الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الأول: البكاء الممدوح
خلق الإنسان ضعيفا يعتريه الحزن والخوف والفرح فتؤثر فيه الأحداث تأثيرا بليغا، فيحتاج إلى التنفيس عن باطنه المكبوت، وأحيانا يخونه التعبير أحوج ما يكون إليه فيكون دمع العين أبلغ تعبيرا وأكثر دلالة على الصدق من الألفاظ بل من الأيمان أحيانا، ويصور ذلك قوله تعالى:(وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ)(1) فالمتأمل لهذه الحادثة يدرك بجلاء ثناء الله تعالى على تلك القلوب المتعلقة بنصر دينه والرغبة الصادقة في مشاركة رسوله صلى الله عليه وسلم الجهاد بالنفس مع عدم المال وذات اليد، أما قوله تعالى:(وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)(2) فيشهد أن الأيمان المغلظة لم تجد شيئا أمام كذب القلوب، مع أن الكذب قد يتلبس به البكاء أيضا فالبكاء الكاذب ودموع التماسيح لا تجدي شيئا مع مخالفة الحال للمقال فهؤلاء أخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون، وكان إحساسه العميق بكذبهم -لمعرفته بغيرتهم وتخوفه من كيدهم مع صدق النبوءة- في محله.
ولما كان البكاء بهذه المثابة وله هذا الشأن كان منه ما مدحه الشارع ومنه ما ذمه، وسنتناول في هذا الباب البكاء الممدوح، والمدح يثبت بالثناء على فاعله بالكتاب أو بالسنة، ومن خلال الاستقصاء لأنواع البكاء الممدوح أستعرضه في العناوين التالية:
1. البكاء عند قراءة القرآن
(1) سورة التوبة / 92
(2)
سورة التوبة / 42
عندما يستشعر المؤمن أن الله تعالى يخاطبه بكلامه، ويستشعر عظمة الله وجلاله ويستشعر أيضا أن هذا القرآن نزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم مع تفكره في الدار الآخرة وما سيكون فيها من حساب وحشر وجزاء عندما يتخيل ذلك كله وهو يقرأ القرآن لا يملك سرعة ضربات قلبه وقشعريرة جلده فتدمع العين وتفيض حتى يبل دمعها الأقدام، وهذا الحال هو حال العارفين بربهم، وقد وصفهم في كتابه مثنيا عليهم بذلك حيث قال سبحانه:(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)(1) قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره ويخر هؤلاء الذين أوتوا العلم من مؤمني أهل الكتابين من قبل نزول الفرقان إذا يتلى عليهم القرآن لأذقانهم يبكون ويزيدهم ما في القرآن من المواعظ والعبر خشوعا يعني خضوعا لأمر الله وطاعته واستكانة له"(2) بل ذلك عمل الأنبياء من قبل وقد أخبر المولى عن حالهم بقوله (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)(3) قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: "خروا سجدا وبكيا) أي: خضعوا لآيات الله وخشعوا لها، وأثرت في قلوبهم من الإيمان والرغبة والرهبة ما أوجب لهم البكاء والإنابة والسجود لربهم"(4) وهو حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم أجمعين قال الجصاص في قوله تعالى: (ويزيدهم
(1) الإسراء/107ـ109
(2)
تفسير الطبري ج15/ص181
(3)
مريم/58
(4)
تيسير الكريم الرحمن ص 445
خشوعا) " يعني به أن بكاءهم في حال السجود يزيدهم خشوعا إلى خشوعهم وفيه الدلالة على أن مخافتهم لله تعالى حتى تؤديهم إلى البكاء داعية إلى طاعة الله وإخلاص العبادة على ما يجب من القيام بحقوق نعمه"(1)
والبكاء والتخشع أثناء قراءة القرآن والصلاة مندوب إليه مرغب فيه، قال القاسمي:" دل نعت هؤلاء ومدحهم بخرورهم باكين على استحباب البكاء والتخشع، فإن كل ما حمد فيه من النعوت والصفات التي وصف الله تعالى بها من أحبه من عباده يلزم الاتصاف بها، كما أن ما ذم منها من مقته منهم يجب اجتنابه "(2)
(1) أحكام القرآن 5/38
(2)
محاسن التأويل10/310
وهكذا دلت السنة المطهرة على استحباب البكاء عند قراءة القرآن فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن إبراهيم قال: " قال لي النبي صلى الله عليه وسلم (اقرأ علي قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل قال فإني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) (1) قال أمسك فإذا عيناه تذرفان"(2)
(1) النساء /41
(2)
صحيح البخاري كتاب التفسير باب: " كيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء " ج4/ص1927، وأخرجه مسلم في كتاب المسافرين باب فضل استماع القرآن، وطلب القراءة والبكاء عند القراءة 2/195، وأخرجه أبو داود في كتاب العلم باب في القصص 3/324، والنسائي في كتاب فضائل القرآن 1/127، 129 وابن حبان في كتاب الرقائق باب قراءة القرآن 2/58 والترمذي كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة النساء 5/238، وفي كتاب الشمائل المحمدية 1/264،، والحاكم باب ذكر مناقب عبد الله بن مسعود 3/360،، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم 2/391،، وأبو يعلى في مسند عبد الله بن مسعود 8/435، 9/5، 9/147،، والإمام أحمد في مسنده 1/374،، والبيهقي في السنن الكبرى 5/28، 5/29، 6/323،، وفي شعب الإيمان 2/362،، وسعيد ابن منصور2 1/218،، والطبراني في المعجم الكبير 9/81، والمعجم الأوسط 2/164، والمعجم الصغير 1/136، والبزار في مسنده 5/183، والشاشي في مسنده 2/224،، وابن المبارك في الزهد1/36، 359
وأخرج أيضا"عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين"(1)
(1) كتاب الصلاة/ باب الصلاة في مسجد السوق 1/181،، وباب جوار أبي بكر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم 2/804،، وباب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه 3/1418،، وابن حبان في ذكر صحبة أبي بكر 15/285،، وعبد الرزاق في باب من هاجر إلى الحبشة5/386
وقد تفتر النفوس وتركن إلى الدنيا فيقل بكاؤها وتجف دموعها؛ ولكن أبا بكر بقي على العهد لم تغيره الأحداث ولم تزده الأيام إلا رقة وخشوعا؛ لاسيما إذا كان يرتل القرآن بين يدي ربه وهو في صلاة، ولذا ازدادت رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في استخلافه على الصلاة ولم يقبل اعتذار عائشة بنت أبي بكر عن أبيها بأنه رجل بكاء إذا صلى غلبه البكاء، وقد صح بذلك الخبر كما روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت:" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة: قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا"(1)
(1) صحيح البخاري كتاب الأذان/ باب أهل العلم أحق بالإمامة ج1/ص240، وباب من أسمع الناس تكبير الإمام 251، وباب هل يأخذ الإمام إذا شك 252، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة /باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم 6/2663،، والنسائي في الكبرى كتاب عشرة النساء/ باب ذكر الاختلاف على أبي رجاء 5/401،، والبيهقي في كتاب الصلاة / باب ما يؤمر به من أكل شيئا من ذلك أن يميته بالطبخ 3/78،، والدارمي باب في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم 1/52،، وأحمد 1/209، 356، 5/361، 6/96، 159، 202، 210،، وأبوعوانة في باب كراهية الألحان في القرآن 1/444،، والربيع في المسند 1/92،، والطبراني في الأوسط2/12، و6/253،، وأبو يعلى 12/62،، وإسحاق في المسند 3/1019
وهكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاؤون عند سماع القرآن الكريم، فعمر بن الخطاب رغم شدته وقوته وصلابته لم يكن يملك عينيه عند سماع القرآن، وتراه يقاوم الجهر ببكائه حتى يغلبه فيستحيل نشيجا تتقطع معه نياط القلب، حدث عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال: سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)(1)
(1) الآية 86 من سورة يوسف. والأثر قال ابن حجر: "قال سعيد بن منصور في السنن: ثنا سفيان، هو ابن عيينة ح وقال البيهقي في شعب الإيمان: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن معين ثنا ابن عيينةح قال: وانا أبو نصر بن قتادة، ثنا منصور الدوري. ثنا أحمد بن نحيرة الهروي ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن إسماعيل بن محمد بن سعد سمع عبد الله بن شداد يقول: سمعت
…
" لفظ سعيد هذا إسناد صحيح " تغليق التعليق 2/300. وقال في الفتح 2/206: " وصله سعيد بن منصور عن ابن عيينه، عن اسماعيل بن محمد بن سعد، سمع عبد الله بن شداد بهذا، وزاد " في صلاة الصبح" اهـ وانظر عمدة القاري 4/440.
وأخرجه ابن أبي شيبة في الصلاة /باب مايقرأفي صلاة الفجر 1/355 من طريق اسماعيل بن علية عن إسماعيل بن محمد بن سعيد مثله ووقع في النسخة الأصلية تصحيف بن سعد قال عن سعد، وهوخطأ. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/355 قال حدثنا أبو أسامة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن علقمة بن وقاص، قال: سمعت عمر
…
فذكره نحوه، إسناده صحيح. وصححه ابن حجر وأخرجه ابن المنذر 3/256 من طريق ابن أبي شيبة به ووقع نفس التصحيف (عن سعد) بدل (بن سعد) .
ومعنى قوله تعالى (بثي) البث: الحال والحزن يقال أبثثتك: أظهرت لك بثي. والبث والحزن والغم الذي تفضي به إلى صاحبك. لسان العرب 1/208
واشتهر ذلك عن كثير من الصحابة حتى عرفوا به وامتلأت سيرهم بروايات تدل على إخباتهم وبكائهم منهم عبد الرحمن بن عوف (1) ، وابن عمر (2) ، وعائشة (3) ، وأبو هريرة (4) ، وعبد الله بن رواحة (5) ، وابن عباس (6) ، وغيرهم.
(1) ينظر التخويف من النار ص 122
(2)
ينظرمسند أحمد حديث رقم 2938،، والزهد له ص 240،، وحلية الأولياء1/305،، وصفة الصفوة1/575
(3)
ينظر الحلية2/31،، وصفة الصفوة2/31
(4)
ينظر سير أعلم النبلاء 2/628
(5)
ينظر الزهد لابن المبارك رقم294
(6)
ينظر الحلية1/327
وكل عاقل متأمل لآيات الله وقر اليقين في قلبه لا يملك دمع عينه، كما يدعوه ذلك إلى الارتقاء في مصاف المؤمنين، فهذا النجاشي تتلى عليه آيات القرآن فيبكي حتى تبل دموعه لحيته كما روي عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: " لما ضاقت علينا مكة فذكرت الحديث في هجرتهم إلى أرض الحبشة وما كان من بعثة قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي ليخرجهم من بلاده ويردهم عليهم وما كان من دخول جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم على النجاشي، قال فقال النجاشي هل معكم شيء مما جاء به فقال له جعفر نعم فقرأ عليه صدرا من كهيعص فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مضاجعهم ثم قال إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء به موسى انطلقوا راشدين ثم ذكر الحديث في تصويرهما له أنهم يقولون في عيسى بن مريم عليه السلام أنه عبد فدخلوا عليه وعنده بطارقته فقال ما تقولون في عيسى بن مريم عليه السلام فقال له جعفر نقول هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول فدلى النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عويدا بين أصبعيه فقال ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العويد ثم ذكر الحديث قالت فلم ينشب أن خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه في ملكه فوالله ما علمتنا حزنا حزنا قط كان أشد منه فرقا من أن يظهر ذلك الملك عليه فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرف فجعلنا ندعو الله ونستنصره للنجاشي فخرج إليه سائرا فقال أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم بعضهم لبعض من رجل يخرج فيحضر الوقعة حتى ينظر على من تكون فقال الزبير رضي الله عنه وكان من أحدثهم سنا أنا فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ثم خرج يسبح عليها في النيل حتى خرج من الشقة الأخرى إلى حيث التقى الناس فحضر الوقعة وهزم الله ذلك الملك وقتله وظهر النجاشي عليه فجاءنا الزبير رضي الله عنه فجعل يليح إلينا بردائه ويقول ألا
أبشروا فقد أظهر الله النجاشي فوالله ما فرحنا بشيء فرحنا بظهور النجاشي" (1)
وقد يقسو القلب وتجمد العين فيتأبى الدمع، وحينئذ يضيق المرء بجفائه ويبحث في مبكيات تذيب تلك القسوة، فلا يجد أحسن من التباكي مع ترنيم القرآن والتغني به كما أخرج ابن ماجة في السنن من حديث عبد الرحمن بن السائب قال:(قدم علينا سعد بن أبي وقاص وقد كف بصره فسلمت عليه فقال من أنت فأخبرته فقال مرحبا بابن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا)(2)
(1) أخرجه أحمد في المسند 18192،، والبيهقي في السير باب الأسير يستعين به المشركون على قتال المشركين 9/144عن يونس بن بكير كلاهما عن ابن إسحاق عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أم سلمة، قال الهيثمي في مجمع الزوائد6/27:" رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع "وقال أحمد شاكر: " إسناده صحيح" ، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 1/433 وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/515
(2)
أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة/ باب حسن الصوت بالقرآن ج1/ص424 عن عبد الله بن أحمد بن بشير ابن ذكوان الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو رافع عن بن أبي مليكة عنه به،، وأخرجه البيهقي في كتاب الشهادات/ باب البكاء عند قراءة القرآن 10/ 231،، وفي شعب الإيمان فصل في البكاء عند قراءة القرآن 2/363 وأبو يعلى2/50،، قال الزيلعي: " ورواه كذلك أبو يعلي الموصلي والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما ورواه كذلك البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر
وله طريق أخرى رواها إسحاق بن راهويه والبزار في مسنديهما من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن السائب عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا " انتهى قال البزار لا نعلمه عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد وعبد الرحمن ابن أبي بكر هذا لين الحديث " تخريج الأحاديث والآثار ج2/ص 329.
قلت: في إسناد ابن ماجة أبو رافع واسمه إسماعيل بن رافع، ضعيف، وتابعه عبد الرحمن ابن أبي بكر هو بن عبيد الله؛ لكن قال ابن حجر: ضعيف. فالحديث ضعيف والله أعلم.