الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العبرة الخامسة
روى البخاري رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، وما يزال عبيد يتقرب على بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته".
عن العبرة في هذا الخبر النبوي الإلهي العظيم من وجوه عدة وهذا بيانها:
1-
حرمة معاداة العبد المؤمن التقي؛ إذ ولاية الله تعالى للعبد تتحقق للعبد بالإيمان الصحيح وتقوى الله عز وجل وهي معرفة محابه تعالى وفعلها، ومعرفة مكارهه عز وجل وتركها. والمعاداة تكون بالكره لولي الله وبغضه وبأذيته في عرضه وبدنه وماله.
وإعلان الله تعالى الحرب عليه يكون بخزيه في الدنيا وإهلاكه وبتعذيبه في الآخرة.
2-
بيان فضل فرائض العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج وجهاد وبر الوالدين وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ هذه كلها مما فرضه الله على عباده المؤمنين إذا بلغوا سن التكليف وكانوا عقلاء أصحاء الأبدان.
3-
بيان فضل النوافل بشرط أداء الفرائض؛ إذ ما تقرب عبد الله بشيء أحب على الله من الفرائض، ويعظم فضل النوافل ويصبح خيراً كله إذا أديت الفرائض على الوجه المطلوب.
4-
علامة حب الله تعالى للعبد أن يسخر كل جوارحه له فيصبح العبد لا يسمع إلا ما يحب الله أن يسمعه، ولا يبصر إلا ما يحب الله تعالى أن يبصره ولا يأخذ ولا يعطي بيده إلا ما أراده الله تعالى له، ولا يمشي ذاهبا ولا آيباً إلا ما أحبه الله وأراده له.
ومن ذلك الولاية التي تجلت في كون جوارح العبد أصبحت لله فلا تخرج عن مراده وطاعته إنه ما سأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه ولا استعاذه من مكروه إلا أعاذه منه وحفظه وآية أخرى من حب الله تعالى لوليه وهي أن الله تعالى يكره أن يسئ إلى وليه بالموت، لأن وليه يكره ذلك، إلا ان الموت حق لابد منه.