المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌إعرابُ الفعلِ: 676- "ارفعْ مُضَارعًا إذا يُجرَّدُ … مِن ناصِبٍ وجازمٍ كتَسْعَدُ" يعني - شرح الأشمونى لألفية ابن مالك - جـ ٣

[الأشموني، أبو الحسن]

الفصل: ‌ ‌إعرابُ الفعلِ: 676- "ارفعْ مُضَارعًا إذا يُجرَّدُ … مِن ناصِبٍ وجازمٍ كتَسْعَدُ" يعني

‌إعرابُ الفعلِ:

676-

"ارفعْ مُضَارعًا إذا يُجرَّدُ

مِن ناصِبٍ وجازمٍ كتَسْعَدُ"

يعني أنه يجب رفع المضارع حينئذٍ، والرافع له التجرد المذكور كما ذهب إليه حذاق الكوفيين منهم الفراء، لا وقوعه موقع الاسم كما قال البصريون، ولا نفس المضارعة كما قال ثعلب، ولا حروف المضارع كما نسب للكسائي، واختار المصنف الأول، قال في شرح الكافية: لسلامته من النقض، بخلاف الثاني فإنه ينتقض بنحو:"هلا تفعل" و"جعلت أفعل" و"ما لك لا تفعل"، و"رأيت الذي تفعل"؛ فإن الفعل في هذه المواضع مرفوع مع أن الاسم لا يقع فيها1، فلو لم يكن للفعل رافع غير وقوعه موقع الاسم لكان في هذه المواضع مرفوعًا بلا رافع، فبطل القول بأن رافعه وقوعه موقع الاسم، وصح القول بأن رافعه التجرد، اهـ.

ورد الأول بأن التجرد عدمي والرفع وجودي والعدمي لا يكون علة للوجودي.

وأجاب الشارح بأنا لا نسلم أن التجرد من الناصب والجازم عدمي، لأنه عبارة عن استعمال المضارع على أول أحواله مخلصًا عن لفظ يقتضي تغييره، واستعمال الشيء والمجيء به على صفة مَا ليس بعدمي.

1 ولا يقع الاسم في المثال الأول لأن حروف التحضيض لا يقع بعدها إلا الفعل، ولا في المثال الثاني. لأن خبر أفعال المقاربة لا يكون إلا فعلًا مضارعًا، ولا في المثال الثالث لأن السماع لم يرد بوقوع الاسم بعد "ما لك"؛ ولا في المثال الرابع لأن الصلة لا تكون إلا جملة خلافًا للكوفيين.

ص: 178

تنبيه: إنما لم يقيد المضارع هنا بالذي لم تباشره نون توكيد ولا نون إناث اكتفاء بتقدم ذلك في باب الإعراب.

677-

وبلن انصبه وكي كذا بأن

لا بعد علم والتي من بعد ظن

"وبِلَنِ انْصِبْهُ وَكَي" أي الأدوات التي تنصب المضارع أربع وهي: لن وكي وأن وإذن، وسيأتي الكلام على الأخيرتين.

فأما "لن" فحرف نفي تختص بالمضارع، وتخلصه للاستقبال، وتنصبه كما تنصب "لا" الاسم، نحو:"لن أضرب" و"لن أقوم"، فتنتفي ما أثبت بحرف التنفيس ولا تفيد تأييد النفي ولا تأكيده، خلافًا للزمخشري: الأول في أنموذجه والثاني في كشافه، وليس أصلها "لا" فأبدلت الألف نونًا خلافًا للفراء، ولا "لا أن" فحذفت الهمزة تخفيفًا، والألف للساكنين خلافًا للخليل والكسائي.

تنبيهات: الأول الجمهور على جواز تقديم معمول معمولها عليها، نحو:"زيدًا لن أضرب"، وبه استدل سيبويه على بساطتها1، ومنع ذلك الأخفش الصغير.

الثاني: تأتي "لن" للدعاء كما أتت "لا" كذلك، وفاقًا لجماعة منهم ابن السراج وابن عصفور، من ذلك قوله:"من الخفيف":

1002-

لَنْ تَزَالُوا كَذَلِكُمْ ثُمَّ لَا زِلـ

ـتُ لَكُمْ خَالِدًا خُلُودَ الجِبَالِ

1 لأنها لو كانت مركبة من "لا" و"أن" المصدرية لبقي لها حكم "أن" المصدرية، و"أن" المصدرية لا يتقدم معمول معمولها عليها خلافًا للفراء.

1002-

التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص63؛ والدرر 2/ 42، 4/ 62؛ وشرح شواهد المغني 2/ 684؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص68؛ وشرح التصريح 2/ 230؛ وهمع الهوامع 1/ 111، 2/ 4.

المعنى: إنهم خاضعون لك ذاكرون لفضلك أطال الله في عمرك وعمري.

الإعراب: لن تزالوا: "لن": حرف نصب، "تزالوا": فعل مضارع ناقص، منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة و"الواو": ضمير متصل في محل رفع اسمها. كذلكم: "الكاف": حرف جر، و"ذا": اسم إشارة في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف، و"اللام": للبعد و"الكاف": للخطاب و"الميم" للجماعة. ثم لا زلت: "ثم": حرف عطف، و"لا": نافية للدعاء، "زلت": =

ص: 179

وأما: {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} 1 فقيل ليس منه لأن فعل الدعاء لا يسند إلى المتكلم بل إلى المخاطب أو الغائب، ويرده قوله:"ثم لا زلت لكم".

الثالث: زعم بعضهم أنها قد تجزم كقوله: "من الطويل":

1003-

"أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم"

فَلَنْ يَحْلَ لِلعَينَينِ بَعْدَكِ مَنْظَرُ

= فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. لكم: جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل خالدًا. خالدًا: خبر "زلت" منصوب بالفتحة. خلود: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. الجبال: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وجملة "لن تزالوا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ثم لا زلت": معطوفة لا محل لها.

والشاهد فيه قوله: "لن تزالوا

ثم لا زلت" حيث جاءت "لن" نافية للدعاء، ولذلك عطفت "لا" النافية عليها للدعاء على سبيل عطف الإنشاء.

1 القصص: 17.

1003-

التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص328؛ وشرح شواهد المغني 2/ 687؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص288.

اللغة: أيادي سبأ: مثل عربي ومعناه "مشتت الشمل".

المعنى: كنت بعد فراقك يا عزة مشتت الحال مفرق البال، فلم يحل لعيني منظر.

الإعراب: أيادي سبا: "أيادي" خبر "كنت" منصوب. سبا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الهمزة المحذوفة. يا عز: "يا": حرف نداء، و"عز": منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. ما كنت: "ما": زائدة، و"كنت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. بعدكم: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف، متعلق بـ"أيادي سبا"، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم للجماعة. فلن يحل:"الفاء": استئنافية، "لن": حرف جزم، "يحل": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة.

للعينين: "اللام": حرف جر، "العينين": اسم مجرور بالياء لأنه مثنى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "يحل": و"النون": عرض عن التنوين في الاسم المفرد. بعدك: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف "والكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والظرف متعلق بـ"يحل". منظر: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

وجملة "يا عز" اعتراضية لا محل لها. وجملة "بعدكم أيادي سبا" ابتدائية لا محل لها. وجملة "فلن يحل منظر": استئنافية لا محل لها.

والشاهد فيه قوله: "لن يحل": فقد جزم الفعل بـ"لن شذوذًا".

ص: 180

وقوله: "من المنسرح":

1004-

لَنْ يَخِبِ الآنَ مِنْ رَجَائِكَ مَنْ

حَركَ من دُون بَابِكَ الحَلَقَهْ

والأول محتمل للاجتزاء بالفتحة عن الألف للضرورة.

وأما "كي" فعلى ثلاثة أوجه:

أحدها: أن تكون اسمًا مختصرًا من "كيف" كقوله: "من البسيط":

1005-

كَي تَجْنَحُونَ إلَى سِلمٍ وَمَا ثُئِرَتْ

قَتْلَاكُمُ وَلَظَى الهَيجَاءِ تَضْطَرِمُ

1004- التخريج: البيت لأعرابي في الدرر 4/ 36؛ وشرح شواهد المغني 2/ 688؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 336؛ وهمع الهوامع 2/ 4.

اللغة: الخيبة: الخسران. الحلقة: حديدة مستديرة توضع على الباب ليقرع بها الطارق أو الزائر.

المعنى: إن من يقف ببابك لا يمكن أن يعود خائبًا من عطائك.

الإعراب: لن يخب: "لن" حرف جزم "يخب": فعل مضارع مجزوم بـ"لن" وعلامة جزمه السكون وحرك منعًا لالتقاء الساكنين. الآن: ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب، متعلق بالفعل يخب. من رجائك: جار ومجرور متعلقان بالفعل يخب، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"رجاء": مضاف. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. حرك: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. "الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. من دون: "من": حرف جر، و"دون": اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ"حرك"، وهو مضاف. بابك: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الحلقة: مفعول به منصوب بالفتحة وسكن لضرورة الشعر.

وجملة "لن يخب" ابتدائية لا محل لها. وجملة "حرك" صلة الموصول لا محل لها.

والشاهد فيه قوله: "لن يخب" حيث جزم الفعل بـ"لن"، شذوذًا، وذلك للدعاء.

1005-

التخريج: البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص265؛ وجواهر الأدب ص233؛ وخزانة الأدب 7/ 106؛ والدرر 3/ 135؛ وشرح شواهد المغني 1/ 507، 2/ 557؛ والمقاصد النحوية 4/ 378؛ وهمع الهوامع 1/ 214.

اللغة: ثئرت قتلاكم: قتلتم مقابلها. اللظى: اللهب الخالص. الهيجاء: الحرب. تضطرم: تلتهب.

المعنى: كيف ترضون سلمًا، وما زالت نيران الحرب ملتهبة، ودماء قتلاكم لم تجف، ولم تأخذوا بثأرهم.

الإعراب: كي: اسم استفهام مبني على الفتح المقدر على الفاء المحذوفة في محل نصب حال.

تجنحون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع. =

ص: 181

والثاني: أن تكون بمنزلة لام التعليل معنى وعملًا، وهي الداخلة على ما الاستفهامية في قولهم في السؤال عن العلة:"كيمه"؟ بمعنى: لمه، وعلى "ما" المصدرية كما في قوله:

إذَا أنْتَ لَمْ تَنْفَعْ فَصرَّ فَإنَّمَا

يُرْجَّى الفَتَى كَيمَا يَضُر وَيَنْفَع1

وقيل: "ما" كافة، وعلى "أن" المصدرية مضمرة، نحو:"جئت كي تكرمني" إذا قدرت النصب بـ"أن"، ولا يجوز إظهار أن بعدها، وأما قوله:"من الطويل":

"فقالت أكل الناس أصبحت مانحا

لسانك" كيما أن تغر وتخدعا2

فضرورة.

الثالث: أن تكون بمنزلة "أن" المصدرية معنى وعملا وهو مراد الناظم، ويتعين ذلك في الواقعة بعد اللام وليس بعدها "أن" كما في نحو:{لِكَيْلا تَأْسَوْا} 3، ولا يجوز أن تكون حرف جر لدخول حرف الجر عليها، فإن وقع بعدها "أن"، كقوله:"من الطويل":

1006-

أَرَدْتَ لِكَيمَا أنْ تَطِيرَ بِقرْبَتِي

"فتتركها شنا ببيداء بلقع"

= فاعل. إلى سلم: جار ومجرور متعلقان بـ"تجنحون". وما: "الواو": حالية، "ما": نافية. ثئرت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث. قتلاكم: نائب فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"كم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ولظى: "الواو": حالية، "لظى": مبتدأ مرفوع بالضمة. الهيجاء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. تضطرم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي".

وجملة "كيف تجنحون": ابتدائية لا محل لها. وجملة "وما ثئرت": في محل نصب حال. وجملة "لظى الهيجاء تضطرم": في محل نصب حال. وجملة "تضطرم": في محل رفع خبر "لظى".

والشاهد فيه قوله: "كي": حيث جاءت اسمًا مختصرًا من "كيف".

1 تقدم بالرقم 521.

2 تقدم بالرقم 522.

3 الحديد: 23.

1006-

التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 2/ 580؛ والجنى الداني 265؛ وجواهر الأدب 232؛ وخزانة الأدب 1/ 16، 8/ 481، 484، 485، 486، 487؛ ورصف المباني 216، 316؛ وشرح التصريح 2/ 231؛ وشرح شواهد المغني 1/ 508؛ وشرح المفصل 9/ 16، 7/ 19؛ ومغني اللبيب 1/ 182؛ والمقاصد النحوية 4/ 405.

شرح المفردات: القربة: جلد ماعز أو نحوه يتخذ للماء. شنا: القربة البالية: البلقع: الخالي. =

ص: 182

احتمل أن تكون مصدرية مؤكدة بأن، وأن تكون تعليلية مؤكدة للام، ويترجح هذا الثاني بأمور.

الأول: أنّ "أن" أمّ الباب، فلو جعلت مؤكدة لـ"كي" لكانت "كي" هي الناصبة؛ فيلزم تقديم الفرع على الأصل.

الثاني: ما كان أصلًا في بابه لا يكون مؤكدًا لغيره.

الثالث: أن "أن" لاصقت الفعل فترجح أن تكون هي العاملة، ويجوز الأمران في نحو:"جئت كي تفعل"، {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً} 1، فإن جعلت جارة كانت "أن" مقدرة بعدها وإن جعلت ناصبة كانت اللام مقدرة قبلها.

تنبيهات: الأول: ما سبق من أن "كي" تكون حرف جر ومصدرية هو مذهب سيبويه وجمهور البصريين، وذهب الكوفيون إلى أنها ناصبة للفعل دائمًا وتأوّلوا "كيمه" على تقدير: كي تفعل ماذا، ويلزمهم كثرة الحذف، وإخراج "ما" الاستفهامية عن الصدر، وحذف ألفها في غير الجر، وحذف الفعل المنصوب مع بقاء عامل النصب، وكل ذلك لم

= المعنى: يقول: لقد ذهبت بقربتي بعيدًا وتركتها ممزقة بالية في صحراء خالية من الناس.

الإعراب: "أردت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "لكيما": اللام حرف جر وتعليل، "كي": حرف تعليل مؤكد للام، "ما": زائدة. "أن": حرف مصدرية ونصب، وقد تكون مؤكدة لـ"كي" إذا اعتبرت حرف مصدر. "تطير": فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنت". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أردت". "بقربتي": جار ومجرور متعلقان بـ"تطير"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "فتتركها": الفاء حرف عطف، "تتركها" فعل مضارع منصوب، لأنه معطوف على "تطير"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره. "أنت"، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. "شنا": حال منصوب. "ببيداء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "شنا": "بلقع": نعت "بيداء" مجرور بالكسرة.

وجملة: "أردت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بيداء" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "تتركها" معطوفة على جملة "تطير".

والشاهد فيه قوله: "لكيما أن" فإن "كي" هنا يجوز أن تكون مصدرية فتكون "أن" مؤكدة لها، وذلك بسب تقدم اللام الدالة على التعليل التي يشترط وجودها أو تقديرها الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. قبل "كي" المصدرية، ويحتمل أن تكون "كي" تعليلية مؤكدة للام، فيكون السابك هو "أن" وحدها. ولولا "أن": لوجب أن تكون "كي" مصدرية، ولولا وجود اللام لوجب أن تكون "كي" تعليلية.

1 الحشر: 7.

ص: 183

يثبت، ومما يرد قولهم قوله "من الطويل":

1007-

فأوقدت ناري كي ليبصر ضوؤها

"وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله"

وقوله "من المديد":

1008-

كي لتقضيني رقية ما

وعدتني غير مختلس

1007- التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديواه ص278؛ وشرح شواهد المغني 1/ 509؛ والمقاصد النحوية 4/ 406؛ وللنمري أو لرجل من باهلة في شرح الحماسة للمرزوقي ص1697؛ وبلا نسبة في مجالس ثعلب ص349.

المعنى: أشعلت نارًا كي يرى المحتاجون ضوءها ليلا فيأتون إلي، وجعلت كلبي ينبح خارج البيت ليسمع الناس صوته فيهتدون به إلي.

الإعراب: وأوقدت: "الواو": للعطف"، "أوقدت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. ناري: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كي: حرف تعليل وجر. ليبصر: "اللام": حرف جر وتعليل زائد للتوكيد، "يبصر": فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، مبني للمجهول. ضوؤها: نائب فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وأخرجت: "الواو": للعطف، "أخرجت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. كلبي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. كلبي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء" ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وهو: "الواو": حالية، "هو". ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. في البيت: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. داخله: خبر ثان مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والمصدر المؤول من "أن" المقدرة. والفعل "يبصر" مجرور بـ"كي" والجار والمجرور متعلقان بـ"أوقدت".

وجملة "وأوقدت ناري": معطوفة على جملة "ناديت نحوه" في بيت سابق، لا محل لها. وجملة "أن يبصر": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "وأخرجت": معطوفة على جملة "وأوقدت" لا محل لها. وجملة "وهو في البيت": في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله: "كي ليبصر" حيث أكد "كي" بـ"لام التعليل".

1008-

التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في خزانة الأدب 8/ 488، 490؛ والدرر 1/ 170؛ وشرح التصريح 2/ 231؛ والمقاصد النحوية 4/ 379؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 53.

شرح المفردات: تقضي: تنجز.

المعنى: يتمنى الشاعر لو تنجز رقية وعدها من غير إخلاف.

الإعراب: "كي": حرف تعليل. "لتقضيني": اللام حرف جر وتعليل "تقضيني" فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة. والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به أول. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بلفظ في بيت سابق. "رقية": فاعل مرفوع =

ص: 184

لأن لام الجر لا تفصل بين الفعل وناصبه، وذهب قوم إلى أنها حرف جر دائمًا، ونقل عن الأخفش.

الثاني: أجاز الكسائي تقديم معمول معمولها عليها نحو: "جئت النحو كي أتعلم"، ومنعه الجمهور.

الثالث: إذا فصل بين "كي" والفعل لم يبطل عملها، خلافًا للكسائي، نحو:"جئت كي فيك أرغب"، والكسائي يجيزه بالرفع لا بالنصب، قيل: والصحيح أن الفصل بينها وبين الفعل لا يجوز في الاختيار.

الرابع: زعم الفارسي أن أصل "كما" في قوله "من الطويل":

1009-

وَطَرْفُكَ إمَّا جِئتَنَا فَاحْبِسَنَّهُ

كَمَا يَحْسبُوا أن الهَوَى حيثُ تَنْظُرُ

= بالضمة، "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان. "وعدتني": فعل ماض، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "غير": حال منصوب، وهو مضاف "مختلس": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة: "تقضيني

" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وعدتني" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله: "كي لتقضيني" حيث وقعت اللام بعد "كي"، وذلك دليل على أنها قد لا تكون مصدرية، والفعل المضارع الذي بعد اللام منصوب بـ"أن" مضمرة، وعلامة نصبة الفتحة المقدرة على الياء إجراء للفتحة مجرى الضمة.

1009-

التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص101؛ وخزانة الأدب 5/ 320؛ والدرر 4/ 70؛ ولجميل بثينة في ديوانه ص90؛ ولعمر أو لجميل في شرح شواهد المغني 1/ 498؛ وللبيد أو لجميل في المقاصد النحوية 4/ 407؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص483؛ وجواهر الأدب ص223؛ وخزانة الأدب 8/ 502، 10/ 224؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص483؛ وجواهر الأدب ص223؛ وخزانة الأدب 8/ 502، 10/ 224؛ ورصف المباني ص214؛ ومجالس ثعلب ص154؛ ومغني اللبيب 1/ 177؛ وهمع الهوامع 2/ 6.

اللغة: الطرف: العين: اصرفنه: حوله إلى جهة أخرى غير جهتنا.

المعنى: ابعد نظرك عنا ولا تجعل عيونك ترقبنا، وانظر إلى غيرنا، حتى يظن الناس أن محبوبك يجلس حيث تنظر.

الإعراب: "وطرفك": "الواو": بحسب ما قبلها، "طرف": مفعول به لفعل محذوف تقديره "صرف"، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "إما": مؤلفة من إن الشرطية وما الزائدة.

"جئتنا": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، وهو في محل جزم فعل =

ص: 185

"كيما" فحذفت الياء، ونصب بها، وذهب المصنف إلى أنها كاف التشبيه كفت بـ"ما"، ودخلها معنى التعليل فنصبت، وذلك قليل، وقد جاء الفعل بعدها مرفوعًا في قوله "من الرجز":

1010-

لا تشتم الناس كما لا تشتم

الخامس: إذا قيل: "جئت لتكرمني" فالنصب بـ"أن" مضمرة، وجوز أبو سعيد كون

= الشرط. "فاصرفنه": الفاء": الرابطة لجواب الشرط، "اصرفنه": فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون لا محل لها من الإعراب. والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت. و"الهاء": ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. "كيما": "كي": حرف مصدرية ونصب وما زائدة.

"يحسبوا": فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "كي" وما بعدها في محل جر باللام المحذوفة. والجار والمجرور متعلقان بـ"اصرف". "أن": حرف مشبه بالفعل. "الهوى": اسمها منصوب. "حيث": مفعول فيه مبني على الضم في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر أن "تنظر": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سد مسد مفعولي "يحسب".

وجملة "اصرف طرفك": بحسب ما قبلها، وجملة "إما جئتنا فاصرفنه" الشرطية استئنافية لا محل لها، وجملة "فاصرفنه": جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. وجملة "يحسبوا": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "تنظر": في محل جر بالإضافة.

والشاهد فيه قوله: "كما يحسبوا" مجيء كما مثل كيما وجواز نصب المضارع بعدها على تقدير أن "ما" زائدة غير كافة.

1010-

التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص183؛ وجواهر الأدب ص131؛ وخزانة الأدب 8/ 500، 501، 503، 10/ 213، 224؛ والدرر 4/ 211؛ والكتاب 3/ 116؛ والمقاصد النحوية 4/ 409؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص484؛ ورصف المباني ص214؛ واللمع في العربية ص58، 59، 154؛ وهمع الهوامع 2/ 38.

المعنى: لا تشتم الناس لعلك لا تشتم إن لم تشتمهم.

الإعراب: لا: ناهية. تشتم: فعل مضارع مجزوم، وحرك بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنت". الناس: مفعول به منصوب. كما "الكاف": نائب مفعول مطلق، وهو مضاف، والمصدر المؤول من "ما" والفعل "تشتم" مضاف إليه. لا: نافية. تشتم: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت".

وجملة "لا تشتم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تشتم": صلة الموصول الحرفي لا محل لها.

الشاهد فيه قوله: "كما لا تشتم" حيث أبطل عمل "كي" لاتصالها بـ"ما" الكافة، فرفع الفعل بعدها ومنهم من يجيز النصب.

ص: 186