الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يأخذه إلا بحقه، ولا يضعه إذا أخذه إلا في حقه، وذلك ليكون نعم المعونة له على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. أما من أخذه بغير حقه فإنه لا ينفعه ويكون كالآكل الذي لا يشبع.
وخلاصة هذه العظة أنها للعبد الصالح الحذر من الدنيا وطلبها والتنافس فيها سواء في المساكن أو المراكب أو الملابس وحتى في المآكل والمشارب. فالقصد القصد أيها العبد الصالح، واعرض عن فتنة المال، وإن وجد فانفقه في مرضاة الله تعالى والحذر الحذر أن تنفقه في معاصي الله تعالى ومعاصي رسوله صلى الله عليه وسلم. والله تعالى نسأل أن يحفظنا ويحفظ كل مؤمن ومؤمنة من فتنة الدنيا والمال والتنافس فيه وفي جمعه بغير حق وإنفاقه في غير حق. والله المستعان.
العبرة الثالثة
روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه أن حكيم بن حزام قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم قال: "إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي
يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى" وقال: "ما زال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم" - أي قطعة لحم -.
إن موضع العبرة في هذا الحديث الشريف الصحيح هو ما يلي
1-
الرغبة الشديدة في المال مكروهة.
2-
سؤال المال وطلبه ليس محموداً إلا لضرورة وعلى شرط أن لا يهلك في هذه الفتنة.
3-
المال فتنة فليحذرها طالبه، وليكن على نور من ربه حتى لا يهلك في هذه الفتنة.
4-
حرمة سؤال الناس المال والإلحاح في ذلك، إذ يسلب صاحبه إيمانه، ويبعث يوم القيامة وليس في وجهه قطعة لحم، وذلك لكثرة سؤاله الناس المال، والإلحاح عليهم في ذلك.
5-
المال الذي يأخذه العبد من يد غيره فإن كان بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بغير طيب نفس من أعطاه لم يبارك له فيه ويصبح صاحبه كالذي يأكل ولا يشبع.