الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصغار أيضا لهم عتب على من يهابونه ويحبونه لذا بكت الجارية يوم دعا عليها النبي صلى الله عليه وسلم عتبا لأنها لم تر من نفسها صنيعا تستحق به التأنيب فضلا عن الدعاء حدث أنس بن مالك قال: (كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا على نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطى على ربي أنى اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة)(1)
-
بكاء الفرح
وكما يبكي المرء من الحزن فهو يبكي من الفرح أيضا، ولا يكون ذلك غالبا إلا حينما يبلغ الفرح منه مبلغا عظيما كما بكى أبو هريرة لإسلام أمه، بعد أن بكى قبل حزنا لضلالها،
(1) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة/باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه 4/2009،، وابن حبان في باب ماجعل الله جل وعلا دعوة المصطفى.. 14/444
قال أبو هريرة: (كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدمي فقالت مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت يا أبا هريرة اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح قال قلت يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا قال قلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب عبيدك هذا يعني أبا هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني)(1) ومن ذاق حلاوة الإيمان تمناها لأحب حبيب، وليس أحب من الأم لذا بلغت فرحة أبي هريرة قمتها لاسيما وقد تأبت عليه وأظهرت ما آيسه من إسلامها.
(1) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة / باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه ج4/ص1938،، وابن حبان في باب ذكر الخبر الدال على أن محبة أبي هريرة من الأيمان 16/107