الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَسْطُرُونَ* مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ* وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ* وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم (1 - 4).
وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجمل الناس، وأشجع الناس".
وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، وإنه كان يقول: خياركم أحسنكم أخلاقاً" وغيرها مما يطول ذكره ويعظم في النفس أثره.
4 - قراءة سيرة سلف هذه الأمة:
فإن سلف هذه الأمة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتابعيهم بإحسان أهل الصدر الأول من الإسلام هم خير القرون، أهل المشاهد والمواقف العظام، وهم حملة هذا الدين ونقلته لمن جاء بعدهم من العالمين، أقوى الناس إيماناً وأرسخهم علماً، يخص منهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين خصهم الله برؤيته وأكرمهم بسماع صوته فأخذوا
الدين منه غضاً طرياً، فاستحكمت به قلوبهم، واطمأنت به نفوسهم وثبتوا عليه ثبوت الجبال.
ويكفي في بيان فضلهم أن الله خاطبهم بقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} والمعنى: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم".
من تأمل حال أولئك الأخيار وقرأ سيرهم وعرف محاسنهم، وما كانوا عليه من خلق عظيم، وتعاهد للإيمان، وإقبال على الطاعة، وتنافس في فعل الخير، وشدة تعبدهم لله، وإعراضهم عن الدنيا الفانية، وإقبالهم على الآخرة الباقية، فإن المتأمل سيقف من خلال ذلك على قصور نفسه وضعف همته وعلى قلة زاده وسيكون ذلك شاحذاً لهمته مقوياً لعزيمته داعياً إلى صدق التأسي بهم. ولو لم يحصل من ذلك كله إلا حصول