المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب {ليس كمثله شيء شيء وهو السميع البصير} - كتاب الأربعين في صفات رب العالمين

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌الحديث الأول في قوله تعالى: {قل هو الله أحد}

- ‌الحديث الثاني في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}

- ‌الثالث في قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب}

- ‌الرابع في قوله: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} وفي السماء رزقكم وما توعدون {في قراءة ابن محيصن وقوله:} إني متوفيك ورافعك إلي {بل رفعه الله إليه}

- ‌الخامس في قوله: {وهو معكم} و {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم}

- ‌السادس في قوله عليه السلام: «ينزل ربنا كل ليلة»

- ‌السابع في قوله {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} وقوله: {بل يداه مبسوطتان} وقوله: {يد الله فوق أيديهم}

- ‌الباب الثامن في قوله:} ويبقى وجه ربك

- ‌الباب التاسع في قوله: {يوم نقول لحهنم هل امتلأت}

- ‌الباب العاشر في قوله: {يوم يكشف عن ساق}

- ‌الباب الحادي عشر: في قوله تعالى: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة}

- ‌الباب الثاني عشر في قوله: {وجاء ربك والملك صفا صفا} وقوله: {أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك}

- ‌باب نزول الرب في شأن الساعة

- ‌باب {ليس كمثله شيء شيء وهو السميع البصير}

الفصل: ‌باب {ليس كمثله شيء شيء وهو السميع البصير}

‌باب {ليس كمثله شيء شيء وهو السميع البصير}

162 -

اعلم أن الله تعالى لا مثل له بوجه من الوجه، فمن شبه الله بخلقه فقد كفر وخاب وخسر.

ولا يلزم من ذلك أن ينفي عنه صفاته المقدسة، فهو الإله العظيم المنعوت بما وصف به نفسه على ألسنة رسله عليهم السلام، قال تعالى لموسى وأخيه:{إنني معكما أسمع وأرى} وقال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام {يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} .

وقال تعالى: {وكان الله سميعا بصيرا} ، وكان الله سميعا عليما {وكان الله غفورا رحيما} وغير

ص: 165

ذلك من الآيات. . . السمع والبصر والمغفرة في الأزل قبل إيجاد الأشياء بمحضر المشبه إذ لا مسموع و. . وإذ لا معفو ومغفور له، وهو كما هو اليوم بل كما كان في الأزل، مالك يوم الدين ولما يوجد بعد يوم الدين، فهو تعالى منعوت بهذه الأمور ومتسم بها في الأزل والآباد، فله الصفات العلى والأسماء الحسنى على الدوام حقيقة لا مجازا.

ولذلك ما زال خالقا ورزاقا ولا خلق بعد ولا رزق ثم بعد توحده وتفرده في أزليته، أبد ما شاء من الكائنات، واختار وأراد أن يوحد الخلق ليعبدوه ويسبحوه، قال تعالى:{وإن من شيء إلا يسبح بحمده} فجميع الموجودات من الحيوانات والجمادات والأعراض والمعاني والعلاقات توحد باريها، وتسبحه وتنقاد لأمره {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} ، إنما هذا باب سبيله الإيمان والتصديق بالنصوص، كما أن الرحم خلقها الله تعالى، وإنما هي أمر معنوي رابط بين الأقارب فاستعاذت بالله من القطيعة، فقال لها: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من

ص: 166

قطعك؟ .

وقال تعالى: {سبح لله ما في السماوات والأرض} وقال: {تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن} والنصوص في الكتاب والسنة في ذلك كثيرة، فاخشع لربك وصدق بكتابك، وآمن برسلك، {فلا تضربوا لله الأمثال} ولا تسرع في رد الحق بالتأويل المحال كما يفعل أرباب الاعتزال.

وكذلك العمل الصالح هو مصدر، والمصادر ليست بذوات مجسدة، فإذا شاء الله جعله جسما، فيأتي العمل في صورة إنسان حسن يؤنس صاحبه في لحده، ومن حكم على عقله الانقياد للكتاب والسنة فقد فاز، ومن دخل في التحريف والتأويل وضرب الأمثال فقد خاطر بدينه، ومن سكت وفوض فقد سلم، {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} .

ص: 167

آخر الجزء الأول من الأربعين - حسبنا الله ونعم الوكيل -

ص: 168