الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعرف صوته، فقال:" ادخل " فقال: " إن في البيت سترًا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رءوسها فاجعلوها بساطًا أو وسائد فاوطئوه فإنا لا ندخل بيتًا فيه تماثيل ".
هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
- وقال الإمام أحمد رحمه الله (8032):
حدثنا أبو قطن حدثنا يونس بن عمرو بن عبد الله يعني ابن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " أتاني جبريل عليه السلام فقال: إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعني أن أدخل عليك البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، فمر برأس التمثال يقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر يقطع فيجعل منه وسادتان توطأن، ومر بالكلب فيخرج "، ففعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا الكلب جروٌ للحسن والحسين عليهما السلام تحت نضدٍ لهما.
هذا حديث حسن.
كل مصور ذوات الأرواح في النار
- قال مسلم رحمه الله (ج14 ص 93):
قرأت على نصر بن علي الجهضمي عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثنا يحيى ابن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها؟ فقال له: أدن مني، فدنا منه ثم قال: ادن مني، فدنا منه، حتى وضع يده على رأسه قال: أنبئك بما سمعت
من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:" كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفسًا فتعذبه في جهنم "، وقال: إن كنت لابد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له.
فأقر به نصر بن علي.
وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن سعيد بن أبي عروبة عن النضر بن أنس بن مالك قال: كنت جالسًا عند أبي عباس فجعل يفتي ولا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى سأله رجل فقال: إني رجل أصور هذه الصور، فقال له ابن عباس: ادنه، فدنا الرجل، فقال ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: " من صور صورة في الدنيا كُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ ".
فهذه الأدلة تدل على تحريم عموم صور ذوات الأرواح، سواء في ذلك ما له ظل أم ليس له ظل، فحديث القرام يدل على تحريم ما لا ظل له، وكذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تمحى الصور التي في جدران الكعبة فمحيت بالخرق والماء.
هذا ولاحجة لهم في قوله: " إلا رقمًا في ثوب "، لأنه يحتمل أن يكون من صور غير ذوات الأرواح، ويحتمل أنه من ذوات الأرواح حتى صار كالشجرة.
والصور الممتهنة الأحوط هو تطهير البيت منها، لئلا تمنع دخول
الملائكة، وأيضًا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بالصور التي في النمرقتين أن تقطع، ويحتمل أن تكون الصور التي في البساط قد قطعت حتى صارت مثل الشجرة.
وبهذا يعلم أن الصور التي تنشر في الجرائد والمجلات والتلفزيون والفيديو وغيرها من الآلات الحديثة محرمة، وإياك وما يزينه أهل الأهواء من الشبهات، وقد مر بك أن كل مصور في النار، و (كل) من ألفاظ العموم، وكذا: و"ولا تمثالاً إلا طمسته "، فـ (تمثال) نكرة في سياق النفي يشمل جميع ذوات الأرواح، ويستثنى من ذلك لعب الأطفال التي تكون من الخرق والعهن كما في لعبة عائشة الفرس الذي له أجنحة، وأما أن تشترى من البلاستيك فلا.
وإياك أيها السني أن تجاري أهل مجتمعك، فكثير من الناس لا يتقيد بالدليل، بل أصبح يجاري أعداء الإسلام، ويتبعهم حذو القذة بالقذة، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه "، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصاري؟ قال: فمن.
انتهى المراد والحمد لله رب العالمين