الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فاقْتَضَّها، فَقِيلَ لِمَا يُؤْخَذُ بِسَبَبِ العَقْر: عُقْر. وقال القتيبي: يُقَالُ لِمَا يُدْفَعُ بَيْنَ السَّلَامَةِ وَالْعَيْبِ فِي السِّلْعة أَرْش، لأَن المُبْتاع لِلثَّوْبِ عَلَى أَنه صَحِيحٌ إِذا وَقَفَ فِيهِ عَلَى خَرْق أَو عَيْبٍ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَائِعِ أَرْش أَي خُصُومَةٌ وَاخْتِلَافٌ، مِنْ قَوْلِكَ أَرَّشْت بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ إِذا أَغْرَيت أَحدهما بِالْآخَرِ وأَوقعت بَيْنَهُمَا الشَّرَّ، فَسُمِّيَ مَا نَقَص العيبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش.
أشش: الأَشُّ والأَشاش والهَشَاشُ: النَّشَاطُ والارْتِياح، وَقِيلَ: هُوَ الإِقبال عَلَى الشَّيْءِ بِنَشَاطٍ، أَشَّه يَؤُشُّه أَشّاً؛ وأَنشد:
كَيْف يُؤَاتِيهِ وَلَا يَؤُشُّهُ
والأَشَّاش: الهَشَّاش. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ كَانَ إِذا رأَى مِنْ أَصحابه بَعْضَ الأَشاش وعَظهم
، أَي إِقْبالًا بِنَشَاطٍ. والأَشاش والهَشَاش: الطَّلاقة والبَشاشة. وأَشَّ القومُ يَؤُشُّون أَشّاً: قام بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ وَتَحَرَّكُوا؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبهم قَالُوا أَشَّ عَلَى غَنَمه يَؤُشُّ أَشّاً مِثْلُ هَشَّ هَشّاً، قَالَ: وَلَا أَقف عَلَى حَقِيقَتِهِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَشُّ الْخُبْزُ الْيَابِسُ الهَشّ؛ وأَنشد شَمِرٌ:
رُبَّ فَتَاةٍ مِنْ بَني العِنازِ،
…
حَيَّاكةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنَازِ
ذِي عَضُدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازِي،
…
تَأَشُّ لِلْقُبْلَةِ والمَحازِ
شَمِرٌ عَنْ بَعْضِ الْكِلَابِيِّينَ: أَشَّت الشَّحْمة ونَشَّت، قَالَ: أَشَّت إِذا أَخذَت تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا قَطَرت.
أقش: بَنُوا أُقَيْشٍ: حَيٌّ مِنَ الْجِنِّ إِليهم تُنْسَبُ الإِبل الأُقَيْشِيَّة؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ:
كأَنَّكَ مِنْ جِمَال بَني أُقَيْشٍ،
…
يُقَعْقعُ بَيْنَ رِجْلَيْه بِشَنّ
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُمْ قَوْمٌ مِنَ العرب.
فصل الباء
برش: البَرَش والبُرْشَةُ: لَوْنٌ مُخْتَلِفٌ، نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ وأُخرى سَوْدَاءُ أَو غَبْراء أَو نَحْوُ ذَلِكَ. والبَرَش: مِنْ لُمَعِ بياضٍ فِي لَوْنِ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ أَيّ لَوْنٍ كَانَ إِلا الشُّهْبَة، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ البِرْذَوْنَ، وَقَدْ بَرِشَ وابْرَشَّ وَهُوَ أَبْرَشُ؛ الأَبْرَشُ: الَّذِي فِيهِ أَلوان وخِلْط، والبُرْشُ الْجَمْعُ. والبَرَش فِي شَعْرِ الْفَرَسِ: نُكَتٌ صِغار تَخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهِ، وَالْفَرَسُ أَبْرَش وَقَدِ ابْرشَّ الْفَرَسُ ابْرِشاشاً، وَشَاةٌ بَرْشاءُ: فِي لَوْنِهَا نُقَط مُخْتَلِفَةٌ. وحَيَّة بَرْشاءُ: بِمَنْزِلَةِ الرَّقْشاءِ، والبَرِيش مِثْلُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وتَرَكَتْ صاحِبَتي تَفْرِيشي،
…
وأَسْقَطَتْ مِنْ مُبْرَمٍ بَرِيشِ
أَي فِيهِ أَلوان. والأَبرشُ: لَقَبُ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ بِهِ بَرَص فكنَوْا بِهِ عَنْهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَ الأَبرَش لأَنه أَصابه حَرْق فَبَقِيَ فِيهِ مِنْ أَثر الحرْق نُقَط سُود أَو حُمْر، وَقِيلَ: لأَنه أَصابه بَرَص فَهَابَتِ الْعَرَبُ أَن تَقُولَ أَبْرَص فَقَالَتْ أَبْرَش. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَكَانَ جَذِيمَةُ الملِكُ أَبْرَصَ فلقَّبته الْعَرَبُ الأَبرَش؛ الأَبرَش: الأَرْقَط والأَنْمَر الَّذِي تَكُونُ فِيهِ بُقْعَةٌ بَيْضَاءُ وأُخرى أَيّ لَوْنٍ كَانَ، والأَشْيَم: الَّذِي يَكُونُ بِهِ شَامٌ في جسده، والمُدَثَّر: الَّذِي يَكُونُ بِهِ نُكَت فَوْقَ البَرَش. وَفِي حَدِيثِ
الطرماح: رأَيت جَذِيمَةَ الأَبرَشَ قَصِيرًا أُبَيْرِش
؛ هُوَ تَصْغِيرُ أَبرَش. والبُرْشة: هُوَ لَوْنٌ مُخْتَلِطٌ حُمْرَةً وَبَيَاضًا أَو غَيْرَهُمَا
مِنَ الأَلوان. وبِرْذَوْنٌ أَرْبَشُ: ذُو بَرَش. وَسَنَةٌ رَبْشاء ورَمْشاء وبَرْشاء: كَثِيرَةُ العُشْب. وَقَوْلُهُمْ: دَخَلْنَا فِي البَرْشاءِ أَي فِي جَمَاعَةِ النَّاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: وبَرْشاءُ الناسِ جماعتُهم الأَسود والأَحمر، وَمَا أَدري أَيُّ البَرْشاءِ هُوَ أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ. وأَرض بَرْشاءُ ورَبْشاءُ: كَثِيرَةُ النَّبْتِ مُخْتَلِفٌ أَلوانها، وَمَكَانٌ أَبْرَش كَذَلِكَ. وَبَنُو البَرْشاءِ: قَبِيلَةٌ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِبَرَشٍ أَصاب أُمهم؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
ورَبُّ بَني البَرْشاءِ ذُهْلٍ وقَيْسِها
…
وشَيْبَانَ، حَيْثُ اسْتَنْهَلتْها المَناهِلُ
وبُرْشان: اسْمٌ. والأَبْرَشِيَّةُ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِيَّةِ نَظْرَةً،
…
وطَرْفِي وَراءَ النَّاظِرِين قَصِيرُ
برغش: ابْرَغَشَّ: قَامَ مِنْ مَرَضِهِ. التَّهْذِيبُ: اطْرَغَشَّ مِنْ مَرَضِهِ وابْرَغَشَّ أَي أَفاق بمعنى واحد.
برقش: بَرْقَشَ الرجلُ بَرْقَشَةً: وَلَّى هَارِبًا. والبَرْقَشَة: شِبْهُ تَنْقيش بأَلوان شَتَّى وإِذا اخْتَلَفَ لَوْنُ الأَرْقَشِ سُمي بَرْقَشَةً. وبَرْقَشه: نقَشَه بأَلوان شَتى. وتَبَرْقَش الرجلُ: تَزَيَّن بأَلوان شَتَّى مُخْتَلِفَةٍ، وَكَذَلِكَ النَّبْتُ إِذا الْوَنَّ. وتَبَرْقَشت الْبِلَادُ: تَزَيَّنت وَتَلَوَّنَتْ، وأَصله مِنْ أَبي بَراقِشَ. وتركْتُ الْبِلَادَ بَراقِشَ أَي مُمْتَلِئَةً زَهْراً مُخْتَلِفَةً مِنْ كُلِّ لَوْنٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِلْخَنْسَاءِ:
تَطِيرُ حَواليَّ البِلادُ بَرَاقِشاً،
…
بأَرْوَعَ طَلَّابِ التِّرَاتِ مُطَلَّبِ
وَقِيلَ: بِلَادٌ بَراقشُ مُجْدِبة خَلاءٌ كبَلاقِع سَوَاءً، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الأَضداد. والبَرْقَشَة: التَّفَرُّقُ؛ عَنْهُ أَيضاً. والمُبْرَنْقشُ: الفَرِح الْمَسْرُورُ. وابْرَنْقَشَت العِضَاهُ: حَسُنَتْ. وابْرَنْقَشَت الأَرض: اخْضَرَّت. وابْرَنْقَشَ الْمَكَانُ: انْقَطَعَ مِنْ غَيْرِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
إِلى مِعَى الخَلْصَاء حَيْثُ ابْرَنْقَشا
والبِرْقِشُ، بِالْكَسْرِ: طُوَيْئِرٌ مِنَ الحُمَّرِ مُتَلَوِّنٌ صَغِيرٌ مِثْلُ الْعُصْفُورِ يُسَمِّيهِ أَهل الْحِجَازِ الشُّرْسُور؛ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ صِبْيَانَ الأَعراب يُسَمُّونَهُ أَبا بَراقِش، وَقِيلَ: أَبو بَراقِش طَائِرٌ يَتَلوَّن أَلواناً شَبِيهٌ بالقُنْفُذ أَعلى رِيشِهِ أَغبر وأَوسطه أَحمر وأَسفله أَسود فإِذا انْتَفَش تَغَيَّرَ لَوْنُهُ أَلواناً شَتَّى؛ قَالَ الأَسدي:
إِنْ يَبْخَلُوا أَو يَجْبُنُوا،
…
أَو يَغْدِرُوا لَا يَحْفِلُوا
يَغْدُوا عَلَيْكَ مُرَجّلينَ،
…
كَأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا
كَأَبي بَراقِشَ، كُلّ لَوْنٍ
…
لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ
وَصَفَ قَوْمًا مَشْهُورِينَ بِالْمَقَابِحِ لَا يَسْتَحُونَ وَلَا يحْتَفِلون بِمَنْ رَآهُمْ على ذلك، ويَغْدوا بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ لَا يَحْفِلوا لأَن غُدُوَّهم مُرَجّلين دَلِيلٌ عَلَى أَنهم لَمْ يحْفِلوا. والتَّرْجِيل: مَشْط الشَّعْرِ وإِرساله. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: أَبو بَرَاقِشَ طَائِرٌ يَكُونُ فِي العِضَاهِ وَلَوْنُهُ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْبَيَاضِ، وَلَهُ سِتُّ قَوَائِمَ ثَلَاثٌ مِنْ جَانِبٍ وَثَلَاثٌ مِنْ جَانِبٍ، وَهُوَ ثَقِيلُ العَجْز تَسْمع لَهُ حَفِيفاً إِذا طَارَ، وَهُوَ يَتَلوَّن أَلواناً. وبَرَاقِشُ: اسْمُ كَلْبَةٍ لَهَا حَدِيثٌ؛ وَفِي الْمَثَلِ: عَلَى أَهْلها دَلَّتْ بَرَاقِشُ، قَالَ ابْنُ هَانِئٍ: زَعَمَ يُونُسُ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه قَالَ هَذَا الْمَثَلَ: على أَهلها تَجْنِي بَرَاقِشُ، فَصَارَتْ مَثَلًا؛ حَكَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ قَالَ: بَرَاقِشُ اسْمُ كَلْبَةٍ نَبَحَتْ عَلَى جَيْشٍ مَرّوا وَلَمْ
يشعُروا بِالْحَيِّ الَّذِي فِيهِ الْكَلْبَةُ، فَلَمَّا سَمِعُوا نُبَاحَهَا عَلِمُوا أَن أَهلها هُنَاكَ فَعَطَفُوا عَلَيْهِمْ فَاسْتَبَاحُوهُمْ، فَذَهَبَتْ مَثَلًا، وَيُرْوَى هَذَا الْمَثَلُ: على أَهلها تجني بَرَاقِشُ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ حَمْزَةَ بْنِ بِيضٍ:
لمْ تَكُنْ عَنْ جِنايَة لَحِقَتْني،
…
لَا يَسارِي وَلَا يَميني جنَتْني
بَلْ جَناها أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ،
…
وعَلى أَهْلِها بَرَاقِشُ تَجْني
قَالَ: وبَرَاقِشُ اسْمُ كَلْبَةٍ لِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ أُغِيرَ عَلَيْهِمْ فِي بَعْضِ الأَيام فَهرَبوا وتَبِعَتْهم بَرَاقِشُ، فَرَجَعَ الَّذِينَ أَغاروا خَائِبِينَ وأَخذوا فِي طَلَبِهِمْ، فَسمِعَتْ بَرَاقِشُ وَقْعَ حوافرِ الْخَيْلِ فنَبَحَتْ فَاسْتَدَلُّوا عَلَى مَوْضِعِ نباحِها فاستَباحُوهم. وَقَالَ الشَّرْقي بْنُ القَطامي: بَرَاقِش امرأَة لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ، وَكَانَ بَنُو أَبيه لَا يأْكلون لُحُومَ الإِبل، فأَصاب مِنْ بَرَاقِشَ غُلَامًا فَنَزَلَ لقمانُ عَلَى بَنِي أَبيها فأَوْلَمُوا وَنَحَرُوا جَزُوراً إِكراماً لَهُ، فَرَاحَتْ بَرَاقِشُ بِعَرْقٍ مِنَ الْجَزُورِ فدفَعَتْه لِزَوْجِهَا لقمانَ فأَكله، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ مَا تَعَرّقْتُ مثلَه قَطُّ طَيِّبًا فَقَالَتْ بَرَاقِشُ: هَذَا مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ، قَالَ: أَوَلُحُومُ الإِبلِ كُلّها هَكَذَا فِي الطِّيب؟ قَالَتْ: نَعَم، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ: جَمِّلْنا واجْتَمِل، فأَقبل لُقْمَانُ عَلَى إِبلِها وإِبلِ أَهلها فأَشرع فِيهَا وَفَعَلَ ذَلِكَ بَنُو أَبيه، فَقِيلَ: عَلَى أَهلها تَجْنِي بَرَاقِشُ، فَصَارَتْ مَثَلًا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ بَرَاقِشُ اسْمُ امرأَة وَهِيَ ابْنَةُ مَلِك قَدِيمٍ خَرَجَ إِلى بَعْضِ مَغازِيه واسْتَخْلَفَها عَلَى مُلْكه فأَشار عَلَيْهَا بعضُ وُزَرائها أَن تَبْنيَ بِنَاءً تُذْكَرُ بِهِ، فبَنَتْ مَوْضِعَيْنِ يُقَالُ لَهُمَا بَرَاقِشُ ومَعِينٌ، فَلَمَّا قَدِمَ أَبوها قَالَ لَهَا: أَردتِ أَن يَكُونَ الذِّكْرُ لكِ دُوني، فأَمر الصُّنَّاع الذين بَنَوْهما بأَن يهدِموها، فَقَالَتِ الْعَرَبُ: عَلَى أَهلها تَجْنِي بَرَاقِشُ وَحَكَى أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَن بَرَاقِشَ ومعينَ مَدِينَتَانِ بُنِيَتا فِي سَبْعِينَ أَو ثَمَانِينَ سَنَةً؛ قَالَ: وَقَدْ فَسَّرَ الأَصمعي بَرَاقِشَ وَمَعِينَ فِي شِعْرِ عَمْرِو بْنِ معديكرب وأَنهما مَوْضِعَانِ وَهُوَ:
دَعَانَا مِنْ بَرَاقِشَ أَو مَعِينٍ،
…
فأَسْرَعَ واتْلأَبَّ بِنَا مَلِيع
وَفَسَّرَ اتلأَبّ باسْتقَام، والمَلِيعَ بِالْمُسْتَوِي مِنَ الأَرض، وبَرَاقِشُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
تَسْتَنُّ بالضِّروِ مِنْ بَرَاقِشَ أَو
…
هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ مِنَ العُتُم
برنش: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو زَيْدٍ وَالْكِسَائِيُّ: مَا أَدري أَيُّ البَرَنْشاء هُوَ وأَيُّ البَرَنْساء هُوَ، مَمْدُودَانِ.
بشش: البَشّ: اللُّطْفُ فِي المسأَلة والإِقبالُ عَلَى الرجُل، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَضْحَكَ لَهُ وَيَلْقَاهُ لِقَاءً جَمِيلًا، وَالْمَعْنَيَانِ مُقْتَرِبان. والبَشاشة: طَلَاقَةُ الْوَجْهِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ: إِذا اجْتَمَعَ الْمُسْلِمَانِ فتَذاكَرا غَفَرَ اللَّهُ لأَبَشِّهِما بِصاحِبه.
وَفِي حَدِيثِ
قَيْصَر: وَكَذَلِكَ الإِيمانُ إِذا خالطَ بشاشةَ الْقُلُوبِ
؛ بشاشةُ اللِّقَاءِ: الْفَرَحُ بِالْمَرْءِ وَالِانْبِسَاطُ إِليه والأُنس بِهِ. وَرَجُلٌ هَشٌّ بَشٌّ وَبَشَّاشٌ: طَلْق الْوَجْهِ طَيّب. وَقَدْ بَشِشْتُ بِهِ، بِالْكَسْرِ، أَبَشُّ بَشّاً وبَشاشَةً؛ قَالَ:
لَا يَعْدَم السائلُ مِنْهُ وِقْرا،
…
وقَبْلَهُ بَشاشَةً وبِشْرا
ورُوِي بيتُ ذِي الرُّمَّةِ:
أَلم تَعْلَما أَنَّا نَبِشُّ إِذا دَنَتْ
…
بأَهْلِك مِنَّا طِيّة وحُلُول؟
بِكَسْرِ الْبَاءِ، فإِما أَن تَكُونَ بَشَشْت مَقُولَةً، وإِما أَن يَكُونَ مِمَّا جَاءَ عَلَى فَعِلَ يَفْعِل. والبَشِيشُ: الوَجْهُ. يُقَالُ: فُلَانٌ مُضِيءُ البَشِيش، والبَشِيشُ كالبَشاشَة؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
تَكَرُّمًا، والهَشّ للتَّهْشِيشِ،
…
وارِي الزنادِ مُسْفِر البَشِيشِ
يَعْقُوبُ: يُقَالُ لَقِيتُه فَتَبَشْبَشَ بِي، وأَصله تَبَشّشَ فأَبدلوا مِنَ الشِّينِ الْوُسْطَى بَاءً كَمَا قَالُوا تَجَفَّفَ. وتَبَشّش بِهِ وتَبَشْبَشَ مَفْكُوكٌ مِنْ تَبَشَّشَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يُوطِنُ الرجُلُ المساجدَ لِلصَّلَاةِ والذِّكر إِلا تَبَشْبَشَ اللَّهُ بِهِ كَمَا يتَبَشْبَشُ أَهل الْبَيْتِ بِغَائِبِهِمْ إِذا قَدِم عَلَيْهِمْ
؛ وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ لتَلَقّيه جَلَّ وَعَزَّ إيَّاه بِبِرِّه وَكَرَامَاتِهِ وَتَقْرِيبِهِ إِياه. ابْنُ الأَعرابي: الْبَشُّ فرحُ الصَّدِيق بالصدِيق واللطفُ فِي المسأَلة والإِقبالُ عَلَيْهِ. والتَّبَشْبُشُ فِي الأَصل: التَّبَشُّش فَاسْتُثْقِلَ الْجَمْعُ بَيْنَ ثلاث شينات فلقلب إِحداهن بَاءً. وَبَنُو بَشَّة: بطن من بَلْعَنْبَر.
بطش: البَطْش: التَّنَاوُلُ بِشِدَّةٍ عِنْدَ الصَّوْلة والأَخذُ الشديدُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بطشٌ؛ بَطَشَ يَبْطُشُ ويَبْطِشُ بَطْشاً. وَفِي الْحَدِيثِ:
فإِذا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ
أَي مُتَعَلِّقٌ بِهِ بقوَّة. والبَطْشُ: الأَخذ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ
؛ قَالَ الْكَلْبِيُّ: مَعْنَاهُ تَقْتُلون عِنْدَ الْغَضَبِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تَقْتُلون بِالسَّوْطِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن بَطْشَهُم كَانَ بالسَّوط والسَّيْف، وإِنما أَنكر اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ لأَنه كَانَ ظُلماً، فأَما فِي الْحَقِّ فالبَطْش بِالسَّيْفِ وَالسَّوْطِ جَائِزٌ، والبَطْشة: السَّطْوة والأَخذُ بالعُنْف؛ وبَاطَشَهُ مُبَاطَشَةً وبَاطَشَ كبَطَشَ؛ قَالَ:
حُوتاً إِذا مَا زادُنا جِئْنَا بِهِ،
…
وقَمْلَةً إِن نحنُ بَاطَشْنَا بِهِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ليْسَتْ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ بَاطَشْنا بِهِ كَبِهِ مَنْ سَطَوْنا بِه إِذا أَردت بِسَطَوْنا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ، وإِنما هِيَ مثلُ بِه مِنْ قَوْلِكَ استَعَنَّا بِهِ وتَعاونَّا بِهِ، فَافْهَمْ. وبَطَشَ بِهِ يَبْطش بَطْشاً: سَطا عَلَيْهِ فِي سُرْعة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما
. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ بَطَشَ فلانٌ مِنَ الحُمّى إِذا أَفاق مِنْهَا وَهُوَ ضَعِيفٌ. وبِطَاشٌ ومُباطِشٌ: اسمان.
بغش: البَغْشُ والبَغْشَة: المَطَرُ الضَّعِيفُ الصغِيرُ القَطْر، وَقِيلَ: هُمَا السَّحَابَةُ الَّتِي تَدْفع مطَرها دُفْعة، بَغَشَتْهم السَّمَاءُ تَبْغَشُهم بَغْشاً، وَقِيلَ الْبَغْشَةُ المطَرَة الضَّعِيفَةُ وَهِيَ فَوْقَ الطَّشَّة؛ ومَطَرٌ باغِشٌ، وبُغِشَت الأَرضُ، فَهِيَ مَبْغوشة. وَيُقَالُ: أَصابتهم بَغْشَة مِنَ الْمَطَرِ أَي قَلِيلٌ مِنَ الْمَطَرِ. الأَصمعي: أَخَفُّ الْمَطَرِ وأَضعفُه الطَّلُّ ثُمَّ الرَّذاذُ ثُمَّ البَغْشُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ
أَبي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ عَنْ أَبيه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، ونَحْن فِي سَفَر فأَصابنا بَغْشٌ مِنْ مَطَرٍ، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَن مَنْ شَاءَ أَن يُصَلِّيَ فِي رَحْله فَلْيَفْعَلْ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
فأَصابنا بُغَيْش
، تصْغير بَغْش وَهُوَ الْمَطَرُ الْقَلِيلُ، أَوّلُه الطَّلُّ ثُمَّ الرّذَاذُ ثُمَّ البَغْش، وَقَدْ بَغَشَت السماء تبْغَش بَغْشاً.
بنش: بَنِّشْ أَي اقْعُدْ؛ عَنْ كَرَاعٍ، كَذَلِكَ حَكَاهُ بالأَمْر، وَالسِّينُ لُغَةٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ:
وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ:
إِن كُنتَ غَير صائِدي فبَنِّش
قَالَ: وَيُرْوَى فبَنِّس أَي اقْعُدْ.
بهش: بَهَشَ إِليه يَبْهَش بَهْشاً وبَهَشَه بِهَا: تناولَتْه، نالَتْهُ أَوْ قَصُرت عَنْهُ. وبَهَشَ القومُ بعضُهم إِلى بَعْضٍ يَبْهَشُون بَهْشاً، وَهُوَ مِنْ أَدْنى القِتال. والبَهْشُ: المسارَعةُ إِلى أَخذِ الشَّيْءِ. وَرَجُلٌ باهِشٌ وبَهُوش. وبَهْشُ الصقْرِ الصَّيدَ: تَفَلُّتُه عَلَيْهِ. وبهشَ الرجُلَ كأَنَّه يَتَناوَلُه ليَنْصُوَه. وَقَدْ تبَاهَشَا إِذا تَناصَيا بِرُؤُوسهما، وإِن تَناوَلَه وَلَمْ يأْخُذْه أَيضاً، فَقَدْ بَهَش إِليه. ونَصَوْت الرجُلَ نَصْوًا إِذا أَخذت برأَسه. وَلِفُلَانٍ رأْس طَوِيلٌ أَي شَعَر طَوِيل، وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا سأَل ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ حَيَّةٍ قتَلَها وَهُوَ مُحْرِم، فَقَالَ: هَلْ بَهَشَتْ إِليكَ؟
أَراد: هَلْ أَقبَلَتْ إِليك تُريدُك؟ وَمِنْهُ فِي الْحَدِيثِ:
مَا بَهَشْتُ إِليهم بقَصَبة
أَي مَا أَقبلت وأَسرعت إِليهم أَدفَعُهم عَنِّي بِقَصَبَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُدْلِعُ لسانَه للحسنِ بْنِ عَلِيٍّ فإِذا رأَى حُمْرة لِسَانِهِ بَهَشَ إِليه
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ للإِنسان إِذا نَظَرَ إِلى شيءٍ فأَعْجَبَه وَاشْتَهَاهُ فتَناوَلَه وأَسْرَع نحوَه وَفَرِحَ بِهِ: بَهَشَ إِليه؛ وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بن جنبا التَّمِيمِيُّ:
سَبَقْت الرجالَ الباهِشِينَ إِلى النَّدى،
…
فِعَالًا ومَجْداً، والفِعَالُ سِبَاق
ابْنُ الأَعرابي: البَهْش الإِسراع إِلى الْمَعْرُوفِ بالفَرح. وَفِي حَدِيثِ أَهل الْجَنَّةِ:
وإِن أَزواجَه ليَبْتَهِشْنَ عِنْدَ ذَلِكَ ابْتِهاشاً.
وبَهَشْتُ إِلى الرجُل وبَهَشَ إِليَّ: تَهيَّأْتُ لِلْبُكَاءِ وتهيأَ لَهُ. وبَهَشَ إِليه. فَهُوَ بَاهِشٌ وبَهِشٌ: حَنَّ. وبَهَشَ بِهِ: فرِح؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. اللَّيْثُ: رجُل بَهْش بَشّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وبَهَشْتُ إِلى فُلَانٍ بِمَعْنَى حَنَنت إِليه. وبَهَشَ إِليه يَبْهَشُ بَهْشاً إِذا ارْتَاحَ لَهُ وخَفّ إِليه. وَيُقَالُ: بَهَشُوا وبَحَشُوا أَي اجْتَمَعُوا، قَالَ: وَلَا أَعرف بَحْشٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. والبَهْش: ردِيءُ المُقْل، وَقِيلَ: مَا قَدْ أُكِلَ قِرْفه، وَقِيلَ: البَهْش الرَّطْب مِنَ المُقْل، فإِذا يَبس فَهُوَ خَشْل، وَالسِّينُ فِيهِ لُغَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَمِنْ أَهلِ البَهْش أَنت؟
يَعْنِي أَمِنْ أَهل الحِجازِ أَنت لأَن البَهَش هُنَاك يكونُ، وَهُوَ رَطْب المُقْل، ويابسُه الخَشْل. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه، وَقَدْ بَلَغَهُ أَن أَبا مُوسَى يقرأُ حَرْفًا بلُغته قَالَ: إِنَّ أَبا مُوسَى لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهل البَهْش
؛ يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ أَهل الْحِجَازِ لأَن الْمُقْلَ إِنما يَنْبُتُ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ الأَزهري: أَي لَمْ يَكُنْ حِجَازِيًّا، وأَراد مِنْ أَهل البَهْش أَي مِنْ أَهل الْبِلَادِ الَّتِي يَكُونُ بِهَا البَهْش. أَبو زَيْدٍ: الخَشْل الْمُقْلُ الْيَابِسُ والبَهْش رَطْبه والمُلْجُ نَوَاهُ والحَتِيُّ سَويقُه. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَهْش رَديءُ الْمُقْلِ، وَيُقَالُ: مَا قَدْ أَكل قِرْفُه: وأَنشد:
كَمَا يَحْتَفي البَهْشَ الدقيقَ الثَّعالبُ
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: لَمَّا سَمِعَ بِخُرُوجِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَخَذ شَيْئًا مِنْ بَهْشٍ فَتَزَوَّدَهُ حَتَّى قَدِم عَلَيْهِ.
وبُهَيْشة: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ نَفْرٌ جَدُّ الطرمَّاح:
أَلا قالَتْ بُهَيْشَةُ: مَا لِنَفْرٍ
…
أَراهُ غَيَّرتْ مِنْه الدُّهور؟
وَيُرْوَى بِهَيْسَةُ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا كَانُوا سُودَ الوجوهِ قِباحاً: وجوهُ البَهْش. وَفِي حَدِيثِ العُرَنيِّينَ:
اجْتَوَيْنا المدينةَ وانْبَهَشَتْ لحومُنا
، هو من ذلك.