الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البيتين واضحة كما تقدم.
"
باب المنصوبات من الأسماء
"
"والنصب في الأسماء للمفعول به
…
كاستبق الخير وذا العلم اقتفه"
"ومصدر ونائب وإن حذف
…
عامله كسرت سير المعترف"
عدها ابن آجروم خمسة عشر قوله "والنصب في الأسماء للمفعول به" والمفعول به هو ما وقع عليه فعل الفاعل مثل ضربت زيدا وأعطيت أخاك درهما واستبق الخير استبق فعل أمر والخير مفعول به ويجوز أن يتقدم على الفعل نحو قوله تعالى: {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة} "وذا العلم اقتفه" ذا العلم مفعول مقدم، اقتفه فعل أمر ومن النواصب "مصدر" وهو بالجر معطوف على المفعول به وهو الذي يجي ثالثا في تصريف الفعل نحو ضرب يضرب ضربا "ونائب" أي عن المصدر قال ابن مالك:
وقد ينوب عنه ما عليه دل
…
كجد كل الجد وافرح الجذل
ومنه قوله تعالى: {فلا تميلوا كل الميل} وهو على قسمين لفظي ومعنوي فإن وافق لفظه فعله فهو لفظي نحو قتلته قتلا وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي نحو جلست قعودا وقمت وقوفا ويعمل المصدر وإن حذف عامله كقولك ضربا زيد أو منه فندلا زريق المال ندل الثعالب قال ابن مالك:
وحذف عامل المؤكد امتنع
…
وفي سواء لدليل متسع
وقوله "كسرت سير المعترف" سرت فعل وفاعل سير مصدر والمعترف
مضاف إليه.
"ظرف الزمان والمكان حيث في
…
تضمر فيهما لكل فاعرف"
"كصمت أياما وقمت سحرا
…
خلف المقام عند بيت طهرا"
قوله "ظرف الزمان والمكان" الظرف لغة هو الوعاء وفي الاصطلاح الاسم المنصوب المقدر بفي إذا كان منصوبا احترازا مما إذا كان مرفوعا فإنه ليس بظرف بل هو إما مبتدأ أو خبر أو فاعل أو مفعول نحو يوم الجمعة يوم مبارك أو دخل يوم الجمعة أو شهدت يوم الجمعة وأما المقدر بفي فهو ظرف لكل فاعرف فمثال ظرف الزمان كصمت أياما فأياما ظرف زمان ومثال ظرف الزمان والمكان قمت سحرا خلف المقام فسحرا وخلف ظرفان للزمان وللمكان وكذلك نحو جلست "عند بيت طهرا" عند ظرف مكان مضاف إليه وطهر فعل ماض وقد اكتفى الناظم بهذه الأمثلة الأربعة اثنان لظرف الزمان واثنان لظرف المكان وبقية الأمثلة في المطولات. ثم قال:
"والحال من معرفة منكرا
…
وفضلة وصفا كجئت ذاكرا"
أي ومن منصوبات الأسماء الحال وهو لغة البال قال الله تعالى: {وأصلح بالهم} أي حالهم وفي اصطلاح أهل اللغة هو تبيين ما انبهم من الهيئات وإن شئت قلت بيان هيئة الفاعل حين وقوع المفعول منه وهيئة المفعول حين وقوع الفعل عليه فتقول مثلا جاء زيد وهيئته منبهمة فإذا أردت بيانها أتيت بالحال فقلت راكبا أو ماشيا أو مسرعا وقوله: "ومن معرفة منكرا" يعني أن الحال لا يكون إلا نكرة وفضلة ولا يكون صاحبه إلا معرفة وقوله "وفضلة" المراد بالفضلة ما يصح الاستغناء عنه "وصفا" المراد
بالوصف اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وأمثلة المبالغة وأفعل التفضيل وقوله "كجئت ذاكرا" جئت فعل وفاعل وذاكرا حال من الفاعل الذي هو ضمير المتكلم ثم قال:
"وكل تمييز بشرط كملا
…
كطبت نفسا وكمن عسلا"
التمييز هو الاسم النكرة المضمن معنى من لبيان ما قبله من إيهام في اسم مجمل الحقيقة أو إجمال في نسبة العامل إلى فاعله ومفعوله ويقال فيه تمييز وممييز وتفسير مفسر وهو من منصوبات الأسماء ويذكر بعد العدد والوزن والكيل والذرع ومنه ما يكون بعد أفعال المدح والذم وبعد أفعل التفضيل ومنه ما يسمى الفاعل والمحول اقتصر الناظم على المحول عن الفاعل والوزن فقال "كطبت نفسا كمن عسلا" فنفسا تمييز محول عن الفاعل وعسلا تمييز مبين للوزن "تنبيه" اجتمع في التمييز خمسة أمور: أحدها أن يكون اسما الثاني أن يكون فضلة والثالث أن يكون نكرة والرابع أن يكون جامدا الخامس أن يكون مفسرا لما إنبهم من الذوات.
"كذاك مستثنى بنحو إلا بدا
…
من نحو قام القوم إلا واحدا"
يعنى أن من منصوبات الأسماء المستثنى وقوله "بنحو إلا" وغير وسوى وسوى وسوى وخلا وعدا وحشا والاستثناء لغة هو الإخراج، واصطلاحا هو: إخراج بعض من كل بإلا أو أخواتها وقوله "من نحو قام القوم إلا واحدا" قام فعل ماض القوم فاعل إلا حرف استثنناء واحدا منصوب على الاستثناء قال في الآجرومية: فالمستثنى بإلا ينصب إذا كان الكلام تاما موجبا ومعنى تاما ذكر المستثنى منه ومعنى موجبا لم يتقدم عليه
نفي أو شبه نفي وقد قلت في اللؤلؤ المنظوم:
وهكذا تنصب إلا حيثما
…
تم الكلام موجبا فلتعلما
وإن يكن تم بدون موجب
…
فأبدل أو أنصب ياسليل العرب
ومثال التام المنفي نحو ما قام القوم إلا زيدا وإلا زيد جاز في زيد النصب أو الرفع على البدلية ومنه قوله تعالى: {ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} بالرفع على البدلية من أحدكما قرأ ابن كثير وأبو عمر وقرأ الباقون بالنصب على الاستثناء.
"وما تناديه كيا كنزا الغنى
…
ويا رحيما بالعباد محسنا"
"وما تناديه" المعنى أن من منصوبات الأسماء المنادى المضاف "كيا كنز الغنى" فكنز منصوب على أنه منادى مضاف إليه والمشبه بالمضاف نحو "يا رحيما بالعباد" ويا حسنا وجهه وكذلك النكرة غير المقصودة كقول الواعظ "يا غفلا والموت يطلبه"
"وانصب وراع الشرط مفعولا له
…
كقمت إجلالا وتعظيما له"
"كذاك بعد الواو مفعول معه
…
كسرت والنيل وشخصا ذا سعه"
المفعول له ويسمى المفعول لأجله وهو علة الإقدام على الفعل وقوله "وراع الشرط" أي له شروط خمسة الأول كونه مصدرا فلا يجوز جئتك العسل أو السمن الثاني كون المصدر قلبيا كالرغبة فلا يجوز جئتك قراءة للعلم الثالث كونه ظاهرا بخلاف المضمر فلا يجوز رجاءك جئته الرابع اتحاده بالفعل به وقتا فلا يجوز جئتك أمس طمعا في معروفك الخامس اتحاده بالمعلل فلا يجوز جئتك تحيتك وله ثلاث أحوال أحدها أن يكون
مجرد من أل والإضافة كقمت إجلالا لعمرو.
الثاني أن يكون مضافا نحو قصدتك ابتغاء معروفك الثالث: أن يكون معرفا بالألف واللام نحو قول الراجز:
لا اقعد الجبن عن الهيجاء
…
ولو توالت زمن الأعداء
وإذا فقدت الشروط المتقدمة أو بعضها وجب جره بالام فتقول قمت لإجلالك فإجلالا وتعظيما في البيت مفعول لأجله "كذلك بعد الواو مفعول معه" يعني أن من منصوبات الأسماء المفعول معه فالعرب وضعت الواو مكان مع لأن مع تقتضي المصاحبة وقد تكون المصاحبة مع الواو العطف فتقول اشترك زيد وعمر وفلما وضعت الواو موضع مع صار الإعراب في الاسم الذي كان بعد مع لأن الحرف لا يحتمل الإعراب فقولوا استوى الماء والخشبة وسرت والنيل وكيف أنت وقصعة من ثريد قال تعالى: {فاجمعوا أمركم وشركاءكم} وذهب بعض النحاة إلى أن النصب بالفعل وشبهه لا بالواو قال ابن مالك:
بما من الفعل وشبهه سبق
…
ذا النصب لا بالواو في القول الأحق
ثم قال:
"ونصب مفعولي ظننت وجبا
…
ونحوها كخلت زيدا ذاهبا"
"وما أتى لنحو كان من خبر
…
واسم لنحو أن ولا كلاوزر"
والمعنى أن ظننت وأخواتها من نواسخ الابتداء وعملها مخالف لعمل كان ولعمل أن لأنها تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبها معا نحو ظننت زيدا قائما ونحوها وهي حسبت وزعمت وخلت ورأيت وعلمت ووجدت