المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الذي بيناه: الإحسان الخاص والعام فالإحسان العام هو أن نحسن - عظات وعبر من أحاديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم

[أبو بكر الجزائري]

الفصل: الذي بيناه: الإحسان الخاص والعام فالإحسان العام هو أن نحسن

الذي بيناه: الإحسان الخاص والعام فالإحسان العام هو أن نحسن لكل مؤمن ومؤمنه، ولا نؤذي عباد الله مؤمنهم وكافرهم لأنهم عباد ربنا عز وجل، ونحن مأمورون بالإحسان إلى الجميع وبعد الإساءة إلى الجميع كذلك.

ومن العظة في هذا الحديث الشريف الصحيح أننا لا نسرف في أكلنا ولا شربنا ولا في غيرهما كالملبس والسكن والمركب، ويساعدنا على ذلك ذكرنا دائما ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه وهو أولياء ومن أحب خلقه إليه.

وبذلك نجتنب الزائد على الحاجة الضرورية، فلا يكون لنا مسكنان ولا سيارتان إلا من الضرورة تتطلب ذلك، والله تعالى نسأل أن يثبتنا على منهم رضاه وسبيل حبه وحب لقاه آمين.

ص: 7

‌العبرة الثانية

العبرة الثاني

لقد روى البخاري رحمه الله تعالى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، وأنه صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار

ص: 7

والمهاجرة"، ويوم حفر الخندق كان يقول: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة".

إن العبرة من هذا الحديث الشريف الصحيح هي:

أن نعلم أن الله تعالى أنعم علينا بنعم كثيرة وأعظمها نعمة الحياة والإيمان فإن زادنا الصحة والفراغ فقد تمت نعم الله تعالى علينا ولا يسعنا إلا شكرها، وذلك بحمد الله تعالى والثناء عليه مع طاعته بفعل أوامره، واجتناب نواهيه.

فإن نحن لم نحمد الله ولم نشكره فقد غبنا في نعم الله تعال علينا، وهذا لا يرضاه عبد عاقل أبداً. ومن هنا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن كثير من الناس مؤمنهم وكافرهم فقد غبنوا نعمة الله تعالى عليهم فلم يكملوا بها ولم يسعدوا عليها؛ إذ أوقات فراغهم لم يملؤوها بالذكر والعبادة وصحتهم لم يصوموا بها النهار ولم يقوموا بها الليل، ولم يجاهدوا في سبيل الله ولم يرابطوا، فهم لذلك قد غبنوا في هذين الطائين الإلهيين عطاء الفراغ وعطاء الصحة، وإن قلت ما الفراغ؟ قلت لك إنه الوقت الذي لا تحرث فيه ولا تزرع ولا تحصد، ولا تصنع فيه ولا تبني، ولا تبيع ولا تشتري، وأما الصحة فهي قدرتك

ص: 8