الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
باب النواصب
"
"وانصب لما ضارع من فعل بلن
…
وكي مع اللام وحذف وأذن"
"إن صدرت فانصب بها المستقبلا
…
متصلا او بيمين فصلا"
"وانصب بأن ما لم تلي علما وصح
…
وجهان بعد الظن والنصب رجح"
"وبعد لام الجر فانصب واضمرا
…
لأن جوازا كارتقى لينظرا"
"كبعد عاطف على اسم خالص
…
واضمر لها على الوجوب واخصص"
"خمسا عقيب لام جحد مثل ما
…
كان ذوو التقى ليغشوا ظالما"
"وبعد حتى حيث معناها إلى
…
كاعمل لدار الخلد حتى تنقلا"
"واو إذا المعنى بنحو إلا أتى
…
كلا تقر العين أو يعطى الفتى"
"وبعد واو ثم فاء وقعا
…
صدر جوابا قرروه كالدعاء"
"كاحرص على التقوى فتختار ولا
…
ترج النجاة وتسيء العملا"
"ثم متى دل على الشرط الطلب
…
فاجزم جوابا لم يكن فاء صحب"
"إن قصد الجزا به للطلب
…
كعامل الله بصدق تقرب"
{وانصب لماضارع} انصب فعل مضارع {من فعل} وتقدم لنا أن الفعل المضارع هو المشابه للاسم "بلن" وهي حر ذف نصب للمضارع وينفي معناه ويصيره خالصا للاستقبال نحو لن يقوم زيد وإعرابه لن حرف نفي ونصب واستقبال يقوم فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة زيد فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وقوله "وكي مع اللام وحذف" ويشترط في النصب بها من غير تقدير أن بعدها أن تكون مصدرية وهي التي تتقدم عليها اللام إما لفظا نحو {لكي
لا تأسوا} وإعرابه: اللام لام كي وكي حرف مصدر ونصب ولا النافية تأسوا فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل مبني على السكون في محل رفع وإما تقديرا نحو قوله تعالى: {كي تقر عينها} إذا قدرت اللام قبل كي وإعرابه كي حرف مصدر ونصب وتقر فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبة فتحة ظاهرة في آخره عينها فاعل وسميت حينئذ مصدرية لتا ولها مع ما بعدها بمصدر أي لعدم إساءتكم ولقرة عينها فإن لم يتقدم عليها اللام لا لفظا ولا تقديرا وهو معنى قول الناظم "وحذف" أي للام فهي حرف تعليل بمعنى اللام وتكون ناصبة للفعل بعدها بأن مضمرة وجوبا بعد كي نحو جئت كي أقرأ العلم وإعرابه جئت فعل وفاعل وكي حرف تعليل وجر وأقرأ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد كي نحو جيئت كي أقرأ العلم وإعرابه جئت فعل وفاعل وكي حرف تعليل وجر وأقرأ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد كي وقوله "وإذن" أي من النواصب إذن وهي حرف جواب وجزاء ويشترط في النصب بها ثلاث شروط:
الأول: أن تكون في صدر الجواب كما قال "إن صدرت"
الثاني: أن يكون الفعل بعدها مستقبلا كما قال "وانصب بها المستقبلا"
الثالث: أن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم كما قال: "متصلا أو بيمين فصلا" وكما يجوز الفصل بينها وبين معمولها باليمين يجوز الفصل بالنداء والنفى قال بعضهم:
عمل إذن إذا أتتك أولا
…
وسقت فعلا بعدها مستقبلا
واحذر إذا بعملتها إن تفصلا
…
إلا بحلف إن نداء أو بلا
وافصل بظرف أو بمجرور على
…
رأي ابن عصفور ريس النبلا
فمثال الفصل بالنداء إذن يازيد أكرمك، والقسم إذن والله أكرمك
والنفي أذن لا أكرمك "وافصل بأن" نحو يعجبني أن تقوم والإعراب يعجبني فعل مضارع أن حرف نصب ومصدر تقوم فعل مضارع منصوب بأن "ما لم تلي علما" وتنصب بشرط أن لا يقع بعدها فعل علم لأنها إذ ذاك تكون مخففة من الثقيلة ومثاله قوله تعالى: {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولهم} أفلا: الهمزة للاستفهام والفاء عاطفة ولا نافية يرون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وأن مخففة واسمها محذوف تقدره أنه ولا نافية يرجع فعل مضارع في محل رفع خبر أن المخففة من الثقيلة وقوله "وجهان" أي الرفع والنصب بعد الظن ومنه قوله تعالى: {وحسبوا أن تكون فتنة} بالنصب والرفع أما النصب فعلى أنها ناصبة وبالرفع على أنها مخففة من الثقيلة قال ابن مالك:
وبلن انصبه وكي كذابان
…
لا بعد علم والتي من بعد ظن
فانصب بها والرفع صحح واعتقه
…
تخفيفها من أن فهو مطرد
"وبعد لام الجر" وتسمى لام كي لأنها مثل لام كي "كارتقى لينظرا" أي لكي ينظر فاللام لام كي لينظر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي "كبعد عاطف على اسم خالص" يعني أن الفعل المضارع إذا عطف على اسم خالص انتصب بأن ويجوز حينئذ إظهارها وإضمارها وفهم من قوله خالص أنه إذا عطف على اسم غير خالص كاسم الفاعل والمفعول لم ينتصب نحو الطائر فيغضب زيد الذباب وشبيه الخالص الاسم الصريح كقولك لولا زيد ويحسن إلى بالنصب لهلكت ويجوز إظهار أن فتقول لولا زيد وأن يحسن إلي لهلكت والمصدر كقوله:
ولبس عباءة وتقر عيني
…
أحب إلي من لبس الشفوف
بقية الأمثلة في المطولات "واضمر لها على الوجوب واخصص خمسا" يعني أن تضمر وجوبا في خمسة مواضع؛ عقب لام جحد أي بعد اللام الواقعة بعد كان المنفية وهي المسماة عند النحويين بأم الجحود ولام الجحود كما قال القائل:
وكل لام قبله ما كانا
…
أو لم يكن فللجحود بانا
فمنه أيضا قوله "ما كان ذوو التقى ليغشوا ظالما" ما نافية كان فعل ماض وذو واسمها ليغشوا اللام لام الجحود يغشوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود وعلامة نصبه حذف النون من آخره ظالما مفعول ثاني "وبعد حتى" التي بمعنى إلى أو التي بمعنى لام التعليل مثاله: "كاعمل لدار الخلد حتى تنقلا" ومنه قوله تعالى: {حتى يرجع إلينا موسى} حتى حرف غاية وجر بمعنى إلى ويرجع فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة إلينا جار ومجرور موسى فاعل ومثال التعليل اسلم حتى تدخل الجنة فاسلم فعل أمر وحتى حرف تعليل وجر بمعنى اللام تدخل فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت والجنة مفعول به ومنه "اعمل لدار الخلد حتى تنقلا""وأو" يعني أنه يجب إضمار أن بعد أو التي بمعنى إلا كما قال "إذا المعنى بنحو إلا" نحو لاقتلن الكافر أو يسلم إعرابه؛ اللام توطئة للقسم اقتلن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
الثقيلة في محل رفع والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا والنون للتوكيد والكافر مفعول به منصوب بفتحة ظاهرة وأو حرف عطف ويسلم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود على الكافر والمعنى لاقتلن الكافر إلا أن يسلم ومنه قوله "كلا تقر العين أو يعطى الفتى" يعني لا تقر العين إلا أن يعطى الفتى قوله "وبعد واو ثم فاء وقعا" يعني أن من النواصب للمضارع والفاء الواو الواقعين في الجواب لكن بأن مضمرة وجوبا والمراد بالفاء الفاء المفيدة للسببية والمراد بالواو الواو المفيدة للمعية قوله "قرروه" أي النحاة قوله "كالدعاء" نحو رب وفقني فاعمل صالحا وإعرابه رب منادى حذف منه ياء النداء وهو منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف منع ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وفق فعل دعاء مبني على السكون وهو فعل أمر ولكن سمي دعاء تأدبا والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت فاعمل الفاء فاء السببية والفاعل مستتر وجوبا بعد تقديره أنا وصالحا مفعول به منصوب وإن قلت واعمل كانت الواو واو المعية واعمل فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ومثال الأمر "كاحرص على التقوى فتختار" احرص فعل أمر على التقوى جار ومجرور فتختار والفاء للسببية تختار فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في جواب الأمر وكذلك إذا قلت وتختار فهو منصوب بعد واو المعية الواقعة في جواب
الأمر ومثال النهي "ولا ترج النجاة وتسئ العملا" لا حرف نهي ترج فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف الواو من آخره النجاة مفعول به فتسيء العملا الفاء للسببية الواقعة في جواب النهي وإن قلت وتسيء العملا الواو واو المعية تسيء فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية الواقعة في جواب النهي وهكذا بقية الأمثلة التسعة التي جمعها بعضهم بقوله:
مر وادع وسل واعرض لحضهم
…
تمن وارج كذاك النفي قد كملا
فمثال الاستفهام هل زيد في الدار فأمضي إليه وأمضي إليه ومثال العرض ألا تنزل عندنا فتصيب علما ومثال التحضيض وهو الطلب بحث وإزعاج هلا أكرمت زيدا فيشكو ويشكر ومثال التمني: وهو طلب مالا مطمع فيه أو ما فيه عسر نحو ليت لي مالا فأحج به ومثال الترجي: وهو طلب الأمر المحبوب لعلى أراجع الشيخ فيفهمني ومثال النفي لا يقضي على زيد فيموت "ثم متى دل على الشرط الطلب فاجزم جوابا" فإن جوابه يجزم ولا ينصب "إن قصد الجزاء إلى الطلب" لأن شرط الطلب الذي ينتصب به الفعل المقترن بالفاء بإضمار أن أو لا يكون مخصصا وذلك بأن يكون الأمر بصيغة افعل وإلى هذا أشار ابن مالك بقوله:
وبعد غير النفي جزما اعتقد
…
إن تسقط الفاء والجزاء قد قصد
وإلى هذا أشار الناظم بقوله "كعامل الله بصدق تقرب" فعامل فعل