المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

تُتَّخذ مِنْهُ الْمَوَائِدُ الْوَاسِعَةُ وَتُتَّخَذَ مِنْهُ الرَّحَالُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ وَوَصَفَ - لسان العرب - جـ ٦

[ابن منظور]

الفصل: تُتَّخذ مِنْهُ الْمَوَائِدُ الْوَاسِعَةُ وَتُتَّخَذَ مِنْهُ الرَّحَالُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ وَوَصَفَ

تُتَّخذ مِنْهُ الْمَوَائِدُ الْوَاسِعَةُ وَتُتَّخَذَ مِنْهُ الرَّحَالُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ وَوَصَفَ المَطايا:

يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ، مِنَ التَّزَعُّلِ،

مَيْسَ عُمانَ ورِحالَ الإِسْحِلِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَخبرني أَعرابي أَنه رَآهُ بِالطَّائِفِ، قَالَ: وإِليه يُنْسَبُ الزَّبِيبُ الَّذِي يُسَمَّى المَيْسَ. والمَيْسُ أَيضا: ضَرْبٌ مِنَ الكَرْمِ يَنْهَضُ عَلَى سَاقِ بَعْضِ النُّهُوضِ لَمْ يَتَفَرَّع كلُّه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَفِي حَدِيثِ

طَهْفَةَ: بأَكْوارِ المَيْسِ

، هُوَ شَجَرٌ صُلْب تُعْمَلُ مِنْهُ أَكوار الإِبل وَرِحَالُهَا. والمَيْسُ أَيضاً: الْخَشَبَةُ الطَّوِيلَةُ الَّتِي بَيْنَ الثَّوْرَيْنِ؛ قَالَ: هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ومَيَّاسٌ: فَرَسُ شَقِيقِ بنِ جَزْءٍ. ومَيْسانُ: لَيْلَةُ أَرْبَعَ عَشرَةَ. ومَيْسانُ: بَلَدٌ مِنْ كُوَرِ دَجْلَةَ أَو كُورَةٌ بسَواد الْعِرَاقِ، النَّسَبُ إِليه مَيْسانيٌّ، ومَيْسَنانيٌّ، الأَخيرة نادرة؛ وقال الْعَجَّاجُ:

خَوْدٌ تخالُ رَيْطَها المُدَقْمَسا،

ومَيْسَنانيّاً لَهَا مُمَيَّسَا

يَعْنِي ثِيَابًا تُنسج بِمَيْسانَ. مُمَيَّسٌ: مُذَيَّل لَهُ ذَيْل؛ وَقَوْلُ الْعَبْدِ:

ومَا قَرْيَةٌ، مِنْ قُرَى مَيْسَنانَ،

مُعْجِبَةٌ نَظَراً واتِّصافَا

إِنما أَراد مَيْسانَ فَاضْطَرَّ فَزَادَ النُّونَ. النَّضِرُ: يُسَمَّى الْوِشْبُ المَيْس، شَجَرَةٌ مُدَوَّرَةٌ تَكُونُ عِنْدَنَا بِبَلْخَ فِيهَا الْبَعُوضُ، وَقِيلَ: المَيْسُ شَجَرَةٌ وَهُوَ مِنْ أَجود الشَّجَرِ وأَصْلبِه وأَصْلحِه لِصَنْعَةِ الرَّحَالِ وَمِنْهَا تُتَّخَذُ رَحَالُ الشأْم، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ قَالَتِ الْعَرَبُ: المَيْسُ الرَّحْلُ. وَفِي النَّوَادِرِ: ماسَ اللَّه فِيهِمُ الْمَرَضَ يَمِيسُه وأَمَاسَه، فَهُوَ يُمِيسُه، وبَسَّه وثَنَّه أَي كثَّره فِيهِمَا.

‌فصل النون

نأمس: النأْمُوسُ، يُهْمز وَلَا يهمز: قُتْرةُ الصائد.

نبس: نَبَسَ يَنْبِسُ نَبْساً: هو أَقل الْكَلَامِ. وَمَا نَبَس أَي مَا تحركَتْ شَفَتَاهُ بِشَيْءٍ. وَمَا نَبَسَ بِكَلِمَةٍ أَي مَا تَكَلَّمَ، وَمَا نَبَّس أَيضاً، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

إِن كُنْت غيرَ صائدِي فَنبِّس

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ فِي صِفَةِ أَهل النَّارِ: فما يَنبِسيون عِنْدَ ذَلِكَ مَا هُوَ إِلا الزَّفِيرُ والشَّهِيقُ

أَي مَا يَنْطِقُونَ. وأَصل النَّبْسِ: الْحَرَكَةُ وَلَمْ يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ. وَرَجُلٌ أَنْبَسُ الوجْه: عابِسُه. ابْنُ الأَعرابي: النُّبُسُ المُسْرِعُون فِي حَوَائِجِهِمْ، والنُّبُسُ النَّاطقون. يُقَالُ: مَا نَبَس وَلَا رَتَمَ. وَقَالَ ابْنُ أَبي حَفْصَةَ: فَلَمْ يَنْبِسُ رَوبَةً حِينَ اشْتَدَّتِ السُّرَى؛ ابْنُ عَبْدِ اللَّه: أَي لَمْ يَنْطِقِ. ابْنُ الأَعرابي: السِّنْبِسُ السَّرِيعُ. وسَنْبَسَ إِذا أَسرع يُسَنْبِسُ شَنْبَسَةً؛ قَالَ: ورأَت أُم سِنْبِسٍ فِي النَّوْمِ قَبْلَ أَن تَلِدَهُ قَائِلًا يَقُولُ لَهَا:

إِذا وَلَدْتِ سِنْبِساً فأَنْبِسِي

أَنْبِسِي أَي أَسْرعي. قَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: السِّينُ فِي أَوّل سنْبس زَائِدَةٌ. يُقَالُ: نَبَسَ إِذا أَسرع، قَالَ: وَالسِّينُ مِنْ زَوَائِدِ الْكَلَامِ، قَالَ: ونَبَسَ الرَّجُلُ إِذا تَكَلَّمَ فأَسرع، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَنْبَسَ إِذا سكت ذلًا.

نبرس: النِّبْراسُ: المِصْباح والسِّراج، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنه ثُلَاثِيٌّ مُشْتَقٌّ مِنَ البِرْسِ الَّذِي هُوَ الْقُطْنُ. والنِّبْراس:

ص: 225

السِّنان الْعَرِيضُ. وَابْنُ نِبْراس: رَجُلٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

اللَّهُ يَعْلَمُ لَوْلَا أَنَّني فَرِقٌ

مِن الأَميرِ، لعَاتَبْتُ ابنَ نِبْراس

نَتَسَ: نَتَسَه يَنْتِسُهُ نَتْساً: نَتَفَه.

نجس: النَّجْسُ والنِّجْسُ والنَّجَسُ: القَذِرُ مِنَ النَّاسِ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَذِرْتَه. ونَجِسَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، يَنْجَسُ نَجَساً، فَهُوَ نَجِسٌ ونَجَسٌ، وَرَجُلٌ نَجِسٌ ونَجَسٌ، وَالْجَمْعُ أَنْجاسٌ، وَقِيلَ: النَّجَسُ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، رَجُلٌ نَجَسٌ وَرَجُلَانِ نَجَسٌ وَقَوْمٌ نَجَسٌ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ

؛ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا وجَمَعوا وأَنَّثوا فَقَالُوا أَنْجاسٌ ونِجْسَةٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: نَجَسٌ لَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ

؛ أَي أَنْجاسٌ أَخباث. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ النِّجْسِ الرِّجْس الخَبيثِ المُخْبِث.

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: زَعَمَ الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بِالنَّجِسِ وَلَمْ يَذْكُرُوا الرِّجْسَ فَتَحُوا النُّونَ وَالْجِيمَ، وإِذا بدؤوا بِالرِّجْسِ ثُمَّ أَتبعوه بِالنَّجِسِ كَسَروا النُّونَ، فَهُمْ إِذا قَالُوهُ مَعَ الرِّجْسِ أَتبعوه إِياه وَقَالُوا: رِجْسٌ نِجْسٌ، كَسُرُوا لِمَكان رِجْسٍ وثَنَّوا وَجَمَعُوا كَمَا قَالُوا: جَاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ، فإِذا أَفردوا قَالُوا بالطَّم فَفَتَحُوا، وأَنْجَسَه غيرُه ونَجَّسه بِمَعْنًى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ يَعْكِسُونَ فَيَقُولُونَ نِجْس رِجْسٌ فَيَقُولُونَهَا بِالْكَسْرِ لِمَكَانِ رِجْسٍ الَّذِي بَعْدَهُ، فإِذا أَفردوه قَالُوا نَجَسٌ، وأَما رِجْسٌ مُفْرَدًا فَمَكْسُورٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ؛ هَذَا عَلَى مَذْهَبِ الْفَرَّاءِ؛ وَهِيَ النَّجاسة، وَقَدْ أَنْجَسه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ

الْحَسَنِ فِي رَجُلٍ زَنَى بامرأَة تَزَوَّجَهَا فَقَالَ: هُوَ أَنْجَسَها وَهُوَ أَحق بِهَا

والنَّجِسُ: الدَّنِس. وَدَاءٌ نجِسٌ وناجِسٌ ونَجِيسٌ وعَقامٌ: لَا يبرأُ مِنْهُ، وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ صَاحِبُ الدَّاءِ. والنَّجْس: اتِّخَاذُ عُوذَةٍ لِلصَّبِيِّ، وَقَدْ نَجَّس لَهُ ونَجَّسَه: عَوّذَه؛ قَالَ:

وجارِيَةٍ مَلْبونَةٍ، ومُنَجِّسٍ،

وطارِقَةٍ فِي طَرْقِها لَمْ تُسَدِّد «2»

يَصِفُ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ أَنهم كَانُوا بَيْنَ متَكَهِّنٍ وحَدَّاس وراقٍ ومنَجِّس ومتَنَجِّم حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم. والنِّجاس: التَّعْوِيذُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: كأَنه الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ ابْنُ الأَعرابي: مِنَ المَعاذات التَّمِيمة والجُلْبَة والمنَجِّسة. وَيُقَالُ للمُعَوَّذِ: مُنَجَّس؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: قُلْتُ لَهُ: المُعَوَّذ لِمَ قِيلَ لَهُ منَجَّس وَهُوَ مأْخوذ مِنَ النَّجَاسَةِ؟ فَقَالَ: إِن لِلْعَرَبِ أَفعالًا تُخَالِفُ مَعَانِيهَا أَلفاظها، يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَنَجَّسُ إِذا فَعَلَ فِعْلًا يَخْرُجُ بِهِ مِنَ النَّجَاسَةِ كَمَا قِيلَ يَتَأَثَّم ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ إِذا فَعَلَ فِعْلًا يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الإِثْمِ والحَرَج والحِنْث. الْجَوْهَرِيُّ: والتَّنْجِيسُ شَيْءٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُهُ كَالْعُوذَةِ تُدْفَعُ بِهَا الْعَيْنُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وعَلَّقَ أنْجاساً عليَّ المُنَجِّس «3»

اللَّيْثُ: المُنَجَّسُ الَّذِي يعلَّق عَلَيْهِ عِظَامٌ أَو خِرَقٌ. وَيُقَالُ للمُعَوِّذ: منَجِّس، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يعلِّقون عَلَى الصَّبِيِّ وَمَنْ يَخَافُ عَلَيْهِ عُيُونَ الجن

(2). هذا البيت ورد في أَساس البلاغة على هذه الصورة:

وحازيةٍ ملبوسةٍ، ومنجّسٍ،

وطارقةٍ فِي طرقِها لم تُشدّدِ.

(3)

. قوله [وعلق إلخ] صدره كما في شرح القاموس:

وكان لدي كاهنان وحارث

ص: 226

الأَقْذارَ مِنْ خِرَقِ المَحِيض وَيَقُولُونَ: الْجِنُّ لَا تَقْرَبُهَا. ابْنُ الأَعرابي: النُّجُسُ المعَوِّذون، والجُنُس الْمِيَاهُ الْجَامِدَةُ. والمَنْجَسُ: جَلِيدَةٌ تُوضَعُ عَلَى حَزِّ الوَتَر.

نحس: النَّحْسُ: الْجُهْدُ والضُّر. والنَّحْسُ: خِلَافُ السَّعْدِ مِنَ النُّجُومِ وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ أَنْحُسٌ ونُحوسٌ. وَيَوْمٌ ناحِسٌ ونَحْسٌ ونَحِسٌ ونَحِيسٌ مِنْ أَيام نَواحِس ونَحْساتٍ ونَحِساتٍ، مَنْ جَعَلَهُ نَعْتًا ثَقَّلَهُ، وَمَنْ أَضاف الْيَوْمَ إِلى النَّحْسِ فَبِالتَّخْفِيفِ لَا غَيْرَ. وَيَوْمٌ نَحْسٌ وأَيام نَحْسٌ. وقرأَ أَبو عَمْرٍو:

فأَرسلنا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيام نَحْساتٍ

؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ جَمْعُ أَيام نَحْسَة ثُمَّ نَحْسات جَمْعُ الْجَمْعِ، وَقُرِئَتْ: فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ

، وَهِيَ المشؤومات عَلَيْهِمْ فِي الْوَجْهَيْنِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الرِّيحَ الْبَارِدَةَ إِذا دَبِرَتْ نَحْساً، وَقُرِئَ قَوْلِهِ تَعَالَى:

فِي يومٍ نَحْسٍ

، عَلَى الصِّفَةِ والإِضافةُ أَكثرُ وأَجودُ. وَقَدْ نَحِسَ الشيءُ، فَهُوَ نَحِسٌ أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أَنَّ إِخْوَتَهُمْ

طَيّاً وبَهْراءَ قَوْمٌ، نَصْرُهُمْ نَحِسُ

وَمِنْهُ قِيلَ: أَيام نَحِسات. والنَّحْسُ: الغُبار. يُقَالُ: هَاجَ النَّحْسُ أَي الْغُبَارُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:

إِذا هاجَ نَحْسٌ ذُو عَثانِينَ، والتَقَتْ

سَباريتُ أَغْفالٍ بِهَا الآلُ يَمْضَحُ

وَقِيلَ: النَّحْسُ الرِّيح ذَاتُ الغُبار، وَقِيلَ: الرِّيح أَيّاً كَانَتْ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وَفِي شَمُولٍ عُرِّضتْ للنَّحْسِ

والنَّحْسُ: شِدَّةُ البَرْد؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر:

كأَنَّ مُدامَةً عُرِضَتْ لِنَحْسٍ،

يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلالا

وَفَسَّرَهُ الأَصمعي فَقَالَ: لِنَحْسٍ أَي وُضِعت فِي رِيحٍ فَبَرَدَت. وشَفِيفُها: بَرْدها. وَمَعْنَى يُحِيل: يَصُب؛ يَقُولُ: بَرَدَهَا يَصُبُّ الْمَاءَ فِي الْحَلْقِ وَلَوْلَا بَرْدُهَا لَمْ يُشْرَبِ الْمَاءُ. والنِّحاسُ والنُّحاس: الطَّبيعة والأَصل والخَلِيقَة. ونِحاسُ الرَّجُلِ ونُحاسه: سَجِيَّته وطَبيعته. يُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ النِّحاس والنُّحاس أَيضاً، بِالضَّمِّ، أَي كِرِيمِ النِّجار؛ قَالَ لَبِيدٌ:

يَا أُيُّها السَّائلُ عَنْ نِحاسِي

قَالَ النَّحَّاسُ «1» :

وكَمْ فِينا، إِذا مَا المَحْلُ أَبْدى

نِحاسَ القَوْمِ، مِنْ سَمْحٍ هَضُومِ

والنِّحاسُ: ضَرْبٌ مِنَ الصُّفْر وَالْآنِيَةِ شديدُ الْحُمْرَةِ. والنُّحاس، بِضَمِّ النُّونِ: الدُّخانُ الَّذِي لَا لَهَبَ فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقُرِئَ

ونِحاسٍ

، قَالَ: النُّحاسُ الدُّخان؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:

يُضِيءُ كَضَوْء سِراجٍ السَّلِيطِ

لَمْ يَجْعَل اللَّهُ فِيهِ نُحاسا

قَالَ الأَزهري: وَهُوَ قَوْلُ جَمِيعِ الْمُفَسِّرِينَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّحاس الدُّخان الَّذِي يَعْلُو وتَضْعُف حَرَارَتُهُ وَيَخْلُصُ مِنَ اللَّهَبِ. ابْنُ بُزُرج: يَقُولُونَ النُّحاس، بِالضَّمِّ، الصُّفْر نَفْسُهُ، والنِّحاس، مَكْسُورٌ، دُخَّانُهُ. وَغَيْرُهُ يَقُولُ للدُّخان نُحاسٌ. ونَحَّسَ الأَخْبار وتَنَحَّسَها واسْتَنْحَسَها: تَنَدَّسَها وتَجَسَّسَها، واسْتَنْحَسَ عنها: طلبها وتَتَبَّعَها

(1). هكذا بالأَصل.

ص: 227

بِالِاسْتِخْبَارِ، يَكُونُ ذَلِكَ سِرًّا وَعَلَانِيَةً. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ:

فَجَعَلَ يَتَنَحَّس الأَخبار

أَي يَتَتَبَّع. وتَنَحَّس النَّصَارَى: تَرَكُوا أَكل الْحَيَوَانِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ وَلَا أَدري مَا أَصله.

نخس: نَخَسَ الدَّابَّةَ وَغَيْرَهَا يَنْخُسُها ويَنْخَسُها ويَنْخِسُها؛ الأَخيرتان عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، نَخْساً: غَرَزَ جَنْبَهَا أَو مُؤَخَّرَهَا بِعُودٍ أَو نَحْوِهِ، وَهُوَ النَّخْسُ. والنَّخَّاسُ: بَائِعُ الدَّوَابِّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لنَخْسِه إِياها حَتَّى تَنْشَط، وحِرْفته النِّخاسة والنَّخاسة، وَقَدْ يُسَمَّى بائعُ الرَّقِيقِ نَخَّاساً، والأَول هُوَ الأَصل. والنَّاخِسُ مِنَ الْوُعُولِ: الَّذِي نَخَسَ قَرْناه استَه مِنْ طُولِهِمَا، نَخَسَ يَنْخُسُ نَخْساً، وَلَا سِنّ فَوْقَ النَّاخِس. التَّهْذِيبُ: النَّخوسُ مِنَ الوُعول الَّذِي يَطُولُ قَرْنَاهُ حَتَّى يَبلغا ذَنبه، وإِنما يَكُونُ ذَلِكَ فِي الذُّكُورِ؛ وأَنشد:

يَا رُبَّ شَاةٍ فارِدٍ نَخُوسِ

ووَعْلٌ ناخِسٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:

وَحَرْب ضَرُوس بِهَا ناخِسٌ،

مَرَيْتُ بِرُمْحِي فَكَانَ اعْتِساسَا

وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: أَنه نَخَسَ بَعِيرَهُ بِمِحْجَنٍ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا نَخَسَه الشَّيْطَانُ حِينَ يُولدُ إِلا مَرْيم وَابْنَهَا.

والنَّاخِسُ: جَرَبٌ يَكُونُ عِنْدَ ذَنب الْبَعِيرِ، بعِير مَنْخُوسٌ؛ واسْتَعار ساعدةُ ذَلِكَ للمرأَة فَقَالَ:

إِذا جَلَسَتْ فِي الدَّار، حَكَّتْ عِجَانَها

بِعُرْقُوبِها مِنْ ناخِسٍ مُتَقَوّب

والنَّاخِسُ: الدَّائرة الَّتِي تَكُونُ عَلَى جاعِرتَي الْفَرَسِ إِلى الفَائلَتَينِ وتُكره. وَفَرَسٌ مَنْخُوسٌ، وَهُوَ يُتَطَيَّر بِهِ. الصِّحَاحُ: دَائِرَةُ النَّاخِسِ هِيَ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ جاعِرَتَي الْفَرَسِ. التَّهْذِيبُ: النِّخاس دَائِرَتَانِ تَكُونَانِ فِي دَائِرَةِ الفَخِذَين كَدَائِرِ كتِف الإِنسان، وَالدَّابَّةُ مَنْخُوسَةً يُتَطَيَّر مِنْهَا. والنَّاخِسُ: ضاغِطٌ يُصِيبُ الْبَعِيرَ فِي إِبطه. ونِخاسَا الْبَيْتِ: عَمُوداه وَهُمَا في الرُّوَاق من جانبي الأَعْمِدَة، وَالْجَمْعُ نُخُسٌ. والنِّخاسة والنِّخاس: شَيْءٌ يُلْقَمُه خَرْقُ البَكْرة إِذا اتَّسَعَتْ وقَلِقَ مِحْوَرها، وَقَدْ نَخَسَها يَنْخَسُها ويَنْخُسُها نَخْساً، فَهِيَ مَنْخُوسة ونَخِيس. وَبَكَرَةٌ نَخِيسٌ: اتَّسَعَ ثُقْب مِحْورها فَنُخِسَتْ بِنِخاس؛ قَالَ:

دُرْنا ودارتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ،

لَا ضَيْقَةُ المَجْرى وَلَا مَرُوسُ

وَسُئِلَ أَعرابي بنَجْد مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَهُوَ يَسْتَقِي وبَكْرتُه نَخِيسٌ، قَالَ السَّائِلُ: فَوَضَعْتُ إِصبعي عَلَى النِّخاسِ وَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ وأَردت أَن أَتَعرَّف مِنْهُ الْحَاءَ وَالْخَاءَ، فَقَالَ: نِخاسٌ، بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ، فَقُلْتُ: أَليس قَالَ الشَّاعِرُ:

وبَكْرة نِحاسُها نُحَاسُ

فَقَالَ: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَولين. أَبو زَيْدٍ: إِذا اتَّسَعَتِ البَكْرة وَاتَّسَعَ خَرْقُهَا عَنْهَا «1» قِيلَ أَخَقَّتْ إِخْقَاقاً فَانْخَسُوها وانْخِسوها نَخْساً، وَهُوَ أَن يُسَدَّ مَا اتَّسَعَ مِنْهَا بِخَشَبَةٍ أَو حَجَرٍ أَو غَيْرِهِ. اللَّيْثُ: النِّخاسَةُ هِيَ الرُّقْعَةُ تَدْخُلُ فِي ثُقْب المِحْوَرِ إِذا اتَّسَعَ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّخِيس البَكْرة يَتَّسِعُ ثقبها الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الْمِحْوَرُ مِمَّا يأْكله الْمِحْوَرُ فيَعْمِدُونَ إِلى خَشَبَةٍ فيَثْقُبُونَ وَسَطَهَا ثُمَّ يُلْقمونها ذَلِكَ الثُّقْبَ الْمُتَّسِعَ، وَيُقَالُ لِتِلْكَ الْخَشَبَةِ: النِّخاس، بِكَسْرِ النُّونِ،

(1). قوله [عنها] عبارة القاموس: عن المحور.

ص: 228

وَالْبَكَرَةِ نَخِيسٌ. أَبو سَعِيدٍ: رأَيت غُدْراناً تناخَسُ، وَهُوَ أَن يُفْرِغَ بعضُها فِي بَعْضٍ كَتَنَاخُسِ الْغَنَمِ إِذا أَصابها الْبَرْدُ فاستدفأَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن قَادِمًا قَدِمَ عَلَيْهِ فسأَله عَنْ خِصْبِ الْبِلَادِ فحدَّثه أَن سَحَابَةً وَقَعَتْ فاخْضَرَّ لَهَا الأَرضُ وَفِيهَا غُدُرٌ تناخَسُ

أَي يَصُبُّ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ. وأَصل النَّخْسِ الدَّفْعُ وَالْحَرَكَةُ، وَابْنُ نَخْسَةٍ، ابْنُ الزَّانِيَةِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ «1» لِابْنِ زَنية ابْنُ نَخْسَةٍ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

أَنا الجِحاشِيُّ شَمَّاخٌ، وَلَيْسَ أَبي

لِنَخْسَةٍ لدَعِيٍّ غَيْرٍ مَوْجُودِ «2»

أَي مَتْرُوكٍ وَحْدَهُ، وَلَا يُقَالُ من هذا وحده. ونَخَسَ بِالرَّجُلِ: هَيَّجه وأَزعجه، وَكَذَلِكَ إِذا نَخَسُوا دابَّته وَطَرَدُوهُ؛ وأَنشد:

النَّاخِسينَ بِمَرْوانَ بِذِي خَشبٍ،

والمُقْحِمينَ بعُثمانَ عَلَى الدَّارِ

أَي نَخَسُوا بِهِ مِنْ خَلْفِهِ حَتَّى سَيَّروه مِنَ الْبِلَادِ مَطْرُوحًا. والنَّخِيسة: لَبن المَعَز والضَّأْن يُخْلَطُ بَيْنَهُمَا، وَهُوَ أَيضاً لَبَنُ النَّاقَةِ يُخْلَطُ بِلَبَنِ الشَّاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِذا صُبَّ لَبَنُ الضأْن عَلَى لَبَنِ الْمَاعِزِ فَهُوَ النَّخِيسة.

والنَخِيسَة: الزبدة.

ندس: النَّدْسُ: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ. وَرَجُلٌ نَدْسٌ ونَدُسٌ ونَدِسٌ أَي فَهِمٌ سَرِيعُ السَّمْعِ فَطِن. وَقَدْ نَدِسَ، بِالْكَسْرِ، يَنْدَسُ نَدَساً؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ الْعَالِمُ بالأُمور والأَخبار. اللَّيْثُ: النَّدْس السَّرِيعُ الِاسْتِمَاعِ لِلصَّوْتِ الْخَفِيِّ. قَالَ السِّيرَافِيُّ: والنَّدُسُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَخِفُّ عَلَيْهِمْ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْجَمْعُ نَدُسون، وَلَا يُكسَّر لِقِلَّةِ هَذَا الْبِنَاءِ فِي الأَسماء ولأَنه لَمْ يَتَمَكَّنْ فِيهَا لِلتَّكْسِيرِ كَفَعِلٍ، فَلَمَّا كَانَ كَذَلِكَ وَسُهِّلَتْ فِيهِ الْوَاوُ وَالنُّونُ، تَرَكُوا التَّكْسِيرَ وَجَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ. ابْنُ الأَعرابي: تَنَدَّسْتُ الْخَبَرَ وتَجَسَّسْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَنَدَّسَ عَنِ الأَخبار «3» : بَحَثَ عَنْهَا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ بِهِ مِثْلَ تحدَّست وتنطَّست. والندَس: الفِطْنة والكَيْس. الأَصمعي: الندْس الطعْن؛ قَالَ جَرِيرٌ:

نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ الْقَيْنَ بِالقَنَا،

ومَارَ دَمٌ مِنْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ

والمُنادَسَةُ: المُطاعَنَةُ. ونَدَسَه نَدْساً: طَعَنَهُ طَعْنًا خَفِيفًا، ورِماحٌ نَوادِسُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

ونَحْنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غارَةً،

تَمِيمَ بْنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا

ونَجْرانُ: مَدِينَةٌ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ؛ يُرِيدُ أَنهم أَغاروا عَلَيْهِمْ عِنْدَ الصَّبَاحِ، وَتَمِيمُ بْنُ مُرٍّ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاخْتِصَاصِ لِقَوْلِهِ نحن صبحنا؛ كقول آخر:

نَحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أَصْحابُ الجَمَل

وَكَقَوْلِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم:

نَحْنُ مَعاشِرَ الأَنْبِياء لَا نَرِثُ وَلَا نُورَثُ

، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَمِيمٌ بَدَلًا مِنْ آلِ نَجْرَانَ لأَن تَمِيمًا هِيَ الَّتِي غَزَتْ آلَ نَجْرَانَ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يَنْدُسُ الأَرضَ بِرِجْلِهِ

أَي يَضْرِبُ بِهَا. ونَدَسَه بِكَلِمَة. أَصابه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ مَثَلٌ بِقَوْلِهِمْ نَدَسَهُ بِالرُّمْحِ. وتَنَدَّسَ ماءُ البئر:

(1). قوله [ويقال إلخ] عبارة القاموس وشرحه: وابن نخسة، بالكسر، أَي ابن زنية. وفي التكملة مضبوط بالفتح.

(2)

. قوله [لنخسة] كذا بالأَصل وأَنشده شارح القاموس والأَساس بنخسة.

(3)

. قوله [وتندس عن الأَخبار إلخ] عبارة الجوهري نقلًا عن أَبي زيد: تندست الأَخبار وعن الأَخبار إِذا تخبرت عنها من حيث إلخ.

ص: 229

فَاضَ مِنْ جَوَانِبِهَا. والمِنْداسُ: المرأَة الْخَفِيفَةُ. وَمِنْ أَسماء الْخُنْفُسَاءِ: المَنْدُوسَة والفاسِياء.

نرس: النِّرْسِيانُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ يَكُونُ أَجوده، وَفِي التَّهْذِيبِ: نِرْسِيان وَاحِدَتُهُ نِرْسِيانَة، وَجَعَلَهُ ابْنُ قُتَيبة صِفَةً أَو بَدَلًا، فَقَالَ: تَمْرَةٌ نِرْسيانة، بِكَسْرِ النُّونِ. ونَرْسٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا. الأَزهري: فِي سَوَادِ الْعِرَاقِ قَرْيَةٌ يُقَالُ لَهَا نَرْسٌ تُحْمَلُ مِنْهَا الثِّيَابُ النَّرْسِيَّة، قَالَ: وَلَيْسَ وَاحِدٌ مِنْهَا عَرَبِيًّا، قَالَ: وأَهل الْعِرَاقِ يَضْرِبُونَ الزُّبْدَ بالنِّرْسِيان مَثَلًا لِمَا يُسْتطاب.

نرجس: النَّرْجِسُ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الرَّيَاحِينِ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ دَخِيلٌ. ونِرْجِس أَحْسَن إِذا أُعْرِبَ، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي الرُّبَاعِيِّ بِالْكَسْرِ، وَذَكَرَهُ فِي الثُّلَاثِيِّ بِالْفَتْحِ فِي تَرْجَمَةِ رجس.

نسس: النَّسُّ: المَضاءُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ السُّرْعَةَ فِي الوِرْدِ؛ قَالَ

سَوْقي حُدائي وصَفيري النَّسُ

اللَّيْثُ: النَّسُّ لُزُومُ المَضاء فِي كُلِّ أَمر وَهُوَ سُرْعَةُ الذَّهَابِ لوِرْدِ الْمَاءِ خَاصَّةً:

وبَلَد تُمْسي قَطاهُ نُسَّا

قَالَ الأَزهري: وَهِمَ اللَّيْثُ فِيمَا فَسَّر وَفِيمَا احْتَجَّ بِهِ، أَما النَّسُّ «4» فإِن شَمِرًا قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: النَّس السَّوْقُ الشَّدِيدُ، والتَّنْساس السَّيْرُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

وقَدْ نَظَرْتُكمُ إِيناءَ صادِرَةٍ

لِلْخِمْسِ، طَالَ بِهَا حَوْزي وتَنْساسي

لَمّا بَدا ليَ مِنْكُم عَيْبُ أَنْفُسِكُمْ،

وَلَمْ يَكُنْ لِجِراحي عِنْدَكُمْ آسِي،

أَزْمَعْتُ أَمْراً مُرْيِحاً مِنْ نَوالِكُمُ

ولَنْ تَرى طارِداً لِلْمَرْءِ كالْياسِ «5»

يَقُولُ: انْتَظَرْتُكُمْ كَمَا تَنْتظر الإِبلُ الصَّادِرَةُ الَّتِي تَرِدُ الخِمْس ثُمَّ تُسْقى لتَصْدُر. والإِيناءُ: الِانْتِظَارُ. وَالصَّادِرَةُ، الرَّاجِعَةُ عَنِ الْمَاءِ؛ يَقُولُ: انْتَظَرْتُكُمْ كَمَا تَنْتظرُ هَذِهِ الإِبلُ الصادرةُ الإِبل الخوامسَ لِتَشْرَبَ مَعَهَا. والحَوْز: السَّوْقُ قَلِيلًا قَلِيلًا. والتَّنْساس: السَّوْقُ الشَّدِيدُ، وَهُوَ أَكثر مِنَ الحَوْز. ونَسْنَس الطَّائِرُ إِذا أَسرع فِي طَيَرانِه. ونَسَّ الإِبل يَنُسُّها نَسّاً ونَسْنَسَها: سَاقَهَا؛ والمِنَسَّةُ مِنْهُ، وَهِيَ الْعَصَا الَّتِي تَنُسُّها بِهَا، عَلَى مِفْعَلةٍ بِالْكَسْرِ، فإِن هُمِزَتْ كَانَ مِنْ نَسَأْتُها، فأَما المِنْسَأَة «6» الَّتِي هِيَ الْعَصَا فَمِنْ نَسَأْتُ أَي سُقْتُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: نَسَّ الإِبلَ أَطلقها وحَلَّها. الْكِسَائِيُّ: نَسَسْتُ الناقةَ وَالشَّاةَ أَنُسُّها نَسّاً إِذا زَجَرْتَهَا فَقُلْتَ لَهَا: إِسْ إِسْ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَسَسْتُ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: نَسَّسْتُ الصَّبِيَّ تَنْسِيساً، وَهُوَ أَن تَقُولَ لَهُ: إِسْ إِسْ ليبولَ أَو يَخْرَأَ. اللَّيْثُ: النَّسِيسَةُ فِي سُرْعَةِ الطَيران. يُقَالُ: نَسْنَسَ ونَصْنَصَ. والنَّسُّ: اليُبْس، ونَسَّ اللحمُ والخبزُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نُسُوساً ونَسِيساً: يَبِسَ؛ قَالَ:

وبَلَد تُمْسِي قَطاهُ نُسَّا

أَي يَابِسَةً مِنَ الْعَطَشِ. والنَّسُّ هَاهُنَا لَيْسَ مِنَ النَّسِّ الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى السَّوْقِ وَلَكِنَّهَا الْقَطَا الَّتِي عطشت

(4). قوله [أَما النس إلخ] لم يأت بمقابل أَما، وهو بيان الوهم فيما احتج به وسيأتي بيانه عقب إِعادة الشطر المتقدم.

(5)

. لهذه الأَبيات رواية أُخرى تختلف عن هذه الرواية.

(6)

. قوله [فإن همزت إلخ، وقوله فأَما المنسأة إلخ] كذا بالأَصل.

ص: 230

فكأَنها يَبِست مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ. وَيُقَالُ: جَاءَنَا بِخُبْزٍ ناسٍّ وناسَّةٍ «1» وَقَدْ نَسَّ الشيءُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نَسّاً. وأَنْسَسْتُ الدَّابَّةَ: أَعطشتها. وناسَّةُ والنَّاسَّة؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: مِنْ أَسماء مَكَّةَ لِقِلَّةِ مَائِهَا، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي مَكَّةَ النَّاسَّة لأَن مَنْ بَغَى فِيهَا أَو أَحدث فِيهَا حَدَثًا أُخرج عَنْهَا فكأَنها سَاقَتْهُ وَدَفَعَتْهُ عَنْهَا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ:

حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا

قَالَ: المَنْسُوسُ الْمَطْرُودُ والعَوْمَجُ الْحَيَّةُ. والنَّسِيسُ: المَسوق؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه كَانَ يَنُسُّ أَصحابه

أَي يَمْشِي خَلْفَهُمْ. وَفِي النِّهَايَةِ: وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم،

كَانَ يَنُسُّ أَصحابه

أَي يَسُوقُهُمْ يقدِّمهم وَيَمْشِي خَلْفَهُمْ. والنَّسُّ: السَّوْقُ الرَّفِيقُ. وَقَالَ شَمِرٌ: نَسْنَسَ ونَسَّ مِثْلَ نَشَّ ونَشْنَشَ، وَذَلِكَ إِذا سَاقَ وَطَرَدَ، وَحَدِيثُ

عُمَرَ: كَانَ يَنُسُّ النَّاسَ بَعْدَ الْعَشَاءِ بالدِّرَّة وَيَقُولُ: انْصَرِفُوا إِلى بُيُوتِكُمْ

؛ وَيُرْوَى بِالشِّينِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. ونَسَّ الحطبُ يَنِسُّ نُسُوساً: أَخرجت النَّارُ زَبَدَه عَلَى رأْسه، ونَسِيسه: زَبَدُه وَمَا نَسَّ مِنْهُ. والنَّسِيسُ والنَّسِيسَة: بَقِيَّةُ النَّفْسِ ثُمَّ اسْتَعْمَلَ فِي سِواه؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لأَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ يَصِفُ أَسداً:

إِذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بِقِرْنٍ،

فَقَدْ أَوْدى، إِذا بَلَغَ النَّسِيس

كأَنَّ، بِنَحْرِهِ وَبِمَنْكِبَيْهِ،

عَبِيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوس

وَقَالَ: أَراد بَقِيَّةَ النَّفْسِ بَقِيَّةَ الرُّوحِ الَّذِي بِهِ الْحَيَاةُ، سُمِّيَ نَسيساً لأَنه يُسَاقُ سُوقًا، وَفُلَانٌ فِي السِّياق وَقَدْ سَاقَ يَسُوق إِذا حَضَرَ رُوحَه الموتُ. وَيُقَالُ: بَلَغَ مِنَ الرَّجُلِ نَسِيسُه إِذا كَانَ يَمُوتُ، وَقَدْ أَشرف عَلَى ذَهَابِ نَكِيثَتِه وَقَدْ طُعِنَ فِي حَوْصِه مِثْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ شَنَقْتُها بِجَبُوبَة حَتَّى سَكَنَ نَسِيسُها

أَي مَاتَتْ. والنَّسِيسُ: بَقِيَّةُ النَّفْسِ. ونَسِيس الإِنسانِ وَغَيْرِهِ ونَسْناسه، جَمِيعًا: مَجْهُودُهُ، وَقِيلَ: جُهْدُهُ وَصَبْرُهُ؛ قَالَ:

ولَيْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أَطْباقْ،

قَطَعْتُها بِذاتِ نَسناسٍ باقْ

النَّسْناسُ: صَبْرُهَا وَجَهْدُهَا؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الْغَنَوِيَّ يَقُولُ: نَاقَةٌ ذَاتُ نَسْناسٍ أَي ذَاتُ سَيْرِ باقٍ، وَقِيلَ: النَّسِيسُ الْجُهْدُ وأَقصى كُلِّ شَيْءٍ. اللَّيْثُ: النَّسِيسُ غَايَةُ جُهْدِ الإِنسان؛ وأَنشد:

بَاقِي النَّسِيسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْنِ

ونَسَّت الجُمَّةُ: شَعِثَتْ. والنَّسْنَسَةُ: الضَّعْفُ. والنِّسْناس والنَّسْناس: خَلْقٌ فِي صُورَةِ النَّاسِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ لِضَعْفِ خَلْقِهِمْ. قَالَ كُرَاعٌ: النِّسْناسُ والنَّسناس فِيمَا يُقَالُ دَابَّةٌ فِي عِدادِ الْوَحْشِ تُصَادُ وَتُؤْكَلُ وَهِيَ عَلَى شَكْلِ الإِنسان بِعَيْنٍ وَاحِدَةٍ وَرِجْلٍ وَيَدٍ تَتَكَلَّمُ مِثْلَ الإِنسان. الصِّحَاحُ: النِّسْناس والنَّسْناس جِنْسٌ مِنَ الْخَلْقِ يَثبُ أَحَدُهم عَلَى رِجْلٍ واحدةٍ. التَّهْذِيبُ: النِّسْناسُ والنَّسْناس خَلْق عَلَى صُورَةِ بَنِي آدَمَ أَشبهوهم فِي شَيْءٍ وَخَالَفُوهُمْ فِي شَيْءٍ وَلَيْسُوا مِنْ بَنِي آدَمَ، وَقِيلَ: هُمْ مِنْ بَنِي آدَمَ. وَجَاءَ فِي حديثٍ:

أَنَّ حَيّاً مِنْ قَوْمِ عَادٍ عَصَوْا رَسُولَهُمْ فَمَسْخَهُمُ اللَّه نَسْناساً، لِكُلِّ إِنسان مِنْهُمْ يَدٍ وَرِجْلٍ مِنْ شِقٍّ وَاحِدٍ، يَنْقُزُون كَمَا يَنْقُزُ الطَّائِرُ ويَرْعَوْن كما ترعى البهائم

،

(1). قوله [ناس وناسة] كذا بالأَصل.

ص: 231

وَنُونُهَا مَكْسُورَةٌ وَقَدْ تُفْتَحُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ

أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيَ النِّسْناسُ، قِيلَ: مَنِ النِّسْناسُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالنَّاسِ وَلَيْسُوا مِنَ النَّاسِ

، وَقِيلَ: هُمُ يأْجوج ومأْجوج. ابْنُ الأَعرابي: النُّسُسُ الأُصول الرديّئَة. وَفِي النَّوَادِرِ: رِيحٌ نَسْناسَةٌ وسَنْسَانَةٌ بارِدَةٌ، وَقَدْ نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إِذا هَبَّتْ هُبُوبًا بَارِدًا. وَيُقَالُ: نَسْناسٌ مِن دُخان وسَنْسانٌ يُرِيدُ دُخَّانَ نَارٍ. والنَّسِيسُ: الْجُوعُ الشَّدِيدُ. والنِّسْناسُ، بِكَسْرِ النُّونِ: الْجُوعُ الشَّدِيدُ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ، وأَما ابْنُ الأَعرابي فَجَعَلَهُ وَصْفًا وَقَالَ: جُوعٌ نِسْناسٌ، قَالَ: وَنَعْنِي به الشديد؛ وأَنشد:

أَخْرَجَها النِّسْناسُ مِنْ بَيْت أَهْلِها

وأَنشد كُرَاعٌ:

أَضَرَّ بِهَا النِّسْناسُ حَتَّى أَحَلَّها

بِدارِ عَقِيلٍ، وابْنُها طاعِمٌ جَلْدُ

أَبو عَمْرٍو: جُوعٌ مُلَعْلِعٌ ومُضَوِّرٌ ونِسْناسٌ ومُقَحِّزٌ ومُمَشْمِش بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والنَّسِيسَةُ: السَّعْيُ بَيْنَ النَّاسِ. الْكِلَابِيُّ: النَّسِيسة الإِيكالُ بَيْنَ النَّاسِ. والنَّسائسُ: النَّمائم. يُقَالُ: آكَلَ بَيْنَ النَّاسِ إِذا سَعَى بَيْنَهُمْ بالنَّمائم، وَهِيَ النَّسائِسُ جَمْعُ نَسِيسة. وَفِي حَدِيثِ

الْحَجَّاجِ: مِنْ أَهل الرَّسِّ والنَّسِ

، يُقَالُ: نَسَّ فُلَانٌ لِفُلَانٍ إِذا تَخَبَّر. والنَّسِيسَة: السِّعاية.

نسطس: فِي حَدِيثِ

قَسٍّ: كحذْوِ النِّسْطاس

؛ قِيلَ: إِنه رِيشُ السَّهْمِ وَلَا تَعْرِفُ حَقِيقَتَهُ، وَفِي رِوَايَةٍ:

كحدِّ النِّسْطاس.

نشس: النَّشْسُ: لُغَةٌ فِي النَّشْزِ وَهِيَ الرُّبْوَةُ مِنَ الأَرض. وامرأَة ناشِس: نَاشِزٌ، وهي قليلة.

نطس: رَجُلٌ نَطْس ونَطُسٌ ونَطِسٌ ونَطِيس ونِطاسِيٌّ: عَالِمٌ بالأُمور حَاذِقٌ بِالطِّبِّ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ بِالرُّومِيَّةِ النِّسْطاسُ، يُقَالُ: مَا أَنْطَسَه؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:

فهَلْ لَكُمُ فِيهَا إِليَّ فَإِنَّني

طَبِيبٌ بِمَا أَعْيا النِّطاسِيَّ حِذْيَما

أَراد ابْنَ حَذْيَمٍ كَمَا قَالَ:

يَحْمِلْنَ عَبَّاس بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبْ

يَعْنِي عبدَ اللَّه بنَ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما. والنُّطُسُ: الأَطباء الحُذَّاق. وَرَجُلٌ نَطِس ونَطُس: لِلْمُبَالِغِ فِي الشَّيْءِ. وتَنَطَّسَ عَنِ الأَخبار: بَحَثَ. وَكُلُّ مُبالغ فِي شَيْءٍ مُتَنَطِّس. وتَنَطَّسْتُ الأَخبار: تَجَسَّسْتُها. والنَّاطِسُ: الْجَاسُوسُ. وتَنَطَّس: تَقَزَّزَ وتَقَذَّرَ. والتَنَطُّسُ: الْمُبَالَغَةُ فِي التَّطَهُّرِ. والتَنَطُّس: التَقَذُّرُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه خَرَجَ مِنَ الخَلاء فَدَعَا بِطَعَامٍ فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: لَوْلَا التَّنَطُّس مَا بَالَيْتُ أَن لا أَغْسِل يَدِي

؛ قَالَ الأَصمعي: وَهُوَ الْمُبَالَغَةُ فِي الطُّهُور والتَّأَنُّق فِيهِ. وَكُلُّ مَنْ تَأَنَّق فِي الأُمور وَدَقَّقَ النَّظَرَ فِيهَا، فَهُوَ نَطِس ومُتَنَطِّس؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ أَدَقّ النَّظَرَ فِي الأُمور واسْتَقصى عَلَيْهَا، فَهُوَ مُتَنَطِّس، وَقَدْ نَطِس، بِالْكَسْرِ، نَطَساً؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلطَّبِيبِ: نِطاسِيٌّ ونِطِّيس مِثْلُ فِسِّيقٍ، وَذَلِكَ لِدِقَّةِ نَظَرِهِ فِي الطِّبِّ؛ وَقَالَ الْبُعَيْثُ بْنُ بِشْرٍ يَصِفُ شَجَّة أَو جِرَاحَةً:

إِذا قاسَها الآسِي النِّطاسِيُّ أَدْبَرَتْ

غَثِيثَتُها، وازْدادَ وَهْياً هُزُومُها

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَرَوَى النِّطاسِي، بِفَتْحِ النُّونِ؛

ص: 232

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

وقَدْ أَكُونُ مَرَّةً نِطِّيسا،

طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْرِيسا

قَالَ: النِّقْريس قَرِيبُ الْمَعْنَى مِنَ النِّطِّيس وَهُوَ الفَطِنُ للأُمور الْعَالِمُ بِهَا. أَبو عَمْرٍو: امرأَة نَطِسَة عَلَى فَعِلَةٍ إِذَا كَانَتْ تَنَطَّس مِنَ الفُحْشِ أَي تَقَزَّزُ. وإِنه لَشَدِيدُ التَّنَطُّس أَي التَّقَزُّز. ابْنُ الأَعرابي: المُتَنَطِّس والمُتَطَرِّسُ المتَنَوِّقُ المُخْتار. وَقَالَ: النَّطَس الْمُبَالَغَةُ فِي الطَّهَارَةِ، والنَّدَس الفِطْنة والكَيْس.

نعس: قَالَ اللَّه تَعَالَى: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ

؛ النُّعاسُ: النَّوْمُ، وَقِيلَ: هُوَ مُقَارَبَتُهُ، وَقِيلَ: ثَقْلَتُه. نَعَسَ «1» يَنْعُس نُعاساً، وَهُوَ ناعِس ونَعْسانُ. وَقِيلَ: لَا يُقَالُ نَعْسانُ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَا أَشتهيها، وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ نَعْسانُ وامرأَة نَعْسى، حَمَلُوا ذَلِكَ عَلَى وسْنان ووَسْنى، وَرُبَّمَا حَمَلُوا الشيءَ عَلَى نَظَائِرِهِ وأَحسن مَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ. والنُّعاس: الوَسَنُ؛ قَالَ الأَزهري: وَحَقِيقَةُ النُّعاس السِّنَةُ مِنْ غَيْرِ نَوْمٍ كَمَا قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرَّقَّاعِ:

وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ

فِي عَيْنِه سِنَةٌ، ولَيْس بنائِمِ

ونَعَسْنا نَعْسَة وَاحِدَةً وامرأَة ناعِسَة ونَعَّاسَةٌ ونَعْسى ونَعُوسٌ. وَنَاقَةٌ نَعُوسٌ: غَزِيرَةٌ تَنْعُس إِذا حُلبت؛ وَقَالَ الأَزهري: تُغَمِّضُ عَيْنَهَا عِنْدَ الْحَلْبِ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ نَاقَةً بالسَّماحة بالدَّرِّ وأَنها إِذا دَرَّتْ نَعَسَت:

نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ، جَرُوزٌ إِذا غَدَتْ،

بُوَيْزِلُ عامٍ أَو سَديسٌ كَبازِلِ

الجَرُوزُ: الشَّدِيدَةُ الأَكل، وَذَلِكَ أَكثَرُ لِلَبَنِها. وبُوَيْزِلُ عامٍ أَي بَزَلَتْ حَدِيثًا، وَالْبَازِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَهُ تِسْعُ سِنِينَ، وَقَوْلُهُ أَو سديد كَبَازِلِ، السَّدِيسُ دُونَ الْبَازِلِ بِسَنَةٍ، يَقُولُ: هِيَ سَدِيسٌ، وَفِي الْمَنْظَرِ كَالْبَازِلِ. والنَّعْسَةُ: الخَفْقَةُ. وَالْكَلْبُ يُوصَفُ بِكَثْرَةِ النُّعاس؛ وَفِي الْمَثَلِ: مَطْلٌ كنُعاس الكَلْبِ أَيْ مُتَّصِلٌ دَائِمٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّعْس لِينُ الرأْي وَالْجِسْمِ وضَعْفُهُما. أَبو عَمْرٍو: أَنْعَسَ الرَّجُل إِذا جَاءَ بِبَنِينَ كُسالى. ونَعَسَت السُّوقُ إِذا كَسَدَتْ، وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن كَلِمَاتِهِ بَلغَتْ نَاعُوسَ البَحْر

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى كَذَا وَقَعَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَفِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ

قاموسَ الْبَحْرِ

، وَهُوَ وَسَطُهُ ولُجَّته، وَلَعَلَّهُ لَمْ يجوِّد كَتْبتَه فصحَّفه بَعْضُهُمْ، قَالَ: وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ أَصلًا في مسند إِسحق الَّذِي رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرَ أَنه قَرنَه بأَبي مُوسَى وَرِوَايَتِهِ، فَلَعَلَّهَا فِيهَا قَالَ: وإِنما أُورِدُ نحوَ هَذِهِ الأَلفاظ لأَن الإِنسان إِذا طَلَبَهُ لَمْ يَجِدْهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ فَيَتَحَيَّرُ فإِذا نَظَرَ فِي كِتَابِنَا عَرَفَ أَصله ومعناه.

نفس: النَّفْس: الرُّوحُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ لَيْسَ مِنْ غَرَضِ هَذَا الكتاب، قال أَبو إِسحق: النَّفْس فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَجْرِي عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما قَوْلُكَ خَرَجَتْ نَفْس فُلَانٍ أَي رُوحُه، وَفِي نَفْس فُلَانٍ أَن يَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا أَي فِي رُوعِه، والضَّرْب الْآخَرُ مَعْنى النَّفْس فِيهِ مَعْنى جُمْلَةِ الشَّيْءِ وَحَقِيقَتِهِ، تَقُولُ: قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نَفْسَه أَي أَوْقَعَ الإِهْلاك بِذَاتِهِ كلِّها وحقيقتِه، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ

(1). قوله [نَعَسَ] من باب قَتَلَ كما في المصباح والبصائر لصاحب القاموس، ومن باب مَنَعَ كما في القاموس.

ص: 233

أَنْفُس ونُفُوس؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ فِي مَعْنَى النَّفْس الرُّوحِ:

نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ،

وَلَمْ يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِحُذَيْفَةَ بْنِ أَنس الْهُذَلِيِّ وَلَيْسَ لأَبي خِرَاشٍ كَمَا زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ، وَقَوْلُهُ نَجَا سَالِمٌ وَلَمْ يَنْجُ كَقَوْلِهِمْ أَفْلَتَ فلانٌ وَلَمْ يُفْلِتْ إِذا لَمْ تُعَدَّ سلامتُه سَلَامَةً، وَالْمَعْنَى فِيهِ لَمْ يَنْجُ سالِمٌ إِلا بِجَفْنِ سيفِه ومئزرِه وَانْتِصَابُ الْجَفْنِ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ أَي لَمْ يَنْجُ سَالِمٌ إِلا جَفْنَ سَيْفٍ، وَجَفْنُ السَّيْفِ مُنْقَطِعٌ مِنْهُ، وَالنَّفْسُ هَاهُنَا الرُّوحُ كَمَا ذُكِرَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فَاظَتْ نَفْسُه؛ وَقَالَ الشَّاعِرِ:

كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ،

إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ

قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: النَّفْس الرُّوحُ، والنَّفْس مَا يَكُونُ بِهِ التَّمْيِيزُ، والنَّفْس الدَّمُ، والنَّفْس الأَخ، والنَّفْس بِمَعْنَى عِنْد، والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ مَا يَكُونُ بِهِ التَّمْيِيزُ فَشاهِدُهُما قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها

، فالنَّفْس الأُولى هِيَ الَّتِي تَزُولُ بِزَوَالِ الْحَيَاةِ، والنَّفْس الثَّانِيَةُ الَّتِي تَزُولُ بِزَوَالِ الْعَقْلِ؛ وأَما النَّفْس الدَّمُ فَشَاهِدُهُ قَوْلُ السموأَل:

تَسِيلُ عَلَى حَدِّ الظُّبَاتِ نُفُوسُنَا،

ولَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ

وإِنما سُمِّيَ الدَّمُ نَفْساً لأَن النَّفْس تَخْرُجُ بِخُرُوجِهِ، وأَما النَّفْس بِمَعْنَى الأَخ فَشَاهِدُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ

، وأَما الَّتِي بِمَعْنَى عِنْد فَشَاهِدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ

؛ أَي تَعْلَمُ مَا عِنْدِي وَلَا أَعلم مَا عِنْدَكَ، والأَجود فِي ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ الأَنباري: إِن النَّفْس هُنَا الغَيْبُ، أَي تَعْلَمُ غَيْبِي لأَن النَّفْس لَمَّا كَانَتْ غَائِبَةً أُوقِعَتْ عَلَى الغَيْبِ، وَيَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَوْلِهِ فِي آخِرِ الْآيَةِ قَوْلُهُ: إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، كأَنه قَالَ: تَعْلَمُ غَيْبي يَا عَلَّام الغُيُوبِ. وَالْعَرَبُ قَدْ تَجْعَلُ النَّفْس الَّتِي يَكُونُ بِهَا التَّمْيِيزُ نَفْسَيْن، وَذَلِكَ أَن النَّفْس قَدْ تأْمره بِالشَّيْءِ وَتَنْهَى عَنْهُ، وَذَلِكَ عِنْدَ الإِقدام عَلَى أَمر مَكْرُوهٍ، فَجَعَلُوا الَّتِي تأْمره نَفْساً وَجَعَلُوا الَّتِي تَنْهَاهُ كأَنها نَفْسٌ أُخرى؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وَفِي العَيْشِ فُسْحَةٌ،

أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لَا يَطُورُها؟

وأَنشد الطَّوْسِيُّ:

لمْ تَدْرِ مَا لَا؛ ولَسْتَ قائِلَها،

عُمْرَك مَا عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ

وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً

فِيهَا وَفِي أُخْتِها، وَلَمْ تَكَدِ

وَقَالَ آخَرُ:

فَنَفْسَايَ نَفسٌ قَالَتِ: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ،

تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها

ونَفْسٌ تَقُولُ: اجْهَدْ نَجَاءَكَ، لا تَكُنْ

كَخَاضِبَةٍ لَمْ يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا

والنَّفْسُ يعبَّر بِهَا عَنِ الإِنسان جَمِيعِهِ كَقَوْلِهِمْ: عِنْدِي ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ. وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ

؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ

؛ أَي تَعْلَمُ مَا أُضْمِرُ وَلَا أَعلم مَا فِي نَفْسِكَ أَي لَا أَعلم مَا حقِيقَتُك وَلَا مَا عِنْدَكَ عِلمُه، فالتأَويل تعلَمُ مَا أَعلَمُ وَلَا أَعلَمُ مَا تعلَمُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:

ص: 234

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ*

؛ أَي يُحَذِّرُكُمْ إِياه، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها

؛ رُوِيَ عَنِ

ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسان: إِحداهما نَفْس العَقْل الَّذِي يَكُونُ بِهِ التَّمْيِيزُ، والأُخرى نَفْس الرُّوح الَّذِي بِهِ الْحَيَاةُ.

وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري: مِنَ اللُّغَوِيِّينَ مَنْ سَوَّى النَّفْس والرُّوح وَقَالَ هُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ إِلا أَن النَّفْس مُؤَنَّثَةٌ والرُّوح مُذَكَّرٌ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ الرُّوحُ هُوَ الَّذِي بِهِ الْحَيَاةُ، والنَّفْس هِيَ الَّتِي بِهَا الْعَقْلُ، فإِذا نَامَ النَّائِمُ قَبَضَ اللَّه نَفْسه وَلَمْ يَقْبِضْ رُوحه، وَلَا يَقْبِضُ الرُّوحَ إِلا عِنْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: وَسُمِّيَتِ النَّفْسُ نَفْساً لِتَوَلُّدِ النَّفَسِ مِنْهَا وَاتِّصَالِهِ بِهَا، كَمَا سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ مَوْجُودٌ بِهِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لِكُلِّ إِنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس التَّمْيِيزِ وَهِيَ الَّتِي تُفَارِقُهُ إِذا نَامَ فَلَا يَعْقِلُ بِهَا يَتَوَفَّاهَا اللَّه كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى، والأُخرى نَفْسُ الْحَيَاةِ وإِذا زَالَتْ زَالَ مَعَهَا النَّفَسُ، وَالنَّائِمُ يَتَنَفَّسُ، قَالَ: وَهَذَا الْفَرْقُ بَيْنَ تَوَفِّي نَفْس النَّائِمِ فِي النَّوْمِ وتَوفِّي نَفْس الْحَيِّ؛ قَالَ: وَنَفْسُ الْحَيَاةِ هِيَ الرُّوح وَحَرَكَةُ الإِنسان ونُمُوُّه يَكُونُ بِهِ، والنَّفْس الدمُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا لَيْسَ لَهُ نَفْس سَائِلَةٌ فإِنه لَا يُنَجِّس الْمَاءَ إِذا مَاتَ فِيهِ

، وَرُوِيَ عَنِ

النَّخَعِيِّ أَنه قَالَ: كلُّ شَيْءٍ لَهُ نَفْس سَائِلَةٌ فَمَاتَ فِي الإِناء فإِنه يُنَجِّسه

، أَراد كُلَّ شَيْءٍ لَهُ دَمٌ سَائِلٌ، وَفِي النِّهَايَةِ عَنْهُ:

كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْس سَائِلَةٌ فإِنه لَا يُنَجِّس الْمَاءَ إِذا سَقَطَ فِيهِ

أَي دَمٍ سَائِلٍ. والنَّفْس: الجَسَد؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يُحَرِّض عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ عَلَى بَنِي حَنِيفَةَ وَهُمْ قتَلَة أَبيه الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ يَوْمَ عَيْنِ أَباغٍ وَيَزْعُمُ أَن عَمْرو بْنَ شِمْرٍ «2» الْحَنَفِيَّ قَتَلَهُ:

نُبِّئْتُ أَن بَنِي سُحَيْمٍ أَدْخَلوا

أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر

فَلَبئسَ مَا كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ

شمرٌ وَكَانَ بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ

والتامُورُ: الدَّمُ، أَي حَمَلُوا دَمَهُ إِلى أَبياتهم وَيُرْوَى بَدَلَ رَهْطِهِ قَوْمَهُ وَنَفْسَهُ. اللِّحْيَانِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ رأَيت نَفْساً وَاحِدَةً فَتُؤَنِّثُ وَكَذَلِكَ رأَيت نَفْسَين فإِذا قَالُوا رأَيت ثَلَاثَةَ أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الْعَدَدِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ التذكير في الواحد وَالِاثْنَيْنِ والتأْنيث فِي الْجَمْعِ، قَالَ: حُكِيَ جَمِيعُ ذَلِكَ عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا ثَلَاثَةُ أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عِنْدَهُمْ إِنْسَانٌ فَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ الإِنسان، أَلا تَرَى أَنهم يَقُولُونَ نَفْس وَاحِدٌ فَلَا يُدْخِلُونَ الْهَاءَ؟ قَالَ: وَزَعَمَ يُونُسُ عَنْ رُؤْبَةَ أَنه قَالَ ثَلَاثُ أَنْفُس عَلَى تأْنيث النَّفْس كَمَا تَقُولُ ثَلَاثُ أَعْيُنٍ لِلْعَيْنِ مِنَ النَّاسِ، وَكَمَا قَالُوا ثَلَاثُ أَشْخُصٍ فِي النِّسَاءِ؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ:

ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ،

لَقَدْ جَارَ الزَّمانُ عَلَى عِيالي

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ*

؛ يعي آدَمَ، عليه السلام، وزوجَها يَعْنِي حَوَّاءَ. وَيُقَالُ: مَا رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي مَا رأَيت أَحداً. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

بُعِثْتُ فِي نَفَس السَّاعَةِ

أَي بُعِثْتُ وَقَدْ حَانَ قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قَلِيلًا فَبَعَثَنِي فِي ذَلِكَ النَّفَس، وأَطلق النَّفَس عَلَى الْقُرْبِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه جَعَلَ لِلسَّاعَةِ نَفَساً كَنَفَس الإِنسان، أَراد: إِني بُعِثْتُ فِي وَقْتٍ قَرِيبٍ مِنْهَا، أَحُس فِيهِ بنَفَسِها كَمَا يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا قَرُبَ مِنْهُ، يَعْنِي بُعِثْتُ فِي وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فِيهِ وَظَهَرَتْ عَلَامَاتُهَا؛ وَيُرْوَى:

(2). قوله [عمرو بن شمر] كذا بالأَصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس.

ص: 235

فِي نَسَمِ السَّاعَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ والمُتَنَفِّس: ذُو النَّفَس. ونَفْس الشَّيْءِ: ذَاتُهُ؛ وَمِنْهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ نَزَلْتُ بنَفْس الْجَبَلِ، ونَفْسُ الْجَبَلِ مُقابِلي، ونَفْس الشَّيْءِ عَيْنه يُؤَكَّدُ بِهِ. يُقَالُ: رأَيت فُلَانًا نَفْسه، وجائني بَنَفْسِه، وَرَجُلٌ ذُو نَفس أَي خُلُق وجَلَدٍ، وَثَوْبٌ ذُو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة. والنَّفْس: العَيْن. والنَّافِس: الْعَائِنُ. والمَنْفوس: المَعْيون. والنَّفُوس: العَيُون الحَسُود الْمُتَعَيِّنُ لأَموال النَّاسِ ليُصيبَها، وَمَا أَنْفَسه أَي مَا أَشدَّ عَيْنَهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: أَصابت فُلَانًا نَفْس، ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بِعَيْنٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

نَهَى عَنْ الرُّقْيَة إِلا فِي النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس

؛ النَّفْس: الْعَيْنُ، هُوَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ إِلى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَنس. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

أَنه مَسَحَ بطنَ رَافِعٍ فأَلقى شَحْمَةً خَضْراء فَقَالَ: إِنه كَانَ فِيهَا أَنْفُس سَبْعَة

، يُرِيدُ عُيُونَهُمْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

ابْنِ عَبَّاسٍ: الكِلابُ مِنَ الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عِنْدَ طَعَامِكُمْ فأَلقوا لَهُنَّ فإِن لَهُنَّ أَنْفُساً

أَي أَعْيناً. ويقالُ: نَفِس عَلَيْكَ فلانٌ يَنْفَسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك. ابْنُ الأَعرابي: النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عَيْنُ الشَّيْءِ وكُنْهُه وجَوْهَره، والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس الْعَيْنُ الَّتِي تُصِيبُ المَعِين. والنَّفَس: الفَرَج مِنَ الْكَرْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تسبُّوا الرِّيحَ فإِنها مِنْ نَفَس الرَّحْمَنِ

، يُرِيدُ أَنه بِهَا يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الْغَيْثَ ويُذْهب الجدبَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي مِمَّا يُوَسِّعُ بِهَا عَلَى النَّاسِ، وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَجد نَفَس رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ

، وَفِي رِوَايَةٍ:

أَجد نَفَس الرَّحْمَنِ

؛ يُقَالُ إِنه عَنَى بِذَلِكَ الأَنصار لأَن اللَّه عز وجل نَفَّس الكربَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ، وَهُمْ يَمانُونَ لأَنهم مِنَ الأَزد، ونَصَرهم بِهِمْ وأَيدهم بِرِجَالِهِمْ، وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ نَفَس الْهَوَاءِ الَّذِي يَرُده التَّنَفُّس إِلى الْجَوْفِ فَيُبَرِّدُ مِنْ حَرَارَتِهِ ويُعَدِّلُها، أَو مِنْ نَفَس الرِّيحِ الَّذِي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه، أَو مِنْ نَفَس الرَّوْضَةِ وَهُوَ طِيب رَوَائِحِهَا فَيَنْفَرِجُ بِهِ عَنْهُ، وَقِيلَ: النَّفَس فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرَ الْحَقِيقِيِّ مِنَ نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً، كَمَا يُقَالُ فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً، كأَنه قَالَ: أَجِدُ تَنْفِيسَ ربِّكم مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ، وإِن الرِّيحَ مِنْ تَنْفيس الرَّحْمَنِ بِهَا عَنِ الْمَكْرُوبِينَ، والتَّفْريج مَصْدَرٌ حَقِيقِيٌّ، والفَرَج اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: الرِّيحُ مِنْ نَفَس الرَّحْمَنِ أَي مِنْ تَنْفِيسِ اللَّه بِهَا عَنِ الْمَكْرُوبِينَ وَتَفْرِيجِهِ عَنِ الْمَلْهُوفِينَ. قَالَ الْعُتْبِيُّ: هَجَمْتُ عَلَى وَادٍ خَصِيبٍ وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ: لَيْسَ لَنَا رِيحٌ. والنَّفَس: خُرُوجُ الرِّيحِ مِنَ الأَنف وَالْفَمِ، وَالْجَمْعُ أَنْفاس. وَكُلُّ تَرَوُّح بَيْنَ شَرْبَتَيْنِ نَفَس. والتَنَفُّس: اسْتِمْدَادُ النَفَس، وَقَدْ تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء، وَكُلُّ ذِي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، وَدَوَابُّ الْمَاءِ لَا رِئاتَ لَهَا. والنَّفَس أَيضاً: الجُرْعَة؛ يُقَالُ: اكْرَع فِي الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي جُرْعة أَو جُرْعَتين وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ أَنْفاس مِثْلُ سَبَبٍ وأَسباب؛ قال جرجر:

تُعَلِّلُ، وَهْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها

بأَنْفاسٍ من الشَّدِمِ القَراحِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

نَهَى عَنْ التَّنَفُّسِ فِي الإِناء.

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

أَنه كَانَ يَتَنفّسُ فِي الإِناء ثَلَاثًا

يَعْنِي فِي

ص: 236

الشُّرْبِ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ الْحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ. والتَنَفُّس لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَن يَشْرَبَ وَهُوَ يَتَنَفَّسُ فِي الإِناء مِنْ غَيْرِ أَن يُبِينَه عَنْ فِيهِ وَهُوَ مَكْرُوهٌ، والنَّفَس الْآخَرُ أَن يَشْرَبَ الْمَاءَ وَغَيْرَهُ مِنَ الإِناء بِثَلَاثَةِ أَنْفاسٍ يُبينُ فَاهُ عَنِ الإِناء فِي كُلِّ نَفَسٍ. وَيُقَالُ: شَرَابٌ غَيْرُ ذِي نَفَسٍ إِذا كَانَ كَرِيه الطَّعْمِ آجِناً إِذا ذَاقَهُ ذَائِقٌ لَمْ يَتَنَفَّس فِيهِ، وإِنما هِيَ الشَّرْبَةُ الأُولى قَدْرِ مَا يُمْسِكُ رَمَقَه ثُمَّ لَا يَعُودُ لَهُ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:

وشَرْبَة مِنْ شَرابٍ غَيْرِ ذي نَفَسٍ،

فِي صَرَّةٍ مِنْ نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ

ابْنُ الأَعرابي: شَرَابٌ ذُو نَفَسٍ أَي فِيهِ سَعَةٌ وريٌّ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: قَوْلُهُ النَّفَس الجُرْعة، واكْرَعْ فِي الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ، فِيهِ نَظَرٌ، وَذَلِكَ أَن النّفَس الْوَاحِدَ يَجْرع الإِنسانُ فِيهِ عِدَّة جُرَع، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ عَلَى مِقْدَارِ طُولِ نَفَس الشَّارِبِ وَقِصَرِهِ حَتَّى إِنا نَرَى الإِنسان يَشْرَبُ الإِناء الْكَبِيرَ فِي نَفَس وَاحِدٍ عَلَى عِدَّةِ جُرَع. وَيُقَالُ: فُلَانٌ شَرِبَ الإِناء كُلَّهُ عَلَى نَفَس وَاحِدٍ، واللَّه أَعلم. وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ نَفِّس عَنِّي أَي فَرِّج عَنِّي ووسِّع عليَّ، ونَفَّسْتُ عَنْهُ تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ. يُقَالُ: نَفَّس اللَّه عَنْهُ كُرْبته أَي فرَّجها. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عَنْهُ كرْبة مِنْ كُرَب الْآخِرَةِ

، مَعْنَاهُ مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُربة فِي الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّه عَنْهُ كُرْبة مِنْ كُرَب يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَيُقَالُ: أَنت فِي نَفَس مِنْ أَمرك أَي سَعَة، وَاعْمَلْ وأَنت فِي نَفَس مِنْ أَمرك أَي فُسحة وسَعة قَبْلَ الهَرَم والأَمراض وَالْحَوَادِثِ وَالْآفَاتِ. والنَّفَس: مِثْلُ النَّسيم، وَالْجَمْعُ أَنْفاس. ودارُك أَنْفَسُ مِنْ دَارِي أَي أَوسع. وَهَذَا الثَّوْبُ أَنْفَسُ مِنْ هَذَا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل. وَهَذَا الْمَكَانُ أَنْفَسُ مِنْ هَذَا أَي أَبعد وأَوسع. وَفِي الْحَدِيثِ:

ثُمَّ يَمْشِي أَنْفَسَ مِنْهُ

أَي أَفسح وأَبعد قَلِيلًا. وَيُقَالُ: هَذَا الْمَنْزِلُ أَنْفَس الْمَنْزِلَيْنِ أَي أَبعدهما، وَهَذَا الثَّوْبُ أَنْفَس الثَّوْبَيْنِ أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما. ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج وَوَسَّعَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ نَفَّس عَنْ غَرِيمِهِ

أَي أَخَّر مُطَالَبَتَهُ. وَفِي حَدِيثِ

عَمَّارٍ: لَقَدْ أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ

أَي أَطلتَ؛ وأَصله أَن الْمُتَكَلِّمَ إِذا تَنَفَّسَ استأْنف الْقَوْلَ وَسَهُلَتْ عَلَيْهِ الإِطالة. وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ [دِجْلَةُ] إِذا زَادَ مَاؤُهَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِن فِي الْمَاءِ نَفَساً لِي وَلَكَ أَي مُتَّسَعاً وَفَضْلًا، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي رِيّاً؛ وأَنشد:

وشَربة مِنْ شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ،

فِي كَوْكَبٍ مِنْ نُجُومِ القَيْظِ وضَّاحِ

أَي فِي وَقْتِ كَوْكَبٍ. وَزِدْنِي نَفَساً فِي أَجلي أَي طولَ الأَجل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ نَفَس أَي مُتَّسع. وَيُقَالُ: لَكَ فِي هَذَا الأَمر نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ. وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حَتَّى يَصِيرَ نَهَارًا بَيِّنًا. وتَنَفَّس النَّهَارُ وَغَيْرُهُ: امتدَّ وَطَالَ. وَيُقَالُ لِلنَّهَارِ إِذا زَادَ: تَنَفَّسَ، وَكَذَلِكَ الْمَوْجُ إِذا نَضحَ الماءَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَنَفَّس النَّهَارُ انْتَصَفَ، وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ، وتنَفَّس العُمْرُ مِنْهُ إِما تَرَاخَى وَتَبَاعَدَ وإِما اتَّسَعَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

ومُحْسِبة قَدْ أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها،

تَنَفَّسَ عَنْهَا جَنْبُها فَهِيَ كالشِّوا

ص: 237

وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ

، قَالَ: إِذا ارْتَفَعَ النَّهَارُ حَتَّى يَصِيرَ نَهَارًا بَيِّنًا فَهُوَ تَنَفُّسُ الصُّبْحِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: إِذا تَنَفَّسَ

إِذا طَلَعَ، وَقَالَ الأَخفش: إِذا أَضاء، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِذا تَنَفَّسَ

إِذا انْشَقَّ الْفَجْرُ وانْفَلق حَتَّى يَتَبَيَّنَ مِنْهُ. وَيُقَالُ: كَتَبْتُ كِتَابًا نَفَساً أَي طَوِيلًا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا

أَي سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. ونَفَسُ السَّاعَةِ: آخِرُ الزَّمَانِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَشَيْءٌ نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فِيهِ ويُرْغب. ونَفُسَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، نَفاسَةً، فَهُوَ نَفِيسٌ ونافِسٌ: رَفُعَ وَصَارَ مَرْغُوبًا فِيهِ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ نافِسٌ ونَفِيسٌ، وَالْجَمْعُ نِفاسٌ. وأَنْفَسَ الشيءُ: صَارَ نَفيساً. وَهَذَا أَنْفَسُ مَالِي أَي أَحَبُّه وأَكرمه عِنْدِي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: النَّفِيسُ والمُنْفِسُ الْمَالُ الَّذِي لَهُ قَدْرٌ وخَطَر، ثُمَّ عَمَّ فَقَالَ: كُلُّ شَيْءٍ لَهُ خَطَرٌ وَقَدْرٌ فَهُوَ نَفِيسٌ ومُنْفِس؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ:

لَا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه،

فإِذا هَلَكْتُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فاجْزَعي

وَقَدْ أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً. وَيُقَالُ: إِن الَّذِي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فِيهِ أَي مَرْغُوبٌ فِيهِ. وأَنْفَسَني فِيهِ ونَفَّسَني: رغَّبني فِيهِ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

بأَحْسَنَ مِنْهُ يومَ أَصْبَحَ غادِياً،

ونَفَّسَني فِيهِ الحِمامُ المُعَجَّلُ

أَي رغَّبني فِيهِ. وأَمر مَنْفُوس فِيهِ: مَرْغُوبٌ. ونَفِسْتُ عَلَيْهِ الشيءَ أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ بِهِ وَلَمْ تُحِبَّ أَن يَصِلَ إِليه. ونَفِسَ عَلَيْهِ بِالشَّيْءِ نَفَساً، بِتَحْرِيكِ الْفَاءِ، ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً، الأَخيرة نَادِرَةٌ: ضَنَّ. وَمَالٌ نَفِيس: مَضْنون بِهِ. ونَفِسَ عَلَيْهِ بِالشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ: ضَنَّ بِهِ وَلَمْ يَرَهُ يَسْتأْهله؛ وَكَذَلِكَ نَفِسَه عَلَيْهِ ونافَسَه فِيهِ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها،

تُنافِسُ دُنْيا قَدْ أَحَمَّ انْصِرامُها

فإِما أَن يَكُونَ أَراد تُنافِسُ فِي دُنْيا، وإِما أَن يُرِيدَ تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا. ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قَلِيلٍ أَي حَسَدْتَ. وتَنافَسْنا ذَلِكَ الأَمر وتَنافَسْنا فِيهِ: تَحَاسَدْنَا وَتَسَابَقْنَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ

أَي وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَراغَب المتَراغبون. وَفِي حَدِيثِ

الْمُغِيرَةِ: سَقِيم النِّفاسِ

أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة وَالْمُغَالَبَةُ عَلَى الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ

إِسمعيل، عليه السلام: أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ

أَي أَعجبهم وَصَارَ عِنْدَهُمْ نَفِيساً. ونافَسْتُ فِي الشَّيْءِ مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رَغِبْتَ فِيهِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَارَاةِ فِي الْكَرَمِ. وتَنافَسُوا فِيهِ أَي رَغِبُوا. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَخشى أَن تُبْسط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فتَنافَسوها كَمَا تَنافَسُوها

؛ هُوَ مِنَ المُنافَسَة الرَّغْبَةِ في الشيء والانفرادية، وَهُوَ مِنَ الشَّيْءِ النَّفِيسِ الْجَيِّدِ فِي نَوْعِهِ. ونَفِسْتُ بِالشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ، أَي بَخِلْتُ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، فَمَا نَفِسْناه عَلَيْكَ.

وَحَدِيثِ السَّقِيفَةِ:

لَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ

أَي لَمْ نَبْخَلْ. والنِّفاسُ: وِلَادَةُ المرأَة إِذا وضَعَتْ، فَهِيَ نُفَساءُ. والنَّفْسُ: الدَّمُ. ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ، بِالْكَسْرِ، نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وَهِيَ نُفَساءُ

ص: 238

ونَفْساءُ ونَفَساءُ: وَلَدَتْ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: النُّفَساءُ الْوَالِدَةُ وَالْحَامِلُ وَالْحَائِضُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ونُفُس ونُفَّاس؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعَلاءُ يُجْمَعُ عَلَى فعالٍ غَيْرُ نُفَسَاء وعُشَراءَ، وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى نُفَساوات وعُشَراوات؛ وامرأَتان نُفساوان، أَبدلوا مِنْ هَمْزَةِ التأْنيث وَاوًا. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن أَسماء بِنْتَ عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبي بَكْرٍ

أَي وضَعَت؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفاسها

أَي خَرَجَتْ مِنْ أَيام وِلَادَتِهَا. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: نُفِسَتْ وَلَدًا عَلَى فِعْلِ الْمَفْعُولِ. وورِثَ فُلَانٌ هَذَا المالَ فِي بَطْنِ أُمه قَبْلَ أَن يُنْفَس أَي يُولَدَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ وَرِثَ فُلَانٌ هَذَا الْمَالَ قَبْلَ أَن يُنْفَسَ فُلَانٌ أَي قَبْلَ أَن يُولَدَ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَصِفُ مُحَارَبَةَ قَوْمِهِ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ:

وإِنَّا وإِخْواننا عامِراً

عَلَى مِثلِ مَا بَيْنَنا نَأْتَمِرْ

لَنا صَرْخَةٌ ثُمَّ إِسْكاتَةٌ،

كَمَا طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ

أَي بِوَلَدٍ. وَقَوْلُهُ لَنَا صَرْخَةٌ أَي اهْتِيَاجَةٌ يَتْبَعُهَا سُكُونٌ كَمَا يَكُونُ للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بِوَلَدِهَا، والتَطْريقُ أَن يَعْسُرَ خُرُوجُ الْوَلَدِ فَتَصْرُخ لِذَلِكَ، ثُمَّ تَسْكُنَ حَرَكَةُ الْمَوْلُودِ فَتَسْكُنَ هِيَ أَيضاً، وَخَصَّ تَطْرِيقَ البِكر لأَن وِلَادَةَ الْبِكْرِ أَشد مِنْ وِلَادَةِ الثَّيِّبِ. وَقَوْلُهُ عَلَى مِثْلِ مَا بَيْنَنَا نأْتمر أَي نَمْتَثِلُ مَا تأْمرنا بِهِ أَنْفسنا مِنَ الإِيقاع بِهِمْ وَالْفَتْكِ فِيهِمْ عَلَى مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ مِنْ قَرَابَةٍ؛ وقولُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

ويَعْدُو عَلَى المَرْء مَا يَأْتَمِرْ

أَي قَدْ يَعْدُو عَلَيْهِ امْتِثَالُهُ مَا أَمرته بِهِ نَفْسُهُ وَرُبَّمَا كَانَ داعيَه لِلْهَلَاكِ. والمَنْفُوس: الْمَوْلُودُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

، وَفِي رِوَايَةٍ:

إِلا: كُتِبَ رزقُها وأَجلها

؛ مَنْفُوسَةٍ أَي مَوْلُودَةٍ. قَالَ: يُقَالُ نَفِسَتْ ونُفِسَتْ، فأَما الْحَيْضُ فَلَا يُقَالُ فِيهِ إِلا نَفِسَتْ، بِالْفَتْحِ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه أَجْبَرَ بَنِي عَمٍّ عَلَى مَنْفُوسٍ

أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه صَلَّى عَلَى مَنْفُوسٍ

أَي طِفْلٍ حِينَ وُلِدَ، وَالْمُرَادُ أَنه صَلَّى عَلَيْهِ وَلَمْ يَعمل ذَنْبًا. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الْمُسَيَّبِ: لَا يرثُ المَنْفُوس حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا

أَي حَتَّى يسمَع لَهُ صَوْتٌ. وَقَالَتْ

أُم سَلَمَةَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فِي الْفِرَاشِ فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وَشَدَدْتُ عليَّ ثِيَابِي ثُمَّ رَجَعْتُ، فَقَالَ: أَنَفِسْتِ؟

أَراد: أَحضتِ؟ يُقَالُ: نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ، بِالْفَتْحِ، إِذا حَاضَتْ. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مَالٌ كَثِيرٌ. يُقَالُ: مَا سرَّني بِهَذَا الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: كُنَّا عِنْدَهُ فَتَنَفَّسَ رجلٌ

أَي خَرَجَ مِنْ تَحْتِهِ رِيحٌ؛ شَبَّهَ خُرُوجَ الرِّيحِ مِنَ الدُّبُرِ بِخُرُوجِ النَّفَسِ مِنَ الْفَمِ. وتَنَفَّسَت الْقَوْسُ: تصدَّعت، ونَفَّسَها هُوَ: صدَّعها؛ عَنِ كُرَاعٍ، وإِنما يَتَنَفَّس مِنْهَا العِيدانُ الَّتِي لَمْ تُفْلَقْ وَهُوَ خَيْرُ القِسِيِّ، وأَما الفِلْقَة فَلَا تَنَفَّسُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ نَفَّسَ فُلَانٌ قَوْسَهُ إِذا حَطَّ وَتَرَهَا، وتَنَفَّس القِدْح وَالْقَوْسُ كَذَلِكَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى اللِّحْيَانِيَّ قَالَ: إِن النَّفْس الشِّقُّ فِي الْقَوْسِ والقِدح وما أَشْبهها، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. والنَّفْسُ مِنَ الدِّبَاغِ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مِمَّا يُدْبَغُ بِهِ الأَديم

ص: 239

مِنَ الْقَرَظِ وَغَيْرِهِ. يُقَالُ: هَبْ لِي نَفْساً مِنْ دِبَاغٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَتَجْعَلُ النَّفْسَ الَّتِي تُدِيرُ

فِي جِلْدِ شاةٍ ثُمَّ لَا تَسِيرُ؟

قَالَ الأَصمعي: بَعَثَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ بُنَيَّةً لَهَا إِلى جَارَتِهَا فَقَالَتْ: تَقُولُ لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بِهَا مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مُسْتَعْجِلَةٌ لَا أَتفرغ لِاتِّخَاذِ الدِّبَاغِ مِنَ السُّرْعَةِ، أَرادت قَدْرَ دَبْغَةٍ أَو دَبْغَتَيْنِ مِنَ القَرَظ الَّذِي يُدْبَغُ بِهِ. المَنِيئَةُ: المَدْبَغة وَهِيَ الْجُلُودُ الَّتِي تُجْعَلُ فِي الدِّباغ، وَقِيلَ: النَّفْس مِنَ الدِّبَاغِ مِلءُ الكفِّ، وَالْجَمْعُ أَنْفُسٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ بِهِ،

عَلَى الْمَاءِ، إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس

يَعْنِي الوَطْبَ مِنَ اللَّبَنِ الَّذِي دُبِغَ بِهَذَا القَدْر مِنَ الدِّبَاغِ. والنَّافِسُ: الْخَامِسُ مِنْ قِداح المَيْسِر؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَفِيهِ خَمْسَةُ فُرُوضٍ وَلَهُ غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصباءَ إِن فَازَ، وَعَلَيْهِ غُرْمُ خَمْسَةِ أَنْصِباءَ إِن لَمْ يَفُزْ، ويقال هو الرابع.

نقس: النِّقْسُ: الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ، بِالْكَسْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: النِّقْسُ المِداد، وَالْجَمْعُ أَنْقاسٌ وأَنْقُس؛ قَالَ الْمِرَارُ:

عَفَتِ المنازِلُ غيرَ مِثْلِ الأَنْقُسِ،

بعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتَه بالقِرْطِسِ

أَي فِي القِرْطاسِ، تَقُولُ مِنْهُ: نَقَّسَ دَوَاتَهُ تَنقِيساً. وَرَجُلٌ نَقِسٌ: يَعِيبُ النَّاسَ ويُلَقِّبُهم، وَقَدْ نَقِسَهم يَنْقَسُهم نَقْساً وناقَسَهم، وَهِيَ النِّقاسَة. الْفَرَّاءُ: اللَّقْسُ والنَّقْسُ والنَّقْز كُلُّهُ الْعَيْبُ، وَكَذَلِكَ القَذْل، وَهُوَ أَن يَعِيبَ القومَ ويَسْخَرَ مِنْهُمْ. والنَّاقُوس: مِضْراب النَّصَارَى الَّذِي يَضْرِبُونَهُ لأَوقات الصَّلَاةِ؛ قَالَ جَرِيرٍ:

لمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني

صَوْتُ الدَّجاجِ، وقرعٌ بالنَّواقِيسِ

وَذَلِكَ أَنه كَانَ مُزْمِعاً سَفَرًا صَبَاحًا، قَالَ: وَيُرْوَى وَنَقْسٌ بِالنَّوَاقِيسِ؛ والنَّقْسُ: الضَّرْبُ بِالنَّاقُوسِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْءِ الأَذان:

حَتَّى نَقَسُوا أَو كَادُوا يَنْقُسُون حَتَّى رأَى عَبْدِ اللَّه بْنِ زَيْدٍ الأَذان.

والنَّقْسُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّوَاقِيسِ وَهِيَ الْخَشَبَةُ الطَّوِيلَةُ والوَبيلَةُ والوَبِيلُ الْخَشَبَةُ الْقَصِيرَةُ؛ وَقَوْلُ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ:

وَقَدْ سَبَأْتُ لِفِتْيانٍ ذَوِي كَرَمٍ،

قبلَ الصَّباحِ، ولمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ

يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ ناقُوسٍ عَلَى تَوَهُّمِ حَذْفِ الأَلف، وأَن يَكُونَ جَمْعَ نَقْس الَّذِي هُوَ ضَرْبٌ مِنْهَا كَرهْن ورُهُن وسَقْف وسُقُف، وَقَدْ نَقَسَ الناقُوس بالوَبِيل نَقْساً. وَشَرَابٌ ناقِس إِذا حَمُضَ. ونَقَس الشرابُ يَنْقُس نُقُوساً: حَمُضَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

جَوْنٌ كجَوْنِ الخَمَّار جَرَّدَهُ الْخَرَّاسُ،

لَا ناقِسٌ وَلَا هَزِمُ

وَرَوَاهُ قَوْمٌ: لَا نافِسٌ، بِالْفَاءِ؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ وَقَالَ لَا أَعرفه إِنما الْمَعْرُوفُ ناقِسٌ بِالْقَافِ. الأَصمعي: النَّقْس والوَقْسُ الجَرَب.

نقرس: النِّقْرِسُ: دَاءٌ مَعْرُوفٌ يأْخذ فِي الرجْل، وَفِي التَّهْذِيبِ: يأْخذ فِي الْمَفَاصِلِ. والنِّقْرِس: شَيْءٌ يُتَّخَذُ عَلَى صِيغَةِ الوَرْدِ وتَغْرِسُه النِّسَاءُ فِي رُؤُوسِهِنَّ.

ص: 240

والنِّقْرِس والنِّقْريس: الدَّاهِيَةُ الفَطِن. وَطَبِيبٌ نِقْرس ونِقْريس أَي حَاذِقٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

وَقَدْ أَكونُ مَرَّةً نِطِّيسا،

طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْريسا،

يَحْسَبُ يومَ الْجُمُعَةِ الخَميسا

مَعْنَاهُ أَنه لَا يَلْتَفِتُ إِلى الأَيام، قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ. والنِّقْرِس: الْحَاذِقُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: النِّقْرِس الدَّاهِيَةُ مِنَ الأَدِلَّاء. يُقَالُ: دَلِيلٌ نِقْرِسٌ ونِقْرِيسٌ أَي دَاهِيَةٌ؛ وَقَالَ الْمُتَلَمِّسِ يُخَاطِبُ طَرَفَةَ:

يُخْشى عَلَيْكَ مِنَ الحِباء النِّقْرِسُ

يَقُولُ: إِنه يَخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْحِبَاءِ، الَّذِي كَتَبَ لَهُ بِهِ، النِّقْرِسُ، وَهُوَ الْهَلَاكُ وَالدَّاهِيَةُ الْعَظِيمَةُ. وَرَجُلٌ نِقْرِسٌ: دَاهِيَةٌ. اللَّيْثُ: النَّقاريسُ أَشياء تَتَّخِذُهَا المرأَة عَلَى صِيغَةِ الوَرْد يغرِزْنَه فِي رُؤُوسِهِنَّ؛ وأَنشد:

فَحُلِّيتِ مِنْ خَزٍّ وبَزٍّ وقِرْمِزٍ،

وَمِنْ صَنْعَةٍ الدُّنْيا عَلَيْكِ النَّقارِيس «3»

وَاحِدُهَا نِقْريس. وَفِي الْحَدِيثِ:

وَعَلَيْهِ نَقارس الزَّبَرْجَد والحَليِ

؛ قَالَ: والنَّقارِس مِنْ زِينَةِ النِّسَاءِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَثير عَنْ أَبي موسى.

نكس: النَّكْسُ: قَلْبُ الشَّيْءِ عَلَى رأَسه، نَكَسَه يَنْكُسُه نَكْساً فانْتَكَسَ. ونَكَسَ رأَسَه: أَماله، ونَكَّسْتُه تَنْكِيساً. وَفِي التنزيل: ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ.

والناكِسُ: المُطأْطئ رأْسَه. ونَكَسَ رأْسَه إِذا طأْطأَه مِنْ ذُلٍّ وَجُمِعَ فِي الشِّعْرِ عَلَى نواكِس وَهُوَ شَاذٌّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي فَوارس؛ وأَنشد الْفَرَزْدَقُ:

وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزيدَ، رأَيْتَهُم

خُضْعَ الرِّقابِ، نَواكِسَ الأَبْصار

قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِذا كَانَ الفِعْل لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ جُمِعَ عَلَى فَواعِل لأَنه لَا يَجُوزُ فِيهِ مَا يَجُوزُ فِي الْآدَمِيِّينَ مِنَ الْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الِاسْمِ وَالْفِعْلِ فَضَارَعَ الْمُؤَنَّثَ، يُقَالُ: جِمال بَوازلُ وعَواضِهُ؛ وَقَدِ اضطرَّ الْفَرَزْدَقُ فَقَالَ:

خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِسَ الأَبصار

لأَنك تَقُولُ هِيَ الرِّجَالُ فَشَبَّهَ بِالْجِمَالِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَرَوَى أَحمد بْنُ يَحْيَى هَذَا الْبَيْتَ نَواكِسي الأَبصار، وَقَالَ: أَدخل الْيَاءَ لأَن رَدَّ النَّوَاكِسِ «4» إِلى الرِّجَالِ، إِنما كَانَ: وإِذا الرِّجَالُ رأَيتهم نَوَاكِسَ أَبصارُهم، فَكَانَ النواكسُ للأَبصار فَنُقِلَتْ إِلى الرِّجَالِ، فَلِذَلِكَ دَخَلَتِ الْيَاءُ، وإِن كَانَ جَمْعُ جَمْعٍ كَمَا تَقُولُ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ حَسَني الْوُجُوهِ وحِسانٍ وجوهُهم، لَمَّا جَعَلْتَهُمْ لِلرِّجَالِ جِئْتَ بِالْيَاءِ، وإِن شِئْتَ لَمْ تأْتِ بِهَا، قَالَ: وأَما الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ فإِنهما رَوَيَا الْبَيْتَ نواكسَ الأَبصار، بِالْفَتْحِ، أَقرَّا نَوَاكِسَ عَلَى لَفْظِ الأَبصار، قَالَ: وَالتَّذْكِيرُ نَاكِسِي الأَبصارِ. وَقَالَ الأَخفش: يَجُوزُ نَواكِسِ الأَبصارِ، بِالْجَرِّ لَا بِالْيَاءِ كَمَا قَالُوا جُحْرُ ضبٍّ خَرِبٍ. شَمِرٌ: النَكْس فِي الأَشياء مَعْنًى يَرْجِعُ إِلى قَلْبِ الشَّيْءِ وَرَدِّهِ وَجَعْلِ أَعلاه أَسفله وَمُقَدَّمَهُ مُؤَخَّرَهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ

، يَقُولُ: رَجعوا عَمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحُجَّةِ لإِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيمُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: تَعِسَ عبدُ الدِّينار وانْتَكَس

أَي انْقَلَبَ عَلَى رأْسه وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِ بِالْخَيْبَةِ لأَن مَنِ انْتَكَس فِي أَمره فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ. وَفِي حَدِيثِ

الشَّعْبِيِّ: قَالَ فِي السَّقْطِ إِذا نُكِسَ فِي الخَلْقِ الرَّابِعِ

(3). قوله [وبز] أَنشده شارح القاموس هنا وفي مادة قرمز وقز بدل وبز.

(4)

. قوله [لأن رد النواكس إلخ] هكذا بالأَصل ولعل الأَحسن لأَنه رَدَّ النَّوَاكِسِ إِلى الرِّجَالِ وإِنما كان إلخ.

ص: 241

وَكَانَ مُخَلَّقًا

أَي تَبَيَّنَ خَلْقُهُ عَتَقَت بِهِ الأَمَة وَانْقَضَتْ بِهِ عِدَّةُ الحُرَّة، أَي إِذا قُلِبَ ورُدَّ فِي الْخَلْقِ الرَّابِعِ، وَهُوَ المُضغة، لأَنه أَوّلًا تُرابٌ ثُمَّ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ

؛ قال أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ مَنْ أَطلنا عُمْرَهُ نَكَّسنا خَلْقَهُ فَصَارَ بَدَلَ الْقُوَّةِ ضَعْفًا وَبَدَلَ الشَّبَابِ هَرَمًا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ:

قرأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ: نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ

، وقرأَ

أَهل الْمَدِينَةِ: نَنْكُسه فِي الْخَلْقِ

، بِالتَّخْفِيفِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: هُوَ الهَرَم، وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ نُكِسَ الرَّجُلُ إِذا ضَعُفَ وَعَجَزَ؛ قَالَ: وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي فِي الِانْتِكَاسِ:

وَلَمْ يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُه،

لِيَمْرَضَ عَجْزاً، أَو يُضارِعَ مَأْتَما

أَي لَمْ يُنَكِّس رأْسه لأَمر يأْنَف مِنْهُ. والنَّكْس: السَّهْمُ الَّذِي يُنَكَّسُ أَو يَنْكَسِرُ فُوقُه فَيُجْعَلُ أَعلاه أَسفله، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ سِنْخُه نَصْلًا ونَصْلُه سِنْخاً فَلَا يَرْجِعُ كَمَا كَانَ وَلَا يَكُونُ فِيهِ خَيْرٌ، وَالْجَمْعُ أَنْكاس؛ قَالَ الأَزهري: أَنشدني الْمُنْذِرِيُّ لِلْحُطَيْئَةِ، قَالَ: وأَنشده أَبو الْهَيْثَمِ:

قَدْ ناضَلُونا، فَسَلُّوا مِنْ كِنانَتِهم

مَجْداً تلِيداً، وعِزّاً غيرَ أَنْكاس

قَالَ: الأَنْكاس جَمْعُ النَّكْس مِنَ السِّهَامِ وَهُوَ أَضعفها، قَالَ: وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَن الْعَرَبَ كَانُوا إِذا أَسروا أَسيراً خَيَّرُوهُ بَيْنَ التَّخْلِية وجَزِّ النَّاصِيَةِ والأَسر، فإِن اخْتَارَ جَزَّ النَّاصِيَةِ جَزُّوها وَخَلَّوْا سَبِيلَهُ ثُمَّ جَعَلُوا ذَلِكَ الشَّعْرَ فِي كِنَانَتِهِمْ، فإِذا افْتَخَرُوا أَخرجوه وأَرَوْهُم مَفَاخِرَهُمْ. ابْنُ الأَعرابي: الكُنُس والنُّكُسُ مآرِينُ بقرِ الْوَحْشِ وَهِيَ مأْواها والنُّكُس: المُدْرَهِمُّون مِنَ الشُّيُوخِ بَعْدَ الهَرَم. والمُنَكِّسُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا يَسمو برأْسه، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النِّكْس الْقَصِيرُ، والنِّكْسُ مِنَ الرِّجَالِ الْمُقَصِّرُ عَنْ غَايَةِ النَّجْدَة وَالْكَرَمِ، وَالْجَمْعُ الأَنْكاس. والنِّكْسُ أَيضاً: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ؛ وَفِي حَدِيثِ

كَعْبٍ:

زالُوا فَمَا زالَ أَنْكاسٌ وَلَا كُشُف

الأَنكاس: جَمْعُ نِكْس، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الرَّجُلُ الضَّعِيفُ. والمُنَكِّس مِنَ الْخَيْلِ: المتأَخر الَّذِي لَا يَلْحَقُ بِهَا، وَقَدْ نَكَّس إِذا لَمْ يَلْحَقْهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذا نَكَسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ

وأَصل ذَلِكَ كُلِّهِ النِّكْسُ مِنَ السِّهَامِ. والوِلادُ المَنْكوس: أَن تَخْرُجَ رِجْلَا الْمَوْلُودِ قَبْل رأْسه، وَهُوَ اليَتْن، وَالْوَلَدُ المَنْكوس كَذَلِكَ. والنِّكْس: اليَتْنُ. وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مَنْكوساً: أَن يبدأَ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ ثُمَّ يَرْتَفِعَ إِلى الْبَقَرَةِ، والسنَّة خِلَافُ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ

أَنه قِيلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: إِن فُلَانًا يقرأُ الْقُرْآنَ مَنْكوساً، قَالَ: ذَلِكَ مَنْكوسُ القلبِ

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يتأَوّله كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنه أَن يبدأَ الرَّجُلُ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ فيقرأَها إِلى أَوَّلها؛ قَالَ: وَهَذَا شَيْءٌ مَا أَحسب أَحداً يُطِيقُهُ وَلَا كَانَ هَذَا فِي زَمَنِ عَبْدِ اللَّه، قَالَ: وَلَا أَعرفه، قَالَ: وَلَكِنَّ وَجْهَهُ عِنْدِي أَن يبدأَ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ مِنَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ثُمَّ يَرْتَفِعَ إِلى الْبَقَرَةِ كَنَحْوِ مَا يَتَعَلَّمُ الصِّبْيَانُ فِي الْكُتَّابِ لأَن السُّنَّة خِلَافُ هَذَا، يُعلم ذَلِكَ بِالْحَدِيثِ الَّذِي يُحَدِّثُهُ

عُثْمَانُ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه كَانَ إِذا أُنزلت عَلَيْهِ السُّورَةُ أَو الْآيَةُ قَالَ: ضَعُوها فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَذْكر كَذَا وَكَذَا

، أَلا تَرَى أَن التأْليف الْآنَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ

ص: 242

وَسَلَّمَ، ثُمَّ كُتِبَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: وإِنما جَاءَتِ الرُّخْصة فِي تَعَلُّمِ الصَّبِيِّ وَالْعَجَمِيِّ المُفَصَّلَ لِصُعُوبَةِ السُّوَرِ الطِّوَالِ عَلَيْهِمْ، فأَما مَنْ قرأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ ثُمَّ تَعَمَّدَ أَن يقرأَه مِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوله فَهَذَا النَّكْسُ الْمَنْهِيُّ عَنْهُ، وإِذا كَرِهْنا هَذَا فَنَحْنُ للنَّكْس مِنْ آخِرِ السُّورَةِ إِلى أَولها أَشد كَرَاهَةً إِن كَانَ ذَلِكَ يَكُونُ. والنُّكْسُ والنَّكْسُ، والنُّكاسُ كُلُّهُ: العَوْد فِي الْمَرَضِ، وَقِيلَ: عَوْد الْمَرِيضِ فِي مَرَضِهِ بَعْدَ مَثَالته؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عائذ الهذلي:

خَيالٌ لزَينبَ قَدْ هَاجَ لِي

نُكاساً مِنَ الحُبِّ، بَعد انْدمال

وَقَدْ نُكِسَ فِي مَرَضِه نُكْساً. ونُكِس الْمَرِيضُ: مَعْنَاهُ قَدْ عاوَدَتْه الْعِلَّةُ بَعْدَ النَّقَه. يُقَالُ: تَعْساً لَهُ ونُكْساً وَقَدْ يُفْتَحُ هَاهُنَا للازْدِواج أَو لأَنه لُغَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُهُ:

إِني إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَا

قَالَ: لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ وأَرى نَكَّسَ بَسَرَ وعَبَس. ونَكَسْتُ الخِضابَ إِذا أَعَدْتَ عَلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ؛ وأَنشد:

كالوشْمِ رَجَّعَ فِي اليَدِ الْمَنْكُوسِ

ابْنُ شُمَيْلٍ: نَكَسْت فُلَانًا فِي ذَلِكَ الأَمر أَي رَدَدْته فيه بعد ما خرج منه.

نمس: النَّمَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: فَسَادُ السَّمْن والغَالِية وكلِّ طِيبٍ ودُهْن إِذا تَغَيَّرَ وَفَسَدَ فَسَادًا لَزِجاً. ونَمِسَ الدُّهْنُ، بِالْكَسْرِ، يَنْمَسُ نَمَساً، فَهُوَ نَمِسٌ: تَغَيَّرَ وَفَسَدَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ طيِّب تَغَيَّرَ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال:

وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ

ونَمَّسَ الشعرُ: أَصابه دُهْنٌ فَتَوَسَّخَ. والنَّمَسُ: رِيحُ اللبَنِ والدَّسَم كالنَّسَم. وَيُقَالُ: نَمِسَ الوَدَكُ ونَسِمَ إِذا أَنْتَن، ونَمَّسَ الأَقِطُ، فَهُوَ مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَريصِ الضَّوائِن

وَالْكَرِيصُ: الأَقِطُ. والنِّمْسُ: سَبُعٌ مِنْ أَخبث السُّبُع «5» . وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ تَقْتُلُ الثُّعْبان يَتَّخِذُهَا النَّاظِرُ إِذا اشْتَدَّ خَوْفُهُ مِنَ الثَّعَابِينِ، لأَن هَذِهِ الدَّابَّةَ تَتَعَرَّضُ لِلثُّعْبَانِ وتَتَضاءَلُ وتَسْتَدِقُّ حَتَّى كأَنها قِطْعَةُ حَبْلٍ، فإِذا انْطَوَى عَلَيْهَا الثُّعْبان زَفَرَتْ وأَخذت بنَفَسِها فَانْتَفَخَ جوْفها فَيَتَقَطَّعُ الثُّعْبَانُ، وَقَدْ يَنْطَوِي عَلَيْهَا «6» النِّمْسُ فَظَعاً مِنْ شِدَّةِ الزَّفْرَة؛ غَيْرُهُ: النِّمْس، بِالْكَسْرِ، دوَيْبَّة عَرِيضَةٌ كأَنها قِطْعَةُ قَدِيدٍ تَكُونُ بأَرض مِصْرَ تَقْتُلُ الثُّعْبَانَ. والنَّامُوس: مَا يُنَمِّسُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الاحْتِيالِ. والنامُوسُ: المَكْرُ والخِداع. والتَّنْمِيسُ: التَّلْبيس. والنامِسُ والنامُوس: دوَيْبَّة أَغْبَرُ كَهَيْئَةِ الذَّرَّة تَلْكُعُ النَّاسَ. والنامُوسُ: قُتْرة الصَّائِدِ الَّتِي يَكْمُن فِيهَا لِلصَّيْدِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:

فَلاقَى عَلَيْهَا مِنْ صُباحٍ مُدَمِّراً

لِنامُوسِه مِنَ الصَّفِيح سَقائِفُ

. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُهْمَزُ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا وَجْهُ ذَلِكَ. والنامُوسُ: بَيْتُ الرَّاهِبِ. وَيُقَالُ للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تَحْتَ الأَرض؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ الرُّكَّابَ يَعْنِي الإِبل:

(5). قوله [سبع] هكذا بالأَصل مضبوطاً ولم نجده مجموعاً إلا على سباع وأَسبع كرجال وأَفلس.

(6)

. قوله [ينطوي عليها] كذا بالأَصل. ولعل الضمير للثعبان وَهُوَ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى.

ص: 243

يَخْرُجْنَ مِنْ مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ،

تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ

يَقُولُ: يَخْرُجْنَ مِنْ بَلَدٍ مُشْتَبِهِ الأَعلام يَشْتَبِهُ عَلَى مَنْ يَسْلُكُهُ كَمَا يَشْتَبِهُ عَلَى الْقَطَا أَمر الشَّرَكِ الَّذِي يُنْصَبُ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ:

أَسَدٌ فِي نامُوسِه

؛ الناموسُ: مَكْمَن الصَّيَّادِ فَشُبِّهَ بِهِ مَوْضِعُ الأَسد. والنَّامُوس: وِعاء العِلْم. والنَّاموس: جِبْرِيلَ، صَلَّى اللَّه عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَهل الْكِتَابِ يُسَمُّونَ جِبْرِيلَ، عليه السلام: النَّامُوس. وَفِي حَدِيثِ المَبْعَث:

أَن خَدِيجَةَ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهَا، وَصَفَتْ أَمر النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، لِوَرَقَة بْنِ نَوْفَل وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا قَدْ قرأَ الْكُتُبَ، فَقَالَ: إِن كَانَ مَا تَقُولِينَ حَقًّا فإِنه ليَأْتِيه النَّامُوس الَّذِي كَانَ يأْتي مُوسَى، عليه السلام

، وَفِي رِوَايَةٍ:

إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر.

أَبو عُبَيْدٍ: النَّامُوس صَاحِبُ سِرِّ الملِك أَو الرَّجُلِ الَّذِي يُطْلِعُهُ عَلَى سِرِّه وَبَاطِنِ أَمره وَيَخُصُّهُ بِمَا يَسْتُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: نَامُوسُ الرَّجُلِ صاحبُ سِرِّه، وَقَدْ نَمَسَ يَنْمِسُ نَمْساً ونَامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً ونِمَاساً: سارَّه. وَقِيلَ: النامُوسُ السِّرُّ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. ونَمَسْتُ الرجلَ ونَامَسْتُه إِذا سارَرْته؛ وَقَالَ الْكُمَيْتِ:

فأَبْلِغْ يَزِيد، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذراً

وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسا

ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً: كَتَمْتُه. والمُنَامِسُ: الدَّاخِلُ فِي النَّامُوسِ، وَقِيلَ: النامُوس صَاحِبُ سِرّ الْخَيْرِ، والجاسُوسُ صَاحِبُ سِرّ الشَّرِّ، وأَراد بِهِ وَرَقَةُ جبريلَ، عليه السلام، لأَن اللَّه تَعَالَى خَصَّهُ بِالْوَحْيِ وَالْغَيْبِ اللَّذَيْنِ لَا يطَّلع عَلَيْهِمَا غَيْرُهُ. والنَّامُوسُ: الكذَّاب. والنَّاموس: النمَّام وَهُوَ النمَّاس أَيضاً. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَمَسَ بَيْنَهُمْ وأَنْمَسَ أَرَّشَ بَيْنَهُمْ وَآكَلَ بَيْنَهُمْ؛ وأَنشد:

وَمَا كنتُ ذَا نَيْرَبٍ فيهمُ،

وَلَا مُنْمِساً بَيْنَهُمْ أُنْمِلُ

أُؤَرِّشُ بينهمُ دَائِبًا،

أَدِبُّ وَذُو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ

ولكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُمْ،

رَقُوءٌ لِما بينَهُمْ مُسْمِلُ

رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ. رَقأْتُ بَيْنَهُمْ، أَصلحت. وانَّمَسَ فِي الشَّيْءِ: دَخَلَ فِيهِ. وانَّمَسَ فُلَانٌ انِّمَاساً: انْغَلَّ فِي سُتْرةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: انَّمَسَ الرجلُ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ، أَي اسْتَتَرَ، وَهُوَ انْفَعَلَ.

نهس: النَّهْسُ: الْقَبْضُ عَلَى اللَّحْمِ ونَتْره. ونَهَسَ الطعامَ: تَنَاوَلَ مِنْهُ. ونَهَسَتْه الحيةُ: عضتْه، وَالشِّينُ لُغَةٌ، وَنَاقَةٌ نَهُوسٌ: عَضُوض؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي فِي وَصْفِ النَّاقَةِ: إِنها لَعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ. ونَهَسَ اللَّحْمَ يَنْهَسُه نَهْساً ونَهَسا: انْتَزَعَهُ بِالثَّنَايَا للأَكل. ونَهَسْتُ العِرْقَ وانْتَهَسْتُه إِذا تَعَرَّقْتَهُ بمقدَّم أَسنانك. الْجَوْهَرِيُّ: نَهْس اللَّحْمِ أَخْذُه بمقدَّم الأَسنان، وَالنَّهْشُ الأَخذ بِجَمِيعِهَا؛ نَهَسْتُه وانْتَهَسْتُه بِمَعْنًى. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه أَخَذَ عَظماً فَنَهَسَ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ

أَي أَخذه بِفِيهِ. ونَسْرٌ مِنْهَسٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

مُضَبرَّ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا

وَرَجُلٌ مَنْهوسٌ ونَهِيسٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ خَفِيفٌ؛ قَالَ الأَفوه الأَوْدِي يَصِفُ فَرَسًا:

يَغْشى الجَلامِيدَ بأَمْثالِها

مُرَكَّبات فِي وَظيف نَهِيس

ص: 244

وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم:

كَانَ مَنْهُوسَ الْكَعْبَيْنِ

أَي لَحْمُهُمَا قَلِيلٌ، وَيُرْوَى:

مَنْهُوسَ الْقَدَمَيْنِ

، وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيضاً. والنُّهَسُ: ضَرْبٌ مِنَ الصُّرَدِ، وَقِيلَ: هُوَ طَائِرٌ يَصْطَادُ العَصافير ويأْوي إِلى الْمَقَابِرِ ويُدِيم تَحْرِيكَ رأْسه وذَنَبِه، وَالْجَمْعُ نِهْسَان؛ وَقِيلَ: النُّهَسُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ. وَفِي حَدِيثِ

زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: رأَى شُرَحْبِيلَ وَقَدْ صَادَ نُهَساً بالأَسْوافِ فأَخذه زيدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْهُ وأَرسله

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النُّهَسُ طَائِرٌ، والأَسْوافُ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ، وإِنما فَعَلَ ذَلِكَ زيدٌ لأَنه كَرِهَ صَيْد الْمَدِينَةِ لأَنها حَرَمُ سيدنا رسول اللَّه، صلى الله عليه وسلم. ونَهْسُ الحَيَّة: نَهْشُه؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

وَذَاتُ قَرْنَين طَحون الضِّرْسِ،

تَنْهَسُ لَوْ تَمكَّنَتْ مِنْ نَهْسِ،

تُدِيرُ عَيْناً كَشِهابِ القَبْسِ

وَالِاخْتِلَافُ فِي تَفْسِيرِ نَهَسَ وَنَهَشَ يأْتي فِي حرف الشين.

نوس: الناسُ: قَدْ يَكُونُ مِنَ الإِنس وَمِنِ الجِنِّ، وأَصله أَناس فَخُفِّفَ وَلَمْ يَجْعَلُوا الأَلف وَاللَّامَ فِيهِ عِوَضًا مِنَ الْهَمْزَةِ الْمَحْذُوفَةِ، لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَا اجْتَمَعَ مَعَ المعوَّض مِنْهُ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:

إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْنَ

عَلَى الأُناسِ الآمِنينا

والنَّوْس: تَذَبْذُبُ الشَّيْءِ. ناسَ الشيءُ يَنوسُ نَوْساً ونَوَساناً: تَحَرَّكَ وتَذَبْذَبَ متَدَلِّياً. وَقِيلَ لِبَعْضِ مُلُوكِ حِمْيَر: ذُو نُواس لضَفِيرَتَيْن كَانَتَا تَنوسان عَلَى عاتِقَيْه. وَذُو نُواس: مَلِكٌ مِنْ أَذْواء الْيَمَنِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لذُؤَابَتَين كَانَتَا تَنُوسَان عَلَى ظَهْرِهِ. ونَاسَ نَوْسا: تَدَلَّى وَاضْطَرَبَ وأَنَاسَهُ هُوَ. وَفِي حَدِيثِ

أُمِّ زَرْعٍ ووصْفِها زَوْجَها: مَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وأَنَاس مِنْ حُلِيٍّ أُذُنيَ

؛ أَرادت أَنه حَلَّى أُذنيها قِرَطَةً وشُنوفاً تَنوس بأُذنيها. وَيُقَالُ للغُصْن الدَّقِيقِ إِذا هَبَّتْ بِهِ الرِّيحُ فهزَّته: فَهُوَ يَنوس ويَنوع، وَقَدْ تَنَوَّسَ وتَنَوَّع وَكَثُرَ نَوَسانُه. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: مَرَّ عَلَيْهِ رجلٌ وَعَلَيْهِ إِزارٌ يَجُرُّه فقَطع مَا فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ فكأَني أَنظر إِلى الْخُيُوطِ نائِسَةً عَلَى كَعْبَيْهِ

أَي متدلِّية مُتَحَرِّكَةً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

الْعَبَّاسِ: وضَفِيرَتاه تَنوسان عَلَى رأْسه.

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: دخلتُ على حَفْصَةَ ونَوَساتُها تَنْطُف

أَي ذوائِبها تَقْطُر مَاءً، فسمَّى الذَّوائِبَ نَوَسات لأَنها تَتَحَرَّكُ كَثِيرًا، ونُسْتُ الإِبلَ أَنُوسُها نَوْساً: سُقْتُها. وَرَجُلٌ نَوَّاسٌ، بِالتَّشْدِيدِ، إِذا اضْطرب وَاسْتَرْخَى، وناسَ لُعابُه سالَ فَاضْطَرَبَ. والنُّواس: مَا تَعَلَّقَ مِنَ السَّقْفِ. ونُواس العَنْكبوت: نَسْجه لِاضْطِرَابِهِ. والنُّواسِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ العِنَب أَبيض مُدَوَّرُ الْحَبِّ مُتَشَلْشِلُ الْعَنَاقِيدِ طَوِيلُهَا مُضْطَرِبُهَا، قَالَ: وَلَا أَدري إِلى أَي شَيْءٍ نُسِبَ إِلا أَن يَكُونَ مِمَّا نُسِبَ إِلى نَفْسِهِ كدَوَّارِ ودَوَّاريٍّ، وإِن لَمْ يُسْمَعِ النُّواس هَاهُنَا، ونَوَّسَ بِالْمَكَانِ: أَقام. والنَّاوُوسُ: مَقَابِرُ النَّصَارَى، إِن كَانَ عَرَبِيًّا فَهُوَ فاعُولٌ مِنْهُ. والنَّوَّاسُ: اسْمٌ. والناسُ: اسْمُ قَيْسِ بْنِ عَيْلان، وَاسْمُهُ النَّاسُ «1» بْنُ مُضَر بْنِ نِزار، وأَخوه إِلْياس بن مضر، بالياء.

(1). قوله [واسمه الناس] يروى بالوصل وبالقطع كما في حاشية الصحاح انتهى شارح القاموس.

ص: 245