الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السادس في قوله عليه السلام: «ينزل ربنا كل ليلة»
54 -
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد الأبرقوهي بمصر، أنا أبو الفرج الفتح بن عبد الله بن محمد، أنا جدي أبو الفتح محمد بن علي، أنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، أنا أبو الحسين بن بشران المعدل، أنا علي إسماعيل بن محمد النحوي، ثنا سعدان
بن نصر، نا يزيد بن هارون، أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى ينزل لنصف الليل أو: ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني استجب حتى ينفجر الفجر أو ينصرف القارئ من صلاة الصبح ".
هذا حديث حسن متفق عليه من حديث أبي هريرة وغيره،
وقد أفردت له جزءا، وقد ذكرت فيه عن أكثر من عشرين صحابيا عن النبي صلى الله عليه وسلم نزول الرب عز وجل بطرق كثيرة إليهم، ومنها المسلم:" فينزل فيقول: لا أسأل عن عبادي غيري "
55 -
وقد حدث بهذا الحديث حماد بن سلمة فقال: من رأيتموه ينكر هذا الحديث فاتهموه.
56 -
وقال محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة في الأحاديث التي جاءت أن الله يهبط إلى سماء الدنيا ونحو هذا، إن هذه الأحاديث قد روتها الثقات، فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها.
57 -
وقال الشافعي في «عقيدته» : " القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أهل الحديث عليها: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله. . " إلى أن قال فيها: " وأن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء ط.
58 -
وقال يحيى بن معين: إذا قال لك الجهمي: كيف ينزل؟ فقل: كيف صعد.
59 -
وقال إسحاق بن راهويه: جمعني وهذا المبتدع إبراهيم بن أبي صالح مجلس الأمير عبد الله بن طاهر، فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها.
فقال ابن أبي صالح: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء.
فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء.
رواها الحاكم بإسناد صحيح عنه.
60 -
وقال أبو عيسى الترمذي في «جامعه» الذي هو أحد كتب الإسلام الخمسة: " قد قال غير واحد من أهل العلم في نزول الرب إلى سماء الدنيا ونحوه: قد ثبتت (الروايات في) هذا فنؤمن به، ولا يتوهم، ولا يقال: كيف.
هكذا روي عن مالك (وابن عيينة وابن المبارك) أنهم قالوا: أمروها بلا كيف.
وهكذا قول أهل العلم من (أهل) السنة والجماعة.
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه، وفسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وإنما معناه هنا: النعمة ".
وهذا كله كلام الترمذي رحمه الله.