الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ حُكُومَةٍ انْتَهَتْ إليه أن امرأة كافور الإخشيدي ذكرت أَنَّهَا كَانَتْ أَوْدَعَتْ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ الصُّوَّاغِ قباء من لؤلؤ منسوج بالذهب، وأنه جحدها ذلك، فاستحضره وقرره فجحد ذلك وأنكره. فأمر أن تحفر داره ويستخرج منها مَا فِيهَا، فَوَجَدُوا الْقَبَاءَ بِعَيْنِهِ قَدْ جَعَلَهُ في جرة ودفنه في بعض المواضع من داره، فسلمه المعز إليها ووفره عليها، ولم يتعرض إلى القباء فقدمته إليه فأبى أن يقبله منها فاستحسن الناس منه ذلك. وقد ثبت في الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ لِيُؤَيِّدُ هذا الدين بالرجل الفاجر» .
وفيها توفى من الأعيان
السري بن أحمد بن أبى السري
أبو الحسن الكندي الموصلي، الرفّاء الشَّاعِرُ، لَهُ مَدَائِحُ فِي سَيْفِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُلُوكِ وَالْأُمَرَاءِ، وَقَدْ قَدِمَ بغداد فَمَاتَ بِهَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَقِيلَ فِي سنة أربع وقيل خمس وقيل ست وأربعين. وقد كان بينه وبين محمد بن سعيد معاداة، وادعى عليه أنه سرق شعره، وكان مغنيا ينسج على دِيوَانِ كُشَاجِمَ الشَّاعِرِ، وَرُبَّمَا زَادَ فِيهِ مِنْ شعر الخالديين ليكثر حجمه. قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَلِلسَّرِيِّ الرَّفَّاءِ هَذَا دِيوَانُ كبير جدا وأنشد من شعره.
يَلْقَى النَّدَى بِرَقِيقِ وَجْهٍ مُسْفِرٍ
…
فَإِذَا الْتَقَى الْجَمْعَانِ عَادَ صَفِيقَا
رَحْبُ الْمَنَازِلِ مَا أَقَامَ، فَإِنْ سَرَى
…
فِي جَحْفَلٍ تَرَكَ الْفَضَاءَ مَضِيقًا
محمد بن هاني
الأندلسى الشاعر استصحبه المعز الفاطمي من بلاد القيروان حين توجه إلى مصر، فمات ببعض الطريق، وجد مقتولا على حافة البحر في رجب منها، وقد كان قَوِيَّ النَّظْمِ إِلَّا أَنَّهُ كَفَّرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ من العلماء في مبالغته في مدحه الخلق، فمن ذلك قوله يمدح المعز:
مَا شِئْتَ لَا مَا شَاءَتِ الْأَقْدَارُ
…
فَاحْكُمْ فأنت الواحد القهار
وهذا من أكبر الكفر. وقال أيضا قبحه الله وأخزاه:
ولطالما زاحمت تحت رِكَابِهِ جِبْرِيلَا
وَمِنْ ذَلِكَ- قَوْلُهُ- قَالَ ابْنُ الأثير ولم أرها في شعره ولا في ديوانه-:
جل بزيادة جل المسيح
…
بها وجل آدم ونوح
جل بِهَا اللَّهُ ذُو الْمَعَالِي
…
فَكُلُّ شَيْءٍ سِوَاهُ ريح
وقد اعتذر عنه بعض المتعصبين له. قلت: هذا الكلام إِنْ صَحَّ عَنْهُ فَلَيْسَ عَنْهُ اعْتِذَارٌ، لَا فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ وَلَا فِي هَذِهِ الدَّارِ. وفيها توفى.
إبراهيم بن محمد
ابن شجنونة بن عبد الله المزكي أحد الحفاظ أنفق على الحديث وأهله أموالا جزيلة، وأسمع