" مرفوع، دلوي: مفعول به مقدم لـ"دونكا" وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. دونكا: اسم فعل أمر بمعنى "خذ"، والفاعل: أنت، والألف: للإطلاق.
وجملة "أيها المائح
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "دونكا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية.
والشاهد فيه قوله: "دلوي دونكا"، فإن ظاهره أن "دلوي" مفعول مقدم لاسم الفعل "دونك"، وهو مبتدأ خبره جملة "دونك"، أو مفعول به لفعل محذوف يفسره اسم الفعل الذي بعده، وكأنه قال: خذ دلوي دونكا.
1 النساء: 24.
ومن قبل اللفظ أسماء جعل لها تعريف وتنكير، فعلامة تعريف المعرفة منها تجرده من التنوين، وعلامة تنكير النكرة منها استعماله منوّنًا، ولما كان من الأسماء المحضة ما يلازم التعريف كالمضمرات وأسماء الإشارات وما يلازم التنكير كأحد وعريب وديار، وما يعرف وقتًا وينكر وقتًا كرجل وفرس جعلوا هذه الأسماء كذلك فألزموا بعضًا التعريف كـ"نزال" و"بله" و"آمين"، وألزموا بعضًا التنكير كـ"واها" و"ويها"، واستعملوا بعضًا بوجهين فنوّن مقصودًا تنكيره وجرد مقصودًا تعريفه كـ"صه وصهٍ" و"أف وأف" انتهى.
تنبيه: ما ذكره الناظم هو المشهور، وذهب قوم إلى أن أسماء الأفعال كلها معارف ما نوّن منها وما لم ينوّن تعريف علم الجنس.
633-
"وَمَا بِهِ خُوطِبَ مَا لَا يَعْقِلُ
…
مِنْ مُشْبِهِ اسْمِ الفِعْلِ صَوتًا يُجْعَلُ"
634-
"كَذَا الَّذِي أَجْدَى حِكَايَةً كـ"َقَبْ""
…
والزم بنا النوعين فهو قد وجب
أي: أسماء الأصوات: ما وضع لخطاب ما لا يعقل، أو ما هو في حكم ما لا يعقل من صغار الآدميين، أو لحكاية الأصوات كذا في شرح الكافية، فالنوع الأوّل إما زجر كـ"هلا للخيل"، ومنه قوله "من الطويل":
946-
"أعيرتني داء بأمك مثله"
…
وأيُّ جَوَادٍ لَا يُقَالُ لَهُ هَلَا
946 التخريج: البيت لليلى الأخيلية في ديوانها ص103؛ والأغاني 5/ 16؛ وخزانة الأدب 6/ 238، 243؛ وسمط اللآلي ص282؛ وشرح المفصل 4/ 79؛ ولسان العرب 15/ 364 "هلا".
الإعراب: أعيرتني: الهمزة للاستفهام، و"عيرتني": فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. داء: مفعول به منصوب، أو منصوب بنزع الخافض. بأمك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. مثله: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. وأي: "الواو": حرف استئنافية، "أي" مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. جواد: مضاف إليه مجرور. لا: نافية: يقال: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع. له: جار ومجرور متعلقان بالفعل "يقال". هلا: اسم صوت في محل رفع نائب فاعل.
وجملة "أعيرتني": ابتدائية لا محل لها. وجملة "مثله موجود بأمك": في محل نصب صفة لـ"داء". =
و"عدس للبغل"، ومنه قوله "من الطويل":
عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ عَلَيكِ إِمَارَةٌ
…
"نجوت وهذا تحملين طليق"1
و"كخ" للطفل، وفي الحديث:"كخ كخ فإنها من الصدقة" وهيد، وهاد، وده، وجه، وعاه، وعيه للإبل وعاج، وهيج، وحل للناقة، وإس، وهس، وهَج، وقاعِ لِلغنم، وهجا، وهَج، للكلب. وسع للضأن، ووح للبقر، وعز وعيز للعنز، وحر للحمار، وجاه للسبع، وإما دعاء كأو للفرس، ودوه للربع، وعوه للجحش، وبس للغنم، وجوت وجئ للإبل الموردة، وتؤ وتأ للتيس المنزي، ونخ مخففًا ومشددًا للبعير المناخ، وهدع لصغار الإبل المسكنة، وسأ وتشوء للحمار المورد، ودج للدجاج، وقوس للكلب. النوع الثاني كغاق للغراب، وماء -بالإمالة- للظبية، وشيب لشرب الإبل، وعيط للمتلاعبين، وطيخ للضاحك، وطاق للضرب، وطق لوقع الحجارة، وقب لوقع السيف، وخاق باق للنكاح، وقاش ماش للقماش.
تنبيه: قوله "من مشبه اسم الفعل" كذا عبر به أيضًا في الكافية، ولم يذكر في شرحها ما احترز به عنه، قال ابن هشام في التوضيح: وهو احتراز من نحو قوله "من البسيط":
947-
يَا دَارَ مَيَّةَ بِالعَليَاءِ فَالسَّنَدِ
…
"أقوت وطال عليها سالف الأمد"
= وجملة "وأي جواد": استئنافية لا محل لها. وجملة "لا يقال له: هلا": في محل رفع خبر "أي".
الشاهد فيه قوله: "هلا" حيث جاء هذا اللفظ اسم صوت لزجر الخيل.
1 تقدم تخريجه بالرقم 104.
947-
التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص14؛ والأغاني 11/ 27؛ والدرر 1/ 247، 6/ 326؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 54؛ والصاحبي في فقه اللغة ص215؛ والكتاب 2/ 321؛ والمحتسب 1/ 251؛ والمقاصد النحوية 4/ 315؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص452؛ وشرح التصريح 1/ 140؛ ولسان العرب 3/ 223 "سند"، 3/ 355 "قصد"، 14/ 141 "جرا"، 15/ 491 "يا".
شرح المفردات: مية: اسم امرأة. العلياء: المكان العالي. السند: بين القمة والوادي، أي السفح، وقد يكون العلياء والسند موضعين. أقوت: أقفرت، خلت.
المعنى: يخاطب الشاعر دار الحبيبة بلهفة قائلًا: إنها خلت من ساكنيها، وامحت معالمها، وقست عليها الأيام.
الإعراب: "يا": حرف نداء. "دار": منادي منصوب، وهو مضاف. "مية": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "بالعلياء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "دار مية". "فالسند": معطوف على "العلياء". "أقوت": فعل ماض، وفاعله ضمير =
وقوله "من الطويل":
948-
ألا أيُّهَا اللَّيلُ الطَّوِيلُ ألا انْجَلِي
…
"بصبح وما الإصباح منك بأمثل"
انتهى.
"وَالزَمْ بِنَا النَّوعَينِ فَهْوَ قَدْ وَجَبَ" يحتمل أن يريد بالنوعين أسماء الأفعال والأصوات، وهو ما صرّح به في شرح الكافية، ويحتمل أن يريد نوعي الأصوات وهو أولى؛ لأنه قد تقدَّم الكلام على أسماء الأفعال في أوَّل الكتاب.
وعلة بناء الأصوات مشابهتها الحروف المهملة في أنها لا عاملة ولا معمولة فهي أحق بالبناء من أسماء الأفعال.
تنبيه: هذه الأصوات لا ضمير فيها بخلاف أسماء الأفعال فهي من قبيل المفردات، وأسماء الأفعال من قبيل المركبات.
= مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي"، والتاء للتأنيث. "وطال": الواو حرف عطف، "طال": فعل ماض. "عليها": جار ومجرور متعلقان بـ"طال": "سالف": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الأمد: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
الشاهد فيه قوله: "يا دار ميّة" فإنه نداء وخطاب لما لا يعقل، وهو "الدار"، وهو مع ذلك ليس اسم صوت، لكونه ليس مما يشبه اسم الفعل.
948-
التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص18؛ والأزهية ص271؛ وخزانة الأدب 2/ 326، 327 وسر صناعة الإعراب 2/ 513؛ ولسان العرب 11/ 361 "شلل"؛ والمقاصد النحوية 4/ 317؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص78؛ ورصف المباني ص79.
شرح المفردات: انجلى: انكشف. الأمثل: الأفضل.
المعنى: يقول مخاطبًا الليل: أيها الليل الطويل ليكن زوالك قريبًا بضياء من الصبح، وإن لم يكن الصبح عندي بأفضل من الليل، لأنني أقاسي الهموم نهارًا كما أقاسيها ليلًا.
الإعراب: "ألا": حرف استفتاح وتنبيه. "أيها": منادى مبني على الضم في محل نصب، و"ها" للتنبيه. "الليل": بدل من "أي" مرفوع بالضمة. "الطويل": نعت "الليل" مرفوع. "ألا": توكيد للأولى.
"انجلي": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت"، والياء للإشباع. "يصبح": جار ومجرور متعلقان بـ"انجل". "وما": الواو: حالية، و"ما": حرف نفي أو من أخوات "ليس". "الإيضاح": مبتدأ أو اسم "ما" مرفوع بالضمة. "منك": جار ومجرور متعلقان بـ"أمثل". "بأمثل": الباء: حرف جر زائد، "أمثل": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلا على أنه خبر المبتدأ، أو منصوب محلا على أنه خبر "ما".
الشاهد فيه قوله: "أيها الليل" فإنه نداء وخطاب لما لا يعقل، وهو "الليل"، وليس اسم صوت، لكونه لا يشبه اسم الفعل.
خاتمة: قد يعرب بعض الأصوات لوقوعه موقع متمكن، كقوله "من الرجز":
949-
قَدْ أَقْبَلَتْ عَزَّةُ مِنْ عِرَاقِهَا
…
مُلصِقَةَ السَّرْجِ بِخَاقِ بَاقِهَا
أي بفرجها وقوله "من الرجز":
950-
"ولو ترى إذ جبتي من طاق"
…
لِمَّتِي مِثْلُ جَنَاحِ غَاقِ
أي غراب، ومنه قول ذي الرّمة "من الكامل":
951-
تَدَاعَينَ بِاسْمِ الشِّيبِ فِي مُتَثَلِّمِ
…
جَوَانِبُهُ مِنْ بَصْرَةٍ وَسِلَامِ
949- التخريج: البيت بلا نسبة في لسان العرب 10/ 94 "خرق".
الإعراب: قد: حرف تحقيق. أقبلت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عزة: فاعل مرفوع. من عراقها: جار ومجرور متعلقان بـ"أقبلت" وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
ملصقة: حال منصوب، وهو مضاف. السرج: مضاف إليه مجرور. بخاق باقها: جار ومجرور متعلقان بـ"ملصقة" وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة "أقبلت عزة": ابتدائية لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "بخاق باقها" حيث أعرب الصوت "خاق باق" إعراب الاسم المتمكن.
950-
التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص180؛ والدرر 5/ 308؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص152؛ وهمع الهوامع 2/ 107.
اللغة: اللمة: شعر جانب الرأس.
الإعراب: ولو: "الواو" بحسب ما قبلها، "لو": شرطية غير جازمة. ترى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستر فيه وجوبًا تقديره:"أنت". إذا: ظرف مبني على السكون في محل نصب متعلق بحال من مفعول "ترى"، والتقدير: ولو تراني كائنًا إذا. جبتي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الياء" ضمير في محل جر بالإضافة. من طاق: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. ولمتي: "الواو" حرف عطف، "لمتي": معطوف على "جبتي" مبتدأ مرفوع، وياء المتكلم مضاف إليه. مثل: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. جناح: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. غاق: مضاف إليه.
وجملة "ولو ترى": بحسب ما قبلها. وجملة "جبتي من طاق": في محل جر بالإضافة. وجملة "ولمتي مثل": معطوفة على جملة "جبتي
…
" في محل بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "جناح غاق" حيث أعرب الصوت "غاق" إعراب الاسم المتمكن.
951-
التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1070؛ وإصلاح المنطق ص29؛ وخزانة الأدب 1/ 104، 4/ 343 وشرح شواهد الإيضاح ص307؛ وشرح المفصل 3/ 14، 4/ 82، 85؛ ولسان العرب 1/ 54 "شيب"، 4/ 67 "بصر"؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص35؛ وجمهرة اللغة ص312، 585؛ وخزانة الأدب 6/ 388/ 442؛ ولسان العرب 12/ 297 "سلم". =
وقوله أيضًا "من البسيط":
952-
لا ينعش الطرف إلا ما يخونه
…
داع يناديه باسم الماء مبغوم
فالشيب: صوت شرب الإبل، والماء: صوت الظبية كما مر، اهـ. والله أعلم.
= اللغة: تداعين: يعني الأبل. باسم الشيب: أي صوت المشافر عند الشرب. المتثلم: الحوض المتكسر. البصرة: الحجارة النخرة الرخوة. السلام: ج السلمة، وهي الحجر.
الإعراب: تداعين: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. باسم: جار ومجرور متعلقان بـ"تداعين"، وهو مضاف. الشيب: مضاف إليه مجرور. في متثلم: جار ومجرور متعلقان بالفعل "تداعين". جوانبه: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من بصرة: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. وسلام: "الواو" حرف عطف، "سلام": معطوف على "بصرة".
وجملة "تداعين" جواب شرط غير جازم لا محل لها، "وفعل الشرط في بيت سابق". وجملة "جوانبه مبنية من بصرة": في محل صفة لـ"متثلم".
الشاهد فيه قوله: "باسم الشيب" حيث جاء الصوت "اسم الشيب" وهو صوت مشافر الإبل عند الشرب، معربًا إعراب الاسم المتمكن.
952-
التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص390؛ وخزانة الأدب 4/ 344؛ والخصائص 3/ 29؛ ومراتب النحويين ص38.
اللغة: ينعش: يرفع. يخونه: يتعهده. المبغوم: ذو البغام، وهو صوت لا يفصح به.
المعنى: لا يجعل العين تصحوا إلا ظنها أنها ترى من يدعوه داع إلى تناول الماء.
الإعراب: لا: نافية. ينعش: فعل مضارع مرفوع. الطرف: مفعول به منصوب. إلا: حرف حصر. ما: اسم موصول في محل رفع فاعل. يخونه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. داع: فاعل مرفوع. يناديه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء" ضمير في محل نصب مفعول به. باسم: جار ومجرور متعلقان بـ"ينادي" وهو مضاف. الماء: مضاف إليه. مبغوم: فاعل "يناديه" مرفوع.
وجملة "لا ينعش": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يخونه داع": لا محل لها من الإعراب "صلة الموصول" وجملة "يناديه" في محل رفع صفة لـ"داع".
الشاهد فيه قوله: "باسم الماء" حيث هو صوت الظبية، وقد أعربه إعراب الاسم المتمكن.