المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في المحلى بأل من هذا الحرف. [أي حرف الشين] - فيض القدير - جـ ٤

[عبد الرؤوف المناوي]

الفصل: ‌فصل في المحلى بأل من هذا الحرف. [أي حرف الشين]

4920 -

(شيطان الردهة) بفتح فسكون: النفرة في الجبل يستنقع فيها الماء وقيل قلة الرابية (يحتذره رجل من بجيلة يقال له الأشهب أو ابن الأشهب راع للخيل علامة سوء في قوم ظلمة) قال في مسند الفردوس: يعني ذا الثدية الذي قتله علي كرم الله وجهه يوم النهروان اه

(حم ع ك عن سعد) بن أبي وقاص ورواه عنه الديلمي أيضا

ص: 170

‌فصل في المحلى بأل من هذا الحرف. [أي حرف الشين]

ص: 170

4921 -

(الشاة في البيت بركة والشاتان بركتان والثلاث ثلاث بركات) يريد أنه كلما كثر الغنم في البيت كثرت البركة فيه لما فيها من البركة والارتفاق بالدر والنسل ومن كثر منها كثر له ومن قلل قلل له

(خد عن علي) أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه وفيه صفدي بن عبد الله قال في الميزان: له حديث منكر قال العقيلي: لا يعرف إلا به ومتنه الشاة بركة ثم ساقه إلى آخر ما هنا

ص: 170

4922 -

(الشاة بركة والبئر) في البيت ونحوه (بركة والتنور) يخبز فيه الخبز ونحوه (بركة والقداحة) أي الزناد (بركة) في البيت لشدة الحاجة إليها واستحالة الاستغناء عنها

(خط) في ترجمة زفر الأصفواني من حديث أحمد بن نصر الزارع عنه عن محمد بن حرب عن داود المحبر عن معدي عن قتادة (عن أنس) ظاهر صنيع المصنف أن الخطيب خرجه وأقره والأمر بخلافه بل أعله فقال: الزارع ليس بحجة اه. وقال ابن الجوزي والذهبي: قال الدارقطني: الزارع كذاب دجال وداود المحبر قال أحمد والبخاري: لا شيء وقال الذهبي: قال ابن حبان: كان يضع ومعدي قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به وقال يحيى: ليس بشيء انتهى وبه يعرف أن سند الحديث عدم

ص: 170

4923 -

(الشاة من دواب الجنة) أي أن الجنة فيها شياه وأصل هذه منها أو أنها تكون يوم القيامة في الجنة

(هـ عن ابن عمر) بن الخطاب (خط عن ابن عباس) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح وزرني أحد رواته قال ابن حبان: يروي ما لا أصل له

ص: 170

4924 -

(الشام صفوة الله من بلاده إليها يجتبي) أي يفتعل من جبوت الشيء وجبته إذا جمعته (صفوته من عباده فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطة ومن دخلها من غيرها فبرحمة (1)) قال عيسى عليه السلام حين نزل دمشق: لن يعدم الغني أن يجمع فيها كنز ولن يعدم المسكين أن يشبع فيها خبزا وقال هرم بن حيان لأويس القرني: أين تأمرني أن

⦗ص: 171⦘

أكون فأومأ إلى الشام فقال: كيف المعيشة بها؟ قال: أف لهذه القلوب قد خالطها الشك فما تنفعها الموعظة

<فائدة> قال العارف البطائحي: رأيت الشيخ أبا البيان والشيخ رسلان مجتمعين بجامع دمشق فسألت الله أن يحجبني عنهما وتبعتهما حتى صعدا أعلى مغارة الدم وقعدا يتحدثان وإذا بشخص أتى كأنه طائر في الهواء فجلسا بين يديه كالتلميذين فسألاه عن أشياء منها هل على وجه الأرض بلد ما رأيته قال: لا قالا: هل رأيت مثل دمشق قال: لا وكانا يخاطبانه يا أبا العباس فعرفت أنه الخضر

(طب ك عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه عفير بن معدان وهو ضعيف

(1) مقصوده الحث على سكناها وعدم الانتقال منها لغيرها لا أن من تركها وسكن بغيرها يحل عليه الغضب

[وليس الحديث على إطلاقه بل المقصود: أولا بيان فضل السكن فيها كما ورد في أحاديث أخرى بلغت حد التواتر. وثانيا: تنبيه الخارج منها إلى زيادة التدقيق في سبب خروجه وإلى تفتيش حاله مع ربه ومع الخلق حيث أنه بناء على فضلها المذكور فإنه يقل احتمال الخروج منها إلى أفضل منها فإن خرج إلى أقل فضلا منها فلا يخلو عن نقص حصل له وإليه المشار بقوله " فبسخطة " والله أعلم. دار الحديث]

ص: 170

4925 -

(الشام أرض المحشر والمنشر) أي البقعة التي يجمع الناس فيها إلى الحساب وينشرون من قبورهم ثم يساقون إليها وخصت بذلك لأنها الأرض التي قال الله فيها {باركنا فيها للعالمين} وأكثر الأنبياء بعثوا منها فانتشرت في العالمين شرائعهم فناسب كونها أرض المحشر والمنشر

(أبو الحسن بن شجاع الربعي) بفتح الراء والموحدة التحتية نسبة إلى ربيعة بن نزار (في فضائل الشام عن أبي ذر)

ص: 171

4926 -

(الشاهد) المذكور في قوله تعالى {وشاهد ومشهود} هو (يوم عرفة) أي يشهد لمن حضر الموقف (ويوم الجمعة) أي يشهد لمن حضر صلاته (والمشهود هو اليوم الموعود يوم القيامة) لأنه يشهده أي يحضره جميع الخلائق من إنس وجن وملائكة وغيرهم لفصل القضاء وسيأتي في حديث آخر الكتاب ما يعارض ذلك. (1)

(ك) في التفسير (هق عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي

(1)[قوله: وسيأتي في حديث آخر الكتاب ما يعارض ذلك: أي الحديثين رقم 10030 و 10031 وفيهما: اليوم الموعود يوم القيامة. . . والشاهد يوم الجمعة. . . والمشهود يوم عرفة. والدليل ضعيف على المعارضة مع هذين الحديثين بل فيهما زيادة في الخبر. ودليل ذلك أنه كما أضفى صفتين ليوم القيامة في هذا الحديث وهو علي شرط الشيخين بقوله " والمشهود هو الموعود يوم القيامة " فالأمر مثله ليوم عرفة: فهو الشاهد كما ورد في هذا الحديث وهو أيضا المشهود كما ورد في الحديثين الآخرين ولا مانع من ذلك. فلا تعارض والله أعلم. دار الحديث]

ص: 171

4927 -

(الشاهد) أي الحاضر (يرى ما لا يرى الغائب) قال ابن جرير: أراد رؤية القلب لا العين أي الشاهد للأمر يتبين له من الرأي والنظر فيه ما لا يظهر للغائب لأن الشاهد للأمر يتضح له ما لا يتضح للغائب عنه

(حم عن علي) أمير المؤمنين قلت: يا رسول الله أكون لأمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: بل الشاهد إلخ (القضاعي) في مسند الشهاب وكذا الديلمي (عن أنس) رمز المصنف لصحته وأصله قول العامري في شرح الشهاب: صحيح. قال السخاوي: في هذا الثا (1) ابن لهيعة

(1)[هكذا في الأصل ولعله " في هذا الثاني " أي الديلمي والله اعلم. دار الحديث.]

ص: 171

4928 -

(الشباب شعبة من الجنون) قال الزمخشري: يعني أنه شبيه بطائفة من الجنون لأنه يغلب العقل ويميل صاحبه إلى الشهوات غلبة الجنون والشعبة من الشيء ما تشعب منه أي تفرع كغصن الشجرة وشعب الجبل ما تفرق من رؤوسها وقال العامري: الشباب حداثة السن وطراوته ومنه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لأم سلمة الصبر يشب الوجه أي يوقد لونه ونضرته والشعبة القطعة من الشيء فبالعقل يعقل عواقب الأمور والجنون يسترها والشاب لم يتكامل عقله فينشأ منه خفة وحدة فحذر المصطفى صلى الله عليه وسلم من العجلة وحث على التثبت وفيه إيماء للعفو عن الشباب (والنساء حبالة) وفي رواية حبائل (الشيطان) أي مصائده والحبالة بالكسر ما يصاد به من أي شيء كان وجمعه حبائل أي المرأة شبكة يصطاد بها الشيطان عبيد الهوى فأرشد لكمال شفقته على أمته إلى الحذر من النظر إليهن والقرب منهن وكف الخاطر عن الالتفات إليهن باطنا ما أمكن وتقدم خبر اتقوا الدنيا والنساء فخصهن لكونهن أعظم أسباب الهوى وأشد آفات الدنيا

(الخرئطي في) كتاب (اعتلال القلوب) وكذا التيمي في ترغيبه (عن زيد بن خالد

⦗ص: 172⦘

الجهني) رمز المصنف لحسنه ورواه أبو نعيم في الحلية وابن لال عن ابن مسعود والديلمي عن عقبة وكذا القضاعي في الشهاب قال شارحه العامري: صحيح

ص: 171

4929 -

(الشتاء ربيع المؤمن) لأنه يرتع فيه في روضات الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه القلب في رياض الأعمال فالمؤمن فيه في سعة عيش من أنواع طاعة ربه فلا الصوم يجهده ولا الليل يضيق عن نومه وقيامه كالماشية تربع في زهر رياض الربيع قال العسكري: إنما قال الشتاء ربيع المؤمن لأن أحمد الفصول عند العرب فصل الربيع لأن فيه الخصب ووجود المياه والزرع ولهذا كانوا يقولون للرجل الجواد هو ربيع اليتامى فيقيمونه مقام الخصب والخير كثير الوجود في الربيع

(حم ع عن أبي سعيد) الخدري رمز المصنف لحسنه وهو كما قال فقد قال الهيثمي: إسناده حسن اه وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح

ص: 172

4930 -

(الشتاء ربيع المؤمن قصر نهاره فصام وطال ليله فقام) وفي رواية فصامه فقامه فلطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم يقوم للتهجد والأوراد بنشاط فيجتمع له فيه نومه المحتاج إليه مع إدراكه وظائف العبادات فيكمل له دينه وراحة بدنه بخلاف ليل الصيف فإنه لقصره وحره يغلب فيه النوم فلا يتوفر فيه ذلك وهذا الحديث كالشرح لما قبله

(هق عن أبي سعيد) الخدري ورواه القضاعي في الشهاب وزعم العامري أنه صحيح

ص: 172

4931 -

(الشحيح) أي البخيل الحريص على ما سبق بما فيه (لا يدخل الجنة) مع هذه الخصلة حتى يطهر منها إما بتوبة صحيحة في الدنيا أو بالعفو أو بالعذاب وحقيقة الإنسان عبارة عن روح ونفس وقلب وإنما سمي القلب قلبا لأنه يميل تارة إلى الروح ويتصف بها فيفوز ويفلح فيدخل صاحبه الجنة وإذا اتصف بصفة النفس أظلم فكان مقرا للشح فخاب وخسر فلا يدخل الجنة حتى يطهر من دنسه

(خط في كتاب البخلاء عن ابن عمر) بن الخطاب ورواه عنه أيضا الطبراني والديلمي

ص: 172

4932 -

(الشرك الخفي أن يعمل الرجل لمكان الرجل) أي أن يعمل الطاعة لأجل أن يراه ذلك الإنسان أو يبلغه عنه فيعتقده أو يحسن إليه سماه شركا لأنه كما يجب إفراد الله بالألوهية يجب إفراده بالعبودية

(ك) في الرقاق (عن أبي سعيد) الخدري قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي

ص: 172

4933 -

(الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل) في رواية النملة بالإفراد لأنهم ينظرون إلى الأسباب كالمطر غافلين عن المسبب ومن وقف مع الأسباب فقد اتخذ من دونه أولياء فلا يخرج عنه المؤمن إلا بهتك حجب الأسباب ومشاهدة الكل من رب الأرباب وأشار بقوله (على الصفا) إلى أنهم وإن ابتلوا به لكنه متلاش فيهم لفضل يقينهم فإنه وإن خطر لهم فهو خطور خفي لا يؤثر في نفوسهم كما لا يؤثر دبيب النمل على الصفا بل إذا عرض لهم خطرات الأسباب ردتها صلابة قلوبهم بالله <تنبيه> قال الإمام الرازي: السلامة في القيامة بقدر الاستقامة في نفي الشركاء فمن الناس من أثبت ظاهرا وهو الشرك الظاهر والاستقامة في الدنيا لا تحصل إلا بنفي الشركاء {فلا تجعلوا لله أندادا} ومنهم من أقر بالوحدانية ظاهرا لكنه يقول قولا يهدم ذلك التوحيد كأن يضيف السعادة والنحوسة إلى الكواكب والصحة

⦗ص: 173⦘

والمرض إلى الدواء والغذاء أو العمل إلى العبد استقلالا وكل ذلك يبطل الاستقامة في معرفة الحق سبحانه وتعالى ومنهم من ترك كل ذلك لكنه يطيع النفس والشهوة أحيانا وإليه أشار بقوله {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} وهذا النوع من الشرك هو المسمى بالشرك الخفي والمراد من قوله سبحانه وتعالى حكاية عن إبراهيم وإسماعيل {واجعلنا مسلمين لك} وقول يوسف {توفني مسلما} وأن الأنبياء مبرؤون عن الشرك الجلي أما الحالة المسماة بالشرك الخفي وهو الالتفات إلى غير الله فالبشر لا ينفك عنه في جميع الأوقات فلهذا السبب تضرع الأنبياء والرسل في أن يصرف عنهم الأسباب تردها صلابة قلوبهم بالله

(الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) ظاهره أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو عجب فقد خرجه أبو يعلى وابن عدي وابن حبان من حديث أبي بكر ولأحمد والطبراني نحوه عن أبي موسى كما بينه الحافظ العراقي. وقال تلميذه الهيثمي: رواه البزار وفيه عبد الأعلى بن أعين وهو ضعيف

ص: 172

4934 -

(الشرك فيكم) أيها الأمة (أخفى من دبيب النمل) قال الغزالي: ولذلك عجز عن الوقوف على غوائله سماسرة العلماء فضلا عن عامة العباد وهو من أواخر غوائل النفس وبواطن مكايدها وإنما يبتلى به العلماء والعباد المشمرون عن ساق الجد لسلوك سبيل الآخرة فإنهم مهما نهروا أنفسهم وجاهدوها وفطموها عن الشهوات وصانوها عن الشبهات وحملوها بالقهر على أصناف العبادات عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة الواقعة على الجوارح فطلبت الاستراحة إلى الظاهر بالخير وإظهار العمل والعلم فوجدت مخلصا من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق ونظرهم إليه بعين الوقار والتعظيم فنازعت إلى إظهار الطاعة وتوصلت إلى إطلاع الخلف ولم تقنع بإطلاع الخالق وفرحت بحمد الناس ولم تقنع بحمد الله وعلمت أنهم إذا عرفوا تركه للشهوات وتوقيه للشبهات وتحمله مشقات العبادات أطلقوا ألسنتهم بالمدح والثناء وبالغوا في الإعزاز ونظروا إليه بعين الاحترام وتبركوا بلقائه ورغبوا في بركته ودعائه وفاتحوه بالسلام والخدمة وقدموه في المجالس والمحافل وتصاغروا له فأصابت النفس في ذلك لذة هي من أعظم اللذات وشهوة هي أغلب الشهوات فاستحقرت فيه ترك المعاصي والهفوات واستلانت خشونة المواظبة على العبادات لإدراكها في الباطن لذة اللذات وشهوة الشهوات فهو يظن أن حياته بالله وبعبادته المرضية وإنما حياته لهذه الشهوة الخفية التي يعمى عن دركها إلا العقول النافذة القوية ويرى أنه يخلص في طاعة رب العالمين وقد أثبت اسمه في جريدة المنافقين (وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب الله عنك صغار الشرك وكباره) قال الحكيم: صغار الشرك كقوله ما شاء الله وشئت وكباره كالرياء (تقول اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم تقولها ثلاث مرات) يحتمل كل يوم ويحتمل كلما سبق إلى النفس الوقوف مع الأسباب وذلك لأنه لا يدفع عنك إلا من ولى خلقك فإذا تعوذت به أعاذك لأنه لا يخيب من التجأ إليه وقصر نظر قلبه عليه وإنما أرشد إلى هذا التعوذ لئلا يتساهل الإنسان في الركون إلى الأسباب ويرتبك فيها حتى لا يرى التكوين والتدويم إلا رؤية الإيمان بالغيب فلا يزال يضيع الأمر ويهمله حتى تحل العقدة منه عقله الإيمان فيكفر وهو لا يشعر فأرشده إلى الاستعاذة بربه ليشرق نور اليقين على قلبه

(الحكيم) الترمذي (عن أبي بكر) الصديق رضي الله تعالى عنه وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير وإلا لما أبعد النجعة وهو ذهول فقد خرجه الإمام أحمد في المسند وكذا أبو يعلى عن أبي نفيسة ورواه أحمد والطبراني عن أبي موسى وأبي نعيم في الحلية عن أبي بكر

ص: 173

⦗ص: 174⦘

4935 - (الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل (1) وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله) أي ما دين الإسلام إلا ذلك لأن القلب لا بد له من التعليق بمحبوب فمن لم يكن الله وحده له محبوبه ومعبوده فلا بد أن يتعبد قلبه لغيره وذلك هو الشرك المبين فمن ثم كان الحب في الله هو الدين ألا ترى أن امرأة العزيز لما كانت مشركة كان منها ما كان مع كونها ذات زوج ويوسف لما أخلص الحب في الله ولله نجا من ذلك مع كونه شابا عزبا مملوكا (قال الله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} ) قال ابن القيم: الشرك شركان: شرك متعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته في أفعاله وشرك في عبادته ومعاملته لا في ذاته وصفاته والأول نوعان شرك تعطيل وهو أقبح أنواع الشرك كتعطيل المصنوع عن صانعه وتعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد والثاني شرك من جعل معه إلها آخر ولم يعطل والثاني وهو الشرك في عبادته أخف وأسهل فإنه يعتقد التوحيد لكنه لا يخلص في معاملته وعبوديته بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطلب الدنيا والرفعة والجاه أخرى فلله من عمله نصيب ولنفسه وهواه نصيب وللشيطان نصيب وهذا حال أكثر الناس وهو الذي أراده المصطفى صلى الله عليه وسلم هنا فالرياء كله شرك

(الحكيم) في نوادر الأصول (ك) في التفسير (حل) كلهم (عن عائشة) قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي في التلخيص بأن فيه عبد الأعلى بن أعين قال الدارقطني: غير ثقة وقال في الميزان عن العقيلي: جاء بأحاديث منكرة وساق هذا منها وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بها

(1) أي أن تحب إنسانا وهو منطو على شيء من الجور أو تبغض إنسانا وهو منطو على شيء من العدل لعله من نحو إحسان أو ضده

ص: 174

4936 -

(الشرود يرد) يعني إذا اشترى إنسان دابة كبدنة فوجدها شرودا له الرد فإنه عيب ينقص القيمة نقصا ظاهرا

(عد هق عن أبي هريرة) قال: إن بشيرا الغفاري كان له مقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخطئه وأنه ابتاع بعيرا فشرد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وفيه عبد السلام بن عجلان قال ابن حجر: ضعيف اه ورواه الدارقطني عن أبي هريرة من طريقين قال الغرياني: وفيهما عبد السلام بن عجلان قال عبد الحق: ليس بمشهور وفي إحداهما بدليل بن المحبر ضعفه الدارقطني ووثقه غيره

ص: 174

4937 -

(الشريك أحق بصقبه ما كان) أي مما يقربه ويليه والسقب بالتحريك الجانب القريب وأصله القرب وكذا الصقب وليس فيه ذكر الشفعة ولا ما يدل على أن المراد هو الأحق بها بل يحتمل أن يكون المراد به أنه أحق بالبر والمعونة وإن كان المراد منه الشفعة فالمراد من الجار الشريك لأنه يساكنه وجوار المساكن أقوى ومنه سميت المرأة جارة وعليه تدل الأخبار الدالة على اختصاص الشفعة بالشريك وأنه لو حمل على الجار لزم أن يكون المجاور أحق من الشريك وهو خلاف الإجماع تمامه عند الطبراني قيل: يا رسول الله ما الصقب قال: الجوار وعند أبي يعلى الجار أحق بشفعته يعني بسقبه وقال إبراهيم الحربي: السقب بصاد وسين ما قرب من الدار نقله ابن حجر

(هـ عن أبي رافع) ورواه عنه البخاري باللفظ المزبور إلا ما كان ورمز المصنف لصحته

ص: 174

⦗ص: 175⦘

4938 - (الشريك شفيع) أي له الأخذ بالشفعة قهرا (والشفعة في كل شيء) فيه حجة لمالك في ثبوتها في الثمار تبعا وأحمد أن الشفعة تثبت في الحيوان دون غيره من المنقول وأجاب عنه الشافعية بما هو مقرر في الفروع

(ت) في الأحكام من حديث أبي حمزة السكوني (عن ابن عباس) مرفوعا قال الترمذي: وروي عن ابن أبي مليكة مرسلا وهو أصح من رفعه وأبو حمزة ثقة يمكن أنه أخطأ اه وبه يعرف أن رمز المصنف لصحته مع تكلم مخرجه فيه غير جيد

ص: 175

4939 -

(الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام)(1) قال النووي: يعني الشعر كالنثر فإذا خلى عن محذور شرعي فهو مباح وقد قال عمر: نعم الهدية للرجل الشريف الأبيات يقدمها بين يدي حاجته يستعطف بهن الكريم ويستذل بهن اللئيم لكن التجرد له والاقتصار عليه مذموم كما في الأذكار

(نكتة) أخرج ابن عساكر أنه اجتمع ابن الزبير ومروان عند عائشة وتقاولا فقال مروان:

من يشأ الله يحفظه بقدرته. . . وليس لمن لم يرفع الله رافع

فقال ابن الزبير:

فوض إلى الله الأمور إذا عسرت. . . فبالله لا بالأقربين تدافع

فقال مروان:

داوي القلب بالبر والتقى. . . لا يستوي قلبان قاس وخاشع

قال ابن الزبير:

لا يستوي عبدان عبد مكلم. . . عتل لأرحام الأقارب قاطع

قال مروان:

وعبد يجافي في جنبه عن فراشه. . . ببيت يناجي ربه وهو راكع

قال ابن الزبير:

وللخير أهل يعرفون بهديهم. . . إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع

قال مروان:

وللشر أهل يعرفون بشكلهم. . . تشير إليهم بالفجور الأصابع

وقد اشتهر هذا الكلام عن الشافعي واقتصر ابن بطال على نسبته للشافعي فقصر وعاب القرطبي المفسر على جماعة من الشافعية الاقتصار على نسبته للشافعي

(خد طس) وكذا أبو يعلى (عن ابن عمرو) بن العاص قال الطبراني: لا يروى إلا بهذا السند قال في الأذكار: إسناده حسن وقال الهيثمي: إسناده حسن وقال ابن حجر في الفتح بعد ما عزاه إلى البخاري في الأدب: سنده ضعيف (ع عن عائشة) قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه دحيم وجماعة وضعفه ابن معين وجماعة وبقية رجاله رجال الصحيح

(1) قال السهروردي: ما كان منه في الزهد وذم الدنيا والمواعظ والحكم والتذكير بآلاء الله ونعت الصالحين ونحو ذلك مما يحمل على الطاعة ويبعد عن المعصية فمحمود وما كان من ذكر الأطلال والمنازل والأزمان والأمم فمباح وما كان من هجو ونحوه فحرام وما كان من وصف الخدود والقدود والنهود ونحوها مما يوافق طباع النفوس فمكروه

ص: 175

4940 -

(الشعر) بفتح الشين (الحسن أحد الجمالين يكسوه الله المرء المسلم) أي فهو نصف والجمال كله نصف فلذلك من خطب امرأة له أن يسأل على شعرها بقوله في الحديث المار إذا خطب أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها فإن الشعر أحد الجمالين

(زاهر بن طاهر في خماسياته) عن أنس بن مالك

ص: 175

4941 -

(الشفاء في ثلاثة) الحصر المستفاد من تعريف المبتدأ ادعائي بمعنى أن الشفاء في هذه الثلاثة بلغ حدا كأنه انعدم به

⦗ص: 176⦘

من غيرها (1)(شربة عسل وشرطة محجم) الشرطة ما يشرط به وقيل هو مفعلة من الشرط وهو الشق بالمحجم بكسر الميم وفي معناه الفصد وإنما خص الحجم لأنه في بلاد حارة والحجم فيها أنجح وأما غير الحارة فالفصد فيها أنجح (وكية نار) انتظم جملة ما يداوى به لأن الحجم يستفرغ الدم وهو أعظم الأخلاط والعسل يسهل الأخلاط البلغمية ويحفظ على المعجونان قوامها والكي يستعمل في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به ولهذا وصفه ثم كرهه لكبر ألمه وعظم خطره كما قال (وأنهى أمتي عن الكي) لأن فيه تعذيبا فلا يرتكب إلا لضرورة ولهذا تقول العرب في أمثالها: آخر الطب الكي. ونبه بذكر الثلاثة على أصول العلاج لأن الأمراض الامتلائية تكون دمومية وصفراوية وبلغمية وسوداوية وشفاء الدمومية بإخراج الدم وإنما خص الحجم لكثرة استعمالهم له والصفراوية وما معها بالمسهل ونبه عليه بالعسل وأخذ من استعماله الكي وكراهته له أنه لا يترك مطلقا ولا يستعمل مطلقا بل عند تعينه طريقا وعدم قيام غيره مقامه

(ح هـ) في الطب (عن ابن عباس)

(1) [وفي قوله نظر بسبب الأحاديث التي يأتي ذكرها ولمخالفته المعلوم من الطب الحديث ولأن التعريف قد يفيد الحصر كما قد يفيد الإعلام بأهمية شأن المذكور كذلك

هذا ويتضح أن المناوي اختار أن التعريف يفيد الحصر هنا وذلك لعدة أسباب أحدها عدم تقدم الطب في زمانه إلى درجة اكتشاف العديد من الأدوية التي أنزلها الله تعالى

ويلزم التنبيه أن البحث هنا ليس استدراك على علمه إذ يندر وجود العديد من أمثاله عبر القرون إنما هو مراجعة تطبيق قواعده الراسخة على ضوء الطب الحديث

فمن تلك القواعد أنه وإن احتمل الحصر هنا غير أنه لا يلزم إلا إذا أتى التصريح به كقوله تعالى {إنما الصدقات للفقراء والمساكين. . .}

أما مجرد ورود " ال " التعريف فلا يلزم منه الحصر مثاله الحديث 3201: البركة في نواصي الخيل. فمن الواضح فيه أن " التعريف " أتى للإعلام بأهمية شأن الخيل وأنه لم يقصد به حصر البركة بها كما هو معلوم ضرورة ونصا. أما " ضرورة " فلا حاجة لتبيينه لوضوحه وأما نصا فللحديث رقم 3202: البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور. إذ ورد هذا الحديث كذلك بالتعريف وذكر فيه غير الخيل

ويماثل ذلك حديث البحث الحالي فقد ورد ذكر الشفاء أيضا في: ألبان البقر السنا والسنوت الحبة السوداء ماء زمزم السواك ألية الشاة الأعرابية الثفاء الهليلج الأسود الكمأة العجوة الكبش العربي غبار المدينة التلبينة أبوال الإبل الزيت ووردت بشأن العديد منها عبارة " شفاء من كل داء "

وأرقام تلك الأحاديث: 1561، 1781، 3464، 3780، 4077، 4561، 4840، 4891، 5518، 5529، 5550، 5557، 5558، 5576، 5580، 5680، 5681، 5753، 5754، 5913، 5921، 5943، 5955، 6392، 6463، 6464، 7414، 7762

ويجمعها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث 1783: إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام وهو الموت

وما القصد من هذا البحث إلا إعادة النظر على ضوء العلم الحديث في اختيار الترجيحات الفقهية: كالحصر بتلك الثلاثة كما اختاره المناوي أو الإعلام بأهمية شأنها كما تم بيانه

وليس القصد والعياذ بالله أي تنقيص من شأن الإمام المناوي جزاه الله الخير عنا وعن المسلمين إذ يندر وجود مرجع عظيم الفائدة كشرحه للجامع الصغير وما تجرأ على محاولة تنقيص العلماء الأعلام أمثال المناوي إلا كل قليل العقل كثير التهور عريض الادعاء. ويكفي في ذلك الحديثين التاليين رغم تضعيف الهيثمي لهما في باب ذهاب العلم من مجمع الزوائد:

عن عائشة رفعته قال: موت العالم ثلمة في الإسلام لا تسد ما اختلف الليل والنهار. رواه البزار. وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: موت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم طمس. وموت قبيلة أيسر لي من موت عالم. رواه الطبراني في الكبير

وما الهدف من التوسع في سرد الأدلة والأحاديث في هذا التعليق وفي أماكن أخرى من هذا الملف إلا قطع جذور الالتباس والتشكيك واستيفاء البحوث لمن أراد التفصيل والله من وراء القصد. دار الحديث]

ص: 175

4942 -

(الشفعاء) في الآخرة لهذه الأمة (خمسة) هذا الحصر إضافي باعتبار المذكور هنا (القرآن) فمن جعله إمامه وانقاد لأحكامه يشفع فيه يوم القيامة فيشفع (والرحم) تشفع لمن وصلها فتقول يا رب من وصلني فصله (والأمانة) تقول يا رب من حفظني فاحفظه من النار فيشفع (ونبيكم) فيشفع شفاعة عامة وشفاعة خاصة فيشفع (وأهل بيته) مؤمنو بني هاشم والمطلب ولفظ رواية الديلمي وأهل بيت نبيكم

(فر عن أبي هريرة) وفيه عن عبد الله بن داود قال الذهبي: ضعفوه وعبد الملك بن عمير قال أحمد: مضطرب الحديث وقال ابن معين: مختلط

ص: 176

4943 -

(الشفعة) من شفعت الشيء إذا ضممته ومنه شفع الأذان سميت به لضم نصيب إلى نصيب فبعد ما كان وترا صار شفعا (في كل شرك) بكسر فسكون (في أرض أو ريع) بفتح فسكون المنزل الذي يربع فيع الإنسان ويتوطنه (أو حائط) أي بستان وأجمعوا على وجوب الشفعة للشريك في العقار إزالة لضرره وخصت بالعقار لأنه أكثر الأنواع ضررا لا يصلح له كذا في خط المؤلف وفي رواية لا يحل (أن يبيع) نصيبه (حتى يعرض على شريكه) أنه يريد بيعه (فيأخذ أو يدع فإذا أبى) أي لم يعرضه عليه (فشريكه أحق به حتى يؤذنه) أراد بنفي الحل نفي الجواز المستوي الطرفين فيكره بيعه قبل عرضه تنزيها لا تحريما ويصدق على المكروه أنه غير حلال لكونه غير مستوي الطرفين إذ هو راجح الترك فلو عرضه فأذن ببيعه فباع فله الشفعة عند الأئمة الثلاثة وعن أحمد ورايتان هذا كله في شفعة الخلطة وأما الجوار فلم يثبتها الأئمة الثلاثة وأثبتها الحنفية

(م د ن عن جابر) بن عبد الله ورواه عنه أبو يعلى وغيره

ص: 176

4944 -

(الشفعة) بضم فسكون وحكي الضم لغة الضم وشرعا حق تملك قهري يثبت للشريك القديم على الحادث فيما ملك بعوض (فيما لا تقع فيه الحدود) جمع حد وهو الفاصل بين شيئين وهو هنا ما يتميز به الأملاك بعد القسمة (فإذا وقعت الحدود) أي بينت أقسام الأرض المشتركة بأن قسمت وصار كل نصيب مفردا (فلا شفعة) لأن الأرض بالقسمة صارت غير مشاعة فعلم منه أن الشفعة تبطل بنفس القسمة والتمييز بين الحصص بوقوع الحدود وقال الرافعي: الحديث بمنطوقه يدل على أن الشفعة تختص بالمشاع وأنه لا شفعة للجار وبه قال الثلاثة وأثبتها الحنفية

(طب عن ابن عمر) بن

⦗ص: 177⦘

الخطاب قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن عبد الله العمري كان كذابا

ص: 176

4945 -

(الشفعة في العبيد وفي كل شيء) أخذ بظاهره عطاء فأثبتها في كل شيء وتبعه ابن أبي ليلى فقال: تثبت في العبد وغيره وأجمعوا على خلافهما واختصاصها بالعقار المحتمل للقسمة

(أبو بكر في الغيلانيات عن ابن عباس) ورواه الترمذي بلفظ الشفعة في كل شيء وقال بعضهم: وصله غير ثابت

ص: 177

4946 -

(الشفق) هو (الحمرة) التي ترى في المغرب بعد سقوط الشمس سمي به لرقته ومنه الشفقة على الإنسان رقة القلب عليه قال القاضي: والشفق الحمرة التي تلي الشمس عند سقوط القرص (فإذا غاب الشفق وجبت الصلاة) أي دخل وقت العشاء وهذا ما عليه عامة العلماء وقال أبو حنيفة الشفق الأبيض وخالفه الباقون أخذا بالأشهر وأقل ما ينطلق عليه الاسم ولأن الأبيض لا يغيب في بعض البلاد كما في البلغار وفيه أن الصلاة تجب بأول الوقت وجوبا موسعا وهو مذهب الأئمة الثلاثة وقال الحنفية بآخره

(قط) من حديث عتيق بن مالك عن نافع (عن ابن عمر) بن الخطاب رمز المصنف لصحته وهو غير صواب فقد قال الذهبي في التنقيح: فيه نكارة وقال ابن عبد الهادي: رواه الدارقطني أيضا موقوفا من قول ابن عمر وهو الأشبه اه. ورواه ابن عساكر من حديث حذيفة عن مالك وآثر المصنف الطريق الأول لقول البيهقي حديث عتيق أمثل إسنادا لكن صحح وقفه وجعله الحاكم مثالا لما رفعه المخرجون من الموقوفات

ص: 177

4947 -

(الشقي كل الشقي من أدركته الساعة حيا لم يمت) لأن الساعة لا تقوم إلا على أشرار الخلق كما في أخبار أخر

(القضاعي عن عبد الله بن جراد) قال شارحه: حسن غريب

ص: 177

4948 -

(الشمس والقمر يكوران) بتشديد الواو المفتوحة مطويان ذاهبا الضوء أي مجموعان من التكوير وهو اللف والضم أو ملفوف ضوؤهما فلا ينبسط في الآفاق أو مرفوعان فإن الثياب إذا طويت رفعت أو ملقيان من فلكيهما لقوله سبحانه وتعالى {وإذا الكواكب انتثرت} من قولهم طعنه فكوره إذا ألقاه القاضي أي يجمعان ويلفان ويذهب بضوئهما كذا في الفردوس {إذا الشمس كورت} أو يلف ضوؤهما ويذهب أو يسقطان من فلكهما (يوم القيامة) زاد البزار وغيره في النار أي توبيخا لعابديهما وليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بل لتبكيت عابديهما وتعذيبهم بهما ولله في النار ملائكة وحجارة وغيرهما

(خ عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضا البزار وزاد في روايته إن الحسن قال لأبي هريرة: ما ذنبهما فقال: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن

ص: 177

4949 -

(الشمس والقمر ثوران عقيران في النار إن شاء أخرجهما) منها (وإن شاء تركهما) فيها أبد الآبدين {لا يسأل عما يفعل} قال في النهاية: قوله ثوران بمثلثة كأنهما يمسخان وروي بنون وهو تصحيف وقال المديني في غريب الحديث: لما وصفا بأنهما يسبحان في قوله تعالى {كل في فلك يسبحون} وأن كل من عبد من دون الله إلا من سبقت له الحسنى يكون في النار يعذب بهما أهلها بحيث لا يبرحان منها فصارا كأنهما ثوران عقيران وقال ابن قسي صاحب خلع النعلين: اعلم أن الشمس والقمر ثوران مكوران في نار جهنم على سنة هذا التكوير فنهار سعير وليل زمهرير والدار

⦗ص: 178⦘

دار إقامة لا فرق بينهما وبين هذه في حركة التسيار والتدوار ومدار فلكي الليل والنهار إلا أن تلك خالية من رحمة الله ومع هذه رحمة واحدة وتكور الشمس والقمر فيها غضبا لله لما عاينا من عصيان العاصين وفسق الفاسقين في الدنيا إذ لا يكاد يغيب عنهما أين ولا يخفى عنهما خائنة عين فإنه لا يبصر أحد إلا بنورهما ولا يدرك شيئا إلا بضوئهما ولو كانا خلف حجاب من الغيب الليلي أو وراء ستر من الغيم الفوقي فإن الضوء الباقي على البسيطة في ظل الأرض ضوؤهما والنور نورهما ومع ما هما عليه من الغضب لله تعالى فإنه لم يشتد غضبهما إلا من حيث نزع لجام الرحمة منهما وقبض ضياء اللين والرأفة وكذلك عن كل ظاهر من الحياة الدنيا في قبض الرحمة المستورة في هذه الدار إلى دار الحيوان والأنوار وفي الخبر إن لله مئة رحمة نزل منها واحدة إلى الدنيا فيها التعاطف والتراحم فإذا كان يوم القيامة قبضها وردها إلى التسعة والتسعين ثم جعل المئة كلها رحمة للمؤمنين وخلت دار العذاب ومن فيها من الفاسقين من رحمة رب العالمين فبزوال هذه الرحمة زال ما كان بالقمر من رطوبة وأنوار ولم يبق إلا ظلمة وزمهرير وبزوالها زال ما كان بالشمس من وضح وإشراق ولم يبق إلا فرط سواد وإحراق وبما كانا به قبل من الصفة الرحمنية كان إمهالهما للعاصين وإبقاؤهما على القوم الفاسقين وهي زمام الإمساك ولجام المنع عن التدمير والإهلاك وهي سنة الله في الإبقاء إلى الأوقات والإمهال إلى الآجال إلا أن يشاء الله غير ذلك فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه لا إله إلا هو سبحانه إلى هنا كلامه وأقره القرطبي

(ابن مردويه) في تفسيره (عن أنس) ورواه عنه الطيالسي وأبو يعلى والديلمي وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: فيه يزيد الرقاشي ليس بشيء ودرسته قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به ونازعه المصنف بما حاصله أنه ضعيف لا موضوع

ص: 177

4950 -

(الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان) قيل: معناه مقارنة لها عند دنوها للطلوع والغروب ويوضحه قوله (فإذا ارتفعت فارقها فإذا استوت قارنها فإذا زالت فارقها فإذا دنت للغروب قارنها فإذا غربت فارقها) فحرمت الصلاة في هذه الأوقات لذلك وقيل: معنى قرنه قوته لأنه إنما يقوى أمره في هذه الأوقات لأنه يسول لعبدة الشمس أن يسجدوا لها فيها وقيل: قرنه حزبه وهم الأمة التي تعبد الشمس وتطيعه في الكفر فلما كانت حينئذ نهى عن التشبه بهم

(مالك) في الموطأ والشافعي عنه (ن عن عبد الله الصنابحي) قال ابن عبد البر وغيره: كذا اتفق جمهور رواة مالك على سياقه وصوابه عبد الرحمن الصنابحي قال ابن حجر كشيخه العراقي: وهو تابعي كبير لا صحبة له فالحديث مرسل قال ابن حجر: ورواه مسلم في حديث طويل

ص: 178

4951 -

(الشمس والقمر وجوههما إلى العرش (1) وأقفاؤهما إلى الدنيا) أي كمال شأنهما حرارة وضوء إلى الأعلى فهذا الضوء الواقع على الأرض منهما من جهة القفا ولو كان من جهة الوجه لكان أضوأ

(فر عن ابن عمر) بن الخطاب ورواه عنه الطبراني أيضا ومن طريقه تلقاه الديلمي مصرحا فعزوه إليه أولى ثم إن فيه العباس بن الفضل فإن كان الموصلي فقد قال ابن معين: ليس بثقة وإن كان الأزرق البصري فقد قال البخاري: ذهب حديثه وقد أوردهما الذهبي معا في الضعفاء وسعيد بن سليمان النشيطي قال الذهبي فيه: ضعيف وشداد بن سعيد الراسبي قال العقيلي: له غير حديث لا يتابع على شيء منها

(1)[ليس المقصود من شريعة الإسلام ومن القرآن والسنة عرض نظريات الفلك أو الطب أو غيرهما إنما قد يأتي في القرآن والسنة ما يذهل العقول لموافقته للعلم وقد يأتي كذلك ما ليس له تعلق بالعلم المادي بل متعلق بعلم الغيب وإنما استعملت فيه ألفاظ تتناول عالم الحس لعدم وجود غيرها في لغات الإنسان عامة. ففي هذا الحديث: معلوم أن العرش من عالم الغيب فلا جدال أن المقصود من قوله " وجوههما إلى العرش " ليس الوجه الحسي بل ما يواجه منهما العرش في عالم الغيب. والزيادة على ذلك من الفضول. دار الحديث]

ص: 178

4952 -

(الشهادة سبع) وورد في روايات أكثر ولا تعارض لأن التخصيص بالعدد لا يدل على نفي الزائد (سوى القتل في سبيل الله: المقتول في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله (شهيد) قال الطيبي: هذا بيان للسبع من حيث المعنى لأن الظاهر أن

⦗ص: 179⦘

يقال شهادة وكذا ما بعده أو يقال أولا الشهداء سبعة (والمطعون) الذي يموت بالطاعون (شهيد والغريق) بالياء بعد الراء والغريق هو الذي يموت في الماء بسببه (شهيد) وفي رواية الغرق بغير ياء وهو بكسر الراء (وصاحب ذات الجنب) مرض حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع قال ابن الأثير: ذو الجنب الذي يشتكي جنبه لسبب الدبيلة ونحوها إلا أن ذو للمذكر وذات للمؤنث وصارت ذات الجنب علما لها وإن كانت في الأصل صفة مضافة (شهيد والمبطون شهيد) وهو الذي يموت بالإسهال أو يمرض بطنه كاستسقاء ونحوه (وصاحب الحريق) الذي تحرقه النار (شهيد والذي يموت تحت الهدم) بفتح الهاء وسكون الدال اسم الفعل والهدم بكسرها الميت تحت الهدم بفتحها وهو ما يهدم (شهيد) قال القرطبي: هذا والغريق إذا لم يغرا بأنفسهما ولم يهملا التحرز وإلا أثما (والمرأة تموت بجمع) أي تموت وفي بطنها ولد أو تموت من الولادة يقال ماتت بجمع أي حاملا أو غير مطموثة والجمع بضم الجيم بمعنى المجموع كالزجر بمعنى المزجور وكسر الكسائي الجيم. قال الزمخشري: وحقيقة الجمع والجمع أنهما بمعنى المفعول ومنه قولهم ضربه بجمع كفه أي بمجموعها وأخذ فلان بجمع ثياب فلان فالمعنى ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها حملا أو بكارة اه. (شهيدة) والشهيد في الأصل من قتل في معركة الكفار بسببه ثم اتسع فيه فأطلق على هؤلاء توسعا وما بعده مجاز فجمع في لفظ واحد بين حقيقة ومجاز وهو سائغ عند الشافعي والمانع يؤول الخبر بأن المراد أن ثواب الستة كثواب الشهيد <تنبيه> عد ابن العربي من الشهداء المريض لخبر ابن ماجه من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتنة القبر وغذى وريح عليه برزقه من الجنة قال القرطبي: وهذا عام في جميع الأمراض لكن قيده في حديث آخر بمن قتله بطنه

(حم د ن هـ) في الجهاد (حب ك عن جابر بن عتيك) السلمي أخو جبر ورواه عنه أيضا في الموطأ قال النووي: صحيح بلا خلاف وإن لم يخرجه الشيخان

ص: 178

4953 -

(الشهادة تكفر كل شيء) من الذنوب (إلا الدين) بفتح الدال فإنها لا تكفره (والغرق يكفر ذلك كله) أي يكفر جميع الذنوب ويكفر الدين والظاهر أن المراد بتكفيره أن الله تعالى يرضي أربابه في الآخرة ويعوضهم خيرا منه

(الشيرازي في) كتاب (الألقاب عن ابن عمرو) بن العاص

ص: 179

4954 -

(الشهداء خمسة) الحصر إضافي باعتبار المذكور هنا وإلا فقد عد جميع الشهداء التي وردت في أخبار فبلغت نحو الثلاثين كما يأتي (المطعون) أي الذي يموت بالطاعون (والمبطون) الذي يموت بداء بطنه (والغريق في الماء) وفي رواية بكسر الراء قال الزركشي: وكلاهما صحيح (وصاحب الهدم) بكسر الدال أي الذي يموت تحت الهدم وبفتحها ما انهدم ومن رواه بسكونها فهو اسم الفعل ويجوز أن ينسب القتل إلى الفعل لكن الحقيقة أن ما انهدم هو الذي يقتل الذي مات تحت الهدم (والشهيد) أي القتيل (في سبيل الله) أخره لأنه من باب الترقي من الشهيد الحكمي إلى الحقيقي لا يقال التعبير بالشهيد في سبيل الله مع قوله الشهداء خمسة مشكل لاستلزامه حمل الشيء على نفسه فكأنه قال الشهيد شهيد لأنا نقول هو من باب أنا أبو النجم وشعري شعري أو معنى الشهيد القتيل كما قررته

<تنبيه> قد التقط ابن العماد الشهداء

⦗ص: 180⦘

من الأخبار ونظمها فقال:

من بعد حمد الله والصلاة. . . على النبي وآله العلاة

خذ عدة الشهداء سردا نظما. . . واحفظ هديت للعلوم فهما

محب آل المصطفى ومن نطق. . . عند إمام جائر يقول حق

وذو اشتغال بالعلوم ثم من. . . على وضوء موته نال المنن

ومن يمت فجاءة أو حريق. . . ومائد بغيه غريق

لديغ أو مسحور أو مسموم. . . أو عطش بجرعة ما لوم

أكيل سبع عاشق مجنون. . . والنفسا والهدم والمبطون

ومن بذات الجنب أو ظلما قتل. . . أو دون مال أو دم أهل نقل

أو دين أو في الحرب أو مات به. . . مؤذن محتسب لربه

وجالب يبيع سعر يومه. . . أو مات بالطاعون بين قومه

كذا الغريب أو بعين أو قرا. . . أواخر الحشر بها نال الذرا

ومن يلازم وتره وورده. . . عند الضحى والصوم حتم سعده

(مالك) في الموطأ (ق ت عن أبي هريرة) ورواه عنه النسائي

ص: 179

4955 -

(الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن أتاه سهم غرب) بفتح الراء وسكونها وبالإضافة وتركها لا يعرف (راميه فقتله فهو في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الرابعة) قال في الفردوس: الطلح الشجر العظام ويقال شجر كثير الشوك قال ابن حجر: هذا الحديث ونحوه يفيد أن الشهداء ليسوا في مرتبة واحدة ويدل عليه أيضا ما رواه الحسن بن علي الحلواني في كتاب المعرفة بإسناد حسن من حديث علي كرم الله وجهه كل موتة يموت فيها المسلم فهو شهيد غير أن الشهادة تتفاضل <تنبيه> سمي الشهيد شهيدا لأن روحه شهدت دار السلام وروح غيره لا تشهدها إلا يوم القيامة ولأن الله وملائكته يشهدون له بالجنة أو لأنه أشهد عند خروج روحه ماله من الثواب والكرامة أو لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه أو لأنه يشهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله أو لأن عليه شاهدا يشهد بكونه شهيدا وهو دمه أو لغير ذلك

(حم ت عن ابن عمر) بن الخطاب رمز لحسنه ورواه أبو يعلى والديلمي وفيه ابن لهيعة

ص: 180

4956 -

(الشهداء على بارق - نهر بباب الجنة - في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا) يعني تعرض أرزاقهم على أرواحهم فيصل إليهم الروح والفرح كما تعرض النار على آل فرعون غدوا وعشيا فيصل إليهم الوجع وفيه دلالة على أن الأرواح جواهر قائمة بأنفسها مغايرة لما يحس منه البدن تبقى بعد الموت دراكة وعليه الجمهور وبه

⦗ص: 181⦘

نطقت الآية والسنن وعليه فتخصيص الشهداء لاختصاصهم بالقرب من الرب ومزيد البهجة والكرامة ذكره القاضي. وفي هذا الخبر كما قبله تنبيه على فضل الجهاد وكيف لا وهو بيع النفس من الله ولا أحب إلى الإنسان من نفسه فبذلها لله أعظم الاحتساب وقد قال الله تعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} الآية. وناهيك به شرفا عند أهل البصر حيث وصفهم بأنهم أحياء عند ربهم وهذه عندية تخصيص وتشريف والمراد حياة الأرواح في النعيم الأبدي لا حقيقة الحياة الدنيوية بدليل أن الشهيد يورث وتزوج زوجته. قال المقريزي: ولا يلزم من كونها حياة حقيقة أن تكون الأبدان معها كما كانت في الدنيا من الاحتياج إلى الطعام والشراب وغير ذلك من صفات الأجسام التي تشاهدها بل يكون لها حكم آخر فليس في العقل ما يمنع إثبات الحياة الحقيقية لهم وأما الإدراكات فحاصلة لهم ولسائر الموتى

(حم طب ك) في الجهاد (عن ابن عباس) قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات

ص: 180

4957 -

(الشهداء عند الله) في الآخرة (على منابر) جمع منبر (من ياقوت) جالسين عليها (في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله) والمنابر (على كثيب من مسك فيقول لهم الرب) تعالى (ألم أوف) بضم فسكون فكسر بضبط المصنف (لكم وأصدقكم) بضم فسكون فضم (فيقولون بلى وربنا) المراد أنهم مكرمون منزلون لكرامتهم عليه منزلة المقربين عند الملوك على طريق التمثيل والبيان لشرفهم وفضلهم على غيرهم

(عق عن أبي هريرة)

ص: 181

4958 -

(الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول ولا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلون فأولئك يلتقون في الغرف العلى من الجنة يضحك إليهم ربك) أي يقبل عليهم ويجزل عطاياهم ويبالغ في إكرامهم (وإن الله إذا ضحك إلى عبده المؤمن فلا حساب عليه) هذا ترغيب في جهاد أهل الطغيان بحد السيف والسنان وإعلام بالتربية بما تحصل به التصفية بما يؤدي إلى مناصبة الكفار ومقارعة أهل دار البوار وفي الخبر إشعار بأن فضل الشهادة أرفع من فضل العلم وإليه ذهب جمع فاحتجوا له بما منه أن العلم يحصله العبد في الحياة الدنيا ليتقرب إلى الله زلفى والأجر في الآخرة يلغى والشهادة تحصل للعبد عند خروج روحه من بدنه فهي ثواب الله الذي لا يبلغ أحد أقصى أمده فالعلم مثاب عليه والشهادة من الثواب وفي تفاضل الثواب والمثاب عليه نظر لا يخفى على أولي الألباب وأيضا فالشهادة درجة عند الله سبحانه وتعالى والعلم يحصله العبد في الدنيا ليكمل به عمله وإيمانه والشهادة متى اتصف بها العبد حصلت له الدرجة العالية بيقين والعلم قد يتصف به من لا يكون من المتقين فيرجع علمه وبالا عليه ولا يرغب بحق فيما لديه لأن الشهادة اسم مدح في كل حال والمتصف بها مخصوص بالأجر الذي لا تنقطع دونه الأماني وتنتهي إليه الآمال والعلم في نفسه ينقسم إلى محمود ومذموم والمتصف بالممدوح مثاب ومعاقب ومرحوم والتحقيق أنه لا يمكن إطلاق القول بتفضيل العلم ولا الشهادة وأن ذلك لا يقاس بتفضيل عبادة على عبادة

(طس عن نعيم بن هبار) ويقال همار ويقال هدار وجار صحابي شامي قال: إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الشهداء أفضل فذكره قال الهيثمي: ورواه الطبراني وأحمد وأبو يعلى ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات اه وقضيته أن رجال الطبراني ليسوا كذلك فعلى المصنف ملام من وجهين من حيث اقتصاره على الرواية المرجوحة وعدوله عن أحمد

ص: 181

⦗ص: 182⦘

4959 - (الشهر يكون) مرة (تسعة وعشرين ويكون) مرة (ثلاثين) فلا تأخذوا أنفسكم بصوم ثلاثين احتياطا ولا يعرض في قلوبكم شك في كمال الأجر وإن نقص الشهر قال: وقد يقع النقص متواليا في شهرين أو ثلاثة وأربعة لا أكثر (فإذا رأيتموه) أي أبصر هلال رمضان عدل منكم (فصوموا) وجوبا (وإذا رأيتموه فأفطروا) كذلك (فإن غم) أي غطي الهلال (عليكم) قال القاضي: ففيه ضمير ويجوز كونه مسندا إلى الجار والمجرور أي إن كنتم مغموما عليكم (فأكملوا) أي أتموا (العدة) أي عدد شعبان ثلاثين وقد فرض الصيام على هذه الأمة ابتداء أياما معدودة لأن الله سبحانه وتعالى لما جمع لها ما في الكتب والصحف من الفضائل كانت مبادئ أحكامها على حكم الأحكام المتقدمة فكما وجهوا وجهة أهل الكتاب ابتداء ثم ختم لهم بالوجهة إلى الكعبة انتهاء صوموا صوم أهل الكتاب ابتداء ثم رقوا إلى صوم دائرة الشهر انتهاء ولما كان من قبلنا أهل حساب لما فيه من حصول أمر الدنيا فكانت أعوامهم شمسية كان صومهم عدد أيام لا وحدة شهر وكان فيه على هذه الأمة من الكلفة ما كان في صوم أهل الكتاب من حيث لم يكن فيه أكل ولا نكاح بعد نوم لينال رأس هذه الأمة وأوائلها حظا من أوائل الأمم ثم رقيت إلى ما يخصها

(ن عن أبي هريرة) ظاهر صنيع المصنف أن ذا ليس في أحد الصحيحين وهو ذهول بل هو فيها معا

ص: 182

4960 -

(الشهوة الخفية) قال الزمخشري: قيل هي كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه وقيل أن يرى جارية حسناء فيغض طرفه ثم ينظر بقلبه ويمثلها لنفسه فيفتتن بها اه. وقال الغزالي: يريد أن الإنسان إذا لم تقدر نفسه على ترك بعض الشهوات ويروم أن يخفي الشهوة ويأكل في الخفية ما لا يأكل في الجماعة (والرياء شرك) فإن من عمل لحظ نفسه أو ليراه الناس فيثنون عليه فقد أشرك مع الله غيره <تنبيه> قال الغزالي: شهوة النفس أضر الأعداء وبلاؤها أصعب البلاء وعلاجها أعسر الأشياء وداؤها أعضل الداء فإنها عدو من داخل واللص إذا كان من داخل البيت عزت الحيلة في دفعه وهي عدو محبوب والإنسان أعمى من عيب محبوبه وإذا نظرت وجدت أصل كل فتنة وفضيحة وخزي وهلاك وآفة وما وقع في خلق الله من أول الخلق إلى يوم القيامة من قبل النفس. (تتمة) قال في الحكم: حظ النفس في المعصية ظاهر جلي وحظها في الطاعة باطن خفي ومداواة ما يخفى صعب علاجه وربما دخل الرياء عليك حيث لا ينظر الخلق إليك

(طب عن شداد بن أوس) رمز المصنف لحسنه

ص: 182

4961 -

(الشهيد لا يجد من القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة) بفتح القاف وسكون الراء (يقرصها) القرصة الأخذة بأطراف الأصابع وعبر بأداة الحصر دفعا لتوهم تصور أن ألمه يفضل على ألمها وهذه تسلية لهم عن هذا الحادث العظيم والخطب الجسيم وتهييج الصبر على وقع السيوف واقتحام الحتوف

(ن عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضا

ص: 182

4962 -

(الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة) يعني أنه تعالى يهون عليه الموت ويكفيه سكراته وكربه بل رب شهيد يتلذذ ببذل نفسه في سبيل الله طيبة بها نفسه كقول خبيب الأنصاري حين قتل:

ولست أبالي حين أقتل مسلما. . . علي أي شق كان لله مصرعي

(طس عن أبي قتادة) قال الهيثمي: فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف وأقول: فيه أيضا ابن لهيعة

ص: 182

⦗ص: 183⦘

4963 - (الشهيد يغفر له في أول دفعة) وفي رواية دفقة (من دمه) يعني ساعة يقتل والدفعة بالضم والفتح المرة الواحدة من نظر أو غيره (ويزوج حوراوين) من الحور العين (ويشفع في سبعين) نفسا (من أهل بيته) لفظ رواية الترمذي من أقاربه بدل أهل بيته أي تقبل شفاعته فيهم (والمرابط إذا مات في رباط كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة) فلا يقطع بموته (وغدي عليه وريح برزقه ويزوج سبعين حورا وقيل له) أي تقول له الملائكة بأمر الله تعالى (قف) في الموقف (فاشفع إلى أن يفرغ من الحساب) فيدخل الجنة ويرفع درجته فيها. (خاتمة) قال ابن الزملكاني: للشهيد الكامل المقتول في سبيل الله شرائط وخصائص فمن شروطه أن يقاتل مخلصا ومعنى الإخلاص أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهذا دليل على أن العمل إنما يكون بالنية الصالحة فيما يعتبر وإذا لم تصح النية فلا أثر له وهو دليل على أن الفضل الذي ورد في الجهاد وما أعد الله للمجاهدين مختص بمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فمن قاتل لغير ذلك فليس في سبيل الله ويدل له ما في خبر آخر ما من كلم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله معناه ليس كل من يكلم في معركة كان كلمه في سبيل الله ولا يتعلق في ذلك بظاهر الحال بل الله أعلم بمن يكلم في سبيله فإن ذلك مقرون بالإخلاص والله أعلم به فإنه من أفعال القلوب ومن شرائطها الشهادة الكاملة أن يقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر فذلك هو السعيد الكامل

(طس عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: روى ابن ماجه بعضه ورواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي. قال الذهبي: مقارب الحديث وضعفه النسائي

ص: 183

4964 -

(الشؤم) بضم المعجمة وسكون الهمزة وقد تسهل فتصير واوا نقيض اليمن (سوء الخلق) أي يوجد فيه ما يناسب الشؤم ويشاكله أو أنه يتولد منه قال ابن رجب: نبه به على أنه لا شؤم إلا ما كان من قبل الخطايا فإنها تسخط الرب ومن سخط عليه فهو مشؤوم شقي في الدنيا والآخرة كما أن من رضي عنه سعيد فيهما وسيء الخلق مشؤوم على نفسه وعلى غيره. (1)

(حم طس حل) وكذا العسكري كلهم (عن عائشة) وضعفه المنذري وقال الهيثمي: فيه أبو بكرة بن أبي مريم وهو ضعيف (قط في الأفراد طس عن جابر) قال: قيل يا رسول الله ما الشؤم فذكره قال الهيثمي: وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي ضعيف انتهى. وقال شيخه العراقي: حديث لا يصح

(1)[هذا في ظاهر الأمر أما بحق الصابرين فلا يزيد سوء خلقه إلا في حسناتهم. دار الحديث.]

ص: 183

4965 -

(الشونيز) الكمون الأسود ويسمى الهندي وهو بفتح الشين كذا قيده القاضي (1) وقال القرطبي: بالضم وقيل بالفتح وقال: هو الشينيز بالكسر (دواء من كل داء) من الأدواء الباردة أو أعم ولا يبعد أن يداوى الحار بالحار لخاصية أو المراد إذا ركب تركيبا خاصا وقد أطنب الأطباء في جموم منافعه (2)(إلا السام وهو الموت) فإنه لا دواء له

⦗ص: 184⦘

إذا جاء قال في التنقيح: لم يوجد في غير الشونيز من المنافع ما وجد فيه وقد ذكر الأطباء فيه نحو اثنين وعشرين منفعة

(ابن السني في) كتاب (الطب) النبوي (وعبد الغني في) كتاب (الإيضاح عن بريدة) ظاهره أنه لا يوجد مخرجا لأحد من الستة وهو ذهول فقد خرجه الترمذي في الطب عن أبي هريرة ونقله عنه في مسند الفردوس وغيره

(1) وهو الحبة السوداء ومنافعه كثيرة منها أنه يشفي من الزكام إذا قلي وصحن وشم ويحلل النفخ غاية التحليل إذا ورد من داخل البدن ويقتل الدود إذا أكل على الريق وإذا شرب منه مثقال بماء نفع من البهر وضيق النفس ويدر الطمث المحتبس وإذا نقع منه سبع حبات في لبن امرأة ساعة وسعط بها صاحب اليرقان نفعه وإذا طبخ بخل مع خشب الصنوبر وتمضمض به نفع وجع الأسنان عن برد وإذا شرب أدر البول واللبن وإذا شرب بنطرون شفى من عسر النفس ودخنه يطرد الهوام وخاصيته إذهاب الجشاء الحامض الكامن من البلغم والسوداء: عربي أو فارسي معرب

(2)

[وقد أجرى عدة أطباء مسلمين في أمريكا منهم الدكتور محمد قنديل تجارب على حبة البركة حوالي عام 1987 ميلادي أثبتوا فيها دورها الإيجابي في رفع قدرة الجسم على مكافحة الجراثيم. دار الحديث]

ص: 183

4966 -

(الشياطين يستمتعون بثيابكم) أي يلبسونها (فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليها أنفاسها) أي الثياب والقياس حتى ترجع إليه نفسه ولعل التأنيث وقع من بعض الرواة (فإن الشيطان لا يلبس ثوبا مطويا) أي لم يؤذن له في ذلك كما لم يؤذن له في فتح الباب المغلوق ولا في التسور

(ابن عساكر) في التاريخ (عن جابر) بن عبد الله رضي الله عنهما

ص: 184

4967 -

(الشيب نور المؤمن) لأنه يمنعه عن الغرور والخفة والطيش ويميله إلى الطاعة وتنكسر به نفسه عن الشهوات وكل ذلك موجب للثواب يوم المآب (لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة ورفع بها درجة) أي منزلة عالية في الجنة <فائدة> ورد في غير ما خبر أن أول من شاب إبراهيم وفي الإسرائيليات أن إبراهيم لما رجع من تقرب ولده إلى ربه رأت سارة في لحيته شعرة بيضاء فكان أول من شاب فأنكرتها وأرته إياها فتأملها فأعجبته وكرهتها وطالبته بإزالتها فأبى وأتاه ملك فقال: السلام عليك يا إبراهيم وكان اسمه ابرايم فزاد اسمه هاء والهاء في السريانية للتفخيم والتعظيم ففرح وقال: أشكر إلهي وإله كل شيء قال له الملك: إن الله صيرك معظما في أهل السماوات والأرض ووسمك بسمة الوقار في اسمك وخلقك أما اسمك فتدعى في أهل السماء والأرض إبراهيم وأما في خلقك فقد أنزل وقارا ونورا على شعرك فقال لسارة: هذا الذي كرهتيه نور ووقار قالت: إني كارهة له قال: لكني أحبه اللهم فزدني نورا فأصبح وقد ابيضت لحيته كلها

(هب عن ابن عمرو) بن العاص وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وفيه الوليد بن كثير أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ابن سعيد ليس بذلك وعبد الرحمن بن الحرث قال أحمد: متروك الحديث

ص: 184

4968 -

(الشيب نور من خلع الشيب) يعني أزاله بنحو نتف (فقد خلع نور الإسلام) عنه فنتف الشيب مكروه مذموم شرعا قال القرطبي: يقال إن ملكا من اليونان استعمل على ملبسه أمة أدبها بعض الحكماء فأرته يوما المرآة فرأى في وجهه شعرة بيضاء فقصها فأخذتها الأمة وقبلتها ووضعتها بكفها وأصغت إليها فقال الملك: أي شيء تصغين قالت: سمعت هذه المبتلاة بفقد قرب الملك تقول قولا عجبا قال: ما هو قالت: لا يتجرأ لساني على النطق به قال: قولي آمنة ما لزمت الحكمة قالت: تقول أيها الملك المسلط على أمد قريب إني خفت بطشك بي فلم أظهر حتى عهدت إلى بناتي أن يأخذن بثأري وكأنك بهن وقد خرجن عليك فإما أن يجعلن الفتك بك وإما أن ينقصن شهوتك وقوتك وصحتك حتى تعد الموت غنما فقال: اكتبي كلامك فكتبته فتدبره ثم نبذ ملكه في حديث هذا المقصود منه وفي معناه قيل:

⦗ص: 185⦘

وزائرة للشيب لاحت بمفرقي. . . فبادرتها خوفا من الحتف بالنتف

فقالت على ضعفي استطلت ووحدتي. . . رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي

(فإذا بلغ الرجل أربعين سنة) من عمره (وقاه الله الأدواء) وفي رواية أمنه من البلايا (الثلاث) المهولة المخوفة المعدية عند العرب (الجنون والجذام والبرص) وخصها لأنها أخبث الأمراض وأبشعها وأقبحها وزاد أبو يعلى في رواية فإذا بلغ أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا كتب له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه اه

(ابن عساكر) في تاريخه في ترجمة الوليد بن موسى القرشي من حديثه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن (عن أنس) بن مالك ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه والأمر بخلافه فإنه أورده في ترجمة الوليد كما تقرر وقال: قال العقيلي: يروي عن الأوزاعي أباطيل لا أصل لها وقال ابن حبان: هذا لا أصل له من كلام النبي صلى الله عليه وسلم اه. وأقره عليه الذهبي وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح

ص: 184

4969 -

(الشيخ في أهله) وفي رواية في قومه (كالنبي في أمته) أي يجب له من التوقير مثل ما للنبي صلى الله عليه وسلم في أمته منه أو المراد يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه لزيادة تجربته التي هي ثمرة عقله ولذلك ترى الأكراد والأتراك وأجلاف العرب مع قرب رتبتهم من البهيمة يوقرون الشيخ بالطبع <تنبيه> قال ابن عربي: الشيوخ نواب الحق كالرسل في زمانهم فهم ورثوا الشرائع وعليهم حفظ الشريعة لا التشريع وحفظ القلوب ورعاية الآداب فهم من العلماء بالله بمنزلة الطبيب من العالم بعلم الطبيعة والطبيب لا يعرف الطبيعة إلا بما هي مدبرة للبدن والعالم بالطبيعة يعرفها مطلقا وإن لم يكن طبيبا وقد يجمع الشيخ بينهما لكن حظ الشيخ من العلم أن يعرف من الناس موارد حركاتهم ومصادرها والعلم بالخواطر مذمومها ومحبوبها وموضع اللبس الداخل فيها من ظهور خاطر مذموم في صورة محمودة ويعرف الأنفاس والنظرة وما لهما وما يحتويان عليه من خير وشر ويعرف العلل والأدوية والأزمنة والسن والأمكنة والأغذية وما يصلح المزاج وما يفسده والفرق بين الكشف الحقيقي والخيالي ويعرف التحلي الإلهي ويعرف التربية وانتقال المريد من الطفولية إلى الشباب ومنه إلى الكهولة ويعلم ما للنفس والشيطان من الأحكام وأدويتها ومتى يصدق خواطر المريد ويعلم ما تكنه نفس المريد مما لا يشعر به ويفرق للمريد إذا فتح عليه في باطنه بين الفتح الروحاني والإلهي ويعلم بالشم أهل الطريق الذين يصلحون له والتحلية التي تحلى به نفوس المريدين الذين هم عرائس الحق فالشيخ عبارة عن جمع جميع ما يحتاجه المريد في حال تربيته وكشفه إلى انتهائه إلى الشيخوخة وما يحتاجه إذا مرض خاطره لشبهة وقعت له لا يعرف صحتها من سقمها كما وقع لشيخنا حين قيل له أنت عيسى ابن مريم فتأوله الشيخ بما ينبغي وكذا إذا ابتلي بسماع النهي عن واجب أو فعل حرام فالشيخ طبيب الدين فمهما نقص مما يحتاجه المريد في تربيته فلا يحل له القعود على منصة الشيخوخة فإنه يفسد أكثر مما يصلح ويفتن كالمتطبب يعل الصحيح ويقتل المريض

(الخليلي في مشيخته وابن النجار) في تاريخه كلاهما من حديث أحمد بن يعقوب القرشي الجرجاني الأموي عن عبد الملك القناطري عن إسماعيل عن أبيه عن رافع (عن أبي رافع) قال ابن حبان: وهذا موضوع وقال غيره: هذا باطل وقال الزركشي: ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي الميزان في ترجمة محمد بن عبد الملك القناطري عن أبيه عن رافع روى حديثا باطلا " الشيخ في أهله كالنبي في أمته " وقيل له القناطري لأنه كان يكذب قناطير اه وفي اللسان قال الخليلي: حديث الطبراني وضعه كذاب على مالك يقال له صخر الحاجب وهو الذي وضع حديث " الشيخ في أهله كالنبي في أمته "

ص: 185

4970 -

(الشيخ في بيته) يعني في أهله وعشيرته (كالنبي في قومه) لا لكبر سنه ولا لكمال قوته بل لتناهي عقله

⦗ص: 186⦘

الذي هو منبع العلم ومطلعه وأسه والعلم يجري منه مجرى الثمر من الشجر والنور من الشمس والرؤية من العين

(حب في الضعفاء والشيرازي في الألقاب) وكذا الديلمي (عن ابن عمر) بن الخطاب ثم تعقبه مخرجه ابن حبان بأن ابن غنائم يروي عن مالك ما لم يحدث به قط وذكره ابن حبان في ترجمة ابن عمر وقال: هذا موضوع قال السخاوي: وجزم شيخنا يعني ابن حجر بكونه موضوعا ومن قبله ابن تيمية

ص: 185