الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ (1) آخر الجزء الثامن من خط المصنف رحمه الله تعالى يتلوه إن شاء الله تعالى كتاب أخبار العرب وكان الفراغ من تتمة هذا المجلد في سابع عشر شوال سنة سهر ربيعة مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبوِّية عَلَى صَاحِبِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ والسلام بدمشق المحروسة على يد أفقر عباد الله وأحوجهم إلى رحمته وعفوه وغفرانه ولطفه وكرمه إسماعيل الدرعي الشافعي الأنصاري غفر الله تعالى له وختم له بخير ولأحبابه ولإخوانه ولمشايخه ولجميع المسلمين والصلاة والسلام على محمد خير خلقه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
ذكر أخبار العرب
قِيلَ إِنَّ جَمِيعَ الْعَرَبِ (2) يَنْتَسِبُونَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ ابْرَاهِيمَ عليهما السلام وَالتَّحِيَّةُ وَالْإِكْرَامُ.
وَالصَّحِيحُ الْمَشْهُورُ أَنَّ الْعَرَبَ الْعَارِبَةَ قَبْلَ إِسْمَاعِيلَ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الْعَرَبَ الْعَارِبَةَ (3) مِنْهُمْ عَادٌ وَثَمُودُ وَطَسْمٌ وَجَدِيسٌ وَأَمِيمٌ وَجُرْهُمٌ وَالْعَمَالِيقُ وَأُمَمٌ آخَرُونَ لا يعلمهم إلا الله كَانُوا قَبْلَ الْخَلِيلِ عليه الصلاة والسلام وَفِي زَمَانِهِ أَيْضًا.
فَأَمَّا الْعَرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ (4) وَهُمْ عَرَبُ الْحِجَازِ فَمِنْ ذُرِّيَّةِ (5) إِسْمَاعِيلَ بْنِ ابْرَاهِيمَ عليهما السلام.
وَأَمَّا عَرَبُ الْيَمَنِ وَهُمْ حِمْيَرُ فَالْمَشْهُورُ أنهم من قحطان واسمه مهزم قَالَهُ ابْنُ مَاكُولَا وَذَكَرُوا أنَّهم كَانُوا أَرْبَعَةَ إِخْوَةٍ قَحْطَانُ (6) وَقَاحِطٌ وَمِقْحَطٌ وَفَالِغٌ وَقَحْطَانُ بْنُ
(1) مسند أحمد ج 2 / 161، 191.
وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامارة 46 والنسائي في سننه - بيعة 25.
وابن ماجة في سننه: الفتن 9.
- جشرة: إخراج الدواب للرعي.
- النضل: الهزل والاعياء والتعب.
(2)
قال الجوهري في الصحاح: العرب جيل من الناس وهم أهل الامصار والاعراب سكان البادية والنسبة إلى
العرب عربي وإلى الاعراب اعرابي والذي عليه العرف العام إطلاق لفظة العرب مشتقة من الاعراب.
وقال ابن حزم في الجمهرة ص 7: جميع العرب يرجعون إلى ولد ثلاثة رجال.
وهم عدنان وقحطان وقضاعة.
وجاء في سبائك الذهب: ص 13: أعلم أن العرب كلها ترجع إلى أصلين: عدنان وقحطان.
(3)
قال في نهاية الارب: 18: فالعاربة هم العرب الاولى الذي فهمهم الله اللغة العربية ابتداءا فتكلموا بها فقيل لهم عاربة أي بمعنى الراسخة في العروبية.
وقد يقال فيهم العرب العرباء.
وهم العرب البائدة الذين بادوا ودرست آثارهم.
(4)
المستعربة: قال في نهاية الارب: المستعربة هم الداخلون في العروبية من بعد العجمة أخذا من استفعل بمعنى الصيرورة.
(5)
قال ابن حزم في الجمهرة: عدنان من ولد إسماعيل بلا شك في ذلك.
ألا إن تسمية الاسماء بينه وبينه قد جهلت جملة.
قال في سبائك الذهب: لا خلاف بينهم [النسابين] في أن عدنان من ولد إسماعيل.
(6)
قال ابن حزم ; قحطان.
فمختلف فيه من ولد من هو؟ قالوا: من ولد اسماعيل عليه السلام وهذا باطل [*]
هُودٍ.
وَقِيلَ هُوَ هُودٌ.
وَقِيلَ هُودٌ أَخُوهُ وَقِيلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَقِيلَ إِنَّ قَحْطَانَ مِنْ سلالة إسماعيل حَكَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ قحطان بن [الهميسع] تيمن بن قيذر [بنت](1) بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ فِي نَسَبِهِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ تَرْجَمَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ (2) : (بَابُ نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ عليه السلام حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حدَّثنا يَحْيَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ رضي الله عنه قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قوم من أسلم يتناضلون بالسيوف فَقَالَ ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ وَأَنَا مَعَ بَنِي فلان لأحد الفريقين فأمسكوا بأيديهم فقال مالكم قَالُوا وَكَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ فَقَالَ ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ.
انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ وَفِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ: " ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا وَأَنَا
مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ " فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ فَقَالَ ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَأَسْلَمُ (3) بْنُ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ يَعْنِي وَخُزَاعَةُ فِرْقَةٌ مِمَّنْ كَانَ تَمَزَّقَ مِنْ قَبَائِلِ سَبَأٍ حِينَ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ وَكَانَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ مِنْهُمْ وَقَدْ قَالَ لَهُمْ عليه الصلاة والسلام ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ مِنْ سُلَالَتِهِ وَتَأَوَّلَهُ آخَرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ جِنْسُ الْعَرَبِ لَكِنَّهُ تَأْوِيلٌ بِعِيدٌ إِذْ هُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ بِلَا دَلِيلٍ.
لَكِنَّ الْجُمْهُورَ عَلَى أَنَّ الْعَرَبَ الْقَحْطَانِيَّةَ مِنْ عَرَبِ الْيَمَنِ وَغَيْرِهِمْ لَيْسُوا مِنْ سُلَالَةِ إِسْمَاعِيلَ.
وَعِنْدَهُمْ أَنَّ جَمِيعَ الْعَرَبِ يَنْقَسِمُونَ إِلَى قِسْمَيْنِ قَحْطَانِيَّةٍ وَعَدْنَانِيَّةٍ فالقحطانية شعبان (4) سبأ
= بلا شك.
وقيل من ولد هود عليه السلام وهذا باطل بيقين قوله تعالى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هودا) .
وقال صاحب تاريخ حماة: بني قحطان هم العاربة وان العاربة هم بنو اسماعيل فقط.
وقال في مروج الذهب إن قحطان من ولد عابر..بن سام.
وهو أبو اليمن كلها وهو أول من تكلم بالعربية لاعرابه عن المعاني وإبانته عنها.
وقال الطبري ج 1 / 104 قحطان أول من ملك اليمن.
(1)
من سيرة ابن كثير، وفي سيرة ابن هشام نابت.
ما بين معكوفين.
(2)
صحيح البخاري - كتاب بدء الخلق ج 4 / 156.
(3)
في البخاري: ومنهم أسلم.
(4)
قال السمعاني في الأنساب ص 5: والعرب على طبقات ست: شعب وقبيلة وعمارة وبطن وفخذ وفصيلة وما بينهما من الاباء فإنما يعرفها أهلها.
وحكى أبو عبيد، عن ابن الكلبي عن أبيه: تقديم الفصيلة مقام العمارة قال صاحب سبائك الذهب: ولا يخفى أن الترتيب الاول أولى.
[*]
وحضر موت (1) وَالْعَدْنَانِيَّةُ شَعْبَانِ أَيْضًا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ ابْنًا نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ وَالشَّعْبُ الْخَامِسُ وَهُمْ قُضَاعَةُ مُخْتَلَفٌ فِيهِمْ (2) فَقِيلَ إِنَّهُمْ عَدْنَانِيُّونَ قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَعَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ وَيُرْوَى هَذَا
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَجُبَيْرِ بْنِ مَطْعِمٍ وَهُوَ اخْتِيَارُ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ وَعَمِّهِ مُصْعَبِ الزُّبَيْرِيِّ وَابْنِ هِشَامٍ وَقَدْ وَرَدَ فِي حديث قضاعة بن معد ولكنه لَا يَصِحُّ قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ ويقال إنهم لن (3) يَزَالُوا فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ وَصَدْرٍ مِنَ الْإِسْلَامِ يَنْتَسِبُونَ إِلَى عَدْنَانَ فَلَمَّا كَانَ فِي زَمَنِ خَالِدِ بن يزيد بن معاوية وكانوا أَخْوَالَهُ انْتَسَبُوا إِلَى قَحْطَانَ فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَعْشَى بْنُ ثَعْلَبَةَ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ: أَبْلِغْ قُضَاعَةَ فِي الْقِرْطَاسِ أَنَّهُمُ * لَوْلَا خَلَائِفُ آلِ اللَّهِ مَا عُتِقُوا قَالَتْ قُضَاعَةُ إِنَّا مِنْ ذَوِي يُمْنٍ * وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا بَرُّوا وَمَا (4) صَدَقُوا قَدِ ادَّعَوْا وَالِدًا مَا نَالَ أُمَّهُمُ * قَدْ يَعْلَمُونَ وَلَكِنْ ذَلِكَ الْفَرَقُ وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو عَمْرٍو السُّهَيْلِيُّ أَيْضًا مِنْ شِعْرِ الْعَرَبِ مَا فِيهِ ابْدَاعٌ فِي تَفْسِيرِ (5) قُضَاعَةَ فِي انْتِسَابِهِمْ إِلَى الْيَمَنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّهُمْ مِنْ قَحْطَانَ وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ إِسْحَاقَ وَالْكَلْبِيِّ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ النَّسَبِ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَهُوَ قُضَاعَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ وَقَدْ قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِهِمْ وَهُوَ عَمْرُو بن مرة (6) صحابي له حديثان:
(1) وسبأ اسمه عبد شمس وهو أول من سبى وأسر الاعادي.
وحضرموت وبنوه قبيلة من بني قحطان.
قال الجوهري: وحضرموت اسم بلد وقبيلة.
(2)
قال في سبائك الذهب: وهم قبيلة من حمْير من القحطانية.
وهذا هو المشهور في قضاعة وعليه جرى الكلبي وابن اسحاق.
(3)
كذا في الاصل وفي سيرة ابن كثير: لن والصواب لم.
(4)
كذا في الاصل وما وفي سيرة ابن كثير ولا.
(5)
كذا في الاصل، وفي سيرة ابن كثير تعيير، و (6) عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن الحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جهينة.
قال ابن سعد: كان فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شيخا كبيرا، يكنى أبا طلحة ويقال أبا مريم وقيل أبا مرة.
وهو أول من ألحق قضاعة باليمن.
قال ابن حبان وأبو عمر مات في خلافة معاوية.
وقال ابن سميع مات في خلافة عبد الملك بن مروان.
له في جامع الترمذي حديث واحد في كتاب الأحكام وهو عند أحمد وفيه قوله لمعاوية: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله تعالى أبواب السماء دون حاجته ومسألته ومسكنته وله في مسند أحمد حديثان آخران أحدهما في ذم الحقوق.
وله عند الطبراني عدة أحاديث منها حديث في قصة إسلامه.
تقريب ابن حجر ج 2 / 79 الاصابة 3 / 15 مسند أحمد: جمهرة أنساب العرب ص 445.
[*]
يَا أَيُّهَا الدَّاعِي ادْعُنَا وَأَبْشِرْ * وَكُنْ قُضَاعِيًّا وَلَا تُنْزِرْ نَحْنُ بَنُو الشَّيْخِ الْهِجَانِ الْأَزْهَرِ (1) قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرِ النَّسَبُ الْمَعْرُوفُ غَيْرُ الْمُنْكَرِ * فِي الْحَجَرِ الْمَنْقُوشِ تَحْتَ الْمِنْبَرِ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ النَّسَبِ هُوَ قُضَاعَةُ بْنُ مالك بن عمر بْنِ مُرَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِمْيَرَ وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ سُوِيدٍ عَنْ أبي عشابة (2) محمد بن موسى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا نَحْنُ مِنْ مَعَدٍّ قَالَ لا قلت فمن نَحْنُ قَالَ أَنْتُمْ قُضَاعَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ حمير قال أبو عمر بن عَبْدِ الْبَرِّ وَلَا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ جُهَيْنَةَ بْنَ زيد بن أسود بْنِ أَسْلَمَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافَ بْنِ قُضَاعَةَ قَبِيلَةُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ فَعَلَى هَذَا قُضَاعَةُ فِي الْيَمَنِ فِي حِمْيَرَ بْنِ سَبَأٍ وَقَدْ جَمَعَ بَعْضُهُمْ بَيْنَ هَذَيْنَ الْقَوْلَيْنِ بِمَا ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَنَّ قُضَاعَةَ امْرَأَةٌ مِنْ جُرْهُمٍ تَزَوَّجَهَا مَالِكُ بْنُ حِمْيَرَ فَوَلَدَتْ لَهُ قُضَاعَةَ ثُمَّ خَلَّفَ عَلَيْهَا مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ وَابْنُهَا صَغِيرٌ وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أنَّه كَانَ حَمْلًا فَنُسِبَ إِلَى زَوْجِ أُمِّهِ (3) كَمَا كَانَتْ عَادَةُ كَثِيرٍ مِنْهُمْ يَنْسُبُونَ الرَّجُلَ إِلَى زَوْجِ أُمِّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ الْبَصْرِيُّ النَّسَّابَةُ: الْعَرَبُ ثَلَاثَةُ جَرَاثِيمَ الْعَدْنَانِيَّةُ وَالْقَحْطَانِيَّةُ وَقُضَاعَةُ.
قِيلَ لَهُ فَأَيُّهُمَا أَكْثَرُ الْعَدْنَانِيَّةُ أَوِ الْقَحْطَانِيَّةُ فَقَالَ مَا شَاءَتْ قضاعة أن تيامنت فالقحطانية أكثر وإن تعددت فَالْعَدْنَانِيَّةُ أَكْثَرُ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ يَتَلَوَّمُونَ فِي نَسَبِهِمْ فَإِنْ صَحَّ حَدِيثُ ابْنِ لَهِيعَةَ
الْمُقَدَّمُ فَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ مِنَ الْقَحْطَانِيَّةِ والله أعلم.
وقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)(4) .
قَالَ عُلَمَاءُ النَّسَبِ يُقَالَ شُعُوبٌ.
ثُمَّ قَبَائِلُ ثُمَّ عَمَائِرُ.
ثُمَّ بُطُونٌ.
ثُمَّ أَفْخَاذٌ، ثُمَّ فَصَائِلُ.
ثُمَّ عَشَائِرُ (5) .
وَالْعَشِيرَةُ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَى الرجل وليس بعدها شئ.
ولنبدأ أولاً بذكر القحطانية
(2) الهجان: الكريم العالي النسب.
والازهر: المشهور.
(2)
قوله أبى عشابة كذا بالاصل بباء.
وليس بين الرجال من تكنى بهذه الكنية والموجود أبوعشانة المعافري المصري.
واسمه حي بن يؤمن.
(3)
في أصول الاحساب: فجاءت بقضاعة على فراش مالك بن مرة فنسبته العرب إلى زوج أمه، وقيل إن اسم الجرهمية قضاعة فلما جاءت بولدها سمته باسمها، وقيل كان اسمه عمرا.
وقيل كان اسمها عكبرة.
وقال الطبري في ذلك: ج 2 / 190: ونزار كان يكنى أبا إياد أمه معانة بنت جوشم بن جلهمة بن عمرو وأخوته لامه وأبيه:.
وعد منهم قضاعة، وبه كان معد يكنى.
وفي أنساب السمعاني ; ص 6 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قضاعة من معد وكان به يكنى.
(4)
سورة الحجرات الآية 13.
(5)
تقدم التعليق على طبقات الانساب.
وقال النووي في تحرير التنبيه: وزاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة.
وقال الجوهري في الصحاح: وعشيرة الرجل هم رهطه الادنون.
[*]