الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال بعضهم: لا أنام على فراش.
فحمد الله، وأثنى عليه، وقال:"ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
76-
وفي "الصحيحين"(1) عن سعد بن أبي وقاص قال: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا.
تعريف الراغب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم
77-
والراغب عن سنته: هو الذي يعدل عنها إل غيرها تفضيلاً لذلك الغير عليها؛ ولهذا تبرأ منه النبي صلى الله عليه وسلم.
78-
كما قال: "من غشنا فليس منا، ومن حمل علينا السلاح فليس منا"(2) .
79-
وأما إذا لم يرغب عنها بل فعل المفضول مع كونه مُفَضِّلاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم باعتقاده ومحبته، فهذا لا يأثم إلا أن يترك واجبًا أو يفعل محرمًا.
(1) البخاري (5074) مسلم (1402)(6) .
(2)
مسلم (101)(164) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مع تقديم الجملة الثانية على الأولى. وهو بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف في "مسند الشهاب" برقم (352) ، وقد جاءت كل جملة منه في روايات كثيرة.
80-
وقد ثبت عنه في الصحيح (1) أنه قال: "أفضل القيام قيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأفضل الصيام صيام داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا".
81-
وكذلك ثبت عنه في الصحيح (2) أنه نهى عبد الله بن عمرو (أ) عن سرد الصيام والمداومة على قيام الليل كله، وأخبره أن أفضل الصوم وأعدله صيام يوم وفطر يوم.
82-
فيجب أن يعلم:
أن هذا أفضل مما فعله كثير من السلف والخلف بصلاة الصبح بوضوء العشاء الآخرة كذا كذا سَنة، ومن صيام الدهر حتى لا يفطروا إلا الأيام الخمسة، ومن التبتل ونحو ذلك (3) .
(1) البخاري (1131) ومسلم (1159)(189) .
(2)
البخاري (1131) ومسلم (1159)(186) .
(3)
فائدة: قال الحافظ الذهبي رحمه الله:
في ترجمة أبي بكر بن عياش رحمه الله: "وقد روي من وجوه متعددة أن أبا بكر بن عياش مكث نحوًا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة، وهذه عبادة يُخْضَعُ لها، ولكن متابعة السنة أولى فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، وقال عليه السلام: لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث""سير أعلام النبلاء"(8/503) وقال في ترجمة الإمام وكيع بن الجراح رحمه الله: "وعن يحيى بن أكثم قال: صحبت وكيعًا في الحضر والسفر وكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة. =
-------
(أ) في الأصل: "عبد الله بن عمر" والتصويب من مصادر التخريج.