الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نُونَا التَّوكِيدِ:
635-
للفعل توكيد بنونين هما
…
كنوني أذهبن واقصدنهما
"لِلفِعْلِ تَوكِيدٌ بِنُونَينِ هُمَا" الثقيلة والخفيفة "كَنُونَيِ اذْهَبَنَّ وَاقْصِدَنْهُمَا" وقد اجتمعا في قوله تعالى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا} 1 وقد تقدم أول الكتاب أن قوله:
أَقَائِلُنَّ أحْضِرُوا الشُّهُودَا2
ضَرُورَة.
تنبيه: ذهب البصريون إلى أن كلًا منهما أصل لتخالف بعض أحكامهما، وذهب الكوفيون إلى أن الخفيفة فرع الثقيلة، وقيل بالعكس، وذكر الخليل أن التوكيد بالثقيلة أشدّ من الخفيفة.
636-
يؤكدان أفعل ويفعل آتيا
…
ذا طلب أو شرطًا أما تاليًا
"يُؤَكِّدَانِ افْعَل" أي فعل الأمر مطلقًا نحو اضربن زيدًا، ومثله الدعاء كقوله "من الرجز":
953-
"فثبت الأقدام إن لاقينا"
…
وأنزلن سكينة علينا
1 يوسف: 32.
2 تقدم بالرقم 13.
953-
التخريج: الرجز لعبد الله بن رواحة في ديوانه ص107، وشرح أبيات سيبويه 2/ 322؛ والكتاب 3/ 511؛ وله أو لعامر بن الأكوع في الدرر 5/ 148 وشرح شواهد المغني 1/ 286؛ 287؛ وبلا =
"وَيَفْعَل" أي المضارع بالشرط الآتي ذكره، ولا يؤكدان الماضي مطلقًا، وأما قوله "من الكامل":
954-
دَامَنَّ سَعْدُكِ إنْ رَحِمْتِ مُتَيَّمَا
…
"لولاك لم يك للصبابة جانحا"
فضرورة شاذة سهلها كونه بمعنى الاستقبال، وإنما يؤكد بهما المضارع حال كونه "آتِيَا ذَا طَلَبٍ" بأن يأتي أمرًا نحو ليقومن زيد، أو نهيا نحو: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ
= نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 234؛ وتخليص الشواهد ص130؛ وخزانة الأدب 7/ 139؛ والمقتضب 3/ 13؛ وهمع الهوامع 2/ 78.
المعنى: يدعو الله أن يثبت أقدامهم في ساح القتال.
الإعراب: وأنزلن: "الواو" حرف عطف، "أنزلن": فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة. وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنت"، و"النون" لا محل لها سكينة: مفعول به منصوب. علينا: جار ومجرور متعلقان بالفعل "أنزلن"؟
وجملة "وأنزلن" معطوفة على جملة "فثبت" لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "وأنزلن" حيث أكد فعل الأمر بنون التوكيد الخفيفة.
954-
التخريج: البيت بلا نسبة في الجني الداني ص143؛ والدرر 5/ 161؛ وشرح شواهد المغني ص760؛ والمقاصد النحوية 1/ 120، 4/ 341؛ وهمع الهوامع 2/ 78.
اللغة: دام: من الديمومة. السعد: نقيض النحس، واليمن: الصبابة: المحبة، جانحًا: مائلًا.
المعنى: لو أنك أيتها المحبوبة رحمت عاشقًا ورفقت به، لدام خيرك، ولعشت بسرور وهناء لأنه لولاك لم ير المحب مائلا للعشق والغرام.
الإعراب: دامن: فعل ماض مبني على الفتح، و"النون": نون التوكيد الثقيلة. سعدك: "سعد": فاعل مرفوع، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "إن": حرف شرط جازم. رحمت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. متيمًا: مفعول به منصوب. لولاك: حرف امتناع لوجود لا محل له، و"الكاف": ضمير متصل في محل رفع متبدأ، والخبر محذوف وجوبًا. لم: حرف امتناع لوجود لا محل له، و"الكاف": ضمير متصل في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبًا. لم: حرف جزم وقلب ونفي. يك: ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو". للصبابة: جار ومجرور متعلقان بخبر "يك". جانحًا: خبر "يك": منصوب.
وجملة "دامن سعدك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "رحمت متيمًا": استئنافية لا محل لها. وجملة. "لم يك للصبابة جانحًا": جواب لولا لا محل لها. وجملة "لولاك لم يكن للصبابة": صفة لـ"متيمًا" محلها النصب. وجملة "أنت موجودة" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "دامن" حيث أكد الفعل الماضي بنون التوكيد الثقيلة شذوذًا.
غَافِلًا} 1، وعرضًا، نحو "ألا تنزلين عندنا"، أو تحضيضًا، كقوله "من البسيط":
955-
هلا تمنن بوعد غير مخلفة
…
كما عهدتك في أيام ذي سلم
أو تمنيا، كقوله "من الطويل":
956-
فليتك يوم الملتقى ترينني
…
لكي تعلمي أني أمرؤ بك هائم
1 إبراهيم: 42.
955-
التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 105؛ وشرح التصريح 2/ 204؛ والمقاصد النحوية 4/ 322؛ وهمع الهوامع 2/ 78.
شرح المفردات: تمنن: تجودين. الإخلاف: عدم إنجاز الوعد. ذو سلم: اسم واد في الحجاز، أو في الشام.
المعنى: يقول مخاطبًا حبيبته: ألا تجودين علي بالوصال، وتفين بالوعود كما كنت في الأيام التي عرفتك فيها في ذي سلم.
الإعراب: "هلا": حرف تحضيض. "تمنن": فعل مضارع، والنون للتوكيد، والياء المحذوفة ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بوعد": جار ومجرور متعلقان بـ"تمنن". "غير": حال منصوب، وهو مضاف.
"مخلفة": مضاف إليه مجرور. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، "ما": مصدرية. "عهدتك": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "في أيام": جار ومجرور متعلقان بـ"عهدتك"، وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء، وهو مضاف. "سلم": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "هلا تمنن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عهدتك" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "تمنن" حيث أكده لكونه فعلًا مضارعًا واقعا بعد حرف التحضيض "هلا" وأصله: "تمنينن" فحذفت نون الرفع مع نون التوكيد الخفيفة حملًا على حذفها مع نون التوكيد الثقيلة تخلصًا من توالي الأمثال، ثم حذفت ياء المخاطبة للتخلص من التقاء الساكنين.
956-
التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 151؛ وشرح التصريح 2/ 204؛ والمقاصد النحوية 4/ 323؛ وهمع الهوامع 2/ 78.
شرح المفردات: يوم الملتقى: أي يوم الحرب. هائم: مغرم.
المعنى: يتمنى الشاعر لو تراه الحبيبة يوم الحرب لتعلم أنه هائم بها. لأن من عادة الأبطال أن يتذكروا أحب الناس إليهم لبث الحمية في نفوسهم، وإيقاظ الشجاعة.
الإعراب: "فليتك": الفاء بحسب ما قبلها، "ليتك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "ليت". "يوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"ترينني"، وهو مضاف. "الملتقى": مضاف إليه =
أو استفهامًا، كقوله "من المتقارب":
957-
وهل يمنعني ارتيادي البلا
…
د من حذر الموت أن يأتين
وقوله "من الكامل":
958-
"قالت فطيمة حل شعرك مدحه"
…
أفبعد كندة تمدحن قبيلا
= مجرور. "ترينني": فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال، والياء المحذوفة في محل رفع فاعل، والنون المشددة للتوكيد، والنون بعدها للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "لكي": اللام للتعليل، و"كي": حرف مصدرية ونصب. "تعلمي": فعل مضارع منصوب بحذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "كي" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ترينني". "أني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". "امرؤ": خبر "أن" مرفوع بالضمة. "بك": جار ومجرور متعلقان بـ"هائم". "هائم": نعت "امرؤ" مرفوع. و"أن": وما دخلت عليه من اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي "تعلمي".
وجملة: "ليتك ترينني" بحسب ما قبلها. وجملة "ترينني" في محل رفع خبر "ليت". وجملة "تعلمي" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "ترينني" حيث أكد الفعل المضارع الواقع بعد أداة التمني "ليت" بالنون، وهذا جائز.
957-
التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص65، 7؛ والكتاب 4/ 187، والدرر 5/ 151؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 346؛ وشرح المفصل 9/ 40، 86؛ والمقاصد النحوية 4/ 324؛ والمحتسب 1/ 349؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 78.
الإعراب: وهل: "الواو": بحسب ما قبلها، "هل": حرف استفهام. يمنعني: فعل مضارع مبني على الفتح، و"النون": للتوكيد، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. ارتيادي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. البلاد: مفعول به لـ"ارتيادي". من حذر جار ومجرور متعلقان بـ"ارتيادي". الموت: مضاف إليه مجرور. أن: حرف نصب ومصدري: يأتين: فعل مضارع منصوب، و"النون": للوقاية، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو".
وجملة "هل يمنعني": بحسب ما قبلها. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها مفعول به ثان للفعل "يمنع". وجملة يأتي": صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "هل يمنعني" حيث أكد الفعل المضارع بنون التوكيد لوقوعه بعد استفهام.
958-
التخريج: البيت لمقنع "؟ " في الكتاب 3/ 514؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص143؛ وخزانة الأدب 11/ 383، 384؛ وشرح التصريح 2/ 204؛ والمقاصد النحوية 4/ 340؛ وهمع الهوامع 2/ 78.
شرح المفردات: فطيمة: تصغير فاطمة المرخمة بعد حذف الحرف الزائد الذي هو الألف. حل: أصله "حلئ" فعل أمر من "حلأ" أي منع. كندة: قبيلة امرئ القيس. قبيلا: جماعة من الناس.
المعنى: يقول: إن فاطمة قد قالت له بأن يمتنع عن مدح الناس، إذ لا يجوز أن يمدح أحدًا بعد قبيلة كندة =
وقوله "من الطويل":
959-
فأقبل على رهطي ورهطك نبتحث
…
مساعينا حتى ترى كيف تفعلا
أو دعاء، كقوله "من الكامل":
لا يبعدن قومي الذين هم
…
سم العداة وآفه الجزر
= الإعراب: "قالت" فعل ماض، والتاء للتأنيث. "فطمية": فاعل مرفوع. "حل": فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت". "شعرك": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "مدحه": بدل من "شعرك" منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "أفبعد": الهمزة للاستفهام، والفاء حرف عطف. "بعد": ظرف متعلق بـ"تمدحن"، هو مضاف. "كندة": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "تمدحن". فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت".
"قبيلا": مفعول به منصوب.
وجملة: "قالت فطمية" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حل" في محل نصب مفعول به.
وجملة "تمدحن" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "تمدحن" حيث أكد الفعل بنون مشددة لوقوعه بعد الاستفهام، وهو الهمزة.
959-
التخريج: البيت للنابغة الجعدي في شرح أبيات سيبويه 2/ 251؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 153؛ والكتاب 3/ 513؛ والمقاصد النحوية 4/ 325؛ وهمع الهوامع 2/ 78.
اللغة: الرهط: العصابة، أو القوم. نبتحث: نفتش.
المعنى: تعالى إلينا، قومك وقومي "أو قبيلتك وقبيلتي" كي نناقش ماذا نفعل.
الإعراب: فأقبل: "الفاء": بحسب ما قبلها، "أقبل": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنت". على رهطي: جار ومجرور متعلقان بـ"أقبل" وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. ورهطك: "الواو": حرف عطف، "رهطك": معطوف على "رهطي" مجرور، وهو مضاف، و"الكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. نبتحث: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"نحن": مساعينا: مفعول به، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. حتى: حرف غاية وجر. ترى: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:
"أنت". والمصدر المؤول من "أن" المضمرة، والفعل "ترى" مجرور بحتى والجار والمجرور متعلقان بالفعل "نبتحث". كيف: اسم استفهام في محل نصب حال. نفعلا: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة إلى ألف، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره "نحن".
وجملة "أقبل" بحسب ما قبلها. وجملة "نبتحث" جواب الطلب لا محل لها من الإعراب. وجملة "ترى" صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "كيف نفعلا": في محل نصب مفعول به.
الشاهد فيه قوله: "كيف نفعلا" أصله. "تفعلن" حيث أكده لوقوع الفعل بعد استفهام، فأبدلت النون ألفًا لأجل القافية.
النَّازِلُونَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ
…
والطَّيِّبُونَ مَعَاقِدَ الأزُرِ1
"أَو" آتيا "شَرْطًا إمَّا تَالِيَا" إما في موضع النصب مفعول به لتاليا، أي شرطًا تابعًا أن الشرطية المؤكدة بما، نحو، وإما تخافنَّ، فإما تذهبنَّ، فإما ترينَّ، واحترز من الواقع شرطًا بغير إما، فإن توكيده قليل كما سيأتي.
637-
أو مثبتا في قسم مستقبلًا
…
وقل بعد "ما ولم" وبعد "لا"
"أَو" آتيا "مُثْبَتًا فِي" جواب "قَسَمٍ مُسْتَقْبَلَا" غير مفصول من لامه بفاصل نحو: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} 2، وقوله "من الطويل":
960-
فَمَنْ يَكُ لَمْ يَثْأَرْ بِأَعْرَاضِ قَومِهِ
…
فَإنِّي وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ لأَثْأرَا
1 تقدما بالرقم 320.
2 الأنبياء: 57.
960-
التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص76؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 250؛ والكتاب 3/ 512؛ والمقاصد النحوية 4/ 336؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 9/ 39.
اللغة: الأعراض: ج العرض، وهو الشرف. الراقصات: الإبل الذاهبة إلى الحج.
المعنى: يقول: من لم يحافظ على أعراض قومه، ولم يدافع عنها، فإني أدافع عنها بهجاء من هجاهم.
الإعراب: فمن "الفاء": بحسب ما قبلها، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. يك: فعل مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". لم: حرف نفي وجزم وقلب. يثأر: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره. "هو". بأعراض: جار ومجرور متعلقان بـ"يثأر"، وهو مضاف. قومه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. فإني: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "إني": حرف مشبه بالفعل، و"الياء" ضمير في محل نصب اسم "إن". ورب:"الواو": للقسم حرف جر، "رب": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل "أقسم" المحذوف، وهو مضاف. الراقصات: مضاف إليه مجرورر، لأثأرا: اللام رابطة لجواب القسم، "أثأرا": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقبلة ألفًا، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره "أنا".
وجملة "من يك فإني
…
": بحسب ما قبلها. وجملة "يك لم يثأر": في محل رفع خبر المبتدأ.
وجملة "لم يثأر": في محل نصب خبر "كان". وجملة "إني لأثأرا": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "أثأرا": جواب قسم لا محل لها، ومجموع جملتي القسم وجوابه خبر "إن" محله الرفع، أما جملة القسم "أقسم ورب" ابتداء القسم لا محل لها، أو جزء القسم لا محل لها. وجملة القسم اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "لأثأرا" أصله "لأثأرن" فأبدلها عند الوقف بـ"ألف".
ولا يجوز توكيده بهما إن كان منفيًا نحو: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} 1 إذ التقدير لا تفتؤ، وأما قوله "من البسيط":
961-
تَاللَّهِ لَا يُحْمَدَنَّ المرءُ مُجْتَنِبًا
…
فِعْلَ الكِرَامِ وَلَو فَاقَ الوَرَى حَسَبَا
فشاذ أو ضرورة، أو كان حالا كقراءة ابن كثير:"لأقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ"2، وقوله "من المتقارب":
962-
يَمِينًا لأَبْغُضُ كُلَّ امْرِئ
…
يُزَخْرِفُ قَولا وَلَا يَفْعَلُ
1 يوسف: 85.
961-
التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
الإعراب: تالله: جار ومجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. لا: نافية يحمدن: فعل مضارع للمجهول مبني على الفتح، و"النون": للتوكيد. المرء: نائب فاعل مرفوع. مجتبنًا: حال منصوب. فعل: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الكرام: مضاف إليه مجرور. ولو: "الواو": حالية، "لو": وصلية زائدة للتعميم. فاق: فعل ماض، وفاعله ضمير مستر فيه جوازًا تقديره:"هو". الورى: مفعول به منصوب حسبًا: تمييز منصوب.
وجملة القسم ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يحمدن": جواب قسم لا محل لها من الإعراب. وجملة لو "فاق": في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "لا يحمدن" حيث أكد الفعل بنون التوكيد رغم كونه منفيًا وهذا شاذ:
2 القيامة: 1.
962-
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 302؛ والمقاصد النحوية 4/ 338.
المعنى: يقول: إنه ليكره من يقول ولا يفعل.
الإعراب: "يمينًا": مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف والتقدير: "أقسم يمينًا".
"لأبغض": اللام رابطة جواب القسم، "أبغض": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنا". "كل": مفعول به منصوب، وهو مضاف."امرئ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "يزخرف": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". قولًا": مفعول به منصوب بالفتحة. "ولا": الواو حرف عطف، "ولا": حرف نفي. "يفعل": فعل مضارع مرفوع، وفاعله مستتر تقديره: "هو".
وجملة القسم "أقسم يمينًا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لأبغض
…
" جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "يزخرف
…
" في محل نصب نعت "كل". وجملة "لا يفعل" معطوفة على جملة "يزخرف".
الشاهد فيه قوله: "لأبغض" حيث لم يؤكد بالنون مع كونه فعلا مضارعًا مثبتًا مقترنًا بلام الجواب متصلًا بها، لكونه ليس بمعنى الاستقبال.
وقوله: "من الطويل":
963-
لَئِنْ تَكُ قَدْ ضَاقَتْ عَلَيكُمْ بُيُوتُكُم
…
لَيَعْلَمُ رَبِّي أنَّ بَيتِيَ وَاسِعُ
أو كان مفصولًا من اللام مثل: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} 1، ونحو:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} 2.
تنبيهان: الأوَّل التوكيد في هذا النوع واجب بالشروط المذكورة كما نص عليه في التسهيل وهو مذهب البصريين، فلا بدَّ عندهم من اللام والنون فإن خلا منهما قدر قبل حرف النفي، فإذا قلت:"والله يقوم زيد" كان المعنى نفي القيام عنه، وأجاز الكوفيون تعاقبهما، وقد ورد في الشعر، وحكى سيبويه:"والله لأضربه"، وأما التوكيد بعد الطلب فليس بواجب اتفاقًا، واختلفوا فيه بعد أما: فمذهب سيبويه أنه ليس بلازم ولكنه أحسن ولهذا لم يقع في القرآن إلا كذلك، وإليه ذهب الفارسي وأكثر المتأخرين وهو الصحيح، وقد كثر في الشعر مجيئه غير مؤكد، من ذلك قوله "من البسيط":
964-
يَا صَاحِ إمَّا تَجِدْنِي غَيرَ ذِي جِدَةٍ
…
فَمَا التَّخَلِّي عَنِ الخِلَاّنِ مِنْ شِيَمِي
963- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1290؛ وسمط اللآلي ص728؛ وشرح شواهد الإيضاح 384؛ ولسان العرب 7/ 259 "بسط"، 14/ 276 "دوا".
الإعراب: لئن: اللام موطئة للقسم، و"إن": حرف شرط جازم. تك: فعل مضارع مجزوم، واسمه ضمير الشأن المحذوف. وقيل: زائدة. قد: حرف تحقيق. ضاقت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عليكم: جار ومجرور متعلقان بـ"ضاقت". بيوتكم: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. ليعلم: اللام للتأكيد رابطة لجواب القسم، و"يعلم": فعل مضارع مرفوع. ربي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. أن: حرف مشبه بالفعل. بيتي: اسم "أن" منصوب، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. واسع: خبر "أن" مرفوع بالضمة، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها سد مسد مفعولي "يعلم".
وجملة القسم المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن تك قد ضاقت": مع جواب الشرط المحذوف لدلالة جواب القسم عليه اعتراض بين القسم وجوابه لا محل له. وجملة "تك". جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "قد ضاقت بيوتكم": خبر "تك" محلها النصب.
الشاهد فيه قوله: "ليعلم" وأصله "ليعلمن" فحذف نون التوكيد.
1 آل عمران: 158.
2 الضحى: 5.
964-
التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 11/ 431؛ وشرح التصريح 2/ 204؛ والمقاصد النحوية 4/ 339. =
وقوله "من المتقارب":
فإما تريني ولي لمة
…
فإن الحوادث أودى بها1
وقوله "من الطويل":
965-
فإما تريني كابنة الرمل ضاحيًا
…
على رقة أخفى ولا أتنعل
= شرح المفردات: صاح: مرخم صاحبي. الجدة: الغنى. الخلان: ج الخل، وهو الصديق الصادق. الشيم: جمع شيمة، وهي الطبيعة.
المعنى: يقول مخاطبًا صديقه: لئن وجدتني فقيرًا معدمًا فإني غني بالوفاء.
الإعراب: "يا": حرف نداء. "صاح": منادي مرخم منصوب، أصله "صاحبي"، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة. "إما":"إن": حرف جازم، "ما": زائدة. "تجدني": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت". "غير": مفعول به ثان، وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. جدة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. "فما": الفاء رابطة جواب الشرط، "ما": حرف نفي أو من أخوات "ليس". "التخلي": مبتدأ أو اسم "ما" مرفوع. "عن الخلان": جار ومجرور متعلقان بـ"التخلي". "من شيمي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المتبدأ أو خبر "ما"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة: "يا صاح" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إما تجدني
…
فما" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تجدني
…
" في محل جزم فعل الشرط. وجملة: "فما التخلي
…
" في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد فيه قوله: "إما تجدني"، حيث لم يؤكد الفعل المضارع الواقع شرطًا لـ"إن" المؤكدة بـ"ما" الزائدة، وهذا قليل، أو ضرورة شعرية.
1 تقدم بالرقم 368.
965-
التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
الإعراب: فإما: الفاء بحسب ما قبلها، "إما": أصلها "إن" حرف شرط جازم، و"ما": زائدة تريني: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، و"النون": للوقاية، و"الياء" الأولى في محل رفع فاعل والياء الثانية في محل نصب مفعول به. كابنة: جار ومجرور متلعقان بـ"ترى"، وهو مضاف. الرمل: مضاف إليه مجرور. ضاحيًا: حال أو مفعول به ثان. على رقة: جار ومجرور متعلقان بـ"ضاحيًا". أحفى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنا". ولا: "الواو" حرف عطف، "لا": نافية: أتنعل: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنا".
وجملة "تريني": جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "أحفى" حال ثانية من المفعول في "تريني". وجملة "أنتعل": معطوفة على جملة "أحفى". وجملة "إما تريني" مع جواب الشرط بحسب الفاء.
الشاهد فيه قوله: "تريني" حيث لم يؤكد الفعل المضارع بعد "أما".
وذهب المبرد والزجاج إلى لزوم النون بعد "إما"، وزعما أن حذفها ضرورة.
الثاني: منع البصريون نحو: "والله ليفعل زيد الآن"، استغناء عنه بالجملة الاسمية المصدّرة بالمؤكد كقولك:"والله إن زيدًا ليفعل الآن"، وأجازه الكوفيون، ويشهد لهم ما تقدم من قراءة ابن كثير لأقسم، والبيتين. اهـ.
"وَقَلَّ" التوكيد "بَعْدَمَا" الزائدة التي لم تسبق بـ"أن"، من ذلك قولهم:"بعين ما أرينّك"، و"بجهد ما تبلغنّ"، و"حيثما تكوننّ آتك"، و"متى ما تقعدنّ أقعد"، وقوله "من الطويل":
966-
إذَا مَاتَ مِنْهُمْ مَيِّتٌ سَرَقَ ابْنُهُ
…
وَمِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكِيرُهَا
وقوله "من الطويل":
967-
قَلِيلَا بِهِ مَا يَحْمَدَنَّكَ وَارِثٌ
…
"إذا نال مما كنت تجمع مغنمًا"
966- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 4/ 22، 6/ 281، 11/ 221، 403؛ وشرح التصريح 2/ 205؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1643؛ وشرح شواهد المغني 2/ 461؛ والكتاب 3/ 517؛ ولسان العرب 4/ 426 "شكر"، 13/ 516، 518 "عضه"؛ ومغني اللبيب 2/ 340.
شرح المفردات: العضة: نوع من الشجر. الشكير: ما ينبت في أصول الشجر.
المعنى: يقول: إذا مات منهم أحد عقبه ابنه، ولا عجب في ذلك لأن العضة لا تنبت إلا الشكير.
الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه، "مات": فعل ماض. "منهم": جار ومجرور متعلقان بـ"مات". "ميت": فاعل "مات" مرفوع. "سرق": فعل ماض. "ابنه": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ومن عضة": الواو حرف استئناف. والجار والمجرور متعلقان بـ"ينبتن". "ما": زائدة: فعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد "شكيرها": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة: "إذا مات
…
" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "مات ميت" في محل جر بالإضافة. وجملة: "سرق ابنه " جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ينبتن شكيرها" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "ما ينبتن" حيث أكد الفعل بالنون الثقلية بعد وقوعه بعد "ما" الزائدة.
تنبيه: من أمثال العرب "في عضة ما ينبتن شكيرها""خزانة الأدب 4/ 22؛ ومجمع الأمثال 2/ 74"، وهو يضرب في تشبيه الولد بأبيه.
967-
التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديوانه ص223؛ والدرر 5/ 163؛ وشرح التصريح 2/ 205؛ وشرح شواهد المغني 2/ 951؛ والمقاصد النحوية 4/ 328؛ ونوادر أبي زيد ص110؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 78. =
تنبيهان: الأول مراد الناظم أن التوكيد بعد "ما" المذكورة قليل بالنسبة إلى ما تقدم، لا قليل مطلقًا، فإنه كثير كما صرح به في غير هذا الكتاب، بل ظاهر كلامه اطراده، وإنما كان كثيرًا من قبل أن "ما" لما لازمت هذه المواضع أشبهت عندهم لام القسم فعاملوا الفعل بعدها معاملته بعد اللام، نص على ذلك سيبويه كما حكاه في شرح الكافية.
الثاني: كلامه يشمل ما الواقعة بعد رب، وصرح في الكافية بأن التوكيد بعدها شاذ، وعلل ذلك بأن الفعل بعدها ماضي المعنى، ونص بعضهم على أن إلحاق النون بعدها ضرورة، وظاهر كلامه في التسهيل أنه لا يختص بالضرورة وهو ما يشعر به كلام سيبويه فإنه حكى "ربما يقولن ذلك"، ومنه قوله "من المديد":
رُبَّمَا أَوفَيتُ فِي عَلَمٍ
…
تَرْفَعَنْ ثَوبِي شمَالَاتُ1
انتهى.
"وَلَمْ" أي وقل التوكيد بعد "لم" كقوله "من الرجز":
968-
يَحْسَبُهُ الجَاهِلُ مَا لَمْ يَعْلَمَا
…
شَيخًا عَلَى كُرْسِيِّهِ مُعَمَّمَا
= المعنى: يقول: أنفق من أموالك ما طاب لك، واستمتع بها، لأن الوارث يعتبرها مغنمًا، فيتمتع بها من غير حمد وشكر.
الإعراب: "قليلا": مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب. "به": جار ومجرور متعلقان بـ"يحمد". "ما": زائدة "يحمدنك": فعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به. "وارث": فاعل مرفوع بالضمة. "إذا": ظرف زمان، متعلق بـ"يحمد". "نال": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "مما": جار ومجرور متعلقان بـ"نال". "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". "تجمع": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت". "مغنمًا": مفعول به لـ"نال" منصوب.
وجملة "يحمدنك وراث" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نال
…
" في محل جر بالإضافة. وجملة "كنت تجمع" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تجمع" في محل نصب خبر "كان".
الشاهد فيه قوله: "ما يحمدنك" حيث أكد الفعل المضارع بالنون الثقلية لوقوعه بعد "ما" الزائدة.
1 تقدم بالرقم 574.
968-
التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 331؛ وله أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسي، أو للدبيري أو لعبد بني عبس في خزانة الأدب 11/ 409، 411؛ وشرح شواهد المغني 2/ 973؛ والمقاصد النحوية 4/ 80؛ ولمساور العبسي أو للعجاج في الدرر 5/ 158؛ ولأبي حيان الفقعسي في شرح التصريح 2/ 205؛ والمقاصد النحوية 4/ 329؛ وللدبيري في شرح أبيات سيبويه 2/ 266؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 409؛ وخزانة الأدب 8/ 388، 451؛ ورصف المباني 33، 335؛ وسر صناعة الإعراب =
تنبيه: نص سيبويه على أنه ضرورة لأن الفعل بعدها ماضي المعنى كالواقع بعد ربما، قال في شرح الكافية: وهو بعد "ربما" أحسن.
"وَبَعْدَ لَا" أي وقلّ التوكيد بعد "لا" النافية، قال في شرح الكافية وقد يؤكد بإحدى النونين المضارع المنفي بـ"لا" تشبيهًا بالنهي، كقوله تعالى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} وقد زعم قوم أن هذا نهي وليس بصحيح، ومثله قول الشاعر "من الطويل":
969-
فَلَا الجَارَةُ الدُّنْيَا بِهَا تُلحِيَنَّهَا
…
وَلَا الضَّيفُ فِيهَا إنْ أَنَاخَ مُحَوَّلُ
= 2/ 679؛ وشرح ابن عقيل 546؛ وشرح المفصل 9/ 42؛ والكتاب 3/ 516.
المعنى: يصف الراجز وطبًا من اللبن فقال: إن الجاهل حين يراه، والرغوة تعلوه، يظنه شيخًا معممًا جالسا على كرسي.
الإعراب: "يحسبه": فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به أول. "الجاهل": فاعل مرفوع بالضمة. "ما": مصدرية. "لم": حرف جزم "يعلما": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا للوقف، وهو في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". والمصدر الأول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بـ"يحسب". "شيخًا": مفعول به ثان منصوب. "على كرسيه": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "شيخ"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "معممًا": نعت "شيخ": منصوب.
وجملة "يحسبه الجاهل شيخًا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. "لم يعلم" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "لم يعلما" يريد: "لم يعلمن"، حيث أكد الفعل المضارع بنون التوكيد الخفيفة المقلوبة ألفًا بعد النفي بـ"لم"، وهذا قليل. 1 الأنفال:25.
969-
التخريج: البيت للنمر بن تولب في ديوانه ص373؛ وشرح شواهد المغني 2/ 628؛ والمقاصد النحوية 4/ 342.
اللغة: الجارة الدنيا: أقرب الجارات. تلحينها: تلومها وتذمها. أناخ ناقته، جعلها تبرك. محول: منتقل.
المعنى: لا تلومها القريبات منها، ولا يجد الضيف سببا يجعله يفارقها، إذا ما حل بها.
الإعراب: فلا: "الفاء": استئنافية "لا": نافية. الجارة: مبتدأ مرفوع بالضمة. الدنيا صفة مرفوعة بضمة مقدرة على الألف. لها: جار ومجرور متعلقان بحال من "الجارة"، والهاء في "بها" تعود إلى أرض الممدوح وفي "لها" هذه يعلق الجار والمجرور بحال من "الجارة". ولكن "الها" في هذه الحالة تعود إلى النوق. =
إلا أن توكيد تصيبنَّ أحسن لاتصاله بلا فهو بذلك أشبه بالنهي كقوله تعالى: {لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَان} 1، بخلاف قول الشاعر فإنه غير متصل بلا فبعد شبهه بالنهي، ومع ذلك فقد سوغت "لا" توكيده وإن كانت منفصلة فتوكيد "تصيبن" لاتصاله أحق وأولى، هذا كلامه بحروفه.
تنبيهان: الأول: ما اختاره الناظم هو ما اختاره ابن جني، والجمهور على المنع، ولهم في الآية تأويلات: فقيل لا ناهية والجملة محكية بقول محذوف هو صفة فتنة فتكون نظير "من الرجز":
جَاءُوا بِمَذْقٍ هَل رَأَيتَ الذِّئْبَ قَطْ2
وقيل "لا" ناهية، وتم الكلام عند قوله "فتنة"، ثم ابتدأ نهي الظلمة عن التعرض للظلم فتصيبهم الفتنة خاصة، فأخرج النهي عن إسناده للفتنة فهو نهي محوّل، كما قالوا لا أرينك ههنا، وهذا تخريج الزجاج والمبرد والفراء، وقال الأخفش الصغير:"لا تصيبنَّ" هو على معنى الدعاء، وقيل جواب قسم والجملة موجبة والأصل "لتصيبن" كقراءة ابن مسعود وغيره، ثم أشبعت اللام وهو ضعيف لأن الإشباع بابه الشعر، وقيل جواب قسم و"لا" نافية ودخلت النون تشبيهًا بالموجب كما دخلت في قوله:"من البسيط":
تَاللَّهِ لَا يُحْمَدَنَّ المَرْء مُجْتَنِبًا
…
فعل الكرام "ولو فاق الورى حسبا"3
وقال الفراء: الجملة جواب الأمر، نحو قولك:"انزل عن الدابة لا تطرحنك"، و"لا"
= تلحينها: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد لا محل لها، و"نون النسوة": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. ولا: "الواو": للعطف، "لا": نافية. الضيف: مبتدأ مرفوع بالضمة. فيها: جار ومجرور متعلقان بـ"محول". إن أناخ: "إن" حرف شرط جازم، "أناخ" فعل ماض مبني عل الفتح في محل جزم فعل الشرط، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". محول: خبر "الضيف" مرفوع بالضمة.
وجملة "فلا الجارة
…
" استئنافية لا محل لها. وجملة "تلحينها" في محل خبر "الجارة".
وجملة "ولا الضيف محول": معطوفة على جملة "فلا الجارة" لا محل لها. وجملة "فعل الشرط": لا محل لها، وجواب الشرط محذوف. وجملة "إن أقام": حالية محلها النصب
والشاهد فيه قوله: "تلحينها" حيث أكد الفعل المضارع بنون التوكيد، بعد "لا" وهي نافية، ليست ناهية، تشبيها للنافية بالناهية.
1 الأعراف: 27.
2 تقدم بالرقم 785.
3 تقدم بالرقم 961.
نافية ومن منع النون بعد لا النافية منع "أنزل عن الدابة لا تطرحنك".
الثاني: إذا قلنا بما رآه الناظم، فهل يطرد التوكيد بعد "لا"؟ كلامه يشعر بالاطراد مطلقًا، لكن نص غيره على أنه بعد المفصولة ضرورة.
638-
وغير إما من طوالب الجزا
…
وآخر المؤكد افتح كابرزا
"وَغَير إمَّا مِنْ طَوَالِبِ الجَزَا" أي: وقلَّ بعد غير "إما" الشرطية من طوالب الجزاء، وذلك يشمل إن المجردة عن "ما" وغيرها، ويشمل الشرط والجزاء، فمن توكيد الشرط بعد غير "إما" قوله:"من الكامل":
970-
مَنْ يُثْقَفَنْ مِنْهُمْ فَلَيسَ بِآيِبٍ
…
"أبدًا وقتل بني قتيبة شافي"
970- التخريج: البيت لبنت مرة بن عاهان في خزانة الأدب 11/ 387، 399؛ والدرر 5/ 163؛ ولبنت أبي الحصين في شرح أبيات سيبويه 2/ 262؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 205؛ وشرح ابن عقيل ص547؛ والكتاب 3/ 516؛ والمقتضب 3/ 14؛ والمقاصد النحوية 4/ 330؛ والمقرب 2/ 74؛ وهمع الهوامع 2/ 79.
شرح المفردات: ثقف: صادف، وجد. آيب: راجع. شاف: الغليل: بنو قتيبة: قوم من باهلة كانوا قتلوا والد الشاعرة.
المعنى: تقول: من نصادفه من باهلة سنقتله، ولن يرجع إلى أهله، أبدًا، وإن قتل بني باهلة يشفى غليلنا.
الإعراب: "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. "تثقفن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"نحن"، وهو فعل الشرط. "منهم": جار ومجرور متعلقان بـ"نثقف". "فليس": الفاء رابطة جواب الشرط، "ليس": فعل ماض جامد ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره:"هو". "بآيب": الباء: حرف جر زائد، "آيب": اسم مجرور لفظًا، منصوب محلا على أنه خبر "ليس". "أبدًا" ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"آيب". "وقتل": الواو استئنافية، "قتل": مبتدأ مرفوع بالضمة. "بني": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، هو مضاف.
"قتيبة": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "شافي": خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة: "من نثقفن
…
" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نثقفن فليس بآيب" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "فليس بآيب" في محل جزم الشرط. وجملة: "قتل بني قتيبة شافي" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "من نثقفن" حيث أكد الفعل المضارع الواقع بعد أداة شرط "من" بالنون الخفيفة من غير أن نتقدم على المضارع "ما" الزائدة المؤكدة لشرط، وهذا من الضرورات الشعرية.
ومن توكيد الجزاء قوله "من الطويل":
971-
فمهما تشأ منه فزارة تعطكم
…
ومهما تشأ منه فزازة تمنعا
وقوله "من الطويل":
972-
ثبتم ثبات الخيزراني في الوغى
…
حديثًا متي ما يأتك الخير ينفعا
971- التخريج: البيت للكميت بن معروف في حماسة البحتري ص15؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 272؛ وللكميت بن ثعلبة في خزانة الأدب 11/ 387، 388، 390؛ ولسان العرب 8/ 273 "قزع"؛ وللكميت بن معروف أو للكميت بن ثعلبة الفقعسي في المقاصد النحوية 4/ 330؛ ولعوف بن عطية بن الخرع في الدرر 5/ 165؛ والكتاب 3/ 515؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 509، 510؛ وهمع الهوامع 2/ 79.
الإعراب: فمهما: الفاء بحسب ما قبلها، و"مهما": اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به تشأ: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط. منه: جار ومجرور متعلقان بـ"تشأ": فزارة: فاعل مرفوع. تعطكم: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة، و"كم": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره:"هي". ومهما تشأ فزارة: تعرب إعراب ما في الصدر. وتمنعا: مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم، والفاعل مستتر تقديره "هي".
وجملة "مهما تشأ فزارة تعطكم": بحسب الفاء. وجملة "تشأ" الشرط غير الظرفي لا محل لها، ومثل ذلك إعراب التركيب الشرطي المعطوف في الشطر الثاني "مهما تشأ
…
" بحسب ما قبلها. وجملة "تعطكم": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "ومهما تشأ
…
": معطوفة عليها ولها الإعراب ذاته.
الشاهد في قوله: "تمنعا" وأصله: "تمنعن" فأبدل النون الخفيفة التي للتوكيد ألفًا للوقف، وهو جواب الشرط.
972-
التخريج: البيت للنجاشي الحارثي في ديوانه ص110؛ وخزانة الأدب 11/ 387، 395، 397؛ والدرر 5/ 156؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 308؛ والمقاصد النحوية 4/ 344؛ وبلا نسبة في الكتاب 3/ 515؛ وهمع الهوامع 2/ 78. والرواية المشهورة "نبتم نبات
…
".
اللغة: الوغى: الحرب. الخيزراني: كل نبات ناعم. الخير: المال.
المعنى: يصفهم بأنهم حديثو النعمة.
الإعراب: ثبتم: فعل ماض، و"تم" ضمير في محل رفع فاعل. ثبات: مفعول مطلق منصوب الخيزراني: مضاف إليه مجرور. في الوغي: جار ومجرور متعلقان بـ"ثبت". حديثًا: حال من "الخيزراني" منصوب. متى: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"ينفعا". ما: زائدة. يأتك: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، و"الكاف" ضمير في محل نصب مفعول به. الخير: فاعل مرفوع. ينفعا: فعل =
تنبيهان: الأول: مقتضى كلامه أن ذلك جائز في الاختيار، وبه صرح في التسهيل، فقال: وقد تلحق جواب الشرط اختيارًا، وذهب غيره إلى أن دخولها في غير شرط "إما" وجواب الشرط مطلقًا ضرورة.
الثاني: جاء توكيد المضارع في غير ما ذكر وهو في غاية الندرة ولذلك لم يتعرض له، ومنه قوله:"من الخفيف":
973-
لَيتَ شِعْرِي وَأَشْعُرَنَّ إذَا مَا
…
قَرَّبُوهَا مَنْشُورَةً وَدُعِيتُ
وأشذ من هذا توكيد "أفعل" في التعجب كقوله: "من الطويل":
974-
وَمُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ عَضْبَى صَرِيمَةً
…
فَأَحْرِ بِهِ مِنْ طُولِ فَقْرٍ وَأَحْرِيَا
= مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا، وأصله:"ينفعن" في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو".
وجملة "ثبتم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "متى ما يأتك الخير ينفعا": استئنافية لا محل لها. وجملة "يأتك": مضاف إليه محلها الجر. وجملة "ينفعا": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا".
الشاهد فيه قوله: "ينفعا" وأصله" "ينفعن" فأبدل النون بـ"ألف" للوقف، وهو جواب الشرط.
973-
التخريج: البيت للسموأل بن عادياء في ديوانه ص81؛ والدرر 5/ 166؛ ولسان العرب 2/ 75 "قوت": والمقاصد النحوية 4/ 332؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص277؛ وهمع الهوامع 2/ 79.
الإعراب: ليت: حرف مشبه بالفعل. شعري: اسم "ليت" منصوب، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة، وخبره محذوف تقديره:"ليت شعري حاصل". وأشعرن: "الواو": استئنافية، "أشعرن": فعل مضارع مبني على الفتح، و"النون": للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:"أنا". إذا: ظرف زمان متعلق بـ"أشعرن". ما: زائدة. قرباها: فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. منشورة: حال منصوب. ودعيت: "الواو": حرف عطف، "دعيت": فعل ماض للمجهول، و"التاء": ضمير في محل رفع نائب فاعل.
وجملة "ليت شعري": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أشعرن": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قربوها": في محل جر بالإضافة. وجملة "دعيت": معطوف على "قربوها".
الشاهد فيه قوله: "أشعرن" حيث أكد بالنون الثقلية، وهو مثبت مجرد عن معنى الشرط أو الطلب، وهذا نادر.
974-
التخريج:" البيت بلا نسبة في جواهر الأدب ص 58؛ والدرر 5/ 159؛ وشرح شواهد المغني 2/ 759؛ ولسان العرب 1/ 650 "غضب"، 14/ 173 "حرى"، 15/ 129 "غضا"؛ ومعنى اللبيب 1/ 339؛ والمقاصد النحوية 3/ 645؛ وهمع الهوامع 2/ 78. =
وهذا من تشبيه لفظ بلفظ وإن اختلفا معنى، وأشذ من هذا قوله:"من الرجز":
أَقَائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودَا1
"وَآخِرَ المُؤكَّدِ افْتَحْ" لما عرفت أول الكتاب أنه تركب معها تركيب خمسة عشر، ولا فرق بين أن يكون صحيحًا "كَابْرُزَا" إذ أصله "ابرزن" بالنون الخفيفة فأبدلت ألفًا في الوقف كما سيأتي، "واضربن"، أو معتلًا نحو:"اخشين" و"ارمين" و"اغزون"، أمرًا كما مثل، أو مضارعًا نحو:"هل تبرزن" و"هل ترمين"، هذه لغة جميع العرب سوى فزارة فإنها تحذف آخر الفعل إذا كان ياء تلي كسرة، نحو:"ترمين" فتقول: "هل ترمن يا زيد"، ومنه قوله:"من البسيط":
975-
"لا تتبعن لوعة إثري ولا هلعا"
…
وَلَا تُقَاسِنَّ بَعْدِي الهَمَّ وَالجَزَعَا
هذا إذا كان الفعل مسندًا لغير الألف والواو والياء، فإن كان مسندًا إليهن فحكمه ما أشار إليه بقوله:
= اللغة: غضبى: اسم للمئة من الإبل. الصريمة: قطعة من الإبل ما بين العشرين والثلاثين. حرى به: جدير به.
الإعراب: "ومستبدل": الواو واو رب حرف جر زائد، "مستبدل": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. "من بعد": جار ومحرور متعلقان بـ"مستبدل"، وهو مضاف. "غضبى": مضاف إليه مجرور. "صريمة": مفعول به لاسم الفاعل "مستدبل""فأخر": الفاء حرف استئناف "أحر": فعل ماض أتى على صيغة الأمر للتعجب. "به": الباء حرف جر زائد، والهاء ضمير في محل رفع فاعل لـ"أحر". "من طول": جار ومجرور متعلقان بـ"أحر"، وهو مضاف. "فقر": مضاف إليه مجرور. "وأحريا ": الواو حرف عطف، "أحريا": فعل ماض أتى على صيغة الأمر للتعجب، والألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة في الوقف.
وجملة: "ومستبدل
…
" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أخر
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أحريا" معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "وأحريا" حيث أبدلت النون الخفيفة بـ"ألف" عند الوقف. والأصل "أحرين"، وهو من الحالات الشاذة.
1 تقدم بالرقم 13.
975-
التخريج: البيت لمحمد بن يسير في سمط اللآلي ص104؛ وهمع الهوامع 2/ 79؛ ولمحمد بن بشير في أمالي القالي 1/ 22؛ والدرر 5/ 171. =
639-
واشكله قبل مضمر لين بما
…
جانس من تحرك قد علما
"وَاشْكُلهُ قَبْلَ مُضْمَرٍ لَينٍ بِمَا جَانَسَ" أي بما جانس ذلك المضمر "مِنْ تَحَرُّكٍ قَدْ عُلِمَا" فيجانس الألف الفتح والواو الضم والياء الكسر.
"وَالمُضْمَرَ" المسند إليه الفعل "احْذِفَنَّهُ" لأجل التقاء الساكنين مبقيًا حركته دالة عليه "إلَاّ الألِفْ" أبقها لخفتها تقول: "يا قوم هل تضربن" بضم الباء، و"يا هند هل تضربن" بكسرها، فأصل "يا قوم هل تضربن""هل تضربونن" فحذفت نون الرفع لكثرة الأمثال فصار "تضربون" فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وأصل "يا هند هل تضربن""هل تضربينن"، فعل به ما ذكر، وتقول يا زيدان هل تضربان، فأصل تضربان تضربانن فحذفت نون الرفع لما ذكر، ولم تحذف الألف لخفتها ولئلا يلتبس بفعل الواحد، ولم تحرك لأنها لا تقبل الحركة وكسرت نون التوكيد بعدها لشبهها بنون التثنية في زيادتها آخرًا بعد ألف.
هذا كله إذا كان الفعل صحيحًا، فإن كان معتلا نظرت إن كان بالواو والياء
= الإعراب: لا: ناهية. تتبعن: فعل مضارع مبني على الفتح المقدر على الياء المحذوفة، و"النون" للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنت". لوعة: مفعول به. إثري: ظرف مكان، متعلق بـ"تتبع" وهو مضاف، و"الياء" ضمير في محل جر بالإضافة. ولا:"الواو": حرف عطف، "لا": زائدة لتأكيد النفي. هلعًا: معطوف على "لوعة" منصوب. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": ناهية. تقاسن. فعل مضارع مبني على الفتح المقدر على الياء المحذوفة، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنت. و"النون": للتوكيد. بعدي: ظرف مكان متعلق بـ"قاسي"، وهو مضاف و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. الهم: مفعول به منصوب. والجزعا: "الواو": حرف عطف، "الجزعا": معطوف على "الهم" منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة "لا تتبعن": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولا تقاسن": معطوفة عليها لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "لا تقاسن" حيث جاءت على لغة أهل فزارة في حذف ياء المضارع الناقص اليائي المؤكد بالنون، والفصيح المقيس عدم حذفها.
فكالصحيح، تقول:"يا قوم هل تغزن، وهل ترمن"، بضم ما قبل النون، و"يا هند هل تغزن وهل ترمن"، بكسره، فتحذف مع نون الرفع الواو والياء، وتقول:"هل تغزوان وترميان"، فتبقى الألف.
فإن قلت ليس هذا كالصحيح؛ لأنه حذف آخره، وجعلت الحركة المجانسة على ما قبل الآخر بخلاف الصحيح.
قلت: حذف آخره إنما هو لإسناده إلى الواو والياء لا لتوكيده، فهو مساو للصحيح في التغيير الناشئ عن التوكيد، ولذلك لم يتعرض له الناظم.
وإن كان بالألف فليس كالصحيح فيما ذكر، بل له حكم آخر أشار إليه بقوله:
641-
فاجعله منه -رافعا غير اليا
…
والواو- ياء كاسعين سعيا
"وَإنْ يَكُنْ فِي آخِر الفِعْلِ ألِفْ فَاجْعَلهُ" أي الألف "مِنْهُ" أي من الفعل "رَافِعًا" حال من الفعل: أي حال كون الفعل رافعًا "غَيرَ اليَا وَالوَاوِ" أي بأن رفع الألف أو النون أو ضميرًا مستترًا أو اسمًا ظاهرًا "يَاءً" مفعول ثان لاجعل، أي: اجعل الألف حينئذٍ ياء نحو: "هل تخشيان وترضيان يا زيدان"، و"هل تخشينان وترضينان يا نسوة"، و"يا زيد هل تخشين وترضين"، و"هل يخشين ويرضين زيد"، والأمر في ذلك كالمضارع "كَاسْعَيَنَّ سَعْيَا" يا زيد وكذا بقية الأمثلة.
تنبيه: إنما وجب جعل الألف ياء لأن كلامه في الفعل المؤكد بالنون وهو المضارع والأمر، ولا تكون الألف فيهما إلا منقلبة عن ياء غير مبدلة كيسعى، أو مبدلة من ياء والياء منقلبة عن واو كيرضى لأنها من الرضوان.
642-
واحذفه من رافع هاتين وفي
…
واو ويا شكل مجانس قفي
"وَاحْذِفْهُ" أي الألف "مِنْ رَافِعِ هَاتينِ" أي الياء والواو، وتبقى الفتحة قبلهما دليلا عليه. "وَفِي وَاوٍ وَيَا شَكْلٌ مُجَانِسٌ قُفِي" أي تبع، يعني أن الواو بعد حذف الألف تضم والياء تكسر، وإنما احتيج إلى تحريكهما ولم يحذفا لأن قبلهما حركة غير مجانسة أعني فتحة
الألف المحذوفة، فلو حذفا لم يبق ما يدل عليهما.
643-
نحو "اخشين يا هند" بالكسر و"يا
…
قوم اخشون" واضمم وقس مسويا
"نَحْوُ اخْشَينْ يَا هِنْدُ" و"هل ترضين يا هند""بِالكَسْرِ وَيَا قَومُ اخْشَوُن" و"هل ترضون""وَاضْمُمْ" الواو "وَقِسْ" على ذلك "مُسَوِّيَا".
تنبيهان: الأول: أجاز الكوفيون حذف الياء المفتوح ما قبلها نحو: "اخشين يا هند"، فتقول:"اخشين"، وحكى الفراء أنها لغة طيئ.
الثاني فرض المصنف الكلام على الضمير وحكم الألف والواو اللذين هما علامة -أي بأن أسند الفعل إلى الظاهر على لغة "أكلوني البراغيث"- كحكم الضمير، وهذا واضح.
644-
ولم تقع خفيفة بعد الألف
…
لكن شديدة وكسرها ألف
"وَلَمْ تَقَعْ" أي النون "خَفِيفَةً بَعْدَ الأَلِفْ" أي: سواء كانت الألف اسمًا، بأن كان الفعل مسندًا إليها، أو حرفًا بأن كان الفعل مسندًا إلى ظاهر على لغة "أكلوني البراغيث"، أو كانت التالية لنون جماعة النساء، وفاقًا لسيبويه والبصريين سوى يونس، وخلافًا ليونس والكوفيين لأنه فيه التقاء الساكنين على غير حده "لَكِنْ" تقع "شَدِيدَةً وَكَسْرُهَا" لالتقاء الساكنين "أُلِفْ" لأنه على حده، إذ الأوّل حرف لين والثاني مدغم، ويعضد ما ذهب إليه يونس والكوفيون قراءة بعضهم {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا} 1 حكاها ابن جني، ويمكن أن يكون من هذا قراءة ابن ذكوان:{وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} 2.
تنبيهان: الأول: ذكر الناظم أن من أجاز الخفيفة بعد الألف يكسرها، وحمل على ذلك القراءتين المذكورتين، وظاهر كلام سيبويه -وبه صرّح الفارسي في الحجة- أن يونس يبقي النون ساكنة، ونظر ذلك بقراءة نافع:"وَمَحْيَايْ"3.
1 الفرقان: 36.
2 يونس: 89.
3 الأنعام: 162.
الثاني: هل يجوز لحاق الخفيفة بعد الألف إذا كان بعدها ما تدغم فيه على مذهب البصريين نحو: "اضربان نعمان؟ "، قال الشيخ أبو حيان: نص بعضهم على المنع، ويمكن أن يقال: يجوز، وقد صرّح سيبويه بمنع ذلك.
645-
وألفا زد قبلها مؤكدا
…
فعلا إلى نون الإناث أسندا
"وَأَلِفًا زِدْ قَبْلَهَا" أي زد قبل نون التوكيد "مُؤَكِّدا فِعْلًا إلَى نُونِ الإنَاثِ أُسْنِدَا" لئلا تتوالى الأمثال؛ فتقول: "هل تضربنان يا نسوة"، بنون مشددة مكسورة، وفي جواز الخفيفة الخلاف السابق كما تقدم، ولا يجوز ترك الألف؛ فلا تقول:"هل تضربنن يا نسوة".
646-
واحذف خفيفة لساكن ردف
…
وبعد غير فتحة إذا تقف
"وَاحْذِفْ خَفِيفَةً لِسَاكِن رَدِفْ" أي تحذف النون الخفيفة وهي مرادة لأمرين:
الأول: أن يليها ساكن، نحو:"اضرب الرجل" تريد "اضربن"، ومنه قوله:"من الخفيف":
976-
لَا تُهِينَ الفَقِيرَ عَلكَ أَنْ
…
تركَعَ يَومًا وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ
976- التخريج: البيت للأضبط بن قريع في الأغاني 18/ 68؛ والحماسية الشجرية 1/ 474؛ وخزانة الأدب 11/ 450، 452؛ والدرر 2/ 164، 5/ 173 وشرح التصريح 2/ 208؛ وشرح ديوان الحماسية للمرزوقي ص1151؛ وشرح شواهد الشافية ص160؛ وشرح شواهد المغني ص453؛ والشعر والشعراء 1/ 390؛ والمعاني الكبير ص495؛ والمقاصد النحوية 4/ 334؛ وبلا نسة في الإنصاف 1/ 221؛ وجواهر الأدب ص57، 146؛ ورصف المباني ص249، 373، 374؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 32؛ وشرح ابن عقيل ص550؛ وشرح المفصل 9/ 43، 44؛ ولسان العرب 6/ 148"قنس"، 8/ 133 "ركع"، 13/ 438؛ ومغني اللبيب 1/ 155.
المعنى: لا تحتقر من هو دونك شأنًا، فربما يحط عليك الدهر فيذلك، ويأتي معه فيرفعه.
الإعراب: "لا": الناهية. "تهين": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة منعًا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت:". "الفقير": مفعول به منصوب. "علك":حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "عل". "أن": حرف مصدرية ونصب. "تركع": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير مستتر تقديره:"أنت". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع خبر "عل". "يومًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"تركع". والدهر": الواو حالية. =
لأنها لما لم تصلح للحركة عوملت معاملة حرف المدّ فحذفت لالتقاء الساكنين، وإذا وليها ساكن وهي بعد ألف على مذهب المجيز فقال يونس إنها تبدل همزة وتفتح فتقول:"اضرباء الغلام"، و"اضربناء الغلام"، قال سيبويه: وهذا لم تقله العرب، والقياس "اضرب الغلام" و"اضربن الغلام"، يعني بحذف الألف والنون.
والثاني: أن يوقف عليها تالية ضمة أو كسرة، وإلى ذلك أشار بقوله "وَبَعْدَ غَيرِ فَتْحَةٍ إذَا تَقِفْ" فتقول:"يا هؤلاء اخرجوا"، و"يا هذه اخرجي"، تريد: اخرجُنّ واخرجِن، أما إذا وقعت بعد فتحة فسيأتي.
647-
واردد إذا حذفتها في الوقف ما
…
من أجلها في الوصل كان عدما
"وَارْدُدْ إذَا حذَفْتَهَا فِي الوَقْفِ مَا" أي الذي "مِنْ أَجْلِهَا فِي الوَصْلِ كَانَ عُدِمَا" فتقول في "اضربن يا قوم" و"اضربن يا هند"، إذا وقفت عليهما:"اضربوا، واضربي، بردّ واو الضمير ويائه كما مر، وتقول في "هل تضربن"، و"هل تصربن" إذا وقفت عليهما: "هل تضربون"، و"هل تضربين"، برد الواو والياء ونون الرفع لزوال سبب الحذف.
648-
وأبدلنها بعد فتح ألفا
…
وقفا كما تقول في قفن: قفا
"وَأَبْدِلَنْهَا بَعْدَ فَتْحٍ ألِفَا وَقْفًا" أي واقفًا، ويحتمل أن يكون مفعولًا له أي لأجل الوقف، وذلك لشبهها بالتنوين "كَمَا تَقُولُ فِي قِفَن قِفَا" ومنه {لَنَسْفَعًا} 1 و {لَيَكُونًا} 2،
= "الدهر": مبتدأ مرفوع، "قد": حرف تحقيق. "رفعه" فعل ماض، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو".
وجملة: "لا تهين" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تركع" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "علك أن
…
" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "والدهر قد رفعه" في محل نصب حال. وجملة "رفعه" في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد فيه قوله: "لا تهين" حيث حذف نون التوكيد الخفيفة، والأصل:"لا تهينن"، منعًا من التقاء الساكنين، وبقيت الفتحة دليلًا عليها.
1 العلق: 15.
2 يوسف: 32.
وقوله: "من الطويل":
977-
"فإياك والميتات لا تقربنها"
…
وَلَا تَعْبُدِ الشَّيطَانَ وَاللَّه فَاعْبُدَا
وقوله: "من الطويل":
فَمَنْ يَكُ لَمْ يَثْأرْ بِأعْرَاضِ قَومِهِ
…
فَإنِّي وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ لأَثْأَرَا
وندر حذفها لغير ساكن ولا وقف كقوله: "من المنسرح":
978-
اضْرِب عَنْكَ الهُمُومَ طَارِقَهَا
…
"ضربك بالسوط قونس الفرس"
977- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص187؛ والأزهية ص275؛ وتذكرة النحاة ص72؛ والدرر 5/ 149؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 687؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 244، 245؛ وشرح التصريح 2/ 208؛ وشرح شواهد المغني 2/ 577، 793؛ والكتاب 3/ 510؛ ولسان العرب 1/ 759 "نصب"، 2/ 473 "سبح"، 13/ 429 "نون"؛ واللمع ص273؛ والمقاصد النحوية 4/ 340؛ والمقتضب 3/ 12؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 657؛ وأوضح المسالك 4/ 113؛ وجمهرة اللغة ص857؛ وجواهر الأدب ص75، 108؛ ورصف المباني ص32، 334؛ وشرح المفصل 9/ 39؛ ومغني اللبيب ص1/ 372؛ والممتع في التصريف 1/ 40؛ وهمع الهوامع 2/ 78.
والبيت ملفق من بيتين، هما:
فإياك والميتات لا تقربنها
…
ولا تأخذن سهمًا حديدًا لتفصدا
وذا النصب المنصوب لا تنسكنه
…
ولا تعبد الأوثان والله فاعبدا
اللغة: شرح المفردات: تقربنها: أي تأكلنها.
المعنى: يقول: إياك أن تأكل الميتة، ولا تعبد إلا الله وحده.
الإعراب: فإياك: الفاء بحسب ما قبلها، "إياك": ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره "احذر"، أو "احفظ". والميتات: الواو حرف عطف، "الميتات": مفعول به لفعل محذوف منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. لا: الناهية: تقربنها: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، هو في محل جزم، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنت". ولا: الواو حرف عطف، "لا": الناهية. تعبد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير فيه وجوبًا تقديره "أنت". الشيطان مفعول به منصوب بالفتحة. والله: الواو حرف عطف، "الله": اسم الجلالة مفعول به مقدم منصوب بالفتحة.
فاعبدا: الفاء زائدة، "اعبدا" فعل أمر مبني على الفتحة لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا مراعاة للروي. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنت".
الشاهد فيه قوله: "فاعبدا" حيث أبدل النون ألفًا في الواقف.
1 تقدم بالرقم 960.
978-
التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ملحق ديوانه ص155؛ وخزانة الأدب 11/ 445؛ =
وقوله "من الطويل":
979-
"خلافًا لقولي من فيالة رأيه"
…
كما قيل قبل اليوم خالف تذكرا
= والدرر 5/ 174؛ وشرح شواهد المغني 2/ 933؛ وشرح المفصل 6/ 107؛ ولسان العرب 6/ 183 "قنس"، 13/ 429 "نون"؛ والمقاصد النحوية 4/ 337؛ ونوادر أبي زيد ص13؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص852، 1176؛ والخصائص 1/ 126؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 852؛ وشرح المفصل 9/ 44؛ ولسان العرب 11/ 711 "هول"؛ والمحتسب 2/ 367؛ ومغني اللبيب 2/ 643؛ والممتع في التصريف 1/ 323.
اللغة: طارقها: اسم الفاعل من "طرق يطرق" إذا أتى ليلا. قونس الفرس: العظم الناتئ بين أذني الفرس.
المعنى: اصرف عن نفسك هموم الحياة وكدتها بسهولة، كما تضرب نتوء أذني الفرس ليستقيم.
الإعراب: "اضرب" فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة للضرورة الشعرية، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. "عنك": جار ومجرور متعلقان بالفعل اضرب. "الهموم": مفعول به منصوب وعلامة نصبة الفتحة. "طارقها": "طارق": بدل من الهموم منصوب بالفتحة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "ضربك": مفعول مطلق منصوب بالفتحة وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. "بالسوط": جار ومجرور متعلقان بالمصدر ضربك، "قويس": مفعول به للمصدر "ضربك". "الفرس": مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
والشاهد فيه قوله: "اضرب عنك" فإن الرواية فيه بفتح الباء، وأصل الكلام:"اضربن عنك" بنون توكيد خفيفة ساكنة، وفعل الأمر يبنى مع نوني التوكيد على الفتح. ثم حذف الشاعر نون التوكيد وهو ينويها، فلذلك أبقى الفعل على ما كان عليه وهو مقرون بها؛ لتكون هذه الفتحة مشيرة إلى النون المحذوفة ودالة عليها. وهذا شاذ؛ لأن نون التوكيد بلا نسبة إنما تحذف إذا وليها ساكن.
979-
التخريج: البيت بلا نسبة في الحيوان 7/ 84؛ والمقاصد النحوية 4/ 345.
اللغة: الفيالة: ضعف الرأي.
الإعراب: خلافًا: مفعول مطلق، أو حال، أو مفعول لأجله منصوب. لقولي: جار ومجرور متعلقان بـ"خلافًا"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. من فيالة: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "خالف"، وهو مضاف. رأيه: مضاف إليه مجرور، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. كما: "الكاف": حرف جر، و"ما": مصدرية. قيل: فعل ماض للمجهول. قبل: ظرف زمان متعلق بـ"قيل" وهو مضاف. اليوم مضاف إليه مجرور خالف: فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". تذكرا: فعل مضارع للمجهول، و"الألف": مبدلة من نون التوكيد وأصله،:"تذكرن"، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنت".
والمصدر المؤول من "ما قيل" في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بصفة للمصدر "خلافًا". وجملة "خالف": في محل رفع نائب فاعل لـ"قيل". وجملة "قيل": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "تذكرا": جواب الطلب لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "خالف" حيث حذف نون التوكيد وفتح الحرف الأصلي الأخير من الفعل، وهو الفاء، وأصله:"خالفن". وقوله: "تذكرا" أبدل نون التوكيد بـ"ألف"، وأصله "تذكرن".
وحمل على ذلك قراءة من قرأ: "أَلَمْ نَشْرَحَ لَكَ صَدْرَكَ"1.
خاتمة: أجاز يونس للواقف إبدال الخفيفة ياء أو واوًا في نحو: "اخشين" و"اخشون"، فتقول:"اخشيني" و"اخشووا"، وغيره يقوله:"اخشى" و"اخشوا"، وقد نقل عنه إبدالها واوًا بعد ضمة وياء بعد كسرة مطلقًا، وكلام سيبويه يدل على أن يونس إنما قال بذلك في المعتل فإنه قال: وأما يونس فيقول: "اخشووا" و"اخشيي"، يزيد الواو والياء بدلا من النون الخفيفة من أجل الضمة والكسرة، وهو ما نقله الناظم في التسهيل، وإذا وقف على المؤكد بالخفيفة بعد الألف على مذهب يونس والكوفيين أبدلت ألفًا، نص على ذلك سيبويه ومن وافقه ثم قيل: يجمع بين الألفين فيمد بمقدارهما، وقيل: بل ينبغي أن تحذف إحداهما ويقدر بقاء المبدلة من النون، وحذف الأولى.
وفي الغرة: إذا وقفت على "اضربان" على مذهب يونس زدت ألفًا عوض النون، فاجتمع ألفان؛ فهمزت الثانية فقلت:"اضرباء"، اهـ. وقياسه في "اضربنان":"اضربناء". والله أعلم.
1 الشرح: 1.