الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهيا بنا أيها القارئ الكريم نحقق هذا المطلب الغالي الشريف وذلك بالصبر على طاعة ربنا وطاعة رسوله إلينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك في الأمر والنهي مع الإكثار من النوافل بعد أداء الفرائض، وملازمة ذكر الله تعالى بقلوبنا وألسنتنا لنكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
العظة الثامنة
مدخل
…
العظة الثامنة
روى البخاري رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" قال كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: "إذا اسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"، إن لهذا الحديث سببا في قوله وهو أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:"متى الساعة؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم يقوله إذا ضيعت الأمانة فانظر الساعة فقال الأعرابي: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ فقال: إذا أسند الأمر على غير أهله فانتظر الساعة".
ووجه العظة من هذا الحديث الشريف الصحيح هو:
أن الساعة آتية لا محالة وان لوقتها علامات صغرى وكبرى، وقد ظهرت عشرات العلامات الصغرى ومن أبرزها حديث: "
سيكون من أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرجال ينزلون بها على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات. مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات" 1. فهذه أبرز علامة إذ الرجال اليوم يركبون السيارات كأشباه الرحال وينزلون بها على أبواب المساجد، والنساء كاسيات عاريات على رؤوسهن ما يعرف "الباروكه"، وهن مائلات في مشين مميلات لقلوب من ينظر إليهن..
وأما تضييع الأمانة وهو علامة من علامات الساعة، فقد حديث ووق، إذا تضييع الأمانة فسره الرسول صلى الله عليه وسلم بإسناد الأمر إلى غير أهله2، والذين يسندون الأمر على غير أهله هم الحكام فيسندون الولاية والقضاء والفتيا والعلم إلى غير أهلها، وبذلك يكثر الشر والفساد والخبث، والسعة لا تقوم إلا على شرار الخلق كما أخبره بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم3. إذ المفروض هو إسناد الأمر إلى من هو أهل له، وبذلك يكثر الخير ويقل الشر ويكثر الصلاح ويقل الفساد، أما
1 أخرجه أحمد.
2 كما أخرجه البخاري في صحيحه.
3 أخرجه البخاري ومسلم.