الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْجَوْهَرِيُّ: التَّوهُّس مَشْيُ الْمُثْقَلِ فِي الأَرض. والوَهْس: الشَّر والنَّمِيمَة؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:
بِتنَقُّص الأَعْراضِ والوَهْسِ
والمُواهَسة: المُشارَّة «3» .
وَيَسَ: وَيْسُ: كَلِمَةٌ فِي مَوْضِعِ رأْفة واسْتِمْلاحٍ كَقَوْلِكَ لِلصَّبِيِّ: وَيْسَه مَا أَمْلَحَه والوَيْح والوَيْس: بِمَنْزِلَةِ الوَيْل فِي الْمَعْنَى. وَوَيْسٌ لَهُ أَي وَيْلٌ، وَقِيلَ: وَيْسٌ تَصْغِيرٌ وَتَحْقِيرٌ، امْتَنَعُوا مِنَ اسْتِعْمَالِ الْفِعْلِ مِنَ الوَيْس لأَن الْقِيَاسَ نَفَاهُ وَمَنَعَ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَنه لَوْ صُرِّف مِنْهُ فِعْلٌ لَوَجَبَ اعْتِلَالُ فَائِهِ وَعَدَمِ عَيْنِهِ كَباعَ، فَتَحامَوا اسْتِعْمَالَهُ لِمَا كان يُعْقِب من اجتماع إِعلالين؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، وأَدخل الأَلف وَاللَّامَ عَلَى الوَيْس، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَسَمِع ذَلِكَ أَم هُوَ مِنْهُ تبسُّط وإِدْلال. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي كِتَابِهِ: أَما وَيْسَك فإِنه لَا يُقَالُ إِلا لِلصِّبْيَانِ، وأَما وَيْلَك فَكَلَامٌ فِيهِ غِلَظ وشَتْم، قَالَ اللَّه تَعَالَى لِلْكُفَّارِ، وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً؛ وأَما وَيْح فَكَلَامٌ ليِّن حَسَنٌ، قَالَ: وَيُرْوَى أَن وَيْح لأَهل الْجَنَّةِ ووَيْل لأَهل النَّارَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، مَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَ، قَالَ لعَمَّار: ويْح ابْنِ سُمَيَّة تَقْتُلُهُ الفِئَة الْبَاغِيَةُ
وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير قَالَ فِي الْحَدِيثِ
قَالَ لِعَمَّارٍ: وَيْسَ ابْنُ سُمَيَّة
، قَالَ: وَيْس كَلِمَةٌ تُقَالُ لمَنْ يُرْحَم ويُرْفَق بِهِ مِثْلَ وَيْح، وحكمُها حكمُها.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أَنها لَيْلَةٌ تَبِعت النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ حُجْرتها لَيْلًا فَنَظَرَ إِلى سَوَادِهَا فَلحِقها وَهُوَ فِي جَوْفِ حُجْرتها فَوَجَدَ لَهَا نَفَساً عَالِيًا، فَقَالَ: وَيْسها مَاذَا لَقِيت «4» اللَّيْلَةَ؟
وَلَقِيَ فُلَانٌ وَيْساً أَي مَا يُرِيدُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً وقَيْسَا،
…
ولَقِيَتْ مِنَ النِّكاحِ وَيْسَا
قَالَ: مَعْنَاهُ أَنها لَقِيَتْ مِنْهُ مَا شَاءَتْ، فالوَيْس عَلَى هَذَا هُوَ الْكَثِيرُ. وَقَالَ مرَّة: لَقِي فلانٌ وَيْساً أَي مَا لَا يُرِيدُ، وَفَسَّرَ بِهِ هَذَا الْبَيْتَ أَيضاً. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا السّمَيْدَع يَقُولُ فِي هَذِهِ الثَّلَاثَةِ إِنها بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الأَلفاظ إِن صحَّ لَهُ: يُقَالُ وَيْسٌ لَهُ فَقْرٌ لَهُ. والوَيْسُ: الْفَقْرُ. يُقَالُ: أُسْه أَوساً أَي شُدَّ فَقْره.
فصل الياء
يَأَسَ: اليَأْس: القُنوط، وَقِيلَ: اليَأْس نَقِيضُ الرَّجَاءِ، يَئِسَ مِنَ الشَّيْءِ يَيْأَس ويَيْئِس؛ نَادِرٌ عَنْ سِيبَوَيْهِ، ويَئِسَ ويَؤُس عَنْهُ أَيضاً، وَهُوَ شَاذٌّ، قَالَ: وإِنما حَذَفُوا كَرَاهِيَةَ الْكَسْرَةِ مَعَ الْيَاءِ وَهُوَ قَلِيلٌ، وَالْمَصْدَرُ اليَأْسُ واليَآسَة واليَأَس، وَقَدِ استَيْأَسَ وأَيْأَسْته وإِنه لَيَائِسٌ ويَئِس ويَؤُوس ويَؤُس، والجمع يُؤُوس. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ: وأَما يَئِسَ وأَيِسَ فالأَخيرة مَقْلُوبَةٌ عَنِ الأَوْسِ لأَنه لَا مصدرَ لأَيِسَ، وَلَا يَحْتَجُّ بإِياس اسْمِ رَجُل فإِنه فِعالٌ مِنَ الأَوْس وَهُوَ الْعَطَاءُ، كَمَا يُسَمى الرَّجُلُ عَطِيَّةَ اللَّه وهِبَة اللَّه والفَضْلَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: عَلْيَاءُ مُضَرَ تَقُولُ يَحْسِبُ ويَنْعِم ويَيْئِس، وَسَفَّلَاهَا بِالْفَتْحِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهَذَا عِنْدَ أَصحابنا إِنما يَجِيءُ عَلَى لُغَتَيْنِ يَعْنِي يَئِسَ يَيْأَس ويأَس يَيْئِس لُغَتَانِ ثُمَّ يُرَكَبُ مِنْهُمَا لُغَةٌ، وأَما ومِقَ يَمِق ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَلي يَلي ووَثِقَ يَثِق ووَرِثَ يَرِث فَلَا يجوز فيهن إِلا
(3). جاء في مرح: التواهس التسارر.
(4)
. قوله [ماذا لقيت] الذي في النهاية ما لقيت.
الْكَسْرُ لُغَةٌ وَاحِدَةٌ. وآيَسَه فُلَانٌ مِنْ كَذَا فاسْتَيْأَس مِنْهُ بِمَعْنَى أَيِسَ واتَّأَسَ أَيضاً، وَهُوَ افتَعَل فأُدغم مِثْلَ اتَّعَدَ. وَفِي حَدِيثِ
أُم مَعْبَدٍ: لَا يَأْسَ مِنْ طُولٍ
أَي أَنه لَا يُؤْيَسُ مِنْ طُولِهِ لأَنه كَانَ إِلى الطُّولِ أَقرب مِنْهُ إِلى الْقِصَرِ. واليَأْسُ: ضِدُّ الرَّجاء، وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ اسْمٌ نَكِرَةٌ مَفْتُوحٌ بِلَا النَّافِيَةِ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَنباري فِي كِتَابِهِ: لَا يائِس مِنْ طُولٍ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا يُؤْيَس مِنْ أَجل طُولِهِ أَي لَا يَأْيَسُ مُطاوِلُه مِنْهُ لإِفراط طُولِهِ، فَيائِس بِمَعْنَى مَيْؤُوس كَمَاءٍ دافِق بِمَعْنَى مَدْفُوق. واليَأْسُ مِنَ السِّلُ لأَن صاحبه مَيْؤُوسٌ مِنْهُ. ويَئِسَ يَيْئِسُ ويَيْأَس: عَلِمَ مِثْلَ حَسِب يَحْسِبُ ويَحْسَب: قَالَ سُحَيْم بْنُ وَثِيلٍ اليَرْبُوعي، وَذَكَرَ بَعْضُ العلَماء أَنه لِوَلَدِهِ جَابِرِ بْنِ سُحَيْم بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِيهِ: أَني ابنُ فَارِسِ زَهْدَم، وَزَهْدَمٌ فَرَسُ سُحَيْمٍ:
أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ يَيْسِرُونَني:
…
أَلم تَيْأَسُوا أَني ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟
يَقُولُ: أَلم تعْلموا، وَقَوْلُهُ يَيْسرونني مِنْ أَيسار الجَزُور أَي يَجْتَزِرُونني ويَقْتَسمونني، وَيُرْوَى يَأْسِرونني مِنَ الأَسْر، وأَما قَوْلُهُ إِذ يَيْسِرونني فإِنما ذَكَرَ ذَلِكَ لأَنه كَانَ وَقَعَ عَلَيْهِ سِباءٌ فَضَرَبُوا عَلَيْهِ بالمَيْسِر يَتَحَاسَبُونَ عَلَى قِسْمَةِ فِدائه، وَزَهْدَمٌ اسْمُ فَرَسٍ، وَرُوِيَ: أَني ابْنُ قَاتِلِ زَهْدَمٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ عَبْسٍ، فَعَلَى هَذَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ الشِّعْرُ لِسُحَيْمٍ؛ وَرَوِيَ هَذَا الْبَيْتَ أَيضاً فِي قَصِيدَةٍ أُخرى عَلَى هَذَا الرويِّ وَهُوَ:
أَقول لأَهل الشَّعب إِذ يَيْسِرُونَنِي:
…
أَلم تيأَسوا أَني ابْنُ فَارِسِ لازِمِ؟
وصاحِب أَصْحابِ الكَنِيفِ، كأَنَّما
…
سَقاهم بِكَفَّيْهِ سِمامَ الأَراقِمِ
وَعَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَيضاً يَكُونُ الشِّعْرُ لَهُ دُونَ وَلَدِهِ لِعَدَمِ ذِكْرِ زَهْدَم فِي الْبَيْتِ. وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مَعْن: يَئِسْتُ بِمَعْنَى عَلِمْت لُغَةَ هَوازِن، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: هِيَ لغةُ وَهْبِيل حَيٌّ مِنَ النَّخَع وَهُمْ رَهْطُ شَريكٍ، وَفِي الصِّحَاحِ فِي لُغَةِ النَّخَع. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً
؛ أَي أَفَلم يَعْلَم، وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ: مَعْنَاهُ أَفلم يَعْلَمِ الَّذِينَ آمَنُوا عِلْمًا يَئِسوا مَعَهُ أَن يَكُونَ غَيْرَ مَا عَلِمُوهُ؟ وَقِيلَ مَعْنَاهُ: أَفلم يَيْأَس الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ إِيمان هؤُلاء الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ بأَنهم لَا يُؤْمِنُونَ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ:
كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يقرأُ: أَفلم يَتَبَيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَوْ يَشَاءُ اللَّه لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا
؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَتَبَ الْكَاتِبُ أَفلم يَيْأَس الَّذِينَ آمَنُوا، وَهُوَ نَاعِسٌ، وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هُوَ فِي الْمَعْنَى عَلَى تَفْسِيرِهِمْ إِلا أَن اللَّهَ تبارك وتعالى قَدْ أَوقع إِلى الْمُؤْمِنِينَ أَنه لَوْ شَاءَ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا، فَقَالَ: أَفلم ييأَسوا عِلْمًا، يَقُولُ يُؤْيِسهم الْعِلْمُ فَكَانَ فِيهِ الْعِلْمُ مُضْمَرًا كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلَامِ: قَدْ يَئِسْتُ مِنْكَ أَن لَا تُفْلح، كأَنك قُلْتَ: قَدْ عَلَمْتُهُ عَلَمًا. وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: يَيْأَسُ*
بِمَعْنَى عَلِم لُغَةً للنَّخَع
، قَالَ: وَلَمْ نَجِدْهَا فِي الْعَرَبِيَّةِ إِلا عَلَى مَا فَسَّرْتُ، وَقَالَ أَبو إِسحق: الْقَوْلُ عِنْدِي فِي قَوْلِهِ: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنْ إِيمان هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّه بأَنهم لَا يؤْمنون لأَنه قَالَ: لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً، وَلُغَةٌ أُخرى: أَيِسَ يَأْيَسُ وآيَسْتُه أَي أَيْأَسْتُه، وَهُوَ اليَأْسُ والإِياسُ، وَكَانَ فِي الأَصل الإِيياسُ بِوَزْنِ الإِيعاس. وَيُقَالُ: اسْتَيْأَس بِمَعْنَى يَئِسَ، وَالْقُرْآنُ نَزَلَ بِلُغَةِ مَنْ قرأَ يَئِسَ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أَنه قرأَ
فَلَا تَايَسُوا
، بِلَا هَمْزٍ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: سَمِعْتُ غَيْرَ قَبِيلَةٍ يَقُولُونَ أَيِس يايَسُ، بِغَيْرِ همز. وإِلْياس: اسم.
يَبِسَ: اليُبْس، بِالضَّمِّ: نَقِيضُ الرُّطُوبَةِ، وَهُوَ مَصْدَرُ قَوْلِكَ يَبِسَ الشيءُ يَيْبِسُ ويَيْبَس، الأَول بِالْكَسْرِ نَادِرٌ، يَبْساً ويُبْساً وَهُوَ يابِسٌ، وَالْجَمْعُ يُبَّس؛ قَالَ:
أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِسا،
…
بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا
واليَبْسُ، بِالْفَتْحِ: اليابِسُ. يُقَالُ: حَطَبٌ يَبْس؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: كأَنه خِلْقة؛ قَالَ عَلْقَمَةُ:
تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَديدِ عَلَيهمُ،
…
كَمَا خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ جَمْعُ يابِس مِثْلَ راكِب ورَكْب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واليَبْس واليَبَس اسْمَانِ لِلْجَمِيعِ. وتَيْبيسُ الشَّيْءِ: تَجْفِيفُهُ، وَقَدْ يَبَّسْتُه فاتَّبَس، وَهُوَ افْتَعَل فأُدغم، وَهُوَ مُتَّبِس؛ عَنِ ابْنِ السَّرَّاجِ. وَشَيْءٌ يَبُوسٌ: كَيابسٍ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص:
أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتَها، فكأَنَّها
…
ذَبُلَتْ منَ الهِنْديِّ غَيْر يَبُوسِ
أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ. واتَّبَس يَتَّبِس، أَبدلوا التَّاءَ مِنَ الْيَاءِ، ويَأْتَبِس كُلُّهُ كيَبِس، وأَيْبَسْتُه. وَمَكَانٌ يَبْسٌ ويَبيس: يابِسٌ كَذَلِكَ. وأَرض يَبْس ويَبَسٌ، وَقِيلَ: أَرض يَبْسٌ قَدْ يَبِس ماؤُها وَكَلَؤُهَا، ويَبَسَ: صُلبة شَدِيدَةٌ. واليَبَس، بِالتَّحْرِيكِ: الْمَكَانُ يَكُونُ رَطْبًا ثُمَّ يَيْبَس؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً
. وَيُقَالُ أَيضاً: امرأَة يَبَسٌ لَا تُنيلُ خَيراً؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الْوَجْهِ يَبَس
وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ كَانَتِ النُّدُوَّة والرُّطُوبة فِيهِ خِلْقة: فَهُوَ يَيْبَس فِيهِ يُبْساً «1» ، وَمَا كَانَ فِيهِ عَرَضاً قُلْتُ: جَفّ. وَطَرِيقٌ يَبَسٌ: لَا نُدُوَّة فِيهِ وَلَا بَلَلَ. واليَبَسُ مِنَ الكَلإِ: الْكَثِيرُ اليَابِسُ، وَقَدْ أَيْبَسَت الخُضْر وأَرض مُوبِسَة. الأَصمعي: يُقَالُ لِمَا يَبِسَ مِنْ أَحرار الْبُقُولُ وَذُكُورِهَا اليَبِيسُ والجَفِيفُ والقَفِيفُ، وأَما يَبِيسُ البُهْمَى، فَهُوَ الْعُرْقُوبُ «2» والصُّفارُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا يُقَالُ لِمَا يَبِس مِنَ الحَلِيِّ والصِّلِّيَان والحَلَمَة يَبيسٌ، وإِنما اليَبِيسُ مَا يَبِس مِنَ العُشْب والبُقول الَّتِي تَتَنَاثَرُ إِذا يَبِسَت، وَهُوَ اليُبْس واليَبيسُ أَيضاً «3»؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
ولمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ بِهِ
…
مِنَ الرُّطْبِ، إِلا يُبْسُها وهَجِيرُها
وَيُرْوَى يَبْسها، بِالْفَتْحِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. واليَبِيس مِنَ النَّبَاتِ: مَا يَبِس مِنْهُ. يُقَالُ: يَبِس، فَهُوَ يَبِيس، مِثْلَ سَلِمَ، فَهُوَ سَلِيمٌ. وأَيْبَسَت الأَرض: يَبِس بَقْلُهَا، وأَيْبَسَ القومُ أَيضاً كَمَا يُقَالُ أَجْرَزُوا مِنَ الأَرض الجُرْزِ. وَيُقَالُ لِلْحَطَبِ: يَبْسٌ، وللأَرض إِذا يَبِسَت: يَبْسٌ. ابْنُ الأَعرابي: يَبَاسِ، هِيَ السَّوْأَة والفُندُورة. والشَّعَرُ اليابِس: أَرْدَؤُه وَلَا يَرَى فِيهِ سَحْجٌ وَلَا دُهْن وَوَجْهٌ يابِسٌ: قَلِيلُ الْخَيْرِ. وَشَاةٌ يَبَسٌ ويَبْس: انْقَطَعَ لِبَنُهَا فيَبِسَ ضَرْعها وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا لَبَنٌ. وأَتان يَبْسة ويَبَسَة، يَابِسَةٌ ضَامِرَةٌ؛ السُّكُونُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْفَتْحُ عَنْ ثَعْلَبٍ، وكلأَ يَابِسٌ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ فِي الْحَيَوَانِ. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَن نِسَاءَ العرب
(1). قوله [فَهُوَ يَيْبَسُ فِيهِ يُبْسًا] كذا بالأَصل مضبوطاً.
(2)
. قوله [العرقوب] كذا بالأَصل.
(3)
. قوله [واليبيس أَيضاً] كذا بالأَصل ولعله واليَبْس بفتح الياء وسكون الباء.
يَقُلْن فِي الأُخَذ: أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيس تَدِر العِرق اليَبِيس. قَالَ: تَعْنِي الذَّكر. ويَبِسَت الأَرض: ذَهَبَ ماؤُها ونَدَاها. وأَيْبَسَت: كَثُرَ يَبيسُها. والأَيْبَسانِ: عَظْمَا الوَظِيفَيْن مِنَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ، وَقِيلَ: مَا ظَهَرَ مِنْهُمَا وَذَلِكَ لِيُبْسِهما. والأَيابِسُ: مَا كَانَ مِثْلَ عُرْقوب وساقٍ. والأَيْبَسان: مَا لَا لَحْمَ عَلَيْهِ مِنَ الساقَيْن. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي سَاقِ الْفَرَسِ أَيْبَسان وَهُمَا مَا يَبِس عَلَيْهِ اللَّحْمُ مِنَ السَّاقَين؛ وَقَالَ الرَّاعِي:
فَقُلْتُ لَهُ: أَلْصِقْ بأَيْبَس سَاقِها،
…
فإِن تَجْبُر العُرْقُوبَ لَا تَجْبُر النَّسَا
قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الأَيْبَس هُوَ الْعَظَمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الظُّنْبُوب الَّذِي إِذا غَمَزْته فِي وَسَطِ سَاقِكَ آلمَك، وإِذا كُسِر فَقَدْ ذَهَبَتِ السَّاقُ، قَالَ: وَهُوَ اسْمٌ لَيْسَ بِنَعْتٍ، وَالْجَمْعُ الأَيابِس. ويَبِيسُ الْمَاءِ: العَرَق، وَقِيلَ: العَرَق إِذا جَفَّ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ يَصِفُ خَيْلًا:
تَراها مِنْ يَبِيسِ الْمَاءِ شُهْباً،
…
مُخالِطُ دِرَّةٍ مِنْهَا غِرارُ
الغِرار: انْقِطَاعُ الدِّرَّة؛ يَقُولُ: تُعْطِي أَحياناً وَتَمْنَعُ أَحياناً، وإِنما قَالَ شَهْباً لأَن العَرَق يَجِفُّ عَلَيْهَا فتَبْيَضُّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِيبَسْ يَا رَجُلُ أَي اسكتْ. وسَكْرانُ يابِس: لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ شدَّة السُّكْرِ كأَن الْخَمْرَ أَسكتته بِحَرَارَتِهَا. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ: رَجُلٌ يابِس مِنَ السُّكْر، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه سَكِر جِدًّا حَتَّى كأَنه مات فَجفّ.
يُوسِ: الْيَاس: السِّل. وإِلْيَاس بْنُ مُضَر: مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُ أَبي العاصِيَة السُّلَمي:
فلَوْ أَنَّ داءَ اليَاسِ بِي، فأَعانَني
…
طَبِيب بأَرْواح العَقِيقِ، شَفانِيَا
قَالَ ثَعْلَبٌ: داءُ الْيَاس يَعْنِي إِلْيَاس بْنَ مُضَر، كَانَ أَصابه السِّل فَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي السِّل داءَ اليَاس.