المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل التاء المثناة - لسان العرب - جـ ٦

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل التاء المثناة

نَشْرَبُها صِرْفاً ومَمْزُوجَةً،

ثُمَّ نُغَنِّي فِي بُيوتِ الرُّخامْ

مِنْ خَمْرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها،

تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ تُسْرعُ فَتْرَ الْعِظَامَ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَن أَوشك بَابُهُ أَن يَكُونَ بَعْدَهُ أَن وَالْفِعْلُ، كَقَوْلِ جَرِيرٍ:

إِذا جَهِلَ الشَّقِيُّ وَلَمْ يُقَدِّرْ

لبعضِ الأَمْرِ، أَوْشَكَ أَن يُصابا

وَقَدْ تُحْذَفُ أَن بَعْدَهُ كَمَا تُحْذَفُ بَعْدَ عَسَى، كَقَوْلِ أُمية:

يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِه،

فِي بعضِ غِرَّاتِه، يُوافِقُها

فَهَذَا هُوَ الأَكثر فِي أَوشك يُوشِكُ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ بِيْسَ لُغَةٌ فِي بِئْسَ، واللَّه أَعلم.

‌فصل التاء المثناة

تختنس: دَخْتَنُوسُ: اسْمُ امرأَة، وَقِيلَ: دَخْدَنوس وتَخْتَنُوسُ.

ترس: التُّرْس مِنَ السِّلَاحِ: المُتَوَقَّى بِهَا، مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ أَتْراسٌ وتِراسٌ وتِرَسَةٌ وتُروسٌ؛ قَالَ:

كأَنَّ شَمْساً نازَعَتْ شُموسا

دُروعَنا، والبَيْضَ والتُّروسا

قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ أَتْرِسَة. وَكُلُّ شَيْءٍ تَتَرَّسْتَ بِهِ، فَهُوَ مِتْرَسَةٌ لَكَ. وَرَجُلٌ تارِسٌ: ذُو تُرْسٍ. وَرَجُلٌ تَرَّاسٌ: صَاحِبُ تُرْسٍ. والتَّتَرُّسُ: التَّسَتُّرُ بالتُّرْسِ، وَكَذَلِكَ التَتْريس. وتَتَرَّس بالتُّرْسِ: تَوَقَّى، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ اتَّرَسَ. والمَتْروسَةُ: مَا تُتُرِّسَ بِهِ. والتُّرْسُ: خَشَبَةٌ تُوضَعُ خَلْفَ الْبَابِ يُضَبَّبُ بِهَا السَّرِيرُ، وَهِيَ المَتَرْسُ بِالْفَارِسِيَّةِ. الْجَوْهَرِيُّ: المَتْرَسُ خَشَبَةٌ تُوضَعُ خَلْفَ الْبَابِ. التَّهْذِيبُ: المَتَّرَسُ الشِّجار الَّذِي يُوضَعُ قِبَلَ البابِ دِعامَةً، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، مَعْنَاهُ مَتَرْس أَي لا تَخَفْ.

ترمس: التُّرْمُسُ: شَجَرَةٌ لَهَا حَبٌّ مُضَلَّع مُحَزَّزٌ، وَبِهِ سُمِّي الجُمانُ تَرامِسَ. وتَرْمَسَ الرجلُ إِذا تَغَيَّبَ عَنْ حَرْبٍ أَو شَغْبٍ. اللَّيْثُ: حَفَر فلانٌ تُرْمُسَةً تَحْتَ الأَرض.

ترنس: التُّرْنُسَةُ الحُفْرَةُ تَحْتَ الأَرض.

تعس: التَعْسُ: العَثْرُ: والتَّعْسُ: أَن لَا يَنْتَعِشُ العاثِرُ مِنْ عَثْرَتِه وأَن يُنَكَّسَ في سِفال [سَفال]، وَقِيلَ: التَّعْسُ الِانْحِطَاطُ والعُثُورُ. قَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ

؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ نَصْبًا عَلَى مَعْنَى أَتْعَسَهُم اللَّهُ. قَالَ: والتَّعْسُ فِي اللُّغَةِ الِانْحِطَاطُ والعُثُور؛ قَالَ الأَعشى:

بِذاتِ لَوْثٍ عِفِرْناةٍ إِذا عَثَرَتْ،

فالتَّعْسُ أَدْنى لَهَا مِنْ أَنْ أَقولَ: لَعا

وَيَدْعُو الرَّجُلُ عَلَى بَعِيرِهِ الْجَوَادِ إِذا عَثُرَ [عَثِرَ] فَيَقُولُ: تَعْساً فإِذا كَانَ غَيْرَ جَوَادٍ وَلَا نَجِيب فَعَثِرَ [فَعَثُرَ] قَالَ لَهُ: لَعاً وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

بِذَاتِ لَوْثٍ عِفِرْنَاةٍ

قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ تَعِسَ فُلَانٌ يَتْعَسُ إِذا أَتْعَسه اللَّه، ومعناه انْكَبَّ فَعَثَرَ [فَعَثِرَ] فَسَقَطَ عَلَى يَدَيْهِ وَفَمِهِ، وَمَعْنَاهُ أَنه يُنْكَرُ مِنْ مِثْلِهَا فِي سِمَنِهَا وقوَّتها العِثارُ فإِذا عَثِرَت قِيلَ لَهَا: تَعْساً، وَلَمْ يُقَلْ لَهَا تَعِسَكِ اللَّه، وَلَكِنْ يَدْعُو عَلَيْهَا بأَن يَكُبَّها اللَّه لمَنْخَرَيْها. والتَّعْسُ أَيضاً: الْهَلَاكُ؛ تَعِسَ تَعْساً وتَعَسَ

ص: 32

يَتْعَسُ تَعْساً: هَلَكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وأَرْماحُهُم يَنْهَزْنَهُم نَهْزَ جُمَّةٍ،

يَقُلْنَ لِمَنْ أَدْرَكْنَ: تَعْساً وَلَا لَعا

وَمَعْنَى التَّعْسِ فِي كَلَامِهِمُ الشَّرُّ، وَقِيلَ: التَعْسُ البُعْدُ، وَقَالَ الرُّسْتُمي: التَعْسُ أَن يَخِرَّ عَلَى وَجْهِهِ، والنَكْسُ أَن يَخِرَّ عَلَى رأْسه؛ وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ العلاءِ: تَقُولُ الْعَرَبُ:

الوَقْسُ يُعْدِي فَتَعَدَّ الوَقْسا،

مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا

وَقَالَ: الوَقْسُ الْجَرَبُ، والتَّعْسُ الْهَلَاكُ. وتعدَّ أَي تَجَنَّبْ وتَنَكَّبْ كُلُّهُ سَوَاءٌ، وإِذا خَاطَبَ بِالدُّعَاءِ قَالَ: تَعَسْتَ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وإِن دَعَا عَلَى غَائِبٍ كَسَرَهَا فَقَالَ: تَعِسَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنَ الْغَرَابَةِ بِحَيْثُ تَرَاهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُهُ فِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها، فِي الإِفْكِ حِينَ عَثَرَتْ صاحِبَتُها فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ.

قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ تَعِسَ يَتْعَسُ إِذا عَثَر وانْكَبَّ لِوَجْهِهِ، وَقَدْ تفتح العين، وقال ابْنُ شُمَيْلٍ: تَعَسْتَ، كأَنه يَدْعُو عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ، وَهُوَ تَعِسٌ، وتاعِسٌ وجَدٌّ تَعِسٌ مِنْهُ. وَفِي الدُّعَاءِ: تَعْساً لَهُ أَي أَلزمه اللَّه هَلَاكًا. وتَعِسَه اللَّه وأَتْعَسَه، فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ مُجَمِّعُ بْنُ هِلَالٍ:

تقولُ وَقَدْ أَفْرَدْتُها مِنْ خَلِيلِها:

تَعِسْتَ كَمَا أَتْعَسْتَني يَا مُجَمِّعُ

قَالَ الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ لَا أَعرف تَعِسَه اللَّه وَلَكِنْ يُقَالُ: تَعِس بِنَفْسِهِ وأَتْعَسَه اللَّه. والتَّعْسُ: السُّقُوطُ عَلَى أَي وَجْهٍ كَانَ. وَقَالَ بَعْضُ الْكِلَابِيِّينَ: تَعِسَ يَتْعَسُ تَعْساً وَهُوَ أَن يُخطئ حَجَّتَهُ إِن خَاصَمَ، وبُغْيَتَه إِن طَلَبَ. يُقَالُ: تَعِسَ فَمَا انْتَعَشَ وشِيكَ فَلَا انْتَقشَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ

؛ وَهُوَ من ذلك.

تغلس: أَبو عُبَيْدٍ: وَقَع فُلَانٌ فِي تُغُلِّسَ، وَهِيَ الداهية.

تلس: التِّلِّيسَة: وِعَاءٌ يُسَوَّى مِنَ الْخُوصِ شِبْهُ قَفْعَة، وَهِيَ شِبْهُ الْعَيْبَةِ الَّتِي تكون عند العَصَّارينَ.

تنس: تُناسُ النَّاسِ: رَعاعُهم، عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ الأَزهري: أَما تَنَسَ فَمَا وَجَدْتُ لِلْعَرَبِ فِيهَا شَيْئًا، قَالَ: وأَعرف مَدِينَةً بُنِيَتْ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ بَحْرِ الرُّومِ يُقَالُ لَهَا: تِنِّيسُ، وَبِهَا تُعْمَلُ الشَّرُوبُ الثَّمِينَةُ.

توس: التُّوسُ: الطَّبِيعَةُ والخُلُق. يُقَالُ: الكرَم مِنْ تُوسِه وسُوسِه أَي مِنْ خَلِيقَتِهِ وَطُبِعَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ يَعْقُوبُ تَاءَ هَذَا بَدَلًا مِنْ سِينِ سُوسِهِ. وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: كَانَ مَنْ تُوسِي الحياءُ

؛ التُّوس: الطَّبِيعَةُ والخِلْقَةُ. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ تُوسِ صِدْقٍ أَي مِنْ أَصلِ صِدْقٍ. وتُوساً لَهُ: كَقَوْلِهِ بُوساً لَهُ؛ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي قَالَ: وَهُوَ الأَصل أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذا المُلِمَّاتُ اعْتَصَرْنَ التُّوسا

أَي خَرَّجْنَ طبائعَ النَّاسِ. وَتَاسَاهُ إِذا آذَاهُ وَاسْتَخَفَّ بِهِ.

تيس: التَّيْسُ: الذَّكَرُ مِنَ المَعَزِ، وَالْجَمْعُ أَتْياسٌ وأَتْيُسٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

مَلِكُ النَّهَارِ ولِعْبُه بفُحُولَةٍ،

يَعْلُونَه بِاللَّيْلِ عَلْوَ الأَتْيُسِ

وَقَالَ الهُذَليّ:

مِنْ فَوْقِه أَنْسُرٌ سُودٌ وأَغْرِبَةٌ،

وَدُونَهُ أَعْنُزٌ كُلْفٌ وأَتْياسُ

وَالْجَمْعُ الْكَثِيرُ تُيُوسٌ. والتَّيَّاسُ: الَّذِي يَمْسِكُهُ.

ص: 33