المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المرسل. قلت: قد صححه حافظ معتمد عند الشيخ هو الحافظ السخاوي - غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌فوائد وقواعد

- ‌قاعدة مهمة:

- ‌فائدة نفيسة

- ‌ذكر الأسانيد التي لا يثبت منها شيء

- ‌تيقظ علمائنا رحمهم الله للوقوف على حقيقةالأسانيد المدلسة

- ‌نماذج من عناية علماء الحديث المتقدمينبحفظ الحديث وإتقانه

- ‌حدث حديثين امرأة إن فهمت وإلا فعشره

- ‌ قولهم: هذا حديث منكر أو باطل أو موضوع أو ضعيف بهذا الإسناد:

- ‌ الأقسام التي تقع فيها العلة:

- ‌الإعلال بالإرسال والانقطاع

- ‌الإعلال بما علته ظاهرة

- ‌فائدة مهمة

- ‌مع علي رضا

- ‌ما نشره علي رضا في الجريدة:

- ‌ الجواب:

- ‌كتب علي رضا

- ‌حرص أئمتنا رحمهم الله على تتبع الأسانيد

- ‌تعقبات لبعض عمل علي رضا

- ‌نصيحتي للمعاصرين

- ‌وجاءت الجريدة تحمل صورة علي رضا

- ‌لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المصور

- ‌الأمر بطمس الصور

- ‌الصورة ربما تعبد من دون الله

- ‌لا تدخل الملائكة البيت الذي فيه تصاوير

- ‌من أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون

- ‌المصورون من أظلم الناس

- ‌الدليل على تحريم عموم صور ذوات الأرواح

- ‌النهي عن صنع الصور

- ‌التصوير كبيرة من الكبائر

- ‌الابتعاد عن الشبهات

- ‌الأمر بقطع الصور حتى تكون كهيئة الشجرة

- ‌كل مصور ذوات الأرواح في النار

الفصل: المرسل. قلت: قد صححه حافظ معتمد عند الشيخ هو الحافظ السخاوي

المرسل.

قلت: قد صححه حافظ معتمد عند الشيخ هو الحافظ السخاوي في " الفتاوي الحديثية " رقم (62) بتحقيقي كما أنه نقل عن البوصيري تصحيحه للإسناد، فلماذا لا يقبل كلام حافظين كبيرين.

هذا وقد صحح الحديث المحدث الألباني في " الصحيحة "(772).

هذا بعض ما قيدته على عجل في نقد الكتاب، ولا يمنع من القول بوجود فوائد نفيسة في تحقيقات الشيخ جزاه الله خيرًا.

علي رضا بن عبد الله علي رضا

-‌

‌ الجواب:

انتقد علي ما ذكرته في " أحاديث معلة "(ص 41) رقم الحديث (43):

- قال الإمام ابن ماجة رحمه الله (ج 1 ص 467):

حدثنا بكر بن خلف أبو بشر ثنا يحيى بن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " إن المؤمن يموت بعرق الجبين ".

هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح إلا بكر ابن خلف، وقد وثقه أبو حاتم كما في " تهذيب التهذيب "، بل قد توبع تابعه

محمد بن بشار عند الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص56)،ولكن الإمام الترمذي قال بعد ذكره بسنده: هذا حديث حسن.

ص: 84

وقال بعض أهل الحديث: لا نعرف لعبد الله سماعًا من عبد الله ابن بريدة، اهـ وذكر هذا الحافظ العلائي في " جامع التحصيل " وسكت عليه مقرًا له.

وقال البخاري كما في " تهذيب التهذيب ": ولا نعرف لقتادة سماعًا من ابن بريدة. اهـ بالمعنى.

- قال علي: خفي عليَّ طريق صحيحة عند النسائي في " السنن " إسنادها على شرط البخاري.

- أقول: لم تخف عليَّ فقد ذكرتها في " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"(ج 1ص 124) الطبعة الأولى (1).

وقلت: صحيح على شرط البخاري.

ولكنك الذي خفي عليك أنهم قد يعلون طريقًا، ولا يعنون بذلك أن الحديث معل من جميع طرقه، وقد ذكرت لذلك أمثلة في مقدمة " أحاديث معلة ظاهرها الصحة "

بل الذي ظهر لي من تصرفك أنك لا تعرف شيئًا عن علم العلل، فأنصحك أنك إذا احتجت إلى شيء من كتب العلل أن تنقل من كتب المؤلفين في " العلل " كابن أبي حاتم والترمذي والدارقطني.

وتسلم لهم فهم أهل الفن وأعلم بعلمهم، ولست أدعوك إلى التقليد، فإن هذا ليس من باب التقليد ولكنه من باب قبول خبر الثقة، والله سبحانه وتعالى يقول:(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإِ فتبينوا)[الحجرات:6]

(1) وفي الطبعة الثانية (ج1 ص 131)(نشر دار الحرمين). مصححة.

ص: 85

مفهوم الآية: أنه إذا جاءنا العدل فإننا نأخذ بخبره، والله أعلم.

- الحديث الثاني: حديث طلحة بن عبيد الله.

- قلت: تقدم لك أنه منقطع، ثم رأيت الدارقطني رحمه الله قد ذكره في "العلل" (ج4 ص 214) قال تلميذه البرقاني رحمه الله: وسئل عن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة أن رجلين من بلى قدما على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان إسلامهما جميعًا وكان أحدهما أشد اجتهادًا من صاحبه

الحديث.

فقال: هو حديث يرويه محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة.

حدث به عنه يزيد بن الهاد ومحمد بن إسحاق، فأما يزيد بن الهاد فأسنده عن أبي سلمة عن طلحة بن عبيد الله.

وأرسله محمد بن إسحاق عن محمد بن إيراهيم عن أبي سلمة.

ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن طلحة.

واختلف عن محمد بن عمرو.

فرواه إسماعيل بن جعفر ويزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن طلحة.

ورواه حماد بن سلمة وسعيد بن عامر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلاً.

ورواه محمد بن بشر العبدي والفضل بن موسى السيناني ومحمد بن يعلى وجنادة بن سلم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن طلحة بن عبيد الله رأى في المنام.

وأصحها كلها قول يزيد بن الهاد، وذكر أبي هريرة فيه وهم. والله أعلم. اهـ.

ص: 86

وقوله: أصحها، لا يدل على أنه صحيح كما ذكرنا في هذا الكتاب النقول الكثيرة عن أهل العلم، فهو منقطع كما تقدم.

وليس الخلاف بيني وبين علي إلا أنه لا يفهم العلل كما تقدم، فيقال لك: أترى هذا الشواهد والمتابعات خفيت على الدارقطني وعرفها علي وأمثاله من المقمشين حطاب الليل؟!، ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه.

وأما عبيد بن خالد فالواقع أني وهمت في قولي: إن الحديث مرسل، وعلي ذهب يرد عليَّ في شأن عبد الله بن ربيعة، ويحاول أن يثبت صحبته، والصحيح أنه تابعي، قال الحافظ المزي رحمه الله في ترجمته من " تهذيب الكمال ": قال عبد الله بن المبارك عن شعبة في حديثه: وكانت له صحبة، ولم يتابع عليه. وذكر هذا البخاري في ترجمة عبد الله بن ربيعة وأقره.

وذكره ابن أبي حاتم في ترجمة عبد الله بن ربيعة وأقره.

هذا وقد اضطرب فيه ابن حبان فذكره في " الثقات " وسكت عليه، وأخرى قال: روى عن عبيد بن خالد، وله صحبة. وأخرى أثبت له الصحبة.

وذكره العلائي في " جامع التحصيل "، وذكر أن علي بن المديني أثبت له الصحبة. اهـ المراد من " جامع التحصيل "،والذي يظهر لي أن مستند من أثبت صحبته هو قول شعبة، وقد وهمه ابن المبارك، والثقة قد يهم وكما قلت في " أحاديث معلة " إني لم أر لمن أثبت له الصحبة حجة.

وأما الحديث فصحيح، وسأنقله إن شاء الله إلى " الصحيح المسند

ص: 87

مما ليس في الصحيحين " لكن لا لأجل انتقاد علي، بل من أجل أن ابن سعد وثق عبد الله بن ربيعة.

- وأما حديث أم هانئ:

فتصحيحه متوقف على إثبات سماع عروة من أم هانئ رضي الله عنها ولم يثبت. وقول البوصيري: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات، لا يعني أن الحديث صحيح كما هو معلوم من كتب المصطلح، إذ لا بد من سلامة الحديث من العلة والشذوذ.

وأما السخاوي فقد صححه بمجموع طرقه، والتعليل أخص كما ذكرت ذلك في مقدمه " أحاديث معلة مظاهرها الصحة "، فلا يمنع أن يكون الحديث صحيحاً من طريق أو طرق ومعلاًّ من طريق أخرى.

ثم إن العلماء المتقدمين رحمهم الله قد اختلفوا في بعض الأحاديث، فهذا يصحح وذاك يضعِّف، وفي بعض الرجال، فهذا يوثق وذاك يجرِّح، ولم يكن هذا يحكم على عمل الآخر بأنه لا شيء، إن انتقده انتقده في الموضع الذي اختلفا فيه. والله عز وجل يقول:(وإذا قلتم فاعدلوا)[الأنعام:152]، ويقول:(ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)[المائدة: 8].

ص: 88

فتحت كتاب " الفتاوى الحديثية " للسخاوي رحمه الله (ص224) في الكلام على حديث: " ما ذئبان ضاريان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه "(ص 223) من " الفتاوى الحديثية "

- قال المحقق علي رضا: أما أبو حاتم وأبو زرعة فقد قالا عن هذا الحديث من رواية ابن عمر وأبي هريرة كما سيأتي جميعًا: واهيان، ثم قالا: والصحيح عن الثوري أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا عجيب جدًا من هذين الحافظين الجبلين فحديث أبي هريرة كما سيأتي بيانه جيد الإسناد، كما قال الهيثمي أيضًا، ويشهد له حديث ابن عمر فهو به صحيح قطعًا

إلخ.

- وقال (ص 227): ومما سبق تعلم خطأ أبي حاتم وأبي زرعة جميعًا حيث قالا عن حديث أبي هريرة هذا بإنه واه. اهـ المراد من كلامه.

- أقول: مهلاً يا علي، أتدري من تناطح؟ إنك تناطح حفاظ الحديث:

1 -

أبا حاتم وأبا زرعة إمامي الجرح والتعديل والعلل، وإليك ما قالا:

* قال ابن أبي حاتم حديث (1799): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه قطبة بن العلاء عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " ما ذئبان ضاريان في حظيرة

"

قلت: وروى هذا الحديث أيضًا عبد الملك الذماري عن سفيان عن أبي الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثله أيهما

ص: 89

أصح؟ فقالا جميعًا: واهيان، والصحيح عن الثوري أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وقال أبوزرعة: أرى أن يكون أخذ الثوري هذا الحديث عن زكرياء عن أبي زائدة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قال أبو زرعة: لا أصل لحديث قطبة ولا لحديث عبد الملك الذماري، فسمعت أبي يقول: لم أزل أطلب أثر هذا الحديث حتى رأيت في كتاب عبد الصمد بن حسان عن الثوري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ورواه أيضًا قبيصة عن الثوري قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

1 -

الترمذي حيث قال (ج 4 ص 508) بعد ذكره حديث كعب ابن مالك: ويُروى في هذا الباب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يصح إسناده.

2 -

العقيلي: ترجمة (1546): قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي: عن أبيه وسفيان: لا يتابع على حديثه.

حدثني آدم قال سمعت العنزي قال: قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي عن أبيه وسفيان ليس بالقوي، ومن حديثه ما حدثناه محمد ابن اسماعيل والقاسم بن محمد قالا: حدثنا قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

" ما ذئبان ضاريان في حظيرة وثيقة يأكلان ويفرسان بأسرع فيهما من حب الشرف والمال في دين المرء المسلم ".

ص: 90

لم يتابع قطبة على هذه الرواية أحد عن الثوري.

وقال عبد الملك الذماري عن أب الجحاف عن أي حازم عن أي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولم يتابع الذماري عليها أحد.

والحديث محفوظ بغير هذا الإٍسناد وهذا ما يروى من غير هذا الوجه بأسانيد صالحة.

4 -

الحافظ الذهبي في " الميزان " ذكره في " الميزان " ساكتًا عليه بمعنى أنه تفرد به قطبة.

5 -

الحافظ ابن حجر ذكره في " اللسان " ساكتًا عيه.

ولنا أن نقول لك يا علي: أين أصحاب الثوري من هذا الحديث مثل عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرزاق وعبد الله بن المبارك وأبي إسحاق الفزاري وأبي نعيم الفضل بن دكين ويزيد بن زريع ويزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى وقبيصة بن عقبة ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن كثير العبدي وغيرهم من أصحاب سفيان الحريصين على جمع حديثه حتى يأت قطبة بن العلاء فيرويه عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً، ويأتي عبد الملك الذماري فيرويه عن سفيان عن أبي الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعًا؟!.

ولنا أن نقول لك: (ماذا بعشك فأدرجي) ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه، فمالك ولعلم العلل؟ إنما شأنك أن تفتح " التقريب " وإذا رأيت رجال السند ثقات، قلت: صحيح، وإذا وجدت فيهم صدوقًا،

ص: 91

قلت: حسن، وإذا وجدت فيهم ضعيفاً، قلت: حديث ضعيف، وأما أن تتكلم فيما لا تدريه ولا تفقهه ولا تعيه؛ فستصير أًضحوكة عند من يعرف هذا الفن هدانا الله وإياك.

وبعد فإني أقرأ في كتب بعض العصريين فأرى فيهم من الجرأة على معارضة أقوال الأئمة فما قول يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة والدارقطني عنده شيء، وتجده يتعجب منهم كيف أقدموا على تعليل الحديث، وهو في الواقع ما فهم كلامهم.

فأين الثريا وأين الثرى

وأين معاوية من علي

هل تعلم يا هذا أن أولئك الأئمة منهم من يحفظ حديث المحدث وحديث شيخه وحديث تلميذه سواء أكان حفظ صدر أم حفظ كتاب، فإذا حدث عنه المحدث ما ليس من حديثه علموا أنه وهم عليه؟ وهل تعلم أنه ليس كل المحدثين أقدموا على علم العلل؟

ص: 92