المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الضاد المعجمة - لسان العرب - جـ ٤

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الضاد المعجمة

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا مِنْ أُمَّتي أَحد إِلا وأَنا أَعرفه يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالُوا: وكيف تعرفهم مع كَثْرَةِ الْخَلَائِقِ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ لو دخلت صِيرَةً فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ وَفِيهَا فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّل أَما كنتَ تَعْرِفُهُ مِنْهَا؟

الصِّيرَة: حَظِيرة تُتخذ لِلدَّوَابِّ مِنَ الْحِجَارَةِ وأَغصان الشَّجَرِ، وَجَمْعُهَا صِيَر. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: صَيْرَة، بِالْفَتْحِ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ. والصِّيَار: صَوْتُ الصَّنْج؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

كَأَنَّ تَرَاطُنَ الهَاجَاتِ فِيها،

قُبَيْلَ الصُّبْحِ، رَنَّاتُ الصِّيَارِ

يُرِيدُ رَنِينَ الصَّنْج بأَوْتاره. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ، عليه السلام: أَلا أُعلمك كلماتٍ إِذا قلتَهن وَعَلَيْكَ مِثْلُ صِير غُفِر لَكَ؟

قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ اسْمُ جَبَلٍ، وَيُرْوَى: صُور، بِالْوَاوِ، وَفِي رِوَايَةٍ

أَبي وَائِلٍ: أَن عَلِيًّا، رضي الله عنه، قَالَ: لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ صِيرٍ دَيْناً لأَداه اللَّهُ عَنْكَ.

‌فصل الضاد المعجمة

ضبر: ضَبَرَ الفَرَسُ يَضْبُر ضَبْراً وضَبَراناً إِذا عَدَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: جَمَع قَوَائِمَهُ ووَثَبَ، وَكَذَلِكَ المقيَّد فِي عَدْوه. الأَصمعي: إِذا وثَب الفرسُ فوقع مجوعةً يَدَاهُ فَذَلِكَ الضَّبْر؛ قَالَ الْعَجَّاجِ يَمْدَحُ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيَّ:

لَقَدْ سَمَا ابْنُ مَعْمَرٍ حِينَ اعْتَمَرْ

مَغْزًى بَعيداً مِنْ بَعيد وضَبَرْ،

تَقَضِّيَ البَازِي إِذا البَازِي كَسَرْ

يَقُولُ: ارْتَفَعَ قَدْرُه حِينَ غَزَا مَوْضِعًا بَعِيدًا مِنَ الشَّامِ وَجَمَعَ لِذَلِكَ جَيْشًا. وَفِي حَدِيثِ

سَعْدِ بْنِ أَبي وقَّاصٍ: الضَّبْر ضَبر البَلْقاء وَالطَّعْنُ طَعْنُ أَبي مِحْجَنٍ

؛ البَلْقاء: فَرَسُ سَعْدٍ، وَكَانَ أَبو مِحْجن قَدْ حَبَسَهُ سعدٌ فِي شُرْبِ الْخَمْرِ وَهُمْ فِي قِتَالِ الفُرْس، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ القَادِسِيَّة رأَى أَبو محْجن الثَّقَفِيُّ مِنَ الفُرْس قُوَّةً، فَقَالَ لامرأَة سَعْدٍ: أَطلقيني ولكِ اللهَ عليَّ أَن أَرجع حَتَّى أَضع رِجْلي فِي الْقَيْدِ؛ فَحَلَّتْهُ، فَرَكِبَ فَرَساً لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا البَلْقاء، فَجَعَل لَا يَحْمِل عَلَى نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي الْعَدُوِّ إِلا هَزَمَهُمْ، ثُمَّ رَجَعَ حَتَّى وَضَعَ رِجْله فِي الْقَيْدِ ووَفى لَهَا بذمَّته، فَلَمَّا رَجَعَ سَعْدٌ أَخبرته بِمَا كَانَ مِنْ أَمره فَخَلَّى سَبِيلَهُ. وَفَرَسٌ ضِبِرٌّ، مِثَالُ طِمِرٍّ، فِعِلٌّ مِنْهُ، أَي وثَّاب، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وضَبَّر الشيءَ: جَمَعَهُ. والضَّبْر والتَّضْبِير: شِدَّةُ تَلْزِيز الْعِظَامِ وَاكْتِنَازِ اللَّحْمِ؛ جَمَلٌ مَضْبُور ومُضَبَّر، وَفَرَسٌ مُضَبَّر الْخَلْقِ أَي مُوَثَّقُ الْخَلْقِ، وَنَاقَةٌ مُضَبَّرة الخَلْق. وَرَجُلٌ ضِبِرٌّ: شَدِيدٌ. وَرَجُلٌ ذُو ضَبَارَةٍ فِي خَلْقِهِ: مُجْتَمِعُ الْخَلْقِ، وَقِيلَ: وَثِيقُ الْخَلْقِ؛ وَبِهِ سُمِّيَ ضَبَارَةُ، وَابْنُ ضَبَارة كَانَ رَجُلًا مِنْ رُؤَسَاءِ أَجناد بَنِي أُمية. والمَضْبُور: الْمُجْتَمِعُ الْخَلْقِ الأَملس؛ وَيُقَالُ للمِنْجل: مَضْبُور. اللَّيْثُ: الضَّبْر شِدَّةُ تَلْزِيز الْعِظَامِ وَاكْتِنَازِ اللَّحْمِ، وَجَمَلٌ مُضَبَّر الظَّهْرِ؛ وأَنشد:

مُضَبَّر اللَّحْيَيْن نَسْراً مِنْهَسا

وأَسد ضُبَارِم وضُبَارِمَة مِنْهُ فُعالم عِنْدَ الْخَلِيلِ. والإِضْبَارَةُ: الحُزْمة مِنَ الصُّحُف، وَهِيَ الإِضْمَامَة. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ بإِضْبَارَةٍ مِنْ كُتب وإِضْمامةٍ مِنْ كُتب، وَهِيَ الأَضَابِير والأَضَامِيم. اللَّيْثُ: إِضْبارَةٌ مِنْ صُحُف أَو سِهَامٍ أَي حُزْمة، وضُبَارَةُ [ضِبَارَةُ] لُغَةٌ، وَغَيْرُ اللَّيْثِ لَا يُجِيزُ ضُبَارة مِنْ كُتُب، وَيَقُولُ: أَضْبَارة وإِضْبارة. وضَبَّرت الكُتب وَغَيْرَهَا تضبِيراً: جَمَعْتُهَا. الْجَوْهَرِيُّ: ضَبَرت

ص: 479

الكُتب أَضْبُرُها ضَبْراً إِذا جَعَلْتَهَا إِضْبارَة. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه ذَكَرَ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ

، كأَنها جَمْعُ ضِبَارَةٍ مِثْلُ عِمَارَةٍ وعَمائِر. وَكُلُّ مُجْتَمِعٍ: ضِبَارَة. والضَّبَائِر: جَمَاعَاتُ النَّاسِ. يُقَالُ: رأَيتهم ضَبائرَ أَي جَمَاعَاتٍ فِي تَفْرقة. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

أَتَتْه الملائكةُ بِحَرِيرَةٍ فِيهَا مِسْك وَمِنْ ضَبائِر الرَّيْحَانِ.

والضُّبَار [الضِّبَار]: الكُتُب، لَا وَاحِدَ لَهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَقولُ لِنَفْسي واقِفاً عِنْدَ مُشْرِفٍ،

عَلَى عَرَصَاتٍ، كالضبَارِ النَّوَاطق

والضَّبْر: الْجَمَاعَةُ يَغْزُونَ عَلَى أَرجلهم؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الْجَمَاعَةُ يَغْزُونَ. يُقَالُ: خَرَجَ ضَبْرٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ سَاعِدَةُ بْنُ جَؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ:

بَيْنا هُمُ يَوْماً كَذَلِكَ رَاعَهُمْ

ضَبْرٌ، لباسُهُمُ القَتيرُ مُؤَلَّبُ

القَتِير: مَسَامِيرُ الدُّرُوعِ وأَراد بِهِ هَاهُنَا الدُّرُوعَ. وَمُؤَلَّبٌ: مُجمَّع، وَمِنْهُ تَأَلَّبُوا أَي تجمَّعوا. والضَّبْر: الرَّجَّالة. والضَّبْر: جِلْدٌ يُغَشَّى خَشَباً فِيهَا رِجَالٌ تُقَرَّبُ إِلى الحُصون لِقِتَالِ أَهلها، وَالْجَمْعُ ضُبُورٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: إِنا لَا نأْمَنُ أَن يأْتوا بضُبُور؛ هِيَ الدَّبَّابات الَّتِي تُقَرَّب لِلْحُصُونِ لِتَنْقُبَ مِنْ تَحْتِهَا، الْوَاحِدَةُ ضَبْرة. وضَبَرَ عَلَيْهِ الصَّخْر يَضْبُره أَي نَضَّدَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ نَاقَةً «2»:

ترى شُؤُون رأْسِها العَوارِدا

مَضْبُورَةً إِلى شَباً حَدائِدا،

ضَبْرَ بَراطِيلَ إِلى جَلامِدا

والضَّبْرُ والضَّبِر: شَجَرُ جَوْز الْبَرِّ يُنَوِّرُ وَلَا يَعْقِدُ؛ وَهُوَ مِنْ نَبَاتِ جِبَالِ السَّرَاةِ، وَاحِدَتُهُ ضَبِرَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَمْتَنِعُ ضَبْرَة غَيْرَ أَني لَمْ أَسمعه. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ:

أَنه ذَكَرَ بَنِي إِسرائيل فَقَالَ: جَعَلَ اللَّهُ عِنَبَهُمُ الأَرَاكَ وجَوْزَهم الضَّبْرَ ورُمَّانهم المَظَّ

؛ الأَصمعي: الضَّبْر جَوْز الْبَرِّ، الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ جَوْزٌ صُلْبٌ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ الرُّمان الْبَرِّيَّ، لأَن ذَلِكَ يُسَمَّى المَظّ. والضُّبَّار: شَجَرٌ طَيِّبُ الحَطَب؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مَرَّةً: الضُّبَّار شَجَرٌ قَرِيبُ الشَّبَهِ مِنْ شَجَرِ البَلُّوط وحَطَبه جَيِّدٌ مِثْلَ حَطَبِ المَظّ، وإِذا جُمِعَ حَطَبُهُ رَطْبًا ثُمَّ أُشعلت فِيهِ النَّارَ فَرْقَعَ فَرْقَعَة المَخَاريق، وَيُفْعَلُ ذَلِكَ بِقُرْبِ الغيَاض الَّتِي تَكُونُ فِيهَا الأُسْد فَتَهْرُبُ، وَاحِدَتُهُ ضُبَّارة. ابْنُ الأَعرابي: الضَّبْر الْفَقْرُ، والضَّبْر الشَّدُّ، والضَّبْر جَمْعُ الأَجزاء؛ وأَنشد:

مَضْبُورَةً إِلى شَبَا حَدَائِدَا،

ضَبْرَ براطيلَ إِلى جَلَامِدَا

وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ الْمَنْجَنِيقَ:

وَكُلُّ أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا،

تُنْتَجُ حِينَ تَلْقَح ابْتِقارا

قَدْ ضُبِرَ القومُ لَهَا اضْطبارا،

كأَنما تجمَّعوا قُبّارا

أَي يَخْرُجُ حَجَرُهَا مِنْ وَسَطِهَا كَمَا تُبْقر الدَّابَّةُ. والقُبّار مِنْ كَلَامِ أَهل عُمَانَ: قومٌ يَجْتَمِعُونَ فَيَحُوزُونَ مَا يَقَعُ فِي الشِّباك مِنْ صَيْد، الْبَحْرِ، فَشَبَّهَ جَذْب أُولئك حِبالَ المنْجَنِيق بِجَذْبِ هؤُلاء الشِّبَاكَ بِمَا فِيهَا. ابْنُ الْفَرَجِ: الضِّبْر والضِّبْن الإِبْط؛ وأَنشد لجندل:

(2). قوله: [يصف ناقة] في شرح القاموس قال الصاغاني: والصواب يصف جملًا، وهذا موضع المثل: استنوق الجمل. والرجز لأَبي محمد الفقعسي والرواية شؤون رأسه

ص: 480

وَلَا يَؤُوبُ مُضْمَراً فِي ضِبْرِي

زادِي، وَقَدْ شَوَّلَ زَادُ السَّفْرِ

أَي لَا أَخْبَأُ الطَّعَامَ فِي السَّفَرِ فَأَؤُوب بِهِ إِلى بَيْتِي وقد نفد زَادُ أَصحابي وَلَكِنِّي أُطعمهم إِياه. وَمَعْنَى شَوَّلَ أَي خَفَّ، وقلَّما تُشَوِّلُ القِرْبةُ إِذا قَلَّ مَاؤُهَا. وَعَامِرُ بْنُ ضَبارة، بِالْفَتْحِ «1». وضُبَيْرَة: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الأَخطل:

بَكْرِيَّةٌ لَمْ تكُنْ دَارِي لَهَا أَمَماً،

وَلَا ضُبَيْرَةُ مِمَّن تَيَّمَت صَدَدُ

وَيُرْوَى صُبَيْرَةُ. وضَبَّار: اسْمُ كَلْبٍ؛ قَالَ:

سَفَرَتْ فَقُلْت لَها: هَجٍ، فَتَبَرْقَعَتْ،

فَذَكَرْتُ حِينَ تَبَرْقَعَتْ ضَبَّارا

ضبطر: الضِّبَطْر، مِثَالُ الهِزَبْر: الضَّخْمُ المكتَنِزُ الشَّدِيدُ الضَّابِطُ؛ أَسد ضِبَطْرٌ وَجَمَلٌ ضِبَطْرٌ؛ وأَنشد:

أَشبه أَركانه ضِبَطْرَا

الضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ: مِنْ نَعْتِ الأَسد بالمَضَاء والشدة.

ضبغطر: الضَّبَغْطَرَى: كَلِمَةٌ يُفَزَّع بِهَا الصبيانُ. والضَّبَغْطَرى: الشَّدِيدُ والأَحمق؛ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وَرَجُلٌ ضَبَغْطَرَى إِذا حَمَّقْتَه وَلَمْ يُعْجبك، وتَثْنية الضَّبَغْطَرَى ضَبَغْطَرَانِ، ورأَيت ضَبَغْطَرَين. ابْنُ الأَعرابي: الضَّبَغْطَرَى مَا حَمَلْتَهُ عَلَى رأْسك وَجَعَلْتَ يَدَيْكَ فَوْقَهُ عَلَى رأْسك لئلَّا يَقَعَ. والضَّبَغْطَرَى أَيضاً: اللَّعِينُ الَّذِي يُنصب فِي الزَّرْعِ يُفَزَّع بِهِ الطيرُ.

ضجر: الضَّجَر: الْقَلَقُ مِنَ الْغَمِّ، ضَجِرَ مِنْهُ وَبِهِ ضَجَراً. وتَضَجَّر: تَبَرَّم؛ وَرَجُلٌ ضَجِرٌ وَفِيهِ ضُجْرَةٌ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فُلَانٌ ضَجِرٌ مَعْنَاهُ ضَيِّقُ النَّفْسِ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ مَكَانٌ ضَجِر أَي ضَيِّقٌ؛ وَقَالَ دُرَيْدٌ:

فإِمَّا تُمْسِ فِي جَدَثٍ مُقيماً

بِمَسْهَكَةٍ، مِنَ الأَرْواحِ، ضَجْر «2»

. أَبو عَمْرٍو: مَكَانٌ ضَجْر وضَجِر أَي ضيِّق، والضَّجْر الِاسْمُ والضِّجَر الْمَصْدَرُ. الْجَوْهَرِيُّ: ضَجِر، فَهُوَ ضَجِرٌ، وَرَجُلٌ ضَجُور، وأَضْجَرني فُلَانٌ، فَهُوَ مُضْجِرٌ، وَقَوْمٌ مَضاجِرُ ومَضاجِيرُ؛ قَالَ أَوس:

تَناهَقُونَ إِذا اخْضَرَّتْ نعالُكُمُ،

وَفِي الحَفِيظَةِ أَبْرامٌ مَضاجِيرُ

وَضَجِرَ الْبَعِيرُ: كَثُرَ رُغاؤه؛ قَالَ الأَخطل يَهْجُو كَعْبِ بْنِ جُعَيْل:

فَإِنْ أَهْجُه يَضْجَرْ، كَمَا ضَجْرَ بازِلٌ

مِنَ الأُدْمِ دَبْرَتْ صَفْحَتاهُ وغارِبُه

وَقَدْ خَفَّف ضَجِرَ ودَبِرَت فِي الأَفعال؛ كَمَا يُخَفَّفُ فَخِذ فِي الأَسماء. والبَازِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَبْزُل نابُه أَي يَشُقّ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ وَرُبَّمَا بَزَل فِي الثَّامِنَةِ. والأُدْم: جَمْعُ آدَمَ، وَيُقَالُ: الأُدْمة مِنَ الإِبل الْبَيَاضُ. وصَفْحتاه: جَانِبَا عُنُقه. والغَارِب: مَا بَيْنَ السَّنَامِ وَالْعُنُقِ؛ يَقُولُ: إِن أَهْجُه يَضْجَر وَيَلْحَقْهُ مِنَ الأَذى مَا يَلْحَقُ الْبَعِيرَ الدَّبِر مِنَ الأَذى. ابْنُ سِيدَهْ: وَنَاقَةٌ ضَجُور تَرْغُو عِنْدَ الحلْب. وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ تَحْلُب الضَّجُور العُلْبة أَي قَدْ تُصِيبُ اللِّينَ من السيِء الخُلُق. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ أَمثالهم فِي الْبَخِيلِ يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ الْمَالُ عَلَى بُخْلِهِ: إِن الضَّجُور قَدْ تَحْلُبُ أَي إِن هَذَا وإِن كَانَ مَنوعاً فَقَدْ يُنال مِنْهُ الشيءُ بَعْدَ الشَّيْءِ كَمَا أَن النَّاقَةَ الضَّجُورَ قَدْ يُنال مِنْ لبنها.

(1). قوله: [وَعَامِرُ بْنُ ضَبَارَةَ بِالْفَتْحِ] كذا بالأَصل. وفي القاموس وشرحه: وعمرو بن ضبارة، بالضم، وضبطه بعضهم بالفتح

(2)

. قوله: [فإما تمس] كذا بالأَصل وفي شرح القاموس متى ما تمس

ص: 481

ضجحر: الأَصمعي: ضَجْحَرْت القِرْبة ضَجْحَرَةً إِذا ملأَتها، وَقَدِ اضْجَحَرَّ السِّقاءُ اضْجِحْراراً إِذا امتلأَ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ إِبل غِزارٍ:

تَتْرُكُ الوَطْبَ شاصِياً مُضْجَحِرّاً،

بَعْدَ ما أَدَّتِ الحُقُوقَ الحُضُورا

وضَجْحَرَ الإِناءَ: ملأَه.

ضرر: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: النَّافِعُ الضَّارُّ، وَهُوَ الَّذِي يَنْفَعُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ وَيَضُرُّهُ حَيْثُ هُوَ خَالِقُ الأَشياء كلِّها: خيرِها وَشَرِّهَا وَنَفْعِهَا وَضُرِّهَا. الضَّرُّ والضُّرُّ لُغَتَانِ: ضِدُّ النَّفْعِ. والضَّرُّ الْمَصْدَرُ، والضُّرّ الِاسْمُ، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ كالشَّهْد والشُّهْد، فإِذا جَمَعْتَ بَيْنَ الضَّرّ وَالنَّفْعِ فَتَحْتَ الضَّادَ، وإِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضَّادَ إِذا لَمْ تَجْعَلْهُ مَصْدَرًا، كَقَوْلِكَ: ضَرَرْتُ ضَرّاً؛ هَكَذَا تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَبُ. أَبو الدُّقَيْش: الضَّرّ ضِدُّ النَّفْعِ، والضُّر، بِالضَّمِّ، الهزالُ وَسُوءُ الْحَالِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ

؛ وَقَالَ: كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ

؛ فَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ سُوءِ حَالٍ وَفَقْرٍ أَو شِدَّةٍ فِي بَدَنٍ فَهُوَ ضُرّ، وَمَا كَانَ ضِدًّا لِلنَّفْعِ فَهُوَ ضَرّ؛ وَقَوْلُهُ: لَا يَضُرّكم كيدُهم؛ مِنَ الضَّرَر، وَهُوَ ضِدُّ النَّفْعِ. والمَضَرّة: خِلَافُ المَنْفعة. وضَرَّهُ يَضُرّه ضَرّاً وضَرّ بِه وأَضَرّ بِه وضَارَّهُ مُضَارَّةً وضِراراً بِمَعْنًى؛ وَالِاسْمُ الضَّرَر. وَرُوِيَ عَنِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرارَ فِي الإِسلام

؛ قَالَ: وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ مَعْنًى غَيْرُ الْآخَرِ: فَمَعْنَى قَوْلِهِ

لَا ضَرَرَ

أَي لَا يَضُرّ الرَّجُلُ أَخاه، وَهُوَ ضِدُّ النَّفْعِ، وَقَوْلُهُ:

وَلَا ضِرار

أَي لَا يُضَارّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فالضِّرَارُ مِنْهُمَا مَعًا والضَّرَر فِعْلٌ وَاحِدٌ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ:

وَلَا ضِرَار

أَي لَا يُدْخِلُ الضَّرَرَ عَلَى الَّذِي ضَرَّهُ وَلَكِنْ يَعْفُو عَنْهُ، كَقَوْلِهِ عز وجل: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ

لَا ضَرَرَ

أَي لَا يَضُرّ الرَّجُلُ أَخاه فَيَنْقُصه شَيْئًا مِنْ حَقِّهِ، والضِّرارُ فِعَالٌ مِنَ الضُّرِّ، أَي لَا يُجَازِيهِ على إِضراره بإِدخال الضَّرَر عَلَيْهِ؛ والضَّرَر فِعْلُ الْوَاحِدِ، والضِّرَارُ فِعْلُ الِاثْنَيْنِ، والضَّرَر ابْتِدَاءُ الْفِعْلِ، والضِّرَار الْجَزَاءُ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: الضَّرَر مَا تَضُرّ بِه صَاحِبَكَ وَتَنْتَفِعُ أَنت بِهِ، والضِّرار أَن تَضُره مِنْ غَيْرِ أَن تَنْتَفِعَ، وَقِيلَ: هُمَا بِمَعْنًى وَتَكْرَارُهُمَا للتأْكيد. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: غَيْرَ مُضَارٍّ

؛ مَنع مِنَ الضِّرَار فِي الْوَصِيَّةِ؛ وَرُوِيَ عَنْ

أَبي هُرَيْرَةَ: مَنْ ضَارَّ فِي وَصِيَّةٍ أَلقاه اللَّهُ تَعَالَى فِي وَادٍ مِنْ جَهَنَّمَ أَو نَارٍ

؛ والضِّرار فِي الْوَصِيَّةِ رَاجِعٌ إِلى الْمِيرَاثِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

إِنّ الرجلَ يعمَلُ والمرأَة بِطَاعَةِ اللَّهِ سِتِّينَ سَنَةً ثُمَّ يَحْضُرُهما الموتُ فَيُضَارِران فِي الْوَصِيَّةِ فتجبُ لَهُمَا النَّارُ

؛ المُضارَّةُ فِي الْوَصِيَّةِ: أَن لَا تُمْضى أَو يُنْقَصَ بعضُها أَو يُوصى لِغَيْرِ أَهلها وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِفُ السُّنّة. الأَزهري: وَقَوْلُهُ عز وجل: وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ

، لَهُ وَجْهَانِ: أَحدهما لَا يُضَارّ فَيُدْعى إِلى أَن يَكْتُبَ وَهُوَ مَشْغُولٌ، وَالْآخَرُ أَن مَعْنَاهُ لَا يُضَارِرِ الكاتبُ أَي لَا يَكْتُبْ إِلا بِالْحَقِّ وَلَا يشهدِ الشَّاهِدُ إِلا بِالْحَقِّ، وَيَسْتَوِي اللَّفْظَانِ فِي الإِدغام؛ وكذلك قوله: لَا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها

؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ لَا تُضَارَرْ عَلَى تُفاعَل، وَهُوَ أَن يَنْزِع الزوجُ وَلَدَهَا مِنْهَا فَيَدْفَعَهُ إِلى مُرْضعة أُخرى، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ لَا تُضَارَّ

مَعْنَاهُ لَا تُضَارِرِ الأُمُّ الأَبَ فَلَا ترضِعه.

ص: 482

والضَّرَّاءُ: السَّنَة. والضَّارُوراءُ: الْقَحْطُ وَالشِّدَّةُ. والضَّرُّ: سُوءُ الْحَالِ، وَجَمْعُهُ أَضُرٌّ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ:

وخِلالَ الأَضُرّ جَمٌّ من العَيْشِ

يُعَفِّي كُلُومَهُنَّ البَواقي

وَكَذَلِكَ الضَّرَرُ والتَّضِرَّة والتَّضُرَّة؛ الأَخيرة مَثَّلَ بِهَا سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهَا السِّيرَافِيُّ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

مُحَلًّى بأَطْوَاقٍ عِتاقٍ يُبِينُها،

عَلَى الضَّرّ، رَاعي الضأْنِ لَوْ يَتَقَوَّفُ

إِنما كَنَّى بِهِ عَنْ سُوءِ حَالِهِ فِي الْجَهْلِ وَقِلَّةِ التَّمْيِيزِ؛ يَقُولُ: كرمُه وَجُودُهُ يَبِينُ لِمَنْ لَا يَفْهَمُ الْخَيْرَ فَكَيْفَ بِمَنْ يَفْهَمُ؟ والضَّرَّاءُ: نَقِيضُ السَّرَّاء. وَفِي الْحَدِيثِ:

ابْتُلِينَا بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا، وَابْتُلِينَا بالسَّرَّاء فَلَمْ نَصْبِرْ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الضَّرَّاءُ الْحَالَةُ الَّتِي تَضُرُّ، وَهِيَ نَقِيضُ السَّرَّاء، وَهُمَا بِنَاءَانِ لِلْمُؤَنَّثِ وَلَا مُذَكَّرَ لَهُمَا، يُرِيدُ أَنا اخْتُبِرْنا بِالْفَقْرِ وَالشِّدَّةِ وَالْعَذَابِ فَصَبَرْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَتْنَا السَّرَّاءُ وَهِيَ الدُّنْيَا والسَّعَة وَالرَّاحَةُ بَطِرْنا وَلَمْ نَصْبِرْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ

؛ قِيلَ: الضَّرَّاءُ النَّقْصُ فِي الأَموال والأَنفس، وَكَذَلِكَ الضَّرَّة والضَّرَارَة، والضَّرَرُ: النُّقْصَانُ يَدْخُلُ فِي الشَّيْءِ، يُقَالُ: دَخَلَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ فِي مَالِهِ. وَسُئِلَ أَبو الْهَيْثَمِ عَنْ قَوْلِ الأَعشى:

ثُمَّ وَصّلْت ضَرَّةً بِرَبِيعِ

فَقَالَ: الضَّرَّةُ شِدَّةُ الْحَالِ، فَعْلَة مِنَ الضَّرّ، قَالَ: والضُّرّ أَيضاً هُوَ حَالُ الضَّرِيرِ، وَهُوَ الزَّمِنُ. والضَّرَّاءُ: الزَّمانة. ابْنُ الأَعرابي: الضَّرَّة الأَذاة، وَقَوْلُهُ عز وجل: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ

؛ أَي غَيْرُ أُولي الزَّمانة. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَي غَيْرَ مَنْ بِهِ عِلَّة تَضُرّه وَتَقْطَعُهُ عَنِ الْجِهَادِ، وَهِيَ الضَّرَارَة أَيضاً، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْبَصَرِ وَغَيْرِهِ، يَقُولُ: لَا يَسْتَوي الْقَاعِدُونَ وَالْمُجَاهِدُونَ إِلا أُولو الضَّرَرِ فإِنهم يُسَاوُونَ الْمُجَاهِدِينَ؛ الْجَوْهَرِيُّ: والبَأْساءُ والضَّرَّاء الشِّدَّةُ، وَهُمَا اسْمَانِ مُؤَنَّثَانِ مِنْ غَيْرِ تَذْكِيرٍ، قَالَ الْفَرَّاءُ: لَوْ جُمِعَا عَلَى أَبْؤُسٍ وأَضُرٍّ كَمَا تُجْمَعُ النَّعْماء بِمَعْنَى النِّعْمة عَلَى أَنْعُم لَجَازَ. وَرَجُلٌ ضَرِيرٌ بَيِّن الضَّرَارَة: ذَاهِبُ الْبَصَرِ، وَالْجَمْعُ أَضِرَّاءُ. يُقَالُ: رَجُلٌ ضَرِيرُ البصرِ؛ وإِذا أَضَرَّ بِهِ المرضُ يُقَالُ: رَجُلٌ ضَرِير وامرأَة ضَرِيرَة. وَفِي حَدِيثِ

الْبَرَاءِ: فَجَاءَ ابْنُ أُمّ مَكْتُومٍ يَشْكُو ضَرَارَتَه

؛ الضَّرَارَة هَاهُنَا العَمَى، وَالرَّجُلُ ضَرِيرٌ، وَهِيَ مِنَ الضَّرّ سُوءُ الْحَالِ. والضَّرِيرُ: الْمَرِيضُ الْمَهْزُولُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، والأُنثى ضَرِيرَة. وَكُلُّ شَيْءٍ خَالَطَهُ ضُرٌّ، ضَرِيرٌ ومَضْرُورٌ. والضَّرائِرُ: المَحاويج. والاضطِرَارُ: الِاحْتِيَاجُ إِلى الشَّيْءِ، وَقَدِ اضْطَرَّه إِليه أَمْرٌ، وَالِاسْمُ الضَّرَّة؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ:

وتُخْرِجُ منهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً،

وَطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ

أَي تَلأْلُؤَ عَضْب، وَيُرْوَى: ذَرِّيَّ عَضْبٍ يَعْنِي فِرِنْدَ السَّيْفِ لأَنه يُشَبَّه بمَدَبِّ النمْلِ. والضَّرُورةُ: كالضَّرَّةِ. والضِّرارُ: المُضَارَّةُ؛ وَلَيْسَ عَلَيْكَ ضَرَرٌ وَلَا ضَرُورةٌ وَلَا ضَرَّة وَلَا ضارُورةٌ ولا تَضُرّةٌ [تَضِرّةٌ]. وَرَجُلٌ ذُو ضارُورةٍ وضَرُورةٍ أَي ذُو حاجةٍ، وَقَدِ اضْطُرَّ إِلى الشَّيءِ أَي أُلْجئَ إِليه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَثِيبي أَخا ضارُورةٍ أَصْفَقَ العِدى

عَلَيْهِ، وقَلَّتْ فِي الصَّدِيق أَواصِرُهْ

اللَّيْثُ: الضّرُورةُ اسمٌ لمصْدرِ الاضْطِرارِ، تَقُولُ: حَمَلَتْني الضّرُورَةُ عَلَى كَذَا وَكَذَا. وَقَدِ اضْطُرّ

ص: 483

فُلَانٌ إِلى كَذَا وَكَذَا، بِناؤُه افْتَعَلَ، فَجُعِلَت التاءُ طَاءً لأَنَّ التاءَ لَمْ يَحْسُنْ لفْظُه مَعَ الضَّادِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ*

؛ أَي فَمَنْ أُلْجِئَ إِلى أَكْل الميْتةِ وَمَا حُرِّم وضُيِّقَ عَلَيْهِ الأَمْرُ بِالْجُوعِ، وأَصله مِنَ الضّرَرِ، وَهُوَ الضِّيقُ. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: هِيَ الضارُورةُ والضارُوراءُ مَمْدُودٌ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّه نَهَى عَنْ بَيْعِ المُضْطَرّ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا يَكُونُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدُهما أَنْ يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ مِنْ طَرِيقِ الإِكْراهِ عَلَيْهِ، قَالَ: وَهَذَا بيعٌ فاسدٌ لَا يَنْعَقِدُ، وَالثَّانِي أَنْ يُضْطَرَّ إِلى البيعِ لِدَيْن رَكِبَه أَو مَؤونةٍ ترْهَقُه فيَبيعَ مَا فِي يَدِه بالوَكْسِ للضَّرُورةِ، وَهَذَا سبيلُه فِي حَقِّ الدِّينِ والمُروءةِ أَن لَا يُبايَعَ عَلَى هَذَا الوجْهِ، وَلَكِنْ يُعَان ويُقْرَض إِلى المَيْسَرَةِ أَو تُشْتَرى سِلْعَتُه بقِيمتها، فإِنْ عُقِدَ البَيْع مَعَ الضرورةِ عَلَى هَذَا الوجْه صحَّ وَلَمْ يُفْسَخْ مَعَ كراهةِ أَهلِ العلْم لَهُ، وَمَعْنَى البَيْعِ هَاهُنَا الشِّراءُ أَو المُبايَعةُ أَو قَبُولُ البَيْعِ. والمُضْطَرُّ: مُفْتَعَلٌ مِنَ الضّرِّ، وأَصْلُه مضْتَرَرٌ، فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التاءُ طَاءً لأَجْلِ الضادِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

ابْنِ عُمَرَ: لَا تَبْتَعْ مِنْ مُضْطَرٍّ شَيْئاً

؛ حملَه أَبو عُبَيْدٍ عَلَى المُكْرَهِ عَلَى البَيْعِ وأَنْكَرَ حَمْلَه عَلَى المُحْتاج. وَفِي حَدِيثِ

سَمُرَةَ: يَجْزِي مِنَ الضَّارُورة صَبُوحٌ أَو غَبُوق

؛ الضارورةُ لغةٌ فِي الضّرُورةِ، أَي إِنَّما يَحِلّ للمُضْطَرّ مِنَ المَيْتة أَنْ يأْكُلَ مِنْهَا مَا يسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أَو عَشاءً، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْمعَ بَيْنَهُمَا. والضَّرَرُ: الضِّيقُ. ومكانٌ ذُو ضَرَرٍ أَي ضِيقٍ. ومكانٌ ضَرَرٌ: ضَيِّقٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِل:

ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرَر

وَقَوْلُ الأَخطل:

لِكُلِّ قَرارةٍ مِنْهَا وفَجٍ

أَضاةٌ، مَاؤُهَا ضَرَرٌ يَمُور

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَاؤُهَا ضرَرٌ أَي ماءٌ نَمِيرٌ فِي ضِيقٍ، وأَرادَ أَنَّه غَزِيرٌ كثيرٌ فَمجارِيه تَضِيقُ بِهِ، وإِن اتَّسَعَتْ. والمُضِرُّ: الدَّاني مِنَ الشيْءِ؛ قَالَ الأَخْطل:

ظَلَّتْ ظِباءُ بَني البَكَّاءِ راتِعَةً،

حَتَّى اقْتُنِصْنَ عَلَى بُعْدٍ وإِضْرار

وَفِي حَدِيثِ

مُعَاذٍ: أَنَّه كَانَ يُصَلِّي فأَضَرَّ بِهِ غُصْنٌ فمَدَّ يَده فكَسَرَهُ

؛ قَوْلُهُ: أَضَرَّ بِهِ أَي دَنَا مِنْهُ دُنُوّاً شَدِيدًا فَآذَاهُ. وأَضَرَّ بِي فلانٌ أَي دَنا مِنِّي دُنُوّاً شَدِيدًا وأَضَرَّ بالطريقِ: دنَا مِنْهُ وَلَمْ يُخالِطْه؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنْمة «3» . الضَّبِّي يَرْثي بِسْطَامَ ابْنَ قَيْسٍ:

لأُمِّ الأَرْضِ ويْلٌ مَا أَجَنَّتْ

غداةَ أَضَرَّ بالحسَنِ السَّبيلُ؟

«4» . يُقَسِّمُ مالَه فِينا فَنَدْعُو

أَبا الصَّهْبا، إِذا جَنَحَ الأَصِيلُ

الحَسَنُ: اسمُ رَمْلٍ؛ يَقُولُ هَذَا عَلَى جِهَةِ التعجُّبِ، أَي وَيْلٌ لأُمِّ الأَرْضِ مَاذَا أَجَنَّت مِنْ بِسْطام أَي بِحَيْثُ دَنَا جَبَلُ الحَسَنِ مِنَ السَّبِيلِ. وأَبو الصَّهْبَاءِ: كُنْيَةُ بسْطام. وأَضَرَّ السيْلُ مِنَ الْحَائِطِ: دَنَا مِنْهُ. وسَحابٌ مُضِرٌّ أَي مُسِفٌّ. وأَضَرَّ السَّحابُ إِلى الأَرْضِ: دَنَا، وكلُّ مَا دَنا دُنُوّاً مُضَيَّقاً، فَقَدْ أَضَرَّ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا يَضُرُّه أَنْ

(3). قوله: [ابن عنمة] ضبط في الأصل بسكون النون وضبط في ياقوت بالتحريك

(4)

. قوله: [غداة] في ياقوت بحيث

ص: 484

يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كانَ لَهُ

؛ هَذِهِ الكلمةُ يَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ وَمَعْنَاهَا الحَضُّ والتَّرْغِيبُ. والضَّرِيرُ: حَرْفُ الوادِي. يُقَالُ: نَزَلَ فلانٌ عَلَى أَحدِ ضَرِيرَي الوادِي أَي عَلَى أَحَدِ جانِبَيْهِ، وَقَالَ غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه. والضَّرِيرانِ: جانِبا الوادِي؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر:

وَمَا خَلِيجٌ مِنَ المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ،

يَرْمِي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ

واحِدُهما ضَرِيرٌ وجمعُه أَضِرَّةٌ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ عَلَى الشرِّ ومُقَاساةٍ لَهُ. والضَّرِيرُ مِنَ النَّاسِ والدوابِّ: الصبُورُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ:

باتَ يُقاسي كُلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ،

شَدِيدة جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَريرِ

وَقَالَ:

أَما الصُّدُور لَا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ،

ولكنَّ أَعْجازاً شَدِيدًا ضَرِيرُها

الأَصمعي: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ عَلَى الشيءِ والشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ عَلَيْهِ ومُقَاساةٍ؛ وأَنشد:

وهمَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذُو ضَرِيرِ

يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ والدوابِّ إِذا كَانَ لَهَا صبرٌ عَلَى مقاساةِ الشرِّ؛ قَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:

بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها

بأَطْرافِها، والعِيسُ باقٍ ضَرِيرُها

قَالَ: ضريرُها شدَّتُها؛ حَكَاهُ الباهِليُّ عَنْهُ؛ وَقَوْلُ مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ:

وإِنِّي لأَقْرِي الهَمَّ، حِينَ يَنوبني،

بُعَيدَ الكَرَى مِنْهُ، ضَرِيرٌ مُحافِلُ

أَراد مُلازِم شَدِيد. وإِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَي شَدِيدُ أَشِدَّاءَ، وضِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ إِذا كَانَ داهِيَةً فِي رأْيه؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ:

وَالْقَوْمُ أَعْلَم لَوْ قُرْطٌ أُرِيدَ بِهَا،

لكِنَّ عُرْوةَ فِيهَا ضِرُّ أَضْرارِ

أَي لَا يَسْتَنْقِذُهُ ببَأْسه وحِيلَهِ. وعُرْوةُ: أَخُو أَبي خِراشٍ، وَكَانَ لأَبي خراشٍ عِنْدَ قُرْطٍ مِنَّةٌ، وأَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فَلَمْ يحمَد نيابَة قُرْطٍ عنْه فِي أَخيه:

إِذاً لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيْفِ مِنْ رَجُلٍ

مِنْ سادةِ القَومِ، أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار

الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ أَبَا ثَروانَ يَقُولُ: مَا يَضُرُّكَ عَلَيْهَا جارِيَةً أَي مَا يَزِيدُكَ؛ قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ مَا يَضُرُّكَ عَلَى الضبِّ صَبْراً، وَمَا يَضِيرُكَ عَلَى الضبِّ صَبْراً أَي مَا يَزِيدُكَ. ابْنُ الأَعرابي: مَا يَزِيدُك عَلَيْهِ شَيْئًا وَمَا يَضُرُّكَ عَلَيْهِ شَيْئًا، واحِدٌ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي أَبواب النَّفْيِ: يُقَالُ لَا يَضُرُّك عَلَيْهِ رجلٌ أَي لَا تَجِدُ رَجُلًا يَزِيدُكَ عَلَى مَا عِنْدَ هَذَا الرَّجُلِ مِنَ الْكِفَايَةِ، وَلَا يَضُرُّكَ عليه حَمْلٌ أَي لَا يَزِيدُك. والضَّرِيرُ: اسمٌ للْمُضَارَّةِ، وأَكْثُر مَا يُسْتَعْمَل فِي الغَيْرةِ. يُقَالُ: مَا أَشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيها. وإِنه لذُو ضَرِيرٍ عَلَى امرأَته أَي غَيْرة؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حِمَارًا:

حَتَّى إِذا مَا لانَ مِنْ ضَرِيرِه

وَضَارَّهُ مُضارَّةً وضِراراً: خالَفَه؛ قَالَ نابغةُ بنِي جَعْدة:

وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ تُدْرَإِ،

مَتَى باتَ سِلْمُها يَشْغَبا

ص: 485

وروُي عَنِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قِيلَ لَهُ: أَنَرَى رَبَّنا يومَ القيامةِ؟ فَقَالَ: أَتُضارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشمْسِ فِي غيرِ سَحابٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فإِنَّكم لَا تُضارُّون فِي رُؤْيتِه تبارك وتعالى

؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رُوِي هَذَا الحرفُ بِالتَّشْدِيدِ مِنَ الضُّرّ، أَي لَا يَضُرُّ بعضُكم بَعْضاً، وَرُوِيَ تُضارُونَ، بِالتَّخْفِيفِ، مِنَ الضَّيْرِ. وَمَعْنَاهُمَا واحدٌ؛ ضارَهُ ضَيْراً فضَرَّه ضَرّاً، وَالْمَعْنَى لَا يُضارُّ بعْضُكم بعْضاً فِي رُؤْيَتِهِ أَي لَا يُضايِقُه ليَنْفَرِدَ برُؤْيتِه. والضرَرُ: الضِّيقُ، وَقِيلَ: لَا تُضارُّون فِي رُؤْيته أَي لَا يُخالِفُ بعضُكم بَعْضًا فيُكَذِّبُه. يُقَالُ: ضارَرْت الرجُلَ ضِراراً ومُضارَّةً إِذا خالَفْته، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وبعضُهم يَقُولُ

لَا تَضارّون

، بِفَتْحِ التَّاءِ، أَي لَا تَضامُّون، وَيُرْوَى

لَا تَضامُّون فِي رُؤْيته

أَي لَا يَنْضمُّ بعضُكم إِلى بعْضٍ فيُزاحِمُه ويقولُ لَهُ: أَرِنِيهِ، كَمَا يَفْعَلُون عِنْدَ، النَّظَرِ إِلى الهِلالِ، وَلَكِنْ يَنْفَردُ كلٌّ مِنْهُمْ برُؤْيته؛ وَيُرْوَى:

لَا تُضامُون

، بِالتَّخْفِيفِ، وَمَعْنَاهُ لَا يَنالُكْم ضَيْمٌ فِي رُؤْيَتِهِ أَي تَرَوْنَه حَتَّى تَسْتَوُوا فِي الرُّؤْيَةِ فَلَا يَضِيم بعضُكم بعْضاً. قَالَ الأَزهري: وَمَعَانِي هَذِهِ الأَلفاظِ، وإِن اخْتلفت، مُتَقارِبةٌ، وكلُّ مَا رُوِي فِيهِ فَهُوَ صحيحٌ وَلَا يَدْفَعُ لَفْظٌ مِنْهَا لَفْظًا، وَهُوَ مِنْ صِحَاحِ أَخْبارِ سيّدِنا رسولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وغُرَرِها وَلَا يُنْكِرُها إِلَّا مُبْتَدِعٌ صاحبُ هَوًى؛ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: مَنْ رَوَاهُ:

هَلْ تَضارُّون فِي رُؤْيَتِهِ

، مَعْناه هَلْ تَتَنازَعون وتَخْتَلِفون، وَهُوَ تَتَفاعلُونَ مِنَ الضِّرارِ، قَالَ: وتفْسيرُ لَا تُضارُّون لَا يقعُ بِكُم فِي رُؤْيَتِهِ ضُرٌّ، وتُضارُون، بِالتَّخْفِيفِ، مِنَ الضَّيْرِ، وَهُوَ الضُّرُّ، وتُضامُون لَا يَلْحَقُكم فِي رُؤْيَتِهِ ضَيْمٌ؛ وَقَالَ ابنُ الأَثير: رُوِيَ الحديثُ بِالتَّخْفِيفِ والتَّشْديد، فالتشْديدُ بِمَعْنَى لَا تَتَخالَفُون وَلَا تَتَجادلُون فِي صِحّةِ النَّظر إِليه لِوُضُوحِه وظُهُوره، يُقَالُ: ضارَّهُ يُضارُّه مِثْل ضَرَّه يَضُرُّه، وَقِيلَ: أَرادَ بالمُضارّةِ الاجْتِمَاعَ والازْدحامَ عِنْدَ النَّظرِ إِليه، وأَما التخْفيفُ فَهُوَ مِنَ الضَّيرِ لُغَة فِي الضرِّ، والمَعْنَى فِيهِ كالأَوّل، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما مَنْ رَوَاهُ

لَا تُضارُون فِي رُؤْيَتِهِ

عَلَى صيغةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه فَهُوَ مِنَ المُضايقَةِ، أَي لَا تَضامُّون تَضامّاً يَدْنُو بِهِ بعضُكم مِنْ بعضٍ فتُضايَقُون. وضَرَّةُ المَرْأَةِ: امرأَةُ زَوْجِها. والضَّرَّتان: امرأَتا الرجُلِ، كلُّ واحدَةٍ مِنْهُمَا ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وهُنَّ الضرائِرُ، نادِرٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيب يصِفُ قُدُوراً:

لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّضِيل كأَنَّها

ضَرائِرُ جِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها

وَهِيَ الضِّرُّ. وتزوَّجَ عَلَى ضِرٍّ وضُرٍّ أَي مُضارَّة بينَ امْرَأَتينِ، وَيَكُونُ الضِّرُّ للثَّلاثِ. وحَكى كُراعٌ: تَزوَّجْتُ المرأَةَ عَلَى ضِرٍّ كُنَّ لَها، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مَصْدَرٌ عَلَى طَرْح الزائدِ أَو جَمْعٌ لَا واحدَ لَهُ. والإِضْرارُ: التزْويجُ عَلَى ضَرَّةٍ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَنْ يتزوّجَ الرجلُ عَلَى ضَرَّةِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضِرٌّ. والضِّرُّ، بالكَسْرِ: تزوُّجُ المرأَةِ عَلَى ضَرَّةٍ. يُقَالُ: نكَحْتُ فُلانة عَلَى ضُرٍّ أَي عَلَى امرأَةٍ كَانَتْ قبْلَها. وَحَكَى أَبو عَبْدِ اللَّهِ الطُّوَالُ: تَزَوَّجْتُ المرأَةَ عَلَى ضِرٍّ وضُرٍّ، بِالْكَسْرِ والضمِّ. وامرأَةٌ مُضِرٌّ أَيضاً: لَهَا ضَرَائِرُ، يقالُ فلانٌ صاحبُ ضِرٍّ، وَيُقَالُ: امرأَةٌ مُضِرٌّ إِذا كَانَ لَهَا ضَرَّةٌ، ورجلٌ مُضِرٌّ إِذا كَانَ لَهُ ضَرائرُ، وجمعُ الضَّرَّةِ ضرائرُ. والضَّرَّتانِ: امرأَتانِ لِلرَّجُلِ، سُمِّيتا ضَرَّتَينِ لأَنَّ كلَّ واحدةٍ مِنْهُمَا تُضارُّ

ص: 486

صاحِبتَها، وكُرِهَ فِي الإِسْلامِ أَن يقالَ لَهَا ضَرَّة، وَقِيلَ: جارةٌ؛ كَذَلِكَ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. الأَصمعي: الإِضْرارُ التزْوِيجُ عَلَى ضَرَّةٍ؛ يُقَالُ مِنْهُ: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضرٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ. ابْنُ بُزُرج: تَزَوَّجَ فلانٌ امرأَةً، إِنَّها إِلى ضَرَّةِ غِنًى وخَيرٍ. وَيُقَالُ: هُوَ فِي ضَرَرِ خَيرٍ وإِنه لَفِي طَلَفَةِ خيرٍ وضفَّة خَيْرٍ وَفِي طَثْرَةِ خيرٍ وصَفْوَةٍ مِنَ العَيْشِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ

عَمْرو بْنِ مُرَّةَ: عِنْدَ اعْتِكارِ الضرائرِ

؛ هِيَ الأُمُور المُخْتَلِفَةُ كضرائرِ النساءِ لَا يَتَّفِقْنِ، واحِدتُها ضَرَّةٌ. والضَّرَّتانِ: الأَلْيةُ مِنْ جانِبَيْ عَظْمِها، وهُما الشَّحْمتان، وَفِي الْمُحْكَمِ: اللَّحْمتانِ اللَّتانِ تَنْهَدلانِ مِنْ جانِبَيْها. وضَرَّةُ الإِبْهام: لَحْمَةٌ تحتَها، وَقِيلَ: أَصْلُها، وَقِيلَ: هِيَ باطنُ الكَفِّ حِيالَ الخِنْصَرِ تُقابِلُ الأَلْيةَ فِي الكَفِّ. والضَّرَّةُ: مَا وَقَع عَلَيْهِ الوطْءُ مِنْ لَحْمِ باطنِ القَدَمِ مِمَّا يَلي الإِبْهامَ. وضَرَّةُ الضَّرْعِ: لَحْمُها، والضَّرْعُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. يُقَالُ: ضَرَّةٌ شَكْرَى أَي مَلأَى مِنَ اللَّبَنِ. والضَّرَّةُ: أَصلُ الضرْعِ الَّذِي لَا يَخْلُو مِنَ اللَّبَن أَو لَا يكادُ يَخْلُو مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الضرْعُ كلُّه مَا خَلا الأَطباءَ، وَلَا يُسَمَّى بِذَلِكَ إِلَّا أَن يكونَ فِيهِ لَبنٌ، فإِذا قَلَصَ الضرْعُ وذهَبَ اللَبنُ قِيلَ لَهُ: خَيْفٌ، وَقِيلَ: الضَّرَّةُ الخِلْفُ؛ قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ نَعْجَةً:

مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها،

وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ

وَفِي حَدِيثِ

أُمّ مَعْبَدٍ: لَهُ بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزبِد

؛ الضَّرَّةُ: أَصْلُ الضرْعِ. والضرَّةُ: أَصْلُ الثَّدْيِ، والجمعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّه ضرائرُ، وَهُوَ جَمْعٌ نادِرٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

وَصَارَ أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي

إِنما عَنَى بالضرائرِ أَحدَ هَذِهِ الأَشياءِ المُتَقَدّمَةِ. والضرَّةُ: المالُ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ الرجلُ وَهُوَ لِغَيْرِهِ مِنْ أقارِبه، وَعَلَيْهِ ضَرَّتانِ مِنْ ضأْنٍ ومعَزٍ. والضرَّةُ: القِطْعَةُ مِنَ الْمَالِ والإِبلِ والغنمِ، وَقِيلَ: هُوَ الكثيرُ مِنْ الماشيةِ خاصَّةً دُون العَيْرِ. ورجلٌ مُضِرٌّ: لَهُ ضَرَّةٌ مِنْ مالٍ. الْجَوْهَرِيُّ: المُضِرّ الَّذِي يَروحُ عَلَيْهِ ضَرَّةٌ مِنَ الْمَالِ؛ قَالَ الأَشْعَرُ الرَّقَبانُ الأَسَدِيّ جاهِليّ يَهْجُو ابْنَ عمِّه رِضْوَانَ:

تَجانَفَ رِضْوانُ عَنْ ضَيْفِه،

أَلَمْ يَأْتِ رِضْوانَ عَنِّي النُّدُرْ؟

بِحَسْبك فِي القَوم أَنْ يَعْلَمُوا

بأَنَّك فيهمْ غَنيٌّ مُضِرْ

وَقَدْ عَلِمَ المَعْشَرُ الطَّارِحون

بأَنَّكَ، للضَّيْفِ، جُوعٌ وقُرْ

وأَنتَ مَسِيخٌ كَلَحْمِ الحُوار،

فَلَا أَنَتَ حُلْوٌ، وَلَا أَنت مُرْ

والمَسِيخ: الَّذِي لَا طَعْمَ لَهُ. والضَّرّة: المالُ الكثيرُ. والضَّرّتانِ: حَجَر الرَّحَى، وَفِي الْمُحْكَمِ: الرحَيانِ. والضَّرِير: النفْسُ وبَقِيَّةُ الجِسْمِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

حامِي الحُمَيَّا مَرِس الضَّرِيرِ

وَيُقَالُ: ناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ إِذا كَانَتْ شَدِيدةَ النفْسِ بَطِيئةَ اللُّغُوبِ، وَقِيلَ: الضَّرِير بقيةُ النفْسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ: مُضِرَّةٌ بالإِبل فِي شِدَّةِ سَيْرِها؛ وَبِهِ فُسِّرَ قولُ أُمَيَّة بْنِ عائذٍ الْهُذَلِيِّ:

ص: 487

تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاتِ الضَّرِير،

وتَقْدُمُهُنّ عَتُوداً عَنُونا

وأَضَرَّ يَعْدُو: أَسْرَعَ، وَقِيلَ: أَسْرعَ بَعْضَ الإِسْراعِ؛ هَذِهِ حِكَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ؛ قَالَ الطُّوسِيُّ: وقد غَلِظَ، إِنما هُوَ أَصَرَّ. والمِضْرارُ مِنَ النِّساءِ والإِبِلِ والخَيْلِ: الَّتِي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَها مِنَ النَّشاطِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وأَنشد:

إِذْ أَنت مِضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ،

أَغْلَظُ شيءٍ جَانِبًا بِقُطْرِ

وضُرٌّ: ماءٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ:

نُسابِقُهم عَلَى رَصَفٍ وضُرٍّ،

كدَابِغةٍ، وَقَدْ نَغِلَ الأَدِيمُ

وضِرارٌ: اسمُ رجلٍ. وَيُقَالُ: أَضَرَّ الفرسُ عَلَى فأْسِ اللِّجامِ إِذا أَزَمَ عَلَيْهِ مِثْلَ أَضَزَّ، بِالزَّايِ. وأَضَرَّ فلانٌ عَلَى السَّيرِ الشديدِ أَي صَبَرَ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ عَلَى الشَّيْءِ إِذا كَانَ ذَا صبْر عَلَيْهِ ومُقاساة لَهُ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قَدْ أَضَرَّ بِهَا السُّرَى،

نَزَحَتْ بأَذْرُعِها تَنائِفَ زُورَا

مِنْ كلِّ جُرْشُعَةِ الهَواجِرِ، زادَها

بُعْدُ المفاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيرَا

مِنْ كلِّ جُرْشُعَة أَي مِنْ كُلِّ ناقةٍ ضَخْمَةٍ واسعةِ الجوفِ قَوِيَّةٍ فِي الْهَوَاجِرِ لَهَا عَلَيْهَا جُرْأَةٌ وصبرٌ، وَالضَّمِيرُ فِي طَرَقَتْ يعُودُ عَلَى امرأَة تَقَدَّمَ ذكرُها، أَي طَرقَتْهُم وهُمْ مُسَافِرُونَ، أَراد طَرَقَتْ أَصْحابَ إِبِلٍ سَوَاهِمَ ويُريدُ بِذَلِكَ خيالَها فِي النَّومِ، والسَّواهِمُ: المَهْزُولةُ، وَقَوْلُهُ: نَزَحَتْ بأَذْرُعِها أَي أَنْفَدَت طُولَ التَّنَائِفِ بأَذْرُعِها فِي السَّيْرِ كما يُنْفَذُ ماءُ البِئْرِ بالنَّزْحِ. والزُّورُ: جَمْعُ زَوْراءَ. والتَّنائِفُ: جَمْعُ تَنُوفَةٍ، وَهِيَ الأَرْضُ القَفْرُ، وَهِيَ الَّتِي لَا يُسارُ فِيهَا عَلَى قَصْدٍ بَلْ يأْخذون فِيهَا يَمْنَةً ويَسْرَةً.

ضغدر: حَكَى الأَزهريُّ فِي تَرْجَمَةِ خَرَطَ، قَالَ: قرأْت فِي نُسْخَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّيْثِ:

عَجِبْتُ لِخُرْطِيطٍ ورَقْم جَناحِه،

ورُمَّةِ طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغادِر

قَالَ: الضَّغادِرُ الدّجاجُ، الواحدُ ضُغْدُورةٌ.

ضطر: الضَّوْطَرُ: العظِيمُ، وَكَذَلِكَ الضَّيْطَرُ والضَّيْطارُ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْمُ اللئيمُ، وَقِيلَ: الضَّيْطَرُ والضَّيْطَرَى الضخمُ الجَنْبينِ العظيمُ الاسْت، وَقِيلَ: الضَّيْطَرُ العظيمُ مِنَ الرجالِ، والجمعُ ضَياطِرُ وضَياطِرةٌ وضَيْطارُونَ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ:

تَعَرَّضَ ضَيْطارُو فُعالَةَ دُونَنا،

وَمَا خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحَا؟

يَقُولُ: تَعَرَّضَ لَنَا هَؤُلاءِ القَوْمُ ليُقاتِلُونا ولَيْسوا بشيءٍ لأَنَّه لَا سِلَاحَ مَعَهُمْ سِوَى المِسْطَح؛ وَقَالَ ابن بزي: الْبَيْتُ لِمَالِكِ بْنِ عَوْفٍ النَّضْرِيّ. وفُعالةُ: كنايةٌ عَنْ خُزاعةَ، وإِنما كَنَى هُوَ وغيرُه عَنْهُمْ بفُعالَة لكَونِهم حُلَفاءَ لِلنَّبيّ، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِمْ شيءٌ مِمَّا يَنْبَغِي أَن يكونَ فِي الرجالِ إِلَّا عِظَمَ أَجْسامِهم، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ صَبْرٌ وَلَا جَلَدٌ، وأَيُّ خَيْرٍ عِنْدَ ضَيْطارٍ سِلاحُه مِسْطَحٌ يُقَلِّبُه فِي يَدِهِ؟ وَقِيلَ: الضَّيْطَرُ اللئيمُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

صَاحِ أَلَمْ تَعْجَبْ لِذاكَ الضَّيْطَرِ؟

ص: 488

الْجَوْهَرِيُّ: الضَّيْطَرُ الرجلُ الضخمُ الَّذِي لَا غَناءَ عِنْدَه، وَكَذَلِكَ الضَّوْطَرُ والضَّوْطَرَى. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: مَنْ يَعْذِرُني مِنْ هؤلاءِ الضَّياطِرةِ؟

هُمُ الضَّخامُ الَّذِينَ لَا غَناءَ عِنْدَهُمْ، الواحدُ ضَيْطارٌ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ، وَقَالُوا ضَيَاطِرُون كأَنَّهم جَمَعُوا ضَيْطَراً عَلَى ضَياطِرَ جَمْعَ السلامةِ؛ وَقَوْلُ خِداش بنِ زُهَير:

ونَرْكَبُ خَيْلًا لَا هَوَادَةَ بَيْنَها،

وتَشْقَى الرِّماحُ بالضَّياطِرة الحُمْرِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ يَجُوزُ أَن يكونَ عَنَى أَن الرماحَ تَشْقَى بِهِمْ أَي أَنهم لَا يُحْسِنون حَمْلَها وَلَا الطَّعْنَ بِهَا، وَيَجُوزُ أَن يكونَ عَلَى القَلْبِ أَي تَشقى الضياطرَةُ الحُمْرُ بِالرِّمَاحِ يَعْنِي أَنَّهم يُقْتَلُون بِهَا. والهَوادةُ: المُصالحَةُ والمُوادعةُ. والضَّيْطارُ: التاجرُ لَا يَبْرحُ مكانَه. وبَنُو ضَوْطَرى: حَيٌّ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: الضَّوْطَرَى الحَمْقى، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا كَانُوا لَا يَغْنون غَناءً: بَنُو ضَوطَرَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ يُخاطبُ الفرزدقَ حِينَ افْتَخَرَ بعَقْرِ أَبيه غَالِبٍ فِي مُعَاقَرَةِ سُحَيم بْنُ وُثَيلٍ الرِّياحِي مائةَ نَاقَةٍ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ صَوْأَرٌ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنَ الْكُوفَةِ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ جَرِيرٌ أَيضاً:

وَقَدْ سَرَّنِي أَنْ لَا تَعُدَّ مُجَاشِعٌ

مِنَ المَجْد إِلَّا عَقْرَ نِيبٍ بصَوأَرِ

قَالَ ابْنُ الأَثير: وسببُ ذَلِكَ أَن غَالِبًا نحرَ بِذَلِكَ الموضعِ نَاقَةً وأَمَر أَنْ يُصْنعَ مِنْهَا طعامٌ، وجعَلَ يُهْدِي إِلى قومٍ مِنْ بَنِي تميمٍ جِفاناً، وأَهْدَى إِلى سُحَيم جَفنةً فكفأَها، وَقَالَ: أَمُفتَقِرٌ أَنا إِلى طعامِ غالبٍ إِذا نَحرَ ناقَةً؟ فَنَحَرَ غالبٌ نَاقَتَيْنِ فَنَحَرَ سُحيمٌ مثْلَهما، فَنَحَرَ غالبٌ ثَلَاثًا فنَحر سُحَيمٌ مثلَهن، فعَمَدَ غالبٌ فَنَحَرَ مِائَةَ ناقةٍ ونَكَلَ سُحَيْمٌ، فَافْتَخَرَ الفرزدقُ فِي شِعْره بكَرم أَبيه غَالِبٍ فَقَالَ:«5» .

تَعُدُّون عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكم،

بَني ضَوْطَرَى، لَوْلَا الكَمِيَّ المُقَنَّعا

يُريدُ: هَلَّا الكَمِيَّ، وَيُرْوَى: المُدَجَّجا، ومَعْنى تَعُدُّون تَجْعَلُون وتَحْسَبون، وَلِهَذَا عدَّاه إِلى مَفْعُولَيْنِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّة:

أَشَمّ أَغَرّ أَزْهَر هِبْرِزِيّ،

يَعُدُّ القاصِدِينَ لَهُ عِيالا

قَالَ: وَمِثْلُهُ لِلْكُمَيْتِ:

فأَنتَ النّدَى فِيمَا يَنُوبُك والسَّدَى،

إِذا الخَوْدُ عَدّتْ عُقْبةَ القِدْر مالَها

قَالَ: وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي الطَّيِّبِ:

ولَو انَّ الحياةَ تَبْقَى لِحَيٍّ،

لَعَدَدْنا أَضَلَّنا الشُّجْعانا

قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَعُدّون فِي بَيْتِ جَرِيرٍ مِنَ الْعَدِّ، وَيَكُونُ عَلَى إِسقاط مِنَ الْجَارِّ، تقديرُه تَعُدّون عَقْرَ النِّيبِ مِنْ أَفْضلِ مجدِكم، فَلَمَّا أَسقط الْخَافِضَ تَعَدّى الفعلُ فنَصب. وأَبو ضَوْطَرَى: كُنْيَة الجُوع.

ضفر: الضَّفْرُ: نَسْجُ الشَّعْرِ وغيرِه عَرِيضاً، والتضْفِيرُ مثلُه. والضَّفيرةُ: العَقِيصَة؛ وَقَدْ ضَفَر الشَّعْرَ ونحوَه يَضْفِرُه ضَفْراً: نسجَ بعضَه عَلَى بَعْضٍ. والضَّفْرُ: الفَتْل. وانْضَفَرَ الحَبْلانِ إِذا الْتَويا مَعًا. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِذا زَنَتِ الأَمةُ فبِعْها ولو

(5). قوله: [فقال] يعني جريراً كما يفيده كلام المؤلف بعد

ص: 489

بضَفِيرٍ

؛ أَي بحَبْل مَفْتُولٍ مِنْ شَعْرٍ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والضَّفْر: مَا شَدَدْت بِهِ البعيرَ مِنَ الشَّعْرِ المضْفُور، والجمعُ ضُفُورٌ. والضَّفَارُ: كالضَّفْرِ وَالْجَمْعُ ضُفُر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَوْرَدْته قَلِقاتِ الضُّفْر قَدْ جَعَلت

تَشْكو الأَخِشَّةَ فِي أَعناقها صَعَرا

وَيُقَالُ للذُّؤابة: ضَفِيرةٌ. وكلُّ خُصْلة مِنْ خُصَل شَعْرِ المرأَة تُضْفَر عَلَى حِدَة: ضَفِيرةٌ، وجمعُها ضَفائِرُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والضَّفر كُلُّ خُصْلة مِنَ الشَّعْرِ عَلَى حِدَتِها؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال:

ودَهَنَتْ وَسَرَّحَتْ ضُفَيْري

والضَّفِيرةُ: كالضَّفْر. وضَفَرَت المرأَة شَعْرَهَا تَضْفِره ضَفْراً: جَمعته. وَفِي حَدِيثِ

عليٍّ: أَنَّ طَلْحة بْنَ عُبَيد اللَّهِ نازَعَه فِي ضَفِيرةٍ كَانَ عليٌّ ضَفَرَها فِي وادٍ كَانَتْ إِحدى عِدْوَتَي [عُدْوَتَي] الْوَادِي لَهُ، والأُخرى لِطَلْحةَ، فَقَالَ طلحةُ: حَمَل عَلِيٌّ السُّيولَ وأَضَرّ بِي

؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّفِيرةُ مِثْلُ المُسَنَّاة الْمُسْتَطِيلَةِ فِي الأَرض فِيهَا خشبٌ وَحِجَارَةٌ، وضَفْرها عَملُها مِنَ الضَّفْر، وَهُوَ النَّسْج، وَمِنْهُ ضَفْرُ الشَّعَر وإِدْخالُ بعضِه فِي بَعْضٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

فَقَامَ عَلَى ضَفِيرة السُّدَّة

، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ:

وأَشارَ بِيَدِهِ وراءَ الضَّفِيرة

؛ قَالَ مَنْصُورٌ: أُخذَت الضَّفِيرةُ مِنَ الضَّفْر وإِدْخالِ بعضِه في بعض مُعْترِضاً؛ وَمِنْهُ قِيلَ للبِطَانِ المُعَرَّض: ضَفْرٌ وضَفِيرة. وكِنانةٌ ضفِيرةٌ أَي مُمْتَلِئَةٌ. وَفِي حَدِيثِ

أُم سَلَمَةَ أَنها قَالَتْ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: إِني امرأَةٌ أَشُدّ ضَفْرَ رَأْسِي أَفأَنْقُضُه للغُسْل؟

أَي تَعْمل شَعْرَهَا ضَفائرَ، وَهِيَ الذَّوائِب المَضْفُورة،

فَقَالَ: إِنما يَكفيك ثَلاثُ حَثَياتٍ مِنَ الْمَاءِ.

وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ الضفائرُ والجَمائرُ، وَهِيَ غدائِرُ المرأَة، وَاحِدَتُهَا ضَفِيرة وجَمِيرةٌ، وَلَهَا ضَفِيرتان وضَفْرانِ أَيضاً أَي عَقِيصتَان؛ عَنْ يَعْقُوبَ. أَبو زَيْدٍ: الضَّفِيرتان لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، والغدائرُ لِلنِّسَاءِ، وَهِيَ المَضْفُورة وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: مَنْ عَقَصَ أَو ضَفَرَ فَعَلَيْهِ الحَلْقُ

، يَعْنِي فِي الْحَجِّ. وَفِي حَدِيثِ

النَّخَعِيِّ: الضافِر والمُلَبِّدُ والمُجَمِّرُ عَلَيْهِمُ الحَلْقُ.

وَفِي حَدِيثُ

الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنه غَرَز ضَفْرَه فِي قَفَاهُ

أَي طرَفَ ضَفِيرَتِهِ فِي أَصلها. ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ تَضَافَرَ القومُ عَلَى فُلَانٍ وتَظافَرُوا عَلَيْهِ وتظاهَروا بِمَعْنًى وَاحِدٍ كلُّه إِذا تعَاونوا وتَجَمَّعُوا عَلَيْهِ، وتأَلّبُوا وتصابَرُوا مثلُه. ابْنُ سِيدَهْ: تَضَافَرَ القومُ عَلَى الأَمر تَظاهَرُوا وتَعاوَنوا عَلَيْهِ. اللَّيْثُ: الضَّفْرُ حِقْفٌ مِنَ الرَّمْل عَريض طَوِيلٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُثَقِّل؛ وأَنشد:

عَوانِكٌ مِنْ ضَفَرٍ مَأْطُورِ

الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ للحِقْف مِنَ الرَّمْلِ ضَفِيرةٌ، وَكَذَلِكَ المُسَنّاة، والضَّفْر مِنَ الرَّمْلِ: مَا عظُم وَتَجَمَّعَ، وَقِيلَ: هُوَ مَا تَعَقّد بعضُه عَلَى بَعْضٍ، وَالْجَمْعُ ضُفُورٌ. والضَّفِرةُ، بِكَسْرِ الْفَاءِ: كالضَّفْرِ، وَالْجَمْعُ ضَفِرٌ. والضَّفِرةُ: أَرضٌ سَهلة مُسْتَطِيلَةٌ مُنْبِتة تقُودُ يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ. وضَفِيرُ الْبَحْرِ: شَطُّه. وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: مَا جَزَرَ عَنْهُ الماءُ فِي ضَفِيرِ البحْر فَكُلْهُ

، أَي شَطِّه وَجَانِبِهِ، وَهُوَ الضَّفِيرةُ أَيضاً. والضَّفْرُ: البِناءُ بِحِجَارَةٍ بِغَيْرِ كِلْسٍ وَلَا طِينٍ؛ وضَفَرَ الحجارةَ حولَ بيتِه ضَفْراً. والضَّفْرُ: السَّعْيُ. وضَفَرَ فِي عَدْوهِ يَضْفِر ضَفْراً أَي عدَا، وَقِيلَ: أَسرع. الأَصمعي: أَفَرَ وضَفَر، بِالرَّاءِ

ص: 490

جَمِيعًا، إِذا وَثَبَ فِي عَدْوهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا عَلَى الأَرض مِنْ نَفْسٍ تَموت لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خيرٌ تُحِبّ أَن تَرْجِعَ إِليكم وَلَا تُضافِرَ الدُّنيا إِلَّا القَتِيل فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فإِنه يُحِبُّ أَن يرجعَ فيُقْتَلَ مرَّة أُخْرَى

؛ المُضافَرَةُ: المُعاوَدة والمُلابسةُ، أَي لَا يُحبُّ مُعاوَدةَ الدُّنْيَا وملابَستها إِلَّا الشَّهِيدُ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ عِنْدِي مُفاعلة مِنَ الضَّفْر وَهُوَ الطَّفْر والوُثوب فِي العَدْوِ، أَي لَا يَطْمَحُ إِلى الدُّنْيَا وَلَا يَنْزُو إِلى العَوْد إِليها إِلَّا هُوَ، وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ بِالرَّاءِ وَقَالَ: المُضافرة، بالضاد والراء، التأَلُّبُ؛ وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَلَمْ يُقَيِّدْهُ لَكِنَّهُ جعَل اشتقاقَه مِنَ الضَّفْز وَهُوَ الظَّفْرُ والقَفْزُ، وَذَلِكَ بِالزَّايِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّهُ يُقَالُ بِالرَّاءِ وَالزَّايِ، فإِنَّ الْجَوْهَرِيَّ قَالَ: الضَّفْرُ السَّعْيُ، وَقَدْ ضَفَر يضْفِر ضَفْراً، والأَشْبَهُ بِمَا ذَهَبَ إِليه الزَّمَخْشَرِيُّ أَنه بِالزَّايِ. وَفِي حَدِيثِ

عليٍّ: مُضافَرة القومِ

أَي مُعاونَتهم، وَهَذَا بِالرَّاءِ لَا شَكَّ فِيهِ. والضَّفْرُ: حزامُ الرَّحْل، وضَفَرَ الدابَّةَ يَضْفِرُها ضَفْراً: أَلْقَى اللجامَ فِي فِيهَا.

ضفطر: الضَّفْطارُ: الضبُّ الهَرِمُ القَديمُ القبيحُ الخِلْقة.

ضمر: الضُّمْرُ والضُّمُر، مثلُ العُسْر والعُسُر: الهُزالُ ولَحاقُ البطنِ، وَقَالَ الْمَرَّارُ الحَنْظليّ:

قَدْ بَلَوْناه عَلَى عِلَّاتِه،

وَعَلَى التَّيْسُورِ مِنْهُ والضُّمُرْ

ذُو مِراحٍ، فإِذا وقَّرْتَه،

فذَلُولُ حَسنٌ الخُلْق يَسَرْ

التَّيْسورُ: السِّمَنُ وَذُو مِراح أَي ذُو نَشاطٍ. وذَلولٌ: لَيْسَ بصَعْب. ويَسَر: سَهْلٌ؛ وَقَدْ ضَمَرَ الفرسُ وضَمُرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ضَمَرَ، بِالْفَتْحِ، يَضْمُر ضُموراً وضَمُر، بِالضَّمِّ، واضْطَمَر؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

بَعِيد الغَزَاة، فَمَا إِن يَزالُ

مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحا

وَفِي الْحَدِيثِ:

إِذا أَبْصَرَ أَحدُكم امرأَةً فَلْيأْت أَهْلَه فإِن ذَلِكَ يُضْمِرُ مَا فِي نَفْسِهِ

؛ أَي يُضْعِفه ويُقَلّلُه، مِنَ الضُّمور، وَهُوَ الهُزال وَالضَّعْفُ. وَجَمَلٌ ضامِرٌ وَنَاقَةٌ ضامِرٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ أَيضاً، ذَهبوا إِلى النَّسَب، وضامِرةٌ. والضَّمْرُ مِنَ الرِّجَالِ: الضامرُ البَطْنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المُهَضَّمُ الْبَطْنِ اللطيفُ الجِسْم، والأُنثى ضَمْرَةٌ. وَفَرَسٌ ضَمْرٌ: دَقِيقُ الحِجاجَينِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى التَّشْبِيهِ بِمَا تَقَدَّمَ. وقَضِيب ضامرٌ ومُنْضَمِرٌ وَقَدِ انْضَمَرَ إِذا ذَهَبَ ماؤُه. والضَّمِيرُ: العِنبُ الذابلُ. وضَمَّرْتُ الخيلَ: عَلفْتها القُوتَ بَعْدَ السِّمَنِ. والمِضْمارُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُضَمَّرُ فِيهِ الخيلُ، وتَضْميرُها: أَن تُعْلَف قُوتاً بَعْدَ سِمَنها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَكُونُ المِضْمارُ وَقْتًا للأَيام الَّتِي تُضَمَّر فِيهَا الخيلُ للسِّباقِ أَو للرَّكضِ إِلى العَدُوِّ، وتَضْميرُها أَن تُشَدّ عَلَيْهَا سُروجُها وتُجَلَّل بالأَجِلَّة حتَّى تَعْرق تَحْتَهَا، فَيَذْهَبَ رَهَلُها وَيَشْتَدَّ لَحْمُهَا ويُحْمل عَلَيْهَا غِلمانٌ خِفافٌ يُجْرُونها وَلَا يَعْنُفونَ بِهَا، فإِذا فُعل ذَلِكَ بِهَا أُمِنَ عَلَيْهَا البُهْرُ الشَّدِيدُ عِنْدَ حُضْرها وَلَمْ يَقْطَعْهَا الشَّدُّ؛ قَالَ: فَذَلِكَ التَّضْميرُ الَّذِي شاهدتُ الْعَرَبَ تَفْعله، يُسمّون ذَلِكَ مِضْماراً وتَضْمِيراً. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ أَضْمَرْتُه أَنا وضَمَّرْتُه تَضْمِيراً فاضْطَمَرَ هُوَ، قَالَ: وتَضْمِيرُ الْفَرَسِ أَيضاً أَن تَعْلِفَه حَتَّى يَسْمَن ثُمَّ تَرُدَّهُ إِلى القُوت، وَذَلِكَ فِي أَربعين يَوْمًا، وَهَذِهِ الْمُدَّةُ تُسَمَّى المِضْمَارَ، وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ صامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ باعَدَه اللهُ مِنَ النَّارِ سَبْعين

ص: 491

خَريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيدِ

؛ المُضَمِّرُ: الَّذِي يُضَمِّرُ خيلَه لغَزْوٍ أَو سِباقٍ. وتَضْمِيرُ الخيلِ: هُوَ أَن يُظاهِرَ عَلَيْهَا بالعَلفِ حَتَّى تَسْمَنَ ثُمَّ لَا تُعْلف إِلَّا قُوتاً. والمُجيدُ: صاحبُ الجِيادِ؛ وَالْمَعْنَى أَن اللَّهَ يُباعِدُه مِنَ النَّارِ مسافةَ سَبْعِينَ سَنَةً تَقْطعُها الْخَيْلُ المُضَمَّرةُ الجِيادُ رَكْضاً. ومِضْمارُ الْفَرَسِ: غايتُه فِي السِّباق. وَفِي حَدِيثِ

حُذَيْفَةَ: أَنه خَطَبَ فَقَالَ: اليَومَ المِضْمارُ وَغَدًا السِّباقُ

، والسابقُ مَنْ سَبَقَ إِلى الْجَنَّةِ؛ قَالَ شِمْرٌ: أَراد أَن الْيَوْمَ العملُ فِي الدُّنْيَا للاسْتِباق إِلى الْجَنَّةِ كَالْفَرَسِ يُضَمَّرُ قَبْلَ أَن يُسابَقَ عَلَيْهِ؛ وَيُرْوَى هَذَا الْكَلَامُ لِعَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ. ولُؤْلُؤٌ مُضْطَمِرٌ: مُنْضَمّ؛ وأَنشد الأَزهري بَيْتَ الرَّاعِي:

تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا، فاسْتنارَتْ،

تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فِيهِ اضْطِمارُ

وَاللُّؤْلُؤُ المُضْطَمِرُ: الَّذِي فِي وَسَطِهِ بعضُ الِانْضِمَامِ. وتَضَمّرَ وجهُه: انْضَمَّتْ جِلْدتُه مِنَ الْهُزَالِ. والضَّمِيرُ: السِّرُّ وداخِلُ الخاطرِ، وَالْجَمْعُ الضَّمائرُ. اللَّيْثُ: الضَّمِيرُ الشَّيْءُ الَّذِي تُضْمِره فِي قَلْبِكَ، تَقُولُ: أَضْمَرْت صَرْفَ الْحَرْفِ إِذا كَانَ مُتَحَرِّكًا فأَسْكَنْته، وأَضْمَرْتُ فِي نَفْسِي شيئاً، والاسم الضَّمِيرُ، وَالْجَمْعُ الضَّمَائِرُ. والمُضْمَرُ: الموضعُ والمَفْعولُ؛ وَقَالَ الأَحْوص بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنصاري:

سيَبْقَى لَهَا، فِي مُضْمَرِ القَلْب والحَشا،

سَرِيرَةُ وُدٍ، يَوْمَ تُبْلى السَّرائِرُ

وكلُّ خَلِيطٍ لَا مَحالَةَ أَنه،

إِلى فُرقةٍ، يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، صائرُ

ومَنْ يَحْذَرِ الأَمرَ الَّذِي هُوَ واقعٌ،

يُصِبْهُ، وإِن لَمْ يَهْوَه مَا يُحاذِرُ

وأَضْمَرْتُ الشَّيْءَ: أَخْفَيته. وهَوًى مُضْمَرٌ وضَمْرٌ كأَنه اعْتُقد مَصدراً عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ: مَخْفِيٌّ؛ قَالَ طُريحٌ:

بِهِ دَخِيلُ هَوًى ضَمْرٍ، إِذا ذُكِرَتْ

سَلْمَى لَهُ جاشَ فِي الأَحشاءِ والتَهبا

وأَضْمَرَتْه الأَرضُ: غَيَّبَتْه إِما بِمَوْتٍ وإِما بسَفَرٍ؛ قَالَ الأَعشى:

أُرانا، إِذا أَضْمَرَتْك البِلادُ،

نُجْفى، وتُقْطَعُ مِنا الرَّحِم

أَراد إِذا غَيَّبَتْكَ البلادُ. والإِضْمارُ: سُكونُ التَّاءِ مِنْ مُتَفاعِلن فِي الْكَامِلِ حَتَّى يَصِيرَ مُتْفاعلن، وَهَذَا بناءٌ غَيْرُ مَعْقولٍ فنُقِل إِلى بناءٍ مَقُولٍ، مَعْقولٍ، وَهُوَ مُسْتَفْعِلن، كَقَوْلِ عَنْتَرَةَ:

إِني امْرُؤٌ مِنْ خيرِ عبْسٍ مَنْصِباً

شَطْرِي، وأَحْمِي سَائِرِي بالمُنْصُلِ

فكلُّ جُزْءٍ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ مُسْتَفْعلن وأَصْلُه فِي الدَّائِرَةِ مُتَفاعلن، وَكَذَلِكَ تسكينُ الْعَيْنِ مِنْ فَعِلاتُنْ فِيهِ أَيضاً فَيْبقى فَعْلاتن فيُنْقَل فِي التَّقْطِيعِ إِلى مَفْعُولِنْ؛ وَبَيْتُهُ قَوْلُ الأَخطل:

وَلَقَدْ أَبِيتُ مِنَ الفَتاة بمَنْزِلِ،

فأَبِيتُ لَا حَرِجٌ وَلَا مَحْرُوم

وإِنما قِيلَ لَهُ مُضْمَرٌ لأَن حَرَكَتَهُ كالمُضْمَر، إِن شِئْتَ جِئْتَ بِهَا، وإِن شِئْتَ سَكَّنْته، كَمَا أَن أَكثر المُضْمَر فِي الْعَرَبِيَّةِ إِن شِئْتَ جِئْتَ بِهِ، وإِن شِئْتَ لَمْ تأْتِ بِهِ. والضِّمارُ مِنَ الْمَالِ: الَّذِي لَا يُرْجَى رُجوعُه والضِّمَارُ مِنَ العِدَات: مَا كَانَ عَنْ تسْوِيف. الْجَوْهَرِيُّ: الضِّمَارُ مَا لَا يُرْجى مِنَ الدَّين والوَعْد وكلِّ مَا لَا تَكون مِنْهُ عَلَى ثِقةٍ؛ قَالَ الرَّاعِي:

ص: 492

وأَنْضاء أُنِخْنَ إِلى سَعِيدٍ

طُرُوقاً، ثُمَّ عَجَّلْن ابْتِكارا

حَمِدْنَ مَزارَه، فأَصَبْنَ مِنْهُ

عَطاءً لَمْ يَكُنْ عِدَةً ضِمارا

والضِّمَارُ مِنَ الدَّينِ: مَا كَانَ بِلَا أَجَل مَعْلُومٍ. الْفَرَّاءُ: ذَهَبُوا بِمَالِي ضِماراً مِثْلَ قِمَاراً، قَالَ: وَهُوَ النَّسِيئةُ أَيضاً. والضِّمارُ: خِلافُ العِيَانِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَذُمُّ رَجُلًا:

وعَيْنُه كالكَالِئ الضِّمَارِ

يَقُولُ: الحاضرُ مِنْ عَطِيّتِه كَالْغَائِبِ الَّذِي لَا يُرْتجى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رحمه الله، فِي كِتَابِهِ إِلى مَيْمُونِ بْنِ مِهْرانَ فِي أَموال الْمَظَالِمِ الَّتِي كَانَتْ فِي بَيْتِ الْمَالِ أَن يَرُدّها وَلَا يَأْخذَ زكاتَها: فإِنه كَانَ مَالًا ضِماراً لَا يُرجى؛ وَفِي التَّهْذِيبِ وَالنِّهَايَةِ: أَن يَرُدَّها عَلَى أَرْبابها ويأْخُذَ مِنْهَا زكاةَ عامِها فإِنه كَانَ مَالًا ضِماراً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المالُ الضِّمارُ هُوَ الْغَائِبُ الَّذِي لَا يُرْجَى فإِذا رُجِيَ فَلَيْسَ بِضمارٍ مِنْ أَضْمَرْت الشَّيْءَ إِذا غَيَّبْتَه، فِعَالٌ بِمَعْنَى فاعِلٍ أَو مُفْعَلٍ، قَالَ: ومثلُه مِنَ الصِّفَاتِ ناقةٌ كِنازٌ، وإِنما أَخذَ مِنْهُ زَكَاةَ عامٍ وَاحِدٍ لأَن أَربابَه مَا كَانُوا يَرْجون رَدَّه عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يُوجِبْ عَلَيْهِمْ زكاةَ السِّنِينَ الْمَاضِيَةِ وَهُوَ فِي بَيْتِ الْمَالِ. الأَصمعي: الضَّمِيرةُ والضَّفِيرة الغَدِيرةُ مِنْ ذَوَائِبِ الرأْس، وَجَمْعُهَا ضَمائرُ. والتَّضْمِيرُ؛ حُسْنُ ضَفْرِ الضَّميرة وحُسْنُ دَهْنِها. وضُمَيرٌ، مُصَغّرٌ: جَبَلٌ بِالشَّامِ. وضَمْرٌ: رمْلة بعَيْنِها؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ:

مِنْ حَبْلِ ضَمْرٍ حينَ هَابَا ودَجا

والضُّمْرانُ والضَّمْرانُ: مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الحَمْض؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَيْسَ الضُّمْران مِنْ دِقِّ الشجر لَهُ هَدَبٌ كَهَدبِ الأَرْطى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمر بْنِ لَجَإٍ:

بِحَسْبِ مُجْتَلِّ الإِماءِ الخُرَّمِ،

مِنْ هَدَبِ الضَّمْرانِ لَمْ يُحَزَّمِ

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضَّمْرانُ مِثْلُ الرِّمْثِ إِلَّا أَنه أَصغر وَلَهُ خَشَب قَلِيلٌ يُحْتَطَبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ الحَلِيِّ،

ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والنَّصِيِ

والضَّيْمُرانُ والضَّوْمَرانُ «1» . ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضَّوْمَرُ والضَّوْمَرانُ والضَّيْمُرانُ مِنْ رَيحانِ الْبَرِّ، وَقَالَ بعضُ الرُّواة: هُوَ الشَّاهِسْفَرَمْ، وَقِيلَ: هُوَ مثلُ الحَوْكِ سَوَاءٌ، وَقِيلَ: هُوَ طيِّب الرِّيحِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ،

وشُرْبَ العَتِيقَةِ بالسِّنْجِلاطْ

وضُمْرانُ وضَمْرانُ: مِنْ أَسماء الْكِلَابِ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِيمَا رَوَى ابْنِ السِّكِّيتِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ:

فهابَ ضَمْرانُ منهُ حَيْثُ يُوزِعُهُ «2»

. قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ ضُمْرانُ، وَهُوَ اسْمُ كَلْبٍ فِي الرِّوَايَتَيْنِ مَعًا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وضُمْرانُ، بِالضَّمِّ، الَّذِي فِي شِعْرِ النَّابِغَةِ اسْمُ كَلْبَةٍ. وَبَنُو ضَمْرَةَ: مِنْ كِنَانَةَ رَهْطُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ.

ضمخر: الضمَّخْرُ: الْعَظِيمُ مِنَ النَّاسِ الْمُتَكَبِّرُ وَفِي الإِبل؛ مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السيرافي. وفحل

(1). قوله: [والضيمران والضومران] ميمهما تضم وتفتح كما في المصباح

(2)

. قوله [فهاب ضمران إلخ] عجزه:

[طعن المعارك عند المجحر النجد]

طعن فاعل يوزعه. والمجحر، بميم مضمومة فجيم ساكنة فحاء مهملة مفتوحة وتقديم الحاء غلط كما نبه عليه شارح القاموس. والنجد، بضم الجيم وكسرها كما نبه عليه أيضاً

ص: 493

ضُمَّخْرٌ: جَسيم. وامرأَة ضُمَّخْرَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ إِذا كَانَ مُتَكَبِّرًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مِثْل الصَّفَايا ذُمِّمَتْ بهابرِ،

تَأْوِي إِلى عَجَنَّسٍ ضُماخِرِ

ضمزر: نَاقَةٌ ضِمْزِرٌ: مُسِنَّة وَهِيَ فَوْقَ العَوْزَمِ، وَقِيلَ: كَبِيرَةٌ قَلِيلَةُ اللَّبَنِ. والضَّمْزَرُ مِنَ النِّسَاءِ: الْغَلِيظَةُ؛ قَالَ:

ثنَتْ عُنُقاً لَمْ تَثْنِها حَيْدَرِيَّةٌ

عَضادٌ، وَلَا مَكْنوزَةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ

وضَمْزَر: اسْمُ نَاقَةِ الشَّمَّاخ؛ قَالَ:

وكلُّ بَعِيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَهُ،

وآخَرُ لَمْ يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْزَرا

وَبَعِيرٌ ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ؛ قَالَ:

وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ

الأَصمعي: أَراد ضُمازِراً فَقَلَبَ. وَيُقَالُ: فِي خُلُقِهِ ضَمْزَرَةٌ وضُمازِرٌ أَي سُوء وغِلَظ؛ قَالَ جندلٌ:

إِني امْرُؤٌ فِي خُلُقِي ضُمازِرُ

وعَجْرَفِيَّاتٌ، لَهَا بَوادِرُ

والضَّمْزَرُ: الْغَلِيظُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

كأَن حَيْدَيْ رَأْسِهِ المُذَكَّرِ

صَمْدانِ فِي ضَمْزَين فَوْقَ الضَّمْزَرِ

ضمطر: الضَّماطيرُ: أَذنابُ الأَودِيَةِ.

ضنبر: ضَنْبَرٌ: اسم.

ضهر: الضَّهْرُ: السُّلَحْفاةُ؛ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحَرْبي. والضَّهْرُ: مُدْهُنٌ فِي الصَّفا يَكُونُ فِيهِ الْمَاءُ؛ وَقِيلَ: الضَّهْرُ خِلْقَةٌ فِي الْجَبَلِ مِنْ صَخْرَة تُخالف جِبِلَّتهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

رُبَّ عُصْمٍ رَأَيْتُ فِي وَسْطِ ضَهْرٍ

والضَّهْر: البُقْعَة مِنَ الْجَبَلِ يُخَالِفُ لونُها سائِرَ لَوْنِهِ، قَالَ: وَمِثْلُ الضَّهْرِ الوَعْثَةُ، وَقِيلَ: الضَّهْرُ أَعلى الْجَبَلِ، وَهُوَ الضَّاهِرُ؛ قَالَ:

حَنْظَلَةٌ فَوقَ صَفاً ضاهِرِ،

مَا أَشْبَهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ

النَّاضِر: الطُّحْلُبُ. والحَنْظَلَةُ: الْمَاءُ فِي الصَّخْرَةِ. والضَّاهِرُ أَيضاً: الوادي.

ضور: ضارَهُ الأَمْرُ يَضُورُه كيَضِيرُه ضَيْراً وضَوراً أَي ضَرَّه، وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ بَعْضَ أَهل الْعَالِيَةِ يَقُولُ: مَا يَنْفَعُنِي ذَلِكَ وَلَا يَضُورُني. والضَّيْرُ والضَّرُّ وَاحِدٌ. وَيُقَالُ: لَا ضَيْرَ وَلَا ضَوْر بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والضَّوْرَةُ: الجَوْعَةُ، والضَّوْرُ: شِدَّةُ الجُوعِ. والتَّضَوُّرُ: التَّلَوِّي والصِّياحُ مِنْ وَجَعِ الضَّرْب أَو الجُوعِ، وَهُوَ يَتَلَعْلَعُ مِنَ الْجُوعِ أَي يَتَضَوَّرُ. وتَضَوَّرَ الذئبُ والكلبُ والأَسد وَالثَّعْلَبُ: صَاحَ عِنْدَ الْجُوعِ. اللَّيْثُ: التَّضَوُّرُ صِياحٌ وتَلَوٍّ عِنْدَ الضَّرْبِ مِنَ الْوَجَعِ، قَالَ: وَالثَّعْلَبُ يَتَضَوَّرُ فِي صِيَاحِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: تَرَكْتُهُ يَتَضَوَّرُ أَي يُظْهِرُ الضُّرَّ الَّذِي بِهِ ويَضْطَرِبُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

دَخَلَ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَلَى امرأَة يُقَالُ لَهَا أُمُّ العَلاءِ وَهِيَ تَضَوَّرُ مِنْ شِدَّةِ الحُمَّى

أَي تَتَلَوَّى وتَضِجُّ وتَتَقَلَّبُ ظَهْراً لبَطْنٍ، وَقِيلَ: تَتَضَوَّرُ تُظْهِرُ الضَّوْرَ بِمَعْنَى الضُّرِّ. يُقَالُ: ضارَهُ يَضُورُهُ ويَضِيرُه، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الضَّوْرِ، وَهُوَ بِمَعْنَى الضُّرّ. يُقَالُ: ضَرَّني وضارَني يَضُورُني ضَوْراً وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: التَّضَوُّرُ التَّضَعُّفُ، مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ ضُورَةٌ وامرأَة ضُورَةٌ. والضُّورَةُ، بِالضَّمِّ،

ص: 494