الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السابع في قوله {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} وقوله: {بل يداه مبسوطتان} وقوله: {يد الله فوق أيديهم}
وبابه:
61 -
أخبرنا أبو حفص عمر بن عبد المنعم القواس، عن أبي اليمن زيد بن الحسن المقرئ، أنا إسماعيل بن أحمد الكتبي، أنا أحمد بن
محمد النقور، أنا محمد بن أحمد بن عمران، ثنا أبو روق الهزاني، نا أحمد بن روح، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين: الذين يعدلون في أهلهم وحكمهم وما ولوا ".
أخرجه مسلم.
وفي الباب أحاديث كثيرة جدا صريحة في ذلك لا تحتل التأويل، مثل
62 -
قوله عليه السلام: «يطوي الله السماوات ثم يأخذهن بيده اليمنى» ،
63 -
وقوله: «إن العبد إذا تصدق من طيب، أخذها الله بيمينه فتربو حتى تكون في يد الله مثل أحد» ،
64 -
وقوله: «يمين الله ملأى، سحاء الليل والنهار، وفي يده الأخرى الميزان يرفع ويخفض» .
65 -
وقوله: «يقبض الله الأرضين بشماله، وتكون السماء
بيمينه، ثم يقول، أنا الملك» شش
66 -
وقوله: «الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد المصدق عليه» .
وكلها في الصحيح.
67 -
ومن ذلك: ماصح عن ابن عباس قال: أخرج (الله ذرية آدم) من ظهره مثل الذر فسماهم، ثم قبض قبضتين فقال للتي في (يمينه: ادخلوا الجنة) ولا أبالي، وقال للتي في يده الأخرى، ادخلوا (النار ولا أبالي) .
68 -
(وما) صح عن عبد الله بن سلام قال: مسح الله ظهر آدم بيديه فأخرج بيديه فيهما من هو خالق من ذريته، ثم قبض يديه.
فقال يا آدم
أنا اختر.
فقال: اخترت يمينك يا رب، وكلتا يديك يمين.
فبسطهما فإذا ذريته من أهل الجنة.
69 -
وما صح عن سلمان الفارسي قال: خمر الله طينة آدم أربعين ليلة، ثم جمعه بيده، فخرج طيبه بيمينه، وخبيثه بشماله.
70 -
وعن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخذ الله أهل اليمين بيمينه، وأهل الشمال في الأخرى، وكلتا يديه يمين» .
رواه حماد بن سلمة عن حجاج بن أرطاة عن الوليد بن أبي
مالك بن القاسم عن أبي أمامة.
71 -
وثبت عن عبد الرحمن بن سابط قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: خلق الله الخلق فكانوا في قبضته، فقال لمن في يمينه: ادخلوا الجنة بسلام.
وقال لمن في يده الأخرى: ادخلوا النار ولا أبالي.
72 -
وعن ابن عمر قال: خلق الله بيده أربعة أشياء آدم والقلم والعرش وجناب عدن، وقال لسائر الخلق: كن.
فكان رواه الناس عن عبيد المكتب عن مجاهد عن
ابن عمر.
73 -
وصح عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قالت الملائكة: يا ربنا! منا المقربون، ومنا حملة العرش، ومنا الكرام الكاتبون، خلقت بني آدم فجعلت لهم الدنيا، فاجعل لنا الآخرة.
فقال: لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له: كن فكان.
74 -
وروي عن جابر مرفوعا.
75 -
وثبت عن أبي هريرة قال: قال الله لآدم ويداه مفتوحتان: اختر أيها شئت.
فقال: اخترت يمين ربي. . . الحديث.
76 -
وصح عن المغيرة بن شعبة قال: سأل موسى ربه فقال: يا رب! أخبرني بأعلى أهل الجنة منزلة.
قال: أولئك الذين غرست كرامتهم بيدي.
77 -
وصح عن (إسماعيل بن أبي) خالد عن حكيم بن جابر قال: أخبرت أن ربك لم يمس بيده (إلا ثلاثة أشياء:) غرس الجنة بيده، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده.
78 -
وصح (. . .) عن مغيث بن سمي نحوه.
79 -
وصح عن نافع بن عمر الجمحي قال: سألت ابن أبي مليكة عن يد الله: واحدة أو اثنتان؟ قال: بل اثنتان.
لو تتبعنا الأحاديث التي في ذكر اليدين لطال الكتاب، وهذه نبذة من أقوال الأئمة في ذلك:
80 -
فعن الحسن البصري قال: تكلم مطرف على هذه الأعواد بكلام ما قيل قبله ولا يقال مثله، وهو: الحمد لله الذي من الإيمان به الجهل بغير ما وصف به نفسه.
81 -
وعن الأوزاعي قال: كان الزهري ومكحول يقولان يعني: في أحاديث الصفات: أمروا هذه الأحاديث كما جاءت
من غير كيف.
قلت: وهما من كبار أئمة التابعين: وذلك صحيح عنهما.
82 -
وصح عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالكا والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات، فقالوا: أمروها كما جاءت.
قلت: مالك في وقته إمام أهل المدينة، والثوري إمام الكوفة، والأوزاعي إمام دمشق، والليث إمام أهل مصر، وهم من كبار أتباع التابعين.
83 -
وحكى الإجماع على ذلك بعدهم محمد بن الحسن فقيه العراق: روى اللالكائي بإسناده عنه قال: اتفق الفقهاء من المشرق
إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه، فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة، ومن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة فإنه وصفه بصفة لا شيء.
84 -
وقال سفيان بن عيينة الذي قال فيه الشافعي: لولاه ولولا مالك لذهب علم الحجاز: كل ما وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره، لا مثل ولا كيف.
85 -
(وقال) أفلح بن محمد: قلت لعبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمن! إني أكره الصفة (عني صفة الرب)، فقال: وأنا أشد الناس كراهة لذلك، لكن إذا (نطق الكتاب) بشيء قلت به وإذا جاءت الآثار بشيء جسرنا عليه.
وقال بعض الأئمة: ابن المبارك أمير المؤمنين في كل شيء.
وهو ممن أجمع المسلمون على هدايته.
86 -
وقال الإمام الشافعي فيما رواه عنه يونس بن عبد الأعلى، وقد سئل عن صفات الله فقال: لله أسمار وصفات لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها، لأن القرآن نزل بها، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل، لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالرؤية والفكر.
87 -
وقال أبو بكر الحميدي في «مسنده» : «أصول السنة. .» فذكر أشياء منها، ثم قال: " وما نطق به القرآن والحديث مثل: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم}
والسماوات مطويات بيمينه {.
وما أشبهه لا يزيد فيه ولا يفسره ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة.
ومن زعم غير هذا فهو مبطل جهمي.
والحميدي إمام حافظ جليل، أخذ عن سفيان والشافعي، وروي عنه البخاري في أول «الصحيح» توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
88 -
وقال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام: ما أدركنا أحدا يفسر (هذه الأحاديث) ونحن لا نفسرها.
أبو عبيد عديم النظير في (وقته) المفيدة، قال فيه من نبله وجلاله إسحاق بن راهويه الإمام (. . .: الله) يحب الإنصاف، أبو عبيد أعلم مني
ومن الشافعي وأحمد بن حنبل.
89 -
وقال الخلال في " كتاب السنة) له: ثنا المروزي قال: سألت أحمد بن حنبل عن أخبار الصفات.
فقال: نمرها كما جاءت.
90 -
وقال الإمام أحمد أيضا: ولا نزيل عن ربنا صفة من صفاته لشناعة شنعت وإن نبت عن الأسماع.
91 -
وقال أبو عيسى الترمذي في «جامعه» الذي هو أحد أصول الإسلام: " وقال أهل العلم في أحاديث الصفات مثل حديث النزول وذكر
القدم واليدين: نؤمن بهذا كله، فلا يقال: كيف؟ .
مع اعتقاد نفي التشبيه، وينسبون من أنكرها إلى الجهمية، وأما الجهمية فقالوا: هذا تشبيه.
ثم تأولوه! وقال أهل العلم: هي صفة الله، وإنما التشبيه أن يقال: سمع كسمع، ويد كيد ".
92 -
وقال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة: «الأخبار في الصفات نقلها الخلف عن السلف على سبيل الصفات لله والمعرفة له، والتسليم لما أخبر مع اجتناب التأويل وترك التمثيل» .
توفي ابن خزيمة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، ولم يكن في وقته مثله على الإطلاق ممن جمع بين الفقه والحديث.
حكى عنه وقال فيه المزني وهو شيخه: هو أعلم بالحديث مني.
93 -
وقال أبو الحسن الأشعري في كتاب «مقالات
الإسلاميين» بعد أن ذكر الخوارج والرافضة والقدرية والجهمية: " مقالة أهل السنة: وجملة قولهم الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبما جاء عن الله، وما رواه (الثقات عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم وأن الله على عرشه وأن له يدين بلا كيف (كما قال: (لما خلقت) بيدي) " ثم قال في آخر ما حكى عنهم: «بكل ما (ذكرنا من قولهم نقول،) وإليه نذهب.
94 -
وذكر هذه المقالة بعينها ابن فورك في كتاب» الخلاف بين الأشعري وابن كلاب) وقال: «فهذا تحقيق لك من ألفاظ أبي الحسن رحمه الله أنه معتقد لهذه الأصول التي هي قواعد أصحاب الحديث، وأساس توحيدهم» .
قلت: شهرة أبي الحسن تغني عن التعريف به وإذا أردت أن تعرف ترجمته فطالع كتب ابن عساكر في «تبيين كذب المفترى فيما نسب إلى الأشعري» فإنه مجلد.
وهذا المقالة أخذها الأشعري عن زكريا بن يحيى الساجي شيخ
البصرة في الحديث والفقه، له كتاب «اختلاف الفقهاء» وكتاب «علل الحديث» توفي سنة سبع وثلاثمائة.
95 -
وقال ابن سريج الإمام وقد سئل عن صفات الله فقال: " حرام على العقول أن تمثل الله، وعلى الأوهام أن تحده، وعلى الألباب أن تصف إلا ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله، وقد صح عند جميع أهل السنة إلى زماننا أن جميع الآي والأخبار الصادقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب على المسلم الإيمان بكل واحد منها كما ورد، مثل قوله:} هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام {،} وجاء ربك والملك صفا صفا {، ونظائرها مما نطق به القرآن كالفوقية والنفس واليدين والسمع والبصر والضحك والتعجب والنزول " إلى أن قال: " اعتقادنا فيه وفي الآي المتشابهة: أن نقبلها ولا نتأولها بتأويل المخالفين، ولا نحملها على تشبيه المشبهين، ونسلم الخبر لظاهره، والآية لظاهرها «.
وذكر فيها أشياء اختصرتها.
- توفي سنة ست وثلاثمائة، وكان يفضل على فقهاء الشافعية حتى على المزني، وفهرست كتبه تشمل على أربعمائة مصنف.
96 -
وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب» التبصير في معالم الدين ": " القول فيما أدرك علمه من الصفات خبرا، نحو إخباره أنه سميع بصير، وأن له يدين بقوله:} بل يداه مبسوطتان {، وأن له وجها بقوله:} ويبقى وجه ربك {، وأن له قدما بقول النبي صلى الله عليه وسلم:«حتى يضع الرب فيها قدمه» .
وأنه يضحك بقوله: «لقي الله وهو يضحك إليه» ، وأنه يهبط إلى
سماء الدنيا بخبر رسوله بذلك، وأن له إصبعا بقول رسوله:«ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن» .
فإن هذه المعاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله به نفسه ورسوله مما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والروية، ولا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهائها إليه ".
توفي محمد بن جرير سنة عشر وثلاثمائة، وهو أحد الأئمة المجتهدين، تام المعرفة بالقرآن والحديث والفقه واللغة العربية والتاريخ، كان يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد في عصره.
قال الإمام الأئمة ابن خزيمة: أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير.
وقال أبو حامد الإسفراييني الإمام: لو سافر رجل إلى الصين حتى
يحصل له تفسير محمد بن جرير ما كان كثيرا.
97 -
وقال الإمام أبو سليمان الخطابي: " مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها اجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها، لأن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله، فإذا كان معلوما أن إثبات الباري سبحانه إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا تحديد وتكييف.
فإذا قلت يد وسمع وبصر وما أشبهها، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه، ولسنا نقول إن معنى اليد: القوة والنعمة، ولا معنى السمع والبصر: العلم، ولا يقال: إنها جوارح وأدوات للفعل، ولا نشببها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح، ونقول: إنما وجب القول بإثبات هذه الصفات لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه
عنها، لأن الله لا يشبهه شيء قال:} ليس كمثله شيء {، وعلى هذا جرى قول علماء السلف في أحاديث الصفات.
قلت: هذا كله كلام الخطابي في كتاب «الغنية من الكلام» وهو إمام كبير الشأن، خبير بالحديث والفقه وأقوال الأئمة.
له كتاب «معالم السنن» وكتاب «الغريب» ، توفي بعد السبعين وثلاثمائة.
98 -
وقال الإمام أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله " اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذاهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة: الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقبول ما نطق به كتاب الله، وما صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نعدل عما ورد به.
ويعتقدون أن الله مدعو بأسمائه الحسنى، موصوف بصفاته التي وصف بها نفسه، ووصفه بها نبيه: خلق آدم بيده، ويداه مبسوطتان لا اعتقاد كيف، واستوى على العرش بلا كيف، فإنه انتهى إلينا أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه.
والإسماعيلي من كبار الأئمة، جمع بن الفقه والحديث، وألف «الصحيح» وأخذ عنه فقهاء جرجان.
توفي بعد السبعين وثلاثمائة سنة إحدى، وله أربع وتسعون سنة.
قال الدارقطني مع جلالته: «عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر فلم أرزق» .
وهذا المعتقد سمعناه بإسناد صحيح عنه.
99 -
وقد طولنا في هذا المكان، ولو ذكرنا قول كل من له كلام في إثبات الصفات من الأئمة لاتسع الخرق، وإذا كان المخالف لا يهتدي بمن ذكرنا أنه يقول الإجماع على إثباتها من غير تأويل أو لا يصدقه في نقله فلا هداه الله.
ولا خير والله فيمن رد على مثل الزهري ومكحول والأوزاعي والثوري والليث بن سعد ومالك وابن عيينة وابن المبارك ومحمد بن الحسن والشافعي والحميدي وأبي عبيد وأحمد بن حنبل وأبي عيسى الترمذي وابن سريج وابن جرير الطبري وابن خزيمة وزكريا الساجي وأبي الحسن الأشعري،
أو من يقول مثل قولهم من الإجماع مثل: الخطابي وأبي بكر الإسماعيلي وأبي القاسم الطبراني وأبي أحمد العسال وأبي الحسن الدارقطني وأبي عبد الله بن
بطة وأبي عبد الله بن مندة وأبي بكر الباقلاني وأبي بكر بن فورك وأبي القاسم
اللالكائي وأبي نعيم صاحب «الحلية» ومعمر بن زياد. . .
الصابوني وأبي الفتح سليم الرازي في تفسيره. . .
والبيهقي وأبي عمر بن عبد البر وأبي بكر الخطيب. . . . وأبي القاسم سعد بن علي
الزنجاني وأبي المعالي الجويني وأبي إسماعيل الأنصاري
شيخ الإسلام، ومحيي السنة أبي محمد البغوي وأبي القاسم إسماعيل التيمي مصنف «الترغيب والترهيب» والشيخ أبي البيان الدمشقي والشيخ عبد القارد
الجيلي الذين هم لب اللباب ونقاوة الأمة في كل عصر، وهو متبع غير سبيل المؤمنين، لكن أكثر المخالفين يعذرونك، فإنهم لعل أكثرهم لا يعرف عامة هؤلاء الأئمة المذكورين فضلا عن معرفة أقوالهم ونقولهم إجماع الصحابة والتابعين على ذلك.
ومما يجب (. . .) الشخص قاصدا الاستغفار، فيقول بعضهم: لو اشتغلت في أصول الدين فإنه يجب عليه معرفة الله بالدليل.
فيطيعه ويواظب حلقة واحد منهم، فيحذره من التشبيه والتجسيم، ويقول له: إن الحنابلة مجسمة، وهم يقولون: لله يد، وأنه في السماء تعالى الله عن ذلك فينفي. . . لده من حب أبي بكر وعمر حتى بحبل. . . الصفات فما ينظر في
قول مثبتها. . . عليهم، ولا ينصف إن ناظر، ولا يحقق النظر أن نظر، فهو معذور من كونه نافيا عن الله التجسيم، وغير معذور لكونه ما أمعن النظر حتى يعلم أنه ليس يلزم من إثبات صفاته شيء من إثبات التشبيه والتجسيم، فإن التشبيه إنما يقال: يد كيدنا، وأما إذا قيل يد لا تشبه الأيدي، كما أن ذاته لا تشبه الذوات، وسمعه لا يشبه الأسماع، وبصره لا يشبه الأبصار، ولا فرق بين الجميع فإن ذلك تنزيه.