الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العبرة الرابعة
روى البخاري رحمه الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حالفه كحالفة الشعير أو التمر لا يباليهم الله باله".
إن العبرة من هذه الخبر النبوي الشريف تتمثل فيما يلي:
1-
ذهاب الصالحين الأول فالأول، والصالحون هو الذين يؤدون حقوق الله تعالى وافية وهي عبادته بما شرع أن يعبد به من الإيمان وصالح الأعمال ويؤدون حقوق عباده كاملة غير منقوصة، وهي مالهم من حقوق وهي محبتهم ونصرتهم والتعلون معهم على البر والتقوى وعد أذاهم بأدنى ولو بكلمة نائبة أو نظرة ساخرة.
2-
من اشراط الساعة ذهاب الصالحين؛ إذ لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق.
3-
وجوب الدعوة على الصلاح الذي هو عبادته تعالى بما شرع من عبادات في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
حرمة أذية الصالحين بأي أذى كان ولو بكلمة نائبة فضلا عن سبهم أو شتمهم أو أخذ مالهم أو إلحاق الضرر بأجسادهم أو النيل من أعراضهم.
5-
وجوب العمل على إكثار الصالحين، وذلك بالتعليم والتربية والإصلاح والتوجيه.
6-
بيان شرف الصالحين وعلو منزلتهم في الدارين.
7-
بيان سقوط الفاسدين وهبوط منزلتهم، والفاسدون هم غير الصالحين وهم الذين يتركون الواجبات ويغشون المحرمات فينفصلون عن الصلاح انفصالا كاملا حتى لا يبقى فيهم أدنى خير أو صلاح فيصبحون في عدم الانتفاع بهم كحفالة الشعير أو التمر التي لا تؤكل وتلقى في المزابل لفسادها وعدم الانتفاع بها.
8-
غير الصالحين وهم الفاسدون الذين ما أدوا حقوق الله ولا حقوق عباده جزاؤهم غضب الله وسخطه عليهم بحيث يلقون في أتون الجحيم وبئس المصير، ولا يبالي أدنى باله، والعياذ بالله تعالى، ألا فلنكن من الصالحين ونلازمهم ولا نفارقهم حتى نكون معهم في الجنة دار الأبرار.