الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خصائص الأدب في زمنه.
6-
البحث عن فن من فنون النثر الأدبي مثل فن المقالة ونشأته في الأدب العربي، أو فن القصة أو المسرحية النثرية، وفن السيرة الأدبي، وقد يكون البحث عن جنس أدبي في فن الشعر مثل المسرحية الشعرية عند شوقي، أو الشعر القصصي عند عمر بن أبي ربيعة، وغير ذلك، وقد يكون عن اتجاه أدبي كالقصة الواقعية أو التاريخية أو التحليلية، أو البناء الفني في القصة عند نجيب محفوظ، أو عند المازني، أو تيمور.
7-
البحث عن "مدرسة" من مدارس الشعر أو النثر الأدبي مثل مدرسة المحافظين في الشعر الحديث في العصر الحديث، أو "مدرسة الديوان"، أو "مدرسة أبولو"، وغير ذلك، أو في أدب الرحلات وسواها.
الأسس التي ينبغي تواجدها عند الباحث:
الباحث الدقيق في دراسته والدارس المجيد في بحثه ينبغي أن تتحقق فيه أسس تعين على الدقة، وتجتمع في نفسه دعائم تكشف عن أصالته، وتتميز بها شخصيته عن غيره، فيما لو كتب هو وغيره في موضوع واحد، وهذه الأسس هي:
1-
أن يكون الباحث واسع الاطلاع موفور الثقافة، جم المعارف، خاض غمار المصادر والمراجع التي تتصل بموضوع بحثه ولو لأدنى ملابسة، وقرأها قراءة شاملة، ووقف طويلا عند كل فكرة
من أفكاره وأطال النظر متأنيا في كل فكرة، وهو يقوم آنذاك بالتحقيق والتحليل والتطبيق والاستنتاج، فإذا كان موضوع البحث في العصر الأموي "النقائض في الشعر الأموي"، فينبغي على الباحث فيه أن يتناول كل الأصول القديمة التي عاصرت الموضوع، والأصول التي جاءت بعد ذلك طوال العصر العباسي من مصادر كثيرة مثل "النقائض بين جرير والفرزدق" لأبي عبيدة، وكذلك "النقائض بين جرير والأخطل"، ومن الموسوعات "الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني" وسوى ذلك، وينبغي على الباحث استقراء المراجع الحديثة التي كتبت عن الموضوع مثل تاريخ النقائض في الشعر العربي، لأحمد الشايب وغيرها.
2-
اليقظة التامة، والحذر الشديد من آراء الآخرين، وتجنب التقليد فيها، فلا يسلم الباحث بها كحقيقة واقعة، بل ينبغي أن يكون شديد الحذر من كل رأي، يقظا في كل اتجاه، وعلى وعي تام بالآراء التي قيلت حول الموضوع، وعلى بصيرة نافذة لفهم الحقائق، والبعد عن التزييف والتقليد.
3-
أن يشفع الباحث آراءهم في البحث بالأدلة القوية والبراهين الساطعة التي ترد الخصم، ويذكر العلل والأسباب التي تقف دون المعارضين لرأيه، وذلك في أسلوب قوي يملك عليهم مشاعرهم، وتصوير بارع ينفذ إليهم من كل منافذ الإدراك من عقل وحس وعاطفة ووجدان.
4-
أن يقف الباحث على النتائج وأصالتها وعناصر الجدة فيها
التي انتهى إليها الباحث قبله في موضوعه، ويتأكد من صدق هذه النتائج وفاعليتها وقتها وصلتها الوثيقة بالموضوع، ثم يبدأ من حيث انتهى إليه الغير، ليصل إلى نتائج جديدة، فيكون عملا علميا جديدا من نوعه، خلع عليه ثوب الجدة والابتكار، وإلا اتصف بحثه بالتكرار والتقليد، والمعاودة والتزييف.
5-
أن تبرز شخصية الباحث من خلال عرضه لموضوعه، وأن تظهر بصماته في كل فصل من فصوله، فالبحث الدقيق والرسالة الجيدة هي التي تحمل القارئ لكي يتعرف على شخصية صاحبها من خلال جزئياتها وأفكارها وأسلوبها ونتائجها وغير ذلك، مما يدل على أصالة الباحث وقدرته على الكتابة وعلى موهبته الفنية في التفسير والتدليل، وأصالة الباحث وظهور شخصيته هما من العوامل الأولى في نجاح البحث وجودته.
6-
أن تكون لديه ملكة لتذوق الشعر والأدب حتى يكون حكمه صادقا وصحيحا؛ إذا حكم على قيمة فنية من القيم الشعرية، وهذه الملكة تتكون في النفس من كثرة المران والمتابعة في دراسة النصوص الأدبية، والوقوف التام على النظرات النقدية في كل عصر من العصور الأدبية، ثم التعرف على المذاهب النقدية الحديثة واتجاهاتها لفهم التصوير الأدبي، هذا إلى جانب حفظه لكثير من النصوص الأدبية جاهلية وإسلامية وأموية وعباسية ونصوص من الشعر الحديث، ويكون الأساس الأول "وهو سعة الاطلاع" له أثره الكبير في تعميق ذوقه وثرائه الفكري، كما يساعد حفظ النصوص الشعرية وفهمها على ذوقه المفعم بالعواطف والمشاعر، وبهما يحدد العواطف والمشاعر في النصوص الأدبية الذي هو موضوع الدراسة والبحث.