الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النداء:
"لغات لفظ النداء":
فيه ثلاث لغات، أشهرها كسر النون مع المد، ثم مع القصر، ثم ضمها مع المد، واشتقاقه من ندى الصوت وهو بعده، يقال: فلان أندى صوتًا من فلان، إذا كان أبعد صوتًا منه.
"حروف النداء ومواضعها":
573-
وَلِلمُنَادَى النَّاءِ" أو كالناء "يا،
…
وأي، وآ" كذا "أيا" ثم "هيا"
"وللمنادى الناءِ" أي: البعيد "أو" من هو "كالناءِ" لنوم أو سهو أو ارتفاع محل أو انخفاضه، كنداء العبد لربه وعكسه من حروف النداء "يا وأي" بالسكون، وقد تمد همزتها "وآ، كذا أيا ثم هيا" وأعمقها "يا"؛ فإنها تدخل في كل نداء، وتتعين في الله تعالى.
574-
والهمز للداني، و"وا" لمن ندب
…
أو "يا" وغير "وا" لدى اللبس اجتنب
و"الهمز" المقصور "للداني" أي: القريب، نحو:"أزيد أقبل""ووا لمن ندب" وهو المفتجع عليه أو المتوجع منه، نحو:"وا ولداه"، "وا رأساه" "أو يا" نحو:"يا ولداه"، "يا
رأساه" "وغير وا" وهو "يا" لدى اللبس اجتنب" أي: لا تستعمل "يا" في الندبة إلا عند أن اللبس، كقوله "من البسيط":
872-
حَمَلتَ أَمْرًا عَظِيمًا فَاصْطَبَرْتَ لَهُ
…
وَقُمْتَ فِيهِ بِأَمْرِ اللَّهِ يَا عُمَرَا
فإن خيف اللبس تعينت وا.
تنبيهان: الأول: من حروف نداء البعيد "آيْ" بمد الهمزة وسكون الياء، وقد عدها في التسهيل؛ فجملة الحروف حينئذٍ ثمانية.
الثاني: ذهب المبرد إلى أن "أيا" و"هيا" للبعيد، و"أي" والهمز للقريب، و"يا" لهما، وذهب ابن برهان إلى أن "أيا" و"هيا" للبعيد والهمزة للقريب و"أي" للمتوسط و"يا" للجميع، وأجمعوا على أن نداء القريب بما للبعيد يجوز توكيدًا وعلى منع العكس.
575-
وغَيرُ مَنْدَوبٍ وَمُضْمَرٍ وَمَا
…
جَا مَسْتَغَاثًَا قَدْ يُعَرَّى فاعلما
872- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص736؛ والدرر 3/ 42؛ وشرح التصريح 2/ 164، 181؛ وشرح شواهد المغني 2/ 792؛ وشرح عمدة الحافظ ص289؛ والمقاصد النحوية 4/ 229؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 9؛ ومغني اللبيب 2/ 372؛ وهمع الهوامع 1/ 180.
اللغة: شرح المفردات: الأمر العظيم: كناية عن الخلافة. اصطبرت: اضطلعت بالأعباء. عمر: هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي الثامن.
المعنى: يقول الشاعر مخاطبا عمر بن عبد العزيز: اضطلعت بأعباء الخلافة، فنهضت بها خير نهوض، منفذا أوامر الله.
الإعراب: حملت: فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. أمرا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. عظيما: نعت "أمرا" منصوب بالفتحة. فاصطبرت: الفاء حرف عطف، "اصطبرت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. له: اللام حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "اصطبر". وقمت: الواو حرف عطف، "قمت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فيه: حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "قمت". بأمر: جار ومجرور متعلقان بـ "قمت"، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. يا: حرف نداء وندبة. عمرا: منادى مندوب مبني على الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للألف، وهو في محل نصب مفعول به.
الشاهد فيه قوله: "يا عمرا" على أنه منادى مفتجع عليه، وقد ندب الشاعر بـ "يا" عوضا من "وا" الأصلية في الندبة لأنه أمن اللبس بالمنادى المحض، وهنا جاء المندوب معرى عن الهاء.
"وغير مندوب ومضمر وما
…
جا مستغاثا قد يعري"
من حروف النداء لفظًا "فَاعْلَمَا" نحو: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} 1، {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} 2، {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ} 3، نحو "خيرًا من زيد أقبل"، ونحو "من لا يزال محسنًا أحسن إلي".
أما المندوب والمستغاث والمضمر فلا يجوز ذلك فيها لأن الأولين يطلب فيهما مد الصوت والحذف ينافيه ولتفويت الدلالة على النداء مع المضمر.
تنبيهان: الأول عد في التسهيل من هذا النوع لفظ الجلالة والمتعجب منه، ولفظه: ولا يلزم الحرف إلا مع الله والمضمر والمستغاث والمتعجب منه والمندوب، وعد في التوضيح المنادى البعيد وهو ظاهر.
الثاني: أفهم كلامه جواز نداء المضمر، والصحيح منعه مطلقًا وشذ نحو:"يا إياك قد كفيتك"، وقوله "من الرجز":
873-
يَا أَبْجَرَ ابْنَ أَبْجَرٍ يَا أَنْتَا
…
"أنت الذي طلقت عام جعتا"
1 يوسف: 29.
2 الرحمن: 31.
3 الدخان: 18.
873-
التخريج: الرجز للأحوص في ملحق ديوانه ص216؛ وشرح التصريح 2/ 164؛ والمقاصد النحوية 4/ 232؛ ولسالم بن دارة في خزانة الأدب 2/ 139-143، 146؛ والدرر 3/ 27؛ ونوادر أبي زيد ص163؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 325؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 359؛ وشرح عمدة الحافظ ص301؛ وشرح المفصل 1/ 127، 130، والمقرب 1/ 76؛ وهمع الهوامع 1/ 174.
شرح المفردات: الأبجر: في الأصل، العظيم البطن.
الإعراب: "يا": حرف نداء. "أبجر": منادى مبني على الضم في محل نصب. "بن": نعت "أبجر" منصوب، تبعه في المحل، وهو مضاف. "أبجر": مضاف إليه مجرور. "يا": حرف نداء. "أنتا": منادى مبني على الضم في محل نصب، والألف للإطلاق. "أنت": ضمير منفصل في محل رفع فاعل. "عام": اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ. "طلقت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "عام": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ "طلقت". "جعتا": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت"، والألف للإطلاق.
وجملة النداء: "يا أبجر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء الثانية: "يا أنت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أنت الذي
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "طلقت" صلة الموصول لا محل من لها الإعراب. وجملة "جعتا" في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "يا أنتا" حيث نادى الضمير الذي يستعمل في مواطن الرفع، وهذا شاذ.
576-
وذاك في اسم الجنس والمشار له
…
قل ومن يمنعه فانصر عاذله
"وذاك" أي: التعري من الحروف "في اسم الجنس والمشار له قل ومن يمنعه" فيهما أصلا ورأسا "فانصر عاذله" بالذال المعجمة أي: لائمه على ذلك، فقد سمع في كل منهما ما لا يمكن رد جميعه؛ فمن ذلك في اسم الجنس قولهم:"أطرق كرا"1، و"افتد مخنوق"2، و"أصبح ليل"، وفي الحديث، "ثوبي حجر" وفي اسم الإشارة قوله "من الطويل":
874-
إذا هملت عيني لها قال صاحبي
…
بمثلك هذا لوعة وغرام
1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة اللغة ص757؛ وزهر الأكم 2/ 38؛ ولسان العرب 10/ 47 "خرق"، 10/ 219 "طرق"، 11/ 314 "زول".
2 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في المستقصى 1/ 265؛ ومجمع الأمثال 2/ 28.
ويضرب في الحث على تخليص الرجل نفسه من الأذى والشدة.
874-
التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1952؛ والدر 3/ 24؛ وشرح التصريح 2/ 165؛ وشرح عمدة الحافظ ص297؛ والمقاصد النحوية 4/ 235؛ وهمع الهوامع 1/ 174؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 641.
شرح المفردات: هملت عيني: فاض دمعها. اللوعة: حرقة القلب.
المعنى: يقول: إذا فاضت عيني بالدموع قال لي صاحبي إن هذا لا يكون إلا نتيجة حرقة فؤاد وغرام شديدين.
الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "هملت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "عيني": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "لها": جار ومجرور متعلقان بـ "هملت". "قال": فعل ماض. "صاحبي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "بمثلك": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "هذا": منادى مبني في محل نصب. "لوعة": مبتدأ مرفوع. "وغرام": الواو حرف عطف، "غرام": معطوف على "لوعة" مرفوع.
وجملة: "إذا هملت عيني
…
قال صاحبي" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هملت
…
" في محل جر بالإضافة. وجملة "قال صاحبي" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم وجملة "بمثلك لوعة" في محل نصب مفعول به لـ "قال". وجملة النداء: "
…
هذا" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. =
وقوله "من البسيط":
875-
إن الأولى وصفوا قومي لهم فبهم
…
هذا اعتصم تلق من عاداك مخذولًا
وقوله "من الخفيف":
876-
ذا ارعواء فليس بعد اشتعال
…
الرأس شيبًا إلى الصبا من سبيل
وجعل منه قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} 1 وكلاهما عند الكوفيين
= الشاهد: قوله: "هذا" يريد "يا هذا" فحذف حرف النداء قبل اسم الإشارة، وهذا عند الكوفيين، وضرورة عند البصريين.
875-
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص298.
اللغة: الأولى: الذين، اعتصم: احتمى والتجأ. عاداك: جعلك عدوا. المخذول: الخائب.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. الأولى: اسم "إن". وصفوا: فعلى ماض للمجهول، و"الواو": ضمير في محل رفع نائب فاعل، والألف للتفريق. قومي: خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة، لهم: جار ومجرور متعلقان بالفعل وصفوا. فبهم:" "الفاء": تعليلة، و"بهم": جار ومجرور متعلقان بـ"اعتصم". هذا: اسم إشارة منادى مبني في محل نصب. اعتصم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". تلق: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". من: اسم موصول في محل نصب مفعول به. عاداك: فعل ماض، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". مخذولًا: حال منصوب بالفتحة.
وجملة "إن الأولى
…
لهم قومي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وصفوا": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء "يا هذا" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اعتصم": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تلق": جواب الطلب لا محل لها من الإعراب. وجملة "عاداك": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "هم قومي": خبر "إن" محلها الرفع.
الشاهد فيه قوله: "هذا" حيث وقع اسم الإشارة منادى نداء محذوف تقديره: "يا هذا".
1 البقرة: 85.
876-
التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية: 4/ 230.
اللغة: الارعواء: الانصراف عن الجهل مثلًا. الصبا: الشباب.
الإعراب: "ذا": منادى بحرف نداء محذوف تقديره: "يا ذا". "ارعواء": مفعول لفعل محذوف تقديره: "ارعو". "فليس": الفاء: استئنافية، "ليس": فعل ماض ناقص. "بعد": ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر "ليس"، وهو مضاف، "اشتعال": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الرأس": مضاف إليه مجرور. "شيبًا": تمييز منصوب. "إلى الصبا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "سبيل". "من": حرف جر زائد. "سبيل": اسم مجرور مرفوع محلًا على أنه اسم "ليس".
وجملة النداء: "يا ذا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ارعو ارعواء"، استئنافية لا محل لها =
مقيس مطرد، ومذهب البصريين المنع فيهما وحمل ما ورد، على شذوذ أو ضرورة، ولحنو المتنبي في قوله "من الكامل":
877-
هَذِي بَرَزْتِ لَنَا فَهِجْتِ رَسِيسَا
…
"ثم انثنيت وما شفيت نسيسا
والإنصاف القياس على اسم الجنس لكثرته نظمًا ونثرًا، وقصر اسم الإشارة على السماع إذا لم يرد إلا في الشعر وقد صرح في شرح الكافية بموافقة الكوفيين في اسم الجنس فقال وقولهم في هذا أصح.
تنبيه: أطلق هنا اسم الجنس وقيده في التسهيل بالمبني للنداء إذ هو محل الخلاف فأما اسم الجنس المفرد غير المعين كقول الأعمى: "يا رجلًا خذ بيدي" فنص في شرح الكافية على أن الحرف يلزمه.
فالحاصل أن الحرف يلزم في سبعة مواضع: المندوب والمستغاث والمتعجب
= من الإعراب. وجملة: "ليس بعد
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "ذا ارعواء" حيث حذف حرف النداء من قبل "ذا"، وذلك على مذهب الكوفيين.
877-
التخريج: البيت للمتنبي في ديوانه 2/ 301؛ وبلا نسبة في المقرب 1/ 177.
اللغة: الرسيس: هو ابتداء الحب، اثنى: مقال وعاد. النسيس: هو من تبقى به شيء من الروح والنسيس فضلة الروح وبقيتها.
المعنى: يا من ظهرت لنا فسبيتنا بجمالك ثم ابتعدت عنا، فزدتنا بك تعلقًا.
الإعراب: هذي: "الهاء": للتنبيه، "ذي": اسم إشارة في محل نصب بحرف النداء المحذوف "يا". برزت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لنا: جار ومجرور متعلقان بالفعل برزت فهجت: "الفاء": عاطفة، "هجت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة و"التاء" ضمير متصل في محل رفع فاعل. رسيسًا: مفعول به منصوب بالفتحة لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء"، ضمير متصل في محل رفع فاعل. رسيسًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. ثم انثنيت: "ثم": حرف عطف، "انثنيت": فعل ماض مبني على السكون لاتصال بالتاء المتحركة و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. وما: "الواو": حالية، "ما": نافية، شفيت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. نسيسًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
وجملة "برزت" استئنافية لا محل لها. وجملة "انثنيت" معطوفة على "برزت". وجملة "وما شفيت نسيسًا": في محل نصب حال. وجملة "هذي": ابتدائية لا محل لها.
والتمثيل به قوله: "هذي" حذف حرف النداء من اسم الإشارة على عادة الكوفيين.
منه، والمنادى البعيد والمضمر ولفظ الجلالة واسم الجنس غير المعين وفي اسم الإشارة واسم الجنس المعين ما عرفت.
577-
"وَابْنِ المُعَرَّفَ المُنَادَى المُفْرَدَا
…
عَلَى الَّذِي فِي رَفْعِهِ قَدْ عُهِدَا"
أي: إذا اجتمع في المنادى هذان الأمران التعريف والإفراد فإنه يبنى على ما يرفع به لو كان معربًا، وسواء كان ذلك التعريف سابقًا على النداء نحو يا زيد أو عارضًا فيه بسبب القصد والإقبال وهو النكرة المقصودة نحو "يا رجل أقبل"، تريد رجلًا معينًا، والمراد بالمفرد هنا أن لا يكون مضافًا ولا شبيهًا به كما في باب "لا"؛ فيدخل في ذلك المركب المزجي والمثنى والمجموع نحو:"يا معد يكرب" و"يا زيدان" و"يا زيدون" و"يا هندان" و"يا رجلان" و"يا مسلمون"، وفي نحو "يا موسى" و"يا قاضي" ضمة مقدرة.
تنبيهات: الأول قال في التسهيل: ويجوز نصب ما وصف من معرف بقصد وإقبال وحكاه في شرحه عن الفراء وأيده بما روي من قوله صلى الله عليه وسلم في سجوده: "يا عظيمًا يرجى لكل عظيم" وجعل منه قوله "من الطويل":
878-
أَدَارًا بِحُزْوَى هِجْتِ لِلعَينِ عَبْرَةً
…
"فماء الهوى يرفض أو يترقرق"
878- التخريج: البيت للأحوص في ديوانه ص161، والأغاني 9/ 12؛ ومعجم البلدان 4/ 316 "قراضم"؛ ولكثير عزة في سر صناعة الإعراب 1/ 202؛ ولسان العرب 10/ 367 "هرق"؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص401.
اللغة: حزوى: اسم موضع. العبرة: الدمعة. ارفض: ترشش، سال. ترقرق: سال.
الإعراب: أدارا: الهمزة للنداء، "دارا": منادى منصوب. بحزوى: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "دارا". هجت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. للعين: جار ومجرور متعلقان بـ"هجت". عبرة: مفعول به منصوب. فماء: "الفاء": استئنافية، "ماء": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الهوى: مضاف إليه مجرور. يرفض: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو". أو: حرف عطف. يترقرق: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره:"هو".
وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة "هجت": استئنافية لا محل لها من الإعراب وجملة "ماء الهوى يرفض": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يرفض": في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة "يترقرق": معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "أدارا" حيث نصب المنادى "دارا" لأنه شبيه بالمضاف.
الثاني: ما أطلقه هنا قيده في التسهيل بقوله: غير مجرور باللام؛ للاحتراز من نحو: "يا لزيد لعمرو" ونحو: "يا للماء والعشب"، فإن كلًا منهما مفرد وهو معرب.
الثالث: إذا ناديت "اثني عشر" و"اثنتي عشرة" قلت: "يا اثنا عشر" و"يا اثنتا عشرة" بالألف، وإنما بني على الألف لأنه مفرد في هذا الباب كما عرفت، وقال الكوفيون:"يا اثني عشر" و"يا اثنتي عشرة" بالياء إجراء لهما مجرى المضاف.
578-
وَانْوِ انْضِمَامَ مَا بَنَوا قَبْلَ النِّدَا
…
وليجر مجرى ذي بناء جددا
"وانوا انضمام ما بنا قبل الندا" كسيبويه وحذام في لغة الحجاز وخمسة عشر "وَليُجْرَ مُجْرَى ذِي بِنَاءٍ جُدِّدَا" ويظهر أثر ذلك في تابعه فتقول: "يا سيبويه العالم" برفع العالم ونصبه كما تفعل في تابع ما تجدد بناؤه نحو: "يا زيد الفاضل"، والمحكي كالمبني، تقول:"يا تأبط شرًا المقدام والمقدام".
"أحوال نصب المنادي":
579-
"وَالمُفْرَدَ المَنْكُورَ وَالمُضَافَا
…
وَشِبْهَهُ انْصِبْ عَادِمًا خِلَافَا"
أي: يجب نصب المنادى حتمًا في ثلاثة أحوال: الأول النكرة غير المقصودة كقول الواعظ: "يَا غَافِلًا وَالمَوتُ يَطْلُبُهُ"، وقول الأعمى:"يا رجلًا خذ بيدي"، وقوله "من الطويل":
879-
أَيَا رَاكِبًا إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
…
"نداماي من نجران أن لا تلاقيا"
879- التخريج: البيت لعبد يغوث بن وقاص في الأشباه والنظائر 6/ 243؛ وخزانة الأدب 2/ 194، 197؛ وشرح اختيارات المفضل ص767؛ وشرح التصريح 2/ 167؛ وشرح المفصل 1/ 128؛ والعقد الفريد 5/ 229؛ والكتاب 2/ 200؛ ولسان العرب 7/ 173 "عرض"؛ والمقاصد النحوية 4/ 206؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 413؛ 9/ 223؛ ورصف المباني ص137؛ وشرح ابن عقيل ص515؛ وشرح قطر الندي ص203، والمقتضب 4/ 204.
اللغة والمعنى: عرضت: أتيت العروض، وهي بمكة والمدينة وما حولهما. نداماي: ج ندمان، وهو =
وعن المازني أنه أحال وجود هذا النوع.
الثاني: المضاف سواء كانت الإضافة محضة نحو: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا} أو غير محضة نحو يا حسن الوجه، وعن ثعلب إجازة الضم في غير المحضة.
الثالث: الشبيه بالمضاف وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه نحو: "يا حسنًا وجهه" و"يا طالعًا جبلًا" و"يا رفيقًا بالعباد" و"يا ثلاثة وثلاثين" فيمن سميته بذلك، ويمتنع في هذا إدخال "يا" على "ثلاثين" خلافًا لبعضهم وإن ناديت جماعة هذه عدتها، فإن كانت غير معينة نصبتهما أيضًا، وإن كانت معينة ضممت الأول وعرفت الثاني بأل ونصبته أو رفعته، إلا إن أعدت معه "يا" فيجب ضمه وتجريده من "أل". ومنع ابن خروف إعادة "يا" وتخييره في إلحاق "أل" مردود.
تنبيه: انتصاب المنادى لفظًا أو محلًا عند سيبويه على أنه مفعول به وناصبه الفعل المقدر، فأصل "يا زيد" عنده: أدعو زيدًا؛ فحذف الفعل حذفًا لازمًا، لكثرة الاستعمال، ولدلالة حرف النداء عليه وإفادته فائدته، وأجاز المبرد نصبه بحرف النداء لسده مسد
= النديم، أي الجليس إلى الخمر. نجران: مدينة بالحجاز.
يقول الشاعر لراكب: إذا أتيت العروض. فبلغ أصحابي بأنني لن ألتقي بعد اليوم، لأنه سيفارق الحياة.
الإعراب: أيا: حرف نداء. راكبًا: منادي منصوب. إما: إن: حرف شرط جازم، ما: زائدة. عرضت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل. وهو فعل الشرط. فبلغن: الفاء: رابطة لجواب الشرط، بلغن، فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والفاعل: أنت. والنون: للوقاية. نداماي: مفعول به أول، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة. من: حرف جر. نجران: اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من "ندامى". أن: مخففة من "أن"، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره:"أنه"، أي الحال والشأن. لا: النافية للجنس. تلاقيًا: اسم مبني على الفتح في محل نصب اسم "لا". والألف: للإطلاق. وخبر "لا" محذوف تقديره: "أن لا تلاقي حاصل لنا".
وجملة "أيا راكبًا" الفعلية على تقدير: "أدعو راكبًا" لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "عرضت" في محل جزم فعل الشرط. وجملة "فبلغن" الفعلية في محل جزم جواب الشرط. والجملة المصدرية من "أن وما بعدها" في محل نصب مفعول به ثان. وجملة "لا تلاقيا" الاسمية في محل رفع خبر "إن".
الشاهد فيه قوله: "أدارًا" نصب المنادي "دارا" لأنه شبيه بالمضاف.
الفعل، فعلى المذهبين "يا زيد" جملة، وليس المنادى أحد جزأيها؛ فعند سيبويه جزآها؛ أي الفعل والفاعل مقدران، وعند المبرد حرف النداء سد مسد أحد جزأي الجملة أي الفعل، والفاعل مقدر، والمفعول ههنا على المذهبين واجب الذكر لفظًا أو تقديرًا؛ إذ لا نداء بدون المنادى.
580-
"وَنَحْوَ زَيدٍ ضُمَّ وَافْتَحَنَّ مِنْ
…
نَحْوِ أَزَيدُ بْنَ سَعِيدٍ لَا تَهِنْ"
أي: إذا كان المنادى علمًا مفردًا موصوفًا بابن متصل به مضاف إلى علم نحو: "يا زيد بن سعيد" جاز فيه الضم والفتح، والمختار عند البصريين غير المبرد الفتح، ومنه قوله "من الرجز":
880-
يَا حَكَمَ بْنَ المُنْذِرِ بْنِ الجَارُودْ
…
سُرَادِقُ المَجْدِ عَلَيكَ مَمْدُودْ
تنبيه: شرط جواز الأمرين كون الابن صفة كما هو الظاهر؛ فلو جعل بدلًا أو عطف
880- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص172؛ وللكذاب الحرمازي في شرح أبيات سيبويه 1/ 472؛ والشعر والشعراء 2/ 689؛ والكتاب 2/ 203؛ ولرؤبة أو للكذاب الحرمازي في شرح التصريح 2/ 169؛ ولسان العرب 10/ 158 "سردق"؛ والمقاصد النحوية 4/ 210؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص356؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 562؛ وشرح المفصل 2/ 5؛ والمقتضب 4/ 232.
شرح المفردات: حكم بن المنذر: أحد أمراء البصرة في عهد هشام بن عبد الملك. الجارود: من الجرد، لقب به جد الممدوح لإغارته على قوم، فشبهوه بالسيل. السرادق: الخباء.
المعنى: يمدح الراجز الحكم بن المنذر بأنه عالي المنزلة، وسامي القدر، وميمون الطلعة.
الإعراب: "يا": حرف نداء. "حكم": منادى يجوز بناؤه على الضم أو منصوب. "بن": نعت "حكم" منصوب، تبعه في المحل، وهو مضاف. "المنذر": مضاف إليه مجرور، "بن": نعت "المنذر" مجرور، وهو مضاف. "الجارود" مضاف إليه مجرور، سكن للضرورة الشعرية. "سرادق": مبتدأ، مرفوع، وهو مضاف. "المجد": مضاف إليه مجرور. "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"ممدود". "ممدود": خبر المبتدأ مرفوع وسكن للضرروة الشعرية.
وجملة النداء: "يا حكم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "سرادق.. ممدود" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله "يا حكم" بجواز البناء على الضم والفتح لاتصاله بـ"ابن" المضافة إلى علم.
بيان أو منادى أو مفعولًا بفعل مقدر تعين الضم، وكلامه لا يوفي بذلك وإن كان مراده.
581-
"وَالضَّمُّ إنْ لَمْ يَلِ الابْنُ عَلَمَا
…
أو يَلِ الاِبْنَ عَلَمٌ قَد حُتِمَا"
"الضم": مبتدأ خبره قد حتما، و"إن لم يل": شرط جوابه محذوف، والتقدير فالضم متحتم أي واجب، ويجوز أن يكون قد حتما جوابه والشرط وجوابه خبر المبتدأ، واستغنى بالضمير الذي في حتم رابطًا؛ لأن جملة الشرط والجواب يستغنى فيهما بضمير واحد لتنزلهما منزلة الجملة الواحدة، وعلى هذا فلا حذف.
ومعنى البيت أن الضم متحتم أي واجب إذا فقد شرط من الشروط المذكورة كما في نحو: "يا رجلُ ابنَ عمرو"، و"يا زيدُ الفاضلُ ابن عمرو"، و"يا زيد الفاضل" لانتفاء علمية المنادى في الأولى، واتصال الابن به في الثانية والوصف به في الثالثة، ولم يشترط هذا الكوفيون كقوله "من الوافر":
881-
فَمَا كَعْبُ بْنُ مَامَةَ وَابْنُ أَرْوَى
…
بِأَجْوَدَ مِنْكَ يَا عُمَرَ الجَوَادَا
881- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص107 "طبعة دار صادر"؛ وخزانة الأدب 4/ 442؛ والدرر 3/ 34؛ وشرح التصريح 2/ 169؛ وشرح شواهد المغني ص56؛ والمقاصد النحوية 4/ 245؛ واللمع ص194؛ والمقتضب 4/ 208؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 23؛ وشرح ابن عقيل ص291؛ ومغني اللبيب ص19 وهمع الهوامع 1/ 176.
شرح المفردات: كعب بن مامة: أحد أجواد العرب، قيل إنه سقى صاحبه في ساعة العطش نصيبه من الماء ومات عطشًا. وابن أروى: هو أوس بن حارثة الطائي، أحد أجواد العرب. عمر: هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي الثامن.
المعني: يمدح الشاعر الخليفة الأموي بالجود والكرم، وأنه فاق بسخائه كعب بن مامة وابن أروى.
الإعراب: فما: الفاء: بحسب ما قبلها و"ما": تعمل عمل "ليس". كعب: اسم "ما" مرفوع بالضمة. بن: نعت "كعب" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. مامة: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدل الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. وابن: الواو حرف عطف "ابن": معطوف على "بن مامة" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الباء حرف جر زائد، "أجود": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر "ما"، وعلامة جره الفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف على وزن "أفعل". منك: حرف جر، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أجود". يا: حرف =
بفتح "عمر"، وعلى هذه الثلاثة يصدق صدر البيت. ونحو:"يا زيد ابن أخينا" لعدم إضافة "ابن" إلى "علم"، وهو مراد عجز البيت.
تنبيهات: الأول: لا إشكال أن فتحة "ابن" فتحة إعراب إذا ضم موصوفه، وأما إذا فتح فكذلك عند الجمهور، وقال عبد القاهر: هي حركة بناء؛ لأنك ركبته معه.
الثاني: حكم "ابنة" فيما تقدم حكم "ابن" فيجوز الوجهان نحو: "يا هند بنة زيد" خلافًا لبعضهم، ولا أثر للوصف بـ"بنت" هنا؛ فنحو:"يا هند بنت عمرو" واجب الضم.
الثالث: يلتحق بالعلم "يا فلان بن فلان"، و"يا ضل بن ضل"، و"يا سيد بن سيد" ذكره في التسهيل، وهو مذهب الكوفيين، ومذهب البصريين في مثله مما ليس بعلم التزام الضم.
الرابع: قال في التسهيل: وربما ضم "الابن" إتباعًا، يشير إلى ما حكاه الأخفش عن بعض العرب من "يا زيد بن عمرو" بالضم إتباعًا لضمة الدال.
الخامس: قال فيه أيضًا: ومجوز فتح ذي الضمة في النداء يوجب في غيره حذف تنوينه لفظًا، وألف "ابن" في الحالتين خطأ، وإن نون فللضرورة.
السادس: اشترط في التسهيل لذلك كون المنادى ذا ضمة ظاهرة، وعبارته: ويجوز فتح ذي الضمة الظاهرة إتباعًا، وكلامه هنا يحتمله، فنحو:"يا عيسى ابن مريم"، يتعين فيه تقدير الضم؛ إذ لا فائدة في تقدير الفتح، وفيه خلاف، اهـ.
582-
"واضمم أو انصب ما اضطرارا نونا
…
مما له استحقاق ضم بينا"
= نداء. عمر: منادي مبني في محل نصب. الجوادا: نعت "عمر" منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق.
الشاهد فيه قوله: "يا عمر الجواد" والقياس فيه: "يا عمر"، وقد استدل به الكوفيين على أن المنادي الموصوف يجوز فيه الفتح سواء أكان الوصف لفظ "ابن" أو لم يكن. وقال البصريون: إن الأصل: "يا عمر". أي هو كالمندوب، وحذفت الألف. وفي هذا تكلف.
فقد ورد السماع بهما، فمن الضم قوله "من الطويل":
882-
سلام الله يا مطر عليها
…
"وليس عليك يا مطر السلام"
وقوله "من البسيط":
883-
ليت التحية كانت لي فأشكرها
…
مكان يا جمل حييت يا رجل
882- التخريج: البيت للأحوص في ديوانه ص189؛ والأغاني 15/ 334؛ وخزانة الأدب 2/ 150، 152، 6/ 507؛ والدرر 3/ 21؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 605، 2/ 25؛ وشرح التصريح 2/ 171؛ وشرح شواهد المغني 2/ 766؛ والكتاب 2/ 202؛ وبلا نسبة في الأزهية ص164؛ والأشباه والنظائر 3/ 213؛ والإنصاف 1/ 311؛ وأوضح المسالك 4/ 28؛ والجنى الداني ص149؛ والدرر 5/ 182؛ ورصف المباني ص177، 355؛ وشرح ابن عقيل ص517؛ ومجالس ثعلب ص92، 542؛ والمحتسب 2/ 93.
الإعراب: سلام: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. يا: حرف نداء. مطر: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء. عليها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. وليس: الواو: حرف عطف، ليس: فعل ماض ناقص. عليك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس". يا: حرف نداء. مطر: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء. السلام: اسم "ليس" مرفوع.
وجملة "سلام الله
…
" الاسمية لا محل لها من الإعراب. لأنها ابتدائية. وجملة "يا مطر" الفعلية على تقدير: "أدعو مطرًا" لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة "ليس عليك
…
" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "يا مطر" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية.
والشاهد فيه قوله: "يا مطر"، والقياس: يا مطر بالبناء على الضم، لأنه منادى مفرد علم، ولكن الشاعر نونه اضطرارًا لإقامة الوزن.
883-
التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص453؛ والدرر 3/ 22؛ والشعر والشعراء 1/518؛ والمقاصد النحوية 4/ 214؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 173.
الإعراب: ليت: حرف مشبه بالفعل. التحية: اسم "ليت" منصوب. كانت: فعل ماض ناقص، و"التاء": للتأنيث، واسمه مستتر فيه جوازًا تقديره:"هي". لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان". فأشكرها: "الفاء": للجزاء أو السببية، "أشكرها": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيها وجوبًا تقديره:"أنا". والمصدر المؤول من "أن" المضمرة والفعل "أشكر" معطوف على مصدر منتزع مما تقدم، والتقدير: ليت كون التحية لي فالشكر مني. مكان: ظرف مكان متعلق بحال من خبر "ليت" على الحكاية. يا: حرف نداء. جمل: منادي مبني على الضم في محل نصب. حببت: فعل ماض للمجهول، والتاء": ضمير في محل رفع نائب فاعل. يا: حرف نداء رجل: منادى مبني على الضم في محل نصب.
وجملة "ليت التحية
…
": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كانت لي": حال من "التحية"
محلها النصب. وجملة "فأشكرها": صلة الموصول الحرفي لا محل لها، وجملة "يا جمل": مضاف إليها =
ومن النصب قوله:
أعبدا حل في شعبي غريبا
…
"ألؤما لا أبا لك واغترابا"1
وقوله "من الخفيف":
884-
ضربت صدرها إلي وقالت
…
يا عديا لقد وقتك الأواقي
واختار الخليل وسيبويه الضم، وأبو عمرو وعيسى ويونس والجرمي والمبرد النصب، ووافق الناظم والأعلم الأولين في العلم والآخرين في اسم الجنس.
= على الحكاية محلها الجر. وجملة "حييت": خبر "ليت" محلها الرفع. وجملة "يا رجل": استئنافية لا محل لها.
الشاهد فيه قوله:"يا جمل" نونه مضمومًا.
1 تقدم بالرقم 424.
884-
التخريج: البيت للمهلهل بن ربيعة في ديوانة ص59؛ وخزانة الأدب 2/ 165؛ والدرر 3/ 22؛ وسمط اللآلي ص111؛ ولسان العرب 15/ 401 "وقي"؛ والمقاصد النحوية 4/ 211؛ والمقتضب 4/ 214؛ وبلا نسبة في رصف المفصل 10/ 10؛ والمنصف 1/ 218؛ وهمع الهوامع 1/ 173.
اللغة والمعني: وقتك: حفظتك. الأواقي: ج الواقية، وهي الحافظة.
يقول: لما رأته رفعت رأسها، ودعت له يحفظه الله، ويقيه من نوائب الدهر، لأن مرآه كان خيرًا عليها.
الإعراب: رفعت: فعل ماض. والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. رأسها: مفعول به منصوب. وهم مضاف "ها" ضمير في محل جر بالإضافة. إلى: جار ومجرور متعلقان بـ"رفعت". وقالت: الواو: حرف عطف. قالت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. والفاعل: هي. يا: حرف نداء. عديًا: منادى مبني على الضم المقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بالتنوين المنصوب للضرورة، لقد: اللام: موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق. وقتك: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به، الأواقي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.
وجملة "رفعت
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "قالت
…
" الفعلية معطوفة على جملة "رفعت" لا محل لها من الإعراب. وجملة "يا عديا" الفعلية على تقدير: "أدعو عديًا" في محل نصب مفعول به. وجملة "وقتك الأواقي" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم.
والشاهد فيه قوله: "يا عديًا " حيث نصبه للضرورة الشعرية، وحقه لبناء على الضم لأنه علم.
583-
وباضطرار خص جمع "يا" و"أل"
…
إلا مع "الله" ومحكي الجمل
"وباضطرار خص جمع يا وأل" في نحو قوله "من الكامل":
885-
عباس يا الملك المتوج والذي
…
عرفت له بيت العلا عدنان
وقوله "من الرجز":
886-
فيا الغلامان اللذان فرا
…
إياكما أن تعقبانا شرا
885- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 31؛ وشرح التصريح 2/ 173؛ والمقاصد النحوية 4/ 245؛ وهمع الهوامع 1/ 174.
الإعراب: "عباس": منادى مبني على الضم في محل نصب. "يا": حرف نداء. "الملك": منادى مبني على الضم في محل نصب. "المتوج": نعت "الملك" مرفوع، ويجوز فيه "النصب إتباعا للمحل "والذي": الواو عطف، "الذي": اسم موصول معطوف على "المتوج". "عرفت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "له": جار ومجرور متعلقان بـ"عرفت". "بيت": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "العلى": مضاف إليه مجور. "عدنان". فاعل "عرفت" مرفوع بالضمة.
وجملة النداء: "عباس" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء الثانية. "
…
الملك" بدل من الأولى. وجملة: "عرفت له
…
" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "يا الملك" حيث أدخل "يا" التي للنداء على الاسم المقترن بـ"أل" وذلك ضرورة عند البصريين، وجائز عند الكوفيين.
886-
التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص230؛ والإنصاف 1/ 336؛ والدرر 3/ 30؛ وخزانة الأدب 2/ 294؛ وشرح عمدة الحافظ ص229؛ وشرح المفصل 2/ 9؛ واللامات ص53؛ واللمع في العربية ص196؛ والمقاصد النحوية 4/ 215؛ والمقتضب 4/ 234؛ وهمع الهوامع 1/ 174.
الإعراب: "فيا": الفاء بحسب ما قبلها، "يا": حرف نداء. "الغلامان": منادى مبني على الألف لأنه مثنى، وهو في محل نصب. "اللذان": اسم موصول في محل نصب نعت "الغلامان". "فرا": فعل ماض، والألف ضمير في محل رفع فاعل. "إياكما": مفعول به لفعل التحذير المحذوف تقديره: "أحذر"، وهو مضاف، و"كما". في محل جر بالإضافة. "أن": حرف نصب ومصدرية. "تعقبانا": فعل مضارع منصوب بحذف النون، والألف في محل رفع فاع، و"نا": ضمير في محل نصب مفعول به أول. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف جر محذوف تقديره: "من"، والجار والمجرور متلعقان بالفعل المحذوف "أحذر". "شرا": مفعول به ثان لـ"تعقب".
وجملة النداء: "يا الغلامان" بحسب ما قبلها. وجملة: "فرا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أحذر إياكما" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تعقبانا" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "فيا الغلامان" حيث جمع حرف "النداء "يا" مع "أل" التعريف في غير لفظ الجلالة"، وهذا غير جائز إلا في الشعر.
ولا يجوز ذلك في الاختيار خلافًا للبغداديين في ذلك "إلَاّ مَعَ اللَّهِ" فيجوز إجماعًا؛ للزوم أل له حتى صارت كالجزء منه فتقول: "يا الله" بإثبات الألفين، و"يا الله" بحذفهما، و"يا الله" بحذف الثانية فقط "وَ" إلا مع "مَحْكِيِّ الجُمَل" نحو:"يا المنطلق زيد" فيمن سمي بذلك، نص على ذلك سيبويه، وزاد عليه المبرد ما سمي به من موصول مبدوء بأل نحو الذي والتي وصوبه الناظم، وزاد في التسهيل اسم الجنس المشبه به نحو:"يا الأسد شدة أقبل"، وهو مذهب ابن سعدان، قال في شرح التسهيل: وهو قياس صحيح لأن تقديره: "يا مثل الأسد أقبل"، ومذهب الجمهور المنع.
584-
والأكثر "اللهم" بالتعويض
…
وشذ "يا اللهم" في قريض
"والأكثر" في نداء اسم الله تعالى أن يحذف حرف النداء ويقال "اللهم بالتعويض" أي: بتعوض الميم المشددة عن حرف النداء "وشذ يا اللهم في قريض"، أي: شذ الجمع بين "يا" و"الميم" في الشعر، كقوله "من الرجز":
887-
إني إذا ما حدث ألما
…
أقول يا اللهم يا اللهما
887- التخريج: الرجز لأبي خراش في الدرر 3/ 41؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1346؛ والمقاصد النحوية 4/ 216؛ ولأمية بن أبي الصلت في خزانة الأدب 2/ 295؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص232؛ والإنصاف ص341؛ وجواهر الأدب ص96؛ ورصف المباني ص306؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 419، 2/ 430؛ وشرح ابن عقيل ص519؛ وشرح عمدة الحافظ ص300؛ ولسان العرب 13/ 469، 417 "أله"؛ واللمع في العربية ص197؛ والمحتسب 2/ 238؛ والمقتضب 4/ 242؛ ونوادر أبي زيد ص165؛ وهمع الهوامع 1/ 178.
شرح المفردات: الحدث: الحادث. ألم: نزل، حل.
الإعراب: "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في حل نصب اسم "إن". "إذا". ظرف يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "حدث": فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده، تقديره:"إذا ألم حدث ألم". "ألما": فعل ماض، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "أقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنا". "يا": حرف نداء. "اللهم": منادى مبني على الضم في محل نصب، والميم للتعظيم يعوض بها عن حرف النداء المحذوف عادة. "يا اللهم": كالسابقة.
وجملة: "إني
…
" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إذا ما حدث
…
" الشرطية في محل رفع خبر "إن". وجملة: "ألم حدث" في محل جر بالإضافة. وجملة "ألم" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أقول" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة المنادى في محل نصب مفعول به لـ"أقول". =
تنبيهات: الأول مذهب الكوفيين أن الميم في اللهم بقية جملة محذوفة وهي "أمنا بخير"، وليست عوضًا عن حرف النداء ولذلك أجازوا الجمع بينهما في الاختيار.
الثاني: قد تحذف "أل" من اللهم كقوله "من الرجز":
888-
لَا هُمَّ إنْ كُنْتَ قَبِلتَ حَجَّتِجْ
…
"فلا يزال شاحج يأتيك بج"
وهو كثير في الشعر.
الثالث: قال في النهاية: تستعمل اللهم على ثلاثة أنحاء: أحدها النداء المحض نحو: "اللهم أثبتنا"، ثانيها: أن يذكرها المجيب تمكينًا للجواب في نفس السامع كأن يقول لك القائل: "أزيد قائم؟ " فتقول له: "اللهم نعم" أو "اللهم لا"، ثالثها: أن تستعمل دليلًا على الندرة وقلة وقوع المذكور نحو قولك: "أنا أزورك اللهم إذا لم تدعني"، ألا ترى أن وقوع الزيارة مقرونًا بعدم الدعاء قليل.
= الشاهد: قوله: "يا اللهم" حيث جمع بين "يا" والميم المشددة التي تأتي عوضًا عنها، وذلك ضرورة نادرة.
888-
التخريج: الرجز لرجل من اليمانيين في الدرر "3/ 40؛ والمقاصد النحوية 4/ 570؛ وبلا نسبة في الدرر 6/ 229؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 177؛ وشرح التصريح 2/ 367؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 287؛ وشرح شواهد الشافية ص215؛ وشرح المفصل 9/ 75، 10/ 50، ولسان العرب 10/ 103 "دلق"؛ ومجالس ثعلب 1/ 143؛ والمحتسب 1/ 75؛ والمقرب 2/ 166؛ والممتع في التصريف 1/ 355؛ ونوادر أبي زيد ص164؛ وهمع الهوامع 1/ 178، 2/ 175.
اللغة: لا هم: أي اللهم. حجيج: أي حجتي. الشاحج: البغل. بج: بي.
الإعراب: لا هم: أصلها "اللهم": منادى في محل نصب، و"الميم": للتعظيم. إن: حرف شرط جازم. كنت: فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم، و"التاء" ضمير في محل رفع اسم "كان"، وهو فعل الشرط. قبلت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. حجتج: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والجيم "الياء" في محل جر بالإضافة. فلا:"الفاء": رابطة لجواب الشرط. لا يزال: فعل مضارع ناقص. شاحج: اسم "لا يزال" مرفوع. يأتيك: فعل مضارع مرفوع، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". بج "بي": جار ومجرور متعلقان بـ"يأتي".
وجملة "لا هم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن كنت
…
فلا يزال" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قبلت": في محل نصب خبر "كان". وجملة "لا يزال
…
" في محل جزم جواب الشرط. وجملة "يأتيك" في محل نصب خبر "لا يزال". وجملة "كنت قبلت": فعل الشرط لا محل لها. =
فصل: "تابع المنادى وأحواله"
585-
تَابِعَ ذِي الضَّمِّ المُضَافَ دُونَ أَل
…
أَلزِمْهُ نَصْبًا، كـ"أزيد ذا الحيل"
"تابع" المنادي "ذي الضم المضاف دون أل ألزمة نصبًا" مراعاة لمحل المنادى نعتًا كان "كَأَزَيدُ ذَا الحِيَل" أو بيانًا نحو: "يا زيد عائد الكلب"، أو توكيدًا نحو:"يا زيد نفسه" و"يا تميم كلهم أو كلكم".
تنبيهان: الأول أجاز الكسائي والفراء وابن الأنباري الرفع في نحو: "يا زيد صاحبنا"، والصحيح المنع لأن إضافته محضة، وأجازه الفراء في نحو:"يا تميم كلهم" وقد سمع، وهو محمول عند الجمهور على القطع أي كلهم يدعى.
الثاني: شمل قوله: "ذي الضم" العلم والنكرة المقصودة والمبني قبل النداء لأنه يقدر ضمه كما مر.
586-
وما سواه انصب أو ارفع واجعلا
…
كمستقل نسقًا وبدلًا
"وَمَا سِوَاهُ" أي: ما سوى التابع المستكمل للشرطين المذكورين وهما الإضافة والخلو من أل، وذلك شيئان: المضاف المقرون بـ"أل"، والمفرد "ارْفَعْ أوِ انْصِبْ" تقول:"يا زيد الحسن الوجه والحسن الوجه"، و"يا زيد الحسن والحسن"، و"يا غلام بشر وبشرًا"، و"يا تميم أجمعون وأجمعين"، فالنصب اتباعًا للمحل، والرفع اتباعًا للفظ لأنه يشبه المرفوع من حيث عروض الحركة.
تنبيهان: الأول شمل كلامه أولًا وثانيًا التوابع الخمسة، ومراده النعت والتوكيد وعطف البيان، وسيأتي الكلام على البدل وعطف النسق.
الثاني: ظاهر كلامه أن الوجهين على السواء.
"وَاجْعَلَا كَمُسْتَقِل" بالنداء "نَسَقًا" خاليًا عن "أل""وَبَدَلَا" تقول: "يا زيد بشر"
= الشاهد فيه قوله: "لا هم" حيث حذف "أل" من "اللهم"، وقوله: "حجتج
…
بج" حيث أبدل من الياء جيمًا، والأصل "حجتي" و"بي".
بالضم، وكذلك "يا زيد وبشر"، وتقول:"يا زيد أبا عبد الله"، وكذلك "يا زيد وأبا عبد الله"، وهكذا حكمهما مع المنادى المنصوب؛ لأن البدل في نية تكرار العامل، والعاطف كالنائب عن العامل.
تنبيه: أجاز المازني والكوفيون "يا زيد وعمرا ويا عبد الله وبكرا".
587-
وَإِنْ يَكُنْ مَصْحُوبَ "أَل" مَا نُسِقَا
…
ففيه وحهان ورفع ينتقى
"وإن يكن مصحوب أل ما نسقا ففيه وجهان" الرفع والنصب "وَرَفْعٌ يُنْتَقَى" أي: يختار وفاقًا للخليل وسيبويه والمازني؛ لما فيه من مشاكلة الحركة، ولحكاية سيبويه أنه أكثر، وأما قراءة السبعة:{يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} 1، بالنصب فللعطف على فضلًا من:{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا} 2، واختار أبو عمرو وعيسى ويونس والجرمي النصب لأن ما فيه "أل" لم يل حرف النداء فلا يجعل كلفظ ما وليه وتمسكًا بظاهر الآية إذ إجماع القراء سوى الأعرج على النصب، وقال المبرد: إن كانت "أل" معرفة فالنصب وإلا فالرفع لأن المعرف يشبه المضاف.
تنبيه: هذا الاختلاف إنما هو في الاختيار، والوجهان مجمع على جوازهما إلا فيما عطف على نكرة مقصودة نحو:"يا رجل والغلام" فلا يجوز فيه عند الأخفش ومن تبعه إلا الرفع.
588-
"وَأَيُّهَا مَصْحُوبَ أَل بَعْدُ صِفَهْ
…
يَلزَمُ بِالرَّفْعِ لَدَى ذِي المَعْرِفَهْ"
يجوز في ضبط هذا البيت أن يكون "مصحوب" منصوبًا، فـ"أيها": مبتدأ و"يلزم": خبره، ومصحوب: مفعول مقدم بـ"يلزم" و"صفة": نصب على الحال من مصحوب "أل" وبالرفع في موضع الحال من مصحوب "أل" و"بعد": في موضع الحال، مبني على الضم لحذف المضاف إليه وهو ضمير يعود إلى "أي"، والتقدير: وأيها يلزم مصحوب
1 سبأ: 10.
2 سبأ: 10.
"أل" حال كونه صفة لها مرفوعة واقعة أو واقعًا بعدها، ويجوز أن يكون "مصحوب" مرفوعًا على أنه مبتدأ ويكون خبره "يلزم" والجملة خبر "أيها" والعائد على المبتدأ محذوف أي: يلزمها ويجوز أن يكون "صفة" هو الخبر.
والمراد إذا نوديت أي فهي نكرة مقصودة مبنية على الضم وتلزمها "ها" التنبيه مفتوحة، وقد تضم لتكون عوضًا عما فاتها من الإضافة، وتؤنث لتأنيث صفتها نحو:{يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ} 1 {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ} 2 ويلزم تابعها الرفع، وأجاز المازني نصبه قياسًا على صفة غيره من المناديات المضمومة.
قال الزجاج: لم يجز هذا المذهب أحد قبله ولا تابعه أحد بعده، وعلة ذلك أن المقصود بالنداء هو التابع و"أي" وصلة إلى ندائه، وقد اضطرب كلام الناظم في النقل عن الزجاج فنقل في شرح التسهيل عنه هذا الكلام ونسب إليه في شرح الكافية موافقة المازني وتبعه ولده، وإلى التعريض بمذهب المازني الإشارة بقوله:"لدى ذي المعرفة"، وظاهر كلامه أنه صفة مطلقًا وقد قيل: عطف بيان قال ابن السيد: وهو الظاهر، وقيل: إن كان مشتقًا فهو نعت وإن كان جامدًا فهو عطف بيان، وهذا أحسن.
تنبيهات: الأول يشترط أن تكون "أل" في تابع أي جنسية كما ذكره في التسهيل فإذا قلت: "يأيها الرجل" فـ"أل" جنسية وصارت بعد للحضور كما صارت كذلك بعد اسم الإشارة، وأجاز الفراء والجرمي إتباع "أي" بمصحوب "أل" التي للمح الصفة نحو:"يا أيها الحارث"، والمنع مذهب الجمهور ويتعين أن يكون ذلك عطف بيان عند من أجازه.
الثاني: ذهب الأخفش في أحد قوليه إلى أن المرفوع بعد "أي" خبر لمبتدأ محذوف و"أي" موصولة بالجملة، ورد بأنه لو كان كذلك لجاز ظهور المبتدأ بل كان أولى ولجاز وصلها بالفعلية والظرف.
الثالث: ذهب الكوفيون وابن كيسان إلى أن ها دخلت للتنبيه مع اسم الإشارة فإذا قلت: "يا أيها الرجل" تريد يا أيهذا الرجل ثم حذف "ذا" اكتفاء بها.
1 الانشقاق: 6؛ وغيرها.
2 الفجر: 27.
الرابع: يجوز أن توصف صفة "أي" ولا تكون إلا مرفوعة مفردة كانت أو مضافة كقوله "من الرجز":
889-
يَا أَيُّهَا الجَاهِلُ ذُو التّنَزِّي
…
لَا تُوعِدَنِّي حَيَّةً بِالنَّكْزِ
589-
وأيهذا أيها الذي ورد
…
ووصف أي بسوى هذا يرد
"وَأَيُّهَذَا أَيُّهَا الَّذِي وَرَدْ""أيهذا": مبتدأ، و"أيها الذي": عطف عليه، وسقط العاطف للضرورة، و"ورد" جملة خبر، ووحد الفاعل إما لكون الكلام على حذف مضاف والتقدير لفظ أيهذا وأيها الذي ورد أو هو من باب "من الخفيف":
890-
نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأَنْتَ بِمَا
…
عِنْدَكَ رَاضٍ "والرأي مختلف"
889- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص63؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 417؛ وشرح المفصل 6/ 138؛ والمقاصد النحوية 4/ 219؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 169؛ وجمهرة اللغة ص825؛ والكتاب 2/ 192؛ والمتقضب 4/ 218.
اللغة: التنزي: ميل الإنسان إلى الشر. النكز: الوخز.
الإعراب: يا: حرف نداء أيها: منادى مبني على الضم في محل نصب، و"ها": للتنبيه. الجاهل: نعت "أي" مرفوع. ذو: نعت "الجاهل" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. التنزي: مضاف إليه مجرور. لا: ناهية. توعدني. فعل مضارع مبني على الفتح، و"النون": للتوكيد. و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به، وهو في محل جزم، وفاعلة ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره. "أنت". حية: مفعول به. بالنكز: جار ومجرور متعلقان بصفة من "حية".
وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا توعدني": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "يا أيها الجاهل ذو التنزي" حيث وصف "أي" بمعرفة موصوفة بمضاف إلى معرفة وهي: "ذو التنزي".
890-
التخريج: البيت لقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص239؛ وتخليص الشواهد ص205؛ والدرر 5/ 314؛ والكتاب 1/ 75؛ والمقاصد النحوية 1/ 557؛ ولعمرو بن امرئ القيس الخزرجي في الدرر 1/ 147؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 279؛ وشرح الشواهد الإيضاح ص128؛ وبلا نسبة في الصاحبي في فقة اللغة ص218؛ ومغني اللبيب 2/ 622؛ وهمع الهوامع 2/ 109.
اللغة: الرأي: الاعتقاد.
الإعراب: "نحن": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وخبره محذوف والتقدير:"نحن راضون".
"بما": جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف. "عندنا": ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة "ما" المجرورة
أي: ورد أيضًا وصف "أي" في النداء باسم الإشارة وبموصول فيه "أل" كقوله "من الطويل":
891-
أَلَا أَيُّهَذَا البَاخِعُ الوَجْدُ نَفْسَهُ
…
لِشَيءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيهِ المَقَادِرُ
ونحو: {يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} 1، "وَوَصْفُ أيَ بِسِوَى هَذَا" الذي ذكر "يُرَدْ" فلا يقال:"يا أيها زيد" ولا "يا أيها صاحب عمرو".
تنبيهان: الأول يشترط لوصف "أي" باسم الإشارة خلوه من كاف الخطاب كما هو ظاهر كلامه، وفاقًا للسيرافي، وخلافًا لابن كيسان فإنه أجاز "يا أيها ذاك الرجل".
= محلا بالباء، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، "وأنت": الواو حرف عطف، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "بما": جار ومجرور متعلقان بـ"راض". "عندك": ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة "ما" المجرورة محلًا بالباء، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة.
"راض": خبر المبتدأ "أنت". "والرأي": الواو حرف عطف، "الرأي": مبتدأ مرفوع. "مختلف". خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة: "نحن راضون" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أنت راض" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة: "الرأي مختلف" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "نحن بما عندنا" حيث حذف الخبر جوازا لوجود دليل عليه.
891-
التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1037؛ وشرح المفصل 2/ 7؛ ولسان العرب 8/ 5 "بخع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 218، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 474؛ ولسان العرب 15/ 312 "نحا"؛ والمقتضب 4/ 259.
اللغة: الباخع: الهالك. الوجد: شدة الشوق. نحته: صرفته.
الإعراب: ألا: حرف استفتاح وتنبيه. يا: حرف نداء. أيهذا: منادى مبني على الضم في محل نصب، و"ذا": اسم إشارة في محل رفع نعت "أي". الباخع: من "ذا"، أو نعت "أي" مرفوع. الوجد: فاعل اسم الفاعل "الباخع" مرفوع. نفسه: مفعول به، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. والوجد "بالنصب" مفعول لأجله. لشيء: جار ومجرور متعلقان بـ"الباخع". نحته: فعل ماض، و"التاء" للتأنيث، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. عن يديه: جار ومجرور متعلقان بـ"نحته"، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. المقادر: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نحته": في محل جر نعت "شيء".
الشاهد فيه قوله: "ألا أيهذا الباخع" حيث وصف المبهم "أي" باسم الإشارة "ذا"، ووصف اسم الإشارة بمعرفة هي "الباخع".
1 الحجر: 6.
الثاني: لا يشترط في اسم الإشارة المذكور أن يكون منعوتًا بذي "أل" وفاقًا لابن عصفور والناظم كقوله "من الرمل":
892-
أَيُّهَذَانِ كُلَا زَادَكُمَا
…
وَدَعَانِي وَاغِلًا فِيمَنْ وَغَل
واشترط ذلك غيرهما.
590-
وذو إشارة كأي في الصفه
…
إن كان تركها يفيت المعرفه
"وَذُو إشَارَةٍ كَأَي فِي الصِّفَه" في لزومها، ولزوم رفعها كونها بـ"أل" على ما مر، نحو:"يا ذا الرجل" و"يا ذا الذي قام" هذا "إنْ كَانَ تَرْكُهَا" أي ترك الصفة "يُفِيتُ المَعْرِفَهْ" أي بأن تكون هي مقصودة بالنداء واسم الإشارة قبلها لمجرد الوصلة إلى ندائها كقولك لقائم بين قوم جلوس: "يا هذا القائم"، أما إذا كان اسم الإشارة هو المقصود بالنداء بأن قدرت الوقوف عليه فلا يلزم شيء من ذلك، ويجوز في صفته حينئذٍ ما يجوز في صفة غيره من المناديات المبنيات على الضم.
892- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 33؛ وشرح عمدة الحافظ ص281؛ ومجالس ثعلب ص52؛ والمقاصد النحوية 4/ 239، 240؛ وهمع الهوامع 1/ 175.
اللغة: الواغل: الطفيلي الذي يدخل في قوم فيشاركهم شرابهم من دون أن يكون مدعوا إليه.
الإعراب: أيهذان: أي: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء، وحرف النداء محذوف، وها: حرف تنبيه، ذان: اسم إشارة، بدل من "أي" على اللفظ، مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى. كلا: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. زاديكما: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى. وهو مضاف، و"كما": ضمير متصل مبني في محل مضاف إليه. ودعاني: الواو حرف عطف، دعا: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون، للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، واغلًا: حال منصوب. فيمن: جار ومجرور متعلقان بـ"واغلًا". وغل: فعل ماض مبني على الفتح، وقد سكن للضرورة الشعرية.
وجملة النداء "أيهذان" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كلا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "دعاني" معطوفة لا محل لها من الإعراب. وجملة "وغل" لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.
والشاهد فيه قوله: "أيهذان كلا" حيث وصف المنادى باسم الإشارة ولم ينعت اسم الإشارة باسم محلى بالألف واللام. ويروى "يغل" مكان "وغل".
"حكم المنادى المكرر المضاف ثاني لفظيه":
591-
في نحو "سعدُ سعدَ الأوس" ينتصب
…
ثان وضم وافتح أولا نصب
"فِي نَحْوِ" يا "سَعْدُ سَعْدَ الَاوسِ"1 وقوله "من البسيط":
893-
يَا تَيمُ تَيمَ عَدِي لَا أَبَا لَكُمُ
…
"لا يلقينكم في سوأة عمر"
وقوله "من الرجز":
894-
يَا زَيدُ زَيدَ اليَعْمُلَاتِ الذُّبَّلِ
…
"تطاول الليل عليك فانزل"
1 من قول الشاعر "من الطويل":
أيا سعدُ سعدَ الأوس كن أنت ناصرًا
…
ويا سعدُ سعدَ الخزرجين الغطارف
والمقصود سعد بن معاذ وسعد بن عبادة الأنصاريين.
983-
التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص212؛ والأزهية ص238؛ والأغاني 21/ 349؛ وخزانة الأدب 2/ 298، 301، 4/ 99، 107؛ والخصائص 1/ 345؛ والدرر 6/ 29؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 142؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 142؛ وشرح شواهد المغني 2/ 855؛ وشرح المفصل 2/ 10؛ والكتاب 1/ 53، 2/ 205، واللامات ص101؛ ولسان العرب 14/ 11 "أبي"؛ والمقاصد النحوية 4/ 240؛ والمقتضب 4/ 229؛ ونوادر أبي زيد ص139؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 204؛ وأمالي ابن الحاجب 2/ 725؛ وجواهر الأدب ص199، 421؛ وخزانة الأدب 8/ 317، 10/ 191؛ ورصف المباني ص245؛ وشرح المفصل 2/ 105، 3/ 21؛ ومغني اللبيب 2/ 475؛ وهمع الهوامع 2/ 122.
اللغة: السوأة: الشر والتهلكة. عمر: هو عمر بن لجأ.
المعنى: يخاطبهم الشاعر محذرًا من أن يوقعهم عمر في الشر والتهلكة.
الإعراب: "يا": حرف نداء. "تيم": منادى مبني على الضم في محل نصب، ويجوز نصبه على الإضافة إلى متلو الثاني كما قال سيبويه. "تيم": منادى بحرف نداء محذوف تقديره: "يا تيم" منصوب، وهو مضاف. "عدي": مضاف إليه مجرور. "لا": النافية للجنس. "أبا": اسم "لا" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، "لكم": اللام مقحمة بين المضاف والمضاف إليه، و"كم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وخبر "لا" محذوف تقديره: موجود". لا": حرف نفي. "يوقعنكم": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقلية. والنون للوقاية، و"كم": ضمير في محل نصب مفعول به "في سوءة": جار ومجرور متعلقان بـ"يوقع". "عمر": فاعل مرفوع.
وجملة: "يا تيم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا أبا لكم" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا يوقعنكم
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "يا تيم تيم عدي" حيث أقحم "تيم" الثانية بين المضاف "تيم" الأولى، والمضاف إليه "عدي" فوجب نصب الثانية. وجاز في الأولى النصب والبناء على الضم.
894-
التخريج: الرجز لعبد الله بن رواحة في ديوانه ص99؛ وخزانة الأدب 2/ 302، 304.
"يَنْتَصِبْ ثَانٍ" حتمًا "وَضُمَّ وَافْتَحْ أَوَّلًا تُصِبْ" فإن ضممته فلأنه منادى مفرد معرفة، وانتصاب الثاني حينئذٍ لأنه منادى مضاف أو توكيد أو عطف بيان أو بدل أو بإضمار أعني، وأجاز السيرافي أن يكون نعتًا وتأول فيه الاشتقاق، وإن فتحته فثلاثة مذاهب:
أحدها -وهو مذهب سيبويه- أنه منادى مضاف إلى ما بعد الثاني، والثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه، وعلى هذا قال بعضهم يكون نصب الثاني على التوكيد.
وثانيها -وهو مذهب المبرد- أنه مضاف إلى محذوف دل عليه الآخر، والثاني مضاف إلى الآخر ونصبه على الأوجه الخمسة.
وثالثها: أن الاسمين ركبا تركيب خمسة عشر ففتحتهما فتحة بناء لا فتحة إعراب ومجموعهما منادى مضاف وهذا مذهب الأعلم.
تنبيهات: الأول صرح في الكافية بأن الضم أمثل الوجهين.
الثاني: مذهب البصريين أنه لا يشترط في الاسم المكرر أن يكون علمًا بل اسم الجنس نحو: "يا رجل رجل قوم" والوصف نحو: "يا صاحب صاحب زيد" كالعلم فيما تقدم، وخالف الكوفيون في اسم الجنس فمنعوا نصبه وفي الوصف فذهبوا إلى أنه لا ينصب إلا منونًا نحو:"يا صاحبًا صاحب زيد".
الثالث: إذا كان الثاني غير مضاف، نحو:"يا زيد زيد" جاز ضمه بدلًا، ورفعه ونصبه عطف بيان على اللفظ أو المحل.
= والدرر 6/ 28؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 27؛ وشرح شواهد المغني 1/ 443، 2/ 855؛ ولبعض بني جرير في شرح المفصل 2/ 10؛ والكتاب 2/ 206؛ والمقاصد النحوية 4/ 221؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 100؛ واللامات ص102؛ ولسان العرب 11/ 476 "عمل"؛ ومغني اللبيب 2/ 457؛ والمقتضب 4/ 230؛ والممتع في التصريف 1/ 95؛ وهمع الهوامع 2/ 122.
اللغة: اليعملات: الإبل القوية على العمل. الذبل: الضامرة.
الإعراب: "يا": حرف نداء، "زيد": منادى مبني على الضم في محل نصب، أو منادى منصوب لأنه مضاف إلى متلو الثاني كما قال سيبويه. "زيد": منادى منصوب، وهو مضاف، "اليعملات": مضاف إليه."الذبل": نعت "اليعملات" مجرور. "تطاول" فعل ماض. "الليل": فاعل مرفوع. "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"تطاول". "فانزل": الفاء استئنافية، "انزل": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت".
وجملة النداء "يا زيد": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تطاول
…
": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وكذلك جملة "انزل".
الشاهد فيه قوله: "يا زيد زيد اليعملات" حيث أقحم "زيد" الثانية بين المضاف "زيد" الأولى والمضاف إليه "اليعملات" فوجب نصب الثانية، وجاز في الأولى النصب أو البناء على الضم.