المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌من معينات الطريق:

‌من معينات الطريق:

وقبل هذا كله .. ينبغي على من أراد سلوك هذا الطريق أن يضع نفسه في مناخ صالح يذكِّره بالموت، والآخرة دَوْماً، فليبدأ في تعويد نفسه على الطاعات فيلزمها بقراءة جزء من القرآن يومياً، والتزام الصلاة في المسجد، وخصوصاً صلاة الفجر والعشاء -واللتان تثقلان على المنافقين- وليحافظ على السنن المؤكدة.

وليجاهد نفسه على صيام الاثنين والخميس، وليحافظ على السنن العملية مثل ذكر الله عند كل مناسبة: عند اللباس، وعند الطعام،

إلخ.

وليعوّد نفسه على قيام الليل، فهو من أعظم القربات، وأجلّ الأعمال التي تقرب إلى الله وتجلي القلب، فالليل مدرسة تخرج منها الربانيون من هذه الأمة

وعليه أن يحاسب نفسه قبل النوم فيلومها على التقصير ويعزم في كل يوم على مواصلة السير بجد وعزم وتشمير ..

وليحافظ على زيارة القبور، والتفكر في أحوال الموتى، وليكثر من التصدق والإنفاق، وليصحب الصالحين الذين إذا نظر إليهم تذكر الآخرة ..

وقبل هذا كله .. عليه أن يتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء -دعاء الذليل الفقير إلى مولاه- ويلح في الدعاء والاستغاثة وطلب العون والمدد

ص: 21

فهذه الأمور كفيلة بإذن الله أن تجلو القلب من الصدأ الذي يعلوه، فتجعله سريع التأثر بالموعظة، وتجعل الآخرة هي أكبر همه، وعند هذه الحالة يسهل اقتلاع أي مرض قلبي مصابٌ به الإنسان، ويزرع بدلاً منه محبة الله عز وجل التي هي منتهى طلب الطالبين.

لها أحاديث من ذكراك تشغلها

عن الشراب وتلهيها عن الزاد

لها بوجهك نور يستضاء به

ومن حديثك في أعقابها حاد

إذا شكت من كلال السير أوعدها

روح القدوم فتحيا عند ميعاد

ولنتذكر دائماً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قرأ قول الله تبارك وتعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّار نَادَى مُنَادٍ، يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ. قَالُوا: مَا هَذَا الوَعْد؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيُرْفَعُ الْحِجَابَ، وَيَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِ اللهِ عز وجل، فَمَا أَعَطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ» (1).

(1) رواه مسلم.

ص: 22