المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثالثا: الاجتهاد في الأعمال الصالحة: - طريقك إلى تقوية إيمانك

[أسماء بنت راشد الرويشد]

فهرس الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌ما هو الإيمان وما حقيقته

- ‌ سؤال مهم جداً:

- ‌القلوب ثلاثة:

- ‌مظاهر ضعف الإيمان

- ‌1 - اقتراف الذنوب مع استصغارها والإصرار عليها:

- ‌2 - التقاعس عن الطاعات والتثبيط دونها:

- ‌3 - التنافس على الدنيا:

- ‌4 - الغفلة عن ذكر الله عز وجل:

- ‌5 - إهمال محاسبة النفس:

- ‌6 - عدم أو ضعف التأثر بالآيات والمواعظ:

- ‌7 - ظهور الأخلاق السيئة:

- ‌8 - الاستئناس بمجالس المعصية ومعاشرة أهلها:

- ‌مظاهر قوة الإيمان:

- ‌1 - سرعة الانقياد للشرع:

- ‌2 - اجتناب لوثات الشرك:

- ‌3 - مدافعة الوساوس الشيطانية:

- ‌4 - الحب في الله واستشعار الأخوة للمؤمنين:

- ‌5 - بغض أعداء الله ومجانبتهم:

- ‌6 - الخلق الحسن:

- ‌7 - الصمود في مواجهة الفتن:

- ‌أسباب زيادة الإيمان وتقويته

- ‌أولا: تعلم العلم النافع:

- ‌1 - قراءة القرآن الكريم وتدبره:

- ‌2 - العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى:

- ‌3 - دراسة سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتأمل في سيرته:

- ‌4 - قراءة سيرة سلف هذه الأمة:

- ‌ثانياً: التأمل في آيات الله الكونية:

- ‌ثالثاً: الاجتهاد في الأعمال الصالحة:

- ‌2 - أعمال اللسان:

- ‌الخاتمة:

الفصل: ‌ثالثا: الاجتهاد في الأعمال الصالحة:

ولكن ليس كل صمت يؤدي إلى فضيلة التفكر؛ فقد يصمت الإنسان في غفلة وبلادة وشرود، لذلك قال الحسن:"من لم يكن سكوته تفكراً فهو سهو".

‌ثالثاً: الاجتهاد في الأعمال الصالحة:

فمن أهم أسباب زيادة الإيمان وأظهرها القيام بالأعمال الصالحة الخالصة لوجه الله تعالى والإكثار منها والمداومة عليها.

فإن كل عمل يقوم به المسلم مما شرعه الله ويخلص نيته فيه يزيد في إيمانه؛ لأن الإيمان يزيد بزيادة الطاعات وكثرة العبادات.

والأعمال الصالحة تنقسم من حيث متعلقها إلى ثلاثة أقسام:

1 -

أعمال قلبية.

2 -

أعمال قولية.

3 -

أعمال فعلية.

1 -

أما أعمال القلب فمنها:

الإخلاص، والمحبة، والتوكل، والإنابة، والرجاء، والخوف، والرضا، والصبر، وغيرها من أعمال القلب. وهي في الحقيقة أصل الدين ورأس أمره؛ لأن الأعمال الظاهرة لا تقبل إن

ص: 60

خلت من الأعمال القلبية ولا عبرة بصلاح الظاهر مع فساد الباطن.

مثلاً الأعمال كلها يشترط في قبولها الإخلاص لله عز وجل والإخلاص عمل قلبي، لذا لزم على كل مسلم أن يبدأ بالاعتناء بإصلاح قلبه وتحقيق تلك الأعمال فيه.

ففي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".

فإذا كان القلب سليماً ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله، وخشية الله وخشية الوقوع فيما يسخط الله، صلحت تبعاً لذلك حركات جوارحه وانقادت لذلك الخير الذي في قلبه، بخلاف ما إذا كان القلب قد استولى عليه حب الهوى واتباع الشهوات وتقديم حظوظ النفس، فإن من كان كذلك فسدت حركات جوارحه تبعاً لما في قلبه.

ص: 61

والمقصود أن أعظم باعث للإيمان وأنفع مقوياته وأهم أسباب زيادته ونمائه هو إصلاح القلب بحب الله وحب رسوله وحب من يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتطهيره مما يخالف ذلك ويناقضه.

وجماع ذلك وتحقيقه بإشغال القلب بالفكر بما فيه صلاحه وفلاحه فيشغله بمعرفة ما يلزمه من توحيد الله وتعظيمه وحقوقه عز وجل، وتذكر الموت وما بعده من دخول الجنة أو النار، والتعرف على آفات القلوب وأعمالها المفسدة والتحرز منها، كالشرك بأنواعه والشك وتعظيم الخلق والحسد والرياء والعمل على طرح الإرادات التي تضره والعزم على الإرادات التي تنفعه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".

ومعنى هذا أن كل حركات القلب إذا كانت كلها لله فقد كمل إيمان صاحبه.

ص: 62