المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب حد الكلام والكلمة وأقسامها - التحفة الوسيمة شرح على الدرة اليتيمة

[محمد باي بلعالم]

الفصل: ‌باب حد الكلام والكلمة وأقسامها

"أبياتها قاف القبول المرتجى" ثم قال:

"‌

‌باب حد الكلام والكلمة وأقسامها

".

"حد الكلام لفظنا المفيد نحو أتى زيد وذا يزيد"

"وحد كلمة فقول مفرد وهي اسم وفعل وحرف يقصد"

قوله "حد الكلام" في اصطلاح أهل النحو "لفظنا" أي اللفظ وهو الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية التي أولها الألف وآخرها الياء وأما عند أهل اللغة فقد يطلق الكلام على خمسة معان يسمونها محترزات اللفظ كما قال القائل:

واحترزوا باللفظ في الكلام من خمسة تدرى لدى الأفهام

الخط والإشارة المفهوم ثم حديث النفس والتكليم

"الخط" تقول العرب القلم أحد اللسانين ومن ذلك قول عائشة ما بين دفتي المصحف كلام "والإشارة" كقول الشاعر:

حواجبنا تقضى الحوائج بيننا

ونحن سكوت والهوى يتكلم

"والمفهوم" كقول الراجز:

امتلأ الحوض وقال قطني مهلا

رويدا قد ملأت بطني.

"حديث النفس" كقول الشاعر:

إن الكلام لفي الفؤاد

وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا

"والتكليم" ومنه قول الشاعر:

قالوا كلامك هندا وهي مصغية

يشفيك قلت صحيح ذاك إن كان

وقوله "المفيد" فائدة يحسن سكوت المتكلم عليها "نحو أتى زيد" وهذا مثال صالح للفظ وللفائدة وهذه الجملة فعلية وكذلك قولك

ص: 6

"وذا يزيد" في الجملة الاسمية احترازا مما هو معلوم كالسماء فوقنا والأرض تحتنا وما أشبه ذلك فإنه لا يسمى كلاما فهذان المثالان اجتمعت فيها شروط الكلام من لفظ وتركيب وفائدة ووضع قوله "وحد كلمة فقول مفرد" فالقول هو اللفظ الدال على معنى كرجل فرس والقول يعم الكلام والكلمة والكلم وقد يقصد كلام بكلمة ككلمة الشهادة وهي أكثر من كلمة، قال تعالى:{كلا إنها كلمة} وهي الحديث "كلمتان حبيبتان إلى الرحمان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، وهي أكثر من كلمتين قوله "وهي اسم أو فعل أو حرف يقصد" يعنى أن أقسام الكلام ثلاثة لا رابع لها فالكلمة إن دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بصيغتها للزمان فهي الاسم كزيد وهند وإنسان وإن دلت على معنى في نفسها واقترنت بصيغتها للزمان فهي الفعل نحو خرج ويخرج واخرج وإن دلت على معنى في غيرها فهي الحرف نحو من وعن ولم وهل ثم شرع يبين العلامات التي يعرف بها الاسم من قسميه الفعل والحرف فقال:

"فاسم بتنوين وجر وندا

وأل بلا قيد وإسناد بدا"

قوله "بتنوين" وهو نون زائدة ساكنة تلحق آخر الاسم في اللفظ وتفارقه في الخط استغناء عنها بتكرار اللفظ. والتنوين على خمسة أقسام: تنوين تمكين ويسمى تنوين صرف أيضا ويلحق الاسم المتمكن الأمكن كزيد ورجل: وتنوين تنكير وهو ما فرق بين نكرة بعض الأسماء المبنية ومعرفتها وهي أسماء الأفعال كمه وصه فما نون منها كان نكرة

ص: 7

وما لم ينون كان معرفة. الثالث: تنوين العوض وهو اللاحق من حينئذ ويومئذ فإنه عوض عن جملة نحو قوله تعالى: {وأنتم حينئذ تنظرون} الرابع: تنوين المقابلة نحو مسلمات فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم الخامس: تنوين الترنم وهو اللاحق للقوافي نحو قول الشاعر: "أقل اللوم عاذل والعتابن".

وقسم بعضهم التنوين إلى ستة أقسام وبعضهم إلى عشرة أقسام.

"وجر" أي ويوجود الجر في آخره سواء كان بالحرف أو الإضافة أو التبعية مثل بسم الله الرحمن الرحيم. فإنها قد جمعت المجرور بالحرف نحو بسم وبالإضافة نحو: الله والنعت نحو: الرحمن أو بالعطف نحو: مررت بزيد أو عمرو أو التوكيد نحو: مررت بزيد نفسه أو البدل نحو مررت بزيد أخيك أو بمجاورة نحو هذا جحر ضب خرب.

وكذلك يعرف الاسم بدخول حرف الجر عليه وسنتكلم على حروف الجر في الباب الأخير من هذا الرجز إن شاء الله.

"وندا" ومما يعرف به الاسم دخول حرف النداء أو كون الكلمة مناداة نحو يا إيها الرجل ويا أيتها المرأة "و" مما يعرف به الاسم دخول "ال" عليه أي الألف واللام الزائدتان على أصل الكلمة وقد جمعها بعضهم بقوله:

الخيل والليل والبيداء تعرفني

والرمح والسيف والقرطاس والقلم

واحترزنا بالزائدتين من "ال" التي من الكلمة نحو ألواح وألغاف وألهاكم فإن هذه من الكلمة فليست علامة للاسم وكذلك الموصولية التي بمعنى الذي فإنها تدخل على الاسم وعلى الفعل فأدراك في قول الشاعر:

ص: 8

ما أنت بالحكم الترضى حكومته

ولا الأصيل ولا ذوي الرأي والجدل.

"وإسناد بدا" أي الاسم المضاف ومعنى الإسناد إلى الاسم هو أن تنسب إليه ما يحصل به الفائدة وذلك كما في قمت وكذلك في نسبة الإيمان لنا في قولك أنا مؤمن ثم شرع يتكلم على علامات الفعل فقال:

واعرف لما ضارع من فعل بلم

والتاء من قامت لماضيه علم

والباء من خافي بها الأمر انجلا

والحرف عن كل العلامات خلا

"واعرف لما ضارع" أي للفعل المضارع وسمي مضارعا لأنه شابه الاسم في الإعراب "من فعل بلم" نحو لم يضرب ولم يقم، قال في الألفية:

"فعل مضارع يلي لم كيشم"

"والتاء" أي تاء التأنيث التي توجد في آخر الفعل "من" قولك "قامت" هند "لماضيه" أي للفعل الماضي "علم" أي أمارة والمعنى أن الفعل الماضي يمتاز عن الفعل المضارع والأمر بصلاحيته للتاء الساكنة وكذلك تاء الضمير من قولك ضربت وضربت وترك الناظم رحمه الله تعالى باقي الأمارات التي يمتاز بها الفعل وقد ذكرتها في نظمنا اللؤلؤ المنظوم فقلت:

"والسين سوف قد بها الفعل وسم

والحرف من كل العلامات خصم"

ثم أشار إلى ما يمتاز به فعل الأمر من قسميه الماضي والمضارع فقال "والياء من خافي بها" فعل "الأمر انجلا" وبقى له من علامات فعل الأمر وجود نون التوكيد الخفيفة والثقيلة والى هذا أشار ابن مالك بقوله:

ص: 9