المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الزاي المعجمة - لسان العرب - جـ ٤

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الزاي المعجمة

فَقَالَ: تَرَكَتِ المُخَّ رَاراً

أَي ذَائِبًا رَقِيقًا لِلْهُزَالِ وَشِدَّةِ الجَدْبِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الرَّيْرُ الَّذِي كَانَ شَحْمًا فِي الْعِظَامِ ثُمَّ صَارَ مَاءً أَسود رَقِيقًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

أَقولُ بالسَّبْتِ فُوَيْقَ الدَّيْرِ،

إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قليلُ الغَيْرِ،

والسَّاقُ مِنِّي بادِياتُ الرَّيْرِ

أَي أَنا ظَاهِرُ الْهُزَالِ لأَنه دَقَّ عَظْمُهُ وَرَقَّ جِلْدُهُ فَظَهَرَ مُخُّهُ، وإِنما قَالَ بَادِيَاتُ، وَالسَّاقُ وَاحِدَةٌ، لأَنه أَراد السَّاقَيْنِ وَالتَّثْنِيَةُ يَجُوزُ أَن يُخْبَرَ عَنْهَا بِمَا يُخْبَرُ بِهِ عَنِ الْجَمْعِ لأَنه جَمْعُ وَاحِدٍ إِلى آخَرَ، وَيُرْوَى: بَارِدَاتُ؛ وَقَدْ رَارَ وأَرَارَهُ الهُزَالُ. والرَّيْرُ: الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الصَّبِيِّ.

‌فصل الزاي المعجمة

زأر: زَأَرَ الأَسدُ، بِالْفَتْحِ، يَزْئِرُ ويَزْأَرُ زَأْراً وزَئِيراً: صَاحَ وَغَضِبَ. وزَأَرَ الفحلُ زَأْراً وزَئِيراً: رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي جَوْفِهِ ثُمَّ مَدَّه؛ قِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ: أَيُّ الفِحالِ أَحْمَدُ؟ قَالَتْ: حُمُرٌ ضِرْغامَةٌ شديدُ الزَّئِير قَلِيلُ الهَدِير. والزَّئيرُ: صَوْتُ الأَسد فِي صَدْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَسَمِعَ زَئير الأَسد.

ابْنُ الأَعرابي: الزَّئِرُ مِنَ الرِّجَالِ الغضبانُ الْمُقَاطِعُ لِصَاحِبِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الزَّايِرُ الْغَضْبَانُ، أَصله مَهْمُوزٌ، يُقَالُ: زَأَرَ الأَسد، فَهُوَ زَائِرٌ، وَيُقَالُ لِلْعَدُوِّ: زَائِرٌ وَهُمُ الزَّائرون؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ:

حَلَّتْ بأَرض الزائِرينَ، فأَصْبَحَتْ

عَسِراً عليَّ طِلابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ

قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد أَنها حَلَّتْ بأَرض الأَعداء. وَالْفَحْلُ أَيضاً يَزْئر فِي هَدِيره زَأْراً إِذا أَوعد؛ قَالَ رؤْبة:

يَجْمَعْنَ زَأْراً وهَدِيراً مَحْضاً

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزَّائِرُ الْغَضْبَانُ، بِالْهَمْزِ، والزَّايِرُ: الْحَبِيبُ، قَالَ؛ وَبَيْتُ عَنْتَرَةَ يُرْوَى بِالْوَجْهَيْنِ، فَمَنْ هَمَزَ أَراد الأَعداء، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ أَراد الأَحباب. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ أَيضاً زَئر الأَسد، بِالْكَسْرِ، يَزْأَرُ، فَهُوَ زَئِرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مَا مُخْدِرٌ حَرِبٌ مُسْتَأْسِدٌ أَسِدٌ،

ضُبارِمٌ خادِرٌ ذُو صَوْلَةٍ زَئِرُ؟

وَكَذَلِكَ تَزَأَّرَ الأَسدُ، عَلَى تَفَعَّل، بِالتَّشْدِيدِ. والزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ، يُقَالُ: أَبو الحرثِ مَرْزُبانُ الزَّأْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةُ فَتْحِ الْعِرَاقِ وَذَكَرَ مَرْزُبان الزَّأْرَةِ؛ هِيَ الأَجمة سُمِّيَتْ بِهَا لِزَئيرِ الأَسدِ فِيهَا. والمَرْزُبانُ: الرَّئِيسُ المُقَدَّمُ، وأَهل اللُّغَةِ يَضُمُّونَ مِيمَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

إِن الجَارُودَ لَمَّا أَسلم وَثَبَ عَلَيْهِ الحُطَمُ فأَخذه فَشَدَّهُ وثَاقاً وَجَعَلَهُ فِي الزَّأْرَةِ.

زأبر: الزِّئْبِرُ، بِالْكَسْرِ مَهْمُوزٌ: مَا يَعْلُو الثَّوْبَ الْجَدِيدَ مِثْلَ مَا يَعْلُو الخَزَّ. ابْنُ سِيدَهْ: الزِّئْبِرُ والزِّئْبُرُ، بِضَمِّ الْبَاءِ، مَا يَظْهَرُ مِنْ دَرْزِ الثَّوْبِ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَقَدْ زَأْبَرَ الثوبُ وزَأْبَرَهُ: أَخرج زِئْبِرَهُ، وَهُوَ مُزَأْبِرٌ ومُزَأْبَرٌ. وأَخَذَ الشَّيْءَ بِزَأْبَرِه أَي بِجَمِيعِهِ؛ أَبو زَيْدٍ: زِئْبِرُ الثَّوْبِ وزِغْبِرُه. التَّهْذِيبِ فِي الثُّلَاثِيِّ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ زِئْبِرُ الثَّوْبِ، وَقَدْ قِيلَ: زِئْبُرٌ، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَلَا يُقَالُ زِئْبَرٌ. اللَّيْثُ: الزِّئْبُر، بِضَمِّ الْبَاءِ، زِئْبُر الخَزِّ وَالْقَطِيفَةِ وَالثَّوْبِ وَنَحْوِهِ؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ ازْبِئْرَارُ الهِرِّ إِذا وَفَى شَعَرُه وَكَثُرَ؛ قَالَ الْمَرَّارُ:

فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فِي ازْبِئْرارِهِ،

وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لم يَزْبَئِرْ

ص: 314

زبر: الزَّبْرُ: الْحِجَارَةُ. وزَبَرَهُ بِالْحِجَارَةِ: رَمَاهُ بِهَا. والزَّبْرُ: طَيُّ الْبِئْرِ بِالْحِجَارَةِ، يُقَالُ: بِئْرٌ مَزْبُورَةٌ. وزَبَرَ الْبِئْرَ زَبْراً: طَوَاهَا بِالْحِجَارَةِ؛ وَقَدْ ثَنَّاهُ بعضُ الأَغفال وإِن كَانَ جِنْسًا فَقَالَ:

حَتَّى إِذا حَبْلُ الدّلاءِ انْحَلَّا،

وانْقاضَ زَبْرَا حالِهِ فابْتَلَّا

وَمَا لَهُ زَبْرٌ أَي مَا لَهُ رأْي، وَقِيلَ: أَي مَا لَهُ عَقْلٌ وتَماسُكٌ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ، وَمَا لَهُ زَبْرٌ وَضَعُوهُ عَلَى المَثَلِ، كَمَا قَالُوا: مَا لَهُ جُولٌ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَهُ عَقْلٌ ورأْي: لَهُ زَبْرٌ وجُولٌ، وَلَا زَبْرَ لَهُ وَلَا جُولَ. وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ:

وعَدَّ مِنْهُمُ الضعيفَ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ

أَي لَا عَقْلَ لَهُ يَزْبُرُه وَيَنْهَاهُ عَنِ الإِقدام عَلَى مَا لَا يَنْبَغِي. وأَصلُ الزَّبْرِ: طَيُّ الْبِئْرِ إِذا طُوِيَتْ تَمَاسَكَتْ وَاسْتَحْكَمَتْ؛ وَاسْتَعَارَ ابْنُ أَحمر الزَّبْرَ لِلرِّيحِ فَقَالَ:

ولَهَتْ عَلَيْهِ كلُّ مُعْصِفَةٍ

هَوجاءَ، لَيْسَ لِلُبِّها زَبْرُ

وإِنما يُرِيدُ انْحِرَافَهَا وَهُبُوبَهَا وأَنها لَا تَسْتَقِيمُ عَلَى مَهَبٍّ وَاحِدٍ فَهِيَ كَالنَّاقَةِ الهَوْجاء، وَهِيَ الَّتِي كأَنّ بِهَا هَوَجاً مِنْ سُرْعَتها. وَفِي الْحَدِيثِ:

الْفَقِيرُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ زَبْرٌ

؛ أَي عَقْلٌ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. والزَّبْرُ: الصَّبْرُ، يُقَالُ: مَا لَهُ زَبْرٌ وَلَا صَبْرٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ حِكَايَةُ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَعِنْدِي أَن الزَّبْرَ هَاهُنَا الْعَقْلُ. وَرَجُلٌ زَبِيرٌ: رَزِينُ الرأْي. والزَّبْرُ: وَضْعُ الْبُنْيَانِ بَعْضِهِ عَلَى بَعْضٍ. وزَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُه: قرأْته. والزَّبْرُ: الْكِتَابَةُ. وزَبَرَ الكتابَ يَزْبُرُه ويَزبِرُه زَبْراً: كَتَبَهُ، قَالَ: وأَعرفه النَّقْشَ فِي الْحِجَارَةِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا أَعرف تَزْبرَتِي، فإِما أَن يَكُونَ هَذَا مَصْدَرَ زَبَرَ أَي كَتَبَ، قَالَ: وَلَا أَعرفها مُشَدَّدَةً، وإِما أَن يَكُونَ اسْمًا كالتَّنْبِيَةِ لِمُنْتَهَى الْمَاءِ والتَّوْدِيَةِ لِلْخَشَبَةِ الَّتِي يُشَدُّ بِهَا خِلْفُ النَّاقَةِ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. وَقَالَ أَعرابي: إِني لَا أَعرف تَزْبِرَتِي أَي كِتَابَتِي وَخَطِّي. وزَبَرْتُ الْكِتَابَ إِذا أَتْقَنْتَ كِتَابَتَهُ. والزَّبْرُ: الكتابُ، وَالْجَمْعُ زُبُورٌ مِثْلُ قِدْرٍ وقُدُورٍ؛ وَمِنْهُ قرأَ بَعْضُهُمْ:

وَآتَيْنَا دَاوُدَ زُبُوراً.

والزَّبُورُ: الْكِتَابُ المَزبُورُ، وَالْجَمْعُ زُبُرٌ، كَمَا قَالُوا رَسُولٌ ورُسُل. وإِنما مَثَّلْتُهُ بِهِ لأَن زَبُوراً وَرَسُولًا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

وجَلا السيولُ عَنِ الطُّلُولِ كأَنها

زُبُرٌ، تَخُدُّ مُتُونَها أَقْلامُها

وَقَدْ غَلَبَ الزَّبُورُ عَلَى صُحُفِ دَاوُدُ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَكُلُّ كِتَابٍ: زَبُورٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ

؛ قَالَ

أَبو هُرَيْرَةَ: الزَّبُورُ مَا أُنزل عَلَى دَاوُدَ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ مِنْ بَعْدِ التَّوْرَاةِ.

وقرأَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ:

فِي الزُّبُور

، بِضَمِّ الزَّايِ، وَقَالَ: الزُّبُورُ التَّوْرَاةُ والإِنجيل وَالْقُرْآنُ، قَالَ: وَالذِّكْرُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ؛ وَقِيلَ: الزَّبُورُ فَعُول بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كأَنه زُبِرَ أَي كُتِبَ. والمِزْبَرُ، بِالْكَسْرِ: الْقَلَمُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: أَنه دَعَا فِي مَرَضِه بِدَوَاةٍ ومِزْبَرٍ فَكَتَبَ اسْمَ الْخَلِيفَةِ بَعْدَهُ، والمِزْبَرُ: الْقَلَمُ. وزَبَرَه يَزْبُرُه، بِالضَّمِّ، عَنِ الأَمر زَبْراً: نَهَاهُ وَانْتَهَرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِذا رَدَدْتَ عَلَى السَّائِلِ ثَلَاثًا فَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَزْبُرَه

أَي تَنْهَرَهُ وتُغْلِظ لَهُ فِي الْقَوْلِ والرَّدِّ والزَّبْرُ، بِالْفَتْحِ: الزَّجْرُ وَالْمَنْعُ لأَن مَنْ زَبَرْتَه عَنِ الْغَيِّ فَقَدْ أَحْكَمْتَهُ كَزَبْرِ الْبِئْرِ بِالطَّيِّ.

ص: 315

والزُّبْرَةُ: هَنَةٌ نَاتِئَةٌ مِنَ الْكَاهِلِ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَاهِلُ نَفْسُهُ فَقَطْ، وَقِيلَ: هِيَ الصُّدْرَةُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ، وَيُقَالُ: شَدَّ للأَمر زُبْرَتَه أَي كَاهِلَهُ وَظَهْرَهُ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:

بِهَا وَقَدْ شَدُّوا لَهَا الأَزْبارَا

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: جَمْعُ زُبْرَةٍ، وَغَيْرُ مَعْرُوفٍ جَمْعُ فُعْلَةٍ عَلَى أَفعال، وَهُوَ عِنْدِي جَمْعُ الْجَمْعِ كأَنه جَمَعَ زُبْرَةً عَلَى زُبَرٍ وجَمَعَ زُبَراً عَلَى أَزْبَارٍ، وَيَكُونُ جَمْعُ زُبْرَةٍ عَلَى إِرادة حَذْفِ الْهَاءِ. والأَزْبَرُ والمَزْبَرَانِيُّ: الضَّخْمُ الزُّبْرَةِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:

لَيْثٌ عليهِ مِنَ البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ،

كالمَزْبَرَانِيِّ عَيَّالٌ بأَوْصَالِ

هَذِهِ رِوَايَةُ خَالِدِ بْنِ كُلْثُومٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ عِنْدِي خطأٌ وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ لأَنه فِي صِفَةِ أَسد، والمَزْبَرَانِيُّ: الأَسد، وَالشَّيْءُ لَا يُشَّبَهُ بِنَفْسِهِ، قَالَ: وإِنما الرِّوَايَةُ كالمَرْزُبانِيِّ. والزُّبْرَةُ: الشَّعَرُ الْمُجْتَمِعُ لِلْفَحْلِ والأَسد وَغَيْرِهِمَا؛ وَقِيلَ: زُبْرَةُ الأَسد الشعرُ عَلَى كَاهِلِهِ، وَقِيلَ: الزُّبْرَةُ: مَوْضِعُ الْكَاهِلِ عَلَى الكَتِفَيْنِ. وَرَجُلٌ أَزْبَرُ: عَظِيمُ الزُّبْرَة زُبْرَةِ الْكَاهِلِ، والأُنثى زَبْرَاءُ؛ وَمِنْهُ زُبْرَةُ الأَسد. وأَسد أَزْبَرُ ومَزْبَرَانِيّ: ضَخْمُ الزُّبْرَةِ. والزُّبْرَةُ: كَوْكَبٌ مِنَ الْمَنَازِلِ عَلَى التَّشْبِيهِ بِزُبْرَةِ الأَسد. قَالَ ابْنُ كِنَاسَةَ: مِنْ كَوَاكِبِ الأَسد الخَرَاتَانِ، وَهُمَا كَوْكَبَانِ نَيِّرانِ بَيْنَهُمَا قَدْرُ سَوْطٍ، وَهُمَا كَتفَا الأَسَدِ، وَهُمَا زُبْرَةُ الأَسد، وَهُمَا كَاهِلَا الأَسد يَنْزِلُهُمَا الْقَمَرُ، وَهِيَ كُلُّهَا ثَمَانِيَةٌ. وأَصل الزُّبْرَةِ: الشَّعَرُ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيِ الأَسد. اللَّيْثُ: الزُّبْرَةُ شَعَرٌ مُجْتَمِعٌ عَلَى مَوْضِعِ الْكَاهِلِ مِنَ الأَسد وَفِي مِرْفَقَيْهِ؛ وَكُلُّ شَعَرٍ يَكُونُ كَذَلِكَ مُجْتَمَعًا، فَهُوَ زُبْرَةٌ وَكَبْشٌ زَبِيرٌ: عَظِيمُ الزُّبْرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مُكْتَنِزٌ. وزُبْرَةُ الْحَدِيدِ: الْقِطْعَةُ الضَّخْمَةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ زُبَرٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ

، وزُبُرٌ، بِالرَّفْعِ أَيضاً قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً

؛ أَي قِطَعاً. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً

؛ مَنْ قرأَ بِفَتْحِ الْبَاءِ أَراد قِطَعًا مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ

، قَالَ: وَالْمَعْنَى فِي زُبَرٍ وزُبُرٍ وَاحِدٌ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ زُبُراً أَراد قِطَعًا جَمْعَ زُبْرَةٍ وإِنما أَراد تَفَرَّقُوا فِي دِينِهِمْ. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّبْرَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَدِيدِ، وَالْجَمْعُ زُبَرٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ قرأَ زُبُراً فَهُوَ جَمْعُ زَبُورٍ لَا زُبْرَةٍ لأَن فُعْلَةً لَا تُجْمَعُ عَلَى فُعُلٍ، وَالْمَعْنَى جَعَلُوا دِينَهُمْ كُتُبًا مُخْتَلِفَةً، وَمَنْ قرأَ زُبَراً، وَهِيَ قِرَاءَةُ الأَعمش، فَهِيَ جَمْعُ زُبْرَةٍ بِمَعْنَى الْقِطْعَةِ أَي فَتَقَطَّعُوا قِطَعًا؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ زَبُورٍ كَمَا تَقَدَّمَ، وأَصله زُبُرٌ ثُمَّ أُبدل مِنَ الضَّمَّةِ الثَّانِيَةِ فَتْحَةٌ كَمَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ فِي جَمْعِ جَديد جُدَدٌ، وأَصله وَقِيَاسُهُ جُدُدٌ، كَمَا قَالُوا رُكَباتٌ وأَصله رُكُباتٌ مِثْلُ غُرُفاتٍ وَقَدْ أَجازوا غُرَفات أَيضاً، وَيُقَوِّي هَذَا أَن ابْنَ خَالَوَيْهِ حَكَى عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه أَجاز أَن يقرأَ زُبُراً وزُبْراً وزُبَراً، فَزُبْراً بالإِسكان هُوَ مُخَفَّفٌ مِنْ زُبُر كعُنْقٍ مُخَفَّفٌ مِنْ عُنُقٍ، وزُبَرٌ، بِفَتْحِ الْبَاءِ، مُخَفَّفٌ أَيضاً مِنْ زُبُرٍ بِرَدِّ الضَّمَّةِ فَتْحَةٍ كَتَخْفِيفِ جُدَد مِنْ جُدُدٍ. وزُبْرَةُ الْحَدَّادِ: سَنْدَانُه. وزَبَرَ الرجلَ يَزْبُرُه زَبْراً: انْتَهَرَهُ. والزِّبِيرُ: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: الزِّبِرُّ، بِالْكِسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، مِنَ الرِّجَالِ الشَّدِيدُ الْقَوِيُّ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ

ص: 316

الْفَقْعَسِيُّ:

أَكون ثَمَّ أَسداً زِبِرّا

الْفَرَّاءُ: الزَّبِير الدَّاهِيَةُ. والزُّبارَةُ: الخُوصَةُ حِينَ تَخْرُجُ مِنَ النَّوَاةِ. والزَّبِيرُ: الحَمْأَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وَقَدْ جَرَّبَ الناسُ آلَ الزُّبَيْر،

فَذَاقُوا مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ الزَّبِيرَا

وأَخذ الشَّيْءَ بِزَبَرِه وزَوْبَرِه وزَغْبَرِه وزَابَرِه أَي بِجَمِيعِهِ فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

وَإِنْ قَالَ عاوٍ مَنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً

بِهَا جَرَبٌ، عُدَّتْ عَلَيَّ بِزَوْبَرَا «1»

. أَي نُسِبَتْ إِليَّ بِكَمَالِهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَلت أَبا عَلِيٍّ عَنْ تَرْكِ صَرْفِ زَوْبَر هَاهُنَا فَقَالَ: عَلَّقَهُ عَلَمًا عَلَى الْقَصِيدَةِ فَاجْتَمَعَ فِيهِ التَّعْرِيفُ والتأْنيث كَمَا اجْتَمَعَ فِي سُبْحان التَّعْرِيفُ وَزِيَادَةُ الأَلف وَالنُّونِ؛ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: الزَّوْبَرُ الدَّاهِيَةُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي مَنَعَ زَوْبَر مِنَ الصَّرْفِ أَنه اسْمُ عَلَمٍ لِلْكَلْبَةِ مُؤَنَّثٌ، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ بِزَوْبَر هَذَا الِاسْمِ إِلا فِي شِعْرِهِ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ لَمْ يُسْمَعُ بمامُوسَةَ اسْمًا عَلَمًا لِلنَّارِ إِلا فِي شِعْرِهِ فِي قَوْلِهِ يَصِفُ بَقَرَةً:

تَطَايَحَ الطَّلُّ عَنْ أَعْطافِها صُعُداً،

كَمَا تَطايَحَ عَنْ مامُوسَةَ الشَّرَرُ

وَكَذَلِكَ سَمَّى حُوَارَ النَّاقَةِ بابُوساً وَلَمْ يُسْمَعْ فِي شِعْرِ غَيْرِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ:

حَنَّتْ قَلُوصِي إِلى بابُوسِها جَزَعاً،

فَمَا حَنِينك أَم مَا أَنت والذَّكَرُ؟

وسَمَّى مَا يَلِفُّ عَلَى الرأْس أُرنة وَلَمْ تُوجَدْ لِغَيْرِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ:

وتَلفَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه،

مُتَشَاوِساً لِوَرِيدِه نَعْرُ

قَالَ وَفِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:

عُدَّت عَلَيَّ بِزَوْبَرَا

أَي قَامَتْ عَلَيَّ بِدَاهِيَةٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نُسِبَتْ إِليَّ بِكَمَالِهَا وَلَمْ أَقلها. وَرَوَى

شَمِرٌ حَدِيثًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ أَنه قَالَ: جَاءَ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، إِلى دَارِي فَوَضَعْنَا لَهُ قَطِيفَةً زَبِيرَةً.

قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: كَبْشٌ زَبِيرٌ أَي ضَخْمٌ، وَقَدْ زَبُرَ كَبْشُكَ زَبارَةً أَي ضَخُمَ، وَقَدْ أَزْبَرْتُه أَنا إِزْباراً. وَجَاءَ فُلَانٌ بزَوْبَرِه إِذا جَاءَ خَائِبًا لَمْ تُقْضَ حَاجَتُهُ. وزَبْرَاءُ: اسْمُ امرأَة؛ وَفِي الْمَثَلِ: هَاجَتْ زَبْراءُ؛ وَهِيَ هَاهُنَا اسْمُ خَادِمٍ كَانَتْ للأَحنف بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَتْ سَليطة فَكَانَتْ إِذا غَضِبَتْ قَالَ الأَحنف: هَاجَتْ زَبْراءُ، فَصَارَتْ مَثَلًا لِكُلِّ أَحد حَتَّى يُقَالَ لِكُلِّ إِنسان إِذا هَاجَ غَضَبُهُ: هَاجَتْ زَبْراؤُه، وزَبْرَاءُ تأْنيث الأَزْبَرِ مِنَ الزُّبْرَةِ، وَهِيَ مَا بَيْنَ كَتِفَيِ الأَسد مِنَ الوَبَرِ. وزَبير وزُبَيْر ومُزَبَّرٌ. أَسماء. وازْبَأَرَّ الرجلُ: اقْشَعَرَّ. وازْبَأَرَّ الشَّعَرُ والوَبَرُ والنباتُ: طَلَعَ ونَبَتَ. وازْبَأَرَّ الشَّعْرُ: انْتَفَشَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

لَهَا ثُنَنٌ كَخَوافي العُقابِ

سُودٌ، يَفينَ إِذا تَزْبَئِرْ

وازْبَأَرَّ لِلشَّرِّ: تهيأَ. وَيَوْمٌ مُزْبَئِرّ: شَدِيدٌ مَكْرُوهٌ. وازْبَأَرَّ الكلبُ: تَنَفَّشَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا وَهُوَ المَرَّارُ بن مُنْقِذ الحنظلي:

(1). قوله: [وإِن قَالَ عَاوٍ مَنْ مَعَدٍّ إلخ] الذي في الصحاح: إِذا قال غاو من تنوخ إلخ

ص: 317

فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فِي ازْبِئْرَارِه،

وكُمَيْتُ اللَّوْنِ مَا لَمْ يَزْبَئِرْ

قَدْ بَلَوْناهُ عَلَى عِلَّاتِهِ،

وَعَلَى التَّيْسِير مِنْهُ والضُّمُر

الْوَرْدُ: بَيْنَ الْكُمَيْتِ، وَهُوَ الأَحمر، وَبَيْنَ الأَشقر؛ يَقُولُ: إِذا سَكَنَ شَعَرُهُ اسْتَبَانَ أَنه كُمَيْتٌ وإِذا ازْبَأَرَّ اسْتَبَانَ أُصول الشَّعَرِ، وأُصوله أَقل صبْغاً مِنْ أَطرافه، فَيَصِيرُ فِي ازْبِئْرارِه وَرْداً، وَالتَّيْسِيرُ هُوَ أَن يَتَيَسَّرَ الْجَرْيُ ويتهيأَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ

شُرَيْحٍ: أَنَّ هِيَ هَرَّتْ وازْبَأَرَّتْ فَلَيْسَ لَهَا

أَي اقْشَعَرَّتْ وَانْتَفَشَتْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الزُّبْرَةِ، وَهِيَ مُجْتَمَعُ الوَبَرِ فِي الْمِرْفَقَيْنِ والصَّدر. وَفِي حَدِيثِ

صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: كَيْفَ وجدتَ زَبْرا، أَأَقِطاً وتَمْراً، أَو مُشْمَعِلًّا صَقْراً؟

الزَّبْرُ، بِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِهَا: هُوَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ، وَهُوَ مُكَبَّرُ الزُّبَيْر، تَعْنِي ابْنَهَا، أَي كَيْفَ وَجَدْتَهُ كَطَعَامٍ يُؤْكَلُ أَو كَالصَّقْرِ. والزَّبِيرُ: اسْمُ الْجَبَلِ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، بِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِ الْبَاءِ، وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ. ابْنُ الأَعرابي: أَزْبَرَ الرجلُ إِذا عَظُمَ، وأَزْبَرَ إِذا شَجُعَ. والزَّبِير: الرَّجُلُ الظريف الكَيّسُ.

زبطر: الزِّبَطْرَةُ، مِثَالُ القِمَطْرَةِ: ثَغْرٌ مِنْ ثُغُورِ الرُّومِ.

زبعر: رَجُلٌ زِبَعْرَى: شَكِسُ الخُلُق سَيِّئُه، والأُنثى زِبَعْراة، بِالْهَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَبِهِ سُمِّيَ ابْنُ الزِّبَعْرَى الشَّاعِرُ. والزِّبَعْرَى: الضَّخْمُ، وَحَكَى بَعْضُهُمُ الزَّبَعْرَى، بِفَتْحِ الزَّايِ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فأَلفه مُلْحِقَةٌ لَهُ بِسَفَرْجَلٍ وأُذن زَبعْرَاةٌ وزِبَعْراةٌ: غَلِيظَةٌ كَثِيرَةُ الشَّعَرِ. قَالَ الأَزهري: وَمِنْ آذَانِ الْخَيْلِ زِبَعْراةٌ، وَهِيَ الَّتِي غَلُظَتْ وَكَثُرَ شَعَرُهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الزِّبَعْرَى الْكَثِيرُ شَعَرِ الْوَجْهِ وَالْحَاجِبَيْنِ واللِّحيَيْنِ. وجَمَلٌ زِبَعْرَى كَذَلِكَ. والزَّبْعَرُ: ضَرْبٌ مِنَ المَرْوِ وَلَيْسَ بِعَرِيضِ الْوَرَقِ، وَمَا عَرُضَ ورَقُه مِنْهُ فَهُوَ ماحُوزٌ. والزِّبَعْرِيُّ: ضَرْبٌ من السهام منسوب.

زبغر: الزَّبْغَرُ: بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَقْدِيمِ الْبَاءِ عَلَى الْغَيْنِ: المَرْوُ الدِّقاقُ الوَرَقِ أَو هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَرْوُ ماحُوز أَو غيره، وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ خَالَفَ أَبا حَنِيفَةَ لأَنه يَقُولُ: إِنه الزَّغْبَر، بِتَقْدِيمِ الغين على الباء.

زبنتر: التَّهْذِيبِ فِي الْخُمَاسِيِّ: ابْنُ السِّكِّيتِ: الزَّبَنْتَرُ مِنَ الرِّجَالِ المُنكَرُ الدَّاهِيَةُ إِلى القِصَرِ مَا هُوَ؛ وأَنشد:

تَمَهْجَرُوا، وأَيُّما تَمَهْجُرِ،

بَني اسْتِها، والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ

زجر: الزَّجْرُ: المَنْعُ والنهيُ والانْتِهارُ. زَجَرَهُ يَزْجُرُه زَجْراً وازْدَجَرَهُ فانْزَجَرَ وازْدَجَرَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَازْدُجِرَ فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ

. قَالَ: يُوضَعُ الازْدِجارُ مَوْضِعَ الانْزِجارِ فَيَكُونُ لَازِمًا، وَازْدُجِرَ كَانَ فِي الأَصل ازْتَجَرَ، فَقُلِبَتِ التَّاءُ دَالًا لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا وَاخْتِيرَتِ الدَّالُ لأَنها أَليق بِالزَّايِ مِنَ التَّاءِ. وَفِي حَدِيثِ العَزْلِ:

كأَنه زَجَرَ

؛ أَي نَهَى عَنْهُ، وَحَيْثُ وَقَعَ الزَّجْرُ فِي الْحَدِيثِ

فإِنما يُرَادُ بِهِ النَّهْيُ.

وزَجَرَ السَّبُعَ والكلبَ وزَجَرَ بِهِ: نَهْنَهَهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا هُوَ مِنِّي مَزْجَرَ الْكَلْبِ أَي بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ فَحَذَفَ وأَوصل، وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الْمُخْتَصَّةِ الَّتِي أُجريت مَجْرَى غَيْرِ الْمُخْتَصَّةِ. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَرْفَعُ بِجَعْلِ الْآخَرِ

ص: 318

هُوَ الأَوّل، وَقَوْلُهُ:

مَنْ كانَ لَا يَزْعُمُ أَنِّي شاعِرُ،

فَلْيَدْنُ منِّي تَنهَهُ المَزاجِرُ

عَنَى الأَسباب الَّتِي مِنْ شأْنها أَن تَزْجُرَ، كَقَوْلِكَ نَهَتْهُ النَّواهِي، وَيُرْوَى:

مَنْ كَانَ لَا يَزْعُمُ أَني شَاعِرُ،

فَيَدْنُ مِنِّي ....

أَراد فَلْيَدْنُ فَحَذَفَ اللَّامَ، وَذَلِكَ أَن الْخَبْنَ فِي مِثْلِ هَذَا أَخف عَلَى أَلسنتهم والإِتمام عَرَبِيٌّ. وزَجَرْتُ الْبَعِيرَ حَتَّى ثَارَ ومَضَى أَزْجُرُهُ زَجْراً، وزَجَرْتُ فُلَانًا عَنِ السُّوءِ فانْزَجَرَ، وَهُوَ كالرَّدْع للإِنسان، وأَما لِلْبَعِيرِ فَهُوَ كَالْحَثِّ بِلَفْظٍ يَكُونُ زَجْراً لَهُ. قَالَ الزَّجَّاجُ: الزَّجْرُ النَّهْرُ، والزَّجْرُ لِلطَّيْرِ وَغَيْرِهَا التَّيَمُّنُ بِسُنُوحِها والتَّشَاؤُمُ بِبُروحِها، وإِنما سُمِّيَ الكاهنُ زَاجِراً لأَنه إِذا رَأَى مَا يَظُنُّ أَنه يَتَشَاءَمُ بِهِ زَجَرَ بِالنَّهْيِ عَنِ المُضِيِّ فِي تِلْكَ الْحَاجَةِ بِرَفْعِ صَوْتٍ وَشِدَّةٍ، وَكَذَلِكَ الزَّجْرُ لِلدَّوَابِّ والإِبل وَالسِّبَاعِ. اللَّيْثُ: الزَّجْرُ أَن تَزْجُرَ طَائِرًا أَو ظَبْياً سانِحاً أَو بارِحاً فَتَطَيَّرَ مِنْهُ، وَقَدْ نُهِيَ عَنِ الطِّيَرَةِ. والزَّجْرُ: العِيافَةُ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّكَهُّن؛ تَقُولُ: زَجَرْتُ أَنه يَكُونُ كَذَا وَكَذَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ شُرَيْحٌ زَاجِراً شاعِراً

؛ الزَّجْرُ لِلطَّيْرِ هُوَ التَّيَمُّنُ والتَّشَاؤُمُ بِهَا والتَّفَؤُّلُ بِطَيَرَانِهَا كالسَّانِحِ والبارِحِ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الكَهَانَة والعِيَافَةِ. وزَجَرَ الْبَعِيرَ أَي سَاقَهُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ قرأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ من ثلاثٍ، فَهُوَ زَاجِرٌ

؛ مَنْ زَجَرَ الإِبلَ يَزْجُرُها إِذا حَثَّها وحَمَلها عَلَى السُّرْعَةِ، وَالْمَحْفُوظُ رَاجِزٌ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

فَسَمِعَ وَرَاءَهُ زَجْراً

؛ أَي صِياحاً عَلَى الإِبل وحَثّاً. قَالَ الأَزهري: وزَجْرُ الْبَعِيرِ أَن يُقَالَ لَهُ: حَوْبٌ، وَلِلنَّاقَةِ: حَلْ. وأَما البغلُ فَزَجْرُه: عَدَسْ، مَجْزُومٌ؛ ويُزْجَرُ السَّبُعُ فَيُقَالُ لَهُ: هَجْ هَجْ وجَهْ جَهْ وجَاه جَاه. ابْنُ سِيدَهْ: وزَجَرَ الطائِرَ يَزْجُرُه زَجْراً وازْدَجَرَهُ تَفَاءَلَ بِهِ وتَطَيَّر فَنَهَاهُ ونَهَرَهُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وَلَيْسَ ابنُ حَمْراءِ العِجَانِ بِمُفْلِتِي،

وَلَمْ يَزْدَجِرْ طَيْرَ النُّحوسِ الأْشَائم

والزَّجُورُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَدِرُّ عَلَى الْفَصِيلِ إِذا ضُرِبَتْ، فإِذا تُرِكَتْ مَنَعَتْهُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَدِرُّ حَتَّى تُزْجَرَ وتُنْهَرَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ العَلُوقِ زَجُورٌ؛ قَالَ الأَخطل:

والحَرْبُ لاقِحَةٌ لهُنَّ زَجُورُ

وَهِيَ الَّتِي تَرْأَمُ بأَنفها وتَمْنَعُ دَرَّها. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّجُورُ مِنَ الإِبل الَّتِي تَعْرِفُ بعَيْنِها وتُنْكِرُ بأَنفها. وَبَعِيرٌ أَزْجَرُ: فِي فَقَارِه انْخِزَالٌ مِنْ داءٍ أَو دَبَرٍ. وزَجَرَتِ الناقةُ بِمَا فِي بَطْنِهَا زَجْراً رَمَتْ بِهِ وَدَفَعَتْهُ. والزَّجْرُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ عِظامٌ صِغارُ الحَرْشَفِ، وَالْجَمْعُ زُجُورٌ، يَتَكَلَّمُ بِهِ أَهل الْعِرَاقِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحسبه عَرَبِيًّا، والله أَعلم.

زحر: الزَّحِيرُ والزُّحارُ والزُّحارَةُ: إِخراجُ الصَّوْتِ أَو النَّفَسِ بأَنِينٍ عِنْدَ عَمَلٍ أَو شدَّةٍ؛ زَحَرَ يَزْحَرُ ويَزْحِرُ زَحِيراً وزُحاراً وزَحَّرَ وتَزَحَّرَ. وَيُقَالُ للمرأَة إِذا وَلَدَتْ وَلَدًا: زَحَرَتْ بِهِ وتَزَحَّرَتْ عَنْهُ؛ قَالَ:

إِنِّي زَعِيمٌ لَكِ أَنْ تَزَحَّرِي

عَنْ وَارِمِ الجَبْهَةِ، ضَخْمِ المَنْخَرِ

ص: 319

وحكى اللِّحْيَانِيُّ: زُحِرَ الرجلُ عَلَى صِيغَةِ فُعِلَ مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ مِنَ الزَّحِير، فَهُوَ مَزْحُورٌ، وَهُوَ يَتَزَحَّرُ بِمَالِهِ شُحّاً كأَنه يَئِنُّ ويَتَشَدَّدُ. وَرَجُلٌ زُحَرٌ وزَحْرانُ وزَحَّارٌ: بَخِيلٌ يَئِنُّ عِنْدَ السُّؤَالِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فأَما قَوْلُهُ:

أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وحِرْصاً،

وَعِنْدَ الفَقْرِ زَحَّاراً أُنَانَا

فإِنه أَراد زَحِيراً فَوَضَعَ الِاسْمَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ، كَمَا قَالَ: عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّها؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى زَحَّار، وَلَمْ يُعَلِّلْهُ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا أَراد بِهِ وَنَسَبَهُ إِلى بَعْضِ كَلْبٍ وَقَالَ: أَنشده الْفَرَّاءُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْمُغِيرَةِ بْنُ حَبْنَاءَ يُخَاطِبُ أَخاه صَخْراً وَكُنْيَةُ صَخْرٍ أَبو لَيْلَى، وَقَبْلَهُ:

بَلَوْنا فَضْلَ مالِكَ يَا ابْنَ لَيْلَى،

فَلَمْ تَكُ عِنْدَ عُسْرَتِنا أَخانا

وَقَالَ: أُنَاناً مَصْدَرُ أَنَّ يَئِنُّ أَنِيناً وأُناناً كَزَحَرَ يَزْحِرُ زَحِيراً وزُحاراً؛ يَقُولُ: بَلَوْنَا فَضْلَ مَالِكَ عِنْدَ حَاجَتِنَا إِليه فَلَمْ نَنْتَفِعْ بِهِ وَمَعَ هَذَا إِنك جَمَعْتَ مسأَلة النَّاسِ والحِرْصَ عَلَى مَا فِي أَيديهم وعند ما يَنُوبُكَ مِنْ حَقٍّ تَزْحَرُ وتَئِنُّ. والزُّحَارُ: دَاءٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فَيَزْحَرُ مِنْهُ حَتَّى يَنْقَلِبَ سُرْمُه فَلَا يَخْرُجُ مِنْهُ شَيْءٌ. والزَّحِيرُ: تقطيعٌ فِي الْبَطْنِ يُمَشِّي دَماً. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّحِير استطلاقُ البَطْنِ، وَكَذَلِكَ الزُّحارُ، بِالضَّمِّ. وزَحَرَهُ بِالرُّمْحِ زَحْراً: شَجَّهُ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بثَبَتٍ. وزَحْرٌ: اسم رجل.

زخر: زَخَرَ البَحْرُ يَزْخَرُ زَخْراً وزُخُوراً وتَزَخَّرَ: طَمَا وَتَملَّأَ. وزَخَرَ الوادِي زَخْراً: مَدَّ جِدّاً وَارْتَفَعَ، فَهُوَ زاخِرٌ. وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: فَزَخَرَ البَحْرُ

أَي مَدَّ وكَثُرَ ماؤُه وَارْتَفَعَتْ أَمواجه. وزَخَر القومُ: جَاشُوا لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ؛ وَكَذَلِكَ زَخَرَتِ الحربُ نفسُها؛ قَالَ:

إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ لِيَوْمِ عَظِيمَةٍ،

رأَيتَ بُحُوراً مِنْ نُحُورِهِمُ تَطْمُو

وزَخَرَتِ القِدْرُ تَزْخَرُ زَخْراً: جاشَتْ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ:

فَقُدُورُه بِفِنائِهِ،

للضَّيْفِ، مُتْرَعَةٌ زَواخِرْ

وعِرْقٌ زاخِرٌ: وافِرٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

صَنَاعٌ بِإِشْفَاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها،

جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ يُقَالُ إِنها تَجُودُ بِقُوتِهَا فِي حَالِ الْجُوعِ وَهَيَجَانِ الدَّمِ وَالطَّبَائِعِ، وَيُقَالُ: نَسَبُهَا مُرْتَفِعٌ لأَن عِرْقَ الْكَرِيمِ يَزْخَرُ بالكَرَمِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عِرق فُلَانٍ زَاخِرٌ إِذا كَانَ كَرِيمًا يَنْمِي. وزَخَرَ النباتُ: طَالَ، وإِذا الْتَفَّ النَّبَاتُ وَخَرَجَ زَهْرُهُ قِيلَ: قَدْ أَخذ زُخاريَّهُ. وزَخَرَتْ رِجْلُه زَخْراً: مَدَّتْ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَكَلَامٌ زَخْوَرِيٌّ: فِيهِ تَكبر وتَوَعُّدٌ، وَقَدْ تَزَخْوَرَ. ونَبْتٌ زَخْوَرٌ وزَخْوَرِيٌّ وزُخارِيٌّ: تامٌّ رَيَّانُ. الأَصمعي: إِذا الْتَفَّ العشبُ وأَخرج زَهْرَهُ قِيلَ: جَنَّ جُنُوناً وَقَدْ أَخذ زُخارِيَّهُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

ويَرْتَعِيانِ لَيْلَهُما قَرَاراً،

سَقَتْهُ كلُّ مُدْجِنَةٍ هَمُوعِ

زُخارِيَّ النَّباتِ، كأَنَّ فِيهِ

جِيادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ

ص: 320

وَيُقَالُ: مَكَانٌ زُخارِيُّ النَّبَاتِ، وزُخارِيُّ النَّبَاتِ: زَهْرُهُ. وأَخذ النباتُ زُخارِيَّهُ أَي حَقَّه مِنَ النَّضارة وَالْحُسْنِ. وأَرض زَاخِرَةٌ. أَخذت زُخارِيَّها. أَبو عَمْرٍو: الزَّاخِرُ الشَّرَفُ الْعَالِي. وَيُقَالُ لِلْوَادِي إِذا جَاشَ مَدُّه وطمَا سَيْلُه: زَخَرَ يَزْخَرُ زَخْراً، وَقِيلَ: إِذا كَثُرَ مَاؤُهُ وَارْتَفَعَتْ أَمواجه، قَالَ: وإِذا جَاشَ الْقَوْمُ للنَّفِير، قِيلَ: زَخَروا. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُبْتَكِراً يَقُولُ: زاخَرْتُه فَزَخَرْتُه وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه، وَقَالَ الأَصمعي: فَخَرَ بِمَا عِنْدَهُ وزَخَرَ واحدٌ.

زدر: جَاءَ فلانٌ يَضْرِبُ أَزْدَرَيْهِ وأَسْدَرَيْهِ إِذا جَاءَ فَارِغًا؛ كَذَلِكَ حَكَاهُ يَعْقُوبُ بِالزَّايِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الزَّايَ مُضَارَعَةٌ وإِنما أَصلها الصَّادُ وَسَنَذْكُرُهُ فِي الصَّادِ لأَن الأَصْدَرَيْنِ عِرْقانِ يَضْرِبانِ تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ، لَا يُفْرَدُ لَهُمَا وَاحِدٌ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: يَوْمَئِذٍ يَزْدُرُ النَّاسُ أَشتاتاً، وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ قرأُوا: يَصْدُرُ، وَهُوَ الْحَقُّ.

زرر: الزِّرُّ: الَّذِي يُوضَعُ فِي الْقَمِيصِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الزِّرُّ العُرْوَةُ الَّتِي تُجْعَلُ الحَبَّةُ فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِزِرِّ الْقَمِيصِ الزِّيرُ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقْلِبُ أَحد الْحَرْفَيْنِ الْمُدْغَمَيْنِ فَيَقُولُ فِي مَرٍّ مَيْرٍ وَفِي زِرٍّ زِيرٍ، وَهُوَ الدُّجَةُ؛ قَالَ: وَيُقَالُ لعُرْوَتِهِ الوَعْلَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الزِّرُّ الجُوَيْزَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِي عُرْوَةِ الْجَيْبِ. قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ فِي الزِّرِّ مَا قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ إِنه العُرْوَةُ والحَبَّة تُجْعَلُ فِيهَا. والزِّرُّ: وَاحِدُ أَزرار الْقَمِيصِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَلْزَمُ مِنْ زِرٍّ لعُرْوَة، والجمع أَزْرَارٌ وزُرُورٌ؛ قَالَ مُلْحَةُ الجَرْمِيُّ:

كأَنَّ زُرورَ القُبْطُرِيَّة عُلِّقَتْ

عَلائِقُها مِنْهُ بِجِذْعٍ مُقَوَّمِ «2»

. وَعَزَاهُ أَبو عُبَيْدٍ إِلى عَدِيِّ بْنِ الرِّقَاعِ. وأَزَرَّ القميصَ: جَعَلَ لَهُ زِرّاً. وأَزَرَّهُ: لَمْ يَكُنْ لَهُ زِرٌّ فَجَعَلَهُ لَهُ. وزَرَّ الرجلُ: شَدَّ زِرَّه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. أَبو عُبَيْدٍ: أَزْرَرْتُ الْقَمِيصَ إِذا جعلت له أَزْرَاراً. وزَرَرْتهُ إِذا شَدَدْتُ أَزْرارَهُ عَلَيْهِ؛ حَكَاهُ عَنِ الْيَزِيدِيِّ. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فِعْلٍ وفُعْلٍ بِاتِّفَاقِ الْمَعْنَى: خِلْبُ الرَّجُلِ وخُلْبُه، والرِّجْز والرُّجْز، والزِّرُّ والزُّرُّ. قَالَ: حَسِبْتُهُ أَراد زِرَّ الْقَمِيصِ، وعِضْو وعُضو، والشُّحُّ والشِّحُّ الْبُخْلُ، وَفِي حَدِيثِ

السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ فِي وَصْفِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ: أَنه رأَى خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي كَتِفِهِ مِثْلَ زِرِّ الحَجَلَةِ

، أَراد بِزِرِّ الحَجَلَة جَوْزَةً تَضُمُّ العُرْوَةَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الزِّر واحد الأَزْرَارِ التي تشدّ بِهَا الكِلَلُ وَالسُّتُورُ عَلَى مَا يَكُونُ فِي حَجَلَةِ الْعَرُوسِ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ، وَيُرِيدُ بالحَجَلَةِ القَبَجَة، مأْخوذ مِنْ أَزَرَّتِ الجَرَادَةُ إِذا كَبَسَتْ ذَنِبَهَا فِي الأَرض فَبَاضَتْ، وَيَشْهَدُ لَهُ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِهِ بإِسناده عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: كَانَ خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، بَيْنَ كَتِفَيْهِ غُدَّةً حَمْرَاءَ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ. والزَّرُّ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ زَرَرْتُ الْقَمِيصَ أَزُرُّه، بِالضَّمِّ، زَرًّا إِذا شَدَدْتَ أَزْرَارَهُ عَلَيْكَ. يُقَالُ: ازْرُرْ عَلَيْكَ قَمِيصَكَ وزُرَّه وزُرُّه وزُرِّه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ غَلَطٌ وإِنما يَجُوزُ إِذا كَانَ بِغَيْرِ الْهَاءِ، نَحْوَ قَوْلِهِمْ: زُرَّ وزُرُّ وزُرِّ، فَمَنْ كَسَرَ فَعَلَى أَصل الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَمِنْ فتح فلطلب الخفة،

(2). قوله: [علائقها] كذا بالأَصل. وفي موضعين من الصحاح: بنادكها أَي بنادقها، ومثله في اللسان وشرح القاموس في مادة قبطر

ص: 321

وَمَنْ ضَمَّ فَعَلَى الإِتباع لِضَمِّةِ الزَّايَ، فأَما إِذا اتَّصَلَ بِالْهَاءِ الَّتِي هِيَ ضَمِيرُ الْمُذَكَّرِ كَقَوْلِكَ زُرُّه فإِنه لَا يَجُوزُ فِيهِ إِلا الضَّمُّ لأَن الْهَاءَ حَاجِزٌ غَيْرُ حَصِينٍ، فكأَنه قَالَ: زُرُّوه، وَالْوَاوُ السَّاكِنَةُ لَا يَكُونُ مَا قَبْلَهَا إِلا مَضْمُومًا، فإِن اتَّصَلَ بِهِ هَاءُ الْمُؤَنَّثِ نَحْوُ زُرَّها لَمْ يَجُزْ فِيهِ إِلا الْفَتْحُ لِكَوْنِ الْهَاءِ خَفِيَّةً كأَنها مُطَّرَحَةٌ فَيَصِيرُ زُرَّها كأَنه زُرَّا، والأَلف لَا يَكُونُ مَا قَبْلَهَا إِلا مَفْتُوحًا. وأَزْرَرْتُ الْقَمِيصَ إِذا جعلت له أَزْرَاراً فَتَزَرَّرَ؛ وأَما قَوْلُ المَرَّار:

تَدِينُ لمَزْرُورٍ إِلى جَنْبِ حَلْقَةٍ

مِنَ الشَّبْهِ، سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِيبُها

فإِنما يَعْنِي زِمَامَ النَّاقَةِ جَعَلَهُ مَزْرُورًا لأَنه يُضَفَّرُ وَيُشَدُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ لِمَرَّارِ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقْعَسِيِّ، وَلَيْسَ هُوَ لِمَرَّارِ بْنِ مُنْقِذٍ الْحَنْظَلِيِّ، وَلَا لِمَرَّارِ بْنِ سَلَامَةَ الْعِجْلِيِّ، وَلَا لِمَرَّارِ بْنِ بَشِيرٍ الذُّهْلِيِّ؛ وَقَوْلُهُ: تَدِينُ تُطِيعُ، وَالدِّينُ الطَّاعَةُ، أَي تُطِيعُ زِمَامَهَا فِي السَّيْرِ فَلَا يَنَالُ رَاكِبُهَا مَشَقَّةً. وَالْحَلْقَةُ مِنَ الشَّبَهِ وَالصُّفْرِ تَكُونُ فِي أَنف النَّاقَةِ وَتُسَمَّى بُرَةً، وإِن كَانَتْ مِنْ شَعْرٍ فَهِيَ خِزَامةٌ، وإِن كَانَتْ مِنْ خَشَبٍ فَهِيَ خِشَاش. وَقَوْلُ

أَبي ذَرٍّ، رضي الله عنه، فِي عَلِيٍّ، عليه السلام: إِنه لَزِرُّ الأَرض الَّذِي تَسْكُنُ إِليه وَيَسْكُنُ إِليها وَلَوْ فُقِدَ لأَنكرتم الأَرض وأَنكرتم النَّاسَ

؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: تَثْبُتُ بِهِ الأَرض كَمَا يَثْبُتُ الْقَمِيصُ بِزِرِّهِ إِذا شُدَّ بِهِ.

ورأَى عَلِيٌّ أَبا ذَرٍّ فَقَالَ أَبو ذَرٍّ لَهُ: هَذَا زِرُّ الدِّينِ

؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَاهُ أَنه قِوَامُ الدِّينِ كَالزِّرِّ، وَهُوَ العُظَيْمُ الَّذِي تَحْتَ الْقَلْبِ، وَهُوَ قِوَامُهُ. وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا الْحَلْقَةُ الَّتِي تُضْرَبُ عَلَى وَجْهِ الْبَابِ لإِصفاقه: الزِّرَّةُ؛ قَالَهُ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ. والأَزْرَارُ: الْخَشَبَاتُ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا رأْس عَمُودِ الْخِبَاءِ، وَقِيلَ: الأَزْرَارُ خَشَبَاتٌ يُخْرَزْنَ فِي أَعلى شُقَقِ الْخِبَاءِ وأُصولها فِي الأَرض، وَاحِدُهَا زِرٌّ، وزَرَّها: عَمِلَ بِهَا ذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

كَأَنَّ صَقْباً حَسَنَ الزَّرْزِيرِ

فِي رأْسِها الراجفِ والتَّدْمِيرِ «3»

. فَسَّرَهُ فَقَالَ: عَنَى بِهِ أَنها شَدِيدَةُ الخَلْقِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَنَى طُولَ عُنُقِهَا شَبَّهَهُ بِالصَّقْبِ، وَهُوَ عَمُودُ الْخِبَاءِ. والزِّرَّان: الوَابِلَتَانِ، وَقِيلَ: الزِّرُّ النُّقْرَةُ الَّتِي تَدُورُ فِيهَا وَابِلَةُ كَتِف الإِنسان. والزِّرَّانِ: طَرَفَا الْوَرِكَيْنِ فِي النُّقْرَةِ. وزِرُّ السيف: خَدُّه. وَقَالَ مُجَرِّسُ «4» . بْنُ كُلَيْبٍ فِي كَلَامٍ لَهُ: أَمَا وسَيْفي وزِرَّيه، وَرُمْحِي ونَصْلَيْه، لَا يَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبيه وَهُوَ يَنْظُرُ إِليه؛ ثُمَّ قَتَلَ جَسَّاساً، وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَتَلَ أَباه، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْحَسَنِ الرَّعْيَةِ للإِبل: إِنه لَزِرٌّ مِنْ أَزرارها، وإِذا كَانَتِ الإِبل سِمَاناً قِيلَ: بِهَا زِرَّة»

؛ وإِنه لَزِرٌّ مِنْ أَزْرَارِ الْمَالِ يُحْسِنُ القيامَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: إِنه لَزِرُّ مَالٍ إِذا كَانَ يَسُوقُ الإِبل سَوْقًا شَدِيدًا، والأَوَّل الْوَجْهُ. وإِنه لَزُرْزُورُ مَالٍ أَي عَالَمٌ بِمَصْلَحَتِهِ. وزَرَّهُ يَزُرُّهُ زَرّاً: عَضَّهُ. والزِّرَّة: أَثر الْعَضَّةِ. وزَارَّه: عاضَّهُ قَالَ أَبو الأَسود «6» . الدُّؤَليُّ وسأَل

(3). قوله: [حسن الزرزير] كذا بالأصل ولعله التزرير أَي الشدّ

(4)

. [المشهور في التاريخ أن اسمه الهِجْرِس لا مُجَرّس

(5)

. قوله: [قيل بها زرة] كذا بالأصل على كون بها خبراً مقدماً وزرة مبتدأ مؤخراً، وتبع في هذا الجوهري. قال المجد: وقول الجوهري بها زرّة تصحيف قبيح وتحريف شنيع، وإِنما هي بها زرة على وزن فعاللة وموضعه فصل الباء انتهى

(6)

. قوله: [قال أَبو الأَسود إِلخ] بهامش النهاية ما نصه: لقي أبو الأَسود الدؤلي ابن صديق له، فقال: ما فعل أَبوك؟ قال: أخذته الحمى ففضخته فضخاً وطبخته طبخاً ورضخته رضخاً وتركته فرخاً. قال: فما فعلت امرأته التي كانت تزارّه وتمارّه وتشارّه وتهارّه؟ قال: طلقها فتزوّج غيرها فحظيت عنده ورضيت وبظيت. قال أَبو الأَسود: فما معنى بظيت؟ قال: حرف من اللغة لم تدر من أي بيض خرج ولا في أي عش درج. قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي لا خبر لك فيما لم أَدر انتهى

ص: 322

رَجُلًا فَقَالَ: مَا فَعَلَتِ امرأَة فُلَانٍ الَّتِي كَانَتْ تُشارُّه وتُهَارُّه وتُزَارُّه؟ المُزَارَّةُ مِنَ الزَّرِّ، وَهُوَ العَضُّ. ابْنُ الأَعرابي: الزِّرُّ حَدُّ السَّيْفِ، والزَّرُّ العَضُّ، والزِّرُّ قِوَامُ الْقَلْبِ، والمُزَارَّةُ المُعاضَّةُ، وحِمارٌ مِزَرّ، بِالْكَسْرِ: كَثِيرُ الْعَضِّ. والزَّرَّةُ: الْعَضَّةُ، وَهِيَ الْجِرَاحَةُ بِزِرِّ السَّيْفِ أَيْضًا. والزِّرَّةُ: الْعَقْلُ أَيضاً؛ يُقَالُ زَرَّ يَزُرُّ إِذا زَادَ عُقْلُهُ وتَجارِبُهُ، وزَرِرَ إِذا تَعَدَّى عَلَى خَصْمِهِ، وزَرَّ إِذا عَقَلَ بَعْدَ حُمْقٍ. والزَّرُّ: الشَّلُّ وَالطَّرْدُ؛ يُقَالُ: هُوَ يَزُرُّ الكتائبَ بِالسَّيْفِ؛ وأَنشد:

يَزُرُّ الكتائبَ بِالسَّيْفِ زَرَّا

والزَّرِيرُ: الْخَفِيفُ الظَّرِيفُ. والزَّرِيرُ: العاقلُ. وزَرَّهُ زَرّاً: طَرَدَهُ. وزَرَّهُ زَرّاً: طَعَنَهُ. والزَّرُّ: النَّتْفُ. وزَرَّ عَيَّنَهُ وزَرَّهما: ضَيَّقَهما. وزَرَّتْ عَيْنُهُ تَزِرُّ، بِالْكَسْرِ، زَرِيراً وَعَيْنَاهُ تَزِرَّانِ زَرِيراً أَي تَوَقَّدانِ. والزَّرِيرُ: نَبَاتٌ لَهُ نَوْرٌ أَصفر يُصْبَغُ بِهِ؛ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ. والزُّرْزُرُ: طَائِرٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: والزُّرْزُورُ طَائِرٌ، وَقَدْ زَرْزَرَ بِصَوْتِهِ. والزُّرْزُورُ، وَالْجَمْعُ الزَّرَازِرُ: هَنَاتٌ كَالْقَنَابِرِ مُلْسُ الرؤوس تُزَرْزِرُ بأَصواتها زَرْزَرَةً شَدِيدَةً. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: زَرْزَرَ الرَّجُلُ إِذا دَامَ عَلَى أَكل الزَّرازِرِ، وزَرْزَرَ إِذا ثَبَتَ بِالْمَكَانِ. والزَّرْزَارُ: الْخَفِيفُ السَّرِيعُ. الأَصمعي: فُلَانٌ كيِّس زُرَازِرٌ أَي وَقَّادٌ تَبْرُقُ عَيْنَاهُ؛ الْفَرَّاءُ: عَيْنَاهُ تَزِرَّان فِي رأْسه إِذا تَوَقَّدَتَا. وَرَجُلٌ زَرِيرٌ أَي خَفِيفٌ ذَكِيٌّ؛ وأَنشد شَمِرٌ:

يَبِيتُ العَبْدُ يركَبُ أَجْنَبَيْهِ،

يَخِرّ كأَنه كَعْبٌ زَرِير

وَرَجُلٌ زُرازِرٌ إِذا كَانَ خَفِيفًا، وَرِجَالٌ زَرازِرُ؛ وأَنشد:

وَوَكَرَى تَجْري عَلَى المَحاوِرِ،

خَرْساءَ مِنْ تحتِ امْرِئٍ زُرازِرِ

وزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ: رَجُلٌ مِنْ قُرَّاءِ التَّابِعِينَ. وزُرَارَةُ: أَبو حَاجِبٍ. وزِرَّةُ: فَرَسُ العباس بن مرداس.

زعر: الزَّعَرُ فِي شَعَرِ الرأْس وَفِي رِيشِ الطَّائِرِ: قِلَّةٌ ورِقَّةٌ وتفرُّق، وَذَلِكَ إِذا ذَهَبَتْ أُصول الشَّعَرِ وَبَقِيَ شَكِيرُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

كأَنها خاضِبٌ زُعْرٌ قَوادِمُهُ،

أَجْنَا لَهُ باللِّوَى آءٌ وتَنُّومُ

وَمِنْهُ قِيلَ للأَحْداثِ: زُعْرانٌ. وزَعِرَ الشَّعَرُ وَالرِّيشُ والوَبَرُ زَعَراً، وَهُوَ زَعِرٌ وأَزْعَرُ، وَالْجَمْعَ زُعْرٌ، وازْعَرَّ: قَلَّ وتَفَرَّقَ؛ وَزَعِرَ رأْسُه يَزْعَرُ زَعَراً. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن امرأَة قَالَتْ لَهُ: إِني امرأَة زَعْراءُ

أَي قَلِيلَةُ الشَّعْرِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه، يَصِفُ الْغَيْثَ: أَخْرَجَ بِهِ مِنْ زُعْرِ الْجِبَالِ الأَعْشابَ

؛ يُرِيدُ الْقَلِيلَةَ النَّبَاتِ تَشْبِيهًا بِقِلَّةِ الشعر. والأَزْعَرُ: الموضع القليلة النَّبَاتِ. وَرَجُلٌ زَيْعَرٌ: قَلِيلُ الْمَالِ. والزَّعْراءُ: ضَرْبٌ مِنَ الخَوْخِ. وزَعَرَها يَزْعَرُها زَعْراً: نَكَحَهَا. وَفِي خُلُقِه زَعارَّة، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، مِثْلُ حَمارَّةِ الصَّيْفِ، وزَعَارَةٌ بِالتَّخْفِيفِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي شَرَاسَةٌ وسُوءُ خُلُقِ، لَا يَتَصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا: زَعِرَ الخُلُق. والزُّعْرُورُ: السَّيِءُ الخُلُقِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: رَجُلٌ زَعِرٌ. والزُّعْرُورُ: ثَمَرُ شَجَرَةٍ، الْوَاحِدَةُ

ص: 323

زُعْرُورَةٌ، تَكُونُ حَمْرَاءَ وَرُبَّمَا كَانَتْ صَفْرَاءَ، لَهُ نَوًى صُلْبٌ مُسْتَدِيرٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النُّلْكُ الزُّعْرُورُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ وَفِي التَّهْذِيبِ: الزُّعْرُورُ شَجَرَةُ الدُّبِّ. وزَعْوَرٌ: اسْمٌ. والزَّعْرَاءُ: مَوْضِعٌ. وزَعْرٌ، بِسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ.

زعبر: الزَّعْبَرِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ السهام.

زعفر: الزَّعْفَرَانُ: هَذَا الصِّبْغُ الْمَعْرُوفُ، وَهُوَ مِنَ الطِّيب. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه نَهَى أَن يَتَزَعْفَرَ الرجلُ، وَجَمَعَهُ بَعْضُهُمْ وإِن كَانَ جِنْسًا فَقَالَ جَمْعُهُ زَعافِيرُ. الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُهُ زَعافِرُ مِثْلُ تَرْجُمانٍ وتَراجِمَ وصَحْصَحانٍ وصَحَاصِحَ. وزَعْفَرْتُ الثوبَ: صَبَغْتُهُ. وَيُقَالُ للفَالوذِ: المُلَوَّصُ والمُزَعْزَعُ والمُزَعْفَرُ. والزعفرانُ: فَرَسُ عُمير بْنِ الحُبَابِ. والمُزَعْفَرُ: الأَسَدُ الوَرْدُ لأَنه وَرْدُ اللَّوْنِ، وَقِيلَ: لِمَا عَلَيْهِ مِنْ أَثر الدَّمِ. والزَّعافِرُ: حَيٌّ مِنْ سعد العشيرة.

زغر: زَغَرَ الشيءَ يَزْغَرُهُ زَغْراً: اقْتَضَبَهُ «1» . والزَّغْرُ: الكَثْرَةُ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

بَلْ قَدْ أَتانِي ناصِحٌ عَنْ كاشِح،

بِعَدَاوَةٍ ظَهَرَتْ، وزَغْرِ أَقاولِ

أَراد أَقاويل، حَذَفَ الْيَاءَ لِلضَّرُورَةِ. وزَغْرُ كُلِّ شَيْءٍ: كَثْرَتُهُ والإِفْراطُ فِيهِ. وزَغَرَت دِجْلَةُ: مَدَّتْ كَزَخَرَتْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وزُغَرُ: اسْمُ رَجُلٍ. وزُغَرُ: قَرْيَةٌ بِمَشَارِفِ الشَّامِ. وعَيْنُ زُغَرَ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ؛ وأَما قَوْلُ أَبي دُوادٍ:

كَكِتابَة الزُّغَرِيّ، غَشَّاها

مِنَ الذَّهَبِ الدُّلامِصْ

فإِن ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: لَا أَدري إِلى أَي شَيْءٍ نَسَبَهُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وإِياها عنى أَبو دواد يَعْنِي الْقَرْيَةَ بِمَشَارِفِ الشَّامِ؛ قَالَ: وَقِيلَ زُغَرُ اسْمُ بِنْتِ لُوطٍ نَزَلَتْ بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ فَسُمِّيَتْ بِاسْمِهَا. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ:

أَخْبِرُوني عَنْ عَيْنِ زُغَرَ هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ

؛ زُغَرُ بِوَزْنِ صُرَد عَيْنٌ بِالشَّامِ مِنْ أَرض الْبَلْقَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لَهَا، وَقِيلَ: اسْمُ امرأَة نُسِبَتْ إِليها. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ هَذَا غَرَقٌ مِنْ زُغَرَ

؛ وَسِيَاقُ الْحَدِيثِ يُشِيرُ إِلى أَنها عَيْنٌ فِي أَرض الْبَصْرَةِ؛ قَالَ ابْنِ الأَثير: وَلَعَلَّهَا غَيْرُ الأُولى، فأَما زُعْرٌ، بِسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، فَمَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ.

زغبر: الزَّغْبَرُ: جَمِيعُ كُلِّ شَيْءٍ. أَخَذَ الشيءَ بِزَغْبَرِه أَي أَخذه كُلَّهُ وَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ بِزَوْبَرِه وبِزَابَرِه. وزَغْبَرٌ: ضَرْبٌ مِنَ السِّبَاعِ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وَلَا أَحقه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّغْبَرُ والزِّغْبَرُ جَمِيعًا المَرْوُ الدِّقاقُ الوَرَقِ «2» .... أَهو الَّذِي يُقَالُ له مَرْوُ ماحُوز أَو غَيْرُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هُوَ الزَّبْغَرُ، بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَقْدِيمِ الْبَاءِ عَلَى الْغَيْنِ. أَبو زيد: زِبْئِرُ الثوب وزِغْبِرُه.

زفر: الزَّفْرُ والزَّفِيرُ: أَن يملأَ الرَّجُلُ صَدْرَهُ غَمًّا ثُمَّ هُوَ يَزْفِرُ بِهِ، وَالشَّهِيقُ «3». النَّفَسُ ثُمَّ يُرْمَى بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: زَفَرَ يَزْفِرُ زَفْراً وزَفِيراً أَخرج نَفَسَه بَعْدَ مَدِّه، وإِزْفِيرٌ إِفْعِيلٌ مِنْهُ. والزَّفْرَةُ والزُّفْرَةُ: التَّنَفُّسُ. اللَّيْثُ: وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ

؛ الزَّفِيرُ: أَول نَهيق الحمار وشِبْهِهِ، والشَّهِيقُ:

(1). قوله: [اقتضبه] في القاموس: اغتصبه. قال شارحه: في بعض النسخ اقتضبه. وهو غلط

(2)

. كذا بياض بالأصل

(3)

. قوله: [والشهيق إلخ] كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً

ص: 324

آخِرُه، لأَن الزَّفِيرَ إِدخال النَّفْسِ وَالشَّهِيقَ إِخراجه، وَالِاسْمُ الزَّفْرَةُ، وَالْجَمْعُ زَفَرَاتٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَنه اسْمٌ وَلَيْسَ بِنَعْتٍ؛ وَرُبَّمَا سَكَّنَهَا الشَّاعِرُ لِلضَّرُورَةِ، كَمَا قَالَ:

فَتَسْتَرِيح النَّفْسُ مِنْ زَفْراتِها

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الزَّفْرُ مِنْ شِدّةِ الأَنِينِ وَقَبِيحِهِ، وَالشَّهِيقُ الأَنين الشَّدِيدُ الْمُرْتَفِعُ جِدًّا، والزَّفِير اغْتِراقُ النَّفَسِ للشِّدَّةِ. والزُّفْرَةُ، بِالضَّمِّ: وَسَطُ الْفَرَسِ؛ يُقَالُ: إِنه لِعَظِيمُ الزُّفْرَةِ. وزُفْرَةُ كُلِّ شَيْءٍ وزَفْرَتُه: وَسَطُه. والزَّوافِرُ: أَضلاعُ الْجَنْبَيْنِ. وَبَعِيرٌ مَزْفُورٌ: شَدِيدُ تَلَاحُمِ الْمَفَاصِلِ. وَمَا أَشَدَّ زُفْرَتَهُ أَي هُوَ مَزْفُورُ الخَلْقِ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إِنه لِعَظِيمُ الزُّفْرَةِ أَي عَظِيمُ الْجَوْفِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:

خِيطَ عَلَى زَفْرَةٍ فَتَمَّ، وَلَمْ

يَرْجِعْ إِلى دِقَّةٍ، وَلَا هَضَمِ

يَقُولُ: كأَنه زَافِرٌ أَبداً مِنْ عَظْمِ جَوْفِهِ فكأَنه زَفَرَ فَخِيطَ عَلَى ذَلِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الرَّاعِي:

حُوزِيَّةٌ طُوِيَتْ عَلَى زَفَراتِها،

طَيَّ القَنَاطِرِ قَدْ نَزَلْنَ نُزُولا

قَالَ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما كأَنها زَفَرَتْ ثُمَّ خَلِفَتْ عَلَى ذَلِكَ، وَالْقَوْلُ الْآخَرُ: الزَّفْرَةُ الوَسَطُ. وَالْقَنَاطِرُ: الأَزَجُ. والزِّفْرُ، بِالْكَسْرِ: الحِمْل، وَالْجَمْعُ أَزْفارٌ؛ قَالَ:

طِوالُ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ لَمْ يَجِدوا

رِيحَ الإِماء، إِذا رَاحَت بأَزْفارِ

والزَّفْرُ: الحَمْلُ. وازْدَفَرَهُ: حَمَلَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّفْرُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ زَفَرَ الحِمْلَ يَزْفِرُهُ زَفْراً أَي حَمَلَهُ وازْدَفَرَهُ أَيضاً. وَيُقَالُ لِلْجَمَلِ الضَّخْمِ: زُفَرُ، والأَسد زُفَرُ، وَالرَّجُلُ الشُّجَاعُ زُفَر، وَالرَّجُلُ الجوادِ زُفَر. والزِّفْرُ: القِرْبَةُ. والزِّفْرُ: السِّقاء الَّذِي يَحْمِلُ فِيهِ الرَّاعِي مَاءَهُ، وَالْجَمْعُ أَزْفارٌ، وَمِنْهُ الزَّوافِرُ الإِماءُ اللَّوَاتِي يَحْمِلْنَ الأَزفار، والزَّافِرُ: المُعِينُ عَلَى حَمْلِها؛ وأَنشد:

يَا ابْنَ الَّتِي كانتْ زَماناً فِي النَّعَمْ

تَحْمِلُ زَفْراً وتَؤُولُ بالغَنَمْ

وَقَالَ آخَرُ:

إِذا عَزَبُوا فِي الشَّاء عَنَّا رَأَيْتَهُمْ

مَدالِيجَ بالأَزْفارِ، مثلَ العَوَاتِق

وزَفَرَ يَزْفِرُ إِذا اسْتَقَى فَحَمَلَ. والزُّفَرُ: السَّيِّدُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ زُفَرَ. شَمِرٌ: الزُّفَرُ مِنَ الرِّجَالِ الْقَوِيُّ عَلَى الحمالاتِ. يُقَالُ: زَفَرَ وازْدَفَرَ إِذا حَمَلَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

رِئاب الصُّدْوعِ، غِيَاث المَضُوع،

لأْمَتُك الزُّفَرُ النَّوْفَلُ

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن امرأَة كَانَتْ تَزْفِرُ القِرَبَ يَوْمَ خَيْبَرَ تَسْقِي الناسَ

؛ أَي تَحْمِلُ القرب المملوءة ماء. وفي الْحَدِيثِ:

كَانَ النِّسَاءُ يَزْفِرْنَ القِرَبَ يَسْقِينَ الناسَ فِي الغَزْوِ

؛ أَي يَحْمِلْنَهَا مَمْلُوءَةً مَاءً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

كَانَتْ أُمُّ سُلَيْطٍ تَزْفِرُ لَنَا القِرَبَ يومَ أُحُدٍ.

والزُّفَرُ: السَّيِّدُ؛ قَالَ أَعشى بَاهِلَةَ:

أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها،

يَأْبَى الظُّلامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ

لأَنه يَزْدَفِرُ بالأَموال فِي الحَمَالات مُطِيقًا لَهُ، وَقَوْلُهُ مِنْهُ مُؤَكِّدَةٌ لِلْكَلَامِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ؛ وَالْمَعْنَى: يأْبى الظُّلَامَةُ لأَنه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ.

ص: 325

والزَّفِيرُ: الدَّاهِيَةُ، وأَنشد أَبو زَيْدٍ:

والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا

وَفِي التَّهْذِيبِ: الزَّفِير الدَّاهِيَةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والزِّفْرُ والزَّافِرَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. والزَّافِرَةُ: الأَنصار وَالْعَشِيرَةُ. وزَافِرَةُ الْقَوْمِ: أَنصارهم. الْفَرَّاءُ: جَاءَنَا وَمَعَهُ زَافِرَتُه يَعْنِي رَهْطُهُ وَقَوْمُهُ. وَيُقَالُ: هُمْ زافِرَتُهم عِنْدَ السُّلْطَانِ أَي الَّذِينَ يَقُومُونَ بأَمرهم. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: كَانَ إِذا خَلَا مَعَ صاغِيَتِهِ وزَافِرَتِهِ انْبَسَطَ

؛ زَافِرَةُ الرَّجُلِ: أَنصاره وخاصتَّه. وزَافِرَةُ الرُّمْحِ وَالسَّهْمِ: نَحْوَ الثُّلُثِ، وَهُوَ أَيضاً مَا دُونَ الرِّيشِ مِنَ السَّهْمِ. الأَصمعي: ما دون الريش من السَّهْمِ فَهُوَ الزَّافِرَةُ، وَمَا دُونُ ذَلِكَ إِلى وَسَطِهِ هُوَ المَتْنُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: زَافِرَةُ السَّهْمِ أَسفل مِنَ النَّصْلِ بِقَلِيلٍ إِلى النَّصْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: زَافِرَةُ السَّهْمِ مَا دُونُ الرِّيشِ مِنْهُ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ: زَافِرَةُ السَّهْمِ مَا دُونُ ثُلْثَيْهِ مِمَّا يَلِي النَّصْلَ. أَبو الْهَيْثَمِ: الزَّافِرَةُ الْكَاهِلُ وَمَا يَلِيهِ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي جُؤْجُؤِ الفَرَسِ المُزْدَفَرُ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَزْفِرُ مِنْهُ؛ وأَنشد:

ولَوْحا ذِرَاعَيْنِ فِي بِرْكَةٍ،

إِلى جُؤْجُؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ

وزَفَرَتِ الأَرضُ: ظَهَرَ نَبَاتُهَا. والزَّفَرُ: الَّتِي يُدَعَّمُ بِهَا الشَّجَرُ. والزَّوافِرُ: خشبٌ تُقَامُ وتُعَرَّضُ عَلَيْهَا الدِّعَمُ لِتَجْرِيَ عَلَيْهَا نَوامِي الكَرْمِ. وزُفَرُ وزَافِرٌ وزَوْفَرٌ: أَسماء.

زقر: الزَّقْرُ: لُغَةٌ فِي الصَّقْرِ مضارعة.

زكر: زَكَرَ الإِناءَ: مَلأَهُ. وزَكَّرْتُ السِّقاء تَزْكِيراً وزَكَّتُّهُ تَزْكِيتاً إِذا ملأْته. والزُّكْرَةُ: وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ، وَفِي الْمُحْكَمِ: زِقٌّ يُجْعَلُ فِيهِ شَرَابٌ أَو خَلٌّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزُّكْرَةُ الزِّقُّ الصَّغِيرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّكرة، بِالضَّمِّ، زُقَيْقٌ لِلشَّرَابِ. وتَزَكَّرَ الشرابُ: اجْتَمَعَ. وتَزَكَّرَ بطنُ الصَّبِيِّ: عَظُمَ وحَسُنَتْ حَالُهُ. وتَزَكَّرَ بطنُ الصَّبِيِّ: امتلأَ. وَمِنَ العُنُوزِ الحُمْرِ عَنْزٌ حَمْراءُ زَكَرِيَّة. وعَنْزٌ زَكْرِيَّةٌ وزَكَرِيَّةٌ: شَدِيدَةُ الْحُمْرَةِ. وزَكَرِيٌّ: اسْمٌ. وَفِي التنزيل: وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا

؛ وَقُرِئَ:

وكَفَلَها زَكَرِيَّاءُ

، وَقُرِئَ:

زكريَّا

، بِالْقَصْرِ؛ قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ ويعقوب:

وَكَفَلَهَا

، خَفِيفٌ،

زَكَرِيَّاءُ

، مَمْدُودٌ مَهْمُوزٌ مَرْفُوعٌ، وقرأَ أَبو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ: وَكَفَّلَها، مُشَدَّدًا،

زَكَرِيَّاءُ

، مَمْدُودًا مَهْمُوزًا أَيضاً، وقرأَ حمزة والكسائي وَحَفْصٌ: وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا

، مَقْصُورًا فِي كُلِّ الْقُرْآنِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي زَكَرِيا أَربع لُغَاتٍ: زَكَرِيٌّ مِثْلُ عَرَبِيٍّ، وزَكَرِي، بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ، قَالَ: وَهَذَا مَرْفُوضٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَزَكَرِيَّا مَقْصُورٌ وَزَكَرِيَّاءُ مَمْدُودٌ الزَّجَّاجُ فِي زَكَرِيَّا ثَلَاثُ لُغَاتٍ هِيَ الْمَشْهُورَةُ: زَكَرِيَّاءُ الْمَمْدُودَةُ، وَزَكَرِيَّا بِالْقَصْرِ غَيْرَ مُنَوَّنٍ فِي الْجِهَتَيْنِ، وزَكَرِي بِحَذْفِ الأَلف غَيْرِ مُنَوَّنٍ، فأَما تَرْكُ صَرْفِهِ فإِن فِي آخِرِهِ أَلِف التأْنيث فِي الْمَدِّ وأَلف التأْنيث فِي الْقَصْرِ، وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: لَمْ يَنْصَرِفْ لأَنه أَعجمي، وَمَا كَانَتْ فِيهِ أَلف التأْنيث فَهُوَ سَوَاءٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَالْعُجْمَةِ، وَيَلْزَمُ صَاحِبُ هَذَا الْقَوْلِ أَن يَقُولَ مَرَرْتُ بزكرياءَ وزكرياءٍ آخَرَ لأَن مَا كَانَ أَعجميّاً فَهُوَ يَنْصَرِفَ فِي النَّكِرَةِ، وَلَا يَجُوزُ أَن تُصْرَفَ الأَسماء الَّتِي فِيهَا أَلف التأْنيث فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ لأَنها فِيهَا عَلَامَةُ التأْنيث، وأَنها مَصُوغَةٌ مَعَ الِاسْمِ صِيغَةً وَاحِدَةً فَقَدْ فَارَقَتْ هَاءَ التأْنيث، فَلِذَلِكَ لَمْ تُصْرَفْ فِي النَّكِرَةِ،

ص: 326

وَقَالَ اللَّيْثُ: فِي زَكَرِيَّا أَربع لُغَاتٍ: تَقُولُ هَذَا زَكَرِيَّاءُ قَدْ جَاءَ وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيَّاءانِ وَفِي الْجَمْعِ زَكَرِيَّاؤُونَ، وَاللُّغَةُ الثَّانِيَةُ هَذَا زَكَرِيَّا قَدْ جَاءَ وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيَّيَانِ وَفِي الْجَمْعِ زَكَرِيُّون، وَاللُّغَةُ الثَّالِثَةُ هَذَا زَكَرِيٌّ وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيَّانِ، كَمَا يُقَالُ مَدَنِيُّ ومَدَنِيَّانِ، وَاللُّغَةُ الرَّابِعَةُ هَذَا زَكَرِي بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيَانِ، الْيَاءُ خَفِيفَةٌ، وَفِي الْجَمْعِ زَكَرُونَ بِطَرْحِ الْيَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: فِي زَكَرِيَّا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: الْمَدُّ وَالْقَصْرُ وَحَذْفُ الأَلف، فإِن مَدَدْتَ أَو قَصَرْتَ لَمْ تَصْرِفْ، وإِن حَذَفْتَ الأَلف صَرَفْتَ، وَتَثْنِيَةُ الْمَمْدُودِ زَكَرِيَّاوَانِ وَالْجَمْعُ زَكَرِيَّاوونَ وزَكَرِيَّاوين فِي الْخَفْضِ وَالنَّصْبِ، وَالنِّسْبَةُ إِليه زَكَرِيَّاوِيٌّ، وإِذا أَضفته إِلى نَفْسِكَ قُلْتَ زَكَرِيَّائِيَّ بِلَا وَاوٍ، كَمَا تَقُولُ حمرائيَّ، وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيّاوَايَ بِالْوَاوِ لأَنك تَقُولُ زَكَرِيَّاوَانِ وَالْجَمْعُ زَكَرِيَّاوِيَّ بِكَسْرِ الْوَاوِ وَيَسْتَوِي فِيهِ الرَّفْعُ والخفض والنصب كما يستويفي مسلميَّ وزَيْدِيَّ، وَتَثْنِيَةُ الْمَقْصُورِ زَكَرِيَّيان تُحَرَّكُ أَلف زَكَرِيَّا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ فَتَصِيرُ يَاءً، وَفِي النَّصْبِ رأَيت زَكَرِيَّيَيْنِ وَفِي الْجَمْعِ هَؤُلَاءِ زَكَرِيُّونَ حَذَفْتَ الأَلف لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وَلَمْ تُحَرِّكْهَا لأَنك لَوْ حَرَّكْتَهَا ضَمَمْتَهَا، وَلَا تَكُونُ الْيَاءُ مَضْمُومَةً وَلَا مَكْسُورَةً وَمَا قَبْلَهَا مُتَحَرِّكٌ وَلِذَلِكَ خالف التثنية.

زلنبر: التَّهْذِيبِ فِي الْخُمَاسِيِّ: رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ؛ قَالَ: وَلَدُ إِبليس خَمْسَةٌ: دَاسِمٌ وأَعور ومِسْوَطٌ وثَيْرٌ وزَلَنْبُورٌ. قَالَ سُفْيَانُ: زَلَنْبُورٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وأَهله ويُبَصِّرُ الرَّجُلَ عُيُوبَ أَهله.

زمر: الزَّمْرُ بالمِزْمارِ، زَمَرَ يَزْمِرُ ويَزْمُرُ زَمْراً وزَمِيراً وزَمَراناً: غَنَّى فِي القَصَبِ. وامرأَة زامِرَةٌ وَلَا يُقَالُ زَمَّارَةٌ، وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ زامِرٌ إِنما هُوَ زَمَّارٌ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلَّذِي يُغَنِّي الزّامِرُ والزَّمَّارُ، وَيُقَالُ لِلْقَصَبَةِ الَّتِي يُزْمَرُ بِهَا زَمَّارَةٌ، كَمَا يُقَالُ للأَرض الَّتِي يُزْرَعُ فِيهَا زَرّاعَةٌ. قَالَ: وَقَالَ فُلَانٌ لِرَجُلٍ: يَا ابْنَ الزِّمَّارَة، يَعْنِي المُغَنِّيَة. والمِزْمارُ والزَّمَّارَةُ: مَا يُزْمَرُ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: المِزْمارُ وَاحِدُ المَزامِيرِ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم

، وَفِي رِوَايَةٍ:

مِزْمارَةِ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم

، المزمورُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا، والمِزْمارُ سَوَاءٌ، وَهُوَ الْآلَةُ الَّتِي يُزْمَرُ بِهَا. ومَزامِيرُ دَاوُدَ، عليه السلام: مَا كَانَ يَتَغَنَّى بِهِ مِنَ الزَّبُورِ وضُروب الدُّعَاءِ، وَاحِدُهَا مِزْمارٌ ومُزْمُورٌ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَنَظِيرُهُ مُعْلُوقٌ ومُغْرُودٌ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي مُوسَى: سَمِعَهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، يقرأُ فَقَالَ: لَقَدْ أُعْطِيتَ مِزْماراً مِنْ مَزامِيرِ آلِ داودَ، عليه السلام

؛ شَبَّهَ حُسْنَ صوتِه وحلاوةَ نَغْمَتِه بِصَوْتِ المِزْمارِ، وَدَاوُدُ هُوَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، وإِليه المُنْتَهى فِي حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقِرَاءَةِ، وَالْآلُ فِي قَوْلِهِ آلِ دَاوُدَ مُقْحَمَةٌ، قِيلَ: مَعْنَاهُ هَاهُنَا الشَّخْصُ. وَكَتَبَ الْحَجَّاجِ إِلى بَعْضِ عُمَّالِهِ أَن ابْعَثْ إِليَّ فُلَانًا مُسَمَّعاً مُزَمَّراً؛ فالمُسَمَّعُ: المُقَيَّدُ، والمُزَمَّرُ: المُسَوْجَرُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

وَلِي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ،

وظِلُّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَمَقّ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: الزَّمَّارَةُ السَّاجُورُ، والمُسْمِعانِ الْقَيْدَانِ، يَعْنِي قَيْدَيْنِ وغُلَّيْنِ، والحِصْنُ السِّجْنُ، وَكُلُّ

ص: 327

ذَلِكَ عَلَى التَّشْبِيهِ، وَهَذَا الْبَيْتُ لِبَعْضِ المُحَبَّسِينَ كَانَ مَحْبُوساً فمُسْمِعاهُ قَيْدَاهُ لِصَوْتِهِمَا إِذا مَشَى، وزَمَّارَتُه السَّاجُورُ وَالظِّلُّ، وَالْحِصْنُ السِّجْنُ وَظُلْمَتُهُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ جُبَيْرٍ: أَنه أَتى بِهِ الْحَجَّاجُ وَفِي عُنُقِهِ زَمَّارَةٌ

؛ الزَّمَّارَةُ الغُلُّ وَالسَّاجُورُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي عُنُقِ الْكَلْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والزَّمَّارَةُ عَمُودٌ بَيْنَ حَلْقَتَيِ الْغُلِّ. والزِّمارُ بِالْكَسْرِ: صَوْتُ النَّعَامَةِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: صَوْتُ النَّعَامِ. وزَمَرَتِ النعامةُ تَزْمِرُ زِماراً: صَوَّتَتْ. وَقَدْ زَمَرَ النعامُ يَزْمِرُ، بِالْكَسْرِ، زِماراً. وأَما الظَّلِيمُ فَلَا يُقَالُ فِيهِ إِلَّا عارَّ يُعارُّ. وزَمَرَ بِالْحَدِيثِ: أَذاعه وأَفشاه. والزَّمَّارَةُ: الزَّانِيَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَالَ: لأَنها تُشِيعُ أَمرها. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ كَسْبِ الزَّمَّارَةِ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ الْحَجَّاجُ: الزَّمَّارَةُ الزَّانِيَةُ، قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هِيَ الرَّمَّازَةُ، يتقديم الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ، مِنَ الرَّمْزِ، وَهِيَ الَّتِي تُومِئُ بِشَفَتَيْهَا وَبِعَيْنَيْهَا وَحَاجِبَيْهَا، وَالزَّوَانِي يَفْعَلْنَ ذَلِكَ، والأَول الْوَجْهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ الزَّمَّارَةُ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: واعترض القتيب عَلَى أَبي عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ هِيَ الزَّمَّارة كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، فَقَالَ: الصَّوَابُ الرَّمَّازَة لأَن مِنْ شأْن البَغِيِّ أَن تُومِضَ بِعَيْنِهَا وَحَاجِبِهَا؛ وأَنشد:

يُومِضْنَ بالأَعْيُنِ والحواجِبِ،

إِيماضَ بَرْقٍ فِي عَماءٍ ناصِبِ

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ عِنْدِي الصَّوَابُ، وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنْ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنه نَهَى عَنِ كَسْبِ الزَّمَّارَة فَقَالَ: الْحَرْفُ الصَّحِيحُ رَمَّازَةٌ، وزَمَّارَةٌ هَاهُنَا خطأٌ. والزَّمَّارَةُ: البَغِيُّ الْحَسْنَاءُ، والزَّمِيرُ: الْغُلَامُ الْجَمِيلُ، وإِنما كَانَ الزِّنَا مَعَ الْمِلَاحِ لَا مَعَ الْقِبَاحِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لِلزَّمَّارَةِ فِي تَفْسِيرِ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن يَكُونَ النَّهْيُ عَنْ كَسْبِ الْمُغَنِّيَةِ، كَمَا رَوَى أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي، أَو يَكُونُ النَّهْيُ عَنْ كَسْبِ البَغِيِّ كَمَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وأَحمد بْنُ يَحْيَى؛ وإِذا رَوَى الثِّقَاتُ لِلْحَدِيثِ تَفْسِيرًا لَهُ مَخْرَجٌ لَمْ يَجُزْ أَن يُرَدَّ عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ نَطْلُبُ لَهُ المخارجَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، أَلا تَرَى أَن أَبا عُبَيْدٍ وأَبا الْعَبَّاسِ لَمَّا وَجَدَا لِمَا قَالَ الحجاجُ وَجْهًا فِي اللُّغَةِ لَمْ يَعْدُواهُ؟ وَعَجَّلَ القتيبي ولم يثبت فَفَسَّرَ الْحَرْفَ عَلَى الْخِلَافِ وَلَوْ فَعَل فِعل أَبي عُبَيْدٍ وأَبي الْعَبَّاسِ كَانَ أَولى بِهِ، قَالَ: فإِياك والإِسراع إِلى تَخْطِئَةِ الرُّؤَسَاءِ وَنِسْبَتِهِمْ إِلى التَّصْحِيفِ وتأَنَّ فِي مِثْلِ هَذَا غَايَةَ التَّأَنِّي، فإِني قَدْ عَثَرْتُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ رَوَاهَا الثِّقَاتُ فغيَّرها مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِهَا وَهِيَ صَحِيحَةٌ. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ قَالَ: تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنها الزَّانِيَةُ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ إِلَّا فِيهِ، قَالَ: وَلَا أَدري مِنْ أَي شَيْءٍ أُخذ، قَالَ الأَزهري: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراد الْمُغَنِّيَةَ. يُقَالُ: غِنَاءٌ زَمِيرٌ أَي حَسَنٌ. وزَمَرَ إِذا غَنَّى وَالْقَصَبَةُ الَّتِي يُزْمَرُ بِهَا: زَمَّارَةٌ. والزَّمِرُ: الحَسَنُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد:

دَنَّانِ حَنَّانانِ، بَيْنَهُمَا

رَجُلٌ أَجَشُّ، غِناؤُه زَمِرُ

أَي غِنَاؤُهُ حَسُنَ. والزَّمِيرُ: الْحَسَنِ مِنَ الرِّجَالِ. والزَّوْمَرُ: الْغُلَامُ الْجَمِيلُ الْوَجْهِ. وزَمَرَ القربَةَ يَزْمُرُهَا زَمْراً وزَنَرَها: ملأَها؛ هَذِهِ عن كراع واللحياني. وَشَاةٌ زَمِرَةٌ: قَلِيلَةُ الصُّوفِ. والزَّمِرُ: الْقَلِيلُ الشَّعَرِ وَالصُّوفِ وَالرِّيشِ، وَقَدْ زَمِرَ زَمَراً. وَرَجُلٌ زَمِرٌ: قَلِيلُ المُروءَةِ بَيِّنُ الزَّمَارَة والزُّمُورَةِ أَي قَلِيلُهَا، والمُسْتَزْمِرُ: المُنْقَبِضُ الْمُتَصَاغِرُ؛ قَالَ:

ص: 328

إِنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشَافُ رَأَيْتَهُ

مُقْرَنْشِعاً، وإِذا يُهانُ اسْتَزْمَرَا

والزُّمْرَةُ: الفَوْجُ مِنَ النَّاسِ والجماعةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ فِي تَفْرِقَةٍ. والزُّمَرُ: الْجَمَاعَاتُ، وَرَجُلٌ زِمِرٌّ: شَدِيدٌ كَزِبِرٍّ. وزَمِيرٌ: قَصِيرٌ، وَجَمْعُهُ زِمَارٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَبَنُو زُمَيْرٍ: بَطْنٌ. وزُمَيْرٌ: اسْمُ نَاقَةٍ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. وزَوْمَرٌ: اسمٌ. وزَيْمَرانُ وزَمَّاراءُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:

فَقَرَّب فالمَرُّوت فالخَبْت فالمُنَى،

إِلى بيتِ زَمَّاراءَ تَلْداً عَلَى تَلْدِ

زمجر: الزَّمْجَرَةُ: الصوتُ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الصَّوْتَ مِنَ الجَوْفِ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَكثر الصَّخَبَ والصياحَ والزَّجْرَ: سَمِعْتُ لِفُلَانٍ زَمْجَرَةً وغَذْمَرَةً، وَفُلَانٌ ذُو زَماجِرَ وزَماجِيرَ؛ حكاه يعقوب. وزَمْجَرَ الرَّجُلُ: سُمِعَ فِي صَوْتِهِ غِلَظٌ وجَفَاءٌ. وزَمْجَرَةُ الأَسد: زَئِيرٌ يُرَدِّدُه فِي نَحْرِه وَلَا يُفْصِحُ، وَقِيلَ: زَمْجَرَةُ كُلِّ شَيْءٍ صَوْتُهُ. وَسَمِعَ أَعرابيٌّ هَدِيرَ طائِرٍ فَقَالَ: مَا يَعْلَمُ زَمْجَرَتَهُ إِلَّا اللهُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّماجِرُ مِنَ الصَّوْتِ نَحْوُ الزَّمازِمِ، الْوَاحِدَةُ زَمْجَرَةٌ؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ:

لَهَا زِمَجْرٌ فَوْقَهَا ذُو صَدْحِ

فإِنه فَسَّرَ الزِّمَجْرَ بأَنه الصَّوْتُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما أَراد زَمْجَرٌ فَاحْتَاجَ فَحَوَّل الْبِنَاءَ إِلى بِنَاءٍ آخَرَ، وإِنما عَنَى ثَعْلَبٌ بالزَّمْجَرِ جَمْعَ زَمْجَرَةٍ مِنَ الصَّوْتِ إِذ لَا يُعْرَفُ فِي الْكَلَامِ زَمْجَرٌ إِلَّا ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الشَّاعِرَ إِنما عَنَى بالزِّمَجْرِ المُزَمْجِرَ كأَنه رَجُلٌ زِمَجْرٌ كسِبَطْرٍ، ابْنُ الأَعرابي: الزَّماجِيرُ زَمَّاراتُ الرُّعْيانِ.

زمخر: الزَّمْخَرُ: الْمِزْمَارُ الْكَبِيرُ الأَسودُ. والزَّمْخَرَةُ: الزَّمَّارَةُ، وَهِيَ الزانية. زَمْخَرَ الصوتُ وازْمَخَرَّ: اشتدَّ. وتَزَمْخَرَ النَّمرُ: غَضِبَ وَصَاحَ. والزَّمْخَرَةُ: كُلُّ عَظْمٍ أَجْوَفَ لَا مُخَّ فِيهِ، وَكَذَلِكَ الزَّمْخَرِيُّ. وَظَلِيمٌ زَمْخَريُّ السَّوَاعِدِ أَي طَوِيلُهَا؛ قَالَ الأَعْلَمُ يصف ظَلِيماً:

عَلَى حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ

السَّواعِدِ، ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ

وأَراد بِالسَّوَاعِدِ هُنَا مَجَارِيَ الْمُخِّ فِي الْعِظَامِ؛ أَراد عِظَامَ سَوَاعِدِهِ أَنها جُوفٌ كالقَصَب. وَزَعَمُوا أَن النَّعَامَ والكَرَى لَا مُخَّ لَهَا. الأَصمعي: الظَّلِيمُ أَجوف الْعِظَامِ لَا مُخَّ لَهُ، قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الطَّيْرِ إِلَّا وَلَهُ مُخٌّ غَيْرُ الظَّلِيمِ، فإِنه لَا مُخَّ لَهُ، وَذَلِكَ لأَنه لَا يَجِدُ الْبَرْدَ. والزَّمْخَرُ: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ، وزَمْخَرَتُه: الْتِفَافُهُ وكثرته. وزَمْخَرةُ الشَّبَاب: امْتِلَاؤُهُ وَاكْتِهَالُهُ. والزَّمْخَرَةُ: النُّشَّابُ. والزَّمْخَرُ: السِّهامُ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّقِيقُ الطُّوالُ مِنْهَا؛ قَالَ أَبو الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ وَفِي التَّهْذِيبِ قَالَ أُمية ابن أَبي الصَّلْتِ فِي الزَّمْخَرِ السَّهْم:

يَرْمُونَ عَنْ عتلٍ، كأَنها غُبُطٌ

بِزَمْخرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا

الْعَتَلُ: الْقِسِيُّ الْفَارِسِيَّةُ، وَاحِدَتُهَا عَتَلَةٌ. وَالْغُبُطُ: جَمْعُ غبِيط، والغُبُطُ: خشبُ الرِّحَالِ، وَشَبَّهَ الْقِسِيَّ الْفَارِسِيَّةَ بِهَا، وَهَذَا الْبَيْتُ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي كِتَابِهِ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ ذِي يَزَنٍ، أَبو عَمْرٍو: الزَّمْخَرُ السهمُ الرَّقِيقِ الصَّوْتِ النَّاقِزُ

؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد السِّهَامَ الَّتِي عِيدَانُهَا مِنْ قَصَبٍ، وقَصَبُ الْمَزَامِيرِ زَمْخَرٌ؛

ص: 329

وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ:

حَناجِرُ كالأَقْماعِ جَاءَ حَنينُها،

كَمَا صَيَّحَ الزَّمَّارُ فِي الصُّبْحِ، زَمْخَرَا

والزَّمْخَرِيُّ: النباتُ حِينَ يَطُولُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:

فَتَعَالى زَمْخَرِيٌّ وارِمٌ،

مالَت الأَعْرَاقُ مِنْهُ واكْتَهَلْ

الْوَارِمُ: الْغَلِيظُ الْمُنْتَفِخُ. وعُودٌ زَمْخَرِيُّ وزُماخِرٌ: أَجوف؛ وَيُقَالُ لِلْقَصَبِ: زَمْخَرٌ وزَمْخَرِيٌّ.

زمهر: الزَّمْهَرِيرُ: شِدَّةُ الْبَرْدِ؛ قَالَ الأَعشى:

مِنَ القَاصِراتِ سُجُوفَ الحِجالِ،

لَمْ تَرَ شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيرَا

وَالزَّمْهَرِيرُ: هُوَ الَّذِي أَعدّه اللَّهُ تَعَالَى عَذَابًا لِلْكُفَّارِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، وَقَدِ ازْمَهَرَّ اليومُ ازْمِهْرَاراً. وزَمْهَرَتْ عَيْنَاهُ وازْمَهَرَّتا: احْمَرَّتا مِنَ الْغَضَبِ. والمُزْمَهِرُّ: الَّذِي احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وازْمَهَرَّتِ الْكَوَاكِبُ: لَمَحَتْ. والمُزْمَهِرُّ: الشَّدِيدُ الْغَضَبِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ مُزْمَهِرّاً عَلَى الْكَافِرِ أَي شَدِيدَ الْغَضَبِ عَلَيْهِ. ووَجْهٌ مُزْمَهِرّ: كَالِحٌ. وازْمَهَرَّتِ الكواكبُ: زَهَرَتْ وَلَمَعَتْ، وَقِيلَ: اشْتَدَّ ضَوْءُهَا. والمُزْمَهِرُّ: الضَّاحِكُ السِّنِّ. والازْمِهْرَارُ فِي الْعَيْنِ عِنْدَ الْغَضَبِ والشدة.

زنر: زَنَرَ القِرْبَةَ والإِناء: مَلَأَهُ. وتَزَنَّرَ الشيءُ: دَقَّ. والزُّنَّارُ والزُّنَّارَةُ: مَا عَلَى وَسَطِ الْمَجُوسِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا يَلْبَسُه الذَّمِّيُّ يَشُدُّهُ عَلَى وَسَطِهِ، والزُّنَّيْرُ لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال:

تَحْزِمُ فوقَ الثوبِ بالزُّنَّيْرِ،

تَقْسِمُ اسْتِيّاً لَهَا بِنَيْرِ

وامرأَة مُزَنَّرَةٌ: طَوِيلَةٌ عَظِيمَةُ الْجِسْمِ. وَفِي النَّوَادِرِ: زَنَّرَ فُلَانٌ عينَه إِليَّ إِذا شَدَّ نَظَرَهُ إِليه. والزَّنانِيرُ: ذُبابٌ صِغَار تَكُونُ فِي الحُشُوشِ، وَاحِدُهَا زُنَّارٌ وزُنَّيْرٌ. والزَّنانِيرُ: الحَصَى الصِّغارُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزَّنانير الْحَصَى فَعَمَّ بِهَا الْحَصَى كُلَّهُ مِنْ غَيْرِ أَن يُعَيِّنَ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا؛ وأَنشد:

تَحِنَّ لِلظِّمْءِ مِمَّا قَدْ أَلَمَّ بِهَا

بالهَجْلِ مِنْهَا، كأَصواتِ الزَّنانِيرِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها الصِّغَارُ مِنْهَا لأَنه لَا يُصَوِّتُ مِنْهَا إِلَّا الصِّغَارُ، وَاحِدَتُهَا زُنَّيْرَةٌ وزُنَّارَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَاحِدُهَا زُنَّيْرٌ. والزَّنانِيرُ: أَرض بِالْيَمَنِ؛ عَنْهُ، وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً زَنانِير بِغَيْرِ لَامٍ، قَالَ: وَهُوَ أَقيس لأَنه اسْمٌ لَهَا عَامٌّ؛ وأَنشد: «4» .

تُهْدِي زَنانِيرُ أَرْواحَ المَصِيفِ لَهَا،

وَمِنْ ثَنَايَا فُرُوجِ الغَوْرِ تُهْدِينَا

وَالزَّنَانِيرُ: أَرض بِقُرْبِ جُرَش. الأَزهري: فِي النَّوَادِرِ فُلَانٌ مُزَنْهِرٌ إِليَّ بِعَيْنِهِ ومُزَنِّرٌ ومُبَنْدِقٌ وحالِقٌ إِليَّ بِعَيْنِهِ ومُحَلِّقٌ وجاحِظٌ ومُجَحِّظٌ ومُنْذِرٌ إِليَّ بِعَيْنِهِ وناذِرٌ، وَهُوَ شِدَّةُ النَّظَرِ وإِخراج العين.

زنبر: أَخذ الشَّيْءَ بزَنَوْبَرِهِ أَي بِجَمِيعِهِ، كَمَا يُقَالُ بِزَوْبَرِهِ. وَسَفِينَةٌ زَنْبَرِيَّةٌ: ضَخْمَةٌ: وَقِيلَ: الزَّنْبَرِيَّةُ ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ ضَخْمَةٌ. والزَّنْبَرِيُّ: الثَّقِيلُ مِنَ الرِّجَالِ وَالسُّفُنِ؛ وَقَالَ:

كالزَّنْبَرِيِّ يُقادُ بالأَجْلالِ

(4). قوله: [وأَنشد] عبارة ياقوت وقال ابْنِ مُقْبِلٍ:

يَا دَارَ سَلْمَى خَلَاءً لَا أُكلفها

إِلَّا المرانة كيما تعرف الدينا

تُهْدِي زَنَانِيرُ أَرواح الْمَصِيفِ لَهَا

وَمِنْ ثَنَايَا فُرُوجِ الكور تأَتينا

قالوا: الزنانير هاهنا رملة والكور جبل انتهى. وكذلك استشهد به ياقوت في كور

ص: 330

وزَنَبْرٌ: مِنْ أَسماء الرِّجَالِ. والزُّنْبُورُ والزِّنبارُ والزُّنْبُورَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الذُّبَابِ لسَّاع. التَّهْذِيبِ: الزُّنْبُورُ طَائِرٌ يَلْسَعُ. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّنْبُورُ الدَّبْرُ، وَهِيَ تُؤَنِّثُ، والزِّنْبارُ لُغَةٌ فِيهِ؛ حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ، وَيُجْمَعُ الزَّنابِيرَ. وأَرض مَزْبَرَةٌ: كَثِيرَةُ الزَّنابِير، كأَنهم رَدُّوه إِلى ثَلَاثَةِ أَحرف وَحَذَفُوا الزِّيَادَاتِ ثُمَّ بَنَوْا عَلَيْهِ، كَمَا قَالُوا: أَرض مَعْقَرَةٌ ومَثْعَلَةٌ أَي ذَاتُ عَقَارِبَ وَثَعَالِبَ. والزُّنْبُورُ: الْخَفِيفُ. وَغُلَامٌ زُنْبُورٌ أَي خَفِيفٌ. قَالَ أَبو الجَرَّاحِ: غُلَامٌ زُنْبُورٌ وزُنْبُرٌ إِذا كَانَ خَفِيفًا سَرِيعَ الْجَوَابِ. قَالَ: وسأَلت رَجُلًا مِنْ بَنِي كِلَابٍ عَنِ الزُّنْبُورِ، فَقَالَ: هُوَ الْخَفِيفُ الظَّرِيفُ. وتَزَنْبَرَ عَلَيْنَا: تَكَبَّرَ وقَطَّبَ. وزَنابِيرُ: أَرض بِقُرْبِ جُرَش؛ وإِياها عَنَى ابْنُ مُقْبِلٍ بِقَوْلِهِ:

تُهْدِي زَنَابِيرُ أَرواح الْمَصِيفِ لَهَا،

وَمِنْ ثَنَايَا فُرُوجِ الْغَوْرِ تَهْدِينَا

والزُّنْبُورُ: شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ فِي طُولِ الدُّلْبَةِ وَلَا عَرْضَ لَهَا، وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ الجَوْزِ فِي مَنْظَرهِ وَرِيحِهِ، وَلَهَا نَوْرٌ مِثْلُ نَوْرِ العُشَرِ أَبيض مُشْرَب، وَلَهَا حَمْلٌ مِثْلُ الزَّيْتُونِ سَوَاءٌ، فإِذا نَضِجَ اشْتَدَّ سَوَادُهُ وَحَلَا جِدًّا، يأْكله النَّاسُ كالرُّطَبِ، وَلَهَا عَجَمَةٌ كَعَجَمَةِ الغُبَيْراءِ، وَهِيَ تَصْبُغُ الفَمَ كَمَا يَصْبُغُهُ الفِرْصادُ، تُغْرَسُ غَرْساً. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مِنْ غَرِيبِ شَجَرِ الْبَرِّ الزَّنابِيرُ، وَاحِدَتُهَا زِنْبِيرَةٌ وزِنْبَارَةٌ وزُنْبُورَةٌ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التِّين، وأَهل الحَضَرِ يُسَمُّونَهُ الحُلْوانيَّ. والزُّنْبُورُ مِنَ الفأْر: العظيمُ، وجمعه زَنابِرُ؛ وقال جُبَيْهَا:

فأَقْنَعَ كَفَّيْهِ وأَجْنَحَ صَدْرَهُ

بِجَرْعٍ، كإِنتاج الزَّبابِ الزَّنابِرِ

زنتر: الزَّنْتَرَةُ: الضِّيقُ. وَقَعُوا فِي زَنْتَرَةٍ مِنْ أَمرهم أَي ضِيقٍ وعُسْرٍ. وتَزَنْتَرَ: تَبَخْتَرَ والزَّبَنْتَرُ: الْقَصِيرُ فَقَطْ؛ قَالَ:

تَمَهْجَرُوا وأَيُّما تَمَهْجُرِ،

وَهُمْ بَنُو العَبْدِ اللَّئِيمِ العُنْصُرِ،

بَنُو اسْتها والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ

وَقِيلَ: الزَّبَنْتَرُ الْقَصِيرُ المُلَزَّزُ الخَلْقِ.

زنجر: اللَّيْثُ: زَنْجَرَ فُلَانٌ لَكَ إِذا قَالَ بِظُفْرِ إِبهامه وَوَضَعَهَا عَلَى ظُفْر سَبَّابته ثُمَّ قَرَعَ بَيْنَهُمَا فِي قَوْلِهِ: وَلَا مِثْلَ هَذَا، وَاسْمُ ذَلِكَ الزِّنْجِيرُ؛ وأَنشد:

فأَرسلتُ إِلى سَلْمى

بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ

فَمَا جادَتْ لَنَا سَلْمى

بِزِنْجِيرٍ، وَلَا فُوفَهْ

والزِّنْجِير: قَرْعُ الإِبهام عَلَى الْوُسْطَى بِالسَّبَّابَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الزِّنْجِيرَةُ مَا يأْخذ طَرَفُ الإِبهام مِنْ رأْس السِّنِّ إِذا قَالَ: مَا لَكَ عِنْدِي شَيْءٌ وَلَا ذِهِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْبَيَاضِ الَّذِي عَلَى أَظفار الأَحداث الزِّنْجِيرُ والزِّنجيرة والفُوفُ والوَبْشُ.

زنقر: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالُوا الزِّنْقِيرُ هُوَ قُلامَةُ الظُّفْرِ، وَيُقَالُ لَهُ الزِّنْجِير أَيضاً، وكلاهما دخيلان.

زنهر: التَّهْذِيبُ: فِي النَّوَادِرِ فُلَانٌ مُزَنْهِرٌ إِلَيَّ بِعَيْنِهِ ومُزَنِّرٌ ومُبَنْدِقٌ وحالقٌ إِلَيَّ بِعَيْنِهِ ومُحَلِّقٌ وجاحظٌ ومُجَحِّظٌ ومُنْذِرٌ إِليَّ بِعَيْنِهِ وناذِرٌ، وَهُوَ شِدَّةُ النَّظَرِ وإِخراج العين.

زهر: الزَّهْرَةُ: نَوْرُ كُلِّ نَبَاتٍ، وَالْجَمْعُ زَهْرٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الأَبيض. وزَهْرُ النَّبْتِ: نَوْرُه،

ص: 331

وَكَذَلِكَ الزهَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ. قَالَ: والزُّهْرَةُ الْبَيَاضُ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. يقال أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُّهْرَةِ، وَهُوَ بَيَاضُ عِتْق. قَالَ شَمِرٌ: الأَزْهَرُ مِنَ الرِّجَالِ الأَبيض العتيقُ البياضِ النَّيِّرُ الحَسَنُ، وَهُوَ أَحسن الْبَيَاضِ كأَنَّ لَهُ بَرِيقاً ونُوراً، يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ وَالسِّرَاجُ. ابْنُ الأَعرابي: النَّوْرُ الأَبيض والزَّهْرُ الأَصفر، وَذَلِكَ لأَنه يبيضُّ ثُمَّ يَصْفَرُّ، وَالْجَمْعُ أَزْهارٌ، وأَزاهِيرُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وَقَدْ أَزْهَرَ الشَّجَرُ وَالنَّبَاتُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَزْهَرَ النبتُ، بالأَلف، إِذا نَوَّرَ وظهر زَهْرُه، وزَهُرَ [زَهِرَ]، بِغَيْرِ أَلف، إِذا حَسُنَ. وازْهارَّ النَّبْتُ: كازْهَرَّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي رُبَاعِيًّا؛ وَشَجَرَةٌ مُزْهِرَةٌ وَنَبَاتٌ مُزْهِرٌ، والزَّاهِرُ: الحَسَنُ مِنَ النَّبَاتِ: والزَّاهِرُ: الْمُشْرِقُ مِنْ أَلوان الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: الأَزهر الْمُشْرِقُ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ. والأَزْهَرُ: اللَّبَنُ ساعةَ يُحْلَبُ، وَهُوَ الوَضَحُ وَهُوَ النَّاهِصُ «5». والصَّرِيحُ. والإِزْهارُ: إِزْهارُ النَّبَاتِ، وَهُوَ طُلُوعُ زَهَرِه. والزَّهَرَةُ: النَّبَاتُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه إِنما يُرِيدُ النَّوْرَ. وزَهْرَةُ الدنيا وزَهَرَتُهَا: حُسْنُها وبَهْجَتُها وغَضَارَتُها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا

. قَالَ أَبو حَاتِمٍ:

زَهَرَة الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ بِالْبَصْرَةِ. قَالَ: وزَهْرَة هِيَ قِرَاءَةُ أَهل الْحَرَمَيْنِ، وأَكثر الْآثَارِ عَلَى ذَلِكَ. وَتَصْغِيرُ الزَّهْرِ زُهَيْرٌ، وَبِهِ سُمِّيَ الشَّاعِرُ زُهَيْراً. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخاف عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا

؛ أَي حُسْنِهَا وَبَهْجَتِهَا وَكَثْرَةِ خَيْرِهَا. والزُّهْرَةُ: الْحُسْنُ وَالْبَيَاضُ، وَقَدْ زَهِرَ زَهَراً. والزَّاهِرُ والأَزْهَرُ: الْحَسَنُ الأَبيض مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: هُوَ الأَبيض فِيهِ حُمْرَةٌ. وَرَجُلٌ أَزْهَرُ أَي أَبيض مُشْرِقُ الْوَجْهِ. والأَزهر: الأَبيض المستنير. والزُّهْرَةُ: الْبَيَاضُ النَّيِّرُ، وَهُوَ أَحسن الأَلوان؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَّالِ:

أَعْوَرُ جَعْدٌ أَزْهَرُ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

سأَلوه عَنْ جَدِّ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ فَقَالَ: جملٌ أَزْهَرُ مُتَفَاجٌّ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ الزَّهْرَاوانِ

؛ أَي المُنِيرتان المُضِيئَتانِ، وَاحِدَتُهُمَا زَهْرَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَكْثِرُوا الصلاةَ عَلَيَّ فِي اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ وَالْيَوْمِ الأَزْهَرِ

؛ أَي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ وَيَوْمِهَا؛ كَذَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام، فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: كَانَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بالأَبيضِ الأَمْهَقِ.

والمرأَة زَهْرَاءُ؛ وَكُلُّ لَوْنٍ أَبيض كالدُّرَّةِ الزَّهْراءِ، والحُوَار الأَزْهَر. والأَزْهَرُ: الأَبيضُ. والزُّهْرُ: ثلاثُ لَيَالٍ مِنْ أَوّل الشَّهْرِ. والزُّهَرَةُ، بِفَتْحِ الْهَاءِ: هَذَا الْكَوْكَبُ الأَبيض؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

قَدْ وَكَّلَتْنِي طَلَّتِي بالسَّمْسَرَه،

وأَيْقَظَتْنِي لطُلُوعِ الزُّهَرَه

والزُّهُورُ: تَلأْلؤ السِّرَاجِ الزَّاهِرِ. وزَهَرَ السراجُ يَزْهَرُ زُهُوراً وازْدَهَرَ: تلأْلأَ، وَكَذَلِكَ الْوَجْهُ وَالْقَمَرُ وَالنَّجْمُ؛ قَالَ:

آلُ الزُّبَيْر نُجومٌ يُسْتَضَاءُ بِهِمْ،

إِذا دَجا اللَّيْلُ مِنْ ظَلْمائِه زَهَرَا

وَقَالَ:

عَمَّ النَّجُومَ ضَوْءُه حِينَ بَهَرْ،

فَغَمَر النَّجْمَ الَّذِي كَانَ ازْدَهَرْ

وَقَالَ الْعَجَّاجُ:

ولَّى كمِصْباحِ الدُّجَى المَزْهُورِ

(5). قوله: [وهو الناهص] كذا بالأَصل

ص: 332

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: هُوَ مِنْ أَزْهَرَهُ اللهُ، كَمَا يُقَالُ مَجْنُونٌ مِنْ أَجَنَّهُ. والأَزْهَرُ: الْقَمَرُ. والأَزْهَرَان، الشمسُ والقمرُ لِنُورِهِمَا؛ وَقَدْ زَهَرَ يَزْهَرُ زَهْراً وزَهُرَ فِيهِمَا، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْبَيَاضِ. قَالَ الأَزهري: وإِذا نَعَتَّهُ بِالْفِعْلِ اللَّازِمِ قُلْتَ زَهِرَ يَزْهَرُ زَهَراً. وزَهَرَت النارُ زُهُوراً: أَضاءت، وأَزْهَرْتُها أَنا. يُقَالُ: زَهَرَتْ بِكَ نَارِي أَي قَوِيَتْ بِكَ وَكَثُرَتْ مِثْلُ وَرِيَتْ بِكَ زَنَادِي. الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ: زَهَرَتْ بِكَ زَنَادِي؛ الْمَعْنَى قُضِيَتْ بِكَ حَاجَتِي. وزَهَرَ الزَّنْدُ إِذا أَضاءت نَارُهُ، وَهُوَ زَنْدٌ زَاهِرٌ. والأَزْهَرْ: النَّيِّرُ، وَيُسَمَّى الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ أَزْهَرَ وَالْبَقَرَةُ زَهْرَاء؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم:

تَمْشِي، كَمَشْيِ الزَّهْراءِ فِي دَمَثِ

الرَّوْضِ إِلى الحَزْنِ، دُونَهَا الجُرُفُ

ودُرَّةٌ زَهْرَاءُ: بَيْضَاءُ صَافِيَةٌ. وأَحمر زَاهِرٌ: شَدِيدُ الْحُمْرَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والازْدِهارُ بِالشَّيْءِ: الِاحْتِفَاظُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه أَوصى أَبا قَتَادَةَ بالإِناء الَّذِي توضأَ مِنْهُ فَقَالَ: ازْدَهِرْ بِهَذَا فإِن لَهُ شأْناً

، أَي احْتَفِظْ بِهِ وَلَا تُضَيِّعْهُ وَاجْعَلْهُ فِي بَالِكَ، مِنْ قَوْلِهِمْ: قَضَيْتُ مِنْهُ زِهْرَتِي أَي وَطَري، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ هُوَ مِنِ ازْدَهَرَ إِذا فَرِحَ أَي ليُسْفِرْ وجهُك وَلْيُزْهِرْ، وإِذا أَمرت صَاحِبَكَ أَن يَجِدَّ فِيمَا أَمرت بِهِ قُلْتَ لَهُ: ازْدَهِرْ، وَالدَّالُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ تَاءِ الِافْتِعَالِ، وأَصل ذَلِكَ كُلِّهِ مِنَ الزُّهْرَةِ والحُسْنِ وَالْبَهْجَةِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

فإِنك قَيْنٌ وابْنُ قَيْنَيْنِ، فازْدَهِرْ

بِكِيرِكَ، إِنَّ الكِيرَ لِلْقَينِ نافِعُ

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَظن ازْدَهَرَ كَلمة لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ كأَنها نَبَطِيَّةٌ أَو سُرْيَانِيَّةٌ فَعُرِّبَتْ؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: هِيَ كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ، وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ وَقَالَ: مَعْنَى ازْدَهِر أَي افْرَحْ، مِنْ قَوْلِكَ هُوَ أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُّهرَةِ، وازْدَهِرْ مَعْنَاهُ ليُسْفِرْ وجهُك ولْيُزْهِرْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الازْدِهارُ بِالشَّيْءِ أَن تَجْعَلَهُ مِنْ بَالِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَضَيْتُ مِنْهُ زِهْرِي، بِكَسْرِ الزَّايِ، أَي وَطَري وَحَاجَتِي؛ وأَنشد الأُمويُّ:

كَمَا ازْدَهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّرَاع

لأُسْوارِها، عَلَّ مِنْهَا اصْطِباحا

أَي جَدَّتْ فِي عَمَلِهَا لِتَحْظَى عِنْدَ صَاحِبِهَا. يَقُولُ: احْتَفَظَتِ القَيْنَةُ بالشِّرَاعِ، وَهِيَ الأَوتار. والازْدِهارُ: إِذا أَمرت صَاحِبَكَ أَن يَجِدَّ فِيمَا أَمرته قُلْتَ لَهُ: ازْدَهِرْ فِيمَا أَمرتك بِهِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: ازْدَهِرْ بِهَا أَي احْتَمِلْها، قَالَ: وَهِيَ أَيضاً كَلِمَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ. والمِزْهَرُ: الْعُودِ الَّذِي يُضْرَبِ بِهِ. والزَّاهِرِيَّةُ: التَّبَخْتُر؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ:

يَفُوحُ المِسْكُ مِنْهُ حِينَ يَغْدُو،

ويَمْشِي الزَّاهِرِيَّةَ غَيْرَ حَالِ

وَبَنُو زُهْرة: حيٌّ مِنْ قُرَيْشٍ أَخوال النبي، صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ اسْمُ امرأَة كِلَابِ بْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، نُسِبَ وَلَدُهُ إِليها. وَقَدْ سَمَّتْ زَاهِرًا وأَزْهَرَ وزُهَيْراً. وزَهْرانُ أَبو قَبِيلَةٍ. والمَزَاهِرُ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي للدُّبَيْرِيِّ:

أَلا يَا حَماماتِ المَزاهِرِ، طَالَمَا

بَكَيْتُنَّ، لَوْ يَرْثِي لَكُنَّ رَحِيمُ

زور: الزَّوْرُ: الصَّدْرُ، وَقِيلَ: وَسَطُ الصَّدْرِ، وَقِيلَ: أَعلى الصَّدْرِ، وَقِيلَ: مُلْتَقَى أَطراف عِظَامِ الصَّدْرِ حَيْثُ اجْتَمَعَتْ، وَقِيلَ: هُوَ جَمَاعَةُ الصَّدْرِ

ص: 333

مِنَ الخُفِّ، وَالْجَمْعُ أَزوار. والزَّوَرُ: عِوَجُ الزَّوْرِ وَقِيلَ: هُوَ إِشراف أَحد جَانِبَيْهِ عَلَى الْآخَرِ، زَوِرَ زَوَراً، فَهُوَ أَزْوَرُ. وَكَلْبٌ أَزْوَرُ: قَدِ اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وَخَرَجَ كَلْكَلُه كأَنه قَدْ عُصِرَ جَانِبَاهُ، وَهُوَ فِي غَيْرِ الْكِلَابِ مَيَلٌ مَّا لَا يَكُونُ مُعْتَدِلَ التَّرْبِيعِ نَحْوَ الكِرْكِرَةِ واللِّبْدَةِ، وَيُسْتَحَبُّ فِي الْفَرَسِ أَن يَكُونَ فِي زَوْرِه ضِيقٌ وأَن يَكُونَ رَحْبَ اللَّبَانِ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيمَةَ «1» .

مُتَقَارِب الثَّفِناتِ، ضَيْق زَوْرُه،

رَحْب اللَّبَانِ، شَدِيد طَيِّ ضَريسِ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ فَرَّقَ بَيْنَ الزَّوْرِ واللَّبانِ كَمَا تَرَى. والزَّوَرُ فِي صَدْرِ الْفَرَسِ: دخولُ إِحدى الفَهْدَتَيْنِ وخروجُ الأُخرى؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

فِي خَلْقِها عَنْ بناتِ الزَّوْرِ تفضيلُ

الزَّوْرُ: الصَّدْرُ. وَبَنَاتُهُ: مَا حَوَالَيْهِ مِنَ الأَضلاع وَغَيْرِهَا. والزَّوَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: المَيَلُ وَهُوَ مِثْلُ الصَّعَر. وعُنُقٌ أَزْوَرُ: مَائِلٌ. والمُزَوَّرُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَسُلُّه المُزَمِّرُ مِنْ بَطْنِ أُمه فَيَعْوَجُّ صَدْرُهُ فَيَغْمِزُهُ لِيُقِيمَهُ فَيَبْقَى فِيهِ مِنْ غَمْزِه أَثر يُعْلَمُ أَنه مُزَوَّرٌ. وَرَكِيَّةٌ زَوْراءُ: غَيْرُ مُسْتَقِيمَةِ الحَفْرِ. والزَّوْراءُ: الْبِئْرُ الْبَعِيدَةُ الْقَعْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذْ تَجْعَلُ الجارَ فِي زَوْراءَ مُظْلِمَةٍ

زَلْخَ المُقامِ، وتَطْوي دُونَهُ المَرَسَا

وأَرض زَوْراءُ: بَعِيدَةٌ؛ قَالَ الأَعشى:

يَسْقِي دِياراً لَهَا قَدْ أَصْبَحَتْ غَرَضاً

زَوْراءَ، أَجْنَفَ عَنْهَا القَوْدُ والرَّسَلُ

وَمَفَازَةٌ زَوْراءُ: مَائِلَةٌ عَنِ السَّمْتِ والقصدِ. وَفَلَاةٌ زَوْراءُ: بَعِيدَةٌ فِيهَا ازْوِرَارٌ. وقَوْسٌ زَوْراءُ: معطوفة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ

؛ قرأَ بعضهم:

تَزْوَارُ

يُرِيدُ تَتَزاوَرُ، وقرأَ بَعْضُهُمْ:

تَزْوَرُّ

وتَزْوَارُّ

، قَالَ: وازْوِرارُها فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَنها كَانَتْ تَطْلع عَلَى كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ فَلَا تُصِيبُهُمْ وتَغْرُبُ عَلَى كَهْفِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَلَا تُصِيبُهُمْ، وَقَالَ الأَخفش: تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ

أَي تَمِيلُ؛ وأَنشد:

ودونَ لَيْلَى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ،

جَدْبُ المُنَدَّى عَنْ هَوانا أَزْوَرُ،

يُنْضِي المَطَايا خِمْسُه العَشَنْزَرُ

قَالَ: والزَّوَرُ مَيَلٌ فِي وَسَطِ الصَّدْرِ، وَيُقَالُ لِلْقَوْسِ زَوْراءُ لميلهَا، وَلِلْجَيْشِ أَزْوَرُ. والأَزْوَرُ: الَّذِي يَنْظُرُ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للبعير الْمَائِلُ السَّنَامِ: هَذَا الْبَعِيرُ زَوْرٌ. وَنَاقَةٌ زَوْرَةٌ: قَوِيَّةٌ غَلِيظَةٌ. وَنَاقَةٌ زَوْرَة: تَنْظُرُ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهَا لِشِدَّتِهَا وَحِدَّتِهَا؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ:

وماءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَوْرَةٍ،

كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا

وَيُرْوَى: زُورَةٍ، والأَوّل أَعرف. قَالَ أَبو عَمْرٍو: عَلَى زَوْرَةٍ أَي عَلَى نَاقَةٍ شَدِيدَةٍ؛ وَيُقَالُ: فِيهِ ازْوِرارٌ وحَدْرٌ، وَيُقَالُ: أَراد عَلَى فَلَاةٍ غَيْرِ قَاصِدَةٍ. وَنَاقَةٌ زِوَرَّةُ أَسفار أَي مُهَيَّأَة للأَسفار مُعَدَّة. وَيُقَالُ فِيهَا ازْوِرارٌ مِنْ نَشَاطِهَا. أَبو زَيْدٍ: زَوَّرَ الطَّائِرُ تَزْوِيراً إِذا ارتفعت حَوْصَلَتُه؛

(1). قوله: [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيمَةَ] وقيل ابن سليم، وقبله: ولقد غدوت على القنيص بشيظم كالجذع وسط الجنة المغروس كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأصل

ص: 334

وَيُقَالُ لِلْحَوْصَلَةِ: الزَّارَةُ والزَّاوُورَةُ والزَّاوِرَةُ. وزَاوَرَةُ القَطاةِ، مَفْتُوحُ الْوَاوِ: مَا حَمَلَتْ فِيهِ الماء لفراخها. والازْوِرارُ عَنِ الشَّيْءِ: الْعُدُولُ عَنْهُ، وَقَدِ ازْوَرَّ عَنْهُ ازْوِراراً وازْوارَّ عَنْهُ ازْوِيرَاراً وتَزاوَرَ عَنْهُ تَزاوُراً، كُلُّهُ بِمَعْنَى: عَدَلَ عَنْهُ وانحرفَ. وَقُرِئَ:

تَزَّاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ

، وَهُوَ مُدْغَمُ تَتَزَاوَرُ. والزَّوْراءُ: مِشْرَبَةٌ مِنْ فِضَّةٍ مُسْتَطِيلَةٍ شِبْهِ التَّلْتَلَةِ. والزَّوْرَاءُ: القَدَحُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

وتُسْقى، إِذا مَا شئتَ، غَيْرَ مُصَرَّدٍ

بِزَوْراءَ، فِي حَافَاتِهَا المِسْكُ كانِعُ

وزَوَّرَ الطائرُ: امتلأَت حَوْصَلَتُهُ. والزِّوار: حَبْلٌ يُشَدُّ مِنَ التَّصْدِيرِ إِلى خَلْفِ الكِرْكِرَةِ حَتَّى يَثْبُتَ لئلَّا يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ فيحتبسَ بَوْلُهُ، وَالْجَمْعُ أَزْوِرَةٌ. وزَوْرُ الْقَوْمِ: رَئِيسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ. وَرَجُلٌ زُوارٌ وزُوارَةٌ: غَلِيظٌ إِلى الْقِصَرِ. قَالَ الأَزهري: قرأْت فِي كِتَابِ اللَّيْثُ فِي هَذَا الْبَابِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ غَلِيظًا إِلى الْقِصَرِ مَا هُوَ: إِنه لَزُوارٌ وزُوَارِيَةٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ وَالصَّوَابُ إِنه لَزُوازٌ وزُوَازِيَةٌ، بِزَايَيْنِ، قَالَ: قَالَ ذَلِكَ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُمَا. والزَّوْرُ: الْعَزِيمَةُ. وَمَا لَهُ زَوْرٌ وزُورٌ وَلَا صَيُّورٌ بِمَعْنًى أَي مَا لَهُ رأْي وَعَقْلٌ يَرْجِعُ إِليه؛ الضَّمُّ عَنْ يَعْقُوبَ وَالْفَتْحُ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وَذَلِكَ أَنه قَالَ لَا زَوْرَ لَهُ وَلَا صَيُّورَ، قَالَ: وأُراه إِنما أَراد لَا زَبْرَ لَهُ فغيره إِذ كَتَبَهُ. أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِمْ لَيْسَ لَهُمْ زَوْرٌ: أَي لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ وَلَا رأْي. وَحَبْلٌ لَهُ زَوْرٌ أَي قُوَّةٌ؛ قَالَ: وَهَذَا وِفَاقٌ وَقَعَ بَيْنَ الْعَرَبِيَّةِ وَالْفَارِسِيَّةِ والزَّوْرُ: الزَّائِرُونَ. وَزَارَهُ يَزُورُه زَوْراً وزِيارَةً وزُوَارَةً وازْدَارَهُ: عَادَهُ افْتَعَلَ مِنَ الزِّيَارَةِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ:

فدخلتُ بَيْتًا غيرَ بيتِ سِنَاخَةٍ،

وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَريم المِفْضَلِ

والزَّوْرَةُ: المرَّة الْوَاحِدَةُ. وَرَجُلٌ زَائِرٌ مِنْ قَوْمٍ زُوَّرٍ وزُوَّارٍ وزَوْرٍ؛ الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ زَائِرٍ. والزَّوْرُ: الَّذِي يَزُورُك. وَرَجُلٌ زَوْرٌ وَقَوْمٌ زَوْرٌ وامرأَة زَوْرٌ وَنِسَاءٌ زَوْرٌ، يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لأَنه مَصْدَرٌ؛ قَالَ:

حُبَّ بالزَّوْرِ الَّذِي لَا يُرَى

مِنْهُ، إِلَّا صَفْحَةٌ عَنْ لِمام

وَقَالَ فِي نِسْوَةٍ زَوْرٍ:

ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ،

كَمَا تَهادَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ

وامرأَة زَائِرَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ زُورٍ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَكَذَلِكَ فِي الْمُذَكَّرِ كَعَائِذٍ وعُوذ. الْجَوْهَرِيُّ: نِسْوَةٌ زُوَّرٌ وزَوْرٌ مِثْلُ نُوَّحٍ ونَوْحٍ وَزَائِرَاتٍ، وَرَجُلٌ زَوَّارٌ وزَؤُورٌ؛ قَالَ:

إِذا غَابَ عَنْهَا بعلُها لَمْ أَكُنْ

لَهَا زَؤُوراً، وَلَمْ تأْنَسْ إِليَّ كِلابُها

وَقَدْ تَزاوَرُوا: زارَ بعضُهم بَعْضًا. والتَّزْوِيرُ: كَرَامَةُ الزَّائِرِ وإِكرامُ المَزُورِ لِلزَّائرِ. أَبو زَيْدٍ: زَوِّرُوا فُلَانًا أَي اذْبَحُوا لَهُ وأَكرموه. والتَّزْوِيرُ: أَن يُكْرِمَ المَزُورُ زائِرَه ويَعْرِفَ لَهُ حَقَّ زِيَارَتِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: زارَ فلانٌ فُلَانًا أَي مَالَ إِليه؛ وَمِنْهُ تَزَاوَرَ عَنْهُ أَي مَالَ عَنْهُ. وَقَدْ زَوَّرَ القومُ صَاحِبَهُمْ تَزْوِيراً إِذا أَحسنوا إِليه. وأَزَارَهُ: حَمَلَهُ عَلَى الزِّيَارَةِ. وَفِي حَدِيثِ

طَلْحَةَ: حَتَّى أَزَرْتُه شَعُوبَ

ص: 335

أَي أَوردته المنيةَ فَزَارَهَا؛ شَعُوبُ: مِنْ أَسماء الْمَنِيَّةِ. واسْتَزاره: سأَله أَن يَزُورَه. والمَزَارُ: الزِّيَارَةُ والمَزَارُ: مَوْضِعُ الزِّيَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن لِزَوْركَ عَلَيْكَ حَقًّا

؛ الزَّوْرُ: الزائرُ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الِاسْمِ كصَوْم ونَوْمٍ بِمَعْنَى صَائِمٍ وَنَائِمٍ. وزَوِرَ يَزْوَرُ إِذا مَالَ. والزَّوْرَةُ: البُعْدُ، وَهُوَ مِنَ الازْوِرارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وماءٍ وردتُ عَلَى زَوْرَةٍ

وَفِي حَدِيثِ

أُم سَلَمَةَ: أَرسلتُ إِلى عُثْمَانَ، رضي الله عنه: يَا بُنَيَّ مَا لِي أَرى رَعِيَّتَكَ عَنْكَ مُزْوَرِّينَ

أَي مُعْرِضِينَ مُنْحَرِفِينَ؛ يُقَالُ: ازْوَرَّ عَنْهُ وازْوَارَّ بِمَعْنًى؛ وَمِنْهُ شِعْرُ عُمَرَ:

بِالْخَيْلِ عَابِسَةً زُوراً مناكِبُها

الزُّورُ: جَمْعُ أَزْوَرَ مِنَ الزَّوَرِ الْمَيْلُ. ابْنُ الأَعرابي: الزَّيِّرُ مِنَ الرِّجَالِ الغضبانُ المُقاطِعُ لِصَاحِبِهِ. قَالَ: والزِّيرُ الزِّرُّ. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقْلِبُ أَحد الْحَرْفَيْنِ الْمُدْغَمَيْنِ يَاءً فَيَقُولُ فِي مَرٍّ مَيْرٍ، وَفِي زِرٍّ زِيرٍ، وَهُوَ الدُّجَةُ، وَفِي رِزٍّ رِيز. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ الزَّيِّرُ الْغَضْبَانُ أَصله مَهْمُوزٌ مَنْ زأَر الأَسد. وَيُقَالُ لِلْعَدُوِّ: زائِرٌ، وَهُمُ الزائرُون؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:

حَلَّتْ بأَرضِ الزائِرِينَ، فأَصْبَحَتْ

عَسِراً عَلَيَّ طِلَابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ

قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد أَنها حَلَّتْ بأَرض الأَعداء. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزَّائِرُ الْغَضْبَانُ، بِالْهَمْزِ، وَالزَّايِرُ الْحَبِيبُ. قَالَ: وَبَيْتُ عَنْتَرَةَ يُرْوَى بِالْوَجْهَيْنِ، فَمَنْ هَمَزَ أَراد الأَعداء وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ أَراد الأَحباب. وزأْرة الأَسد: أَجَمَتُه؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَذَلِكَ لِاعْتِيَادِهِ إِياها وزَوْرِه لَهَا. والزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ ذَاتُ الْمَاءِ وَالْحُلَفَاءِ والقَصَبِ. والزَّأْرَة: الأَجَمَة. والزِّيرُ: الَّذِي يُخَالِطُ النِّسَاءَ وَيُرِيدُ حَدِيثَهُنَّ لِغَيْرِ شَرٍّ، وَالْجَمْعُ أَزْوارٌ وأَزْيارٌ؛ الأَخيرة مِنْ بَابِ عِيدٍ وأَعياد، وزِيَرَةٌ، والأُنثى زِيرٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُوصَفُ بِهِ الْمُؤَنَّثُ، وَقِيلَ: الزِّيرُ المُخالِطُ لَهُنَّ فِي الْبَاطِلِ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ زِيرُ نساءٍ إِذا كَانَ يُحِبُّ زِيَارَتَهُنَّ وَمُحَادَثَتَهُنَّ وَمُجَالَسَتَهُنَّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ زِيَارَتِهِ لَهُنَّ، وَالْجَمْعُ الزِّيَرَةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

قُلْتُ لزِيرٍ لَمْ تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ

وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا يَزَالُ أَحدكم كاسِراً وِسادَهُ يَتَّكِئُ عَلَيْهِ ويأْخُذُ فِي الْحَدِيثِ فِعْلَ الزِّيرِ

؛ الزِّيرُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يُحِبُّ مُحَادَثَةَ النِّسَاءِ وَمُجَالَسَتَهُنَّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ زِيَارَتِهِ لَهُنَّ، وأَصله مِنَ الْوَاوِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى:

تَرَى الزِّيرَ يَبْكِي بِهَا شَجْوَهُ،

مَخَافَةَ أَنْ سَوْفَ يُدْعَى لَهَا

لَهَا: لِلْخَمْرِ؛ يَقُولُ: زِيرُ العُودِ يَبْكِي مَخَافَةَ أَن يَطْرَبَ القوْمُ إِذا شَرِبُوا فَيَعْمَلُوا الزِّيرَ لَهَا لِلْخَمْرِ، وَبِهَا بِالْخَمْرِ؛ وأَنشد يُونُسُ:

تَقُولُ الحارِثِيَّةُ أُمُّ عَمْرٍو:

أَهذا زِيرُهُ أَبَداً وزِيرِي؟

قَالَ مَعْنَاهُ: أَهذا دأْبه أَبداً ودأْبي. والزُّور: الْكَذِبُ وَالْبَاطِلُ، وَقِيلَ: شَهَادَةُ الْبَاطِلِ. رَجُلٌ زُورٌ وَقَوْمٌ زُورٌ وَكَلَامٌ مُزَوَّرٌ ومُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بِكَذِبٍ، وَقِيلَ: مُحَسَّنٌ، وَقِيلَ: هُوَ المُثَقَّفُ قَبْلَ أَن يَتَكَلَّمَ بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَوْلُ

عُمَرَ، رضي الله عنه: مَا زَوَّرْتُ كَلَامًا لأَقوله إِلا سَبَقَنِي

ص: 336

به أَبو بكر

، وفي رِوَايَةٍ:

كُنْتُ زَوَّرْتُ فِي نَفْسِي كَلَامًا يومَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ

أَي هَيَّأْتُ وأَصلحت. والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشَّيْءِ. وكلامٌ مُزَوَّرٌ أَي مُحَسَّنٌ؛ قَالَ نصرُ بْنُ سَيَّارٍ:

أَبْلِغْ أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ رِسالةً،

تَزَوَّرْتُها مِنْ مُحْكَمَاتِ الرَّسائِل

والتَّزْوِيرُ: تَزْيين الْكَذِبِ والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشَّيْءِ، وَسُمِعَ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: كُلُّ إِصلاح مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ فَهُوَ تَزْوِيرٌ، وَمِنْهُ شَاهِدُ الزُّورِ يُزَوِّرُ كَلَامًا والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الْكَلَامِ وتَهْيِئَتُه. وَفِي صَدْرِهِ تَزْوِيرٌ أَي إِصلاح يُحْتَاجُ أَن يُزَوَّرَ. قَالَ: وَقَالَ الْحَجَّاجُ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً زَوَّرَ نفسَه عَلَى نَفْسِهِ أَي قَوَّمَهَا وحسَّنها، وَقِيلَ: اتَّهَمَ نَفْسَهُ عَلَى نَفْسِهِ، وَحَقِيقَتُهُ نِسْبَتُهَا إِلى الزُّورِ كَفَسَّقَهُ وجَهَّلَهُ، وَتَقُولُ: أَنا أُزَوِّرُكَ عَلَى نَفْسِكَ أَي أَتَّهِمُك عَلَيْهَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

بِهِ زَوَرٌ لَمْ يَسْتَطِعْهُ المُزَوِّرُ

وَقَوْلُهُمْ: زَوَّرْتُ شَهَادَةَ فُلَانٍ رَاجِعٌ إِلى تَفْسِيرِ قَوْلِ القَتَّالِ:

وَنَحْنُ أُناسٌ عُودُنا عُودُ نَبْعَةٍ

صَلِيبٌ، وَفِينَا قَسْوَةٌ لَا تُزَوَّرُ

قَالَ أَبو عَدْنَانَ: أَي لَا نُغْمَزُ لِقَسْوَتِنَا وَلَا نُسْتَضْعَفُ فَقَوْلُهُمْ: زَوَّرْتُ شَهَادَةَ فُلَانٍ، مَعْنَاهُ أَنه اسْتُضْعِفَ فَغُمِزَ وَغُمِزَتْ شَهَادَتُهُ فأُسقطت. وَقَوْلُهُمْ: قَدْ زَوَّرَ عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: فِيهِ أَربعة أَقوال: يَكُونُ التَّزْوِيرُ فِعْلَ الْكَذِبِ وَالْبَاطِلِ. والزُّور: الْكَذِبُ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ: التَّزْوِيرُ التَّشْبِيهُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: التَّزْوِيرُ التَّزْوِيقُ وَالتَّحْسِينُ. وزَوَّرْتُ الشيءَ: حَسَّنْتُه وقوَّمتُه. وَقَالَ الأَصمعي: التزويرُ تَهْيِئَةُ الْكَلَامِ وَتَقْدِيرُهُ، والإِنسان يُزَوِّرُ كَلَامًا، وَهُوَ أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَهُ قَبْلَ أَن يَتَكَلَّمَ بِهِ. والزُّورُ: شَهَادَةُ الْبَاطِلِ وَقَوْلُ الْكَذِبِ، وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْ تَزْوِيرِ الْكَلَامِ وَلَكِنَّهُ اشْتُقَّ مِنْ تَزْوِيرِ الصَّدْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ

؛ الزُّور: الْكَذِبُ وَالْبَاطِلُ والتُّهمة، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ شَهَادَةِ الزُّورِ فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ مِنَ الْكَبَائِرِ، فَمِنْهَا قَوْلُهُ:

عَدَلَتْ شهادَةُ الزُورِ الشِّرْكَ بِاللَّهِ

، وإِنما عَادَلَتْهُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَهَا: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ

. وزَوَّرَ نَفْسَه: وسمَهَا بالزُّورِ. وَفِي الْخَبَرِ

عَنِ الْحَجَّاجِ: زَوَّرَ رجلٌ نَفْسَه.

وزَوَّرَ الشَّهَادَةَ. أَبطلها؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ

؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الزُّورُ هَاهُنَا مَجَالِسُ اللَّهْوِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا إِلا أَن يُرِيدَ بِمَجَالِسِ اللَّهْوِ هُنَا الشِّرْكَ بِاللَّهِ، وَقِيلَ: أَعياد النَّصَارَى؛ كِلَاهُمَا عَنِ الزَّجَّاجِ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الشِّرْكُ، وَهُوَ جَامِعٌ لأَعياد النَّصَارَى وَغَيْرِهَا؛ قَالَ: وَقِيلَ الزّورُ هُنَا مَجَالِسُ الغِنَاء. وزَوْرُ الْقَوْمِ وزَوِيرُهم وزُوَيْرُهم: سَيِّدُهم ورأْسهم. والزُّورُ والزُّونُ جَمِيعًا: كُلُّ شَيْءٍ يُتَّخَذُ رَبّاً وَيُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ:

جاؤُوا بِزُورَيْهِم وجِئْنا بالأَصَمْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ المُثَنَّى إِن الْبَيْتَ لِيَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ؛ وأَنشد قَبْلَهُ:

كانَت تَمِيمٌ مَعْشَراً ذَوِي كَرَمْ،

غَلْصَمَةً مِنَ الغَلاصِيم العُظَمْ

مَا جَبُنُوا، وَلَا تَوَلَّوْا مِنْ أَمَمْ،

قَدْ قابَلوا لَوْ يَنْفُخْون فِي فَحَمْ

ص: 337

جَاؤُوا بِزُورَيْهِم، وَجِئْنَا بالأَصَمّ

شَيْخٍ لَنَا، كالليثِ مِنْ بَاقِي إِرَمْ

شَيْخٍ لَنَا مُعاوِدٍ ضَرْبَ البُهَمْ

قَالَ: الأَصَمُّ هُوَ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ رَئِيسُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ يَوْمُ الزُّورَيْنِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهُمَا بَكْرانِ مُجلَّلانِ قَدْ قَيَّدوهما وَقَالُوا: هَذَانِ زُورَانا أَي إِلهانا، فَلَا نَفِرُّ حَتَّى يَفِرَّا، فَعَابَهُمْ بِذَلِكَ وَبِجَعْلِ الْبَعِيرَيْنِ ربَّيْنِ لَهُمْ، وهُزِمَتْ تَمِيمٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ وأُخذ الْبَكْرَانِ فَنُحِرَ أَحدهما وَتُرِكَ الْآخَرُ يَضْرِبُ فِي شَوْلِهِمْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ وَجَدْتُ هَذَا الشِّعْرَ للأَغْلَبِ العِجْلِيِّ فِي دِيوَانِهِ كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ شَمِرٌ: الزُّورانِ رئيسانِ؛ وأَنشد:

إِذ أُقْرِنَ الزُّورانِ: زُورٌ رازِحُ

رَارٌ، وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ

قَالَ: الطُّلافِحُ الْمَهْزُولُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الزُّورُ صَخْرَةٌ. وَيُقَالُ: هَذَا زُوَيْرُ الْقَوْمِ أَي رَئِيسُهُمْ. والزُّوَيْرُ: زَعِيمُ الْقَوْمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزُّوَيْرُ صَاحِبُ أَمر الْقَوْمِ؛ قَالَ:

بأَيْدِي رِجالٍ، لَا هَوادَة بينهُمْ،

يَسوقونَ لِلمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدا

وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ:

قَدْ نَضْرِبُ الجَيْشَ الخَميسَ الأَزْوَرا،

حَتَّى تَرى زُوَيْرَهُ مُجَوَّرا

وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الزُّونُ الصنم، وهو بالفارسية زون بِشَمِّ الزَّايِ السِّينَ؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ:

ذَاتُ المجوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ

أَبو عُبَيْدَةَ: كُلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ زُورٌ. والزِّيرُ: الكَتَّانُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

وإِنْ غَضِبَتْ، خِلْتَ بالمِشْفَرَيْن

سَبايِخَ قُطْنٍ، وَزِيرًا نُسالا

وَالْجَمْعُ أَزْوارٌ. والزِّيرُ مِنَ الأَوْتار: الدَّقيقُ. والزِّيرُ: مَا اسْتُحْكِمَ فَتْلُهُ مِنَ الأَوتار؛ وزيرُ المِزْهَرِ: مُشْتَقٌّ مِنْهُ. وَيَوْمُ الزُّورَيْنِ: مَعْرُوفٌ. والزَّوْرُ: عَسيبُ النَّخْلِ. والزَّارَةُ: الْجَمَاعَةُ الضَّخْمَةُ مِنَ النَّاسِ والإِبل وَالْغَنَمِ. والزِّوَرُّ، مِثَالُ الهِجَفِّ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ:

يَا ناقُ خُبِّي خَبَباً زِوَرّا،

وقَلِّمي مَنْسِمَكِ المُغْبَرّا

وَقِيلَ: الزِّوَرُّ الشَّدِيدُ، فَلَمْ يُخَصَّ بِهِ شَيْءٌ دون شيء. وزارَةُ: حَيٌّ مِنْ أَزْدِ السَّراة. وزارَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً

نَخْلٌ بِزارَةَ، حَمْلُه السُّعْدُ

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وعَيْنُ الزَّارَةِ بِالْبَحْرَيْنِ مَعْرُوفَةٌ. والزَّارَةُ: قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ؛ وَكَانَ مَرْزُبانُ الزَّارَةِ مِنْهَا، وَلَهُ حَدِيثٌ مَعْرُوفٌ. وَمَدِينَةُ الزَّوْراء: بِبغداد فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، سُمِّيَتْ زَوْراءَ لازْوِرار قِبْلَتِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: ودِجْلَةُ بَغْدادَ تُسَمَّى الزَّوْراءَ. والزَّوْرَاءُ: دَارٌ بالحِيرَةِ بَنَاهَا النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ذَكَرَهَا النَّابِغَةُ فَقَالَ:

بِزَوْراءَ فِي أَكْنافِها المِسْكُ كارِعُ

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: زَوْراءُ هَاهُنَا مَكُّوكٌ مِنْ فِضَّةٍ مِثْلُ التَّلْتَلَة. وَيُقَالُ: إِن أَبا جَعْفَرٍ هَدَمَ الزَّوْراء بالحِيرَةِ فِي أَيامه. الْجَوْهَرِيُّ: والزَّوْراءُ اسْمُ مَالٍ

ص: 338