الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الزهري: "ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على أهلها من الإرجاء". وقال شريك القاضي عن المرجئة "هم أخبث قوم، حسبك بالرافضة خبثا ولكن المرجئة يكذبون على الله".
وهنا
سؤال مهم جداً:
ما هو الإيمان الذي يعصم صاحبه من عذاب الله تعالى؟
الجواب: ذلك هو الإيمان الواجب الذي يمنع صاحبه من التقصير في الواجبات والوقوع في المحرمات على وجه الإصرار والاستهانة. لذلك جاءت النصوص بنفي الإيمان عن أهل الكبائر ويراد بها انتقاء الإيمان الواجب ولا يراد به انتفاء الإيمان كله كما في رواية مسلم "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن .. ". وحديث "لا إيمان لمن لا أمانة له".
ولعظم مكانة المؤمن عند ربه فلقد خصه الله جل وعلا بفضائل كبيرة في الدنيا ولأجر الآخرة أكبر وأعظم.
1 -
معية الله تعالى للمؤمن {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (128) سورة النحل. فهو معهم بالرعاية والكفاية والنصر والتأييد والهداية والتوفيق والتسديد وغير ذلك.
2 -
الدفاع عن المؤمن .. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (38) سورة الحج. فيحفظهم من شر الأشرار وكيد الفجار بتأييده ونصره {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (47) سورة الروم.
3 -
تسديد المؤمن وتوفيقه للهداية: قال تعالى: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ} أي يخرجهم من الضلالة إلى الهداية ومن الجهالة إلى الرشد.
4 -
وأما منزلة المؤمن في الآخرة: فهو رضوان الله وجناته ورؤية وجهه الكريم والأنس باستماع كلامه. وحسبنا أن نورد ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في بيان منزلة المؤمن في الآخرة: "إن أهل
الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم. قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين".
قال تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (72) سورة التوبة.
وقد قسم ابن القيم القلوب إلى ثلاث أقسام على حسب ما يقوم بها من إيمان فقال رحمه الله تعالى: