المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أهمية الكتاب تكمن أهمية هذا الكتاب بالدرجة الأولى في أمرين معًا، - طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عطاءات العلم - المقدمة

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌توثيق نسبة الكتاب

- ‌عنوان الكتاب

- ‌تاريخ تأليف الكتاب

- ‌مقصد الكتاب

- ‌ترتيب الكتاب وبعض مباحثه المهمّة

- ‌1 - مبحث في القضاء والقدر:

- ‌2 - نقد كتاب محاسن المجالس لابن العريف في علل المقامات

- ‌أهمية الكتاب

- ‌موارد الكتاب

- ‌ أولًا: الكتب

- ‌ ثانيًا: المؤلفون

- ‌ ثالثًا: النقول عن شيخ الإسلام

- ‌طبع الكتاب وتحقيقه واختصاره وترجمته

- ‌أوّلًا: طبعه وتحقيقه:

- ‌ثانيًا: اختصاره

- ‌ثالثًا: ترجمته

- ‌مخطوطات الكتاب

- ‌1 - نسخة الظاهرية (الأصل)

- ‌2 - نسخة الفاتح (ف):

- ‌3 - نسخة برلين الأولى (ب)

- ‌4 - نسخة برنستون (ن)

- ‌5 - نسخة الكويت (ك)

- ‌6 - نسخة برلين الثانية

- ‌7).7 -نسخة الأميرة نورة بنت الإمام فيصل بن تركي

- ‌8 - نسخة ابن سحمان

- ‌9 - نسخة مكتبة المعهد العلمي بحائل

- ‌10 - نسخة الضويان

- ‌11 - نسخة محفوظة في مكتبة جامعة بولونيا (إيطاليا) برقم 236

- ‌ 127).12 -نسخة في مكتبة جامعة ليدن

- ‌ 127).13 -نسخة في جامعة الإمام برقم 891/ خ

- ‌14 - نسخة في مكتبة الشيخ علي بن يعقوب في حائل

- ‌منهج التحقيق

- ‌نماذج مصوّرة من النسخ الخطّيّة المعتمدة

الفصل: ‌ ‌أهمية الكتاب تكمن أهمية هذا الكتاب بالدرجة الأولى في أمرين معًا،

‌أهمية الكتاب

تكمن أهمية هذا الكتاب بالدرجة الأولى في أمرين معًا، وهما: موضوعه، ومؤلفه. فالموضوع -كما سبق- بيان قواعد السلوك والسير إلى اللَّه على المنهج الذي شرعه اللَّه ورسوله، لأن سعادة العبد في الدارين منوطة بهذا السير المستقيم. ولكن الموضوع متداول مطروق في كتب الصوفية، وكلهم يزعم أن القواعد التي يذكرها مؤسسة على الكتاب والسنة. وهنا يكتسب الكتاب أهميته من الأمر الثاني وهو أنه من تأليف إمام ربّاني يصدر في كل مسألة عن كتاب اللَّه وسنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وهو مع تمسكه الشديد بالكتاب والسنة مطلع على كتب القوم، عارف بغوامضها، قادر على الخوض في دقائقها، ذائق لأحوال السالكين، مشرف على مقامات العارفين، ومن الزهد والورع والتعبد والتألّه في مكان مكين. هذا إلى العدل والنصفة في النقد والحكم، وعدم التحيز إلى فرقة أو حزب أو مذهب. فكون هذا الكتاب في بيان قواعد السلوك المحمدي، ومن تأليف الإمام ابن القيم رحمه الله هو الذي أضفى عليه أهمية بالغة. والحقيقة أن كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم رحمهما اللَّه في تزكية النفس وطب القلوب لتؤلف "منظومة" لا نظير لها في المكتبة الإسلامية.

أمّا المباحث الجليلة التي اشتمل عليها الكتاب فقد سبقت الإشارة إلى أهمية بعضها في الفقرة السابقة. وقد نبّه المؤلف نفسه رحمه الله -نصحًا لقارئ كتابه وشفقة عليه- على أهمية بعض المباحث، نحو قوله خلال الكلام على طبقات المكلفين في الدار الآخرة: "ولا يدري قدر الكلام في هذه الطبقات إلا من عرف ما في كتب الناس، ووقف على

ص: 37

أقوال الطوائف في هذا الباب، وانتهى إلى نهاية مرامهم ونهاية إقدامهم" (902).

هكذا في فصل التوكل ختم بيانه لسرّ الاقتران بين التوكل والهداية والحق في القرآن الكريم بقوله: "فتدبّر هذا السر العظيم في اقتران التوكل والكفاية بالحق والهدى، وارتباط أحدهما بالآخر. ولو لم يكن في هذه الرسالة إلّا هذه الفائدة السَّرِيَّة لكانت حقيقة أن توح في خزانة القلب لشدة الحاجة إليها"(561).

والمباحث التي وردت في غضون الكلام استطرادًا، قد نبّه المؤلف رحمه الله على أن أهميتها هي التي اقتضت تناولها، بل كان بعض المباحث المعترضة أهم من المبحث الأصلي. فقال في موضع:"ولولا أن هذه المواضع أهم مما كلامنا بصدده -من ذكر مجرد الطبقات- لم نذكرها، ولكنها من أهم المهم"(811). ولما عاد إلى المقصود بعد بسط الكلام على آيات الإنفاق من سورة البقرة قال: "ولنعد إلى المقصود، فإن هذا من سعي القلم، ولعله أهم مما نحن بصدده"(824).

ولقد أحسن المصنف رحمه الله إذ توقف عند هذه المباحث المهمة وتناولها بالبسط، فهذا الاستطراد ينفع القارئ بعض الأحيان نفعًا عظيمًا. فقد حفظ بفضله كلام شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما في كثير من المسائل العظيمة.

ومع ذلك لا يظن القارئ أن المؤلف رحمه الله كان زمامه بيد الاستطراد يقوده أنّى شاء. فإذا كانت المسألة تقتضي كلامًا مستفيضًا متشعبًا يكتفي المؤلف بالإشارة إليه ولا يخوض فيه. ومن ذلك أنه لما

ص: 38

ذكر من أصول المعتزلة "النبوة" قال: "مع أنهم لم يوفوها حقّها، بل هضموها غاية الهضم من وجوه كثيرة ليس هذا موضعها"(836). وهكذا لما ذكر مذاهب الفرق في الطبقة التي رجحت سيئاتها على حسناتها قال: "ولولا أن المقصود ذكر الطبقات لذكرنا ما لهذه المذاهب وما عليها، وبيّنا تناقض أهلها"(845).

وفي تفسير آيات الإنفاق لما وصل إلى آية الدين قال: "ولولا أن هذه الآية تستدعي سفرًا وحدها لذكرت بعض تفسيرها". (823).

ص: 39