الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثاني في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}
2 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين القوي بمصر، أنا محمد بن عماد، أنا عبد الله بن رفاعة، أنا أحمد بن محمد بن الحاج، أنا أحمد بن محمد الصابوني إملاء، ثنا الربيع بن
سليمان، نا الشافعي، أنا إبراهيم بن محمد، حدثني موسى بن عبيدة، حدثني معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه، سمع أنس بن مالك يقول: " أتى جبريل بمرآة بيضاء، فقال: ما هذه؟ قال: الجمعة، وهو اليوم الذي استوى فيه ربك على العرش «.
هذا حديث غريب، رواه الشافعي في»
مسنده "
3 -
قال إسحاق بن راهويه: سمعت بشر بن عمر يقول: سمعت غير واحد من المفسرين يقولون: {الرحمن على العرش استوى} أي: ارتفع.
وقاله أبو العالية.
4 -
وقال البخاري في «صحيحه» : قال مجاهد في (استوى) : علا على العرش.
5 -
وروى الدارقطني عن إسحاق الكاذي: سمعت أبا العباس ثعلب يقول في (استوى) : علا على العرش.
6 -
وقال محمد بن جرير الطبري في «التفسير» : {ثم استوى على العرش} أي: علا وارتفع.
7 -
وقال الإمام أبو سليمان داود بن علي الأصبهاني: كنا عند ابن الأعرابي، فأتاه رجل فقال: ما معنى قوله: {الرحمن على العرش استوى} ؟ قال: هو على عرشه كما أخبر.
فقال: يا أبا عبد الله! إنما معناه: استولى.
فقال: اسكت! لا يقال: استولى على الشيء، أو يكون له مضاد فإذا غلب أحدهما قيل: استولى.
8 -
وقال ابن وهب: كنا عند مالك فدخل رجل فقال: {الرحمن على العرش} كيف استوى؟ .
فأطرق مالك،
وعلاه الرحضاء، ثم رفع رأسه وقال:{الرحمن على العرش استوى} كما وصف نفسه، فلا يقال:(كيف) ، و (كيف) عنه مرفوع، وأنت صاحب بدعة، أخرجوه.
9 -
وقال مثله ربيعة الرأي شيخ مالك ويروى عن أم سلمة ووهب بن منبه.
10 -
وقال علي بن الحسن بن شقيق: قلت لابن المبارك: كيف نعرف ربنا؟ قال: على السماء السابعة عرشه، فلا يقال كما تقول الجهمية: إنه هنا في الأرض.
فقيل هذا لأحمد بن حنبل، فقال: هكذا هو عندنا.
11 -
وقال عبد الرحمن مهدي: إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن الله كلم موسى، وأن يكون على العرش استوى، أرى أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم.
12 -
قال الأصمعي: قدمت امرأة جهم، فقال رجل عندها: الله على عرشه.
فقالت: محدود على محدود.
فقال الأصمعي: هي كافرة بهذه المقالة.
13 -
وقال الأوزاعي: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته.
14 -
وقال سعيد بن عامر الضبعي إمام أهل البصرة: اجتمع أهل الأديان مع المسلمين أن الله على العرش، وقالت الجهمية: ليس هو على شيء.
15 -
وقال الشافعي في عقيدته وفي وصيته: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أهل الحديث عليها: أن الله على عرشه في سمائه، يقرب من خلقه كيف شاء، وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء.
16 -
وذكر بشر الحافي في عقيدته الإيمان بأن الله على عرشه استوى كما شاء، وأنه عالم بكل ما كان.
17 -
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سماواته.
18 -
قلت: وكونه تعالى فوق العرش، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جبير بن مطعم، والعباس بن عبد المطلب،
وأبو هريرة، وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وابن عباس، وقتادة بن النعمان، وعبادة بن الصامت،
وابن مسعود، وجابر بن سليم، وهو مروي عن غير واحد من الصحابة والتابعين.
وفي الكتب المنزلة: مثل ما صح عن كعب الأحبار قال: في التوراة: (أنا الله فوق عبادي على عرشي، أدبر أمور عبادي) .