المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

على العمل لسلامة بدنك من علل المرض والهرم – وهو - عظات وعبر من أحاديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم

[أبو بكر الجزائري]

الفصل: على العمل لسلامة بدنك من علل المرض والهرم – وهو

على العمل لسلامة بدنك من علل المرض والهرم – وهو الكبر – ولكي تنصرف بعض الوقت عن العمل الدنيوي المانع لك عن العمل الأخروي أذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، أي لا عيش يسعد به صاحبه وتدوم سعادته إلا عيش الجنة دار السلام، وأما عيش الدنيا فإنه مهما طاب وحسن فإنه فان زائل ذاهب لا محالة، وما كان كذلك فكل عيش، وجوده وعدمه سواء واذكر وردد قول الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم:

"اللهم لا عيش إلا عيش الأخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة".

واجتهد أن نكون منهم بحبك لهم واتباعك لما كانوا عليه.

ص: 9

‌العظة الثالثة

‌مدخل

العظة الثالثة

وروى البخاري رحمه الله تعالى أنه لما وصلت جزية البحرين وسمع بها الأنصار، وافقت صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، وقال: "أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة أنه جاء بشيء؟ قالوا أجل يا رسول الله، قال: فابشروا وأملوا ما يسركم، فوا الله ما الفقر أخشى عليكم،

ص: 9

ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسط على من كان قبلكم فتنافسوا كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم" وروى أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا المال حلو من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع".

وهذا بيان هذه العظة نفعنا الله بها وهو:

1-

بيان رغبة الإنسان وإن كان من الصالحين في المال القليل والكثير.

2-

بيان الكمال المحمدي خلقا وأدبا وحسن معاملة فصلى الله عليه ألف ألف وسلم تسليماً.

3-

بيان أن الفقر لا يضر المؤمن الصالح حصوله عليه.

4-

بيان أن الغنى ضرر يخشى على المؤمن الصالح حصوله عليه.

5-

بيان أن التنافس في جميع المال وبذل الجهد في ذلك عاقبته هلاك صاحبه.

6-

التحذير النبوي من الاغترار بالمال وهو خضرة حلوة، والنفس ترغب في ذلك، وعليه فعلى العبد الصالح أن يحذر هذا المال فلا

ص: 10