المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

دَعَاكَ اللَّهُ مِنْ قَيْسٍ بأَفْعَى، … إِذا نامَ العيونُ سَرَتْ - لسان العرب - جـ ٦

[ابن منظور]

الفصل: دَعَاكَ اللَّهُ مِنْ قَيْسٍ بأَفْعَى، … إِذا نامَ العيونُ سَرَتْ

دَعَاكَ اللَّهُ مِنْ قَيْسٍ بأَفْعَى،

إِذا نامَ العيونُ سَرَتْ عَلَيْكَا

التَّهْذِيبُ: والمُقايسة تجْري مَجْرَى المُقاساة الَّتِي هِيَ مُعالجة الأَمر الشَّدِيدِ ومُكابَدَتُهُ وَهُوَ مَقْلُوبٌ حِينَئِذٍ. وَيُقَالُ: هُوَ يَخْطُو قِيساً أَي يَجْعَلُ هَذِهِ الخُطْوَة بِمِيزَانِ هَذِهِ. وَيُقَالُ: قَصِّرْ مِقْياسك عَنْ مقياسِي أَي مِثالكَ عَنْ مِثالي. وَرُوِيَ عَنْ

أَبي الدَّرْداء أَنه قَالَ: خيرُ نِسَائِكُمُ الَّتِي تَدْخُلُ قَيْساً وَتَخْرُجُ مَيْساً

أَي تدبِّرُ فِي صَلَاحِ بَيْتِهَا لَا تَخْرُق فِي مِهْنَتها، قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ أَنها إِذا مَشَتْ قَاسَتْ بَعْضَ خُطاها بِبَعْضٍ فَلَمْ تَعْجَلْ، فعلَ الخَرْقاء، وَلَمْ تُبْطِئ، وَلَكِنَّهَا تَمْشِي مَشياً وسَطاً مُعْتَدِلًا فكأَن خُطَاهَا مُتَسَاوِيَةٌ. وقَيْس: اسْمٌ، وَالْجَمْعُ أَقياس، أَنشد سِيبَوَيْهِ:

أَلا أَبْلِغِ الأَقْياسَ: قَيْسَ بْنَ نَوْفَلٍ،

وقَيْسَ بْنَ أَهْبانٍ، وقَيْسَ بْنَ خالِدِ

وَكَذَلِكَ مِقْيَسٌ، «2» قَالَ:

للَّه عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثلَ مِقْيَسِ،

إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسِ

وقَيْسٌ: قَبِيلٌ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: تَقَيَّسَ الرَّجُلُ انْتَسَبَ إِليها. وأُمُّ قَيْس: الرَّخَمَة. وقَيْس: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ مُضَرَ، وَهُوَ قَيْس عَيْلان وَاسْمُهُ الناسُ «3» بْنُ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ وقَيْس لَقَبُه. يُقَالُ: تَقَيَّس فُلَانٌ إِذا تَشَبَّهَ بِهِمْ أَو تمسَّك مِنْهُمْ بسَببٍ إِما بحِلْف أَو جِوارٍ أَو وَلاء، قَالَ رُؤْبَةُ:

وقَيْسُ عَيْلان ومَنْ تَقَيَّسا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لِلْعَجَّاجِ وليس لرؤبة، وَصَوَابُ إِنشاده: وقَيْسَ، بِالنَّصْبِ، لأَن قَبْلَهُ:

وإِنْ دعَوْتَ مِنْ تَميمٍ أَرْؤُسا

وجوابُ إِنْ فِي الْبَيْتِ الثَّالِثِ:

تَقَاعَسَ العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَسَا

وَمَعْنَى تَقَاعَسَ: ثَبَتَ وَانْتَصَبَ، وَكَذَلِكَ اقْعَنْسَس. وَالْقَيْسَانُ مِنْ طيء:«4» قَيْسُ بْنُ عَنَّاب بْنِ أَبي حَارِثَةَ. وعبدُ القَيْس: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ أَسد، وَهُوَ عبدُ الْقَيْسِ بْنِ أَفصَى بْنِ دُعْمِيّ بْنِ جَديلَة بْنِ أَسد بْنِ رَبِيعَةَ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم عَبْقَسِيّ، وإِن شِئْتَ عَبْديّ، وَقَدْ تعَبْقَس الرَّجُلُ كَمَا يُقَالُ تَعَبْشَم وتَقَيَّس.

‌فصل الكاف

كأس: ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ الكَأْس والفَأْس والرَّأْس مَهْموزات، وَهُوَ رابطُ الجَأْش. والكأْس مُؤَنَّثَةٌ، قَالَ اللَّه تَعَالَى: بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ

؛ وأَنشد الأَصمعي لأُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ:

مَا رَغْبَةُ النفسِ فِي الْحَيَاةِ، وإِن

تَحْيا قَلِيلًا، فالموتُ لاحِقُها

يُوشك مَن فَرّ مِنْ مَنِيَّته،

فِي بعضِ غِرّاته يُوافِقُها

مَن لَمْ يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَمًا،

لِلْمَوْتِ كأْس، والمرءُ ذائقُها

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَبْطَة أَي شَابًّا فِي طَراءته وَانْتَصَبَ عَلَى الْمَصْدَرِ أَي مَوْت عَبْطَة وَمَوْتُ هَرَم فَحَذَفَ

(2). 1 قوله" وكذلك مِقْيَسٌ إلخ" عبارة القاموس وشرحه: ومِقْيَسٌ هو ابن حبابة قتله نميلة بْنِ عَبْدِ اللَّه مِنَ قومه، فقالت أخته في قتله:

لعمري لقد أخزى نميلة رهطه

وفجع أضياف الشتاء بمِقْيَس

فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى إلخ.

(3)

. 2 قوله" واسمه الناس" ضبط في الأصل ومتن القاموس بتخفيف السين، وزاد في شرح القاموس تشديدها نقلًا عن الوزير المغربي.

(4)

. 1 قوله" والقيسان من طيء إلخ" لم يبين الثاني منهما. وعبارة القاموس: والقيسان من طيء قَيْس بن عناب، بالنون، وقَيْس بن هزمة، أي بالتحريك، بن عناب.

ص: 188

الْمُضَافَ، قَالَ: وإِن شِئْتَ نَصَبْتَهُمَا عَلَى الْحَالِ أَي ذَا عَبْطَة وَذَا هَرَم فَحَذَفَ الْمُضَافَ أَيضاً وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقامَه. والكأْس: الزُّجاجة مَا دَامَ فِيهَا شَرَابٌ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: الكأْسُ الشَّرَابُ بعَيْنه وَهُوَ قَوْلُ الأَصمعي، وَكَذَلِكَ كَانَ الأَصمعي يُنْكِرُ رِوَايَةَ مَنْ رَوَى بَيْتَ أُمَيَّة للمَوْتِ كأْس، وَكَانَ يَرْويه: المَوْت كأْس، وَيَقْطَعُ أَلف الْوَصْلِ لأَنها فِي أَول النِّصْفِ الثَّانِي مِنَ الْبَيْتِ، وَذَلِكَ جَائِزٌ؛ وَكَانَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ يَقُولُ: هَذَا الَّذِي أَنكره الأَصمعي غَيْرُ مُنْكَرٍ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَى إِضافة الكأْس إِلى الْمَوْتِ بِبَيْتِ مُهَلْهِل، وَهُوَ:

مَا أُرَجِّي بالعَيْش بَعْدَ نَدامى،

قَدْ أَراهُمْ سُقُوا بكأْس حَلاقِ

وحَلاقِ: اسْمٌ للمنِيَّة وَقَدْ أَضاف الكأْس إِليها؛ ومثلُ هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي اسْتَشْهَدَ بِهِ أَبو عَلِيٍّ. قَوْلُ الْجَعْدِيِّ:

فهاجَها، بعد ما رِيعَتْ، أَخُو قَنَصٍ،

عارِي الأَشاجِعِ مِنْ نَبْهان أَو ثُعَلا

بأَكْلُبٍ كقِداحِ النَّبْعِ يُوسِدُها

طِمْلٌ، أَخُو قَفْرَة غَرْثان قَدْ نَحَلا

فَلَمْ تَدَعْ وَاحِدًا منهنَّ ذَا رَمَقٍ،

حَتَّى سَقَتْه بكأْسِ الْمَوْتِ فانْجَدَلا

يَصِفُ صَائِدًا أَرسل كِلَابَهُ عَلَى بقرةِ وَحْشٍ؛ وَمِثْلُهُ لِلْخَنْسَاءِ:

ويُسْقِي حِينَ تَشْتَجِرُ العَوالي

بكأْس الْمَوْتِ، ساعةَ مُصْطَلاها

وَقَالَ جَرِيرٌ فِي مِثْلِ ذَلِكَ:

أَلا رُبَّ جَبَّار، عَلَيْهِ مَهابَةٌ،

سَقَيْناه كأْس الْمَوْتِ حَتَّى تَضَلَّعَا

وَمِثْلُهُ لأَبي دُواد الإِيادِي:

تعْتادُه زفَرَاتٌ حِينَ يذكُرُها،

سَقَيْنَه بكُؤُوس الْمَوْتِ أَفْوَاقَا

ابْنُ سِيدَهْ: الكأْس الْخَمْرُ نَفْسُهَا اسْمٌ لَهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ

؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ للأَعشى:

وكأْسٍ كعَينِ الدِّيكِ باكَرْتُ نَحْوَها

بفِتْيانِ صِدْقٍ، والنَّواقِيسُ تُضْرَبُ

وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ أَيضاً لِعَلْقَمَةَ:

كأْسٌ عزيزٌ مِنَ الأَعْناب عَتَّقَها،

لبعضِ أَربابها، حَانِيَّةٌ حُومُ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا أَنشده أَبو حَنِيفَةَ، كأْسٌ عزيزٌ، يَعْنِي أَنها خَمْرٌ تَعِزُّ فَيُنْفَسُ بِهَا إِلا عَلَى المُلُوك والأَرباب؛ وكأْسٌ عزيزٌ، عَلَى الصِّفَةِ، والمتعارَف: كأْسُ عزيزٍ، بالإِضافة؛ وكذلك أَنَشده سِيبَوَيْهِ، أَي كأْسُ مالِكٍ عَزيزٍ أَو مستحِقٍّ عزيزٍ. والكأْس أَيضاً: الإِناء إِذا كَانَ فِيهِ خَمْرٌ، قَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ الزُّجاجة مَا دَامَ فِيهَا خَمْرٌ، فإِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا خَمْرٌ، فَهِيَ قَدَحٌ، كُلُّ هَذَا مُؤَنَّثٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا تسمَّى الكأْس كأْساً إِلا وَفِيهَا الشَّراب، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لَهَا عَلَى الِانْفِرَادِ وَالِاجْتِمَاعِ، وَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُ الكأْس فِي الْحَدِيثِ، وَاللَّفْظَةُ مَهْمُوزَةٌ وَقَدْ يُتْرَكُ الْهَمْزُ تَخْفِيفًا، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَكْؤُسٌ وكُؤُوسٌ وكِئاسٌ؛ قَالَ الأَخطل:

خَضِلُ الكِئاسِ، إَذا تَثَنَّى لَمْ تكنْ

خُلْفاً مَواعِدُه كَبَرْقِ الخُلَّبِ

وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ: كِياس، بِغَيْرِ هَمْزٍ، فإِن صَحَّ ذَلِكَ، فَهُوَ عَلَى البَدَل، قلَبَ الْهَمْزَةِ فِي كأْس أَلفاً

ص: 189

فِي نِيَّةِ الْوَاوِ فَقَالَ كاسٌ كنارٍ، ثُمَّ جَمَعَ كَأْسًا عَلَى كِياسٍ، والأَصل كِواس، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ الَّتِي قَبْلَهَا؛ وتَقَعُ الكأْس لِكُلِّ إِناءٍ مَعَ شَرَابِهِ، وَيُسْتَعَارُ الكأْس فِي جَمِيعِ ضُرُوب الْمَكَارِهِ، كَقَوْلِهِمْ: سَقَاهُ كأْساً مِنَ الذلِّ، وكأْساً مِنَ الحُبِّ والفُرْقة وَالْمَوْتِ، قَالَ أُمَيَّة بْنُ أَبي الصَّلْت، وَقِيلَ هُوَ لِبَعْضِ الْحَرُورِيَّةِ:

مَن لَمْ يَمُت عَبْطَةً يَمُت هَرَماً،

المَوْتُ كأْس، والمرءُ ذائقُه «1»

قطَع أَلف الْوَصْلِ وَهَذَا يُفْعَلُ فِي الأَنْصاف كَثِيرًا لأَنه مَوْضِعُ ابْتِدَاءٍ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ:

وَلَا يُبادِرُ فِي الشِّتاء وَلِيدُنا،

أَلْقِدْرَ يُنزِلها بغيرِ جِعَال

ابْنُ بُزُرج: كاصَ فُلَانٌ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِذا أَكثر مِنْهُ. وَتَقُولُ: وجَدْت فُلَانًا كأْصاً بِزِنَةٍ كَعْصاً أَي صَبُورًا بَاقِيًا عَلَى شُربه وأَكله. قَالَ الأَزهري: وأَحْسب الكأْس مأْخوذاً مِنْهُ لأَن الصَّادَ وَالسِّينَ يَتَعاقبان فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهما.

كبس: الكَبْسُ: طَمُّك حُفرة بِتُرَابٍ. وكبَسْت النهرَ وَالْبِئْرَ كَبْساً: طَمَمْتها بِالتُّرَابِ. وَقَدْ كَبَسَ الْحُفْرَةَ يَكْبِسُها كَبْساً: طَواها بِالتُّرَابِ «2» وَغَيْرِهِ، وَاسْمُ ذَلِكَ التُّرَابُ الكِبْس، بِالْكَسْرِ. يُقَالُ الهَواء والكِبْس، فالكِبْس مَا كَانَ نَحْوَ الأَرض مِمَّا يَسُدُّ مِنَ الْهَوَاءِ مَسَدّاً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَبْس أَن يُوضَعَ الْجِلْدُ فِي حَفِيرَةٍ وَيُدْفَنَ فِيهَا حَتَّى يسترخِي شعَره أَو صُوفه. والكبيسُ: حَلْيٌ يُصاغُ مجَوَّفاً ثُمَّ يُحْشى بِطِيب ثُمَّ يُكْبَس؛ قَالَ عَلقمة:

مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَراد، ولُؤْلُؤٌ

مِنَ القَلَقِيِّ والكَبِيس المُلَوَّبِ

وَالْجِبَالُ الكُبَّس والكُبْس: الصِّلاب الشِّدَادُ. وكَبَسَ الرجلُ يَكْبِسُ كُبُوساً وتَكَبَّس أَدْخَلَ رأْسه فِي ثَوْبِهِ، وَقِيلَ: تقنَّع بِهِ ثُمَّ تغطَّى بِطَائِفَتِهِ، والكُباس مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَفْعَلُ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ كُباسٌ: وَهُوَ الَّذِي إِذا سأَلته حَاجَةً كَبَس برأْسه فِي جَيْب قَمِيصِهِ. يُقَالُ: إِنه لكُباس غَيْرُ خُباس؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ رَجُلًا:

هُوَ الرُّزْءُ المُبيّنُ، لَا كُباسٌ

ثَقيل الرَّأْسِ، يَنْعِق بالضَّئين

ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ كُباس عَظِيمُ الرأْس؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرُك، لَا كُباسٌ

عَظِيمُ الرأْس، يَحْلُم بالنَّعِيق

وَيُقَالُ: الكُباس الَّذِي يَكْبِس رأْسه فِي ثِيَابِهِ وَيَنَامُ. والكابِس مِنَ الرِّجَالِ: الْكَابِسُ فِي ثَوْبِهِ المُغَطِّي بِهِ جَسَدَهُ الدَّاخِلُ فِيهِ. والكِبْس: الْبَيْتُ الصَّغِيرُ، قَالَ: أُراه سمِّي بِذَلِكَ لأَن الرَّجُلَ يَكْبِس فِيهِ رأْسه؛ قَالَ شِمْرٌ: وَيَجُوزُ أَن يُجْعَلَ الْبَيْتُ كِبْساً لِمَا يُكْبَسُ فِيهِ أَي يُدْخل كَمَا يَكْبس الرَّجُلُ رأْسه فِي ثَوْبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ

عَقيل بْنِ أَبي طَالِبٍ أَن قُرَيْشًا أَتت أَبا طَالِبٍ فَقَالُوا لَهُ: إِن ابْنَ أَخيك قَدْ آذَانَا فانْهَهُ عنَّا، فَقَالَ: يَا عَقيل انْطَلِقْ فأْتني بِمُحَمَّدٍ، فَانْطَلَقْتُ إِلى رَسُولِ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَخْرَجْتُهُ مِنْ كِبْس

، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ شِمْرٌ: مِنْ كِبْس أَي مِنْ بَيْتٍ صَغِيرٍ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ مِنَ الكِناس، وَهُوَ بَيْتُ الظَّبْي، والأَكباس: بُيُوتٌ مِنْ طِينٍ، وَاحِدُهَا كِبْس. قال شمر: والكِبس

(1). روي هذا البيت في الصفحة 188: والمرء ذائقها: ويظهر أَنه أَرجع هنا الضمير إلى الموت لا إلى الكأس.

(2)

. قوله [طواها بالتراب] هكذا في الأَصل ولعله طمها بالتراب.

ص: 190

اسْمٌ لِمَا كُبِس مِنَ الأَبنية، يقال: كِبْس الجار وكِبْس البَيت. وَكُلُّ بُنيان كُبِس، فَلَهُ كِبْس؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

وإِن رأَوْا بُنْيانَه ذَا كِبْسِ،

تَطارَحُوا أَركانَه بالرَّدْسِ

والأَرْنَبَة الكابِسَة: المُقبلَة عَلَى الشَّفَةِ الْعُلْيَا. والناصيَة الكابِسَة: المُقبلَة عَلَى الجَبْهة. يُقَالُ: جَبْهَةٌ كَبَسَتها النَّاصِيَةُ، وَقَدْ كَبَسَتِ الناصِيَةُ الجَبْهَة. والكُباس، بِالضَّمِّ: الْعَظِيمُ الرأْس، وَكَذَلِكَ الأَكبس. وَرَجُلٌ أَكْبس بَيِّن الكَبَس إِذا كَانَ ضَخْمَ الرأْس؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الَّذِي أَقبلت هامَتُه وأَدبرت جَبْهَته. وَيُقَالُ: رأْس أَكْبَس إِذا كَانَ مُسْتَدِيرًا ضَخْمًا. وهامَةٌ كَبْساء وكُباس: ضَخْمَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ، وَكَذَلِكَ كَمَرَة كَبْساء وكُباس. ابْنُ الأَعرابي: الكِبْسُ الكَنْزُ والكِبْس الرأْس الْكَبِيرُ. شِمْرٌ: الكُباس الذكَر؛ وأَنشد قَوْلَ الطِّرِمَّاحِ:

وَلَوْ كُنْت حُرّاً لَمْ تَنَمْ لَيْلَةَ النَّقا،

وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُباس وبالعَرْد

تُهْبى: يُثار مِنْهَا الْغُبَارُ لِشِدَّةِ العَمَل بِهَا، ناقة كَبْساء وكُباس، وَالِاسْمُ الكَبَس؛ وَقِيلَ: الأَكْبَس. وهامةٌ كَبْساء وكُباس: ضَخْمَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ، وَكَذَلِكَ كَمَرة كَبْساء وَكُباس. والكُباس. الْمُمْتَلِئُ اللَّحْمِ. وقدَم كَبْساء: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ غَلِيظَةٌ مُحْدَوْدِبة. والتَّكْبيس والتَّكَبُّس: الِاقْتِحَامُ عَلَى الشَّيْءِ، وَقَدْ تَكَبَّسوا عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: كَبَسوا عَلَيْهِمْ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: جَاءَ فُلَانٌ مُكَبِّساً وَكَابِسًا إِذا جَاءَ شَادًّا، وَكَذَلِكَ جَاءَ مُكَلِّساً أَي حَامِلًا. يُقَالُ: شدَّ إِذا حَمَل، وَرُبَّمَا قَالُوا كَبَس رأْسَه أَي أَدخله فِي ثِيَابِهِ وأَخفاه. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ:

فوجَدوا رِجَالًا قَدْ أَكلتهم النَّارُ إِلا صُورَةَ أَحدهم يعرَف بِهَا فاكْتَبَسوا فأُلْقوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ

أَي أَدخلوا رؤُوسَهم فِي ثِيَابِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ مَقْتَل حَمْزَةَ:

قَالَ وَحْشِيّ فكَمَنت لَهُ إِلى صَخْرَةٍ وَهُوَ مُكَبّسٌ لَهُ كَتِيت

أَي يَقْتَحِمُ النَّاسَ فيَكْبِسهم، وَالْكَتِيتُ الهَدير والغَطِيط. وقِفافٌ كُبْسٌ إِذا كَانَتْ ضِعافاً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

وُعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبْسا

وَنَخْلَةٌ كَبُوس: حَمَلَهَا فِي سَعَفِها. والكِباسة، بِالْكَسْرِ: العِذْق التَّام بشَماريخه وبُسْرِه، وَهُوَ مِنَ التَّمْرِ بِمَنْزِلَةِ العُنْقود مِنَ العِنب؛ وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ الكَبائس لِشَجَرِ الفَوْفَل فَقَالَ: تَحْمِلُ كَبَائِسَ فِيهَا الفَوْفَل مِثْلُ التَّمْرِ. غَيْرُهُ: والكَبيسُ ضرْب مِنَ التَّمْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَجُلًا جَاءَ بكَبائس مِنْ هَذِهِ النَّخْلِ

؛ هِيَ جَمْعُ كِباسة، وَهُوَ العِذْق التامُّ بِشَمَارِيخِهِ ورُطبه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: كَبائس اللؤْلؤ الرطْب.

والكَبيس: ثَمَرُ النَّخْلَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا أُمُّ جِرْذان، وإِنما يُقَالُ لَهُ الْكَبِيسُ إِذا جفَّ، فإِذا كَانَ رَطْبًا فَهُوَ أُمُّ جِرْذان. وعامُ الكَبِيس فِي حِسَابِ أَهل الشَّامِ عَنْ أَهل الرُّومِ: فِي كُلِّ أَربع سِنِينَ يَزِيدُونَ فِي شَهْرِ شُبَاطَ يَوْمًا فَيَجْعَلُونَهُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَفِي ثَلَاثِ سِنِينَ يَعُدُّونَهُ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، يُقِيمُونَ بِذَلِكَ كُسُورَ حِسَابِ السَّنَةِ وَيُسَمُّونَ الْعَامَ الَّذِي يَزِيدُونَ فِيهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَامَ الكَبِيس. الْجَوْهَرِيُّ: وَالسَّنَةُ الكَبِيسة الَّتِي يُسْتَرق لَهَا يَوْمٌ وَذَلِكَ فِي كُلِّ أَربع سِنِينَ. وكَبَسُوا دَارَ فُلَانٍ؛ وَكَابُوسُ: كَلِمَةٌ يكنَى بِهَا عَنِ البُضْع. يُقَالُ: كبَسها إِذا فَعَلَ بِهَا مَرَّةً.

ص: 191

وكَبَس المرأَة: نَكَحَهَا مَرَّةً. وكابُوس: اسْمٌ يكنُون بِهِ عَنِ النِّكَاحِ. والكابُوس: مَا يَقَعُ عَلَى النَّائِمِ بِاللَّيْلِ، وَيُقَالُ: هُوَ مقدَمة الصَّرَع؛ قَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ: وَلَا أَحسبه عَرَبِيًّا إِنما هُوَ النِّيدِلان، وَهُوَ الْبَارُوكُ والجاثُوم. وعابسٌ كابسٌ: إِتباع. وكابسٌ وكَبْس وكُبَيْسٌ: أَسماء وكُبَيْس: مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي:

جَعَلْنَ حُبَيّاً بِالْيَمِينِ، ونكَّبَت

كُبَيْساً لوِرْدٍ مِنْ ضَئيدة باكِرِ

كدس: الكُدْس والكَدْس: العَرَمَة مِنَ الطَّعَامِ وَالتَّمْرِ وَالدَّرَاهِمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَكداس، وَهُوَ الكدِّيس، يَمَانِيَّةٌ؛ قَالَ:

لَمْ تَدْر بُصْرى بِمَا آلَيْت مِنْ قَسَم،

وَلَا دِمَشْقُ إِذا دِيسَ الكَداديسُ

وَقَدْ كَدَسَه. والكُدْس: جَمَاعَةُ طَعَامٍ، وَكَذَلِكَ مَا يُجْمَعُ مِنْ دَرَاهِمَ وَنَحْوِهِ. يُقَالُ: كَدَسَ يَكْدِس. النَّضْرُ: أَكْداس الرَّمْلِ وَاحِدُهَا كُدْس، وَهُوَ الْمُتَرَاكِبُ الْكَثِيرُ الَّذِي لَا يُزايل بَعْضُهُ بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ

قَتَادَةَ: كَانَ أَصحاب الأَيْكة أَصحاب شَجَرٍ مُتكادِس

أَي مُلْتَفٍّ مُجْتَمِعٍ مَنْ تكدَّست الْخَيْلُ إِذا ازْدَحَمَتْ وَرَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا. والكَدْس: الْجَمْعُ؛ وَمِنْهُ كُدْس الطَّعَامِ. وكَدَسَتِ الإِبل والدَّوابّ تَكْدِس كَدْساً وتكدَّسَت: أَسرعت وَرَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا فِي سَيْرِهَا. الْفَرَّاءُ: الكَدس إِسراع الإِبل فِي سيْرها، والكَدْس: إِثقال المُسْرِع «1» فِي السَّيْرِ، وَقَدْ كَدَسَت الْخَيْلُ. وتَكَدَّس الْفَرْسُ إِذا مَشَى كأَنه مُثْقَلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِنَّا إِذا الخَيْل عَدَت أَكْداسا،

مِثل الْكِلَابِ، تَتَّقِي الهَراسا

والتَكَدُّس: أَن يحرِّك مَنْكِبَيْه وينصَبَّ إِلى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِذا مَشَى وكأَنه يَرْكَبُ رأْسه، وَكَذَلِكَ الوُعُول إِذا مَشَت. وَفِي حَدِيثِ السِّراط:

وَمِنْهُمْ مَكْدُوس فِي النَّارِ

أَي مَدْفُوع. وتكدَّس الإِنسان إِذا دُفع مِنْ وَرَائِهِ فَسَقَطَ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، مِنَ الكَدْش وَهُوَ السَّوْق الشَّدِيدُ. والكَدْسُ: الطَّرْدُ والجَرْح أَيضاً. والتَكَدُّس: مِشيَة مِنْ مِشى القِصار الغِلاظ. ابْنُ الأَعرابي: كَدْس الْخَيْلِ رُكُوبُ بَعْضِهَا بَعْضًا، والتَكَدُّس: السُّرْعَةُ فِي الْمَشْيِ أَيضاً؛ قَالَ عُبَيْدٌ أَو مُهَلْهِلٌ:

وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارعِين،

كمَشْيِ الوُعُول عَلَى الظاهِرَهْ

يُقَالُ مِنْهُ: جَاءَ فُلَانٌ يَتَكَدَّسُ؛ وَقَالَ المُتَلَمِّس:

هَلُمُّوا إِليه، قَدْ أُبيثَتْ زُرُوعُه،

وعادَتْ عَلَيْهِ المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ

والكُداس: عُطاس الْبَهَائِمِ، وكَدَسَت أَي عَطَست؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

الطَّير شَفْعٌ والمَطايا تَكْدِسُ،

إِني بأَنْ تَنْصُرَني لأُحسِسُ

يَقُولُ: هَذِهِ الإِبل تَعْطِسُ بِنَصْرِكَ إِياي، والطيرُ تمرُّ شَفْعاً، لأَنه يُتَطَيَّرُ بالوِتْرِ مِنْهَا، وَقَوْلُهُ أُحْسِسُ، أَي أُحسُّ، فأَظْهر التَّضْعِيفَ لِلضَّرُورَةِ كَمَا قَالَ الْآخَرُ:

تَشْكو الوَجى مِنْ أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ

وكَدَسَ يَكْدِس كَدْساً: عَطَس، وَقِيلَ: الكُداس للضّأْن مِثْلُ العُطاس للإِنسان. وفي الحديث:

(1). قوله [الكدس إثقال المسرع إلخ] عبارة القاموس والصحاح: الكدس إسراع المثقل في السير.

ص: 192

إِذا بصَق أَحدكم فِي الصَّلَاةِ فليبصُق عَنْ يَساره أَو تَحْتَ رجْله، فإِن غَلَبَتْه كَدْسَة أَو سَعْلَةٌ فَفِي ثَوْبِهِ

؛ الكَدْسة: العَطْسة. والكَوادِس: مَا يُتَطَيَّر مِنْهُ مثلُ الفأْل والعُطاس وَنَحْوِهِ، والكادِس كَذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للظَّبي وَغَيْرِهِ إِذا نَزَلَ مِنَ الجَبَل: كادِس، يُتَشاءَم بِهِ كَمَا يُتَشاءَمُ بالبارِح. والكادِسُ: القَعيدُ مِنَ الظِّباء وَهُوَ الَّذِي يَجيئُك مِنْ وَرَائِكَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

فَلَوْ أَنَّني كنتُ السَّلِيم لَعُدْتَني

سَريعاً، وَلَمْ تَحْبِسْكَ عَنِّي الكَوادِسُ

واحدُها كادِس. وكَدَسَ يَكْدِسُ كَدْساً: تطيَّر؛ وَيُقَالُ: أَخذه فكَدَس بِهِ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ لَا يُؤتَى بأَحَدٍ إِلَّا كَدَسَ بِهِ الأَرض

أَي صَرعه وأَلصَقَه بها.

كرس: تَكَرَّسَ الشيءُ وتَكارَس: تَراكَمَ وتَلازَبَ. وتَكَرَّس أُسُّ البِناء: صَلُبَ واشتدَّ. والكِرْسُ: الصَّارُوجُ. والكِرْس، بِالْكَسْرِ: أَبوال الإِبل والغَنَم وأَبعارُها يتلبَّد بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الدَّارِ، والدِّمْنُ مَا سَوَّدُوا مِنْ آثَارِ البَعَر وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: أَكْرَسَتِ الدَّارُ. والكِرْس: كِرْس البِناء، وكِرْس الحَوض: حَيْثُ تَقِف النَّعَم فيتلبَّد، وَكَذَلِكَ كِرْس الدِّمْنة إِذا تَلَبَّدَت فَلزِقَت بالأَرض. وَرَسْمٌ مُكْرَس، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، ومُكْرِس: كَرِسٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

يَا صاحِ، هَلْ تعرِف رَسْماً مُكْرَسَا؟

قَالَ: نَعَمْ أَعْرِفه، وأَبْلَسَا،

وانْحَلَبَتْ عَيْناه مِنْ فَرْط الأَسَى

قَالَ: والمَكْرس الَّذِي قَدْ بَعَرَت فِيهِ الإِبل وبوّلتْ فركِب بَعْضُهُ بَعْضًا؛ وَمِنْهُ سُمِّيت الكُرَّاسة. وأَكْرَس الْمَكَانُ: صَارَ فِيهِ كِرْس؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْحَذْلَمِيُّ:

فِي عَطَنٍ أَكْرَسَ مِنْ أَصْرَامِها

أَبو عَمْرٍو: الأَكارِيسُ الأَصْرام مِنَ النَّاسِ، وَاحِدُهَا كِرْس، وأَكْراس ثُمَّ أَكارِيس. والكِرْس: الطِّين المتلبِّد، وَالْجَمْعُ أَكْراس. أَبو بَكْرٍ: لُمْعَة كَرْساء لِلْقِطْعَةِ مِنَ الأَرض فِيهَا شَجَرٌ تَدانَتْ أُصُولها والتفَّت فُرُوعها. والكِرْس: الْقَلَائِدُ «2» الْمَضْمُومُ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الوُشُح وَنَحْوِهَا، وَالْجَمْعُ أَكراس. وَيُقَالُ: قِلَادَةٌ ذاتُ كِرْسَين وَذَاتُ أَكْراس ثَلَاثَةٍ إِذا ضَمَمْتَ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ؛ وأَنشد:

أَرِقْتُ لِطَيْف زَارَنِي فِي المَجَاسِدِ،

وأَكْراس دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرائدِ

وقِلادة ذَاتُ كِرْسَيْن أَي ذَاتُ نَظْمين. وَنَظْمٌ مُكَرَّس ومُتَكَرِّس: بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وكلُّ مَا جُعِل بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وكلُّ مَا جُعِل بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، فَقَدْ كُرِّس وتَكَرَّس هُوَ. ابْنُ الأَعرابي: كَرِس الرَّجُلُ إِذا ازدحَمَ عِلْمه عَلَى قَلْبِهِ؛ والكُرَّاسة مِنَ الْكُتُبِ سُمِّيت بِذَلِكَ لتَكَرُّسِها. الْجَوْهَرِيُّ: الكُرَّاسة وَاحِدَةُ الكُرَّاس «3» والكرارِيس؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

حَتَّى كأَن عِراصَ الدَّارِ أَرْدِيةٌ

مِنَ التَّجاويز، أَو كُرَّاسُ أَسفار

جَمْعُ سِفْر. وَفِي حَدِيثِ الصِّراط:

وَمِنْهُمْ مَكْروسٌ

(2). قوله [والكرس القلائد] عبارة القاموس والكرس واحد أَكراس القلائد والوشح ونحوها.

(3)

. قوله [الكراسة واحدة الكراس] إن أراد أنثاه فظاهر، وإن أَراد أَنها واحدة والكراس جمع أَو اسم جنس جمعي فليس كذلك، وقد حققته في شرح الاقتراح وغيره انتهى من هامش القاموس.

ص: 193

فِي النَّارِ

، بَدَل مُكَرْدَس وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. والتَكرِيس: ضَمُّ الشَّيْءُ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ كِرْس الدِّمْنة حَيْثُ تَقِف الدوابُّ. والكِرْس: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ، وَالْجَمْعُ أَكْراس، وأَكارِيسُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ فأَما قَوْلُ رَبِيعَةَ بْنِ الْجَحْدَرِ:

أَلا إِن خَيْرَ النَّاسِ رِسْلًا ونَجْدَةً،

بِعَجْلان، قَدْ خَفَّت لَدَيْهِ الأَكارِسُ

فإِنه أَراد الأَكارِيس فَحَذَفَ لِلضَّرُورَةِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. وكِرس كُلِّ شَيْءٍ: أَصله. يُقَالُ: إِنه لَكَرِيمُ الكِرْس وكَريم القِنْس وَهُمَا الأَصل؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَمْدَحُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ:

أَنْتَ أَبا العَبَّاس، أَولى نَفْسِ

بِمعْدِنِ الملْك القدِيم الكِرْسِ

الكِرْس: الأَصل. والكُرْسِيّ: مَعْرُوفٌ وَاحِدُ الكَرَاسِي، وَرُبَّمَا قَالُوا كِرْسِيّ؛ بِكَسْرِ الْكَافِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ

؛ فِي بَعْضِ التَّفاسير: الكُرْسِيّ العِلم وَفِيهِ عدَّة أَقوال. قَالَ

ابْنُ عَبَّاسٍ: كُرْسِيُّه عِلْمُه

، وَرُوِيَ عَنْ

عَطَاءٍ أَنه قَالَ: مَا السموات والأَرض فِي الكُرْسِيّ إِلا كحَلْقة فِي أَرض فَلاة

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهَذَا الْقَوْلُ بَيِّنٌ لأَن الَّذِي نعرِفه مِنَ الكُرْسي فِي اللُّغَةِ الشَّيْءُ الَّذِي يُعْتَمَد عَلَيْهِ ويُجْلَس عَلَيْهِ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْكُرْسِيَّ عَظِيمٌ دونه السموات والأَرض، والكُرْسِيّ فِي اللُّغَةِ والكُرَّاسة إِنما هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي قَدْ ثَبَت ولزِم بعضُه بَعْضًا. قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ كُرْسيّه قُدْرَتُه الَّتِي بها يمسك السموات والأَرض. قَالُوا: وَهَذَا كَقَوْلِكَ اجْعَلْ لِهَذَا الْحَائِطِ كُرْسِيّاً أَي اجْعَلْ لَهُ مَا يَعْمِدُه ويُمْسِكه، قَالَ: وَهَذَا قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ لأَن عِلْمَهُ الَّذِي وسع السموات والأَرض لَا يَخْرُجُ مِنْ هَذَا، واللَّه أَعلم بِحَقِيقَةِ الْكُرْسِيِّ إِلا أَن جُمْلَتَهُ أَمرٌ عَظِيمٌ مِنْ أَمر اللَّه عز وجل؛ وَرَوَى أَبو عَمْرٍو عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه قَالَ: الْكُرْسِيُّ مَا تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَرَاسِيِّ المُلوك، وَيُقَالُ كِرْسي أَيضاً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والصحيح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْكُرْسِيِّ مَا رَوَاهُ

عَمَّار الذهبي عَنْ مُسْلِمٍ البَطِين عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمين، وأَما الْعَرْشُ فإِنه لَا يُقدر قَدْرُهُ

، قَالَ: وَهَذِهِ رِوَايَةٌ اتَّفَقَ أَهل الْعِلْمِ عَلَى صِحَّتِهَا، قَالَ: وَمَنْ رَوَى عَنْهُ فِي الْكُرْسِيِّ أَنه العِلم فَقَدْ أَبْطل. والانْكِراس: الانْكِباب. وَقَدِ انْكَرَس فِي الشَّيْءِ إِذا دَخَلَ فِيهِ مُنْكَبّاً. والكَرَوَّس، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ: الضَّخْمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ العَظِيم الرأْس والكاهِلِ مَعَ صَلابة، وَقِيلَ: هُوَ الْعَظِيمُ الرأْس فَقَطْ، وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ. التَّهْذِيبُ: والكَرَوَّس الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الرأْس وَالْكَاهِلُ فِي جِسْم؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

فِينا وجَدْت الرَّجُلَ الكَرَوّسا

ابْنُ شُمَيْلٍ: الكَرَوَّس الشَّدِيدُ، رجلٌ كَرَوَّس. والكَرَوَّس: الهُجَيْمِي مِنْ شُعَرائهم. والكِرْياس: الكَنِيف، وَقِيلَ: هُوَ الكنِيف الَّذِي يَكُونُ مُشْرفاً عَلَى سَطْح بِقَناةٍ إِلى الأَرض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبي أَيوب أَنه قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَصْنَع بِهَذِهِ الكَرَاييِس، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، أَن تُسْتَقْبَل القِبلة بغائطٍ أَو بَوْل

يَعْنِي الكُنُف. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الكَرَايِيسُ واحدُها كِرْياس، وَهُوَ الكَنِيف الَّذِي يَكُونُ مُشْرِفاً عَلَى سَطْحٍ بِقَناةٍ إِلى الأَرض، فإِذا كَانَ أَسفل فَلَيْسَ بكِرْياس. قَالَ الأَزهري: سُمِّي كِرْياساً لِمَا

ص: 194

يَعْلَق بِهِ مِنَ الأَقذار فَيَرْكب بَعْضُهُ بَعْضًا ويتكرَّس مِثْلَ كِرْس الدِّمْنِ والوَأْلَةِ، وَهُوَ فِعْيال مِنَ الكَرْس مِثْلَ جِرْيال؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَفِي كِتَابِ الْعَيْنِ الكِرْناس، بالنون.

كربس: الكِرْباس والكِرْباسة: ثَوْبٌ، فَارِسِيَّةٌ، وبيَّاعُه كَرَابِيسِيّ. التَّهْذِيبُ: الكِرْباس، بِكَسْرِ الْكَافِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ يُنْسَبُ إِليه بيَّاعه فَيُقَالُ كَرابيسيّ، والكِرباسة أَخص مِنْهُ وَالْجَمْعُ الكَرابيس. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: وَعَلَيْهِ قَمِيص مِنْ كَرابيسَ

؛ هِيَ جَمْعُ كِرْباس، وَهُوَ القُطْن. وَمِنْهُ حَدِيثِ

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، رضي الله عنه: فأَصبح وَقَدِ اعْتَمَّ بعِمامة كَرابيس سَوْدَاءَ.

والكِرْباسُ: راوُوق الْخَمْرِ.

كردس: الكُرْدُوس: الْخَيْلُ الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: القِطْعة مِنَ الْخَيْلِ العظيمةُ، والكَرادِيسُ: الفِرَق مِنْهُمْ. وَيُقَالُ: كَرْدَسَ الْقَائِدُ خَيْله أَي جَعَلَهَا كَتِيبة كَتِيبة. والكُرْدُوس: قِطْعَةٌ مِنَ الخيْل. والكُرْدوس: فِقْرة مِنْ فِقَر الكاهِل. وكلُّ عَظْمٍ تَامٍّ ضخْم، فَهُوَ كُرْدوس؛ وكلُّ عظمْ كَثِير اللَّحْمِ عظُمَت نَحْضَتُه كُرْدُوس؛ وَمِنْهُ قَوْلِ

عَلِيٍّ، كرَّم اللَّه وَجْهَهُ، فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: ضَخْم الكَرادِيس.

قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ: الكَرادِيس رُؤُوس العِظام، واحدُها كُرْدوس، وَكُلُّ عَظْمَيْنِ الْتَقَيَا فِي مَفْصِل فَهُوَ كُرْدُوس نَحْوَ المَنْكِبَين والرُّكْبَتين والوَرِكَين؛ أَراد أَنه، صلى الله عليه وسلم، ضَخْم الأَعضاء. والكَراديس: كَتَائِبُ الْخَيْلِ، وَاحِدُهَا كُردوس، شُبِّهَتْ برؤوس الْعِظَامِ الْكَثِيرَةِ. والكرادِيس: عِظام مَحال البَعِير. والكُرْدُوسان: كَسْرَا [كِسْرَا] الفَخِذين، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الكُرْدُوس الكَسْر [الكِسْر] الأَعلى لعِظَمِه، وَقِيلَ: الكَرادِيس رُؤوس الأَنقاء، وَهِيَ القَصَب ذَوَاتُ المُخِّ. وكَرادِيس الفَرَس: مَفاصِله. والكُردُوسان: بَطْنان مِنَ العرَب. والكَرْدَسَة: الوِثاق. يُقَالُ: كَرْدَسَه ولَبَجَ بِهِ الأَرض. ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الكُرْدُوسان قَيسٌ ومُعاوية ابْنا مَالِكِ بْنِ حَنْظلة بْنِ مَالِكِ بْنِ زيج مَناة بْنِ تَمِيمٍ، وَهُمَا فِي بَنِي فُقَيْم بْنِ جَرير بْنِ دارِم. وَرَجُلٌ مُكَرْدَس: شدَّت يَدَاهُ ورِجْلاه وصُرِع. التَّهْذِيبُ: وَرَجُلٌ مُكَرْدَس جُمِعت يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ فشدَّت؛ وأَنشد:

وحاجِب كَرْدَسَه فِي الحَبْلِ

مِنَّا غُلام، كَانَ غَيْرَ وَغْلِ،

حَتَّى افْتَدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ

وكُرْدِس الرَّجُلُ: جُمِعت يَدَاهُ ورِجْلاه، وَحُكِيَ عَنِ الْمُفَضَّلِ يُقَالُ: فَرْدَسَه وكَرْدَسَه إِذا أَوثقه؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ:

فبَات عَلَى خَدٍّ أَحَمَّ ومَنْكِبٍ،

وضِجْعَتُه مثلُ الأَسِير المُكَرْدَسِ

أَراد مِثْلَ ضِجْعة الأَسِير وَقَدْ تَكَرْدَس

. وتَكَرْدَس الوَحْشَيّ فِي وِجاره: تَجَمَّع وتَقَبَّض. والتَّكَرْدُس: التجمُّع والتقبُّض؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

فَبات مُنتَصّاً وَمَا تَكَرْدَسا

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّكَرْدُس أَن يَجمع بَيْنَ كَراديسه مِنْ بَرْد أَو جُوع. وكَرْدَسَه إِذا أَوْثقه وَجَمَعَ كَراديسَه. وكَرْدَسَه إِذا صَرَعَه. وَفِي حَدِيثِ

أَبي سَعِيدٍ الْخَدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فِي صِفَةِ الْقِيَامَةِ وجَوازِ النَّاسِ عَلَى الصِّراط: فَمِنْهُمْ مُسَلَّم ومَخْدُوش، وَمِنْهُمْ مُكَرْدَس فِي

ص: 195

نَارِ جَهَنَّمَ

؛ أَراد بالمُكَرْدَس المُوثَق المُلْقى فِيهَا، وَهُوَ الَّذِي جُمِعَت يَداه وَرِجْلَاهُ وأُلقي إِلى مَوْضِعٍ، وَرَجُلٌ مُكَرْدَس: مُلَزَّزُ الخلْق؛ وأَنشد لِهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ السَّعْدِيِّ:

دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدحُ

والتَّكَرْدُس: الِانْقِبَاضُ وَاجْتِمَاعُ بَعْضِهِ إِلى بَعْضٍ. والكَرْدَسَة: مَشْيُ المُقَيَّد. والدِحْوَنَّة: الْقَصِيرُ السَّمِينُ، وَكَذَلِكَ البَلَنْدَح. النَّضْرُ: الكَرادِيس دأَيات الظَّهْرِ. الأَزهري: يُقَالُ أَخذه فَعَرْدَسَه ثُمَّ كَرْدَسَه، فأَما عَرْدَسَه فصَرَعه، وأَما كَرْدَسَه فأَوْثقه. والكَرْدَسَة: الصَّرْع القَبيح.

كرفس: الكَرَفْس: بَقْلَة مِنْ أَحرار البُقول معروفٌ، قِيلَ هُوَ دَخِيلٌ. والكَرْفَسَة: مَشْيُ المُقَيَّد. وتَكَرْفَس الرَّجُلُ إِذا دَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. قَالَ: والكُرْسُفُ القُطْن وَهُوَ الكُرْفُسُ.

كركس: الكَرْكَسَة: تَرْدِيدُ الشَّيْءِ. والمُكَركَس: الَّذِي ولَدته الإِماء؛ وَقِيلَ: إِذا وَلَدَتْهُ أَمَتان أَو ثلاثٌ فَهُوَ المُكَرْكَس. أَبو الْهَيْثَمِ: المُكَرْكَسُ الَّذِي أُمُّ أُمّه وأُم أَبيه وأُم أُم أُمه وأُم أُم أَبيه إِماءٌ، كأَنه المردَّد فِي الهُجَناء. والمُكَرْكَس: المقيَّد؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

فَهَلْ يأْكلنْ مَالِي بَنُو نَخَعِيَّةٍ،

لَهَا نِسَبٌ فِي حَضْرَمَوْت مُكَرْكَسُ؟

والكَرْكَسَة: التردُّد. والكَرْكَسَة: مِشْيَة المقيَّد. والكَرْكَسَة: تدحرُج الإِنسان مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْل، وقد تَكَرْكَسَ.

كسس: الكسَسُ: أَن يقصُر الحنَك الأَعْلى عَنِ الأَسفل. والكَسَسُ أَيضاً: قِصَرُ الأَسنان وصِغَرُها، وَقِيلَ: هُوَ خُرُوجُ الأَسنان السُّفلى مَعَ الحنَك الأَسفل وتَقاعُس الحنَك الأَعلى. كَسَّ يَكَسُّ كَسساً، وَهُوَ أَكَسُّ، وامرأَة كَسَّاء؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذا مَا حالَ كُسُّ الْقَوْمِ رُوقا

حَالَ بِمَعْنَى تَحَوَّلَ. وَقِيلَ: الكَسَسُ أَن يَكُونَ الحنَك الأَعلى أَقصر مِنَ الأَسفل فَتَكُونَ الثَّنِيتان العُلْيَيان وَرَاءَ السُّفْلَيَيْن مِنْ دَاخِلِ الْفَمِ، وَقَالَ: لَيْسَ مِنْ قِصَرِ الأَسنان. والتَّكَسُّس: تَكَلُّفُ الكَسَسِ مِنْ غَيْرِ خِلْقة، واليَلَلُ أَشد مِنَ الكَسَس، وَقَدْ يَكُونُ الكَسَسُ فِي الْحَوَافِرِ. وكَسَّ الشَّيْءَ يَكُسُّه كَسّاً: دَقَّه دَقّاً شَدِيدًا. والكَسِيس: لَحْم يُجَفَّف عَلَى الْحِجَارَةِ ثُمَّ يُدَقُّ كالسَّوِيق يُتَزوَّد فِي الأَسفار. وَخُبْزٌ كَسِيسٌ ومَكْسُوس ومُكَسْكَسٌ: مكْسُور. والكَسيس: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ. قَالَ: وَهِيَ القِنْديد، وَقِيلَ: الكَسِيسُ نَبيذ التَّمْرِ. والكَسِيسُ: السُّكَّرُ؛ قَالَ أَبو الْهِنْدِيِّ:

فإِنْ تُسْقَ مِنْ أَعْناب وَجٍّ، فإِنَّنا

لَنا العَيْن تَجْري مِنْ كَسِيسٍ وَمِنْ خَمْرِ

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَسِيس شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ الذُّرَة وَالشَّعِيرِ. والكَسْكاسُ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ؛ وأَنشد:

حَيْثُ تَرى الحَفَيْتَأَ الكَسْكاسا،

يَلْتَبِسُ المَوْت بِهِ الْتِباسا

وكَسْكَسَة هوازِن: هُوَ أَن يَزيدُوا بَعْدَ كَافِ الْمُؤَنَّثِ سِينًا فَيَقُولُوا: أَعْطَيْتُكِسُ ومِنْكِس، وَهَذَا فِي الْوَقْفِ دُونَ الْوَصْلِ. الأَزهري: الكَسْكَسَة لُغَةٌ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ تقارِب الكَشْكَشَة. وَفِي

ص: 196

حَدِيثِ

مُعَاوِيَةَ: تَياسَروا عَنْ كَسْكَسَة بَكْرٍ

، يَعْنِي إِبدالهم السِّينَ مِنْ كَافِ الْخِطَابِ، تَقُولُ: أَبُوسَ وأُمُّسَ أَي أَبوكَ وأُمُّك، وَقِيلَ: هُوَ خاصٌّ بِمُخَاطَبَةِ الْمُؤَنَّثِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدَعُ الْكَافَ بِحَالِهَا وَيَزِيدُ بَعْدَهَا سِينًا فِي الْوَقْفِ فَيَقُولُ: مَرَرْتُ بِكِسْ أَي بكِ، واللَّه أَعلم.

كعس: الكَعْسُ: عَظْمُ السُّلامَى، وَالْجَمْعُ كِعاس، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الشَّاءِ وَغَيْرِهِا، وَقِيلَ: هِيَ عِظام البَراجِم مِنَ الأَصابع.

كعبس: الكَعْبَسَة: مِشْيَة فِي سُرْعَةٍ وتقارُب، وَقِيلَ: هِيَ العَدْوُ الْبَطِيءُ، وَقَدْ كَعْبَسَ.

كفس: الكَفَسُ: الحَنَفُ فِي بَعْضِ اللُّغات. كَفِس كَفَساً، وهو أَكْفَسُ.

كلس: الكِلْسُ: مِثْلُ الصَّارُوج يُبْنَى بِهِ، وَقِيلَ: الكِلْسُ الصَّارُوجُ، وَقِيلَ: الكِلْسُ مَا طُليَ بِهِ حَائِطٌ أَو بَاطِنُ قصْر شِبْهُ الجِصِّ مِنْ غَيْرِ آجُرٍّ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العَبَّادِي:

أَين كِسْرَى، كِسْرَى المُلُوك، أَبو ساسَانَ

أَم أَين قَبْلَه سابُورُ؟

وبَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ، مُلُوكُ الرُّوم

لَمْ يَبْقَ منهمُ مَذْكُورُ

وأَخُو الحَضْرِ إِذْ بَناهُ، وإِذْ دَجلة

تُجْبَى إِليه، والخَابُورُ

شادَهُ مَرْمَراً، وجَلَّلَهُ كِلْساً،

فلِلطَّيْرِ فِي ذُرَاهُ وُكُورُ

الحَضْرُ: مَدِينَةٌ بَيْنَ دَجْلَة والفُرات، وَصَاحِبُ الحَضْرِ هُوَ السَّاطِرُونُ؛ وأَما قَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ:

تُشادُ بآجُرٍّ لَهَا وبِكِلِّس

فَإِنَّ ابْنَ جِنِّي زَعَمَ أَنه شدَّد لِلضَّرُورَةِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ وتُكَلَّسُ، عَلَى الإِقْواء، وَقَدْ كَلَّس الْحَائِطَ. والتَّكلِيسُ: التَّمْلِيسُ، فإِذا طُليَ ثَخِيناً، فَهُوَ المُقَرْمَدُ. الأَصمعي: وكَلَّس عَلَى الْقَوْمِ وكَلَّلَ وصَمَّمَ إِذا حَمَلَ. أَبو الْهَيْثَمِ: كَلَّسَ فُلَانٌ عَلَى قِرْنِه وهَلَّلَ إِذا جَبُنَ وفَرَّ عَنْهُ. والكُلْسَةُ فِي اللَّوْن، يُقَالُ ذئب أَكْلَسُ.

كلمس: الكَلْمَسَةُ: الذَّهاب. تَقُولُ: كَلْمَسَ الرَّجُلُ وكَلْسَمَ إِذا ذَهَبَ.

كمس: كامِسٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

فلَقَدْ أَرانا يَا سُمَيُّ بِحائِلٍ،

نَرْعَى القَرِيَّ فَكَامِسًا فالأَصْفَرَا

وَفِي حَدِيثِ

قُسٍّ فِي تَمْجِيدِ اللَّه تَعَالَى: لَيْسَ لَهُ كَيْفِيَّةٌ وَلَا كَيْمُوسِيَّة

؛ الكَيْمُوسِيَّةُ: عِبَارَةٌ عَنِ الْحَاجَةِ إِلَى الطَّعَامِ وَالْغِذَاءِ. والكَيْمُوس فِي عِبَارَةِ الأَطِبَّاء: هُوَ الطَّعَامُ إِذا انْهَضَمَ فِي المَعِدَة قَبْلَ أَن يَنْصَرِفَ عَنْهَا وَيَصِيرَ دَماً، ويسمُّونه أَيضاً الكَيْلُوس. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَجد فِيهِ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ الْمَحْضِ شَيْئًا صَحِيحًا، قَالَ؛ وأَما قَوْلُ الأَطباء فِي الكَيْمُوساتِ وَهِيَ الطَّبَائِعُ الأَربع فكأَنها مِنْ لُغَاتِ اليُونانِيِّين.

كنس: الكَنْسُ: كَسْحُ القُمام عَنْ وَجْهِ الأَرض. كَنَسَ الْمَوْضِعَ يَكْنُسُه، بِالضَّمِّ، كَنْساً: كَسَح القُمامَة عَنْهُ. والمِكْنَسَة: مَا كُنِس بِهِ، وَالْجَمْعُ مَكانِس. والكُناسَة: مَا كُنِسَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُناسَة الْبَيْتِ مَا كُسِحَ مِنْهُ مِنَ التُّرَابِ فأُلقي بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. والكُناسة أَيضا: مُلْقَى القُمَامِ. وفَرَسٌ مَكْنوسَة: جَرْداء.

ص: 197

والمَكْنِسُ «4» : مَوْلِجُ الوَحْشِ مِنَ الظِّباء والبَقر تَسْتَكِنُّ فِيهِ مِنَ الحرِّ، وَهُوَ الكِناسُ، وَالْجَمْعُ أَكْنِسَة وكُنْسٌ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنها تَكْنُسُ الرَّمْلَ حَتَّى تَصِلَ إِلى الثَّرَى، وكُنُسَات جَمْعٌ كطُرُقاتٍ وجُزُرات؛ قَالَ:

إِذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلَّا،

تَحْت الإِرانِ، سَلَبَتْه الطَّلَّا «5»

وكَنَسَتِ الظِّباء وَالْبَقَرُ تَكْنِسُ، بِالْكَسْرِ، وتَكَنَّسَتْ واكْتَنَسَتْ: دَخَلَتْ فِي الكِناس؛ قَالَ لَبِيدٍ:

شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ يَوْمَ تَحَمَّلُوا،

فَتَكَنَّسُوا قُطْناً تَصِرُّ خِيامُها

أَي دخَلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بِثِيَابِ قُطْن. والكَانِسُ: الظَّبْيُ يَدْخُلُ فِي كِناسِهِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ فِي الشَّجَرِ يَكْتَنُّ فِيهِ وَيَسْتَتِرُ؛ وظِباء كُنَّسٌ وكُنُوس؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وإِلا نَعاماً بِهَا خِلْفَةً،

وإِلَّا ظِباءً كُنُوساً وذِيبَا

وَكَذَلِكَ الْبَقَرُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسُ،

لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهلِها أَنِيسُ

إِلا اليَعافِيرُ وإِلَّا العِيسُ،

وبَقَرٌ مُلَمَّعٌ كُنُوسُ

وكَنَسَتِ النُّجُومُ تَكْنِسُ كُنُوساً: استمرَّت فِي مَجاريها ثُمَّ انْصَرَفَتْ رَاجِعَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الكُنَّسُ النُّجُومُ تَطْلُعَ جَارِيَةً، وكُنُوسُها أَن تَغِيبَ فِي مَغَارِبِهَا الَّتِي تغِيب فِيهَا، وَقِيلَ: الكُنَّسُ الظِّباء. وَالْبَقَرُ تَكْنِس أَي تَدْخُلُ فِي كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ، قَالَ: والكُنَّسُ جَمْعُ كانِس وكانِسَة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي الخُنَّسِ والكُنَّسِ: هِيَ النُّجُومُ الْخَمْسَةُ تَخْنِسُ [تَخْنُسُ] فِي مَجْراها وترجِع، وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كَمَا تَكْنِسُ الظِّباء فِي المَغار، وَهُوَ الكِناسُ، وَالنُّجُومُ الْخَمْسَةُ: بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي، وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ النُّجُومُ الَّتِي تَسْتَسِرُّ فِي مَجَارِيهَا فَتَجْرِي وتَكْنِسُ فِي مَحاوِيها فَيَتَحَوَّى لِكُلِّ نَجْمٍ حَوِيّ يَقِف فِيهِ ويستدِيرُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ رَاجِعًا، فكُنُوسُه مُقامُه فِي حَويِّه، وخُنُوسُه أَن يَخْنِسَ بِالنَّهَارِ فَلَا يُرى. الصِّحَاحُ: الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ فِي المَغيب أَي تَسْتَسِرُّ، وَقِيلَ: هِيَ الخُنَّسُ السَّيَّارة. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه كَانَ يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ بالجَوارِي الكُنَّسِ

؛ الجَوارِي الْكَوَاكِبِ، والكُنَّسُ جَمْعُ كانِس، وَهِيَ الَّتِي تَغِيبُ، مِنْ كَنَسَ الظَّبْيُ إِذا تغيَّب وَاسْتَتَرَ فِي كِناسِه، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَأْوِي إِليه. وَفِي حَدِيثِ

زِيَادٍ: ثُمَّ أَطْرَقُوا وَراءكم فِي مَكانِسِ الرِّيَبِ

؛ المَكانِسُ: جَمْعُ مَكْنَس مَفْعَل مِنَ الكِناس، وَالْمَعْنَى اسْتَترُوا فِي مَوْضِعِ الرِّيبَة. وَفِي حَدِيثِ

كَعْبٍ: أَول مَنْ لَبسَ القَباءَ سُلَيْمَانَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لأَنه كَانَ إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ الثِّياب كَنَسَتْ الشَّيَاطِينُ اسْتِهْزَاءً.

يُقَالُ: كَنَسَ أَنفه إِذا حَرَّكه مستهزٍئاً؛ وَيُرْوَى:

كنَّصت

، بِالصَّادِ. يُقَالُ: كنَّصَ فِي وَجْهِ فُلَانٍ إِذا استهزأَ بِهِ. وَيُقَالُ: فِرْسِنٌ مَكْنُوسَة وَهِيَ المَلْساء الجَرْداء من

(4). قوله [والمكنس] هكذا في الأَصل مضبوطاً بكسر النون، وهو مقتضى قوله بعد البيت وَكَنَسَتِ الظِّبَاءُ وَالْبَقَرُ تَكْنِسُ بالكسر، ولكن مقتضى قوله قبل الْبَيْتِ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنها تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة وكذا هو مقتضى قوله جمع مكنس مفعل الآتي في شرح حديث زياد حيث ضبطه بفتح العين.

(5)

. قوله [سلبته الطلا] هكذا في الأَصل، وفي شرح القاموس: سلبته الظلا.

ص: 198

الشعَر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الفِرْسِنُ المَكْنُوسَة المَلْساء الْبَاطِنِ تُشَبِّهُها الْعَرَبُ بالمَرايا لِمَلاسَتِها. وكَنِيسَةُ الْيَهُودِ وَجَمْعُهَا كَنائِس، وَهِيَ معرَّبة أَصلها كُنِشْتُ. الْجَوْهَرِيُّ: والكنِيسَة لِلنَّصَارَى. ورَمْلُ الكِناس: رَمْلٌ فِي بِلَادِ عَبْدِ اللَّه بْنِ كِلَابٍ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً الكِناس؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد:

رَمَتْني، وسِتْرُ اللَّه بَيْني وبَيْنها،

عَشِيَّة أَحْجار الكِناس، رَمِيمُ «1»

قَالَ: أَراد عَشِيَّةَ رَمْل الكِناس فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ فَوَضَعَ الأَحجار مَوْضِعَ الرَّمْلِ. والكُناسَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْكُوفَةِ. والكُناسَة والكانِسيَّة: مَوْضِعَانِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ:

دارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلي وأَهْلُهُمُ،

بالكانِسِيَّة تَرْعى اللَّهْوَ والغَزَلا

كندس: الكُنْدُسُ: العَقْعَقُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد:

مُنِيتُ بِزِمَّرْدَةٍ كالعَصا،

أَلَصَّ وأَخْبَثَ مِنْ كُنْدُسِ «2»

الزِّمَّرْدة: الَّتِي بَيْنَ الرجل والمرأَة، فارسية.

كهمس: الكَهْمَسُ: الْقَصِيرُ، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ. والكَهْمَسُ: الأَسد. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الذِّئْبُ. وكَهْمَس: مِنْ أَسماء الأَسد. وَنَاقَةٌ كَهْمَس: عَظِيمَةُ السَّنَامِ. وكَهْمَس: اسْمٌ، وَهُوَ أَبو حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لمَوْدُودٍ الْعَنْبَرِيِّ، وَقِيلَ هُوَ لأَبي حُزابة الْوَلِيدُ بْنُ حَنِيفة:

فلِلّه عَيْنا مَنْ رَأَى مِنْ فَوارِسٍ،

أَكَرَّ عَلَى المَكْرُوه مِنْهُمْ وأَصْبَرا

فَمَا بَرِحُوا حَتَّى أَعَضُّوا سُيُوفَهُمْ

ذُرى الهامِ مِنْهُم، والحديدَ المُسَمَّرا

وكُنَّا حَسِبناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ،

حَيُوا بَعْدَ ما مَاتُوا مِنَ الدَّهْرِ أَعْصُرا

وكَهْمَسٌ هَذَا: هُوَ كَهْمَسُ بْنُ طَلْق الصَّريمي، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ الخوارِج مَعَ بِلال بْنِ مِرْداس، وَكَانَتِ الْخَوَارِجُ وَقَعَتْ بأَسلم بْنِ زُرْعَةَ الْكِلَابِيِّ، وَهُمْ فِي أَربعين رَجُلًا، وَهُوَ فِي أَلْفَي رَجُلٍ، فَقَتَلَتْ قِطْعَةً مِنْ أَصحابه وَانْهَزَمَ إِلى البَصرة فَقَالَ مَوْدُود هَذَا الشِّعْرَ فِي قَوْمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فِيهِمْ شِدَّةٌ، وَكَانَتْ لَهُمْ وَقْعَةٌ بِسِجِسْتان، فَشَبَّهَهُم فِي شدَّتهم بالخَوارج الَّذِينَ كَانَ فِيهِمْ كَهْمَسُ بْنُ طَلْق، وحَيُوا يَعْنِي الْخَوَارِجَ أَصحاب كَهْمَس، أَي كأَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ أَصحاب كَهْمَس فِي قُوَّتهم وَشِدَّتِهِمْ ونُصْرتهم.

كوس: الكَوْسُ: المَشي عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ، وَمِنْ ذَوَاتِ الأَربع عَلَى ثَلَاثِ قَوائم، وَقِيلَ: الكَوْسُ أَن يَرْفع إِحدى قَوَائِمِهِ ويَنْزُوَ عَلَى مَا بَقِيَ، وَقَدْ كاسَتْ تَكُوسُ كَوْساً؛ قَالَ الأَعور النَّبْهانيُّ:

وَلَوْ عِنْدَ غَسَّان السَّلِيطيِّ عَرَّسَتْ،

رَغا فَرِقٌ مِنْهَا، وكاسَ عَقِيرُ

وَقَالَ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ:

وإِبْلِيَ رَهْنٌ أَن يَكُوسَ كَريمُها

عَقِيراً، أَمامَ الْبَيْتِ، حِينَ أُثِيرُها

أَي تَعْقِرُ إِحدى قَوَائِمِ الْبَعِيرِ فيَكُوس عَلَى ثَلَاثٍ؛ وَقَالَتْ عَمْرَةُ أُخت الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس وأُمُّها الخَنْساء تَرْثي أَخاها وَتَذْكُرُ أَنه كَانَ يُعَرْقِبُ الإِبل:

فَظَلَّتْ تَكُوسُ عَلَى أَكْرُعٍ

ثَلاثٍ، وغادَرَتُ أخْرى خَضِيبا

(1). قوله [رميم] هو اسم امرأة كما في شرح القاموس.

(2)

. قوله [منيت إلخ] سيأتي في مادة كندش فانظره.

ص: 199

تَعْنِي الْقَائِمَةَ الَّتِي عَرْقَبَها فَهِيَ مُخَضَّبَة بِالدَّمِ. وَكَاسَ الْبَعِيرُ إِذا مَشَى عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ وَهُوَ مُعَرْقَبٌ. والتَّكاوُس: التَّراكُمُ وَالتَّزَاحُمُ. وتَكاوَسَ النَّخْلُ وَالشَّجَرُ والعُشْب: كَثُرَ والتفَّ؛ قَالَ عُطارِد بنُ قُرَّان:

ودُونيَ مِنْ نَجْران رُكْنٌ عَمَرَّدٌ،

ومُعْتَلِجٌ مِنْ نَخْلِهِ مُتَكاوِسُ

وتَكاوَسَ النَّبْتُ: التفَّ وَسَقَطَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَهُوَ مُتَكاوِس. وَفِي حَدِيثِ

قَتَادَةَ ذَكَرَ أَصحاب الأَيْكة فَقَالَ: كَانُوا أَصحاب شَجَرٍ مُتَكاوِس

أَي مُلْتَف مُتَرَاكِبٍ، وَيُرْوَى

مُتَكادِس

، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: اكْتاسَني فُلَانٌ عَنْ حَاجَتِي وارْتَكَسَني أَي حَبَسَنِي. والكُوسُ، بِالضَّمِّ: الطَّبْل، وَيُقَالُ: هُوَ معرَّب. ومَكْوَسٌ عَلَى مَفْعَل: اسْمُ حِمَارٍ «1» . ولُمْعَةٌ كَوْساء: مُتَرَاكِمَةٌ ملتفَّة. والمُتَكاوِسُ فِي الْقَوَافِي: نَوْعٌ مِنْهَا وَهُوَ مَا تَوَالَى فِيهِ أَربع مُتَحَرِّكَاتٍ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، شُبِّهَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ الْحَرَكَاتِ فِيهِ كأَنها التفَّت. وكاسَ الرجُلُ كَوْساً وكَوَّسَهُ: أَخذَ برأْسه فَنَصاه إِلى الأَرض، وَقِيلَ: كَبَّه عَلَى رأْسه. وكاسَ هُوَ يَكُوسُ: انْقَلَبَ. وَفِي حَدِيثِ

عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ عِنْدَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ: مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ نَدَمي أَن لَا أَكون قَتَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّه: أَما واللَّه لَوْ فعلتَ ذَلِكَ لَكَوَّسَك اللَّه فِي النَّارِ أَعلاك أَسفلك

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ لَكَوَّسَك اللَّه يَعْنِي لَكَبَّك اللَّه فِيهَا وَجَعَلَ أَعلاك أَسْفَلك، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: كلَّمته فاهُ إِلى فيَّ، فِي وُقُوعِهِ مَوْقِعَ الْحَالِ. وَيُقَالُ كَوَّسْتُهُ عَلَى رأْسه تَكْويساً، وَقَدْ كاسَ يَكوسُ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. والكُوس: خَشَبة مُثلَّثة تَكُونُ مَعَ النَّجَّار يَقِيس بِهَا تَرْبيعَ الخشَب، وَهِيَ كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ، والكَوْسُ أَيضاً كأَنها أَعجمية وَالْعَرَبُ تكلَّمت بِهَا، وَذَلِكَ إِذا أَصاب النَّاسَ خَبٌّ فِي الْبَحْرِ فَخَافُوا الغَرَق، قِيلَ: خَافُوا الكَوْسَ. ابْنُ سِيدَهْ: والكَوْسُ هَيْجُ الْبَحْرِ وخَبُّه ومُقارَبة الْغَرَقِ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ الغرَق، وَهُوَ دَخِيل. والكُوسِيُّ مِنَ الْخَيْلِ: الْقَصِيرُ الدَّوارِج فَلَا تَرَاهُ إِلا مُنَكَّساً إِذا جَرَى، والأُنثى كُوسِيَّة، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الْقَصِيرُ اليدَيْنِ. وكاسَتِ الحيَّة إِذا تَحَوَّتْ فِي مَكاسِها، وَفِي نُسْخَةٍ فِي مَساكِها. وكَوْساءُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

إِذا ذَكَرتْ قَتْلي بِكَوْساء، أَشْعَلَتْ

كوَاهِيَةِ الأَخْراتِ رَثّ صُنُوعُها

كيس: الكَيْسُ: الخفَّة والتوقُّد، كَاسَ كَيْساً، وَهُوَ كَيْسٌ وكَيِّسٌ، وَالْجَمْعُ أَكْياس؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

واللَّه مَا مَعْشَرٌ لامُوا امْرأً جُنُباً،

فِي آلِ لأْيِ بنِ شَمَّاسٍ، بأَكْياسِ

قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَسَّروا كَيِّساً عَلَى أَفعال تَشْبِيهًا بِفَاعِلٍ، ويدلُّك عَلَى أَنه فَيْعِل أَنهم قَدْ سلَّموا فَلَوْ كَانَ فَعْلًا لَمْ يسلِّموه «2»؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

فكُنْ أَكْيَسَ الكَيْسَى إِذا كنتَ فيهمُ،

وإِنْ كنتَ فِي الحَمْقى، فكُنْ أَنتَ أَحْمَقا

(1). قوله [وَمَكْوَسٌ عَلَى مَفْعَلٌ اسْمُ حمار] مثله في الصحاح، وعبارة القاموس وشرحه: ومكوّس كمعظم: حمار، ووهم الجوهري فضبطه بقلمه على مفعل، وإِذا كان لغة كما نقله بعضهم فلا يكون وهماً.

(2)

. قوله [كَسَّرُوا كَيِّسًا عَلَى أَفْعَالِ إلى قوله لم يسلموه] هكذا في الأَصل ومثله في شرح القاموس.

ص: 200

إِنما كسَّره هُنَا عَلَى كَيْسى لِمَكَانِ الحَمْقى، أَجرى الضدَّ مُجْرى ضدِّه، والأُنثى كَيِّسَة وكَيْسَة. والكُوسى والكِيسى: جَمَاعَةُ الكَيِّسَة؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها تأْنيث الأَكْيَس، وَقَالَ مَرَّةً: لَا يُوجَدُ عَلَى مِثَالِهَا إِلا ضِيقى وضُوقى جَمْعُ ضَيِّقَة، وطُوبى جَمْعُ طَيِّبة وَلَمْ يَقُولُوا طِيبى، قَالَ: وَعِنْدِي أَن ذَلِكَ تأْنيث الأَفْعَل. اللَّيْثُ: جَمْعُ الكَيِّس كَيَسَة. وَيُقَالُ: هَذَا الأَكْيَسُ وَهِيَ الكُوسى وهُنَّ الكُوسُ. والكُوسِيَّات: النِّسَاءُ خاصَّة؛ وَقَوْلُهُ:

فَمَا أَدْري أَجُبْناً كَانَ دَهْري

أَمِ الكُوسَى، إِذا جَدَّ الغَرِيمُ؟

أَراد الكَيْسَ بَنَاهُ عَلَى فُعْلى فَصَارَتِ الْيَاءُ وَاوًا كَمَا قَالُوا طُوبى مِنَ الطِّيب. وَفِي اغْتِسَالِ المرأَة مَعَ الرَّجُلِ: إِذا كَانَتْ كَيِّسَة؛ أَراد بِهِ حُسْنَ الأَدب فِي اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ مَعَ الرَّجُلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

وَكَانَ كَيْسَ الْفِعْلِ

أَيْ حَسَنَه، والكَيْسُ فِي الأُمور يُجْرِي مَجْرى الرِّفق فِيهَا. والكُوسى: الكَيْسُ؛ عَنِ السِّيرافي، أَدخلوا الْوَاوَ عَلَى الْيَاءِ كَمَا أَدخلوا الْيَاءَ كَثِيرًا عَلَى الْوَاوِ، وإِن كَانَ إِدخال الْيَاءِ عَلَى الْوَاوِ أَكثر لِخِفَّةِ الْيَاءِ. وَرَجُلٌ مُكَيَّس: كَيْسٌ؛ قَالَ رَافِعُ بْنُ هُرَيْمٍ:

فهَلَّا غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ،

إِذا مَا كنتُمُ مُتَظَلِّمِينا؟

عَفاريتاً عليَّ وأَكل مالي،

وجُبْناً عن رِجالٍ آخَرينا

فَلَوْ كُنْتُمْ لمُكْيِسَةٍ أَكاسَتْ،

وكَيْسُ الأُم يُعْرَف فِي البَنِينا

وَلَكِنْ أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فَجِئتُمْ

غِثاثاً، مَا نَرَى فِيكُمْ سَمِينا

أَي أَوْجَب لأَن يَكُونُ البَنُون أَكْياساً. وامرأَة مكْياسٌ: تَلِدَ الأَكْياسَ. وأَكْيَسَ الرَّجُلُ وأَكاسَ إِذا وُلِدَ لَهُ أَولاد أَكياسٌ. والتَّكَيُّسُ: التظرُّف. وتَكَيَّسَ الرَّجُلُ: أَظهر الكَيْسَ. والكِيسى: نَعْتُ المرأَة الكَيِّسَة، وَهُوَ تأْنيث الأَكْيَسِ، وَكَذَلِكَ الْكُوسَى، وَقَدْ كَاسَ الْوَلَدُ يَكِيسُ كَيْساً وكِياسَةً. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفسَه وعَمِل لِمَا بَعْدَ الموْت

أَي الْعَاقِلُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ

أَي أَعقل. أَبو الْعَبَّاسِ: الكَيِّسُ الْعَاقِلُ، والكَيْسُ خِلَافُ الْحُمْقِ، والكَيس الْعَقْلُ، يُقَالُ: كاسَ يَكِيسُ كَيْساً. وزيدُ بْنُ الكَيِّس النَّمَريّ: النَّسَّابة. والكَيِّسُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَكَذَلِكَ كَيْسان. وكَيْسان أَيضاً: اسمٌ للغَدْرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِضَمْرَةَ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ قَطن:

إِذا كُنْتَ فِي سَعْدٍ، وأُمُّك منهمُ،

غَريباً فَلَا يَغْرُرْك خالُك مِنْ سَعْدِ

إِذا مَا دَعَوْا كَيسان، كَانَتْ كُهولُهم

إِلى الغَدْرِ أَسْعَى مِنْ شَبابهمِ المُرْدِ

وَذَكَرَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَن هَذَا للنَّمِر بْنِ تَوْلَب فِي بَنِي سَعْدٍ وَهُمْ أَخوالُه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الغَدْرُ يُكَنَّى أَبا كَيْسان، وَقَالَ كُرَاعٌ: هِيَ طَائِيَّةٌ، قَالَ: وَكُلُّ هَذَا مِنَ الكَيْس. وَالرَّجُلُ كَيِّس مُكَيَّس أَي ظَرِيفٌ؛ قَالَ:

أَما تَراني كَيِّساً مُكَيَّسا،

بَنَيْتُ بَعْدَ نافِع مُخَيَّسا؟

ص: 201